رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الرابع عشر
ابتسم ادم بهدوء وهو ينظر لعينها بعمق: انتى محدش علمك تخبطى قبل ما تدخلى افرضى انا مش عايز اشوف وشك دلوقتى .
عقدت يارا ذراعيها امام صدرها لا تصدق ان هذا ادم وتحدثت: بص بقى احنا من اول ما اتجوزنا وانت بتقول انك بتكرهنى وبتتمنى بعدى عنك انا جيبالك عرض ممتاز اهه انا هبعد عن حياتك خالص يا بشمهندس وانسى تماما انك كنت تعرف واحده اسمها يارا طلقنى وانا عمرى ما هتدخل فى حياتك ولا هتشوفنى ولا هتسمع صوتى.
احس ادم بنيران تأكل قلبه احس بألم شديد كيف لن يراها مجددا ؟ كيف لا يشتم عبيرها ؟ كيف لن يسمع صوتها ؟ كيف ! ولكن هيهات ان يستسلم لقلبه او يسلم لضعفه فنظر لها ببرود وقال: ممتاز عرض رائع فعلا خلاص كده معدش ليكى قيمه وجودى معاكى تضييع وقت على العموم انا هنفذ طلبك بكل سرور عدى الجمايل دى بقى .
اغمضت يارا عينها للحظه تحاول منع دموعها من الخروج وفتحتها مره اخرى وقالت بصوت مذبوح: طلقنى .
ادم بنبره مميته وكأن ليس بداخله اى مشاعر او وجع: انتى طا...
صدع رنين هاتف ادم فى الغرفه فتوقف ونظر اليه وجده والده فالتقط الهاتف ..
حزنت يارا بشده وقالت: انا هبقى فى بيت بابا ورقه طلاقى توصلنى .
والتفت وغادرت .
اغمض ادم عينه وفتح الخط واعطاها ظهره
ادم: ايوه يا بابا .
رأفت بصوت مضطرب: انت فين يا بنى اوعى تعرف مراتك حاجه هاتها وتعالى .. احمد فى المستشفى .
عقد ادم حاجبيه وقال: ايه اللى حصل .
رأفت: لما تيجى هتعرف كل حاجه متتأخرش ومتنساش خليك جنب مراتك لحد ما تيجو واوعى تقولها سلام.
اغلق ادم الخط والتف سريعا وخرج من الغرفه لم يجدها خرج من المنزل وجدها تقف تنتظر تاكسى ليقلها فنادى عليها .
مسحت يارا دموعها سريعا لكى لا يراها والتفت له شعرت بالسعاده لانه اتى خلفها هى لن تسامحه بسهوله ولكن هى فرحه لانه لم يتخلى عنها بسهوله .
اقترب ادم منها ولم يتحدث امسك حقيبتها وادخلها للمنزل وخرج اليها مره اخرى وامسك يدها ساحبا اياها فى اتجاه الجراچ فتح الباب واجلسها ولف حول السياره وجلس على مقعد السائق وادار السياره وتحرك دون كلمه واحده ويارا تنظر له باستغراب وذهول افاقت ونظرت له: احنا راحيين فين .
لم يجيب ادم
توترت يارا: رد عليا احنا رايحيين فين .
ادم بهدوء: فى مكان لازم نروحه ضرورى اهدى كلها ربع ساعه وهنوصل.
يارا بقلق: فهمنى حالا انا مش عايزه اروح معاك فى اى مكان .
رمقها ادم بنظره جانبيه: انا مش واخدك افسحك انا بقول لازم نروح ضرورى والتفت لها ورمقها بنظره اخافتها: فعلشان كده تسكتى وما اسمعش صوتك لحد ما نوصل .
توترت يارا وصمتت .
بعد حوالى ربع ساعه توقف ادم امام المشفى نزل ادم وانزلها وامسك بيدها ويارا غير مستوعبه لما يحدث وعندما دخل من باب المشفى احست بانقباض قلبها فضغطت على يد ادم واقتربت منه وامسكت ذراعه الممسكه بيدها بيدها الاخرى وقالت: احنا ايه جابنا هنا انا خايفه .
لم يجب ادم واخرج هاتفه وهاتف والده: انتو فين .
اخبره والده وبمجرد ان صعد للطابق وجد يوسف يقف عند مكتب الممرضه ويتحدث معها وعندما رأت يارا يوسف سقط قلبها وخافت بشده وبغير شعور منها ضغطت على يد ادم بقوه وبدأت الدموع تتجمع بعينها لمحهم يوسف فاقترب منهم وصافح ادم وهم بالتحدث فاندفعت يارا: اروى .. اروى جرالها حاجه انت بتعمل ايه هنا اروى كويسه مش كده كويسه صح ... وبدأت دموعها بالنزول .
رد يوسف بسرعه: اهدى يا مدام يارا اروى كويسه احنا هنا علشان ...
قاطعه ادم: هما فين .
اشار يوسف على غرفه باخر الممر وساروا سويا للغرفه طرق ادم الباب حتى اذن له ودلف وبمجرد ان دلفت يارا تجمدت فى مكانها وهى ترى والدها فى غرفه اخرى من خلف الزجاج عارى الصدر يوضع على اماكن متفرقه من صدره اجهزه دقيقه والطبيب بجواره ويتحدث معه اتسعت عينها ولم تصدق ما ترى واحست ان الكون يدور بها احس بها ادم فأمسكها بقوه واجلسها جائت اروى وجلست بجوارها وايضا سميه ويارا لاتزال لا تصدق منظر والدها امامها بدأت بالبكاء: ماما ايه حصل بابا كويس صح اكيد كويس وظلت تبكى بشده .
سميه تطمئنها: بابا كويس يا حبيبتى متقلقيش .
سحب ادم يد يوسف وخرج للممر .
ادم: ايه اللى حصل .
يوسف: انت متعرفش ؟ حماك كان طول الفتره اللى مسافرها بره دى كان بيعمل عمليه فى القلب .
اندهش ادم: دا اللى هو ازاى هو قالى انه فى زياره بره .
ادعى يوسف الاستغراب: ازاى ومراتك كمان متعرفش .
ادم: اكيد لأ والا كانت قالتلى وبعدين انا معرفش انت عرفت ازاى .
يوسف بغباء: واضح ان الموضوع متلعبك تعال ندخل لحد ما نطمن وبعدين افهمك وتفهمنى ... والتف ليدخل
ولكن ادم امسك يده بقوه: متنرفزنيش يا يوسف وبعدين ازاى تبقى انت هنا قبلى وايه اللى عرفك انه فى المستشفى اصلا .
يوسف: اهدى مش وقت جنانك دلوقتى ابوك فضل يرن عليك كتير ولما مردتش رن على مراتك وبرضو مردتش فرن عليا على اساس انى ممكن اكون عارف انت فين وقالى اللى حصل واروى كانت جنبى وسمعت وصممت تيجى وتبقى جنب مراتك .
ادم ترك يده: طب وايه اللى حصل .
يوسف بهدوء: هو كويس حاليا بس لانه كان المفروض يرتاح بعد السفر وطبعا انت كنت عازمه فجه على عندك عالطول ودا طبعا ادى لارهاق فلما خرج من عندك تعب وحماتك هى اللى طلبت المساعده من والدك هو المفروض كان منك بس والدك قال انك خرجت بسرعه ومعرفش يكلمك فاتصرف على ما يعرف يوصلك وممكن بقى متسألش اى حاجه تانى دلوقتى لما الوضع يهدى كده هتفهم كل حاجه
وتركه ودخل الغرفه مجددا ... دلف ادم خلفه .
كانت يارا ما زالت جالسه تبكى فى حضن والدتها ورغم محاولات كل من امها واروى ورأفت لطمأنتها وتهدئتها واخبارها بان الوضع ليس سيئا على الاطلاق ولكن لا فائده .
اقترب رأفت من ادم: هدى مراتك شويه يا بنى دى مبهدله نفسها خالص بابها كويس الحمد لله ومفيش خطر عليه دلوقتى .
اومأ ادم واقترب منها وقف امامها فابتعدت اروى فجلس بجوارها وامسك يدها وقال بهدوء: يارا .
رفعت عينها المليئه بالدموع من حضن والدتها ونظرت له وبأقل من ثانيه ارتمت بحضنه تلف يدها على خصره بقوه وتدفن رأسها بصدره و بكت بشده اكبر وهى تقول من بين شهقاتها: بابا ... لو... جراله حاجه ... انا هموت ... قولى انو هيبقى ... كويس ... هو هيبقى كويس وارتفع صوت بكائها بشده ...
احس ادم بقلبه يكاد يتمزق عليها حسنا هو متفاجئ من لجوئها اليه بعد ما حدث بينهم منذ اقل من نصف ساعه ولكن لم يستطع منع نفسه من الشعور بالحنان تجاهها ربت على ظهرها انزل رأسه لجوار اذنها وهمس بهدوء: اهدى بابا كويس وهيبقى تمام اوى اهدى .
ظل يربت على ظهرها حتى هدأت يارا قليلا ورغم شعورها وعودتها للواقع ظلت تحتضنه كأنها تستمد منه قوتها ... امسكها وخرج من الغرفه وذهب بها للاسفل لكى تغسل وجهها وتشرب بعض الماء هى تشعر بضعف شديد فهى لم تنم منذ الامس وبكت كثيرا وايضا لم تأكل شئ فعرض عليها ادم احضار الطعام ولكنها رفضت وبشده وتركته وصعدت مسرعه للغرفه .
خرج الطبيب فهب الجميع واقفا فابتسم بهدوء وقال: يا جماعه الاستاذ احمد زى الفل انتو قلقانين على الفاضى دا روتين عادى بعد العمليه الكبيره اللى عملها كان لازمه بس راحه ولكنه اجهد نفسه علشان كده حس بضعف .. لسه جسمه متعودش بس ومع بعض الراحه هيرجع زى الاول واحسن اطمنوا تقدروا تدخلوا تشوفوه .
دخلت يارا مسرعه واستمعت لاخر كلماته ودخل ادم خلفها .
يارا بطفوله بصوتها الباكى: منتكلمش كتير علشان ميتعبش صح .
ضحك الجميع على كلمات يارا التى قالتها بطفوله وابتسم الطبيب على برائتها: لا انتى بذات اتكلمى معاه عادى خالص هههه وغادر .
دلف الجميع لغرفه احمد وكان يارا وادم اخر اثنين فتقدم ادم ليدخل فأمسكت يارا يده فالتف لها باستغراب ونظر ليدها الممسكه بيده فابتسمت بهدوء وقالت وهى تنظر ليدها الممسكه بيده: خليك جنبى انا بلاقى قوتى فيك انت الوحيد اللى قادر تطمنى . نظر اليها ادم باستغراب شديد كيف ! الم تكن ترغب بالطلاق ! كيف تتكلم هكذا الان ! شعر بالسعاده تغمره ولكنه لا يستطيع التراجع الان ان كانت هى تراجعت فهو لا .
سحب يده بهدوء ودلف للغرفه نظرت يارا ليدها الممدوه لحظات وحزنت بشده فرفعت رأسها واخذت نفس عميق ثم دلفت للغرفه .
اجتمع الجميع حول احمد الذى اصبح بصحه جيده وعندما رأى قلق يارا وهى واقفه بجواره طلب منها احضار كرسى والجلوس امامه ففعلت مثلما طلب .
كانت الغرفه كالأتى احمد على السرير ورأفت يجلس بجواره وسميه تجلس على اريكه بجوار السرير من الجهه الاخرى وادم ويوسف يقفان بجوار الباب واروى جالسه بجانب يوسف على كرسى .
جلست يارا امام والدها .. طلب احمد من ادم القدوم والجلوس بجوارها تعجب ادم ولكنه ذهب واخذ كرسى وجلس بجوارها كان جو الغرفه ملئ بالتوتر من الجميع .
بدأ احمد بالكلام: فى حاجه لازم تعرفيها يا يارا انتى وادم .
تعجب الاثنين وقالت يارا: ماشى يا بابا بس لما تخرج بالسلامه نبقى نتكلم استريح دلوقتى .
عارض احمد: انا كويس جدا وبما اننا مجتمعين كلنا فا انا حابب اتكلم دلوقتى.
ازداد تعجب يارا وادم فتحدث ادم بهدوء: اتفضل يا عمى .
احمد: انا كذبت عليكو .
اتسعت عين يارا انها تكره حقا هذه الكلمه " كذبت " ابتعدت عن كثير من اصدقائها واقاربها فقط بسبب عاده الكذب لديهم فهى من اشد الصفات التى تكرهها ولا تستطيع احتمالها مطلقا .
اكمل احمد: انا كنت بره مصر الفتره اللى فاتت علشان اعمل عمليه فى القلب ومرضتش اقولكم علشان مشغلكوش بيا وعلشان كده قولتلكم انى فى زياره عند ناس قرايبنا .
فزعت يارا ووقفت بينما ادم ينظر امامه ببرود .
احمد: اقعدى يا يارا فى كلام كتير لسه.
جلست يارا مره اخرى وهى مندهشه .
ادم: وطبعا بابا ويوسف ومراته كانوا عارفين .
نظرت اليه يارا ثم نظرت لاروى وجدتها تنظر للارض وتلعب بيدها بتوتر واضح يدل على انها كانت تعلم بالامر عادت بنظرها لوالدها
رأفت: يارا انا هفهمك كل حاجه .
ثم نظر لادم وقال: انا هقولك على كل الحقيقه . ووجه حديثه لادم: قولها انت اتجوزتها ليه .
فتحت يارا عينها بصدمه هل يعرف والده الامر ؟ وايضا ما علاقه زواجها بادم بعمليه والدها ! وكذبه عليها ما علاقته ايضا !
و ايضا تعجب ادم هل يعلم والده بما يفعل ثم نظر ليوسف بحده وجده ينظر ارضا .
اعاد بصره لوالده ولم يتحدث .
اكمل رأفت: طبعا ابنى وانا عارفه هيكابر ومش هيتكلم مهو الكينج بقى.
وقفت يارا وصاحت: كفايه لعب بالاعصاب بقى ممكن حد يفهمنى ايه بيحصل هنا .
رأفت: اقعدى يا بنتى وانا هقولك كل حاجه .
وبدأ رأفت بالتحدث
رأفت: ادم اتجوزك علشان ينتقم من ابوكى فيكى علشان يحرق قلبه عليكى علشان يعذبك ويحسس ابوكى بالوجع .
نظرت يارا لرأفت وهى لا تصدق اذنها ولا تستوعب ما قيل ثم نظرت لوالدها وجدته يضع يديه علي وجهه ثم نظرت للارض لفتره ثم رفعت نظرها ببطء لادم وجدته ينظر امامه ببرود قاتل .
المها قلبها بشده وقالت بصوت مهزوز: ل.. يه .
ابعد احمد يديه عن وجهه وقال وقلبه يتقطع على ابنته: علشان ينتقم لمامته .
رفع ادم بصره بحده لاحمد ولو كانت النظرات تقتل لمات احمد الان وقال: دا الكل عارف بقى .
رد رأفت: لان احنا السبب .
نقلت يارا بصرها بينهم بتعجب كبير عما يتحدث هؤلاء ما علاقه ادم بأبى ؟ وما علاقه ام ادم الذى من المفترض انها متوفاه ؟ ولم يريد الانتقام ! ومِن مَن ! ولماذا ؟ ولما منها هى ! ولما كل ذلك ؟
اخرجها من افكارها صوت ادم الحاد وهو يقول: انتو السبب ازاى .
رأفت: ممكن معنتوش تسألوا اى سؤال وانا هقولكم الحقيقه كلها من الاول لحد الاخر ومحدش يقاطعنى .
بدأ رأفت بسرد الحقيقه التى من شأنها تغيير الكثير والكثير من الامور.
رأفت: من 28 سنه كان احمد وزينب مع بعض كلمو بعض وخرجوا كانو لسه شباب احمد مكنش يعرف حتى اسم زينب الحقيقى كان عارفها باسم زيزى عمره حتى ما سألها على اسمها بالتفصيل كان يعرف بس عائلتها كان يعرفها زيزى الغمرى زي ما كان ينديها اصدقائها .. و هما كانوا عارفين انهم بيغلطوا وانهم ماشيين فى طريق حرام ولكن كملوا وموقفوش وفى يوم احمد بعد عن زينب وكان السبب راجل كبير قابله احمد فى الشارع كان هيقع واحمد ساعده فالراجل قاله: ربنا يحميك يا بنى ويقدرلك الخير ويجعلك من عباده الصالحين وامسكه من كتفه وقال:انا اه عجوز بس خدها نصيحه منى انا كبرت ومبقتش قادر وعرفت قيمه الشباب دلوقتى احمد ربك يا بنى واحمده على اللى عندك دلوقتى واوعى تعصيه وفوق وارجع لربك قبل ما يضيع منك اللى فى ايدك ويضيع معاه عمرك وشبابك وتركه وغادر .
بعد كلام الراجل ده فكر احمد كتير وقرر انه يبعد عن زينب فى الحرام ويقرب منها بحلال ربنا طبعا زينب من تعلقها بيه زعلت جامد وافتكرت انه بعها بس هو طمنها انه هيرجع وهى وعدته تستناه .. خلص دراسته واشتغل وبعد سنتين قرر يروح يخطبها ودور عليها كتير ولانه مكنش يعرف غير العائله دور كتير اوى فى القاهره لحد ما وصل بعد معاناه وعلى الجانب الاخر زينب كانت معتقده انها هستنى يوم اتنين شهر عشره سنه بالكتير واحمد هيرجع ولكن مرت سنتين وهى متعرفش عنه حاجه خالص وطبعا زينب من القاهره فلذلك مكنتش تعرف توصله وبالتالى هى فكرت انه خانها وبعد عنها وباع حبهم علشان كده كتبت مذكرتها فى الوقت ده انا اتقدمتلها وانا كنت بحبها من وهى صغيره كنا جيران بس هى عمرها ما كانت موافقه عليا ومع ذلك تحت اجبار باباها واحساسها بالخذلان من احمد وافقت واتجوزنا ويوم كتب كتابنا رجع احمد اتفاجأت من نظرات زينب ليه ونظراته ليها ولكن اتغضيت عن الموضوع .
سكت رأفت ونظر لاحمد فأكمل احمد: كنت فرحان اوى انى وصلت ليها اخيرا استغربت لما لقيت البيت بتاعهم مزين سألت واحد من الموجودين قالى النهارده كتب كتاب زينب استغربت قولت يمكن اختها ودخلت قابلنى الناس طبعا مكنش موجود غير قرايبهم ومعارفهم فأنا كنت غريب وسطيهم اول ما دخلت وشفتها اتصدمت حتى مكنتش اعرف اسمها الحقيقى لان دايما صحبها كانوا بيندوها زيزى عمرى ما سمعت زينب دى خالص ابوها جالى وسألنى تبع مين ؟ وانا مين ؟ اتلخبطت ومعرفتش اقول ايه فقولتله انى زميل زينب فى الدراسه وجيت اباركلها طبعا استغرب جامد وقالى قدم واجبك واتفضل زى ما يكون حس بحاجه .. مسكت ورقه وكتبت فيها جواب ليها وحطيتها جوه علبه الشيكولاته اللى معايا واديتهالها هى والورد وباركت لرأفت وليها ومشيت .
فضلت 3 سنين متلطم واشتغلت فى اكتر من مكان وهنا وهنا لحد ما استقريت على الشركه اللى انا فيها وبعد سنتين فيها كنت اتعرفت على سميه كانت بتشتغل معايا وكانت ارمله وعندها بنت عندها 9 سنين لانها متجوزه وهى صغيره عجبنى هدوئها وكانت فعلا طيبه والكل يشهد لها بكده وبعد ما مر عليا 5 سنين من اخر يوم شفت زينب يوم كتب كتابها اتجوزت سميه وربيت بنتها كأنها بنتى وبعد سنه ربنا رزقنا بيارا وعشنا حياتنا ليهم وحبيت سميه من قلبى وحبتها لجمال العشره معاها .. دايما معايا وجنبى وشايله همى ونسيت تماما اى حاجه فى حياتى قبل كده وربيت ولادى وجوزت ساره وسافرت مع جوزها وفضلت يارا معانا كانت كل حاجه وكنت ناوى مجوزهاش ابدا علشان تفضل جنبى كانت بتدب الحياه جوانا بضحكتها وشقاوتها وحبها للحياه بطيبتها وتدينها وانها واخده كل الامور ببساطه كانت دايما تخفف عنى وعن مامتها عشنا حياتنا بسعاده رغم هموم الدنيا وفضلنا كده لحد من سنه واحده بس جالى اتصال من رقم مجهول رديت وللمفاجأه كان رأفت وقالى ان هو بيدور عليا من زمان بقاله كتير ومحتاج منى مساعده ضرورى .
سكت احمد ليكمل رأفت .
رأفت: بعد من احمد مشى لقيت زينب بتفتح علبه الشيكولاته وبتاخد منها الورقه وقرأتها وبعدين لاول مره من يوم ما خطبتها ضحكت وسمعتها بتقول حاضر ودمعت عنيها وجات جنبى وقالتلى وعد هحافظ عليك وعلى حياتنا وعمرى ما هغلط فى حقك ابدا انا فرحت جدا ومكنتش عارف ايه سبب التغير بس كنت فرحان انها حتى اتكلمت معايا كده بدأنا حياتنا وبعد سنه جبنا ادم بس للاسف ولادته كانت صعبه ومامته مكنتش تقدر تغذيه فاللى اخدت بالها منه ورضعته وكانت امه التانيه كانت أمينه اختى الكبيره لانها فى نفس الوقت كانت مخلفه من كام شهر فرضعته مع ابنها وللاسف حاله زينب اتدهورت واضطرت تعمل ازاله للرحم وبكده معرفناش نخلف تانى زينب زعلت جامد وبدأ ده يظهر عليها وللاسف الزعل مفارقهاش ولما كان ادم يسأل انا مليش اخوات ليه كنا نقوله لان احنا مش عايزين نجيب تانى زينب كانت بتعاملنى بما يرضى الله عمرها ما غلطت فى حقى هى اه محبتنيش حب حب ولكن حبتنى حب العشره بس بسبب احساسها بأنها اتحرمت من احساس انها تكون ام تانى دا كان مأثر عليها جامد ادم كان متعلق جامد بيها وقريب منها لدرجه كبيره وقت ما كانت تتعب او تعيط او حتى تكون زعلانه كان بيبقى هيتجنن عليها وكان بيعمل المستحيل علشان تضحك وتنسى همها هو كان فعلا الوحيد اللى بيقدر يخرجها من حزنها بس كان عنده عقده من زعلها المستمر اللي مكنش يعرف سببه .. كبر ادم وكبر حبه لوالدته وتعدى حبه ليا بمراحل او بمعنى اصح اتعلق بيها اكتر منى وكان راجلها التانى وطبعا هى كانت بتعتمد عليه اكتر منى وشال مسئوليه بدرى اينعم بمزاجه بس اثرت جامد على شخصيته بقى صعب اوى ودماغه ناشفه لما يعارض حاجه محدش بيجادله كان محدش يقدر يقنعه بأى حاجه كان دايما هو اللى بياخد قراراته بنفسه مكنش بيخضع لحد ابدا حتى ليا مكنش بيضحك ولا يهزر مع حد ابدا الا انا وامه وأمينه اختى لانها كانت نسخه من ادم وجبروته مكنش حد يقدر يسيطر عليه رغم انه لسه طالب جامعى الا امه كان ولاد اعمامه وعماته واخواله وخالاته بيخافوا منه رغم ان فى اكبر منه بس كان هو الكينج مكنش بيكره فى حياته قد البنات وفكره انو يبقى بيحب واحده غير امه او انو يتجوز ..
لحد ما جات القشه اللى قسمت ظهر البعير تعبت سميه فى يوم واخدناها على المستشفى وعرفنا ان اثناء عمليه ازاله الرحم كانت مصابه وقتها بسرطان الرحم واللى للاسف انتشر بعدها فى الجسم كله ودلوقتى هى فى المرحله الاخيره الكلام دا كان من اربع سنين طلبت سميه انها تعيش باقى عمرها هنا فى اسكندريه وفعلا نزلنا من القاهره وعشنا هنا كان ادم وقتها عنده 24 سنه اتدمر وكانت حالته صعبه جدا اغلب الوقت بيزعق واختفى بروده تماما لدرجه انه فى يوم ضرب واحد لدرجه انه كان هيموته وكانت اول مره الناس تشوفه غضبان وقتها طلبت امه تشوفه راح لها نام فى حضنها وعيط جامد وقلها: متسبنيش .
هدأته زينب وطلبت منه: انه يهتم بنفسه وشغله ويكبر نفسه وقالتله ان هى نفسها قبل ما تموت تشوفه اكبر بشمهندس على وش الدنيا وطلبت منه يوعدها انه يهتم بنفسه ويكبر شغله وفعلا وعدها ادم وادم وعده سيف وفعلا وهو لسه ابن 24 سنه فتح الشركه بمساعده صاحبه يوسف واستثماروا فيها كل اللى يملكوه واشتغل ادم بجهد ميقدرش عليه 10 رجاله وكان هو المسئول على كل التصميمات كان بيرسمها بنفسه ودا لوحده محتاج مجهود جبار ولكن لانه وعد اغلى انسانه فى حياته اتحمل وفعلا كبر الشركه فى غضون 3 سنين وبقت من اكبر الشركات فى اسكندريه وبعدها بدأ يتوسع وكبرت لحد ما وصلت سمعتها للقاهره ولما زينب شافت ادم واللى عمله حست ان واحده من اكبر امنياتها اتحققت ولسه الامنيه التانيه ..
كنت بحس لما اقعد معاها انها متوتره او نفسها تقولى حاجه لحد ما فجأتنى بيوم وطلبت منى طلب استغربت منه جدا وهى انها نفسها تشوف احمد وحكتلى على قصتهم وان حياتها معايا كان هو السبب فيها وادتنى الرساله اللى قرأتها يوم كتب الكتاب الرساله اللى سابها و كانت " دلوقتى اقدر اقولك مدام زينب الف مبروك ربنا يفرحك دايما انا عارف انك استنتينى بس يمكن انا اتأخرت عليكى او اقولك دا نصيبنا بس خدى بالك من حياتك ابدأى من جديد عيشى مع جوزك وهاتى اولاد كتير وربيهم وخليهم كلهم زيك فى طيبتك وحنانك عارف ان ممكن يكون صعب عليكى بس انا متأكد انك هتعملى كده مش هقولك علشان خاطرى ولا علشان خاطر جوزك هقولك علشان ربنا وعلشان خاطر نفسك عيشى وحبى وافرحى عارف انك هتسألى انا هعمل ايه انا هعيش انا كمان هكمل تكوين نفسى لحد ما يبقى ليا كيانى وهتجوز وهجيب ولاد واه بقولك ربى ولادك كويس يمكن واحد منهم يجوز من ولادى ههه ربنا يفرحك ويسعدك ويرزقك بالذريه الصالحه.
صديقك احمد " قرأتها وانا مصدوم ازاى واحد يعمل كده وعرفت وقتها انه حبها بصدق وصممت انفذ رغبتها طبعا هستغربوا ازاى سكت كان المفروض اقول بقى ماضى اسود واتخانق معاها واقولها ازاى تطلبى منى كده بس انا مفكرتش وقتها غير ان قدامى واحده بتعيش اخر ايامها وعمرها ما اذتنى اينعم كان نفسى تحبنى مش حب عشره بس بس هى عمرها ما جرحتنى وعاملتنى بما يرضى الله وكانت نعم الزوجه فامفكرتش فى اى حاجه غير ان اللى هى نفسها فيه هنفذه ليها وفعلا فضلت ادور عليه كتير لحد ما وصلت لرقم تليفونه كلمته وطلبت منه يجى يقابلها وفعلا جه احمد وقابلها . سألته زينب عن حياته وقلها ولما عرفت انه عندو بنت وسمعت كلام احمد عنها صممت تنفذ كلامه اللى كان فى الجواب وتجوز يارا وادم واحمد رحب ووافق وقتها حاولنا نقنع ادم بالجواز لكن ولا حياه لمن تنادى ولا كأننا بنكلمه حاولت زينب كتير معاه بس لاول مره فى حياته يعارضها وقالها اطلبى حياتى اطلبى اى حاجه غير انى اتجوز انا معرفش احب غيرك ولا يمكن اجيب واحده تشاركك فيا ووقت ما تحتاجينى ابقى انا مشغول بيها انا عايز افضل فى حضنك افضل جنبك افضل بحبك انتى بس ورفض رفض تام الجواز طبعا كون ان ادم يرفض يبقى الموضوع مفهوش نقاش ولكن برضو زينب مكنتش سهله صممت تجوزه يارا وكان لازم نلاقى خطه كان احمد دايما بيجى يزورها بس عمره ما شافها وانا مش موجود مكنش بيجى الا فى حضورى وكمان عمرى ما حسيت انه لسه بيكن اى مشاعر تجاه زينب الا مشاعر صداقه نضيفه وعمره ما اتكلم معاها غير قدامى وكلام عادى جدا حكى لينا كتير عن مراته وبنته ولما شافت زينب صوره يارا صمتت اكتر على جوازها بادم وقالت كلمه واحده: اتخلقوا لبعض ...
وفى يوم ادتنى مذكراتها وكتبت رساله لادم وقالتلى دول ممكن تحتاجلهم انا مش عارفه هموت امتى بس عايزه وعد منكو انتو الاتنين انكو هتجمعوا ادم ويارا سوا تحت اى ظرف وبأى طريقه حتى لو غصب وانا عارفه ابنى كويس هيحبها لانى عارفه ومتاكده ان اللى بناه احمد فيها كان ذرعه فيا قبل كده وادم هيحبها انا متأكده وبالفعل وعدها احمد ورأفت وبعدها بأسبوع ماتت زينب وسابت وعد فى رقبتى ورقبه احمد لازم ننفذه .
ادم اتبهدل واتغير 180 درجه وبقت حالته اصعب من الاول بقى اقسى واعنف ورغم كده مستغناش عن بروده اللى قتلنى انا اول واحد وانا بشوف ابنى كده قدامى فضلنا انا واحمد نفكر ازاى نقنع ادم وحاولت كتير معاه لكنه مسمعش كلامى وانا ملقتش غير حل واحد وهو انى استغل حبه الجنونى لزينب واخذت مذكراتها وحطتها فى هدوم مامته وخليته يشوفها وقرأها بس خبيت مذكراتها اللى كتبت فيها حياتها الجميله اللى عاشتها وكانت الخطه اننا هنخلى ادم يقرأ المذكرات دى وبعدين كنا متأكدين انه هيفكر ينتقم من احمد لان محدش كان يتخيل مقدار حبه لامه واى حد كان بيزعلها بس كان بيقلبها عليه حجيم و قلت لاحمد انه هيحاول يوصله ووقتها لازم يعرفه انه عندو بنت ووقتها انا هقترح عليه يتجوز وطبعا اول حاجه هيفكر فيها هى بنتك كانتقام منك اتردد احمد وخاف على يارا لان كلامنا عن ادم مكنش مبشر ليه خالص ان يارا تكون سبب انتقام اعترض كتير ورفض وانا استسلمت ليه وفضلنا ندور على حل تانى بس فى يوم احمد تعب جامد فى شغله ونقلوه المستشفى بس هو طلب منهم محدش يتصل بالبيت عنده واتصل بيا وقالى انه بعد تفكير وافق وانه مش هيروح يتعالج الا لما ادم ويارا يتجوزوا وبالفعل قرأ ادم المذكرات وعلى ما افتكر انه يومها كان كأنه اتحول لشيطان ولان يوسف كان قريب جدا من ادم كان عارف كل الحكايه وادم طلب منه انه يدور على احمد معاه بحيث ان حد منهم يوصل لحاجه وبالصدفه يوسف كان قاعد معايا وقالى كل الحكايه وطلب منى اوقف ادم علشان ميغلطش ويرجع يندم فا انا اضطريت اقوله على اللعبه كلها وطبعا فرحت ان اول الخطوات بتتحقق.
وفى مره كنت قاعد مع ادم اتظاهرت انى شفت اسم احمد فى الجريده صدفه بس فى الواقع الموضوع كان مدبر واحمد سحب كل فلوسه وخلى الظاهر هو انه فعلا بيعانى بسبب معاناه الشركه وفعلا راح ادم لاحمد واحمد مكنش عارف يعمل ايه فقرر انه يخترع حكايه بيع الارض علشان يكسب وقت يقدر يعرف فيه ادم على يارا وكان ناوى يخليها خطوبه بس وفى الفتره دى يتعرف عليها يمكن لما يعرفها كويس ويشوف طباعها وروحها الحلوه يحبها وينسى كل حاجه بس اللى فجأنا ان ادم طلب يشترى الارض استغربنا معرفناش كان ناوى على ايه طبعا مهو ادم ودماغه محدش يوصلها وصدفه وادم عند احمد اتكلمت يارا كأن القدر بينفذ الخطه لوحده وبالفعل سأل ادم عليها وقاله احمد ولما احمد قالى ان ادم خلاص عرف بوجود يارا قررت انى افاتحه فى الموضوع لكن احمد فاجأنى تانى يوم ان ادم طلب ايد يارا مصدقتش نفسى معقول للدرجه دى الامور بتمشي بدون ترتيب حتي وبالفعل اتقابلوا ولكن ادم فجأنا تانى بانه بيطلب جواز عالطول وكمان يعيشوا بره لوحدهم اتردد احمد بس وافق لان مفيش فى ايده حل تانى وتم واتجوزوا كانا كلنا قلقانين على الوضع هيبقى ازاى لكن كالعاده فجأنا ادم انو بيعامل يارا بطيبه عكس شخصيته تماما وكمان ان يارا اتعلقت بيه وحبته كان احمد بيتعب كتير بس تماسك لحد ما يطمن على يارا لما سافرتم مطروح قررنا كلنا نسيبكوا فتره علشان نتأكد ولكن فرحتونا جدا لما كنا بنكلمكوا وتبقوا سوا وصوت الفرحه منكو فقرر احمد يسافر ويعمل العمليه وفعلا سافر ونجحت ورجع زى الاول واحسن ولما نزلتوا اسكندريه وشفت قد ايه انتو متعلقين ببعض وحبكوا لبعض ولما نزل احمد واتعزموا عندنا وشافوا قد ايه قربتوا وانكو مبسوطين سوا وحياتكم ماشيه فى اتجاه الصح واتجاه الحب قررنا نقولكوا الحقيقه علشان لو فى اى خلاف بسيط بينكو يتلاشى تماما ودى كل الحقيقه انا عارف انها مش سهله انكو تسمعوا الكلام ده وخصوصا يارا انا اسف يا بنتى بس انا بحمد ربنا ان ادم قدر يحتويكى ويهون عليكى وعلينا شويه .
انهى رأفت كلامه بتنهيده وعم الصمت الغرفه لا يسمع سوى صوت انفاس يارا المتسارعه وهى تنظر للارض ظل الجميع فى صمت رهيب بلا اى حركه بلا صوت كانت يارا متخشبه فى مكانها لا تصدق ما تسمعه كل شئ لعبه كذب كانت مجرد وسيله للعبه ادم ووالده وايضا والدها ابيها كذب عليها ابيها تخلى عنها لم يفكروا فيما تريد فيما سيحدث لها ...
مهلا مهلا يقولون ان ادم احبها ياالهى !
رفعت عيناها المصدومه وجالت على وجههم واحد تلو الاخر يوسف يستند على الحائط يضع نظره فى الارض وملامح وجهه حزينه .
اروى تبكى بصمت وتضع يد على بطنها المنتفخ ويد على فمها وهى تنظر للارض .
رأفت يجلس ويميل جسده للامام ويضع كلتا يديه على رأسه .
احمد جالسا على الفراش مستند بظهره على الوساده مغمض عينه ويده متشابكتان بشده .
سميه تبكى ايضا بصمت وتنظر ليارا بتألم .
التفت يارا لادم بجوارها وجدته يجلس بهدوء يرجع بجسده للخلف ويرجع رأسه للخلف مستندا على ظهر الكرسى وينظر بهدوء شديد للسقف عيناه حمراء كالدماء ويده قابضه وبشده على جانبى الكرسى .
نظرت للارض مره اخرى ثم وقفت وصفقت ببطء شديد وهى تبتسم رفع الجميع رأسه لها ما عدا ادم بقى كما هو ولكن اغمض عيناه .
ظلت تصفق ببطء وهى تبتسم ابتسامه مؤلمه بحق والجميع ينظر اليها بترقب لما ستفعل ولما ستقول وما هو رد فعلها توقفت يارا عن التصفيق ورفعت رأسها للاعلى واخدت نفس عميق ثم ...