رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل التاسع والعشرون
توقف ادم بسيارته امام كافيه كبير ويارا كانت بجواره تكاد تأخذ انفاسها بسبب سرعه ادم الجنونيه فى القياده وادم كانت ملامحه صارمه للغايه يستند بظهره على الكرسى ينظر امامه بشرود .
نظرت اليه يارا وامسكت يده بهدوء وطبعت قبله صغيره على باطن كفه وقالت: بالله عليك ما تضايق نفسك انت هتقدر تحل الموضوع بس علشان خاطرى تهدى ومتعملش فى نفسك كده انا كده بتوجع اكتر .
نظر اليها ادم وجد ملامحها قلقه مضطربه فوضع يده الاخرى على يدها وضغط بخفه وهم بالتحدث ولكن قاطعها رنين هاتفها نظرت للشاشه وجدته رقم غريب تفاجأت واعطت الهاتف لادم نظر ادم للرقم ثوانى واحس بتشابه ففتح هاتفه ونظر لاخر رقم طلبه وبالفعل كان رقم سرين .
اعطاها ادم الهاتف وقال: ردى دى سرين .
ردت يارا: السلام عليكم
سرين: يارا .
يارا: مين معايا .
سرين بدلع: انا سرين يا يارا .
يارا بضيق من نبرتها: افندم خير ..
سرين باستهزاء: كنت بطمن عليكى بس اصل يعنى وحشتينى وكده .
يارا: ايه ده بجد اوووه ميرسى اوى كتر خيرك .
سرين: ياريت تكون عجبتك هديه امبارح .
يارا بغيظ: ممكن افهم انتى متصله عايزه ايه دلوقتى .
سرين: عايزه اقولك انى خارجه فى ميعاد مع جوزك اكيد مقالكيش ... صح .
صمتت يارا قليلا تفكر فى شئ ما ثم قالت: انتى اكيد بتكدبى ادم لا يمكن يعمل كده واذا عمل كده هيقولى .
سرين: لو مش مصدقه تعالى كافيه " " واتأكدى بنفسك .
زفرت يارا: مش محتاجه لانى متأكده انك كدابه .
سرين: براحتك سلام يا ... وضحكت بشماته وقالت وهى تضغط على حروف الكلمه: يا مدام .
واغلقت الخط زفرت يارا ونظرت لادم وجدته ينظر لها بتساؤل .
يارا: كانت بتقولى انها خارجه فى ميعاد معاك .
ادم بحده: يعنى الموضوع برضاها وعن قصد .
يارا: دا الواضح فعلا ...
ادم: بس كنتى بتقولى كدابه وادم مستحيل يعمل كده كان قصدك على ايه .
يارا بتفكير: قصدى انها لما كلمتنى اتأكدت انها فعلا عامله كده متعمده واللى فهمته من الجواب ان الشخص اللى معاها عايزنى ي...
قاطعها ادم بنبره مميته ونظره حاده: يبقى يفكر يقرب منك هقتله ... ثم اضاف بتهديد: ومتقوليش عايزنى دى تانى فاهمه .
يارا محاوله تجنب غضبه: حاضر يا حبيبى مش هقولها تانى .
ادم بخبث: يا ايه !
يارا بغيظ: بذمتك دا وقته .
ادم: دا وقته ونص وامسك يدها وقبلها: وبعدين انتى حبيبتى فى اى وقت وفى اى وضع .
خجلت يارا وصمتت فابتسم ادم وقال: خلاص خلاص كملى كنتى بتقولى ايه .
يارا بخجل: هااا مش فاكره .
ضحك ادم: لا افتكرى وادى ايديك يا ستى ... وترك يدها: سيبتك اهه .
ابتسمت يارا ثم تنفست بعمق وقالت: من الاخر يعنى اللى انا فهمته ان هو وهى متفقين يوقعوا بينا وهى تكسبك وهو يكسبنى .
صر ادم اسنانه بغضب: تقوم تنام فى حضنه كده .
يارا: فكرت فى دى برضو فا فى احتمال تانى انها تبقى بتحبه وهو بيستغلها علشان برضو يفركش بينا وهى هبله ومش فاهمه .
صمت ادم قليلا ثم قال: طيب يا ست الفاهمه انا لو شفتها قدامى دلوقتى هقتلها او هضربها قلمين يفوقوها .
يارا: مينفعش لان لو قلنا ان الاحتمال الاول الصح فهى هتتمسكن والشرف والعار وانت لازم تصلح غلطتك والكلام ده .
ولو الاحتمال التانى صح هتنفى الموضوع تماما وهتتهرب باى حجه .
ادم: اصلا انتو الستات مصايب طب دلوقتى لو الاحتمال التانى صح وهى بتحبه هتوافق تساعده علشان واحده تانيه ازاى .
يارا بتفكير ثم قالت بتذمر: انا اعرف بقى يمكن ضحك عليها واقنعها باى حاجه وبعدين انا بخمن مجرد تخمينات بس .
ادم: خمنى ياختى .
صمتوا قليلا ثم قالت يارا: انا مش عايزاها تعرف انى معاك عايزاها تحس ان خطتهم ماشيه صح .
ادم بسخريه: وهتروحى فين يا عم كرومبو .
ضربته يارا بصدره: بطل تريقه بقى ...
ادم: ايوه عايزه ايه دلوقتى يعنى !.
يارا: مش عايزاها تشوفنى معاك .
ادم: ايوه يعنى هتعملى ايه ؟.
صمتت يارا قليلا وهى تضع يدها اسفل ذقنها وتنظر للاعلى كعلامه انها تفكر نظر ادم اليها والى ملامحها الطفوليه البريئه وحركاتها العفويه وفتن بها .
صفقت يارا بيدها وقفزت على الكرسى وقالت: لقيتها .
نظر الى ابتسامتها وهى تجلس اعلى الكرسى ثم نظر لزجاج السياره الاسود وتأكد انه مغلق فأمسك يدها وجذبها لتسقط امامه وتصطدم بصدره شهقت ولكنها لم تكملها لانه آسر شفتيها فى قبله شغوفه فتحت عينها بشده وحاولت التحرك ولكنه اطبق بيديه عليها مانعا تحركها انشا واحدا فاستسلمت له ووضعت يدها خلف عنقه واغمضت عينها ببطء مستمتعه بهذه اللحظه المجنونه .
تركها بعد ثوانى ووضع جبينه على جبينها ومازال مغمضا عينه وقال بهمس وانفاسه متسارعه : انتى بتدمرينى ...
سرت قشعريره بجسد يارا كله اثر همسته الدافئه . ابتعد ادم ينظر لعينها المغلقه ووجنتها الحمراء وشفتاها تلك الفراوله الجذابه رفع رأسه وزفر بقوه .
فتحت عينها ببطء عندما استمعت لزفرته وجدت نظرته داكنه سوداء للغايه علمت انه يحاول السيطره على نفسه ... فقفزت من مكانها وجلست على ارضيه السياره بين الكرسى الامامى والكنبه الخلفيه واسندت ظهرها على الباب خلف الكرسى الامامى فأصبحت معاكسه لادم وضمت ركبتيها لصدرها .
نظر اليها ادم باستغراب وقال: انتى قاعده ليه كده !.
يارا: علشان سرين متشوفنيش ...
ادم بابتسامه استنكار: انتى مجنونه !.
يارا: اومال اروح فين انزل من العربيه مثلا واسيبك معاها لوحدكوا ! لا يا بابا دا عشم ابليس فى الجنه فا هفضل قاعده هنا وهى هتقعد على الكرسى اللى قدام ده فا مش هتبقى شيفانى وفى نفس الوقت هبقى معاكوا وسمعاكوا واى كلمه او حركه كده ولا كده هطلع اموتها .
ادم بمكر: ياستى ما تسبينا ناخذ راحتنا ...
يارا وعقدت ذراعيها امام صدرها: نعم ياخويا طيب لما نروح يا ادم هعرفك .
ادم بشغب: طب ماتعرفينى دلوقتى .
يارا: انا دلوقتى محشوره مش عارفه اتصرف فى البيت هاخذ راحتى .
ادم وهو ينظر اليها بنظرات جريئه: اه حتى الاوضه واسعه والسرير كبير تعرفى تاخدى راحتك .
هربت الدماء من جسد يارا كله لتصعد لوجنتها خجلت بشده فوضعت يدها على وجهها ودفنته بين قدميها .
ضحك ادم ووقتها لمح سرين فتبدلت ملامحه 180 درجه فمجرد رؤيتها امامه جعلت الدماء تغلى فى عروقه .
وجد هاتفه يرن وجده رقم سرين نظرت يارا اليه ومن ملامحه المخيفه ادركت ان سرين اتت .
ضرب ادم على كلاكس السياره عده مرات حتى انتبهت له سرين .
جاءت ودلفت للسياره وجلست على الكرسى الامامى بجواره .
سرين: ازيك يا ادم اخبارك ... توقعت انك قاعد جوه .
يارا محدثه نفسها: ياك ضربه يا شيخه اسمه بشمهندس يا حيوانه .
ادم: انا تمام مش حابب ادخل ... هما كلمتين وهنمشى عالطول .
سرين: اتفضل قول كل اللى تحبه انا سمعاك .
يارا فى سرها: حد يناولنى شبشب دى ناقص تقوله يا حبيبى .
اخرج ادم الصور وعنياه تزداد حده وراته يارا وحدثت نفسها: استرها يا رب .
اعطى ادم الصور لسرين وقال: ايه ده .
نظرت اليه سرين ومن الواضح انها اضطربت وهذا ما استنتجته يارا من صوت انفاسها الذى تسارع .
سرين مصطنعه الدهشه: ايه ده !
ادم بحده: افتحى واتفرجى وقوليلى انتى ايه ده .؟
فتحت سرين الظرف ورأت الصور وفى الحقيقه هى لم تراها من قبل فلقد رتب امرها م2 دون ان يخبرها او يريها لها حتى .
صدمت سرين من الاوضاع الذى ارسلها م2 فلقد كانت سيئه للغايه وحميميه جدا واول ما جال بفكرها: كيف يرسل لرجل اخر صورها بهذا الشكل .
ادمعت عين سرين وقالت: انا معرفش حاجه عن الصور دى .
لم تكن تبكى على الصور فهى تعلم انه سيرسل صورا لها معه ويبدلها بشكل ادم من الصور التى التقطتها له يوم رقصته مع ندى ولكنها بكت لانها شعرت انه يراها رخيصه لدرجه ان يرسل مثل تلك الاوضاع فى الصور ...
نظر اليها ادم ثوانى دموعها صادقه صدمتها تبدو حقيقيه هل هى فعلا مظلومه لا تعرف شيئا ! ولكن الصور اخبره صديقه انها بالفعل حقيقيه ! وايضا اتصالها منذ قليل بيارا .! كيف تستطيع التمثيل بهذه البراعه ؟ حقا يرفع لها القبعه فمن يراها يظن انها تبكى حقا .
ادم: متأكده انك متعرفيش .!
سرين ببكاء: انا معرفش حاجه ! انا مليش دعوه ولا اعرف مين عمل كده ! او مصلحته ايه ! انا اصلا اتقرى فتحتى امبارح ازاى هعمل كده .؟
ادم بصدمه: اتقرى ايه ! دا اللى هو ازاى يعنى ؟
سرين: زى ما بقولك كده فتحتى اتقرت امبارح ولو حصل وشاف الصور دى هيبقى شكلى ايه .!
ثم مسحت دموعها و قالت: هى يارا شافت الصور دى .؟
ادم بترقب: اه .
سرين بلهفه: بجد ! اقصد يعنى عملت ايه اوعى تكونوا اتخانقتوا .
ادم بحده قد ادرك انها تتعمد الايقاع بينه وبين يارا: انا هتصرف مع يارا متشغليش بالك بس انتى بتقولى ان...
قاطعه رنين هاتفه فنظر اليه وجدها يارا .
نظر لسرين وقال: طب تقدرى تتفضلى انا عندى مشوار مهم ونكمل كلامنا بعدين .
نظرت اليه سرين واومأت وخرجت من السياره تحركت بسيارتها وغادرت .
خرجت يارا واخذت نفس عميق فلقد كانت تحبس انفاسها .
يارا وهى تخرج: يااااربى كنت هموت اوووف .
ادم: ما انتى اللى عامله زى فطوطه . بترنى عليا ليه !.
يارا: اولا لانى كنت هموت وانا حابسه نفسى .
ثانيا لانك سايب المفيد وبتتكلم فى حاجات تانيه .
ادم: وايه المفيد يا ست المهمه ؟.
يارا بغيظ: مسألتهاش ليه من اللى خطبها !.
ادم: اولا ساعه ما انتى رنيتى عليا كنت لسه هسألها .
ثانيا هيفيدنا فى ايه بقى يا كرومبو .؟
يارا: هيفيدنا فى ان الشخص ده هو الشخص اللى معاها فى الصوره ... هو هو الشخص اللى عايز يفرق بينا ... هو هو الشخص اللى بيساعدها او بمعنى اصح بقى بيخليها تساعده لان انا دلوقتى اتأكدت ان هى بتحب الشخص ده ...
ادم: بس هو اتقدم ليها ليه لما هو عايز يفرق بينا ! ثم شرد قائلا: علشان يعرف يقرب من...
اطبق على يده بقوه واحتدت عيناه .
فقالت يارا بسرعه: هو لسه متقدمش سرين قالت كده علشان تهرب من مواجهتك وبعدين معقول بنت عمك هتتخطب وانت متعرفش .
صمت ادم فقالت يارا: طيب بص خلينا نتأكد اتصل بعمك واساله !.
نظر اليها ادم قليلا ثم امسك هاتفه وطلب عمه .
عادل: اهلا بابن الغالى انت فين يابنى !.
ادم: موجود يا عمى اخبارك و المدام !.
عادل: بخير الحمد لله .
ادم: صحيح يا عمى هى سرين حد اتكلم عليها او اتقدم ليها .؟
عادل: لا خالص ليه بتسال .!
نظر ادم ليارا بمعنى انتى صح .
ادم: ابدا يا عمى اصل كان فى واحد معرفه كلمنى فقلت اتأكد منك الاول ليكون حد اتقدم ليها .
عادل: ودا هيحصل برضو من غير ما تعرف يا بنى .
ادم: تمام يا عمى متشكر اوى .
عادل: على ايه ياحبيبى بس .
ادم: انا مضطر اقفل بقى سلام عليكم .
عادل: وعليكم السلام .
واغلق ادم الخط وقال: فعلا محدش اتقدم .
يارا: يا بنى ياما شفنا حركات البنات دى تهرب من المشاكل بمشاكل تانيه . ودا يأكد انها متعرفش غرضه الحقيقى .
ادم بشرود: يا ترى مين .!
يارا: بس هو قالها ايه ! وليه اتقدم ليها !
وضعت يدها على رأسها: انا حاسه انى غبيه معنتش فاهمه حاجه .
ادم بشرود: بكره كل حاجه هتظهر .
صدم اسر من سؤال احمد وصمت ويدور برأسه احبها بالطبع لا انا لا احبها ولكن لما افرح عندما اراها ! لما اضحك عندما ارى ضحكتها ! لم اتألم عندما تبكى ! انا لا احبها ... ولكن لم اشعر انى متعلق بها ! لم اشتاق لرؤيتها ! انا بالطبع لا احبها ... بالتأكيد انا احب زوجتى واشتاق اليها هى من ملكت قلبى ولن يمتلكه غيرها انا لا احب ساره لا احبها .
كان احمد ينظر اليه يراقب تعابير وجهه التى بدت متردده محتاره فعلم احمد ان اسر لا يعلم مشاعره الحقيقيه وهو الان فى صراع مع نفسه .
احمد: اجابتك وصلتنى يا بنى .
اسر بخجل من سكوته: انا م م مش عا عارف اقول لحضرتك ايه !.
احمد: ولا حاجه يمكن انا فهمت غلط بس انا قلقان على ساره طليقها مش سايبها فى حالها وبيهددها بولادها فا انا متوتر شويه علشانها فا ياريت سؤالى ميضايقكش ساره قالتلى ان زوجتك وابنك توفوا واكيد انت لسه متعلق بيهم ربنا يسعدك ويعوضك خير .
اسر بتفكير: طيب طليقها عايز ايه منها !
احمد باستغراب: عايز يرجعها لعصمته ياما هياخد ولادها منها .
اسر بغضب: ودا هيعمله ازاى بالعافيه مثلا .!
احمد وبدأت ظنونه تتأكد: ربنا كبير يا بنى بس ساره ضعيفه ومش هتتحمله وهو مفترى وجه عليها كتير .
صر اسر اسنانه بغضب وهم بالتحدث ولكن صرخه سميه افزعتهم: الحقنى يا احمد .!
جرى احمد واسر ووجدوا ساره على الارض فاقده الوعى وسميه تبكى بجوارها وبطه تبكى وكرم يحتضنها اسرع اسر للاولاد فاختبئوا بحضنه وقال: ودوها العربيه انا عارف مستشفى قريبه من هنا .
حملها احمد وسار بها للخارج بينما اسر: طنط بعد اذنك خليكى مع الاولاد هنا وانا هروح مع عمى وهبقى اطمنكوا .
كرم اعطاه الهاتف: اكتبلى رقم تليفونك لان جدو مخدش تليفونه .
اعطاه اسر رقمه وخرج مسرعا .
قاد السياره بسرعه وذهب للمشفى القريب .
بعد قليل خرج الطبيب وقال: اطمنوا يا جماعه هى بخير ضغطها على فجأه نتيجه لتوتر شديد او ضغط عصبى شديد شويه صغيرين وهتفوق .
دلفوا اليها نظر اليها اسر كانت نائمه كالملاك يدها متصله بمحلول وعروقها بارزه لمح اسر بعض خصلات تنساب من حجابها فغض بصره وخرج هو واحمد اتجه للممرضه .
اسر: لو سمحتى ..
الممرضه: اتفضل .
اسر: ممكن تدخلى للمريضه جوه وياريت تظبطى حجابها ولبسها .
الممرضه: حاضر عن اذنك .
اسر: ثانيه لوسمحتى ..
الممرضه: نعم .
اسر: ياريت اللى يدخلها تكون دكتوره مش دكتور .
ابتسمت الممرضه: حاضر يا فندم اى خدمه تانيه .
اسر: لا متشكر اوى .
تحركت الممرضه وهى تضحك وكذلك ابتسم احمد فهو فى يوم من الايام كان عاشق يحب ويغار على محبوبته .
بعد مرور بعض الوقت افاقت ساره واطمئنوا عليها ولم تنقطع اتصالات سميه والاولاد حتى اخذوها وعادوا للمنزل سويا جلس اسر قليلا ثم بعد ذلك استأذن ورحل .
فى المساء كانت تجلس الفتيات معا على الشط
مريم واروى وندى ويارا وبسمه ومرام
يضحكون ما عدا ندى ومريم الذى يبدو عليهم الاستياء .
صرخت مرام فجأه: بسمه هطلب منك طلب وبليييز مترفضيش .
بسمه: خير ياختى ولو انه مبيجيش من وراكى خير ..
مرام: بسمه علشان خاطرى غنى تراك زى زمان وحشنى صوتك اوى .
يارا: ايه ده هى بسمه بتعرف تغنى .
مرام: صوتها رائع يا يارا فظيعه .
بسمه: مليش مزاج يا مرام بلاش .
اروى: يالا يا بسمه بقى شوقتونا نسمع صوتك .
يارا: اه يالا ولا ايه يا ندى .
ندى: هه ااه اه .
بسمه: خلاص حاضر هغنى تراك بحبه اوى .
يارا: طيب يالا انا كمان بحب اسمع التراكات دى بتبقى حلوه رغم انى مبسمعش اغانى كتير بس بحبهم .
بدأت بسمه بالغناء
" انا حرف عاش كلمتك
وكلام بيرسم ضحكتك
وناى بصوته بيناديك
انا حضن بيحتويك
ابدأ معايا متنتهيش
ان مت مت وانت عيشت عيش
اوه اوه خليك فى وقت الصمت صوت
خليك فى عز الضلمه نور ...مبيطفيش
دى حياتى بعدك ماتساويييييش
انا حلمى لسه فيه امل
عيشه وطاوع رغبتك
انا شئ تملى محتمل
يفيق وجوده دنيتك
اوه اوه اوء اوووووه
حبك ميتنسيش
اوه اوه اوووووووووه .
خلينى حب دايما متاح
وشاركنى دايما فى اللى جاى
حسسنى انى مليش بديل
ولا هبقى ليا زى
ابدأ معايا متنتهيييييييش
انت مت مت وان عيشت عيش
اوه اوه خليك فى وقت الصمت صوت
خليك فى عز الضلمه نور ...مبيطفيش
دى حياتك بعدك ما تساوييييش
انا حلمى لسه فى امل
عيشه وطاوع رغبتك
انا شئ تملى محتمل
يفيق وجوده دنيتك
اوه اوه اوء اووووه
حبك مايتنسيش
اوه اوه اووووووووه
انسى اللى فات والذكريات
ابدأ بيا الحياه
كملنى بيك عيشنى فيك
ابدأ بيا الحياه
ابدأ معايا متنتهيش
ابدأ بيا الحياااااااااااااااااااه
انا حلمى لسه فيه امل
عيشه وطاوع رغبتك
انا شئ تملى محتمل
يفيق وجوده دنيتك
اوه اوه اوء اوه
حبك ميتنسيش
اوه اوه اوووووووه
حبك ميتنسيييش "
انهت بسمه الاغنيه ويبدو على ملامحها التأثر الشديد ولم تكن وحدها فايضا ندى لم تستطع التحمل اكثر فنهضت مسرعه ولم تلاحظ ذلك الواقف خلفهم نهضت يارا ولكنها لاحظت طارق يقف خلفهم بمسافه ولصدمتها رأت عينه تحبس دموعا وتأبى اطلاق سراحها هو لم ينتبه لها لانه كان ينظر لبسمه بتألم هو يدرى انها لا تحبه ولكن صعب عليه تحمل انها تحب غيره .
ادركت يارا ذلك ولم ترد احراجه فلحقت بندى .
وجدتها تجلس امام البحر تبكى بشده فذهبت اليها واحتضنتها حتى هدأت فقالت ندى: مش قادره حاسه انى بمووت بالبطئ يا يارا انا عارفه انى غلطت فيه رغم انه ساعدنى بس هو قتلنى لما قالى انى بالنسباله زى مريم انا مش اخته يا يارا مش اخته .
كانت مريم جاءت من خلفهم واستمعت لكلمات ندى ...
اقتربت منهم وجلست بجوراها من الجانب الاخر ووضعت يدها على كتفها فالتفت اليها ندى بسرعه وقالت بتوتر ودموعها تنهمر: م مر مريم ان انت...
قاطعتها مريم: ايوه سمعتك بس عايزه اقولك حاجه الحب مش بايدينا الرسول عليه الصلاه والسلام قال " اﻟﻠﻬﻢ ﻫﺬا فعلي ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻓﻼ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻭﻻ ﺃﻣﻠﻚ» " وكان قصده قلبه . حبك نهايته مش معروفه ومع ذلك لسه موصلش للنهايه انا مش هضحك عليكى واقولك ان جاسر مبيحبش روان جاسر بيموت فيها من 4 سنين وهو نفسه يخطبها بس هى كانت معترضه على الارتباط قبل ما تخلص دراستها وتستقل بنفسها وحياتها وهو استناها بصى انا مش عايزاكى تعلقى نفسك بيه وفى نفس الوقت يمكن يكون نصيبك محدش عارف القدر مخبى ايه خصوصا ان الفرق كبير بينك وبينها . متنجرفيش ورا مشاعرك وتخليها تسيطر على تفكيرك وجهيها صح ادعى وقربى من ربنا ولو مكتوبين لبعض لا روان ولا غيرها هتقف بينكوا .
نظرت اليها ندى: حاضر هحاول رغم ان وجوده قريب منى هيصعب الموضوع عليا .
مريم: جاسر مسافر باليل القاهره عنده شغل واحنا اما نرجع مش هتشوفيه كتير يا ستى . ربنا يريح قلبك ويرزقك الانسان اللى يريحك ويسعدك .
جلسوا سويا لاخراج ندى من حزنها
عادت يارا للمنزل بدلت ملابسها توضأت وصلت فرضها وقرأت بعض ايات الكتاب ثم ارتدت ملابس المنزل برمودا سوداء وبدى اسود واطلقت لشعرها الفحمى العنان وجلست تنتظر ادم .
بعد حوالى ربع ساعه عاد ادم للمنزل جلس بجوارها على الاريكه وجذبها واحتضنها بقوه علمت يارا انه يتألم من شئ ما فلم تتحدث وشدت على احتضانه وبعد قليل ابتعد فأمسكت يده وصعدوا للاعلى دون كلمه دفعته للحمام: ادخل خد دش سريع وانا هجهز هدومك .
دلف ادم اخذ حماما سريعا خرج وجد ملابسه على الفراش ارتداها ونزل للاسفل يبحث عنها وجدها تخرج من المطبخ تحمل كوب من العصير بيدها ابتسمت له وتقدمت منه جلس على الاريكه فجلست بجواره: ممكن تشرب العصير ده .
نظر اليها ورات ملامح الاعتراض على وجهه فقالت: بدون اعتراض لو سمحت ..
اخد الكوب وشربه ثم نظر اليها ففردت قدمها ووضعتها على الطاوله امامها ونظرت اليه بحنان . فنام على قدمها واخذت هى تعبث بخصلات شعره وقالت بهدوء: ايه مضايقك .
اغمض ادم عينه: بقيتى نقطه ضعفى ومش قادر اتحمل فكره انك تبعدى عنى او حد يقربلك ...
يارا بحب: وانت هتسمح انى ابعد عنك او ان حد يقربلى .! وبعدين ليه مبقاش نقطه قوتك و ابقى سبب فى انك تبقى اقوى .؟
ادم: انا مش ضعيف يا يارا بس انتى لو جرالك حاجه انا هحرق الدنيا باللى فيها .
يارا: اولا لازم ثقتك فى ربنا تبقى اكبر من كده احنا مش هيحصلنا حاجه اكتر من اللى ربنا كاتبه " واعلم ان الامه ان اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لن ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشئ لن يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك .. رفعت الاقلام وجفت الصحف "
وبعدين اعتبر يا سيدى ان ربنا حاططنا فى اختبار معقول هنضعف ونسقط فيه ! وكمان انا واثقه فيك جدا وعارفه انك مش هتسمح بأى حاجه تأذينى ليه بقى مش واثق فى نفسك .
ادم: اللى عمل كده بيلاعبنى انا يا يارا عارف انك عندى اهم من حياتى وبيلاعبنى بيكى .
يارا: ليه بتقول كده ؟.
ادم: بعت ماسيدج على تليفونى بيقولى " الانتقام لسه فى اوله وهنبدأ بأغلى حاجه على قلبك "
يارا بصدمه: يعنى السبب الحقيقى انتقام منك .
صمت ادم .
يارا بشرود: هو انا كل حياتى انتقام ! شويه منى وشويه منك ! انا هعمل حياتى فيلم " يارا والانتقام " ..
ابتسم ادم على مرحها حتى فى وقت الجد .
وضحكت يارا على نفسها ثم نظرت لادم وقالت: قولى بقى شاكك فى شخص معين !.
ادم: هما كتير بصراحه بس دخول سرين فى اللعبه وبمزاجها ده اللى ملخبطنى !
يارا: يااااااارب حلها من عندك ...
رن هاتف ادم فى الاعلى فصعد وصعدت يارا خلفه جلست على الفراش وامسك هو الهاتف وجلس بجوارها وقال: دا عمى عادل .
يارا بلهفه: رد رد وافتح الاسبيكر بالله عليك .
رد ادم وفتح المايك ...
عادل بضحكه: لعبتوها صح يا ولاد اخواتى .
ادم باستغراب: خير يا عمى !.
عادل: طيب مش تقولى ان صاحبك مش طرفنا برضو .
ادم: صاحبى مين !.
عادل: صاحبك اللى اتقدم لسرين اللى انت كلمتنى عنه العصر
نظرت يارا لادم وهو كذلك والدهشه تملأهم .
ادم: وضح اكتر يا عمى معلش ..
عادل بضحكه: ابن عمك اتقدم لسرين ...
ادم وقلبه ينبض بعنف: ابن عمى !
وضعت يارا يدها على فمها من الصدمه
ادم بهدوء: مين !.
عادل بضحكه: ايه يا بنى ما تصحصح بقولك وليد اتقدم لسرين .
اتسعت عين يارا وشهقه صغيره خرجت منها بينما تمتم ادم بهدوء مخيف وهو يغمض عينه: وليد ؟
عادل: مين اللى صرخ جنبك ده ؟
ادم: مفيش يارا بس اتخبطت ..
عادل: صحيح يا ابنى انتو كويسين ومراتك اخبارها ايه !
ادم: احنا بخير الف مبروك لسرين وانا هبارك لوليد بنفسى ...
عادل: ماشى يا بنى يالا سلام عليكم .
اغلق ادم الخط ونظر ليارا لمحت هى بعينه نظرات متوعده مخيفه وقال بهدوء وببطء شديد: و.. ل.. ي.. د !
يارا: ادم ان...
قاطعها: يالا انا عايز انام .
يارا بقلق: بس...
ولكنها صمتت عندما رأت نظرته الحاده تجاهها .
نامت يارا بعيدا عنه بقليل لانها خشت ان يضايقه اقترابها ولكنه جذبها لتنام بين يديه وقال: اوعى تفكرى تبعدى عنى حتى واحنا نايمين فاهمه .
اومأت يارا هى لم تكن خائفه منه هى قلقه عليه وقلقه مما سيحدث .
فى الصباح
هناك الكثير لم يستطع النوم ادم ... يارا ... بسمه سرين ... ووليد ... كان كلا يبكى على ليلاه .
نهضت بسمه من فراشها وهى لم تستوعب حتى الان ان حب حياتها سيصبح زوج لاختها .. يحب اختها ! سترى بعينها حبها الاول مع امرأه اخرى امامها والادهى انها اختها ! كانت فى حاله صدمه وقفت امام المرآه تنظر لنفسها بشرود و تتلمس كل جزء بوجهها وهى تتذكر كل لحظه جمعته بها ... عندما كانوا يأكلون سويا .. عندما كانوا يلعبون .. عندما كانوا اطفالا .. عندما اخبرته وهى صغيره انها تحبه وضحك عليها ..
ظلت تنظر للمرآه بحزن وصدمه وفى لحظه مجنونه امسكت الفازه النحاسيه بجوارها والقتها فى المرآه امامها فتهشمت ... نظرت للزجاج المتكسر على الارض ووقتها سمعت صوت اقدام تقترب من غرفتها .. اتجهت للباب واغلقته بالمفتاح ثم التفتت ونظرت للزجاج مجددا وابتسمت بألم وانحنت واخذت قطعه زجاج حاده وقربتها من يدها وقطعت شراينها و اخرجت وجعها كله دفعه واحده فى صرخه عاليه جعلت الهواء من حولها يرتعد ... وقلوب من بالخارج تسقط ارضا .. سقطت على الارض وهى تنظر للسماء بابتسامه حزينه وهى تشعر بانسحاب روحها وبدوار شديد يعصف بكيانها والكلمه الاخيره: بحبك يا وليد !
واطلقت لعينها العنان لتغلق ...
كان يجلس بالاسفل جميع افراد العائله فلقد اخبرهم عادل جميعهم واجتمع الجميع فرحا وجاء ادم ويارا واستطاعت يارا رؤيه نظرات الغضب بعين ادم ونظرات الاستمتاع بعين وليد ورأته ينظر اليها نظره جريئه قذره جعلت ادم يضغط على يدها بقوه لا اراديا تعبيرا عن غضبه .
كانوا يتحدثوا وسرين ويارا يتبادلوا النظرات الحارقه ووليد وادم نظرات حاده ولكن ادم كالعاده يغلفه هاله البرود ...
وفجأه استمعوا لصوت تحطم زجاج بالاعلى انتفض قلب الجميع وبخاصه طارق صعد عادل وزوجته وسرين والفتيات ووقف الشباب فى الاسفل وطارق مضطربا للغايه .
حاول عادل فتح الباب ولكن لم يستطع ظلوا ينادوا على بسمه ولكن لا اجابه صرخ عادل في الشباب فصعدوا للاعلى بسرعه وحاولوا كسر الباب وبعد العديد والعديد من المحاولات كسر الباب لمحها طارق وهى ملقاه على الارض وكانت بملابس بيتيه وبشعرها فصرخ فى الشباب ليبتعدوا وفى الفتيات ليسرعوا اليها ..
دلفت يارا مسرعه وطلبت صندوق الاسعافات الاوليه فأحضرته مديحه بسرعه ضمدت يارا الجرح بسرعه وقامت سرين وندى بتبديل ملابسها حملها عادل وجرى مسرعا ولحق به طارق مسرعا وساق السياره بسرعه جنونيه وقلبه يكاد يخرج من مكانه .
بقى بالمنزل الفتيات ما عدا سرين وبقى معهم حنان ومنى وسميه .
فى المشفى طمأنهم الطبيب: الحمد لله لحقناها فى الوقت المناسب وكمان الدكتور الى ضمد الجرح ساعدنا كتير المهم هى محتاجه نقل دم فصيلتها B+ ياريت تتصرفوا فى دم لانها هتحتاج كيس غير اللى متعلق ليها دلوقتى .
سأل طارق الجميع .
يوسف: انا B+ ... وبالفعل تبرع يوسف اليها .
وبعد حوالى ساعه من القلق افاقت بسمه وجدت نفسها بالمشفى انهمرت دموعها وعندما شعرت بها والدتها نهضت واحتضنتها: حبيبتى عملتى فى نفسك ليه كده !
نظرت اليها بسمه بتعب: بلاش الدور ده والنبى مش لايق عليكى وبعدين متزعليش اصل الزعل بيخلى التجاعيد تظهر بسرعه .
ابتعدت عنها مديحه وهى تتحسس وجهها بقلق مما جعل بسمه تبتسم بسخريه .
اقتربت سرين: قلقتينا عليكى وانتى قايمه تتريقى !.
بسمه: ايه ده بجد ! معلش اسفه على القلق .
زفرت سرين وخرجت من الغرفه وطمأنتهم ان بسمه بخير دلف الرجال ليطمئنوا عليا . ثم دلف الشباب وبعد ذلك كتب لها الدكتور الخروج وعادوا جميعا للمنزل .
استقبلها الفتيات وصعدوا للاعلى كانت يارا ومريم واروى وندى و مرام معها طلبت يارا منهم الخروج قليلا وبالفعل خرجوا وبقى يارا وبسمه بمفردهم
نظرت يارا لبسمه وقامت وجلست بجوارها وامسكت يدها الاثنتين ونظرت لجرحها وقالت بعتاب: انتى متخيله انك لما تموتى هتخلصى من قسوه الحياه او هتهربى من عذابك بالعكس يا بسمه انتى بتأذى نفسك اكتر لانك بقيتى الناس على ربنا .
بكت بسمه فاحتضنتها يارا: صدقينى مهما واجهتى من مشاكل ومهما كانت حياتك وحشه ربنا جنبك ومعاكى خلى حب ربنا يسيطر على قلبك وانتى مهما واجهتى هتبقى قويه بيه .
بسمه ببكاء: انا بحبه اوى يا يارا بحبه من وقت ما كنا اطفال .. من وقت ما وعيت وفهمت الدنيا .. حبيته و لما لقيته بيحب البنات اللى بتلبس على الموضه بقيت زيهم .. بيحب البنات اللى بتدلع بقيت زيهم .. عملت كل حاجه علشان الفت انتباهه ليا بس لا محصلش وفى الاخر مبقاش ليا برضو ...
يارا بحنان: انتى عارفه ربنا بيحبك قد ايه ربنا فوقك قبل ما تقعى فى طريق ملوش اخر ... اللى بيحب حد لازم يحبه زى ما هو .. يحبه بعيوبه قبل مميزاته .. مينفعش تغيرى من نفسك للاوحش .. انتى خليتى حبك مساومه .. كان المفروض تفضلى زى ما انتى ويحبك زى ما انتى ... مكنش ينفع تتغيرى علشانه .. وبعدين انتى جيتى على حق ربنا علشانه ! وربنا بيغير علينا مش عايزنا نحب حد اكتر منه .. ربنا بيحبنا اوى يا بسمه .. ويحبنا نبقى فى ظله ويبقى اول همنا رضاه .. انتى جيتى على دينك وواجباتك تجاه ربنا علشان حب ملك قلبك اللى المفروض يكون ملك لربنا ..
ربنا حرمك منه علشان تفوقى وتحسى قد ايه انتى بعيده عنه .. وقد ايه مقصره فى حقوقه عليكى .. وقد ايه بعدتى عنه .. فكرك ان انتحارك وموتك حل ! طيب لما تقفى قدام ربنا هتقوليله ايه ؟ لما يسألك ليه قصرتى فى حقى هتقوليله معلش كنت مشغوله علشان اراضى الانسان اللى بحبه ؟ الانسان اللى انت خلقته ؟ عصيتك يارب وانا عايزاك تراضينى وتكتبلى حبيبى يبقى نصيبى ؟ بطلب منك وانا بعمل اللى يغضبك !
نظرت اليها بسمه بانكسار: ياريت كان ليا اخت او ام زيك كده تاخد بالها منى ومن تصرفاتى انا غلطت فعلا بس انا غصب عنى اتحملت كتير من خناقات بابا وماما .. وسرين ولا هى هنا .. واما كانت تلاقينى البس طويل وحجاب طويل زى ندى كده تقولى دا قرف وتخلف ومش تبع الموضه .. وماما كمان كانت بتهرب من واجباتها وتقول انتو هتكبرونى بدرى بدرى وتقرفونى بمشاكلكوا .. وبابا فى عالم تانى ودايما يقول لماما ان غلطه عمره انه اتجوزها .. بقيت اقرف من البيت واللى فيه .. حتى ايمان كانت منعزله على نفسها ملهاش دعوه بحاجه .. وحتى لما حبيت وليد محسش بيا ولا بحبى وانا عملت كل حاجه علشانه .. وفى الاخر يخطب سرين ! هيبقى جوز اختى يا يارا ! حسيت انى معنتش قادره اتحمل عارفه ان الانتحار حرام بس مفيش قدامى حل تانى ؟.
يارا بحنان: لا فى وحلول كتير كمان .. اذا كان الوضع فى البيت وحش باباكى وحش معاكى فانتى عندك عمو مصطفى وبابا رأفت زى والدك بالظبط وبيحبوكى جدا كان ممكن تلجأى لاى حد فيهم وهتلاقى قلبه وحضنه مفتوح ليكى .. مامتك بعيده عنك عندك طنط حنان وطنط منى اطيب منهم مشفتش ... اخواتك بعيد عنك عندك انا وندى ومرام دا غير مريم واروى هتلاقينا اقرب ليكى من اخواتك وهنبقى صحابك .. ولو ملكيش اخوات ولاد اولاد اعمامك كلهم اخواتك اسر وادم ومراد وغيرهم هتلاقيهم فى ضهرك .. واذا كان على الحب فطارق بيموت فيكى وقلبه بيتقطع ميت مره علشانك بس عارف انك بتحبى حد تانى فسكت ... وبعدين سيبك من ده كله عندك ربنا اهم واكبر واقوى واقرب ليكى من اى حد ربنا بيقول " ونحن اقرب اليه من حبل الوريد " صلى وادعى وقربى منه وصدقينى مش هيريحك ولا هيطمنك ولا هيطيب قلبك غير ربنا يا بسمه ...
نظرت اليها بسمه وصمتت فقالت يارا بابتسامه: توعدينى يا بسبوسه نتغير للاحسن .. ونقرب من ربنا .. ونظبط لبسنا وحجابنا .. ونلتزم بمواعيد الصلاه .. ونقرأ قرآن .. وندعى لربنا ونشكيله ونطلب منه كل اللى نفسنا فيه .. ونشوف هنحس بتغير ولا لا ! ونشوف هنرتاح ولا لا !
نظرت اليها بسمه وبكت وهى تهز راسها ايجابا .
يارا بضحكه: وبعدين يارا المجنونه جنبك ومن هنا ورايح هعتبر نفسى اختك الكبيره رغم اننا تقريبا سن واحد بس اهو انا الكبيره وخلاص اتفقنا.
ابتسمت بسمه: اتفقنا .
ثم قالت: ربنا هيسامحنى يا يارا وهقدر انسى وليد صح .
يارا بابتسامه: ربنا كبير اوى وباب التوبه مفتوح ليوم القيامه المهم تبقى توبه صادقه وبنيه عدم الرجوع للمعصيه مره تانيه ابدا ... اما بقى بالنسبه لحبك فا يمكن ربنا يكشف الغشاوه اللى على عينك قريب وترجعى تقولى الحمد لله ان ربنا رحمنى وبعد عنى الحب ده ...
بسمه: يارب يا يارا ... ثم قالت بعدم تصديق: بس هو طارق بيحبنى !
يارا: والله يا بسمه دا اللى فهمته من نظراته الفتره اللى فاتت وامبارح بالذات سمعك وانتى بتغنى ولقيته حابس فى عينه الدموع وهو باصص عليكى فا احساسى بيقول انه بيحبك اوى ... بس احنا مش هنشغل بالنا بده خالص .. ومش هنعلق نفسنا بحد تانى .. وهنسيب كل حاجه لوقتها ولتدابير ربنا اتفقنا ...
بسمه بابتسامه: اتفقنا ...
واحتضنتها: ربنا يخليكى ليا يا يارا وميحرمنيش من وجودك بحياتى ابدا وانا كنت ملاحظه انك انتى وندى ومعاكوا مريم واروى قريبين من بعد اوى فا انا هدخل بينكو بقى وهبقى صحبتكوا بالعافيه .
يارا بضحكه: تنورى الشله المجنونه دا احنا هنخربها اوعى بقى ...
وضحكوا سويا وبعد قليل دلف الفتيات وجلسوا سويا وكذلك السيدات الكبار وتحسنت بسمه نفسيا كثيرا وبالفعل اراحها كلام يارا وقررت ان تحاول نسى وليد نهائيا ودعت الله ان يريها ما يساعدها على ذلك وقررت بدأ صفحه جديده مع الله عز وجل حتى تعيش بقلب ينبض حبا لله فقط .
بقى يومين على بدايه العام الدراسى الجديد الذى يستعد له كرم وبطه .
واليوم ستعود العائله للقاهره وبالفعل استعد الجميع للعوده .
طلبت بسمه من يارا ملابس فضفاضه لانها لا ترغب بارتداء اى من ملابسها القديمه وطلبت منها انه بمجرد العوده سوف يذهبوا لشراء ملابس جديده وبالطبع وافقت يارا .
سعد طارق بشده عندما رأى بسمه بهذه الملابس كانت تبدو رائعه الجمال .
لم تعلم يارا حتى الان ماذا ينوى ادم او كيف سيتصرف مع وليد او بالاصح ابن عمه .
عاد الجميع للقاهره مره اخرى لتبدأ قصصنا باتخاذ مجرى جديد وتغير كبير فى حياه ابطالنا .
فمنهم مين يفقد ومنهم من يجتمع ومنهم من يفترق ومنهم من يلتقى .
فى صباح اليوم التالى
استيقظ ادم باكرا اخذ حماما وارتدى ملابسه بنطال اسود وقميص اسود يرفع اكمامه لاعلى صفف شعره ووضع عطره وارتدى حذاءه وقبل جبين يارا ورحل بهدوء حاملا مفاتيحه وهاتفه ونظرات اصرار وعزيمه تملأ عينه .. وجبروت وقوه الكينج باديه عليه .. وبروده يحيط به ...
صعد لسيارته وتحرك بها بسرعه جنونيه كعادته .
اتجه للمصنع المسئول عنه وليد استقبله الموظفين بترحاب شديد فهم يحبونه بشده .
دلف المكتب على وليد بدون استئذان حتى ...
ضحك وليد وقال باستهزاء: الكينج منور فى مكتبى يا مرحبا يا مرحبا .
جلس ادم على الكرسى ووضع ساق فوق الاخرى واراح جسده للخلف نظر لوليد بنظرات بارده مهدده مخيفه ومتوعده .
نظر اليه وليد قليلا وقال: كنت متأكد انك هتيجى .. ايه رأيك بقى ! حلوه المفاجأه ولا حاسس انك اضربت على قفاك وبخوانه ومن مين ؟ صاحبك وابن عمك وزى اخوك مش كده يا بن عمى !
ادم ببرود: ليه .؟
ضحك وليد بشده: لاسباب كتير يا كينج .
نظر لادم وجده صامت ينتظر المزيد فأكمل وليد بحقد: لان جدى وزع اداره الشركات عليك انت وولاد امينه وانا الوحيد اللى نفس دراستكو ومع ذلك رمانى فى المصنع لا وتبقى حضرتك مسئول عنى ... كان دايما يقول عليك ناجح وهتبقى حاجه رغم انك بتكرهه وكان يقول عليا فاشل ومش نافع فى حاجه ...
انت كنت السبب فى ان حب حياتى تبعد عنى وانا هاخذ حقى منكم ... اسر خلاص كفايه عليه موت مراته وابنه ... وطارق انا عارف انه بيموت فى بسمه والهبله بتحبنى انا ... فا الدور عليك بقى يا كينج سرقت الملف بس انت كالعاده قدرت تفلت ... خطفت مراتك لقيتها قويه زيك بالظبط ... حاولت اوقع بينكو برضو ولا اتأثرتوا ... بس انا مش هيأس هحرمك منها وعارف هوجعك اكتر وهتبقى بتاعتى وفى حضنى .
وفى اللحظه التاليه كان وليد على الارض وانفه وفمه ينزف بشده اثر اللكمه العنيفه التى تلقاها من قبضه ادم .
ادم بصوت هادر: تقتل مراته وابنه علشان شركات وفلوس ! يا راجل اتقى الله .. وعايز توقعنى فى شغلى وتأذينى بمراتى ! خطفت مراتى وكنت يوميها معاهم علشان تبقى بعيد عن الشك ... وبتلاعبنى من ورا الستاره فاكر نفسك راجل يلا ! دا انت****وا*****واصلا مينفش يتقال عليك دكر ...
ثم امسكه من ملابسه ورفعه قليلا عن الارض: خطبت سرين ليه .!
وليد بضحكه مستفزه: دا بت بنت***رخيصه ضحكت عليها بكلمتين سلمتنى نفسها .. اتسليت بيها شويه ... ومتنكرش ان الصور كانت فى الجون والبت جامده ... اما خطبتها ليه ! فا دا درس لابوها مش ليك اصله كان السبب فى سفر حبيبتى وبعدها النهائى عنى لانه كان عايزنى فاضى ليه !.
ادم باستغراب: ابوها !
وليد: ايه ده هو انت متعرفش ان عمك عادل هو اللى كان معايا فى كل البلاوى دى كلها ! دا كان عايز الكيلانى يقتل ابوك بس انت عرفت تنقذه .
ثم قال بصوت كحفيف الافعى: اقولك على سر !اصل عمك كان عايز يتجوز امك وكانت عينه منها بس ابوك شقطها الاول فعمك بيكره ابوك جدا بس الشهاده لله بيحبك لانك من المزه اللى حبها مهو اصل انت محظوظ امك مزه ومراتك مزتين واقع دايما واقف يابن الشافعى !.
انهال عليه ادم بلكمات والضرب بقوه وغضب شديد وادم عندما يغضب لا يرى امامه ابدا .
ادم بغضب: بتلعب ببنات الناس يا***انت فاكر مش هتلاقى حد يقفلك دا انا انسفك من على وش الدنيا دا انت بتعلب مع اللى يخص الكينج يا******.
ظل يضربه بقوه وغضب حتى فقد وليد كل قوته فهو لا يقدر على غضب الكينج .
امسكه ادم من قميصه وقال: اقسم بالله اشوفك قريب من البيت همحيك ... وربى هنهيك يا وليد .
وليد ببرود: تؤ تؤ تؤ تؤ صدق خفت بتهددنى بعد ايه سرين وشرفها بقى فى الارض ! طارق وبقاله سنين بيتعذب من حبه للهبله اللى متشعلقه فيا ! اسر ومراته وابنه ماتوا ! لسه انت بس عارف انا حبيت تعرف انا مين علشان العب معاك على المكشوف ومراتك الحلوه هتبقى بتاعتى وان مكنش برضاها هيبقى غصب عنها هاخدها وهاخد منها اللى انا عايزه سامعنى ...
كان يقول كل كلمه ويعود للخلف ليبتعد عن ادم ولكن هيهات انقض عليه ادم مجددا يضربه .
ثم قام ادم ونفض ملابسه ويديه وقال ببرود: كل كلمه قلتها دلوقتى انا سجلتها العيله كلها هتعرف الحقيقه ومن النهارده انت بره عيله الشافعى واللى هيفكر يتحسر عليك هيحصلك ويبقى راجل يفتح بقه كبير او صغير سامعنى وهتشوف يا***هترفع عينك على حد فى عائلتى تانى ازاى !
نظر اليه وليد بحقد شديد: وربى ما هسيبك لو بعد 100 سنه مش هتعيش مرتاح لا انت ولا حبيبه القلب .
ركله ادم بقدمه بقوه اخرجت الدماء من فمه بعنف وتركه وغادر .
استيقظت يارا لم تجد ادم بحثت عنه لم تجده قلقت من ان يكون خرج وذهب لوليد ارتدت ملابسها وخرجت ذهبت للمنزل وجدت الفتيات جالسين يضحكون ويمزحون معا والشباب فى غرفه مجاوره لهم طلبت حازم على الهاتف فخرج لها .
يارا: ادم فين !
حازم: وانا جاى كان خارج بالعربيه اشمعنا .
شردت يارا: استرها يارب ... وسألت بسرعه: هو وليد جوه !
استغرب حازم ولكن قال: لا خرج من بدرى برضو .
بدى القلق على وجه يارا وظلت تهاتف ادم ولكن هاتفه مغلق .
حازم: فى ايه يا يارا ايه حصل ؟
يارا: ربنا يستر يا حازم بص لو ادم كلمك عرفنى ضرورى .
وتركته ظلت تدق علي ادم وبعد بعض الوقت ...
جاء حازم وقال: ادم اتصل بيا وقال انه جاى فى الطريق وعايز العائله كلها واى حد له علاقه بينا يتجمع ضرورى ...
يارا بقلق: يبقى هيقول الحقيقه يارب استرها يارب استرها .
اتصلت يارا بأهلها واتوا بعد قليل وكذلك اتصلت باروى فاتت هى ويوسف وكذلك مريم فأتت هى وجاسر .
اجتمعت العائله كلها بانتظار ادم وبعد ساعه .. سمع الجميع صوت احتكاك اطارات السياره بالارض بقوه فعلموا بوصول ادم .
دلف للداخل كان يسير بخطوات بطيئه يضع يديه بجيب بنطاله يحيط به بروده المخيف وعيناه محتده تمر على كل فرد من افراد العائله ولاحظت يارا انه رمق عادل بنظره مميته استغربت ذلك ولكن تجاهلت الامر ووقفت لتذهب اليه ولكنه اشار لها ان تجلس .
نظر لامينه وقال: قولى لابوكى يجى ...
نظرت اليه امينه بغضب: اسمه ابوكى برضو يا ادم !.
ادم ببرود: اى كان خليه يجى ...
سحب ادم كرسى وجلس امام الجميع ووضع قدم فوق الاخرى .
قام طارق وقال: فى ايه يا ادم اول مره تطلب جدى .
ادم: روح هاته يا طارق وتعالى ووقتها كل اللى موجود هيعرف .
طارق: بس ...
قاطعه ادم بحده: اخلص يا طارق .
زفر طارق وخرج صعد لسيارته وغادر مسرعا .
كل الجميع يجلس بتوتر والقلق بادى عليهم بينما ادم ينظر لكل فرد ببرود حتى جعل الجميع يرتعب .
بعد نصف ساعه وصل طارق ومعه رجل يصل ل 85 من عمره ولكن يبدو عليه القوه .. شعره الابيض .. عيناه الحاده .. ملامحه الصارمه .. يسير بقوه وهيبه .. وقف الجميع ما عدا ادم وكان يعطيه ظهره ولم يبالى بوصوله استغربت يارا ذلك ولكن وقفت هى الاخرى .
رحب الجميع به فاقترب وجلس فى مقابله ادم وامسك بعصاه بين قدميه امامه .
رحبت به يارا ولصدمه الجميع انحنت وقبلت يده .
ابراهيم بصوت عميق: انتى مراه ادم .
يارا بابتسامه: ايوه انا .
ابراهيم: ليه عملتى كده رغم ان محدش فى العيله باس ايدى !.
يارا: لانى متعوده على كده لما كان جدو وتيته عايشين كنت دايما ابوس ايديهم .
وضع ابراهيم يده على كتفها وقال: ربنا يبارك فيكى انتى عارفه ان ...
قاطعه ادم: يارب ننجز .
نظر اليه ابراهيم ويارا فقال ابراهيم: روحى اقعدى يا بنتى اما نشوف جوزك عايز ايه .!
جلست يارا مكانها ونظر ابراهيم لادم: خير !.
نظر اليه ادم ببرود واخرج هاتفه وفتح التسجيل الذى سجله لوليد ووضعه على الطاوله الرئيسيه امامه .
استمع الجميع بصدمه حقيقيه باديه على وجوههم .
وبعد انتهاء التسجيل سادت حاله من الهرج والمرج وارتبك البعض كسرين التى شلتها الصدمه من كلام وليد ... وعادل الذى لم يستوعب حتى الان ما قيل من اعتراف وليد عن حقيقته وكذلك ما فعلته ابنته ...
وكذلك اسر الذى لا يصدق ان وفاه عائلته بيد ابن خاله ...
وكذلك طارق وايضا بسمه ...
ورأفت الذى احس بخناجر تطعن به من اقرب الناس اليه ... اخيه يريد قتله !
وامينه التى شعرت ان اولادها عانوا بسبب حب والدها لها !.
وابراهيم الذى يرى ما يحدث فى عائلته ولا يصدق ان العائله تفككت بهذا الشكل !
ويارا صدمت حقا من وقاحته وكلماته البذيئه عنها وعن امتلاكها !
وكانت الصدمه الكبرى من نصيب حنان وحسين وهم يعرفوا حقيقه ولدهم الدنيئه ...
افاق الجميع على صوت ادم البارد: تعتقدوا مين السبب فى دا كله !
ونظر لابراهيم واشار باصبعه عليه: انت انت السبب .
نظر اليه ابراهيم بصدمه فأكمل ادم: يوم ما قلت ان الشركات هتتقسم علينا انا واسر وطارق وحازم استغربت ليه دخلت حازم معانا رغم انه مش من العيله واستبعدت وليد واجهتك .. وقلتلك بلاش وليد هيزعل .. بس انت اصريت واتجاهلت كلامى وقتها وقولتلى وليد طايش ومش هيتحمل مسئوليه ... وادى النتيجه بحيك بصراحه قدرت تخلق اكبر عدو لينا جوه العيله ...
نظر ابراهيم للارض لا يدرى بما يجيب عليه ثم رفع نظره وقال: يابنى ...
قاطعه ادم: انت عارف ان من وانا عيل صغير بكرهك وانت عارف السبب كويس فا متحاولش ... وكل اما احاول اسامحك واعاملك كويس تعمل حاجه تكرهنى فيك يا راجل حرام عليك اتقى الله ...
رأفت: ادم احترم انك بتكلم جدك .
ادم: لا انا بكلم ابوك وانت عارف كويس انى عمرى ما اعتبرته جدى زى ما هو عمره ما اعتبر امى بنته !.
صمت رأفت فلقد صعقه ادم وجعله يدرك جيدا ان الجرح الذى تركه ابيه فى ابنه لن يلتأم ابدا .
ذهب عادل لسرين ورفع يده ليضربها ولكن تحرك ادم و امسك يده وقال: بتضربها ليه ! وانت احق واحد انك تضرب دلوقتى .؟
عادل بغضب سحب يده وقال وهو ينظر لابراهيم: انت عارف انك السبب .. لانك كنت عارف انى بحب زينب لكن انت صممت تجوزها لرأفت لانك بتحبه اكتر منى ... طول عمرك عامل بينا فوارق ومفضل رأفت وامينه علينا .. مش عايزني اكرهه ازاى ! ورغم انك كنت موافق عليها عاملتها اسوء معامله لما عرفت انها مش هتعرف تخلف تانى كنا كلنا بالنسبالك لعب بتحركها بمزاجك ...
نظر اليه ابراهيم وهو يرى امامه عمله يتجسد فى كراهيه ابناءه له .
ادم بصوت صارم: وليد مش هيدخل البيت ده تانى ومن النهارده الحاج عادل وعائلته خارج عائلتى واللى هيعترض هيحصلهم وطبعا الكلام ده بينطبق عليا وعلى مراتى وابويا غير كده انتو حرين بس اللى هيقف فى صفهم يبقى خرج من صفى .
امسك ادم يد يارا وهم بالخروج .
فتحدثت حنان ببكاء: ادم يا بنى .
وقف ادم والتف اليها فقالت: ابنى عمل كل حاجه حرام .. ابنى عصى ربنا .. ابنى اختار الدنيا على الدين .. انا مش النهارده مستعريه اقول عليه ابنى ..
بكت يارا بشده مع بكاء حنان فأكملت حنان: بس هيفضل ابنى من لحمى ودمى .. قولى ابعده عنى ازاى ! اعمل ايه يا بنى اعمل ايه ؟
احتضنتها يارا فبكت حنان بشده .
اعتصر ادم يده بقوه ثم مسح على كتفها وقبل رأسها وقال: وليد هيفضل ابنك مهما عمل بس انا مش هسمح انى اقعد معاه فى مكان واحد بعد ما قتل مراه اخويا وابنه وبعد ما بص لمراتى وحاول يأذينى فيها . زفر بقوه وقال: عايزين وليد يفضل عايش هنا انا مليش اتكلم بس انا ومراتى وابويا هنمشى .
نظرت اليه حنان وهى تدرى جيدا انها لن تستطيع تغيير رأيه لانه للاسف صحيح .
نهض اسر وقال: انا عمرى ما هقبل ابقى فى مكان واحد مع اللى قتل مراتى وابنى وانا ان شفته هقتله .
طارق: وانا كمان مش هتحمل وجوده معايا فى نفس المكان .
ندى: انا هروح من ادم ويارا .
مراد: انا هاخد مرام وهنمشى .
محمد: انا هاخد مراتى وبنتى وهمشى .
بسمه بعجز: انا بقى مش عارفه اهرب من ابويا .. ولا امى .. ولا اختى .. ولا ابن عمى .. بس انا كسبت اخت ولا يمكن هستغنى عنها علشان عيله متعرفش غير الحقد والكره وتبدير المؤمرات ...
اتجهت بسمه وارتمت باحضان يارا تبكى .
نهض احمد وعائلته وقال: بعد اذنكو هنستأذن احنا .
وكذلك جاسر ومريم وايضا اروى ويوسف .
نظر ادم اليهم وقال: ممكن تستنوا فى البيت عندى ثوانى عايزكوا .
وبالفعل اتجهوا الى منزل ادم .
وذهب معهم جميع الشباب والفتيات.
طلب ادم من يارا الذهاب معهم ولكنها امسكت يده ورفضت .
نهض رأفت ونظر لاخيه بانكسار واتجه للخارج هو ايضا .
ادم: القرار دلوقتى مبقاش بايدى كل واحد اختار طريقه .
التف ادم ليرحل ولكن يارا تركت يده واتجهت لسرين التى كانت تجلس وهى تنظر امامها بلا اى رد فعل وملامح الصدمه تعتلى وجهها فقط دموعها تسقط بغزاره فأمسكتها يارا فوقفت سرين ونظرت لها باستغراب وكأنها مغيبه عن الواقع تماما وقالت: سرين هتفضل معايا .
نهضت مديحه من مكانها بغضب واقتربت من يارا وقالت بغضب: عايزه ايه منها هتذليها ولا هتشمتى فيها انتى وجوزك السبب فى كل حاجه انتى وجوزك ...
ورفعت يدها وهمت بضرب يارا ولكن ادم كان اسرع امسك يدها بقوه وقال بصوت مخيف: لا عاش ولا كان اللى يمد ايده على مراتى ثم صاح بوجهها: مفهوم .
خافت مديحه منه وسحبت يدها .
قالت سرين بضعف: بتمنعيهم يساعدونى هههه بس احب اقولك ان مش هما السبب ... انتى وجوزك السبب ... انتو السبب ...
وسقطت سرين مغشيا عليها .
نظرت اليها والدتها ببرود وكذلك والدها فأسندتها يارا وقالت: حسبى الله ونعم الوكيل .
وجلست بجوارها تحاول افاقتها .
نظر ابراهيم لابنه وهو مصدوم كيف يكون ميت القلب هكذا وقف وقال: اطلع بره يا عادل انت ومراتك لا انت ابنى ولا اعرفك .
نظر اليه عادل وقال: ليه هو انت فاكر نفسك اب .
وجد عادل صفعه مدويه من يد امينه وقالت: اخرج بره من غير ولا كلمه ربنا ينتقم منك يا عادل .
نظر عادل للجميع بحقد ثم نظر لادم ووقف امامه وقال: حسابنا مخلصش يابن رأفت .
ورحل عادل وخرجت مديحه ورائه .
واخيرا وقف حسين ونظر لادم ثم لزوجته التى تكاد تنقطع انفاسها من البكاء .
نظر لمصطفى وزوجته الذى يبدو الحزن الشديد على ملامحهم .
ثم نظر لامينه التى سقطت جالسه على الاريكه ودموعها تتساقط بغزاره على وجنتها .
نظر لابراهيم الذى خطط الالم ملامحه على وجهه .
تنهد بغضب وقال: ...