قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا مصلحة ثم عشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث

نوفيلا مصلحة ثم عشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث

نوفيلا مصلحة ثم عشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث

رفع حواجبه على صوتها العالي، مسك ايدها بقوة واتكلم بحدة: طيب يمين على يمينك لاقلعك يافيروز، واحميكي كمان.
زقته بقوتها كلها واتكلمت بصراخ: اياك يا يزيد اياك فاهم.
في اللحظه دي نفرت عروقه واتكلم بعصبيه: انتي مجنونه ازاي تكلميني كدا، انتي ليه خايفه اقرب منك والمسك.
سكتت شويه تفكر في فكرة تطلعها من المأذق دا، وبسرعه اتكلمت بدموع: انا زعلانه منك ومش عاوزة اكلمك ابعد عني متكلمنيش، انت خااااين.

يزيد بهمس: انا خاين!.

هزت راسها بقوة واتكلمت بشراسه: اه خاين وكداب، بتخوني مع صافي بنت عمتك، الهانم قاعدة على رجل الكرسي وتقريبا كانت في حضنك، وبتلعب في شعرك، وانت سايبها تلعب في شعرك دا انا لغايه دلوقتي ملعبتش في شعرك.
يزيد: يا سلام عمرك!
فيروز وهي بتمسح دموعها زي الاطفال: عمري ايه؟!.
يزيد بتهكم: مالعبتلي في شعري.

فيروز قربت منه واتكلمت بحدة: انت بتتريق!، بتتريق عليا، انت مش عارف ياعني ايه تسيب واحدة غير مراتك تلعب في شعرك، انت كدا خنتني وعيني عينك، دا بدل ما تزقها على الارض توقعها، ولا تقوم تضربها قلمين على وشها، بتتريق عليا، بص لو سمحت متكلمنيش تاني، واتفضل اطلع برا من غير مطرود.

يزيد: ومن غير مطرود ليه، اطرد وماله.
فيروز: مع السلامه ومتكلمنيش تاني يا خاين.
يزيد: انا رايح اشوف بنتي سلام.
فيروز بضيق: سلام.
هو خرج وهي خدت نفس طويل و خرجته بشويش وحطت ايدها على قلبها تهدي دقاته وتكلمه: اهدى خرج اهدى، ال يقلعني ال، ولا كمان عايز يحميني يا لهوي عليكي يا فيروز.

هديت و دخلت تاخد شاور، واخدت فعلا شاور سخن ريح جسمها وتفكيرها من اللي حصلها، افتكرت ان مفيش هدوم معاها، لفت فوطة كبيرة على جسمها، وخرجت براسها الاول من الحمام ملقتش حد، اتنفست اخيرا وخرجت بسرعه تجيب هدوم ليها، تليفونها رن بصت لقت سالي، نفخت بصيق وردت: الو..
سالي بضيق: اهلا بالهانم اللي هاتبوظلي الخطه كلها ومن اول يوم كمان.
فيروز: تاني يوم.

سالي زعقت: هي فرقت يا بني ادمة!، اسمعي اما اقولك مش انا اقعد اخطط وانفذ واتعب في اعصابي وفي الاخر تيجي تبوظيها، لو مالكيش فيها من الاول قولي..
فيروز بفرحة: اه ماليش فيها، شوفي حد غيري.
سالي بمكر: وماله اشوف مشوفش ليه؟!، وانتي بقى يا حلوة السجن مستنيكي.
فيروز: ايه سجن، لا طبعا، ليا فيها.
سالي: ايوا كدا اظبطي، امال يزيد فين؟!.
فيروز: راح عند ملك يقعد معاها شوي...

سالي قاطعتها بسرعة: وانتي فين بعيدة عنهم؟
فيروز بعدم فهم: اه ليه في حاجة.
سالي بزعيق: يا متخلفة يا فيروز انتي سايبة البنت مع يزيد لوحدها دا لو سالها بس انتي كنتي بتشوفيني امتى البنت هاتعك كل حاجة...
فيروز: لا مش معق..
سالي قاطعتها بحدة: انتي لسه هاتتكلمي اجري بسرعة انقذي الموقف...

فيروز قفلت بسرعة والقلق والتوتر زاد عندها، طلعت بسرعة من الاوضة وجريت على اوضة ملك، فتحتها بسرعة، بصت فيها لقت يزيد بيلعب مع ملك بالمكعبات على الارض، اتنهدت بقوة، وحمدت ربنا، وحطت ايديها تلقائيا على صدرها تحاول تنظم تنفسها السريع، يزيد تفحصها من رجليها لراسها، ابهرته باللي هي لابسه او مش لابساها، فوطة صغيرة بتلف جسمها بيه، لاحظت نظراته ليها، بصت بسرعة على نفسها تشوف في ايه؟!، ، اتصدمت انها خرجت كدا من الاساس، مدت ايديها بسرعة تدراي جسمها، وبترجع لورا بخطوات بطيئة تهرب من نظراته ليها، قام بسرعة ومسك ايديها واتكلم بحدة خفيفة:.

ايه مطلعك من الاوضة بالمنظر دا..
فيروز بارتباك: ما، هو، يعني خفت على ملك.
يزيد: خفتي من ايه مش انا قولتلك انا رايحلها.
فيروز: مش عارفة سمعت صوتها بتعيط في وداني جريت اطمن عليها.
يزيد بغضب: تقومي تطلعي كدا يا هانم، انتي ليه مُصرة تضايقيني منك، انتي مش شايفة نفسك عريانة.
فيروز والدموع امتلت في عيونها: اسفة، هاروح البس بسرعة.
يزيد بصرامة: ولا كلمه زيادة ولا اسمع نفسك اصلا.

وجه كلامه لملك: ملوكتي اقعدي هنا العبي بالمكعبات لغاية ماروح اجبلك لعبة تانية كبيرة.
ملك: كبيرررررة اوي.
يزيد: اه اوي.
ملك بصت تاني على المكعبات وحاولت تركبهم، هو شدها له واخدها في حضنه بامتلاك، وخرج برة بص بسرعة ملقاش حد، شالها بسرعة، وهي اتحرجت وخجلت منه، مشي بسرعة لغاية ما وصل لاوضته واول ما دخل نزلها براحة واتكلم بتحذير:.

اياكي يا فيروز، اشوفك برا الاوضة دي بالمنظر دا، ولا حتى خدامة تشوفك كدا، انتي اتجننتي ولا ايه.
فيروز عيطت من الخجل، بس اتكلمت بنرفزة: انت بتزعقلي ليه؟!، انت عمرك ما كلمتني كدا.
يزيد وقرب منها جامد: انا لو كنت بسبلك الحبل مايل شوية قبل ما افقد الذاكرة فانا راجل مش مظبوط وحقير، واعتبريني اتربيت ومن انهاردا هاربيكي معايا.

رفعت وشها بسرعة تتكلم، لكن لقت وشه في وشها، ملامحه قريبة منها، وسامته وملامحه الرجولية خطفتها في عالم تاني، يزيد المهدي ومن اول مااسمه تقال قدامها وهو خطف عقلها قبل قلبها، ولما شافته قدامها خطف قلبها، صوته بيأسرها، مشاعر الدفا والسعادة بتملى قلبها، هو شافها سرحانه بتتامله ببراءة، ابتسم بحب، وقرب منها جامد وعينه متركزة على شفايفها، لقاها مستسلمة ومبتقاومش كعادتها من امبارح، باسها بسرعة، شافها غمضت عينها، قرب منها اكتر واخدها في حضنه وشفايفه عرفت طريقها من جديدة واسرها في بوسة طويلة جدا، لفت ايديها حوالين رقبته بتلقائية، وشدته عليها اكتر، مشاعره اتخبطت والثورة قامت في صدره ومبقاش قادر يكبح مشاعره اكتر من كدا!، اخدها بسرعة على السرير، ولسه ايده بتفك الفوطة اللي على جسمها، اجراس الخطر دقت في دماغها، بعدت عنه بصعوبة وهي بتتنفس بقوة وبسرعة، باصلها وعلامات الاستفهام والضيق مالية وشه،.

يزيد: انتي مراتي ومن حقي.
فيروز بلخبطة وتوهان ردت بهمس: عارفة، بس الدكتورة قالت بلاش اول تلات شهور.
من جديد بتكدب علشان تهرب من الوضع اللي هي فيه، قرب منها ودفن وشه في شعرها ورقبتها وهمس: اممم، انا هاصبر لغاية ما تلات شهور يخلصوا، واول ما يخلصوا مش عارف انا هاعمل فيكي ايه؟!؟.

قلبها دق بسرعة وبجنون لكلامه ليها، مسكت هدومه بتلقائية تداري نفسها منه فيه، وهو شدها عليه اكتر وبيدفن وشه اكتر واكتر كانه عاوز يدخل جواها...
قاطع لحظتهم الرومانسيه دخول ملك، يزيد لف ليها واخدها في حضنه: انتي فتحتي الباب ازاي.
ملك رفعت نفسها: عميت كدا وفتحته، ( عملت كدا وفتحته)..
يزيد: شاطرة..
ملك: مامي رايحة فين؟!.
فيروز بخجل: رايحة البس هدومي.
يزيد: تعالي يا لوكة ننام لغاية ما مامي تلبس هدومها..

فيروز طمنت قلبها ان ملك هتنام معاها فبالتالي يزيد مش هاينفرد بيها.

تاني يوم...
فيروز قامت على لمسات في وشها فتحت عينها وهي بتبسم بتحسب ان ملك اللي بتبوسها، لكن اتصدمت لما شافت يزيد مميل عليها وبيبوسها برقة في كل وشها، حبست انفاسها، وغمضت عينها بقوة..
يزيد: بتتصرفي تصرفات بتخليني اشك فيكي، انتي قافلة عينك كدا ليه؟!؟
فيروز فتحت عينها بسرعة: يعني ايه بتشك فيا؟!.
يزيد: مش عارف يا فيروز انتِ محسساني اني غريب عنك، انتي زي ما...

فيروز قاطعت كلامه بدلع مصطنع ودا كان باين عليها: ليه كدا يا يزيدو، بتشك فيا اخص عليك.
بعد عنها ورفع حواجبه واتكلم بتهكم: يزيدو!، انتي بتدلعيني كدا ليه، دلعك ماسخ.
فيروز بصدمة: انا دلعي ماسخ!، ماشي يا يزيد.
يزيد بلامبالاة: ماشي ماشي، قومي يلا غيري هدومك علشان هاتروحي معايا الشركة.
فيروز بسرعة: ليه؟!.

يزيد: هاتروحي معايا، اول مرة اروح هناك بعد الحادثة، ومش عارف فيها حد، وحاسس اني تايه، ووجودك جنبي بيطمني، فعاوزك معايا، وكمان علشان بعدها نروح لدكتورة نطمن على البيبي.
فيروز بارتباك: ها؟!، طيب هاقوم اجهز ملك.
يزيد باستغراب: وملك تعمل معانا ايه؟!، ملك صغيرة وهناك اكيد جو وعالم تاني وانا اخاف عليها، وبعدين بقولك عاوزك جنبي اهتمامك كله ليا، تقويني.
فيروز: اصلها عمرها ما بعدت عني.

يزيد: هو احنا هانسيبها في الشارع معاها الخدم كلهم تحت امرها، والحراسه برة، وكمان هي حبت سناء الخادمة جدا، وانا نبهت عليها تكون معاها في كل خطوة، متقلقيش، دي بنتي قبل ما تكون بنتك.

فيروز هزت راسها وقامت لبست، مع تنبيهات يزيد بعدم اللبس المفتوح فالبست بنطلون جينز وعليه بروزة من اللي اللون النبيتي وجزمه من نفس لون البلوزة وفردت شعرها ودا عطاها منظر خلاب بيسحر القلوب في ثواني نزلت تحت سمعت يزيد وهو بينبه عليهم انهم ياخدو بالهم من ملك كويس، سمع خطواتها نازلة من على السلم رفع عينه ليها شافها انيقة مرتبة لبسها مع شعرها ولون بشرتها دقق في كل تفصيلة فيها، ابتسم تلقائيا، سلمت على ملك ومشيت معاه، قعدت جنبه في العربية، لقته ملامحه جامدة وتقريبا مكشر، ميلت عليه وهمست بصوت واطي علشان السواق..

فيروز بهمس: يزيد مالك؟!
هو بصلها ثواني وبعدها اتكلم بحزن: مش عارف كل ما اجاي العربية احس بحاجة بتقبض قلبي، ياترى كان احساسي ايه وانا بعمل الحادثة، كنت خايف؟، طب كنت خايف على مين عليكو، ياترى انا من قبل ما افقد الذاكرة،
ولا كنت بعمل ايه، طب كنت وحش ولا حلو، كنت طيب ولا ظالم، مش عارف احساسي ايه، بس انا قلبي بيتقبض لما بركب اي عربية يمكن علشان هي السبب في اللي حصلي.

فيروز ردت بتلقائية ومن غير ماترتب الكلام: اكيد كنت كويس وطيب، انت ابعد ما يكون عن الشر، قلبك بيتقبض طبيعي علشان دي حاجة بتمر بيها او مريت بيها قبل كدا وسببت اذى ليك نفسي معلش يا يزيد دا كله هايعدى.
يزيد بحزن: نفسي الذاكرة ترجعلي اوي يا فيروز نفسي افتكر حياتي قبل ما افقدها.
فيروز حست بالذنب لانها وافقت تعمل فيه كدا وحست انه شخص طيب، اكتفت انها ربتت على ايده براحة وسكتت..

وصلوا الشركة ونزلت معاه، مسك ايدها وكان في انتظاره استاذ عبد الحميد رئيس التتفيذي لشركات الغامري..
عبد الحميد: اهلا يا يزيد بيه، نورت شركتك.
يزيد بص للشركة من برا و تأملها: اهلا بيك.
عبد الحميد بص لفيروز باستفهام ويزيد اتكلم بخشونة: دي فيروز المهدي مراتي.
عبد الحميد بارتباك: بس انت مكنتش متجوز.
يزيد: مش وقته يا استاذ عبد الحميد خدني يالا على المكتب.

عبد الحميد اخده وطول الطريق للمكتب وهو بيلاحظ نظرات الموظفين له ولفيروز، وصل مكتبه في اخر دور وعبد الحميد شاور على مكتبه وسابه يجمع بقية الاقسام لقي سكرتيرة جميلة جدا في انتظاره، اول ما قرب هي جريت عليه وحضنته وعيطت: حمد لله على سلامتك يا حبيبي.
يزيد بعد عنها: انتي مين؟!.
نهله بمكر وبكاء مصطنع: انا سكرتيرك الخاصة.
هنا فيروز الغيظ ملاها: ولما انتي سكرتيرة ازاي تحضنيه كدا.

نهله: وانتي مالك؟!، وانتي مين اصلا؟!
فيروز بغضب: انا مراته يا حبيبتي.
نهله بصت ليزيد: مين دي؟، وازاي تبقى مراتك؟!، انت مش متجوز، اوعى تكون ضحكت عليك وانت فاقد الذاكرة.
يزيد بعدها عن طريقه واخد فيروز وراه بدون ولا كلمة ودخل وقفل الباب في وشها.
فيروز سابت ايده وقفت في نص الاوضة ووشها احمر من الغضب، وبتهز رجليها بعصبية، لف بصلها..
يزيد: في ايه؟.
فيروز بصوت عالي نسبيا: في ايه انت؟!

