قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا ملك عمري للكاتبة سارة علي الفصل العاشر والأخير

نوفيلا ملك عمري للكاتبة سارة علي الفصل العاشر والأخير

نوفيلا ملك عمري للكاتبة سارة علي الفصل العاشر والأخير

بعد مرور اسبوعين اخرين..
كانت ملك تجلس في صالة الجلوس وهي تقرأ في احد الكتب بجانبها هبة تتابع احدى مسلسلاتها المفضلة على التلفاز وعلي ومنى يلعبان فالايباد الخاص بهما..
رن جرس الباب فسارعت منى لفتحه تسبق الخادمة ويحاول علي اللحاق بها فهما يتسابقان حول من يفتح الباب الاول..
فتحت منى الباب لتجد جاسر فصرخت بسعادة:
ابيه جاسر..
رفعت ملك عينيها عن الكتاب ونظرت الى هبة التي ابتسمت لتقول:.

موعد زيارة كل يوم..
رفعت هبة حاجبها وقالت:
مش جاي يطمن على مراته..
ردت ملك بتذمر:
انا مش عارفة هو ناوي على ايه..
ثم اكملت بضيق:
لا والولاد فجأة بقوا متعلقين بيه..
قالت هبة بخبث:
مهو بقى فمقام أبوهم..
رمقتها ملك بنظرات حادة لتعدل هبة حديثها ؛
اقصد اخوهم الكبير..
مساء الخير..
قالها جاسر وهو يتقدم منهما ويجلس على احد الكراسي لترد الاثنتان تحيته قبل ان يسأل ملك بهدوء:
عاملة ايه يا ملك..؟!
ردت ملك بهدوء:.

كويسة الحمد لله..
ابتسم جاسر لها بينما نظرت هبة له وقالت وهي تنهض من مكانها:
هقوم اجيب طبق الحلو اللي عملته ملك، اصلك متعرفش ملك بتعمل حلويات لذيذة ازاي..
ارتبكت ملك بينما قال جاسر بتعجب:
مكنتش اعرف انك بتطبخي..
ردت منى:
دي بتطبخ وبتعمل حلويات وكل حاجة، طبخها الذ من اكل الطباخ..
ابتسم جاسر وهو يقول:
بجد..؟! ده انا طلعت محظوظ بقى..
ردت ملك بتوتر:
دول بيبالغوا..

جاءت هبة بطبق الحلو ومعها اطباق صغيرة ثم بدأت تضع الحلو في الاطباق حيث اعطت جاسر الطبق واعطت الصغار وكذلك اعطت ملك طبقها واخذت هي طبقا ايضا..
تذوق جاسر الحلو فنظرت ملك اليه بقلق وخافت الا يعجبه طعمه الا انه ابتسم وهو ينظر لها ويقول:
بجد طعمه حلو اوي، مكنتش اعرف انك شاطرة اوي كده..
ابتسمت ملك وهي تتذوق قليلا من الطعام قبل ان تشعر بالغثيان فتبعده عنها بسرعة..
سألتها هبة بقلق:.

مالك يا ملك..؟! فيه حاجة..؟!
وضعت ملك يدها على معدتها وقالت:
مفيش حاجة، شوية غثيان..
ثم حملت كوب الماء الموضوع على الطاولة وشربت منه القليل ليسألها جاسر:
اخذك الدكتور يشوف مالك..؟!
هزت رأسها نفيا وقالت:
لا انا كويسة متقلقش، يمكن بس قلبت معدتي من الحلو...
نظر اليها جاسر بقلق بينما ابتسمت هي واكملت:
بجد مفيش حاجة، انا كويسة..
قالت هبة بمرح:.

شغلتينا بيكي ونسينا ناكل الحلو، يلا يا جماعة الكل يخلص الطبق بتاعه لاحسن ملك تفتكر انوا الحلو مش عاجبنا وتزعل..

المشهد العاشر والاخير
مر اسبوعين اخرين وجاسر يزور ملك يوميا ويقضي معهم الكثير من الوقت..
تعلق به علي ومنى بشكل كبير فهو كان يهتم بهما ويجلب معه لهما الكثير من الاغراض والالعاب..
كانت ملك تتابع كل هذا بضيق فهي لا تريد لأخويها ان يتعلقا بجاسر ويريان فيه الاب الذي حرما منه..

في احد الايام كانت ملك تجلس في الحديقة وتعبث في هاتفها حيث تقلب في مواقع التواصل الاجتماعي بملل حينما وجدت الخادمة تقترب منها وتسألها:
تحبي احضرلك العشا يا هانم..؟!
سألتها ملك بجدية:
شوفي الولاد جاعو ولا لسه واسألي هبة كمان..
ردت الخادمة:
الولاد لقيتهم نامو بعد ما كلوا الشيبسي والشوكولاته وهبة هانم قالتلي من شوية انها ملهاش نفس تتعشى..
قالت ملك بجدية:.

وانا مش حابة اتعشى لوحدي، يبقى متعمليش عشا وانا لو جعت هاكل اي حاجة..
ثم عادت تعبث بهاتفها حينما شعرت باحدهم يقترب منها فالتفتت للخلف لتجده جاسر الذي ابتسم ما ان رأها والقى التحية عليها فبادلته التحية..
جلس بجانبها على الكنبة الموضوعة في منتصف الحديقة لتسأله ملك:
كنت فالشغل..
اومأ برأسه وهو يقول بإرهاق:
كان فيه صفقة مهمة والحمد لله كسبناها..
ابتسمت له وهي تقول:
الحمد لله..

سألها وهو يبحث عن الصغار بعينيه:
امال الولاد فين..؟!
رمقته ملك بنظرات باردة وقالت بضيق:
ناموا، بتسأل ليه..؟!
سألها بدوره متعجبا من نبرتها ونظراتها:
مالك بتكلميني كده وبتبصيلي كده ليه..؟!
تنهدت ملك وصمتا قليلا قبل ان تجيبه:
عشان كل اللي بتعمله مش عاجبني..
بعمل ايه..؟!
سألها جاسر بدهشة لترد بعصبية:
متعملش نفسك مش فاهم حاجة..
قال جاسر بصرامة:
مترفعيش صوتك وانتي بتكلميني، وانا فعلا مش فاهم انتي بتتكلمي عن ايه..

ردت بقوة:
بتكلم عن تصرفاتك مع الولاد واهتمامك المبالغ بيهم، بتعمل معاهم كده ليه..؟! عاوزهم يتعلقوا بيك ليه..؟! فاكر انوا بالطريقة دي هرجعلك..
اجابها جاسر بغضب من تفكيرها هذا:
لو فاكره اني بستغلهم عشان ترجعيلي تبقي غلطانه، انا بعمل كده عشان انتي مراتي وهما اخوانك، وانا زي ما مسؤول عنك مسؤول عنهم، لو انتي شايفة حاجة غير كده تبقى مشكلتك مش مشكلتي، عن اذنك..

نهض من مكانه بعصبية فشعرت بمدى فداحة ما قالته، ركضت خلفه وهي تنادي عليه لكنه لم يبال بها حتى شعر بشيء قوي يرتطم بالارض فالتفت للخلف لينصدم بها ممددة على الارض فاقدة للوعي..
حملها بسرعة محاولا افاقتها فاستجابت له بعد لحظات وهي ما زالت تشعر بدوار شديد يسيطر عليها..
سألها بقلق:
انتي كويسة..؟!
أومأت برأسها وهي تحاول التماسك امامها والنهوض بينما لسانها يقول:
انا اسفة يا جاسر..
رد جاسر بسرعة:.

مش وقت اسف دلوقتي، المهم انك تكوني بخير..
ثم امسكها من يدها وقال:
تعالي معايا..
سألته بقلق:
انت واخدني فين..؟!
رد بجدية:
هنروح المستشفى، نخلي الدكتور يفحصك ويفهم سبب الاغماء ده..
ردت بسرعة:
دي اول مرة تحصلي..
قال بضيق:
وانا هستنى لمًا تتكرر، تعالي يلا معايا..
يا جاسر الوقت متأخر..
قال بجدية:
الساعة لسه مجاتش عشرة، تعالي يلا..
طب خليها بكره..
قالتها وهي تنظر اليه برجاء ليتطلع اليها بضيق قبل ان يقول على مضض:.

تمام نخليها بكره، بس بكره الساعة تسعه الصبح هكون عندك نروح الدكتور عشان يفحصك ويطمني عليكي..
أومأت برأسها بينما اكمل هو بحزم:
ودلوقتي روحي نامي وارتاحي...
ابتسمت وقالت:
حاضر، تصبح على خير..
بادلتها ابتسامتها وهو يقول:
وانتي من اهل الخير..

في صباح اليوم التالي..
ركبت ملك السيارة بجانب جاسر والقت عليه تحية الصباح ثم قالت بضيق:
كنت أخرت الموعد شوية، منمتش كويس..
ضحك وهو يرد:
عايز اطمن عليكي بأسرع وقت..
نظرت اليه وقالت:
انا كويسة واللي حصل امبارح دوار عادي بيحصل لأي حد..
اومأ برأسه وهو يقول:
هنعرف دلوقتي اذا كان دوار عادي او حاجة تانية..

وصلا الى المشفى بعد حوالي ربع ساعة ليهبطا من السيارة ويتجها الى عيادة الطبيب الذي قام بفحص ملك قبل ان يبتسم لها وهو يقول:
متقلقيش يا مدام، مفيش حاجة خطر..
تنهد جاسر براحة بينما قالت ملك بمرح:
مش قلتلك مفيش حاجة، مجرد دوار..
رد الطبيب بجدية:
انا قلت مفيش حاجة خطر بس احتمال فيه حاجة حلوة..
تطلعت ملك اليه بعدم فهم ليكمل بإبتسامة:
الاعراض اللي عندك بتقول انك حامل، لازم تعملي تحليل دم عشان تتأكدي..

ابتسم جاسر بعدم تصديق بينما اتسعت عينا ملك بصدمة قبل ان تهتف بدهشة:
حامل..؟!
اومأ الطبيب برأسه وقال:
احتمال كبير، لكن لازم تعملوا التحليل عشان تتأكدوا..
نظرت ملك الى جاسر وهي تبتسم بشرود ليمسكها جاسر من يديها ويشكر الطبيب قبل ان يسير بها نحو مركز تحليل الدم وهو يهتف بحماس:
لازم نعمل التحليل بسرعة..
أومأت برأسها بلا وعي لتقوم بالتحليل فعلا وتجلس بجانب جاسر وهي تبتسم ببلاهة...

ظلا ينتظران نتيجة التحليل التي ظهرت بعد فترة طويلة نوعا ما ليأخذ جاسر التحليل من الموظفة ويشكرها بلطف لكن ملك سبقته وسحبت منه النتيجة وفتحتها واخذت تقرأ ما بها بلهفة شديد قبل ان تصرخ بمرح:
انا حامل، انا حامل..
واخذت تقفز بعدم تصديق ليمسكها جاسر من خصرها وهو ينظر الى الناس المندهشة من حولها ثم همس لها بسعادة:
اهدي يا حبيبتي، مينفعش تتنططي كده وانتي حامل..
ضحكت بخفوت بينما احتضنها جاسر وهو يهمس لها:.

انتي مش عارفة انا مبسوط قد ايه بالخبر ده، مبسوط جدا..
رمقته بنظرات فرحة وقالت:
انا فرحانه اوي، فرحانه بجد..
قبلها من جبينها ثم سحبها خلفه وهو يهتف بها:
من النهاردة تسمعي الكلام، وتاكلي كويس، وكل حاجة اقولها تنفذيها من سكات..
ثم قال بسرعة وقد تذكر شيئا:
احنه لازم نشوف دكتورة نسائية تفحصك وتتابعي معاها الحمل..
تمام انا هسأل..
قاطعها بجدية:
لا هنشوف دلوقتي..
رمقته ملك بتعجب وقالت:
دلوقتي..
اومأ برأسه وهو يقول:.

ايوه عشان نتطمن عالبيبي وعلى صحتك..
ابتسمت بخفة وقالت:
تمام شوفلنا دكتورة بقى نروحلها لاحسن انا عمري مرحت دكتورة نسائية قبل كده..

مساءا..
مدد جاسر ملك على السرير وغطاها باللحاف جيدا بينما علي ومنى يحيطانها وهما يبتسمان بسعادة..
قالت منى وهي تشير نحو بطن ملك:
يعني هنا فيه بيبي..
أومأت ملك برأسها وهي تبتسم لها بحنو ليكمل علي:
طب هو ولد ولا بنت..؟!
وقبل ان تجيب ملك قالت منى بثقة:
بنت طبعا..
رد علي بضيق:
ليه بنت..؟! مش جايز ولد..
ردت منى بعناد:
انا متأكده انها بنت وهتبقى شبهي..
قال علي بغضب:
لا ولد، احساسي بيقول كده..

ضربته منى على رأسه وقالت:
انت معندكش احساس اصلا..
شدها علي من شعرها فصرخت منى عليه ليفك جاسر شعرها من يدي علي التي تضغطان عليه بقوة قبل ان يبعدهما عن بعضيهما ويهتف بهما بجدية:
كده بردوا، بتتخانقوا وناسيين انوا ماما ملك لازم تكون مرتاحة على طول ومتتعبش خالص..
ثم اكمل:
ولا انتوا عاوزينها تتعب والبيبي يزعل..
قالت منى بسرعة:
لا كله الا البيبي..
ثم ربت علي على بطن ملك وقال:
متزعلش يا بيبي..

ضحك جاسر على افعالهما الطفولية بينما نظرت ملك اليهما بحنو لتقول منى:
بس هي هتبقى بنت صح يا ابيه..؟!
هز جاسر رأسه مدعيا التفكير وقال:
لسه مش عارفين يا منى، بس ان شاءالله هتكون بنت زي مانتي عاوزة..
ابتسمت منى برضا بينما ظهر الضيق جليا على ملامح علي فقالت ملك بحب:
او ممكن ولد شبهك يا علي، قول يارب..
قال علي وهو يرفع يده نحو الاعلى:
يارب يا ماما..

اقتربت هبة منهم وهي تحمل كوب الحليب وتضعه بجانب ملك قبل ان تهتف بالصغار:
يلا كلنا نخرج ونسيب ملك لوحدها عشان ترتاح..
نهض الصغيران بطاعة واتجها خلف هبة نحو غرفتهما بينما نظرت ملك الى اثرهما وقالت بخوف:
تفتكر هلحق اربي ثلاث ولاد من غير ما اهمل اي حاجة تخصهم..
ابتسم وهو يربت على كتفها:
هتقدري وانا هكون معاكي فكل لحظة، احنه هنربيهم سوا يا ملك..
ابتسمت بتوتر وقالت:
بس علي ومنى مش ولادك وانت مش مجبر..

قاطعها بسرعة:
علي ومنى ولادي، انا بحسهم كده حقيقي..
سألته بترددد:
يعني مش هتفرق بينهم وبين البيبي اللي هيجي..
قال بصدق:
وحياتك عمري مهفرق بينهم، هما الثلاثة هيكونوا عندي واحد..
تنهدت براحة فهي تثق بكلامه بينما سألها هو:
افهم من كده خلاص، هترجعي تنوري حياتي من تاني..
ابتسمت وهي تومأ برأسها ليتنهد بسعادة قبل ان تقول:
لازم تشكر ابنك، مكنتش هرجع لولاه..
ربت على بطنها وهو يهمس بمرح:
متشكرين يا بيبي..

ضحكت بخفة قبل ان ترمي نفسها وسط احضانه تستنشق رائحته وهي تهتف بحب:
وحشتني اوي يا جاسر، وحشتني فوق ما تتصور..

في صباح اليوم التالي..
استيقظت ملك من نومها على صوت جاسر الذي كان يحوي اتصالا مع احد موظفيه..
اغلق الهاتف معه ثم اتجه نحو ملك وهو يبتسم بحب قبل ان يجلس بجانبها ويهتف بجدية:
كويس انك صحيتي، كنت عاوز اخذ رأيك فحاجة..؟!
حاجة ايه..؟!
سألته بحيرة ليرد بجدية وهو يفتح الهاتف امامها ويعبث به لتظهر امامها مجموعة من الصور التي تخص منازل راقية للغاية:.

دي كلها صور لارقى البيوت فالقاهرة، عاوزك تختاري اكتر واحد يعجبك عشان اشتريه ونستقر فيه..
لمعت عيناها وهي تسأله بعدم تصديق:
يعني احنه مش هنرجع الفيلا..؟!
اطلق جاسر تنهيدة وقال:
لا، احنه هيكون لينا بيتنا الخاص بينا، كده احسن لينا كلنا..
ابتسمت بعدم تصديق وهي تقلب في الصور قبل ان تعقد حاجبيها بتفكير وتلتفتت نحوه تسأله بجدية:.

طب ليه مناخدش بيت قريب من القصر بتاعكم، عالاقل تبقى قريب من امك واخواتك وتزورهم وقت متحب..
تطلع جاسر اليها بتفكير قبل ان يقول:
تصدقي فكرة، انا افتكرت دلوقتي انوا جارنا عماد بيه عاوز يبيع الفيلا بتاعته هي بنفس الشارع بتاعنا بتبعد ثلاث بيوت عن قصرنا، ممكن ناخذها وبكده اكون قريب من ماما والبنات..
قبلها من جبينها وهو يهتف بحب:
انتي حقيقي مفيش زيك..
ضحكت بنعومة قبل ان تقول:.

طب قوم خلينا نفطر عشان انا جعانة..
نهض من مكانه وهو يقول:
هنزل حالا اقولهم يحضرولك الفطار، وانتي اجهزي بسرعة..
ثم خرج من الغرفة لتنهض ملك من مكانها وتغير ملابسها بسرعة..

بعد مرور عدة اشهر..
في احدى المستشفيات الخاصة..
حملت ملك طفلها وهي تنظر له بسعادة بالغة غير مستوعبة ان هذا الكائن الصغير هو ابنها من جاسر..

اخذت الذكريات تتدفق اليها منذ هروب ريم واجبارها على الزواج من جاسر، تذكرت كرهه ومعاملته السيئة لها ونفوره الواضح منها ثم حبه الجارف لها ومعاملته التي تغيرت مئة وثمانين درجة، كان عاما حافلا بالكثير من التطورات والتغيرات اهمها انها نجحت في تكوين عائلة رائعة اثبتت من خلالها انها ام مثالية..
افاقت من افكارها على صوت رزان تسأل:
هتسموه ايه يا ابيه..؟!
ابتسم جاسر وهو يجيب:
احنه اتفقنا نسميه زين..
حلو زين..

قالتها زينة بحب قبل ان تصرخ فجأة:
الله زين يعني مشتق من زينة، ميرسي اوي يا ابيه، مكنتش اعرف انك بتحبني كده..
مطت رزان شفتيها بضيق وقالت:
اشمعنا زين يا ابيه، مكنت تسميه اي اسم تاني..
ابتسمت ملك رغم تعبها وقالت:
ولا يهمك يا رزان، المرة الجاية هجيب بنت ونسميها رزان..
ميرسي يا قلبي، ولو مش حابة رزان ممكن تسميها روز مشتق بردوا من اسم رزان..

ابتسمت ملك بخفة وهي تحتضن الصغير بينما اخويها يحيطانها من الجانب وينظران اليه بإندهاش متعجبين من هذا الكائن الصغير ذو العينين البنيتين الواسعتين اللتان تشبهان عيني والدته..
تقدمت جلنار نحو ملك وقبلتها من وجنتيها وهي تهتف بسعادة بالغة ظهرت عليها منذ رؤيتها لحفيدها:
مبروك يا ملك..
ثم التفتت نحو جاسر واحتضنته:
مبروك يا حبيبي، يتربى فعزك..

قبلها جاسر من جبينها واحتضنها بينما نظرت ملك اليه بحب قبل ان تطبع قبلة على جبين الصغير وهي تتنهد بعمق..

بعد مرور خمس سنوات..
ربتت ملك على بطنها المنتفخ وهي تنظر من خلف النافذة الى صغارها الاربعة..
علي ومنى اللذان اصبحا في الحادية عشر من عمرهما وزين الذي اتم عامه الخامس منذ اسبوعين وروز التي اتمت عامها الثالث منذ ثلاثة اشهر..
تأملت بطنها المنتفخ بضيق فهي باتت تضايقها كثيرا ولا تستطيع النوم الا قليلا..

ثم ابتسمت حينما تذكرت انها تحمل هذه المرة توأم بنات وكم سعدت في بادئ الأمر حينما علمت انها ستنجب توأم مثل والدتها..
نظرت مرة اخرى الى الصغار اللذين يلعبون بمرح وهي تفكر بأن المسؤولية زادت عليها فقريبا سوف تصبح مسؤولة من ستة اشخاص، لا تنكر ان جاسر اثبت وبجدارة انه اب رائع والذي يحاول قدر المستطاع ان يعينها في تربية الصغار رغم شغله الدائم والكثيف..

التفتت الى الخلف لتجده يتقدم نحوها وهو يبتسم بخفة قبل ان يحتضنها من الخلف ويقبلها من رقبتها..
توردت وجنتاها وهي تقول:
بناتك تعبني اوي، هما هيجوا امتى..؟!
ضحك بخفة وقال:
كلها ثلاث شهور ويوصلوا بالسلامة..
قالت بضيق:
انا مش ناوية اخلف تاني خلاص، كفاية علينا كده..
قال جاسر بمكر:
ودي تجي بردوا، احنه مش اتفقنا نكمل الفريق..
التفتت نحوه وهي ترمقه بغيظ:.

فريق ايه..؟! انت مش شايف انا بقيت عاملة ازاي..؟! ده انا مش بلحق اخذ نفسي..
ابتسم وهو يقول بمرح:
مانتي الا حملتي ثلاث مرات خلال خمس سنين، لو كنت متجوز ارنبة كانت استنت شوية عن كده..
ضربته على ذراعه وهي تقول بضيق:
ارنبة، انت شايفني كده، لا بجد زعلت..
ثم ادمعت عيناها وهي تكمل:
انا مليش ذنب على فكرة، انت السبب..
جذبها نحوه وهو يحتضنها برقة قبل ان يقول:
بهزر يا حبيبتي، متخليش الهرمونات تقلبك عليا..
ردت بزعل:.

لا كلامك هو اللي بيقلبني..
ابتسم وهو يقبل شفتيها برقة ثم ينحني صوب عنقها ويقبلها بشغف لتبعده عنها وهي تهتف:
مش وقته..
رد بخبث:
بالعكس ده احسن وقت، عشان الولاد تحت..
نظرت الى الاسفل لتجدهم منشغلين باللعب فقالت وهي تبتسم بخجل:
هو انت مملتش مني بجد واحنه مع بعض طول السنين اللي فاتت..؟!
ابتسم وقال:
مفيش حد بيمل من روحه يا ملك..
ربتت على وجنته وقالت:
حتى وانا شبه البطيخة كده..
ربت على بطنها وقال:.

انتي متعرفيش بتبقي جذابة ومغرية قد ايه فبطنك اللي شبه البطيخة دي..
ضحكت بخجل بينما جذبها هو نحو السرير في عناق لم يكن بريء اطلاقا..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة