قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا دكتور النسا وحرمه المصون للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

نوفيلا دكتور النسا وحرمه المصون للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

نوفيلا دكتور النسا وحرمه المصون للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

(واجب التنويه ان احداث النوفيلا خيال ولا يمت للواقع بصلة، قراءة ممتعة♥، )..
كمم فمها بيديه وهو يهمس جوار أذنيها بغيظْ:
هقتلك يا إسراء وربنا...
سألته بإندفاع وهي تبعد يديه عنها:
هتقتلني عشان بدافع عن ابني اللي عايز تخطفه وهو حتة لحمة حمرا...
أصابه الدوار فكاد بالسقوط أرضاً ورغم ذلك تماسك لأبعد حد، فقال ويديه تحتضن مقدمة أنفه:.

هو أنا عملت حاجة يا ماما أنا ببص على الواد، بطمن طالعلي ولا طالع زيك عشان لو طلع زيك أبدله بكرامتي مع أي واحدة والدة بالمركز أهو أكرم من الجنان اللي هشوفه على أيده...
لفت يدها حول عنقه وهي تضغط بقوة قاصدة قتله:
نهارك أسود عايز تبدل ابني!، دا أنا أروح فيك في داهية...
أبعدها عنه بصعوبة وهو يلوح لها بذراعيه وبالأخرى يتفقد عنقه:
حلي عني أنا لسه عندي حالة ولادة ومحتاج عقلي وقوتي...

وتركها وهرول سريعاً للخارج، فجذبت هاتفها الموضوع على الكومود الصغير جوارها وهي تردد بتوعد:
بقى عايز تبدل الواد ماشي يا عنان أصبر بس على رزقك..
كتبت على الهاتف أحد الأرقام ثم رفعته بإنتظار سماع صوت المتصل، فقالت:
لو سمحت كنت عايزة أبلغ عن أب عايز يبدل بنته بولد...

لأ بقولك أيه أنت هتقعد تستغرب والراجل هيبدل البت بولد وأتوه أنا وتبقى قضية شرف!، دا أنا في لحظة أطلعلكم لايف هنا وأشهد الناس عليكم وأعملكم فضايح...
العنوان؟، أوي أوي سجل عندك، مركز الحياة قصاد مطعم *****...
وأغلقت الهاتف ببسمة انتصار وهي تردد بانتشاءٍ:
فاكر البلد سايبة ولا أيه، المهم أنا لازم استعد كويس عشان اللي يدخلي هنا الكورونا واكلة البلد...
***********
وبعد ساعة كاملة...

صرخ به بغضبٍ وهو يزيح الكمامة عن وجهه:
اللي بتعمله دا غلط، الست جوا بطنها مفتوحة وهتموت، أنا بحملك المسؤولية كاملة...
أجابه الشرطي بحدة وهو يجذبه من تلباب ملابسه:
أطلع ورايا من غير رغي كتير...
أبعد عنان يديه عنه وهو يصيح بإنفعالٍ:
أنت سحبني وراك كدليه أنا دكتور محترم وهوديك في ستين داهية...
أجابه الشرطي ساخراً:.

وكمان بتتنكر بلبس الدكتور دانتوا بقيتوا عينكم بجحة، طيب ياخويا بدل ما أنت شايف نفسك محترم كدا مش حرام تبدل بنتك بولد مش من صلبك دا انا هسحلك...
كاد قلبه بالتوقف حينما تسرب لعقله خيوط ما حدث بالتحديد فهمس بصدمة:
عملتيها يا بنت المجانين!..

وازن أموره بمنطقية بحتة، فعلى ما يبدو بأن الشرطي أحمق ولن يتمكن من إقناعه وربما ستفقد تلك المرأة حياتها وربما أيضاً سيكمل ما تبقى من حياته خلف القضبان لأجلها، فسريعاً ما تمكن من إيجاد فكرة منطقية، فقال مبتسماً:
لا أنت فهمت غلط، أنا الدكتور عنان اشرف ودا المركز بتاعي لو تقصد على الراجل اللي مراته ولدت من شوية فهو مستخبي جوا العمليات حتى انا استغربت هو داخل يعمل ايه جوا...

تهدلت ملامح وجه الشرطي بإستيعاب وخاصة حينما القى نظرة متفحصة على ملابسه، اشار له عنان على ملابسه وهو يقول ببسمة ساخرة:
شوفت الدم، صدقت اني دكتور وبولد حالة وأنت دخلت عليا في وقت غلط!.
حك مقدمة رأسه بتفكير فباغته بسؤالٍ هام:
طيب جوزها دا أسمه ايه...
اجابه على الفور:
إسمه عبده أقصد عبد الرحمن..

هز الشرطي رأسه بشر ينبع بعينيه المظلمة، فولج لغرفة العمليات من جديد ليلقي نظرة متفحصة، كانت الدكتورة حياة قد نابت عن عنان في انقاذ تلك الحالة فقالت باستغراب حينما وجدت الشرطي بجوارها:
أنت مين وعايز أيه؟.
قال وهو يحك ذقنه:
عايز عبد الرحمن..
أتاه الصوت من خلفه:
أنا، في حاجة ولا ايه؟.
بمجرد قوله لتلك الكلمة الصريحة بكنايته جذبه الشرطي من تلباب قميصه الأبيض وهو يسحبه للخارج قائلاً بسخرية:.

عايزينك شوية في أحضان السجن يا خفيف...
حاول التملص من يديه وهو يصرخ به:
أيه دا أنت اتجننت انا دكتور تخدير محترم...
جذبه خلفه بالقوة والأخر يرفع صوته:
في سوء تفاهم يا حضرت، أسمع بس مينفعش كدا..

سريعاً ما وضعت الأغلال حول معصمه ثم وضع بسيارة الشرطي ليزف لقسم الشرطة، أما عنان فما أن تأكد من خروجهم حتى خرج يتسلل من خلف الحائط الصغير بجوار العمليات ليتجه سريعاً لغرفتها، ما أن فتح باب الغرفة حتى تخشبت قدميه من شدة ما تعرض له، فتح عينيه ليحاول رؤية ما يحدث ولكنه وجد ما يعيق رؤيته، انتشل ما وضع على وجهه فوجد دلو (جردل) كبير الحجم قد دفنت رأسه به، وجسده بأكمله يرتجف من شدة البرودة بعدما غمرته مياه هذا الدلو الذي سقط ليغرقه، تطلع أمامه فوجدها تنظر إليه وهي تقول بخيبة أمل:.

هو أنت دا أنا افتكرت البوليس جيه فكنت عايزة أعقمهم قبل ما يدخلوا عليا، انا نفسة وماليش أتعرض لحالات عندها وباء الكورونا...
ثم القت عليه نظرة تفحص وهي تسأله باستغراب:
أيه اللبس دا أنا ولدت خلاص يا حبيبي روح أقلع لبس الجزارة دا..

أفرغ المياه العالقة بفمه وهو يغلق الباب من خلفه ويقترب منها بنظراتٍ محتقنة، جذب الملاءة ثم صعد فوق الفراش ليلفها حول النجفة الصغيرة المعلقة بسقف الغرفة، بلعت ريقها بتوتر وهي تشير لها بيدها:
أوعى هتعمل أيه!، متقتلنيش يخربيتك مش جاهزة الوقتي نفسي أغير البامبرز للواد وأزعقله كدا زي الأمهات أحنا لسه مدخلناش مرحلة العمالق...
لف الملاءة حول عنقه وهو يشير لها ببسمة واسعة:.

ادخليها انتي لوحدك انا خلاص إخترت المرحلة اللي هدخلها عشان أرتاح منك ومن عمايلك السودة..
وألقى بالجزء الاخر من الملاءة بالاتجاه الأخر وهو يحاول شنق ذاته، فزعت للغاية فأسرعت اليه وهي تسأله بصدمة:
يخربيتك هتعمل ايه يالا!، عيب يا حبيبي دا أنت دكتور محترم وليك اسمك..
قال وهو يدعي بأنه سيلقي ذاته من على الفراش:.

هو انتي خليتي فيها احترام، بتبلغي عني يا اسراء!، أنا هموت وأرتاح منك خالص، أنا غلطت، غلطت ولازم اتحاسب على الغلطة دي أنا اتجوزت، اتجوزت يا ناااس بس الجواز غلطة وأنا معرفش، الولادة غلطة وانا برضو معرفش، الله اعلم الجاي ايه يبقى أتوكل على الله بكرامتي ومن اولها..
تشبثت بقدميه وهي تنتحب قائلة:
هتسيبني وتروح فين يا غالي دانت قلبي ياض وكتاب الله..

صعق حينما وجدها توشك على قذفه من على الفراش فربما سيلقى حتفه على الأكيد، دفعها بقدمه الأخرى وهو يصرخ بها:
سيبني يخربيتك هموت بجد أوعي...
تمسكت بقدمه أكثر وهي تردد بوعيل:
دا أنت الحتة اللي في الشمال وعهد الله انت بس اللي بتضايقني بافعالك وكلامك..
فزع مما يحدث وهو يركلها بقوة لتتركه قائلاً بغضب:
حلي عني يا بوز الاخس همووووت بجد الله يلعن اليوم الي شوفتك فيه على القلب اللي حبك في يوم..

تمسكت بقدميه بقوة حتى صار على حافة الفراش وهي تقول:
حرااااام تسبني وأنا لسه صغيرة كدا استنى اما نكبر مع بعض وبعدين أبقى انتحر...
سقط عن الفراش كلياًّ فتعلق بالنجفة وهو يلقي مصرعه، فزع مما يحدث فقد كان يتصنع الأمر وقد حققته له تلك الحمقاء فأصبح ينازع للحياة، اختنق تنفسه وهو يركل بقدميه يساراً ويميناً حتى أصابها فدفعته بغضب وهي تصرخ به:
بقى بتضربني عشان بحاول أنقذك!..

وقفت على الارض بصعوبة وهي تجذب قدميه فزادت من اختناقه، تحاول سحب رقبته من الحبل وكأنه دمية تمتلك رأس صغير وستنفلت من الحبل، جذبها لقدميه جعل النجفة الصغيرة المعلقة تفقد ثباتها فأقتلعت من جذورها لتسقط ارضاً مصطحبة عنان بين احضانها فسقطوا سوياً فوقها، صرخت بفزع وهي تقذفه بعيداً عنها ففتحت الباب وهي تهرول للخارج لتقف بمنتصف المركز وهو تصرخ بقول:.

عنان مات يا ناس الدكتور المحترم قتل نفسه وانتحر عشان مش قادر يعيش من غير مراته، الدكتور مات..
ثم تطلعت للنساء الجالسات أمام غرفة الكشف فقالت ببكاء:
قاعدة ليه يا ست منك ليها ما قولنا الدكتور مات قوموا روحوا..
تبلد لسانها حينما تحرر شيئاً حاد ليخترق رقبتها، ولكن ترى هل سيتمكن من تبديد الجنون المتزايد بداخل عقلها!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة