قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والثلاثون

في الحارة
دلف إلى منزله بعد يوم عمل طويل جسده كله يصرخ من الألم لم يكن يظن أن جمع المال صعب لتلك الدرجة، كان فقط يذهب لوالده يخبره بأن نقوده قد نفدت ليملئ محفظته بالكثير في الحال، نظرت إلى تلك النقود في يده يبتسم بفخر اول نقود يجمعها هو
اتجه ناحية باب شقته ليجد سعاد في طريقها لأسفل ليسألها بلهفة: هدى كيفها دلوقتي.

ابتسمت تهز رأسها ايجابا: بخير يا ابني أهو احسن من امبارح، انا بس هنزل واطلعكوا صينية الاكل
هز رأسه نفيا: ما تتعبيش حالك أنا جبت وكل معايا وأنا جاي
ربطت على كتفه برفق: ماشي يا ابني ربنا يعينك عن اذنك
افسح لها المجال يهتف سريعا: اتفضلي.

نزلت هي لأسفل، ليكمل هو طريقه لاعلي فتح الباب بمفتاحه الخاص ليجد هدى تجلس على الأريكة ضامة ركبتيها لصدرها تنظر أمامها بشرود، انتفضت سريعا ما أن رأته تهرول إلى غرفتها ليستوقفها هاتفا بلهفة: مش هتأكلي
هتفت بتهكم: ما هكلش مع حيوانات
دخلت غرفتها صافعة الباب خلفها بعنف ليتهاوي على الأريكة بتعب خلل أصابعه في شعره الاسود الكثيف يفكر.

في صباح اليوم التالي.

فتح عينيه بصعوبة يشعر بألم يخترق جسده بأكمله حاول تحريك يده ليشعر بها مقيدة نظر حوله بتعجب تلك الغرفة لا يعرفها ما ذلك المكان الغريب انتصف جالسا ليجد يده اليمني مقيده باصفاد حديدية في اركان الفراش، جذب تلك الاصفاد بعنف يصرخ بغضب: انتوا مجانين فكوووني، انتوا مش عارفين انا مين، انفتح الباب ليدخل محمود ومن خلفه زينب التي دفعت محمود لتصل لولدها تعانقه بشوق، لا ينكر أنه شعر بالدفء بين ذراعيها، ود لو يبكي كالطفل الصغير وهي تربط على رأسه برفق، اراد أن يشعر بذلك الحنان اللذي طالما افتقده، ولكن رغما من كل هذا دفعها بيده الحره يصرخ بغضب وهو ينظر لمحمود: أنت اتجننت يا راجل إنت، أنت مش عارف أنا مين، دا أنا امحيك من على وش الدنيا.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي محمود: ماشي وأنا عايزك تعمل كدة، آه صحيح نسيت ارحب بيك في بيت العيلة، اهلا بيك في بيتك، بس دي مش اوضتك دي أوضة اخوك اللي عملت كل حاجة عشان تدمر حياته، واخرها كنت عايز تعتدي على مراته
صرخ بغضب حتى ظهرت عروق رقبته: لينا من حقي أنا، هو ما بيحبهاش أنا بس اللي بحبها وما حدش هيقدر يبعدني عنها.

اتجه محمود ناحية دولاب خالد يخرج دفتر اسود كبير ألقاه امامه على الفراش يهتف بجد: زمان سألت خالد أنت ليه بتكتب مذكراتك في دفترين، قاللي ادي لينا واحد وتعرف أنا بحبها قد ايه، أنا بقي عايزك توريني اخرك لأنك لو ما اتربتش فأنا مش ورايا حاجة ومستعد اربيك من اول وجديد، يلا يا زينب
نظرت له برجاء ليتركها قليلا ليهتف بحزم: يلا يا زينب.

هزت رأسها ايجابا تنظر لصغيرها بشوق، عتاب صامت لتخرج من الغرفة ويوصد محمود عليه الباب من الخارج، احتدت عيني حمزة بغضب يجذب تلك الاصفاد بعنف يحاول كسرها ولكن دون فائدة، نظر لذلك الدفتر الكبير بغيظ ليدفعه بيده الاخري ليسقط ارضا بجانب فراشه.

سقف غرفتها كيف لها الا تعرفه كان ذلك اول ما رأته حينما فتحت عينيها بألم صداع قوي تشعر أن رأسها ستنفجر ذلك الثقل يحاوط جسدها بشدة، التفت برأسها تنظر له بألم وهو يحاوطها بتلك الطريقة كأنه يخشي أن تهرب منه، حاولت دفع ذراعه عنها مرة بعد اخري لتهتف بحدة: اوعي بقي يا اخي ابعد عني بقي
فتح عينيه يهمس بحزن: للدرجة دي بقيتي بتكرهي حضني
نظرت له بحدة تهتف بجفاء: أنا بقيت بكرهك انت نفسك.

هز رأسه نفيا بعنف يتوسل لها: لا يا لينا انتي بتحبيني زي ما انتي عارفة أن أنا بموت فيكي
مش كدة يا لوليتا
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تهتف بتهكم: انت قتلت لوليتا يا خالد
هز رأسه نفيا مرة اخري يبتسم بأمل: لوليتا قلبها ابيض وهتسامحني
دفعته بعنف تهتف ساخرة: والأبيض أنت وسخته يا خالد.

اتجهت ناحية دولاب ملابسها اخذت بعض الملابس لتتجه إلى المرحاض تصفع الباب خلفها، ليصدم رأسه في ظهر الفراش بقوة يغمض عينيه بألم
دقائق وجدها تخرج من المرحاض ترتدي احد فستانها تلف حجابها باهمال قطب جبينه بتعجب يسألها: انتي لابسه كدة ورايحة فين
هتفت بلامبلاة: رايحة عند بابا
هز رأسه نفيا بعنف يهتف برجاء: لاء يا لينا مش هتمشي مش هتسبيني أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.

هتفت بحدة: وأنا ما بقتش قادرة اعيش معاك، والافضل ليا وليك اننا ننفصل بهدوء
زمجر بحدة: مش هيحصل يا لينا مش هطلقك انتي مراتي وهتفضلي مراتك لآخر نفس فيا، لو عايزة تخلصي مني ادعي بقي اني اموت
امتعضت ملامحها بألم تنساب دموعها بقهر تهتف بألم: أنت ليه مصر تدمرني، ابوس ايدك ابعد عني بقي، ارجوك أنا محتاجة ابعد محتاجة أرجع أنا تاني، عشان خاطري أنا تعبت والله العظيم تعبت.

انهارت أرضا تخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير، ليتحرك من مكانه متجها ناحيته جلس على ركبتيه بجانبها يهمس بندم: غلطة ومش هتكرر عشان خاطري يا لينا ما تسبنيش
رفعت وجهها تنظر له بغضب تهتف بقسوة: أنت الغلطة الوحيدة اللي في حياتي يا خالد.

اغمض عينيه بألم نظرة الكره التي تطل من عينيها كلماتها الجافة الكارهه تحرق قلبه همس بألم: ماشي يا لينا أنا موافق روحي عند ابوكي لحد ما تهدي، بس من غير طلاق مش هقدر اطلقك، اقترب يريد أن يعانقها للمرة الاخيره لتبتعد للخلف تنظر له بكره ليبتسم بألم: للدرجة دي بقيتي بتكرهي حضني، فاكرة لما كنتي بتقوليلي أنا ماليش في الدنيا دي غير حضنك استخبي فيه
انسابت دموعها تهمس بألم: دا قبل ما تقول عليا عاهرة.

اغمض عينيه بألم تلك الكلمة كانت كالنصل المسموم اخترق قلبه بقوة ليسمعها تهتف بتهكم: ايه وجعتك، عرفت بقي كنت حاسة بايه وأنت بتقولهالي
انسابت دموعه ندما لا يعرف ماذا يقول او يفعل، نار حزن، ألم، ندم تستعر في قلبه
أحس بحركتها، نظر نايحتها سريعا ليجدها تخرج من الغرفة تحمل حقيبة ملابسها ليهرول خلفها سريعا يهتف بلهفة: لينا استني يا لينا.

وقف امامها يمنعها من التقدم يهتف بتوسل: ارجوكي يا لينا ما تسبنيش ارجوكي انا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني لو طلبتي مني اني اضرب نفسي بالرصاص هعملها بس سامحيني اطلبي اي حاجة اعملهالك بس ارجوكي ما تبعديش عني وحياة لوليتا عندك خليكي جنبي، ابوس ايدك ما تبعديش عني، عشان خاطري أنا مش هقدر اعيش من غيرك
لينا باكية: أرجوك يا خالد، انا محتاجة ابعد محتاجة الم إلى باقي مني، انت كسرتني يا خالد، كسرتني.

تحركت لتغادر تسمعه يتوسل لها: لينا أنا هموت لو سبتيني
التفت له تهتف بخواء: ما بقتش فارقة معايا
لم تعطيه فرصة للرد، ذهبت سريعا من امامه
خرجت من المنزل بأكمله اوقفت سيارة اجري
ركبتها مع صغيريتها لتذهب لمنزل والدها نظرت من زجاج السيارة الخلفي لتراه يقف ينظر لهم بألم دموعه تهبط بغزارة.

كان يصرخ في غرفته بغضب يجذب تلك الأصفاد بعنف: انتوا مجانين أنا مش هسيبكوا انتوا ما تعرفوش أنا اقدر اعمل ايه فكوني، أنا هوديكوا ورا الشمس، انتوا مجانين
كانت زينب تقف خلف باب غرفته المغلق تبكي بعنف تنظر لمحمود وعمر بألم تهمس برجاء: وبعدين يا محمود قلبي بيتقطع عليه
محمود بهدوء: ابنك عنيد وعمره ما هيسمع الكلام أنا مستعد اسيبه يمشي
قاطعته تهتف سريعا: لاء لاء دا أنا ما صدقت رجع لحضني.

قاطعهم عمر يهتف بذهول: معلش ثواني بس انا ليا اخ وكمان كان ضايع لاء وكمان تؤام خالد
انا مش فاهم حاجة خالص
هتف محمود ساخرا: وأنت من امتي بتفهم
ربطت زينب على كتف عمر برفق تبتسم برجاء: بقولك يا عمر يا حبيبي ما تدخل تتكلم معاه شوية وحاول تأكله، الواد يا حبة عيني جسمه مخرشم خالص والعلاج بتاعه بعد نص ساعة
ابتسم لوالدته برفق يهز رأسه إيجابا ليهتف محمود: هات موبيلك قبل ما تدخل.

عقدت جبينه باستفهام يهتف بمرح: هتقلبني يا حج
هتف محمود بحدة: اخلص يا ظريف
حمحم بحرج ليخرج هاتفه من جيب بنطاله الجينز يعطيه لوالده، نزلت زينب سريعا لتعود بصينية كبيرة ممتلئة بالطعام اتسعت عيني عمر بدهشة ما ان رآها: كل دا اكل عشان حمزة، طب سيبولي حمامية طيب، طب صباع كفتة، ورك فرخة طيب، طب صدر البطة الحلوة دي
أعطته الاكل ليدفعه محمود في كتفه يهتف بحزم: يلا يا خفيف بطل رغي.

فتح محمود اقفال الباب ليدخل عمر مبتسما بمرحه المعتاد، ليصرخ حمزة في وجهه بغضب: انت مين انت كمان
وضع عمر صينية الطعام على الفراش ليجذب كرسي خشبي يجلس عليه يبتسم بهدوء: أنا عمر اخوك الصغير
صرخ حمزة بغضب: أنا ماليش اخوات انتوا فاهمين، خرجوني من هنا بدل ما انسف بيكوا الأرض
عمر بهدوء: يا حمزة...
قاطعه حمزة يصرخ غاضبا: ما اسميش زفت، انا اسمي اياد.

جلس عمر على الفراش بجانبه يربع ساقيه يهتف بمرح: طب يا عم مش هنختلف انا ممكن اقولك يا جلال عادي، خلينا في المهم الحاجة زينب عاملة شوية اكل انما ايه عدالة
يلا افتح بوقك هم يا جمل
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي حمزة يهتف بتهكم: انتوا مجانين صح، ليبتسم بمكر يهتف بهدوء: بقولك ايه معاك موبايل عايز اعرف الساعة كام.

ابتسم عمر بثقة: بغض النظر أنك فاكرني غبي ومش عايز تعرف الساعة كام، لأن الساعة قصادك اهي، بس للأسف الحاج عامل كمين قدام اوضتك يبقلب اي حاجة داخل
زفر بضيق يخلل اصابع يده الحره في خصلات شعره بعنف ليجد عمر يقرب يده من فمه بقطعة من الطعام يبتسم بمرح يقلد صوت أنثوي: كل من ايدي يا سي حمزة تعدمني يا اخويا لو ما كلتها.

ضحك رغما عنه ليدس عمر قطعه الطعام في فمه نظر له بحدة ليبتسم عمر ببلاهة، لفت نظر حمزة دبلة فضية في اصبع اليد اليمني لعمر ليهتف بغموض: انت خاطب مش كدة
ابتسم بهدوء يهز رأسه إيجابا ليهتف حمزة بتوعد: يا اما تخرجني من هنا يا اما هخليك تقرا الفاتحة على روح الحلوة خطيبتك.

ابتسم عمر بهدوء يضع المعلقة من يده: أنا آه ابان عيل فقري كدة ضارب الدنيا طبنجة كلامه كله هزار وضحك بس على رأي المثل اتقي شر الحليم إذا غضب، لولا انك اخويا الكبير وواجبي احترمك كنت دفعت تمن الجملة دي غالي أوي
نظر حمزة له بحدة يشيح بوجهه بعيدا يهتف بضيق: أنا عايز امشي من هنا، انا ماليش مكان وسطكوا، انتوا مش اهلي أنا طول عمري لوحدي، بمزاجكوا او غصب عنكوا أنا هخرج من هنا وهاخد لينا ونبعد عن الكل.

هتف عمر بحدة: لينا دي مرات اخوك مش مسمحولك تفكر باي شكل من الأشكال، غير في صورة واحدة بس مرات اخوك وزي اختك غير كدة لاء
ابتسم حمزة ساخرا ولم يعقب ليجدا الباب يفتح وكالعادة دخلت زينب تهرول إلى داخل الغرفة وخلفها محمود يمشي بهدوء
زينب بلهفة: ما كلتش ليه يا حبيبي كدة يا عمر مش قولتلك آكله عشان ياخد الدوا، مسدت على جبيرة قدمه الضخمة بحزن تتمتم بحزن: ربنا يشفيك يا ابني.

نظر لوالده يهتف بحدة: خرجني من هنا بدل ما اوديك في ستين داهية أنت ما تعرفش أنا اقدر اعمل ايه
هتف محمود بهدوء: ما أنا قولتلك اللي عندك اعمله انما خروج من هنا مش هيحصل إنت اصلا مش قادر تمشي على رجليك واحدة فيها كدمات بشعة والتانية مكسورة، اعتبرها مستشفي هتقضي فيها وقتك لحد ما تتعالج وبعدين ابقي اخرج لو عايز
اقترب منه يفك اصفاد يده اليمني يهتف بهدوء: اديني فكيت ايدك عشان ما تحسش انك محبوس.

مسدت والدته على شعره بحنان: يا ابني دا بيتك واحنا اهلك مستحيل باي حال من الاحوال اننا نفكر نأذيك
صرخ بغيظ: دا مش بيتي وانتوا مش اهلي، انتوا متخيلين انكوا اول ما تقولولي احنا اهلك يا حبيبي هترمي في حضنكوا واعيط، أنا ماليش مكان وسطكوا
هتف محمود بهدوء: ماشي كلامك، زي ما قولتلك في الأول اعتبر نفسك في مستشفي اول ما تقدر تتحرك هسيبك تمشي، تعالي يا عمر سيب مامتك معاه.

هز عمر رأسه إيجابا ليخرج بصحبة والده من الغرفة التي جلست مكانه تهتف بحزم: بص بقي أنا هشيل الصينية دي فاضية وهتاكل يعني هتاكل
نظر ناحية صينية الطعام الممتلئة لتتسع عينيه بذعر.

وقفت سيارة الاجري أمام فيلا جاسم الشريف
لتنزل منها تحمل الصغيرة حاسبت السائق لتحمل حقيبة ملابسها متجهه لداخل المنزل فتحت لها احدي الخادمات لتجد والدها يجلس على كرسي في غرفة الصالون امام الباب هتف ساخرا ما ان رآها: اهلا اهلا لينا هانم، اخيرا الهانم تقرر تعطف علينا وتيجي تزورنا، يا تري بقي هتقعدي ربع ولا نص ساعة قبل ما خالد باشا يجي ياخدك.

ابتلعت ريقها بتوتر تحاول الابتسام: لا يا بابا انا هقعد معاكوا كام يوم
اتسعت عيني جاسم بدهشة يهتف بتهكم: بجد وخالد باشا موافق
ابتسمت باصفرار تهز رأسها ايجابا ليضيق عينيه بشك قام من مكانه يتجه ناحيتها يسألها بترقب: انتوا متخانقين ولا ايه.

هزت رأسها نفيا بهدوء لتسمع صوت والدتها تصرخ باسمها بسعادة، اسرعت ناحية والدتها تعانقها تتهرب من نظرات الشك التي تطل من عيني والدتها، ابتعدت عن والدتها تنظر لجاسم بهدوء: اقعد يا بابا ولا امشي
جاسم بحدة: ايه إلى انتي بتقوليه دا يابنت دا بيتك وانتي عارفة كدة كويس
فريدة: خلاص بقي انتوا الاتنين هاتي لوليتا با لينا أحسن وحشتني اوي
اخذت فريدة الصغيرة تلاعبها برفق.

لينا: انا هطلع ارتاح شوية لو لينا ضايقتك يا ماما هاتيهالي
هتفت بحنان: مالكيش دعوة بلينا دي حبيبة تيتة اطلعي انتي
ابتسمت لوالدتها بحزن لتتركهم متجهه إلى غرفتها
ضيق جاسم عينيه يهتف بشك: في حاجه مش مظبوطة؟!
فريدة: عندك حق يا جاسم أنت مش شايف لينا شكلها حزين ازاي ووشها كمان أصفر اوي
هز رأسه إيجابا بشرود عليه هناك شيئا خاطي يجب أن يعرف ما هو.

لم يستطع البقاء في المنزل اكثر من ذلك ارتدي ملابسه ليذهب إلى عمله لعله يلهي قلبه وعقله عنها وكان يوم اسود لم تسطع شمسه
فخالد صب غصبه على مواظفين الشركة دخل على غاضبا يهتف بحدة: جرا ايه يا عم خالد أنت جاي ترفد في مواظفين الشركة، دا انت رافد 6 موظفين لحد دلوقتي
ضرب سطح مكتبه بعنف يهتف بحدة: عشان اغبيا وما بيشوفوش شغلهم.

على غاضبا: لا يا خالد، ذ واضح أن انت إلى مش طايق نفسك المواظفين مالهمش ذنب ولعلمك انا رجعتهم الشغل تاني
صرخ بحدة: ما تنساش ان أنت كمان شغال عندي
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي ( على) يهتف بحزن: صح أنت صح أنا آسف يا خالد باشا عن اذنك
مسح وجهه بكف يده بعنف ماذا يفعل نيران حزنه تحرق الجميع ليهتف سريعا: استني يا على ما تزعلش ما كنش قصدي انا بس اعصابي تعبانة
على: مالك يا خالد في ايه.

ابتسم بألم: ما فيش انا ماشي خلي بالك من الشغل ورجع الموظفين
اخذ سترته ومفاتيحه وخرج من الشركة يشعر بالاختناق عليه أن يتصل به
محمد: السلام عليكم
خالد بارهاق: وعليكم السلام
محمد: ايه يا ابني فينك
هتف بألم: أنا تعبان يا محمد تعبان أوي
محمد بقلق: في ايه يا ابني ايه اللي حصل
خالد: انت فين
محمد: أنا في البيت تحب نتقابل في اي حتة
خالد: لاء أنا جايلك
محمد: طب أنا مستنيك ما تتأخرش.

اغلق الخط يدير المقود متجها إلى منزل صديقه
منزل محمد
نادي بصوت عالي: رانيا، يا رانيا
رانيا: أيوة يا محمد
محمد: حضري الغدا عشان خالد جاي
رانيا: لينا جاية معاه
هتف بشرود: ما اعتقدش
بعد قليل رن جرس المنزل فذهب محمد ليفتح الباب لتجحظ عينيه بصدمة حينما رأي صديقه يقف امامه عيناه حمراء من كثرة البكاء شعره اشعث وكذلك لحيته وجهه شاحب
هتف بصدمة: أنت عامل كدة ليه، تعالا أدخل تعالا
دخل خالد يمشي بخطي بطيئة متعبة.

كاد أن يسقط لولا ان اسنده محمد سريعا
محمد بلهفة: حاسب، مالك يا ابني تعالا اقعد استريح
خالد: عايز اتلكم معاك لوحدنا
محمد: تعالا ندخل المكتب
دخلا مكتب محمد واغلق الباب، تهاوي خالد على الاريكة مخفيا وجهه بين كفيه
محمد بقلق: مالك يا ابني في ايه ايه إلى حصل
ابتسم ساخرا: عايز تعرف ايه إلى حصل انا قتلت لينا
جحظت عيني محمد بدهشة: قتلتها ازاي يعني.

انسابت دموعه بندم بهتف بألم: قتلت حبي جواها قتلت احساسها بالأمان في حضني
لينا بقت بتكرهني يا محمد
جلس بجانبه يربط على كتفه يهتف بحزم: اهدي كدة وفهمني اللي حصل
قص عليه ما حدث ليتدلي فك محمد من الدهشة: يعني ايه اخوك، هو صحيح ابوك كلمني بس أنا قولت يمكن عايزه في شغل اخوك يا نهار ابيض، لاحظ دموع صديقه للتي تهبط بغزارة ليهتف بهدوء عله يخفف عنه: اديها فرصة تهدي يا خالد وصدقني هترجعلك لينا بتحبك اوي.

انتحب باكيا: يا رتني كنت اديتها فرصة تدافع بيها عن نفسها قبل ما اعمل فيها كدة
محمد: ما تحملش نفسك فوق طاقتها، اي واحد مكانك كان هيعمل اكتر من كدة
هز رأسه نفيا بعنف يبكي بألم: ما كنش لازم اصدق عنيا دي لينا بنتي أنا مربيها مش عارف ازاي صدقت انها تعمل كدة
دقت رانيا الباب ليمسح دموعه سريعا
رانيا: ازيك يا خالد
هتف بشحوب: بخير يا رانيا، انتي عاملة ايه
رانيا: الحمد لله كويسة، اتفضلوا الغدا جاهز.

محمد: يلا يا خالد
خالد: لاء انا ماشي
محمد: يعني ايه ماشي، لاء طبعا أنت هتتغدي معانا
خالد: يدوم يا صاحبي، بس صدقني انا لازم امشي دلوقتي
محمد: يا ابني...
قاطعه بحدة: خلاص بقي يا محمد ما تبقاش زنان انا ماشي يعني ماشي، يلا سلام عليكم
محمد: سلام يا صاحبي
رحل خالد وجلس محمد يفكر في حل لمشكلته
رانيا: مش هتتغدي
هتف بشرود: لاء ماليش نفس
رانيا: احم، أنا والله ما كنتش بتصنت عليكوا انا سمعتكوا بالصدفة والله وانا داخلة.

محمد: قصدك ايه
رانيا: قصدي ان صاحبك غلطان محمد هو أنت ممكن تعمل فيا زيه
ابتسم بحنان يربط على وجنتها برفق: حبيبتي انتي اغلي حاجة عندي فطبيعي لو شفتك في مشهد زي دا مش هستخسر فيكي خزنة مسدسي كله ولا ايه
جحظت عيني رانيا بفزع
محمد: يلا قومي اعمليلي فنجان قهوة
رانيا سريعا: حاضر من عنيا انت تؤمر
فرت للمطبخ سريعا تعد له كوب القهوة عادت بعد قليل لتجده ينظر للفراغ بشرود نادته عدة مرات إلى أن أنتبه لها: هااا.

هتفت بضيق: بقالي ساعة بنادي عليك سرحان في ايه
تنهد بتعب: بفكر في حل لمشكلة خالد
لوت شفتيها بضيق: احنا ما ورناش حاجة غير اننا نحل مشاكل خالد
هتف بحدة؛ اتكلمي عن اخويا عدل احسنلك
رانيا بضيق: يا محمد انت ما بتديش وقت لبيتك خالص اما في الشغل اما بتحل مشاكل استاذ خالد وهو دايما اللي بيبقي غلطان على فكرة
هتف بحدة: والشغل دا أنا بشتغله عشان امي وبعدين أنا مش شايف اني مقصر من ناحية البيت في حاجة.

تخصرت تهتف بضيق: طب ومشاكل خالد
هتف بحدة: قولتلك ميت مرة خالد ليه دين في رقبتي لو فضلت عمري كله مش هقدر اوفيه
هبت تصرخ بغيظ: يا ادي الدين بتاع خالد كل شوية خالد ليه دين في رقبتي خالد ليه رقبتي دين ايه دا
هتف بانفعال: عايزة تعرفي دين ايه أنا كنت مدمن مخدرات!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة