رواية أحببت فاطمة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني
لاحظت العمه رجاء عدم وجود كريم فأردفت قائلة في تساؤل...
: اومال فين كريم؟
ابراهيم مجيباً عليها: . عنده شغل قال لازم يخلصه في الشركه
حسين بحزم: مممم ابنك علي طول هربان كده يا ابراهيم ماشي بس لما اشوفه
ابراهيم بهدوء: انت عارف ان كريم بيحب الشغل ومديله كل وقته
حسين بنظرات ذات معني: احنا مخلصين الشغل كله امبارح ياابراهيم ابنك بس الي ديما يخلع ما علينا لما اشوفه هملصله ودانه.
ضحك إبراهيم وقال: براحتك ما هو ابنك برضو
حسين بتنهيدة: ااااه كان نفسي ياابراهيم يكون ابني فعلا بدل خلفه البنات دي
ابراهيم بعتاب: ومالهم خلفه البنات ياحسين ربنا يباركلك فيهم انا عندي هاله بنتي بالدنيا وما فيها
حسين بغضب: ياعم دول بلوي من بلاوي الزمن ممنهمش منفعه لكن الولد هو الي بيشيل اسمك بعدكده ومن بعده ولاده كمان
ابراهيم، الكلام ده كان زمان ياحسين وكله نعمه من ربنا وكريم ابنك برضو ولا ايه.
حسين وهو يومئ برأسه: اه طبعا وعشان كده انا عايزك في موضوع مهم
ابراهيم بفضول: خير
حسين: بعد الغدا ان شاء الله نشرب الشاي واقولك
تدخلت رجاء في الحوار قائلة بمزاح: الواد كريم ده وحشني اوي الواد ده براوي مبيسالش علي حد
ابراهيم، شغل يارجاء وانتي عارفه كريم حياته كلها شغل وبعدين احنا هنقضي القعده كلها في سيره كريم ولا ايه يلا كلوا بقا بسم الله...
بعد قليل إنتهوا جميعاً من تناول الطعام حيث جلس إبراهيم مع شقيقه حسين يحتسان الشاي..
بينما جلست أنهار زوجة حسين مع العمة رجاء وجلسن بقية الفتيات مع بعضهن و...
مني: ازيكم يابنات احكولي بقا اخباركم ايه انا انشغلت عنكم الفتره الي فاتت بسبب الامتحانات بس خلاص فضيتلكم بقا
جميله: بخير الحمدلله طمنينا انتي عملتي ايه في الامتحانات.
مني: والله يعني كانت صعبه شويه تعرفي ياجميله انتي في رحمه والله خالي عمل فيكي معروف انه خلاكي تقعدي ومتكمليش ده الجامعه والدراسه ده حاجه تقرف
شردت جميله في تلك اللحظه التي حرمها أبيها فيها من ان تستكمل تعليمها وتحقق ذاتها وكأن مني فتحت جرحها من جديد وبدأ ينزف مُجدداً فكم من أمنيه أضاعها من بين يديها كم من دموع انهمرت من عينيها كم تألمت هي وشقيقتها وما السبب في ذلك! إنه الاب!
تحدثت فاطمه وقالت بثبات: ومين قالك يامني ان الدراسه قرف جميله كانت بتتمني تكمل تعلميها وتحقق ذاتها لكن القدر بقا هنعمل ايه!
مني: بس غريبه اوي ان انتي يا فاطمه تكملي تعليمك وجميله لا نفسي اعرف ليه خالي فرق بينكم كده اشمعنا.
فاطمه بجدية: كل واحد مش بياخد غير نصيبه بس الفرق اني مسكتش واصريت وقولت باعلي صوتي هكمل يعني هكمل اما جميله اختي فهي حاولت لكن سكتت في الاخر لارضاء بابا بس عوض ربنا ليها هيبقي اكبر مكافاءه ان شاء الله
ساره بنفاذ صبر: تؤ تؤ ايه الدراما قومي ياختي انتي وهي يلا نرقص ونفرفش يخربيت النكد ده
ضحكت مني قائلة: اهو البت اللمضه دي الي فيكو ضربه الدنيا صرمه،
فاطمه ضاحكة: اه والله يابختها بدماغها.
هاله: عن اذنكم انا هقوم اقف شويه في البلكونه
فاطمه: وانا هاجي معاكي يالولو استني
دلفتا الفتاتان إلي شرفة المنزل، بينما قالت فاطمة في تساؤل:
مالك ياهاله ليه ديما سرحانه ووحيده كده
شردت هالة قليلاً بينما رددت بحزن: انا فعلا وحيده يابطه انتي عارفه اني خسرت اعز الناس وسابت وجع في قلبي كبير اوي صعب يداوه.
فاطمة بحزن علي حالها: عارفه وحاسه بيكي والله ياحبيبتي بس الدنيا مش هتقف ولازم تمشي وبعدين انا جنبك ومش هسيبك ابدا
تجمعت العبرات في عينيها وقالت: بس الدنيا عندي وقفت يابطه ومش راضيه تمشي انا اتكسرت بعد موت امي وفرحتي ضاعت ومبقاش ليا احلام هي كانت دنيتي واديها راحت وخلاص
إقتربت فاطمة لتمحي لها دموعها بحنان قائلة: انتي كده بتعذبي نفسك وتعذبي ماما معاكي لازم تبقي اقوي من كده.
هالة: مش قادره كل ما افتكر اليوم ده بيجيلي انهيار مش مصدقه الله يرحمك يااعز الناس
فاطمة بحزن طاغي علي ملامح وجهها: هاله حبيبتي انتي اقوي من كده ده قضاء ربنا وانتي مؤمنه وعارفه كده كويس
هالة: ونعم بالله
فاطمة: ايوه كده فين بقا الضحكه الحلوه
ابتسمت هاله ابتسامه حزينة وقالت: ربنا يخليكي ليا يابطه انتي بجد اختي ربنا ما يحرمني منك
فاطمة بهدوء: ولا منك حبيبتي ياغاليه عليا.
ابراهيم: ها خير ياحسين كنت عايزني في ايه؟
حسين: خير ان شاء الله انت عارف ان كريم ده ابني الي مخلفتوش فعشان كده انا هاخده لبنت من بناتي ايه رايك...
نظر له مستغربا وقال: هتاخده! طيب نشوف رأي كريم ايه!
حسين: يعني ايه المهم انت توافق وبعدين نشوف رأي كريم
ابراهيم: انا معنديش مشكله بس هي مين بقا في البنات
حسين: جميله في ناس متكلمين عليها وساره لسه صغيره ومفيش غير فاطمه...