يزيد بصلها وسكت وهي قربت منه بغيظ واتكلمت بعصبية وعيونها لمعت بالدموع ودي عادة فيها لما بتتكلم بعصبية مفرطة...
فيروز: ازاي تسمحلها تكلمك كدا، ازاي تسمحلها تقرب منك بالشكل دا، اه السكرتيرة وصافي الله اعلم مين تاني.
فيروز مكنتش عارفة تبرر سبب عصبيتها الزايدة، هو اكتفى بالصمت وراح على مكتبه وسكت وقعد بهدوء فتح الاب توب ولقاه بباس ورد، سالها..
يزيد: الباس ورد بتاع الاب برقم ايه؟!

فيروز قعدت بعيد عنه واتكلمت بعصبية: مش عارفةو.
يزيد: طب عيد ميلادك ايه؟!.
فيروز بعصبية: ١١/٥/١٩٩٣ ليه؟!؟
يزيد جرب مفيش فايدة...
يزيد: طب عيد ميلادي اي!.
فيروز بعصبية من برودة: مش عارفة.
يزيد بتحذير وصرامة: فيروزززز.
رفعت وشها وبصتله والدموع اتجمعت في عينها وسكتت، دخل عبد الحميد، ودا انقذها من الورطة اللي هي فيها.
يزيد: عبد الحميد انا مش عارف افتح الاب دا.

عبد الحميد: كان بباس ورد ياباشا وانت بس اللي عارفه.
يزيد: طيب ايه انا كدا تمام مش هاعرف افتحه.
عبد الحميد: مش عارف والله، اصل الاب دا عليه كل حياتك وانت تقريبا كنت عامله نظام حماية، بس انت دايما كنت بتكتب حاجة في نوتة كدا صغيرة ممكن تكون كتبت فيها الباس ورد.
يزيد: طب فين هي؟!.
عبد الحميد شاور على خزنة: في الخزنة دي والمفتاح بردوا معاك ومبتعرفش حد مكانه نهائي وهي بردوا ليها نظام حماية.

يزيد بتهكم: انا حياتي كلها حماية واسرار مشاء الله.
فيروز رفعت وشها وبصتله بضيق والدموع اتجمعت في عينها مرة تانية، وقامت مشيت عند الباب..
يزيد بحدة خفيفة: فيروز رايحة فين؟!.
فيروز ببحة غريبة وبتحاول تكتم دموعها وردت وهي مدياله ضهرها: رايحة التواليت عن اذنكوا.

وخرجت قبل ما يرد عليها، ملقتش السكرتيرة حمدت ربنا لانها كانت هاتمسك في خناقها اكيد، فضلت تدور لغاية ما وصلت على الحمام ودخلت وبكت كتير وفاجأة بصت لنفسها في المراية...
فيروز: انا ليه بتعصب بسرعة كدا، دا مش من طبعي، طب ليه زعلانة ان البت دي حضنته، دا انا لسه شايفه من يومين، ازعل ليه وهي لعبة، مصلحة هاقضيها وامشي، احبه ليه واعجب بيه واكسر قلبي، فوقي يافيروز انتي ما صدقتي تلاقي حد حِنين عليكي، فوقي.

في مكان تاني بالشركة.
عمر بمكر: يالا اعملي اللي بقولك عليه ادخلي دلوقتي ونفذيه بالحرف.
نهله: من عنيا، بس لو رجعتله الذاكرة هاينفخني لو عرف اني حضنته، دا كان راسملي خط متعدهوش لما بدخله المكتب.
عمر: هو مش فقد الذاكرة عيشي براحتك واعملي اللي نفسك فيه؟! وسيبك من الخط.
نهله: اوك سلام بقا علشان ادخله...
نهله راحت ودخلت عليه وملقتش فيروز ابتسمت بمكر وقربت منه بدلع وقعدت على المكتب.

نهله: ايه يا حبيبي انت مش فاكرنا.
يزيد: حبيبك!.
نهله قامت وقعدت على حجره واتكلمت برقة: اه طبعا حبيبي وروحي وعقلي وجوزي كمان.
يزيد: جوزك!.
نهله: اه كنا متجوزين في السر ولينا شقة كمان.
يزيد بصدمة: شقة..

نهله قربت منه وكانت لسه هاتبوسه، الباب اتفتح مرة واحدة بصوا هما الاتنين لقوا فيروز في وشهم، الغريب انها فضلت قاعدة على رجله ومقامتش، وكأن يزيد دا حقها، فيروز فضلت واقفة ثواني وبعدها بكل هدوء اخدت شنطتها ومشيت...
يزيد قام بسرعة ووقع نهله مسك ايدها منعها انها تمشي،
فيروز: لو سمحت سيب ايدي..
يزيد قرب منها وبخفوت: انتي مش فاكرة قولتلك ايه في العربية، انا تايهه ومش عارف حاجة، افتكري يا فيروز.

فيروز ببكاء: بس انت خنتني.
يزيد: هي اللي قعدت على رجلي وفاجئتني بكدا.
فيروز ببكاء طفولي: اطردها برا.
يزيد لف ليها واتكلم بحدة: اتفضلي اطلعي برا..
نهله: يزيد انا..
يزيدة بحدة اكتر: بقولك برررا..
نهله طلعت، وبعدها سالي دخلت هي وعامر الاتنين بصوا على فيروز باستفهام..
يزيد: سوء تفاهم، تعال يا عامر انا مستنيك انت وسالي من زمان في حاجات في الشغل اللي بعتهولي على البيت مش فاهم فيه حاجة.

سالي: طيب روح معاه يا عامر وانا هاسلم على فيروز القمر واجيلكو.
وبالفعل عامر راح مع يزيد على مكتبه واتكلمو في الشغل وسالي اخدت فيروز وقعدوا بعيد...
‏سالي بهمس: في ايه مالك؟!.

‏فيروز: مفيش، لا فيه بقى السكرتيرة الهانم اول ما شافته حضنته وكانه مثلا جوزها، وبتقوله حبيبي..
سالي بخفوت: مين دي نهله عملت كدا.

فيروز بغيظ: اه و دخلت دلوقتي لقيتها قاعدة على رجله ومقربة وشها منه، هو كان على علاقة بيها!
سالي ابتسمت بمكر: شايفة الخط الصغير المرسوم هناك دا في الارض، اللي لونه بني.
فيروز عينها راحت عليه بسرعة: اه ماله.

سالي: يزيد كان راسمه ليها ولاي حد في الشركة حتى احنا يعديه، محدش يقدر يعدي الخط دا، ولو حد دخل وقال عاوز اتكلم معاك كلمتين وقال كلمة تالتة كان بيرفده على طول، انتي معشرتيش يزيد في جبروته مش هاتستحميله طبعه صعب وشخصيته قوية جدا وعليه دماغ زي الديب متتوقعيش ردة فعله، فيروز انتي لازم تكوني اسرع في حكاية الارض وتنفدي برجلك منه، لان لو بس رجعلته الذاكرة وشافك مش هايرحمك..

وكأن تهديدات سالي مش فارقة مع فيروز، وكل اللي شاغل بالها: طب هو ليه علاقة مع صافي؟!.
سالي: صافي، لا طبعا، اولا صافي متجوزة، ثانيا بقولك راسم خط نقف عليه هايسمح لصافي تقرب منه كدا.
فيروز بضيق: امال انتي بتقولي معروف بعلاقاته النسائية.

سالي: بقولك دماغه كانت زي الديب، لو عاوز حاجة في الدولة ومش عارف ياخدها، بيجيب هدايا لمرات المسؤول، بس علاقاته مش بتتعدا الغزل، اكتر من كدا متلاقيهوش، بس هو ولا كان بتاع سهرات ولا يجيب بنات البيت ولا دا كله، انتي اول واحدة تدخلي اوضته، علاقاته النسائية بتتلخص في شغله برا شغله مبيعرفش حد.

فيروز هزت راسها وسكتت وسرحت ناحية يزيد، ولكنها فاقت على صوت سالي الحاد الخافت: انتي بتبصي فين ركزي معايا بسرعة، ايه جابك هنا؟!
فيروز: هو اللي جابني حاسس انه تايه ومش فاهم حاجة، وعاوز ياخدني لدكتورة يطمن على الجنين انا مرعوبة.
سالي برعب: ايه يالهوي، لا دكتورة تتكشفي.
فيروز: ايه العمل؟!

سالي سكتت وفكرت شوية وبعدها جتلها فكرة جهنمية ودا هايعجل من الخطة: بصي انتي هااتقوليله انك عاوزة تروحي الارض، لانك كنتي متعودة يروح هناك وياخدك معاه لانها ذكرى من مامته.
فيروز: وافرض سألني عن مامته، انا معرفش حاجة.

سالي: هابعتلك معلومات اساسية تقوليها عن الارض وعن مامته وباباه في رسالة على الفون، انتي بس اقرايها كويس واحفظيها وامسحيها يا فيروز، ودي هاتكون بداية الارض بينكوا وحسسيه انك بتحبيها اوي وياما نفسك كان يبقى ليكي ارض زيها وتعملوا عليها مجمع خيري مثلا، خليكي ليكي هدف علشان يبعهالك اسرع.
فيروز هزت راسها بحزن واتنهدت وسكتت، سالي قامت ووقفت جنبهم وبدوا يشرحوا ليزيد الشغل، وهو في نص.

شرحهم مسك راسه جامد وأن بصوت خافت..
عامر: مالك يا يزيد حاسس بحاجة.
فيروز لاحظته وهو ماسك راسه وموطي على مكتبه، اندفعت وراحتله وشدت سالي بعيد بتلقائية واتكلمت بخوف: مالك يا يزيد، ارفع راسك متوطيش.
يزيد رفع راسه، على لمسه ايديها واتكلم بتعب: انا كويس بس عندي صداع لو سمحت يا عامر خليهم يعملوا ليا قهوة ويجيبوا حباية صداع، ضروري.

عامر خرج يجبله قهوة، وسالي ابتسمت بمكر لنظرات يزيد لفيروز وخطتها ماشية مظبوط، خرجت هي كمان بهدوء وقابلت نهله السكرتيرة، شدتها بعيد ودخلت في اوضة تانية واتكلمت بقوة المهديه وحدتهم...

سالي اتكلمت بتعالي واضح: اسمعي يا شاطرة الحوار اللي عملتيه على يزيد ابن عمي وفاكرة هايدخل عليا تبقي هبلة انا قاعدة في مكتبي وعارفة انتي بتفكري في ايه انتي وعمر جوز صافي وهو كمان هاشده علشان فكر انه يستعين بواحدة زيك، اتلمي كدا وابعدي عن يزيد وكلي عيش بعيد عن عيلة المهدي كلها يا حلوة.
نهله بخوف: حاضر يا هانم.
سالي خبطتها على وشها واتكلمت بسخرية: شاطرة.

في مكتب يزيد...
قعد على كنبة وقدامه القهوة، اخد حباية الصداع وفضل مغمض عينه بقوة، حست بيه وحزنت علشانه، قربته منه وبدات تدعك جانب جبينه براحة، رخى عضلات وشه وارتاح على لمساتها
فيروز بحنان: مرتاح.
يزيد بهدوء: اه اوي.
فيروز: ايه اللي حصل.
يزيد: مش عارف فاجأة حسيت بصداع كنت حاسس ان دماغي هاتنفجر.
فيروز: سلامتك، الدكتور كان قايل لاياد انك ممنوع تجهد نفسك، وتنزل الشغل.

يزيد: فعلا لازم ارتاح، المهم هاشرب القهوة ونروح انا وانتي نطمن على البيبي ونروح لملك تصدقي وحشتني.
وقفت المساج وقعدت جنبه واتكلمت بارتباك: ينفع ناجل مشوار الدكتورة لاي يوم تاني، ونروح مشوار تاني.
يزيد: مشوار ايه؟!.
فيروز بارتباك: انت على طول بتحسسني اني مش مراتك بس انهاردا عاوزة اوديك مشوار يمكن يقربنا لبعض اكتر.
يزيد بعدم فهم: مش فاهم، بس اوك.

اياد دخل عليهم وقعد معاهم شوية، وهي لاحظت وصول مسج، اخدت الفون بعيد وقرت...
الارض مكانها في...

دي كانت هدية من باباه لمامته ومامته ماتت ومش شافتها فيزيد احتفظ بيها ذكرى الارض تساوي ٣٠ او ٤٠, مليون جنيه، لو اتقام عليها مشروع سكني وفلل هاتجيب ملايين هي مساحتها كبيرة جدا جدا، يزيد بيحبها وبيحب يروح هناك علشان بيحس بروح باباه ومامته، الارض دي بالنسباله كل حياته، لدرجه انه سماها ارض الشمس على اسم مامته، وهاتلاقي يافطة هناك بكدا ارض الشمس المالكة لشمس المهدي، يزيد مامته ميتة وهو ١٤ سنة وابوه مات وهو ٢٢ سنة وهو حاليا ٣٠ سنة، باباه متجوزش بعدها لانه كان بيعشقها.

فيروز بحزن: شمس..
اما عند يزيد واياد...
يزيد: فيروز عاوزة تاخدني مكان يقرب علاقتنا من بعض، تفتكر ايه؟!
اياد بمكر وعلشان سالي فهمته على كل الي قالته لفيروز وجوري: تلاقيها عاوزة تاخدك الارض.
يزيد بلهفة: ارض ايه؟!.
اياد: ارض كانت هدية من والدك لوالدتك، وانت احتفظت بيها، فانت بقى من وقت ما اتجوزتها، وبتاخدها معاك كل فترة تزورها، تقريبا مبتاخدش الا فيروز...
يزيد: اهاااا...

وفعلا فيروز حفظت الكلام وعنوانها وملت السواق عنوانها وراحت هي ويزيد ونزلوا وقفوا عن اليافطة..
يزيد: ارض شمس المهدي..
فيروز: ايوا شمس مامتك الله يرحمها، انت حطيت اليافطة دي علشانها.
يزيد: ميتة وانا كام سنة
فيروز: ١٤ سنة
يزيد بحزن الله يرحمها: وبابا.
فيروز: وانت عندك ٢٢ سنة
يزيد: اتجوز بعدها.

فيروز: لا كان بيموت فيها وعاش على ذاكرها ونمى حبها في قلبك، وكبر جواك، هو اشتراها هدية ليها ومشافتهاش وماتت فانت احتفظت بيها ذكرى.
يزيد: وهو اشتراها ليه؟!
فيروز اتلبكت ومعرفتش ترد لان سالي مقالتش ايه سبب الارض دي بالذات بس جتلها فكرة:.

كان عندها نفس حلمي، تبني مجمع خيري كبير ومدرسة جنبه ووحدة صحية وتضم اطفال الشوراع والبيبهات اللي بترتمي من غير اب ولا ام ويتربوا ويكون دا عالمهم الخاص، علشان كدا باباك اختار الارض دي بالذات لموقعها ومساحتها الكبيرة.
يزيد: هو انا ليه حاسس بوجع في صوتك من ناحية اطفال الشوارع.
فيروز: مش بقولك حلمي فاكيد حاسة بيهم، نفسي اوي اعملهم حياة خاصة بيهم وتجمعهم مع بعض.

يزيد همس بشرود: حلم الفيروز والشمس غرييييب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة