قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الثلاثون

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الثلاثون

واخيرا وقف حسين ونظر لادم ثم لزوجته التى تكاد تنقطع انفاسها من البكاء .
نظر لمصطفى وزوجته الذى يبدو الحزن الشديد على ملامحهم .
ثم نظر لامينه التى سقطت جالسه على الاريكه ودموعها تتساقط بغزاره على وجنتها .
نظر لابراهيم الذى خطط الالم ملامحه على وجهه .
تنهد بغضب وقال: انا من النهارده عندى ولد واحد وبنت واحده غير كده معنديش ولو حد فكر يختلط بالحقير ده يبقى هيخرج عن طوعى .

انفجرت حنان فى بكاء مرير قامت بيبو وجلست بجوارها واحتضنتها وحاولت تهدأتها .
نظر ادم اليهم وصمت فهو لن يتراجع عن قراره مطلقا .
كانت سرين قد افاقت وبكت بشده فاحتضنتها يارا كانت سرين مجروحه محطمه .. فهى خسرت كل شئ .. خسرت اهلها .. خسرت اخوتها .. خسرت حب كل العائله واحترامها بينهم .. خسرت فى الحب .. خسرت شرفها .. والان من بقى بجوارها الان لم يبقى سوى من كانت تريد اذيتها .. من كانت تسعى لتدمير حياتها .. نظرت سرين ليارا بانكسار واعتذار .

فقالت يارا: يالا تعالى معايا الكل عندى فى البيت يالا قومى .
نظرت سرين لادم ثم ليارا وقالت: اجى معاكوا بجد ...
يارا: اومال اجيب حد يشيلك مثلا ... ثم مالت على اذنها وقالت بمرح: ما انا مش هخلى دومى يشيلك يعنى ...
نظرت اليها سرين والى بسمتها ومرحها وكان سؤال واحد يدور بخلدها كيف يمكن لبشر ان يكون بهذه الاخلاق والطيبه .
امسكت يارا يد سرين واوقفتها: انتى كويسه ولا دايخه !
سرين: دايخه شويه بس اقدر امشى .
ادم: يالا .

التف ادم ويارا ومعهم سرين ..
ثم التفت ادم مجددا ونظر لحسين وقال: فين احمد مجاش ليه !
حسين بانكسار: الله اعلم واضح ان ابنى التانى بيضيع هو كمان .
ادم: واضح انى هيبقى ليا تصرف معاه .
حسين: انا بثق فيك يا ادم ... ثم اقترب منه ووضع يده على كتف ادم وقال: احميلى ابنى التانى من طريق الشيطان .. بالعنف او باللين ... كفايه ظهرى اتقطم من الاولانى مش عايز التانى يكون سبب موتى ...
ادم: تمام انا هعرف اربيه .

جاء ادم ليغادر .
فوقف ابراهيم وقال: انا هعيش هنا .
صدم ادم وتسمر مكانه واحمرت عيناه معبره عن الغضب .
ولكنه التف ونظر اليه ببرود: تنور .
ابراهيم بدهشه: يعنى انت موافق !.
ادم ومازال على بروده: وانا دخلى ايه هو انا تربطنى بيك اى علاقه !
ابراهيم: ادم يا بنى انا عايز نقرب ونبدأ صفحه جديده .

ادم بهدوء وبرود: اولا اسمى بشمهندس ادم ... ثانيا انا مش ابنك ولا انت تقربلى لانها بصراحه حاجه متشرفنيش ... ثالثا انا مبحبش افتح صفح جديده فى كتب محروقه اصلا .
شعر ابراهيم بخناجر تنغرز فى صدره لقد كان ادم قاسيا معه للغايه وكلمته مؤلمه وبحق .
امينه بحده: ادم مينفعش كده دا مهما كان جدك ...

ادم واعصابه كأنها وضعت بثلاجه: اذا كان بالنسبالك كده فانا ميهمنيش انا مش شايف غير واحد متعجرف انانى مبيفكرش غير فى نفسه ومبيهموش حد .
احس ابراهيم بدوار يلفه وكأن قوته وتماسكه تلاشى فترنح وسقط على الاريكه وهو يفتح عينه ببطء اتجه اليه بسرعه امينه وحسين ومصطفى وبيبو اما ادم بقى مكانه ولم يتحرك ينظر اليه ببرود .

جرت يارا مسرعه لتراه ولكن بمجرد مرورها بجوار ادم امسك يدها مانعا حركتها نظرت يارا اليه ولاول مره لم تتعرف عليه رأت جانبه القاسى اللامبالى وادركت الان انه لم يكن قاسى معها من قبل .
نظر ادم اليها وجد على ملامحها معالم الدهشه فسحبها خلفه وخرج من المنزل وذهب باتجاه منزلهم وسرين خلفهم .
اما بالداخل فقال ابراهيم بضعف: عمره ما هيسامحنى ابدا هيفضل يكرهنى .
امينه: الايام هتنسيه يا بابا .

ابراهيم: 20 سنه ... 20 سنه ولسه منساش يا امينه هينسى امتى بس هو انا لسه فى عمرى 20 سنه كمان .
صمتت امينه فقالت بيبو: متقلقش كده يا بابا ربنا هيحلها من عنده ربنا يديك طوله العمر .
ابراهيم: ونعم بالله يارب يا بنتى يارب .

دلف ادم للمنزل فترك يد يارا وجد الجميع بالداخل صامتين كأن على رؤوسهم الطير .
جلس ادم وجلسن يارا وكذلك سرين
يارا: بابا ساره مجتش ليه ؟
احمد: مفيش كانت تعبانه شويه وفضلت .
يارا: الف سلامه عليها سلملى عليها كتير .
اومأ احمد وصمت .
ادم: من دلوقتى يارا هتقعد هنا وحد هيقعد معاها عالطول ومفيش خروج غير معايا غير كده مشفش خيالك بره .
يارا: بس ...

نظر اليها ادم نظره حارقه: مش عايز اعتراض على اى كلمه اقولها الوقت اللى هبقى فيه فى الشغل لازم حد من البنات يفضل معاكى .
ندى: انا هفضل ...
بسمه: وانا كمان ...
مرام: وانا هخلص جامعتى واجى على هنا .
لم تتحدث سرين من شده خجلها
فقالت يارا: وسرين كمان هتفضل معانا .
نظر اليها الجميع بتعجب واولهم سرين ..

سرين: انتى بتعملى معايا ليه كده ! انا حاولت افرق بينك وبين جوزك ! وصلت بيا لدرجه انى...
قاطعتها يارا: بصى هقولك على حاجه انا فى ناس كتير اوى اذونى وقريبين منى جدا ومع ذلك انا مش زعلانه منهم وبحبهم جدا وعلشان كده انتى من النهارده اختى الكبيره زيك زى ساره وهنعيش حياتنا صح بقى كفايه احنا مش ضامنين عمرنا ومحدش عارف يمكن حزننا دلوقتى يتحول لسعاده ويمكن كل اللى حصل كانت قرصه ودن علشان نفوق فاحنا مش لازم نعلق نفسنا بالماضى احنا لازم نرسم مستقبل جديد لينا ومع بعض لان احنا عيله ومحدش عارف مين عمره هينتهى الاول فا انا من النهارده هنسى كل اللى فات وكل اللى ضايقنى فى حياتى وهبدأ صفحه جديده .

ثم نظرت لادم وقالت: لانى ممكن افضل شايله منك وارجع اندم انى مسامحتكيش وبعدين اذا كان ربنا بيسامح احنا مين علشان نتكبر ونكابر ونقف لبعض .
نظر اليها ادم وفهم مغزي نظراتها جيدا فهي كانت ترمي لغضبه من جده وعدم تصفيه قلبه ناحيته ولكنه كالعاده تجاهل نظراتها التي اصابته جيدا ...
بكت سرين وقالت: انا مش عارفه اقولك ايه ولا عارفه اعمل ايه !
يارا: اقولك انا ... ابدأى صفحه جديده مع نفسك ومع ربنا وقربى منه اوى وكمان احنا كلنا جنبك وكان عندك اخت واحده بقى عندك كتير وكلنا ايد واحده وهنفضل سوا نشجع بعض على الصح والحلال وننبه بعض عن الحرام والعيب اتفقنا .

وقفت يارا ومدت يدها وقالت: اللى موافقه تمسك ايدى يالا .
امسكت ندى يد يارا وابتسمت بسعاده ونهضت مرام كذلك واروى ومريم ايضا ترددت بسمه قليلا ولكنها ابتسمت لسرين وامسكت يدهم فنظرت اليهم سرين واحست ان الله يحبها بحق ليصبح لها بعد كل ما فعلت اصدقاء واخوات هكذا .
قالت يارا: على فكره ايدى وجعتنى اخلصى مفضلش غيرك .
نهضت سرين ووضعت يدها على يدهم وهى تبتسم .
ثم نظرت ليارا وقالت: ممكن اطلب منك طلب .
يارا بود: اكيييد .

سرين: ممكن حضن زى اللى حضنتيهولى جوه .
يارا: ياسلام انتى لسه هتستأذنى .
واتجهت اليها واحتضنتها بقوه .
بكت سرين بحرقه ويارا تشدد على احتضانها لدرجه لم تستطع يارا التحمل وبكت ايضا .
فقال مراد ممازحا: والله انتو بنات هبله تزعلوا تعيطوا تفرحوا تعيطوا خلاص بقى قرفتونا .

ضحك الجميع وابتعدت يارا عن سرين وقالت: بقولك ايه بقى انا مش متعوده عليكى طيبه عايزاكى تفضلى دايما علبه سردين بالنسبالى انا اتعودت عليكي كده .
ضحك الجميع مجددا وايضا سرين وقالت: بس كده حاضر .
جلس الجميع وعم الصمت مجددا حتى قال ادم: وليد مش هيسكت ومش هسيبنى فى حالى ومش هسيب الشركه كمان فاانا من النهارده هنزل بنفسى وكذلك اسر وطارق وحازم ولازم ننتبه منه .

اومأ الثلاثه .
نظر ادم لمراد: انت مسئول عن توصيل مرام الجامعه وتجيبها كمان .
اومأ مراد .
ونظر لاسر: ساره متغفلش عن عينك تاخد بالك منها طول فتره وجودها فى الشركه .
اسر: انا كنت هعمل كده فعلا وكمان هبعت عربيه بسواق تودى كرم وبطه للمدارسهم وتجيبهم .
احمد: بس كده كتير .

ادم: مش كتير يا عمى وليد هيحاول يأذى اى حد يخصنى او يخص يارا فلازم نتأكد من كل شخص يهم العيله .
ثم نظر لاسر: تمام اوى وخليه ينتبه عليهم كويس . وحضرتك يا عمى نبه على مدام ساره تأكد على الاولاد والمسئولين فى المدرسه ان محدش يخدهم غيرها او السواق بس .
اسر: وانا ممكن ابقى اروح اجيبهم .

نظر اليه ادم باستغراب ثم قال: يبقى يا مدام ساره يا اسر يا السواق غير كده لا .
احمد: ماشى يا بنى وربنا يسترها .
نظر ادم للبنات: وبالنسبه ليكى يا ندى انتى وبسمه الخروج بحساب ومش لوحدكوا وسرين كذلك .
اومأت الفتيات .
اكمل ادم: وانت يا يوسف حد بالك من مراتك وابنك وانت طبعا يا محمد مراتك وابنك .
وانت يا جاسر تعتبروا بقيتوا من العيله وانسه مريم كمان فا ياريت نحرص .
ثم نظر امامه بشرود وقال: وانا هعرف اوقف وليد عند حده .

مراد: خلاص بقى سيبونا من سى زفت وعايزين نهيص ونبل الشربات بقى .
حازم: ايه يا ولا ناوى تتجوز .
مراد: لا عايزك انت تتجوز يا خفيف .
حازم: انت ياض انت عارف انى بحبك صح .
ضحك الجميع .

حازم: ما تجوزنى اختك بقى يا جاسر .
جاسر: دى ظروف تتكلموا فيها فى الموضوع ده .
مراد: دا انسب وقت يا عم خلى البيت يفرح .
حازم: لا مش لازم البيت المهم انا افرح ثم نظر لمريم التى احمرت وجنتها بشده وقال بصوت عالى: عايز اتجوز يا جدعان ولا ايه امريومتى ...
وكزه جاسر بكتفه وقال: اتلم انا لسه هنا .
حازم: طيب ما تقوم تمشى بقى .
ضحك الجميع .

حازم: والله يا جاسر مش بهزر عايز اتجوز او اكتب كتابى على الاقل اختك مطلعه عينى مش عارف اقول كلمتين على بعض عايز اعاكسها حتى مش عارف .
ضحك جاسر: يا بنى الوضع عندكو صعب وممكن الناس تزعل مننا .
حازم: خلاص هستنى يومين ونتجوز .
يوسف ومحمد فى نفس الوقت: مستعجل على ايه !
انفجر الكل ضاحكا بينما نظرت اروى ليوسف بغيظ ودعست على قدمه بقوه بينما منه صرخت بمحمد: تقصد ايه يا سياده الدكتور .
محمد: مقصدش يا حبيبتى .

يوسف: حبيبه قلبى دا الجواز مفيش احسن منه .
نظر اليهم مراد وقال: يا خساره الرجاله ...
ضحك الجميع .
حازم: ها بقى .
جاسر: خلاص انا كنت ناوى اعمل خطوبتى انا وروان اخر جمعه فى الشهر يعنى كمان اسبوعين نخلى يا عم كتب كتابكوا معانا .
نظرت مريم ويارا لندى التى اجتمعت الدموع بعينها وشعروا بالاسى لاجلها .

حازم: اقولك يومين تقولى اسبوعين ...
جاسر: مش احسن ما اقولك سنتين دا انتو لسه مخطوبين مكملتوش شهر .
حازم: لا سنتين مين يا عم دا اختك هتموتنى فيهم حلو اسبوعين يا سيدى انا موافق .
فرح الجميع لهم بينما ندى ما زالت عند كلمه  "خطوبتى " شعرت بشئ مؤلم للغايه بقلبها ... شئ يجعل فرحتها تذهب سدى ... كل محاولاتها للسعاده تتبخر ولا يبقى سوى حزنها على فقدان قلبها لشخص لن يكون لها ...
اقترب طارق منها وقال: تعالى يا ندى عايزك .

نهضت ندى معه .
وذهبوا لزوايه فى المنزل فقال طارق: انتى بتحبى جاسر ...
نظرت اليه ندى بصدمه: انا ... لا لا خالص .
طارق بحنان: متكدبيش عليا انا عارف انك بتحبيه لانى عشت نفس احساسك ده واقدر افهمك كويس بس يا ندى حرام متعذبيش قلبك .

بكت ندى فاحتضنها طارق وقال: عارف قد ايه انتى تعبانه بس حاولى ... حاولى تنسى ... انتى عارفه ومؤمنه بالله وبالنصيب ولازم ترضى بالقدر انا عارف انى بقولك الكلام ده وصعب ان تطبقيه انا نفسى بقالى سنين بحاول بس لازم يا ندى لازم تعالجى قلبك قبل ما الالم ينتشر بيه اكتر .
ندى ببكاء: بيوجعنى اوى يا طارق اوى مكنتش اعرف ان الحب وحش كده .

طارق: ومين الاهبل اللى يقول على الحب وحش انتى قدامك بدل المثل عشره ان الحب اجمل حاجه فى الكون منتيش فاكره حب اسر وريهام وعندك ادم ويارا ومريم وحازم وغيرهم كتير بس احنا اللى قلبنا اختار غلط ويمكن ربنا شايل لينا الاحسن ولسه السعاده هتيجى لينا .
ندى: اتمنى يا طارق اتمنى انا طول عمرى بتمنى اتحب واحب وانسان يحس باللى جوايا من غير ما اتكلم واعيش قصه ولا فى الاحلام وكنت بحلم بكده دايما بس مكنتش اعرف ان ارض الواقع مؤلمه كده يوم ما حبيت حبيت انسان مش هيبقى ليا .
طارق بتنهيده: محدش عارف بكره فى ايه حافظى على علاقتك بربنا وعلقى قلبك بيه وادعى ... ادعى يا ندى بكل اللى نفسك فيه وربنا قريب مجيب ماشى يا حبيبتى .

ابتعدت ندى ومسحت دموعها: ربنا يخليك ليا يا طارق ويريحك انت كمان ويفرح قلبك ببسمه .
طارق بتنهيده: يااااااااه يا ندى نفسى يالا ربنا كبير وقادر على كل شئ .
عاد طارق وندى بعدما مسحت دموعها وجلسوا نظر طارق لبسمه ووجدها تنظر اليه فابتسم لها وغض بصره سريعا .

بعد رحيل الجميع
دلف ادم لغرفه المكتب واغلق الباب خلفه تنهدت يارا ونهضت وفتحت باب الغرفه ودلفت وجدته يقف امام المكتب ظهره للباب يضع يديه الاثنتين على المكتب وانفاسه متسارعه دلاله على غضبه الشديد اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وقالت: حبيبى ان شاء الله كل حاجه هتبقى كويسه ومش هيحصل حاجه اطمن انا واثقه انك هتقدر تحل كل حاجه .

لم يستطع ادم التحكم باعصابه اكثر من ذلك فقال بغضب وبصوت عالى: هحل ايه ! وايه اللى هيبقى كويس ! هرجع علاقتى بعمى وهحبه تانى بعد ما عرفت انه عايز يقتل ابويا ؟ هرجع احب جدى تانى بعد ما كنت بكرهه ودلوقتى كرهته اكتر لما عرفت انه السبب فى كره عمى لبويا ؟ هصلح علاقتى بابن عمى وصاحبى واخويا بعد ما عرفت انه عايز يقتلى وياخد مراتى منى ؟

بدأ ادم يفقد نفسه نهائيا وامسك بالاشياء على المكتب والقى بها على الارض وضرب على المكتب بقوه انتفض لها قلب يارا وصرخ بصوت هادر وهو يحرك يده بعشوائيه فى الهواء: هقدر اصلح نفوس مفهاش غير كره وحقد علشان شويه فلوس ؟ هقدر اصلح اللى اتكسر فى كبرياء عمى حسين ؟ هقدر اطيب قلب ام شافت من ابنها كل ده ؟ هقدر ارجع ريهام ومازن ؟ هقدر اصلح خاطر ابويا وقلبه اللى اتحطم لميت حته ؟ هقدر ارجع لسرين شرفها ؟ هقدر اريح قلب طارق ؟ هقدر اعمل ايه ولا ايه ؟ثم صرخ بقوه: هقدر اعمل اييييييه .؟

اعطاها ادم ظهره وضرب المكتب بقبضته مره اخرى وانفاسه تتسارع وعم الصمت من المكان الا من انفاسه المتسارعه حتى بدأ يهدأ شيئا فشئ فالتفت اليها بعدما احس انه فجر غضبه بها وهى مكلوله مثلها مثله .
نظر اليها وجدها تقف مكانها بلا حراك تنظر اليه بحنان واحتواء وحزن ودموعها تمر على وجنتها بهدوء ولكن لا يبدو على ملامحها الغضب او العتاب .
فاقترب منها واحتضنها وقال: حقك عليا صرخت عليكى وانتى ملكيش ذنب متزعليش مني .. مش عايز اشوف دموعك .. واكون انا السبب كمان .. وزمانك بتقولى عليا متوحش وخوفتك منى .

ابتعدت يارا عنه ووضعت يديها الاثنتين على وجنته ونظرت اليه بحنان وقالت: انا مش بعيطت علشان انت زعقت انا بعيطت على الكلام اللى انت قلته والوجع اللى اهلنا حاسيين بيه دلوقتى ... ثم قالت بحب: وبعدين اخاف ! اخاف منك ليه ؟ علشان طلعت غضبك قدامى ! انت عارف يا ادم يعنى ايه بحبك ! يعنى اقدر اشوف الجانب المظلم فيك بدون خوف .. بدون احتياط .. بدون ما افكر احتمى منه او استخبى منه ..

هزعل منك ليه علشان غضبت قدامى ! علشان شاركتنى غضبك ! علشان كنت على طبيعتك ! وبعدين ان مكنتش ابقى موجوده جنبك وانت واقعى وفى عز احتياجك ليا هبقى موجوده جنبك امتى ! ان هربت او بعدت عنك وانت غضبان او زعلان يبقى ايه اهميتى فى حياتك ! انا جنبك وهفضل جانبك وهفضل معاك مهما كان حالك سواء فرحان او زعلان او غضبان او بتعيط حتى .. مش عايزه يبقى بينا حواجز ومسافات .. عايزاك تنفس عن غضبك حتى لو فيا .. هفضل جنبك برضو .. انا حياتى ارتبطت بحياتك وخلاص معدش فى اى فرصه انك تبعد عنى او انى ابعد عنك .. بحبك زى ما انت لانك انت .. وبحب كل حالاتك .. وبحبك فى كل اوقاتك .. وهفضل احبك لاخر نفس يطلع منى ...

نظر ادم لعينها التى تعبر عن حبها الشديد له قبل كلماتها التى اذابت قلبه وجعلته يشعر ان الله يحبه ليرزقه هديه غايه فى الجمال مثلها .. هى قره عينه .. هى زوجته وسنده .. هى حياته .. لم يفعل شئ سوى انه قبل جبينها واحتضنها ودفن وجهه فى عنقها وبكى ... بكى لشعوره بفضل الله عليه ... بكى لان زوجته امرأه رائعه لم يحلم بها حتى .. هى امرأه بكل معانى الكلمه ... بكى لشعوره بحضن امه الدافئ فى حضنها ... بكى لامتنانه ان يرزقه الله كل تلك النعم فى زوجته ... وتمنى شئ واحد فقط ! ان يدخله الله الجنه وتكون هى رفيقته تمنى ان تكون رفيقته فى الجنه ...

بعد دقائق تركها وقال: ممكن اطلب طلب .
يارا: اتفضل .
ادم: ممكن تسبينى لوحدى شويه .
قبلت يارا جبينه وقالت: لو علشان تتكلم مع ربنا لوحدك فأنا موافقه جدا .
ادم باستغراب: عرفتى ازاى !
يارا بابتسامه: قلتلك قبل كده انى عارفاك اكتر من نفسك يا بشمهندس وعارفه كويس اوى انك دلوقتى مش محتاجنى قد ما انت محتاج ربنا ...
امسكت يده وقبلتها وقالت: صلى واشكيله واطلب منه ومتيأسش عمر ما حد لجأ له عز وجل وخذله وادعيلى معاك كمان ... عارف انا نفسى فى حاجه اوى !
ادم: ايه هى ؟

يارا بابتسامه: نفسى فى بيبى صغير كده يكون شبهك ونربيه سوا على طاعه ربنا عارف انا بقولك ليه !
ادم بابتسامه: ليه ؟
يارا: علشان تدعى معايا ان ربنا يحققلى حلمى .
ابتسم ادم وقال: حاضر يا ملاكى هدعيلك .
نهضت يارا وقالت: اسيبك شويه وهستناك فوق .
اومأ ادم وخرجت يارا صعدت للاعلى وتوضأت وصلى كل منهما ركعتين شكر لله و دعوا الله كثيرا بكل ما يتمنوا .
وبعد مرور بعض الوقت صعد ادم ونامت يارا على صدره فهى اصبحت عاشقه لنبضاته التى تشعر ان كل نبضه تخبرها كم يحبها زوجها جدا .

مر عليهم اسبوع لم يحدث شئ سئ ولكن حدثت اشياء كثيره جيده .
* سرين وبسمه بدأوا طريق جديد مع الله واصبحت العلاقه بينهم اشد وطئه وتقربوا لبعض وللاخرين كثيرا وكلما مر الوقت شعرت سرين بمدى نقاء قلب يارا وان ادم بالفعل لديه الحق بحبها وعدم التفريط بها وتمنت ان يرزقها الله بشخص يحبها مثلما ترى ادم يحب يارا .

* بسمه شعرت بمدى حب الله لها وشكرته انه اراها حقيقه وليد وبالفعل بدأت تشعر بالنفور الشديد منه فلو احببت شخص ما بشده فعندما تكرهه تكرهه بشده وبدأت تشعر بالفعل بتصرفات طارق وانه يحبها حبا جما وتسائلت كيف كانت عمياء كل تلك السنوات فحب طارق لها يظهر فى حركاته نظراته اطمئنانه عليها يوميا حتى كلامه رغم انه لم يقل كلمه واحده تعبر عن مشاعره ولكن طريقه كلامه وارتباكه امامها جعلها تتيقن تمام اليقين بحبه لها ودعت الله لو انه خير لها وزوج يناسبها ويرضاه الله لها فاليفتح قلبها اليه .

* اسر كان يطمئن على ساره يوميا من والدها وكذلك كان يطمئن على كرم وبطه وشعر انه مسئول عنهم وعن حمايتهم وتعلق بهم كثيرا وبأمهم ايضا ولا يدرى ما سبب فرحته فكان يقنع نفسه دائما انه يفعل شئ جيد وعمل عظيم لذلك يشعر بالسعاده وكان يحلم كثيرا بريهام تأتى اليه لتقول له فقط " افتح قلبك لها يا اسر " وتختفى بعدها لم يستطع تفسير الحلم ولكن كان فرحا واستسلم لفرحته تلك ..

* ساره كانت سعيده جدا باهتمام اسر بها وبالاولاد ولكن كانت تقنع نفسها انه يتذكر فقط امرأته وابنه لذلك يساعدهم رغم انه بداخلها تشعر بشئ اخر ولكن ليس لفرحتها دوام بسبب طليقها المعتوه الذى لا يكف عن مضايقتها واخافتها برسائله .
* احمد وادم اصبحوا متيقنين الان من حب اسر لساره ولكن يدركون انه يجاهد حتى لا يظهر ذلك لانه يشعر بانه ينتمى لريهام فقط لذلك تركوه يدرك حقيقه مشاعره بنفسه .

* مراد يوصل مرام كل يوم لجامعتها ويعود بعد انتهائها لاصطحابها مجددا .
* بدأ ادم يعاتب احمد الذى انهار فور معرفته لما فعله اخيه وامره ادم بالالتزام بمحاضراته فهو تعين معيد بكليه تجاره ولكنه رفض فاقنعه ادم بالقبول والالتزام فمستقبله ينتظره وبالفعل بدأ احمد فى البعد عن اصدقاء السوء وبدأ يشعر بالاسى تجاه امه وابيه وما حدث معهم بعد ما فعله اخيه فاصر ان يثبت نفسه ويرفع رأس ابيه ويجعل اسرته فخوره به وبدأ يحاضر بالجامعه ثم سافر للخارج ليكمل رسالته ويأخذ الدكتوراه .

* يارا وادم تتحسن علاقتهم كل يوم عن الاخر وكلما مرت الايام يزداد حبهم وتعلقهم ببعضهم البعض ونجح ادم فى شغله كثيرا واستطاع التقدم بالشركه بشكل ملحوظ فى اسبوع واحد .
* ندى تحاول بشتى الطرق اشغال تفكيرها عن جاسر بأى شئ قررت الهروب للرسم ولكن للاسف لا ترسم الا وجهه ولا تفكر الا به حتى عندما قررت رسم احد غيره رسمت نفسها وهى ترسمه لتجسد حقيقتها امامها .

* جاسر يشعر باحساس غريب تجاه ندى لا يدرى ماهيته ولكن يشعر باختلاف كبير بينها وبين روان كلما رأها شعر بقلبه يدق بشده اصبحت تأتى لتفكيره غالبا لدرجه انه اخطأ مره وهى يحادث روان عن استعدادت الخطوبه ونادها باسم ندى ولكنه كما قالت مريم هو غبى لا يستطيع فهم مشاعره ويكابر ويقنع نفسه انها مجرد فتاه جميله فقط .
* بقى الجد معهم وعاش ابناؤه الخمسه معه فى منزل امينه بينما الاولاد تفرقوا اسر وطارق ومراد  ومروان وقت اجازاته فى منزل حسين والفتيات فى منزل مصطفى بينما منزل عادل اغلق ولم يجد احد رغبه فى دخوله مطلقا وبدأ الجميع فى التأقلم على غياب وليد وعادل وزوجته ...

فى صباح يوم جديد
اصطحب مراد مرام بسيارته واوصلها للجامعه وكان قبل محاضرتها بساعه خرجت مرام ومراد من السياره ووقفوا امامها .
مرام: لسه ساعه على المحاضره ما تيجى تدخل معايا .
مراد: انا فاضيلك يا بت وبعدين احنا هنتصاحب ولا ايه ادخلى اقعدى ما صحباتك البنات .
مرام: ياك ضربه يا معفن انت تطول تصاحبنى اصلا وبعدين زمان صحباتى لسه مجوش ادخل معايا بقى يا مراد بليييييز .
مراد: بطلى زن بطلى زن على الصبح انا هرأف بحالك بس وادخل معاكى اصل وحشتنى ايام الكليه ياااااااااه كانت ايام ز...
قاطعه شاب من خلفه: زباله .

التف مراد ثم ضحك بشده: عمر مش معقول .
احتضنه عمر: وحشتنى يا صايع .
مراد بضحه: انا بقيت محترم .
ابتعد عمر: طب احلف كده .
مراد: وحياه الزحلفه .
عمر: اسمها السلحفه .
وضحكوا سويا ومرام تقف خلف مراد كالبلهاء .
نظر عمر لمرام بطرف عينه وقال لمراد: مين المزه .

ضربه مراد بكتفه: اتلم دى مرام اختى .
عمر: يا راجل اختك ! اصلك معفن .
فلتت ضحكه من مرام غصب عنها وهمست لمراد: واضح انه رأيى جماهيرى كله شايفك معفن .
قال مراد: خفه يا بت انتى وهو امشى ادخلى يالا .
عمر: ما تيجى نقعد جوه شويه .
مراد: انت بتعمل ايه هنا اثلا .
عمر: اثلا يا فاشل انا يا سيدى اتعينت معيد هنا من سنتين .
مراد: يا راجل عملتها من ورايا .

عمر: على اساس انى مكنتش بغنى لاهلك تذاكر رغم انى اكبر منك 3 سنين بس كنت بلف وراك يمكن تفلح .
سحبته مرام من يده خطوتين
مرام: طيب انا هدخل بقى يا مراد .
مراد: اتخليتى عنى يا جزمه مش كنتى عايزانى ادخل .
مرام: مهو بصراحه انت معفن وانا بقول بلاش احرج نفسى .
مراد بغيظ: انا معفن يا ...

اسرعت مرام من امامه وهى تضحك وعينا عمر تتابعها .
دخلت مرام وعاد مراد وقال: هدخل معاك ازاى بقى وانا مش معايا الكرنيه يا سياده المعيد .
عمر بضحكه: دا انت ماشى مع عمر يا بنى تعالى تعالى .
دلف عمر ومراد من البوابه وهم يضحكون فهم اصدقاء من ايام الجامعه رغم اختلاف اعمارهم ولكن عمر من بلده اخرى فلم يلتقيا منذ فتره .
مراد: وبس يا سيدى وهوب راح مديله على قفاه واتقفل المحضر .
انفجر عمر ضحكا: انت مسخره .

مراد: اعملك ايه بص انا هشرحلك ... بدأ مراد يعود خطوات للخلف وهو يقول: كان عمال يرجع لورا كده يرجع يرجع وهوب راح خابت ب...
: اااااااااه ... كان صوت فتاه اصطدم بها مراد .
التف مراد اليها وكانت هى انخفضت لتجمع اشيائها من الارض ثم نهضت بملامح غاضبه .
نظر اليها مراد ولم يتحرك كانت كالملاك قصيره القامه ترتدى فستان لونه زهرى فى رمادى وحجاب زهرى وهى بيضاء وعيونها ذات لون ازرق كأمواج البحر ملامحها صغيره وجميله .

افاق مراد من تأملها على صوتها الرقيق الغاضب: مش تفتح يا استاذ .
مراد بمرح وابتسامه بلهاء: دا انا سعيد جدا انى مكنتش مفتح .
الفتاه: انت قليل الذوق على فكره .
مراد: وانتى حلوه اوى على فكره .
جاء عمر وقال: خلاص اتفضلى يا انسه متأسفين .
نظرت الفتاه لمراد باحتقار وغضب: ربنا يهدى ورحلت من امامهم ومراد يتابعها بعينه ويردد: يخربيت حلاوه امك واللى خلفوا امك وابوهم ايه القمر ده يالهووووووى ياما .

عمر: ايه يا بني ادم اللى عملته ده عيب كده يامراد اتقى الله .
مراد: يا عم هو انا خبطها قاصد ما انا كنت بشرحلك بس البت حلوه بغباء دى حلوه بهبل ياختاااااااااى .
عمر: انجر يالا قدامى انت هتبوظ منظرى اصلا .
دلف مراد وعمر وجلسوا بمكتب عمر يتحدثون .
مراد: انت بقى هتدى محاضرات لسنه كام .
عمر: السنادى احتمال كبير اكتر محاضراتى تبقى 3 .

مراد: وقعلك مزه بقى علشان نفرح بيك عندك 27 سنه ياراجل مش ناوى تتجوز .
عمر: وانت مالك وبعدين مزه مين دى اللى اوقعها من المحاضرات يا عم فكك .
مراد: عندك حق المهم لو البت الحلوه القمر القشطه اللى شفتها دى معاك ابقى اعزمنى على محاضره معاك احياه ولادك.
ضحك عمر: طب ايه رايك لو القشطه دى معايا هتجوزها .
مراد: بقى فينا من كده هنقطع على بعض بص انا هعمل معاك ديل كويس اجوزك اختى وتسبني اتجوز البت القشطه دى .

صمت عمر ثوانى يتذكر ملامح مرام الهادئه .. بشرتها الصافيه البيضاء .. عينها الرماديه الساحره .. ابتسامتها الرقيقه .. ونبرتها المرحه .. ملابسها كانت مرام ترتدى جيب واسعه باللون الرمادى الداكن به خطوط زهريه وقميص باللون الزهرى وحجاب به اللونين معا كانت جميله للغايه .
مراد: عمررررر ايه يا بنى روحت فين .
عمر: ها .. لا انا معاك اهه ونظر فى الساعه وقال: انا عندى محاضره دلوقتى هتستنى ولا ايه .
مراد: البت مرام هتخلص كمان ساعتين كانت بتقول عندها محاضره واحده قوم روح محاضرتك وانا هكلمها وهشوف وهبقى اسيبلك ماسيدج اعرفك مشيت ولا لا .
عمر: اشطه سلام .

فى الكافتيرا تجلس مرام تهدأ صديقتها فرح .
مرام: خلاص بقى يا فرح مكنش موقف .
فرح: دا واد عديم الزوق ازاى يقولى انتى حلوه ببساطه كده .
مرام: علشان تعرفى بس انا عنيكى اللى شبه البحر دى مودينا فى داهيه .
فرح: اخرسى علشان مقتلكيش دلوقتى ياباى الواد ده عصبنى بس اصلا شكله كبير عننا .

مرام: سيبك .. انا يا بت هجوزك اخويا علشان اضمن عيال عنيهم حلوه كده .
فرح: هو فين اخوكى دا مش هتعرفينى عليه بقى .
مرام: هعرفك ياختى يعنى هتعرفى السفير تك نيله المهم انا لبست الالوان اللى قولتيلى البسها اهه علشان نبقى توينز سوا .
فرح: شطوره يا مرام يالا بقى علشان المحاضره 5 دقايق وهتبدا .
جاءت فتاه مسرعه عليهم: الحقوا يا بنات .

فرح: فى ايه يا سمكه
اسماء: عارفين مين هيدخل لينا .
مرام: مين اوعى تقولى دكتور فايد اصل انا بكرهه .
اسماء: لا خالص دا هيدخل دكتور مز وامور اوى وجذاب موووت وعليه كاريزما فظيعه مقولكيش اوووووف يخربيت حلاوته .
فرح: استغفر الله العظيم ما تتلمى يا بت .
اسماء: حد يدخله دكتور عموره ويتلم دا انا هنحرف بس بقى شديد وبيحب الانضباط جدا وبيكره حد يدخل بعده المحاضره كان بيدى اختى السنه اللى فاتت وحكتلى عنه مز اه بس فى الجد جد اوى .

فرح: طب يالا ياختى انتى وهى علشان شكلنا هنطرد معدش غير دقيقتين .
اتجهوا للمدرج وبمجد وصولهم رن هاتف مرام نظرت وجدته مراد فقالت: ادخلوا هرد على مراد وهدخل وراكو ...
ابتعدت مرام عن المدرج خطوتين ودلفت الفتيات ودلف الدكتور خلفهم مباشره ولم تنتبه مرام له .

واجابت على مراد واخبرته انها ستجلس مع صديقتها بعد المحاضره قليلا ثم ستحدثه ليأتى لها ... فأخبرها انه بالجامعه وسيجلس مع عمر صديقه حتى تنتهى هى ... اخبرته انها تاخرت ثم اغلقت المكالمه ونظرت خلفها وجدت باب المدرج مغلق فعلمت ان الدكتور دلف خافت من رده فعله ...
اتجهت بخطوات مضطربه وطرقت الباب وفتحته ودلفت نظرت على الاستيدج الرئيسى لتكون الصدمه وجدته عمر صديق مراد الذى رأته منذ ساعه تقريبا .
مرام: انا اسفه يا دكتور على التأخير .

نظر اليها عمر بمزيج من الصدمه والغضب وقال: ايه اللى اخرك يا انسه .
لم تدرى مرام بما تجيب وفضلت ان تقول الحقيقه: كنت برد على مكالمه .
عمر: وطبعا تقفى تحبى فى التليفون والمحاضره فى داهيه دا اسمها قله ادب يا انسه واستهتار وانا من حقى دلوقتى اقولك اتفضلى مفيش حضور .
نظرت اليه مرام وقالت بعصبيه: وانا بعد الكلام اللى حضرتك قولته مش هحضر اصلا .

والتفتت لتغادر ولكن اوقفها صوت عمر الحازم والغاضب: يبقى اعتبرى نفسك شايله مادتى ومتحضرليش محاضرات تانى يا انسه يا محترمه .
التفتت مرام اليه: ممكن اعرف انا مطلوب منى اعمل ايه دلوقتى .
عمر بهدوء ولامبالاه بعدما رأى ملامحها القلقه: ادخلى واخر مره تدخلى محاضره بعدى .
دلفت مرام بعدما اشارت لها اسماء وفرح وجلست بجوارهم وامتلئت عينها بالدموع ودون ان تدرى سقطت من عينها دمعه فمسحتها بسرعه حتى لا يراها احد ولكن رأها عمر وتضايق من نفسه لانه حادثها هكذا ولكنه فى عمله لا يفرق بين قريب وبعيد هو يدرى انه كان قاسى معها واحرجها ولكن هو مع الجميع هكذا حسنا هو يشعر انه غضب عليها قليلا ولكنه لا يدرى السبب تنهد و اكمل محاضرته وغادر المدرج فورا .
ومرام كذلك .

ذهب عمر وجد مراد بانتظاره
مراد: جيت بسرعه مش قلت ساعتين .
عمر: خلصت المحاضره عالطول وجيت ...
وفى هذه اللحظه رن هاتف مراد وجدها مرام فأجاب: ايوه يا ميرو .
مرام: مراد يالا علشان نروح .
مراد: دلوقتى .
مرام بصوت مختنق: ايوه يا مراد حالا ..
مراد: مالك يا مرام ومال صوتك ... انتى معيطه ؟.
مرام بنفاذ صبر: انا عايزه اروح هتيجى ولا امشى انا !
مراد: خلاص استنى انا جاى اهه .
اغلق الخط ونظر لعمر وقال: معلش يا عمر مضطر امشى .
عمر: خير فى حاجه ..

مراد: والله ماعارف كلمت مرام قبل المحاضره بتاعتها وقالتلى انها هتحضر وتقعد مع صحباتها شويه ودلوقتى بتقولى انا عايزه تروح وباين عليها معيطه ومضايقه انا همشى بقى علشان هى مستنيانى .
عمر: ثانيه انت بتقول انك كلمتها قبل المحاضره عالطول .
مراد: اه حتى كانت بتقول متأخره وقفلت معايا بسرعه . على العموم همشى انا بقى .
عمر: طيب ابقى خلينى اشوفك .
مراد: ابقى تعالى .
عمر: ربنا ييسر يالا فى رعايه الله .

وغادر مراد وبقى عمر يشتم نفسه لانه نكد عليها .. وقلب يومها .. ولانه كان السبب فى دموعها .. ولانه اخطأ بحقها .. ولكنه غضب بشده لانه اعتقد انها تكلم شخصا اخر وليس اخوها ... ثانيه واحده وما شأنك انك مع من تتحدث ! لم غضبت هكذا ! لم يكن من المفترض ان تتصرف معها هكذا ! اووف جلس عمر على مكتبه متضايقا من نفسه ثم بدأ يستعد لمحاضرته القادمه .
ذهب مراد لمرام وقال: مالك !
مرام: مفيش اتخانقت مع صحبتى وعايزه اروح .
مراد: طيب يالا .
وعادا للمنزل ومرام تشعر انها ان رأت عمر امامها ستقتله .

فى منزل روان يجلس جاسر ومعه منصور والد روان وروان .
جاسر: بقولك ماسكينه وهو بيبيع حشيش عايزانى اخليهم يرجعوه الكليه ازاى ؟!
منصور: ياسياده الرائد رامز صغير ومش مدرك اللى بيعمله !.
جاسر بسخريه: صغير ! شاب عنده 28 سنه بقاله 10 سنين فى تجاره وتقولى صغير انت المفروض تقول طايش مستهتر انا شايف انه المفروض يتسجن مش يترفد من الكليه بس .

فى هذه اللحظه دخل رامز شقيق روان.
رامز: يعنى انت بدل ما تكحلها عميتها ! اذا مكنتش هتعرف تتصرف يبقى تسكت وتحط لسانك جوه بقك وخلاص.
نهض جاسر بغضب وقال: انت عارف كويس انا اقدر اعمل ايه فا لم لسانك بدل ما اعرفك ... انا ساكت وعامل حساب لعلاقتى باختك فقفل على الدور تكسب .
منصور: اقعد يا رامز واسكت خالص .
جلس رامز وصمت
منصور: يعنى يا جاسر مش هتقدر ترجعه جامعته .

جاسر: انا اسف يا عمى بس انا مش هساعد فى حاجه وانا عارف انها غلط.
روان: يا جاسوره يا حبيبى انت تقدر تساعده وبعدين فين الغلط دا انت هترجعه الكليه بس .
جاسر: اولا انا مبحبش الزفت الدلع ثانيا
المفروض اني جاي علشان نتكلم فى اجراءات الخطوبه مش فى مشكله اخوكى .
روان: يا حبيبى انا لجأتلك علشان تساعدنى هو انا ليا غيرك اعتمد عليه .

تذكر جاسر على الفور ندى وكيف اعترضت على اى مساعده حتى من اخويها وفضلت الاعتماد على نفسها .
جاسر: ومتعتمديش على نفسك ليه صغيره ولا حاجه .
روان: يا حبيبى البنات الرقيقه لازم يبقى فى ضهرها راجل يرضيك يعنى اتبهدل وانت موجود .
جاسر فى نفسه: يالهوى انتى رقيقه عن ندى .
جاسر: على العموم انا اتأخرت نبقى نكمل كلامنا يوم تانى .

نهض جاسر وغادر وبمجرد خروجه التفتت روان لرامز: انت اتجننت ازاى تكلمه كده انت عارف ان جاسر مبيحبش حد يقلل منه .
رامز: اهو اللى حصل بقى وبعدين يا فالحه الاستاذ رافض يساعدنى هتخليه يساعدنا ازاى ندخل شحنه الحشيش بقى .
روان: متقلقش انا هتصرف معاه اقولك خليهم يعدوا الشحنه يوم الخطوبه وانا هتصرف مع جاسر .
منصور: انتى صحيح هتتجوزيه .

روان: يا بابا انت عارف انى مبحبش جاسر وبعدت عنه واتحججت بدراستى علشان اخلص منه ومن تحكماته بس دلوقتى مكانته ومنصبه هيفيدونا كتير وخصوصا فى الشغل اما بقى بالنسبه للجواز فا انا هجيب اخره معايا .
رامز: هههه وعامل فيها بيفهم كل حاجه وهو عبيط ال ايه فاكرك بتحبيه .
روان: ههههههه اديك قلت عبيط وانا بقى بحب غباءه ده واهو انا اتمتع شويه بفلوسه ومنصبه وبعدها فاكس هو ميلزمنيش اصلا .
ضحك الثلاثه .

فى الشركه
نزل اسر لكافتيرا الشركه ليشرب قهوته ويبتعد عن جو العمل شويه .
كان يجلس على طاوله خلفه 2 موظفين وبالمصادفه استمع اسر لحوارهم الذى جعل الدماء تغلى بعروقه وجعله يشعر بغضب شديد لا يدرى سببه .
الموظف 1: صحيح يا بنى انت مش ناوى تتجوز بقى انت داخل على 36 يا اشرف المفروض تكون عيله وتستقر بقى .
اشرف: نفسى والله يا مدحت بس اللى بتمناها توافق وانا اتجوز بكره .
مدحت: هى رفضت ولا ايه .

اشرف: انا مقلتلهاش علشان ترفض اصلا خايف من رده فعلها .
مدحت: يا سلام ما انت لازم تقولها وبعدين مين دى بقى !
اشرف: ساره .
مدحت: ساره مين اوعى تكون...
اشرف: ايوه هى سكرتيره استاذ اسر .

مدحت: بس دى مطلقه وعندها اولاد وانت لسه اول جوازه يعنى واحده لسه متجوزتش خالص احسن .
اشرف: بس ساره عجبانى اوى يا مدحت حاسس ان هى دى الست اللى اطمن وانا سيبها فى بيتى .
مدحت: خلاص قولها .
اشرف: خايف .. خايف ترفض ابقى وقتها خسرتها كزميله كمان .
مدحت: وهتفضل كده كتير .
اشرف: انا هحاول المح لها واشوف رده فعلها وهقرر بقى اذا كنت اقولها او لا .
مدحت: ربنا يوفقك يا صاحبى .

نهض اسر غاضبا وعفاريت العالم كله تتراقص امامه صعد مسرعا لغرفته واغلق الباب خلفه بعنف وقطع الغرفه ذهابا وايابا فى غضب وقلبه وعقله فى صراع .
العقل: طيب وانا مالى مهى من حقها تتحب وتحب وتعيش وتبقى سعيده .
القلب: هى ممكن تحبه فعلا طب وانا !
العقل: انت ايه ؟ وانت مالك عايز منها ايه ؟.
القلب: انا عايز افضل جنبها واطمن عليها وابقى مسئول عنها .

العقل: وانت مالك ! هى هيبقى لها راجل هتبقى مسئوله منه وانت مش هيبقى ليك دور .
القلب: طيب وولادها مش ممكن يبقى قاسى عليهم او يعاملهم وحش !
العقل: وانت مالك هما كانوا ولادك او يخصوك فى حاجه !
القلب: اوووووووف بقى انا تعبان ومش فاهم انا ليه متضايق !
العقل: ولا انا !
القلب: بس هى ممكن تتجوز بجد ومقدرش اشوفها او اكلمها ؟
العقل: ملناش دعوه بقى انت عايز ايه دلوقتى ؟
القلب: مش عايز حاجه خلاص خلاص.

العقل: لا بقى انا لازم افهم ؟
نهض اسر مسرعا واتجه لغرفه ساره فتح الباب وجدها منكبه على بعض الاوراق ومنهمكه فى العمل اقترب منها وجلس على كرسى امامها نظرت اليه ساره باستغراب: خير ايه حصل !
اسر: انا عايز اسألك سؤال بس اسمعينى للاخر وبعدين جاوبى .
ساره: اتفضل .

اسر نظر امامه بشرود: انا حاسس احساس غريب اوى مش فاهمه تجاه انسانه جميله اوى ورقيقه وجدعه وطيبه ... انسانه قلبى بيتمناها احساس قلبى محسوش غير مع ريهام ... واول مره احسه مع غيرها ... قلبى بيدق ليها بسرعه اوى ..بحب اشوفها واتكلم معاها .. بحب اسمع صوتها واغيظ فيها .. بحب اخد بالى منها واهتم بيها ... بحب اشوف ضحكتها وببقى فرحان اوى لو انا السبب فيها ... بضايق جدا لو لقيتها بتكلم اى راجل او اى راجل بيكلمها ... بحس انى هتجنن لو شفتها زعلانه او شفت دموعها ببقى هاين عليا اقلب اراجوز علشان تضحك ... حاسس انها مسئوله منى وواجب عليا احميها ... مش عارف ليه معاها بالذات بحس كده ! ومش فاهم ليه بحس كده ! ثم رفع نظره لساره وقال: عندك تفسير للى انا بحسه ده ؟

كانت ساره تتألم بشده من كلمات اسر ايحب اخرى ! يهتم بها ويخاف عليها ! وهى كالحمقاء اعتقدت انه يهتم بها او يهمه امرها ...
استجمعت ساره نفسها وقالت: انا معنديش تفسير غير انك بتحبها .
اسر بصدمه وتمتم: بحبها .
ساره: ايوه انت بتهتم بكل تفاصيلها بكل حاجه فى حياتها قلبك بيدق علشانها يبقى بتحبها والمفروض متضيعهاش من ايدك .
اسر: طب وريهام انا كنت بحبها .

ساره: اديك قلت كنت يعنى ريهام كانت فى الماضى لكن دلوقتى حياتك واخده منحنى جديد ريهام هتفضل اول زكرى جميله فى حياتك واول حب واول خطوه واول حضن وبيت ليك .. بس انت لازم تكمل حياتك الحياه مبتقفش على حد .. وبعدين ربنا رزقنا بنعمتين حلويين اوى ... الصبر علشان نصبر على الهموم اللى بتقابلنا والالام اللى منها فقدان شخص عزيز علينا ... والنعمه التانيه النسيان علشان ننسى الالم ده ونكمل حياتنا ... وانت لازم تكمل حياتك .. وبعدين قلبك بدأ يتمرد لانك كنت حابسه فى ظلمه كأنه متقيد بقيود وللاسف انت كنت حابب القيود دى ... بس لو بصيت حواليك كويس هتلاقى نور هيملى قلبك وهيخلصك من القيود دى ... والنور ده هى البنت اللى انت حبيتها ... علشان كده بقولك اوعى تفرط فيها او تتخلى عنها .

تذكر اسر على الفور حلم ريهام والقيود وانه رأى ساره وهى تحمل النور الذى سينير قلبه ...
ابتسم الان فقط فهم حلمه والاهم انه فهم مشاعره .
اسر بابتسامه: يعنى اعمل ايه !
ساره وحاولت التماسك لتقول تلك الكلمه التى من شأنها تمزيق قلبها وحرقه: اتجوزها .
فهم اسر مشاعره اخيرا وفهم انه يحب ساره .. نعم هى من يحتاجها ... هى من ملكت قلبه وسيطرت عليه ... هى من دق قلبه لها ... فقرر ان يستسلم لمشاعره وقلبه وابتسم وقال: طب تقب...

قاطعه رنين هاتفه فأخرجه وجده كرم فاستغرب ذلك ولكنه اجاب .
اسر: السلام عليكم
كرم بخوف: وعليكم السلام انا اسف ان اتصلت بحضرتك بس انا برن على ماما تليفونها مقفول وجدو مبيردش وانا مش عارف اتصرف فاتصلت بحضرتك .
اسر بقلق: فى ايه .
كرم: بطه المدرس بتاعها ضربها جامد واغمى عليها وجابوها على اوضه المدير انا مش عارف اعمل ايه !
اسر بغضب: خليك جنب بطه وخد بالك منها يا كرم واحنا جايين اهه .

انتفضت ساره: بطه وكرم مالهم ولادى مالهم .
اسر: اهدى يا ساره بطه تعبانه شويه يلا هنروحلهم .
ساره: حبيبتى انا ماشيه .
جرت ساره مسرعه واسر خلفها وقفت ساره لتأخذ تاكسى ولكنها فتره الظهيره ولا يمر اى تاكسى الان .
وقف اسر بسيارته امام ساره: اركبى يا ساره مش هتلاقى تاكسى دلوقتى .
ساره ببكاء: مش هينفع اركب معاك لوحدنا .

اسر: اركبى ورا واعتبريه تاكسى يا ساره الاولاد مستنيين
صمتت ساره ثوانى ثم تمتمت: سامحنى يارب مغلوبه على امرى .
وركبت ساره وانطلق اسر مسرعا للمدرسه بمجرد وصولهم هاتف اسر كرم ...
اسر: انتو فين يا كرم ؟
كرم: فى غرفه المدير الدرو التانى اخر اوضه .
اتجه اسر و ساره مسرعين وبمجرد دخولهم جرت ساره على بطه واحتضنتها نظر اسر اليها وجد يدها ممزقه من شده الضرب والفتاه تنتفض من الخوف ووجهها شاحب .

نظر للمدير بغضب: مين اللى عمل فيها كده !
المدير: استاذ فرج مدرس الرياضيات ..
اسر: خليه يجى هنا فورا .
بعد ثوانى دلف فرج وبمجرد ان رأه اسر اقترب منه ونظر اليه بغضب العالم وقال: بص انا مش همد ايدى عليك بس ادينى سبب يقنعنى انك تضرب طفله بالشكل ده .
فرج: بنتك مش متربيه يا استاذ لا انت ولا الهانم امها عرفتوا تر...

قاطعه اسر ممسكا اياه من قميصه .
اسر بغضب: وربى تغلط فيها او فى امها اكون داخل فيك السجن سامعنى .
المدير: اهدى بس يا استاذ انا هفهمك .
ساره: تفهمنى ايه دى البنت اول اسبوع ليها ودى سنه اولى تقوم تنضرب بشكل ده .
المدير: يا مدام ...
قاطعه اسر: كلامك معايا انا .

المدير: يا استاذ الاستاذ فرج كان بينبه على الطلاب ان بكره فى حفله للاباء يعنى كل طالب يحضر هو وابوه وممكن الام لكن لازم يحضر الاب قامت بنت حضرتك قالت انها مش عايزه باباها يحضر ولما الاستاذ فرج سألها قالتله انك مالك فهو اتنرفز شويه فضربها .
نظرت اليه ساره بغضب شديد واسر ايضا وقال بسخريه: لا والله .
ثم التف لفرج واقترب منه قال: انت مراتك نايمه بايه فى البيت دلوقتى .
فرج بغضب: نعم ! وانت مالك .

رفع اسر يده وهبط على وجه فرج فى لكمه عنيفه كاد فرج يسقط على اثرها ولكن اسر امسكه من قميصه ولكمه مره اخرى ومره اخرى ثم قال: معلش اصلى اتنرفزت عليه فضربته .
صمت المدير ولم يدرى بما يجيب ..
اسر: المفروض ان انت مربى اجيال ومينفعش تعاملهم بالقسوه دى .. دى طفله صغيره وانت متعرفش ايه اسبابها ومكنش ينفع تعمل كده خالص بس واضح انك مدرس همجى ومبتفمش .
فرج: بنتك هى اللى م...

قاطعه اسر وهو يرفع اصبعه بوجهه: انا بنتى تاج فوق راسى ولو غلطت فيها بحرف اقسم بعزه و جلال الله لكون موديك ورا الشمس .
فرج باستهزاء: ولما بنتك بتحبك وانت بتحبها اوى كده مكنتش عايزه تحضر معاك ليه مستعريه منك مثلا .
اسر: شئ ميخصكش يا استاذ وانا وبنتى هنحضر حفله بكره وبعدها هسحب ورقها من المدرسه دى وخد بالك انت وقعت مع راجل مبيرحمش وغلطت فى بنته واذتها وكلامنا لسه منتهاش .

ذهب اسر لبطه وحملها فتعلقت بعنقه وامسك يد كرم واشار لساره ان تخرج امامه فخرجت ساره واسر خلفها ..
كانت ساره غير مستوعبه لما سار فى الداخل ما فعله اسر وكيف دافع عن بطه وانه تحمل مسئوله الموضوع كأنه والدها الحقيقى كلماته وغضبه كانت عاجزه حقا عن فهم الامر .

اتجهوا للسياره فجلست ساره وبطه فى الخلف واسر وكرم فى الامام .
اعطى اسر لساره مرهم فأخدته ساره ووضعته على يد بطه ليطيب جرحها .
قال كرم: انت صحيح يا عمو هتحضر مع بطه بكره .
اسر: لو مش هيضايقها .
بطه: لا مش هتضايق يا عمو انا هبقى مبسوطه اوى .
اسر: وانتى يا ساره هتضايقى من وجودى .
ساره: اللى هيفرح الاولاد انا مش هتضايق منه .

كرم: يعنى هنروح كلنا بكره سوا .
اسر: بالظبط كده .
عم الصمت قليلا حتى قالت بطه: عمو
نظر اليها اسر: ايوه يا بطه .
بطه: هو انا ممكن اقولك يا بابا .

تسمر اسر مكانه وكذلك ساره لم يتوقعوا مطلقا ان تطلب بطه شيئا كهذا .
شعر اسر بمشاعر غريبه فلقد ايقظت بطه به مشاعره القديمه كلمه بابا ومازن وشعور الابوه وايضا كان فرحا لانه بالفعل يعتبر بطه وكرم اولاده .
بينما ساره كانت غارقه فى بحر من الحيره والتخبط هى ترى فى اسر اب حقيقى لهم ولكن هو لن يكون هكذا ابدا هو يحب اخرى ومن المحتمل انه سيتزوجها لذلك هو لن يكون لها او لابنائها .

افاقت على صوت اسر: لو شايفانى انفع اب كويس ليكى وانى استاهل انك تقوليلى كده فأنا موافق جدا وهبقى سعيد جدا .
استغربت ساره رده ولكن لم تستطع التحدث .
اسر: انا هنزل ثوانى وراجع ..
نزل اسر من السياره وهاتف والدته .
امينه: اسر خير انت كويس .
اسر: انا كويس جدا يا امى انا متصل اخد رايك فى حاجه .
امينه: خير .

اسر: انا ناويت اتجوز .
امينه بفرحه: بجد يا اسر ..
اسر: جد الجد يا امى انتى موافقه .
امينه: انا مش عايزه غير سعادتك يابنى ونفسى اشوفك متجوز واشوف حواليك مراتك وولادك .
اسر: خلاص ادعيلى توافق بقى .
امينه: هتوافق لانها بتحبك .
اسر بدهشه: مين دى !
امينه: مش اللى انت عايزها ساره اخت يارا .

اسر باستغراب شديد: عرفتى ازاى !
امينه: اصل انا شفت رؤيه من كام يوم انك انت وهى اتجوزتوا وانت بتحبها وهى بتحبك .
اسر بفرحه: ربنا يخليكى ليا يا امى ادعيلى بقى .
امينه: ربنا يفرحك يا حبيبى .
اسر: يالا سلام عليكم
واغلق الخط واتجه للسياره ودلف ونظر لبطه وقال: ها يا بطه فكرتى .
بطه: انا بحبك اوى وشايفه انك تنفع تبقى بابا فا انا من النهالده هقولك يا بابا .

نظر اسر لساره: انتى قولتيلى انى متخلاش عن الانسانه اللى نورت قلبى وحبيتها وانى اتجوزها تعتقدى هى هتوافق ؟
ساره وهى تحاول تجميع شتات نفسها وتضغط على نفسها لتتحمل اوجاع قلبها: هى بتحبك ولا لا !
اسر: بصراحه مش عارف ؟
ساره: خلاص اسألها .
اسر: طب ما انا بسألها اهه .

ساره: بتسأل... ثم صمتت فجأه ونظرت اليه بصدمه هل صحيح ما فهمته ! هل يحبها هى ! هل هى من كان يحكى عنها ! هى من تشغل قلبه وفكره ! هى من يهتم لامرها ! يا الهى هل هى من يحبها اسر ويرغب بالزواج منها !.
قاطع اسر افكارها وقال: ساره .
نظرت اليه ساره بغباء وذهول عينها متسعه وفمها مفتوح من الصدمه .
ابتسم اسر وقال: تقبلى تتجوزينى ؟

وضعت ساره يدها على قلبها الذى يكاد يخرج من مكانه ودون ان تشعر سقطت الدموع من عينها انهارا كانت تشعر بمشاعر مختلفه كانت تشعر بالحيره والخوف من مستقبل مجهول .. كانت خائفه من ان تعيش نفس التجربه المؤلمه مجددا .. هى لن تتحمل ان ينكسر ما تبقى من قلبها ... ولكنها ايضا كانت سعيده تشعر انها ستطير من الفرحه ... هى احبته نعم ... استطاع الحصول على قلبها وعقلها .. هى ترغب بقربه واهتمامه بها ... هى تعشق خوفه عليها وتريد حبه .. ولكنها حائره خائفه مضطربه لا تستطيع تحديد رغبتها !

صرخ كرم وبطه من السعاده
كرم: بلييييز يا ماما توافقى انا بحب عمو اسر اوى وهبقى سعيد جدا لو بقى اب ليا نفسى نستقر كلنا ونبقى اسره واحده .
بطه: اه يا ماما انا كمان بحب عمو اوى نفسى يبقى بابا ويفضل معانا دايما  ..

اسر: وانا كمان بحبكوا جدا . ساره انا دلوقتى بس فهمت مشاعرى وفهمت قد ايه انا بحبكوا وحاسس انكوا مسئوليتى ولازم احميكوا نفسى تفضلوا جنبى عالطول واصحى وانام على صوتكوا حواليا عايز اكون عيله صغيره معاكوا وبيكى يا ساره ... ارجوكى متسكتيش وردى عليا ... تتجوزينى ؟
حاولت ساره اخراج الكلمات ولكن لسانها عجز عن النطق اغمضت عينها واخذت نفس عميق ثم فتحت عينها ببطء وتمالكت نفسها قليلا وقالت: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة