قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس والأخير

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس والأخير

نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الخامس والأخير

وقفت في شارعهم تنتظره وبداخلها العديد من المخاوف ماذا لو كان ماجد السيوفي كابوس آخر مثل البقية، أتى بسيارته باهظة الثمن، ركبت بجانبه فهتف هو بتساؤل: في إيه، نزلتيني يوم إجازتي ليه؟!.
هتفت ببرود: اطلع على أي مكان هادي.
أومأ لها، وقاد سيارته والزمت هي الصمت، ظلت تفكر طوال الطريق وترتب أفكارها جيدًا، حتى شعرت بتوقف السيارة، التفتت إليه وهتفت: إيه ده احنا فين؟!

هتف ببرود: في المقطم يا بيبي.
قطبت ما بين حاجبيها وأردفت: مقطم!، ليه؟!
ماجد بمكر: مش أنتي قولتي عاوزة تروحي مكان هادي نتكلم فيه.
هتفت بضيق واضح على ملامحها: أنا قولت مكان هادي أقصد كافية أو أي مطعم بس مش المقطم يا ماجد..
ثم استطردت وهي تشير له: يالا بينا نمشي من هنا المكان كله مش كويس.
هز رأسه برفض وهتف بخشونة: لأ خلاص جيت مش هاتحرك تاني، قولي اللي أنتي عاوزاة.

نظرت للمكان بخوف وجدته مظلم شعرت بالخوف ولكن طمئنت نفسها أنها مع ماجد، استدرات له وتصنعت القوة وهتفت: أومال إيه أخرة علاقتنا يا ماجد.
ماجد بتعجب: نعم!؟

هو إيه اللي نعم؟!.
قال ماجد بخشونة: إيه معنى سؤالك ده، وضحي أكتر.
أجابته رغد: معناها أنت ناوي على إيه هانفضل نقضيها كدة خروجات وكلام في التليفون من غير أي ارتباط رسمي، ولا هاتيجي تتقدم وتخطبني ويبقى بنعمل كل حاجة في النور.
هتف ماجد بسخرية: ده أنتي مستعجلة بقى.
زفرت رغد بضيق وأردفت: لا مش مستعجلة يا ماجد، بس دي الأصول اللي بتكلم فيها.

ماجد مستنكرًا: أصول؟!، أصول إيه يا أم أصول هو فيه بنت محترمة تعمل اللي أنتي بتعمليه، أنتي واقعة يا رغد، أنتي ياماما من أول ما هليتي عليا كدة ودخلتي القسم فهمت نظرتك على طول، أنتي بالظبط زي ما بيقولوا كدة صيدة سهلة لأي واحد.
اتسعت عيناها بصدمة إثر كلماته الجارحة وهتفت بصوت مهزوز: أنت بتقولي الكلام ده، أنا محترمة غصب عنك.

ماجد بتهكم: هو فين الاحترام ده، مش شايفه، ما أنتي قاعدة معايا أهو في مكان مقطوع وأنتي عارفة كويس إيه اللي بيحصل للبنات فيه...

اقترب منها أكثر وهتف: عارفة ولا مش عارفة، ولا عاملة نفسك مش عارفة لامؤاخذة، لو مش عارفة تعالي وأنا هاشرحلك أنتي هاتتبسطي مني أوي.

اتسعت عيناها من وقاحته، والآن بدأ يتحول ذلك الحلم الوردي إلى كابوس مزعج، سالت عيناها بالدموع على تحطم آمالها وتحطم قلبها ونفسها إثر كلماته الجارحة، جذبت حقيبتها وخرجت بأقصى سرعة وهي تركض، أرادت أن تبتعد أن تستنشق الهواء النقي لعله يرد روحها التي سلبها ذلك الوقح، لم تعرف إلى الآن كيف وصلت لمنزلها، دخلت غرفتها تحت أنظار خالتها ووالدتها، أغلقت الباب في وجههم دون إصدار أي كلمة، توترت نظرات والدتها فقالت بصوت خافت لأختها:.

هي مالها المرادي البت دي مش عجباني..
نظرت لها وفاء بضيق وهتفت: مش أنا قولتلك خلى بالك من بناتك هما في سن صعب ومحتاج مراعية منك، وأنتي ولا كأنك هنا مركزة على محمد ابنك وسعيد جوزك وبس.
زفرت الأخرى بحنق وهتفت: يعني أعمل إيه؟!، أقطع نفسي ما بينهم، الواد بردو محتاج تركيز ده اللي هيطلع حاجة ويرفع راس أبوه ياما نفسي يبقى دكتور ولا مهندس ولا ظابط حاجة كدة أرفع راسي بيها قدام عيلة سعيد.

وفاء بامتعاض: طيب وبناتك ياختي أنتي سايبهم كدة الصغيرة كتلة مصايب متحركة وأراهنك إنها السبب في كل اللي بيحصل لأنها، وبنتك الكبيرة ساذجة بمعني أوضح حمارة وأنتي ولا هنا، دول بنات خدي بالك منهم شوية...
هتفت الأخرى بلامبالاة: طيب قومي شوفيها مالها، هي بتحبك وهاتحكيلك، هاقوم أغلي شويه لبن للواد محمد عشان يركز في المذاكرة.

نهضت وتركت وفاء بلامبالاة، تابعتها وفاء بأعينها بذهول، ضربت كفًا على كفٍ وهي تهتف: لا حول ولا قوة إلا بالله، إيه ده ولا كأني بتكلم.
حولت بصرها لغرفة رغد تنهدت بقوة نهضت وطرقت باب الغرفة، سمعت صوت بكائها من الداخل، فتحت الباب ودلفت، جلست على طرف الفراش بصمت بينما هتفت رغد من بين شهاقتها: أكيد هي باعتكي عشان تعرف مالي، مش مكلفة خاطرها تقوم تدخل تشوفني مالي.

اقتربت خالتها منها وهي تهتف بخفوت: سيبك من أمك، قوليلى في إيه يارغد حالك مشقلب مش أنتي.
كادت أن تقول ( مفيش حاجة ) ولكنها تراجعت وهتفت: تعبانة أوي يا خالتو.
خالتها بحزن: من إيه يا روح قلب خالتك..
نظرت لها بتوتر ثم هتفت: هاقولك بس أوعديني إنك متقوليش لحد، أنا عاوزة أحكيلك عشان بجد عاوزة أحكي لحد ويقولي أنا فيا غلط إيه؟!..

أومأت لها خالتها، فسردت رغد كل شئ، مع اهتمام وتركيز من وفاء أنهت حديثها، فنظرت لها خالتها بذهول: أنتي تعملي كل ده، أنتي عندك كام سنة يا رغد لشغل العيال ده، أنتي ولا كأنك عيلة صغيرة، بقى يا عاقلة يا كبيرة تمشي ورا أختك الصغيرة المتهورة..
قاطعتها رغد بحنق: ياخالتو أنا بقولك قوليلي أنا فيا إيه غلط عشان متحبش وأقابل ناس زبالة زي دول.

قالت وفاء: عاوزاني أقولك، هاقولك فعلًا أنتي كلك غلط تفكيرك أهبل وتافه بتركزي على جمال والوسامة، والشغلانة الحلوة، والجسم اللي مش عارف إيه، ومعاه عربية إيه، مع إن لو جيتي فكرتي صح هتلاقي إنك المفروض تدوري على الأصل والأخلاق والتدين، تدوري على الشخص اللي أول ما يحس إنه بيحبك يجي جري.

ياخدك في الحلال، اللي يطبطب عليكي، أنتي قابلتي ناس زبالة سواء كان الدكتور الخاين اللي بيكلم بنات على مراته، شافك هبلة قال يتسلى بيكي شوية، والمحاسب اللي حب أختك أصل قلبه مش بايدينا نقوله حبني فيقوم يحبني وبردو هو لما حس إنك أعجبتي بيه هو ذكي قال أخلص منها عن طريق واحد صاحبي ويخلالي الجو مع أختها ماهما بنات مش متربية بقى، وكمان الظابط ماجد أنتي عارفة إنه وقح ومش كويس تقومي تندفعي وراه كدة زي الهبلة، أهو سمعك كلام زي السم، آخر واحد ده مش هاتكلم عنه لأنه اتقدم وده شئ يغفرله شوية بس عجبتيني لما رفضتي أمه كانت هتخرب عليكي حياتك.

تنهدت بقوة ثم تابعت: يا حبيبتي كل اللي عاوزة أقوله خدي بالك من نفسك مش كل مرة تسلم الجرة، وبعدين يا حبيبتي عززي نفسك وخليكي كدة زي النجمة اللي في السما صعبة المنال عشان لما يجي وينولها يبقى عارف قيمتها كويس ويصونها ويحطها جوا نن عينه، ويا رغد أرجوكي بصي على الجوهر شوفي جوهر شريك حياتك إيه، وسيبك من أختك دي هبلة واندافعية و عاوزة اللي يروضها شوية المفروض يكون دورك، فهمتي يا قلب خالتك أنا أقصد إيه، انسي اللي فات وعيشي حياتك طبيعية وقربي من ربنا يا رغد عشان أنتي بعيدة أوي عنه، ها بقى ياستي فهمتي ولا لأ.

أومأت بقوة وهي تهتف بصوت مبحوح للغاية: آه فهمت يا خالتو، متعرفيش كلامك ده ريحني قد إيه، ربنا يخليكي ليا يارب ويجبلك مالك في أسرع وقت عشان قلبك يرتاح..
أنهت جملتها فاندفعت تلك المجنونة للغرفة بسرعة كبيرة، وهي تتراقص فرحًا وتهتف بسعادة: مالك جاي يا خالتو يوم ١٣ في الشهر، أخيرًا الفون اللي نفسي فيه هايجيلي.
نهضت خالتها وهي تهتف بسعادة بادية على وجهها: بجد جاي يا مريم.

دلف محمد أخوها للغرفة: آه والله يا خالتو، كلمني وقالي كان عاوز يعملهالك مفاجأة، خلاص يابطة هاتشوفيه بعد بكرة.

وقفت تستعد لمقابلة مالك بعد غياب خمس سنين، بداخلها شعور غريب تحبه للطفه معها وسخاؤه عليها، وتبغضه لمظهره بطنه وزائد تلك العوينات القديمة التي تخفي ملامح وجهه، قاطع تفكيرها رنين هاتفها، وجدت رقم لم يسجل من قبل، أجابت ب: ألو.
سمعت أكثر صوت أنثوي تبغضه وها هي نورهان صديقتها
..
نورهان: ألو إزيك يا رغد.
رغد بضيق: أهلًا خير؟!

نورهان ببرود: مفيش كنت بطمن عليكي بس عشان النهاردة ١٣ وبكرة ١٤ والحفلة بشوفك لو انهزمتي أعلن انهزامك من النهاردة.
زفرت بعصبية وهتفت: انهزام إيه وهبل إيه، أنا إذا كنت طاوعتك فعشان أنتي هبلة باخدك على قد عقلك، أنا حبيبي أجبهولك الحفلة ليه وعشان إيه؟!.
نورهان بسخرية: عشان لما أشوفه أجري عليه وأسيب خطيبي.

زمت شفاتيها بضيق وقالت: آه أنتي بتتريقي اقفلي أصل أنا مبقتش قادرة أسمع صوتك وخلي في بالك أنا بحب بس مش هاجبهولك بقى موتي بنارك.
قهقهت نورهان بصوتٍ عالٍ وأردفت: أومال مش بتحبي، هو أنتي في حد بيطيقك، على العموم هانشوف بكرة إذا كنتي بتحبي ولا لأ، سي يو يا بيبي.
أنهت رغد المكالمة ونيران الغضب تتصاعد بداخلها من تلك المخلوقة، زفرت بقوة وهي تردف: يخربيت سنينها بكرهها متخلفة.

وقفت في المطار بتذمر، تنتظر حضرت المبجل، نظرت لوالدتها وخالتها وجدتهم يضحكان بسعادة وأعينهم متعلقة بالباب متنظرين رؤيته، حولت بصرها لاختها ومحمد وجدتهما يهتفان بسعادة عن تلك المشتريات التي اقتناها مالك لهم وخاصة الهواتف المحمولة، بينما هي زفرت بغضب لتأخره وأردفت: يووووة هو الباشا هيتأخر أكتر من كدة...
لم تكمل جملتها حتى ظهر على ملامحهم السعادة وهم يهتفون بصراخ: ماااااالك.

حولت بصرها نحوة اتسعت عيناها بصدمة مما رأته، نعم! هذا مالك ابن خالتها أين بطنه الزائدة، أين تلك العوينات الطبية ( كعب الكوباية )، لا ليس هذا مالك، وإنما شخص آخر، شخص وسيم أنيق رياضي يخطف الأنظار، تقدم منها وعلى وجهه ابتسامة رضا: وحشتيني يا رغد.
هتفت بتلعثم: أنت، مالك؟!
هتف بسخرية: طب والشكل ممكن يتغير، صوتي اتغير هو كمان.
فهتفت بارتباك: مش عارفة...
أردفت المجنونة كعادتها: جبتلي الأيفون.

ابتسم بسعادة: آه جبتلكوا كل حاجة نفسكوا فيها وكمان معايا مفاجأه حلوة جدًا.
هتفت مريم بفضول كعادتها: مفاجأة إيه قول، جايب لرغد أختي فستان الفرح وهاتتجوزها.
سمعت قول مريم نظرت لها بحدة، ولكن تلك الوقحة غمزت لها بشقاوة، فسرحت الساذجة في غدًا وهي تدلف الحفلة بمالك ويرون وسامته حقًا سوف تنهار نورهان،.

لاح على ثغرها ابتسامة سعادة فانتبهت على شهاقتهم الصادمة، نظرت لهم باستفسار وجدتهم ينظرون لنقطة ما، رأت فتاة تقبل عليهم وعلى وجهها ابتسامة عريضة قطبت ما بين حاجبيها تردف: مين دي اللي جاية علينا..
مالك بسعادة: دي الينا بنت مصرية اتجوزتها وأنا في الغربة، أنا كتمت على الخبر علشان أعملكوا مفاجأة.
هتفت بصدمة دمرتها كليًا: إيه مراااااتك.

وهنا تحطم كل شي انتهت كل الاحلام الورديه بالفارس، الى كابوس مزعج، كل شئ إنهار وانتهى، بعدما ارتفعت بآمالها لسابع سما، هوت بقوة الى الاسفل والاسفل، لتصطدم بواقع مزعج واليم.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة