قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حظابط سوسو للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

نوفيلا حظابط سوسو للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

نوفيلا حظابط سوسو للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

بعد وقت بسيط ساجدة رجعت بيتها، سيف راح اخدها من المستشفى. سلمت على حماتها وطلعت على شقتها وفضلت ساكته فترة وبعد كده سألت سيف بهدوء وخوف من رده:
انت عارف اني اتنقلت من الفريق بتاعى لمصلحة السجون
سيف: ايوة عارف، انا اللي طلبت نقلك
ساجدة: ليه وبأي حق، مين طلب منك تدخل في شغلي
سيف: بحق اني جوزك
ساجدة: وانا اتفقت معاك ان شغلي خط احمر، حصل يا سيف؟

سيف: وانا مش هستني لما يحصلك حاجة ولا يجيلي خبر موتك مش هسمحلك تضيعي نفسك علشان كلام فاضي واوهام في راسك انك تقدري تقوم بدور الراجل
ساجدة: وانت مااااالك، شغلي ده هو حياتي الحاجة الوحيدة اللي بتفرحني وبلاقي نفسي فيها، مصدر قوتي وتمسكي بالحياة تيجي انت بكل بجاحه وبمنتهي الأنانية تضيع تعبي واحلامي
سيف: الموضوع انتهي وقرار نقلك اتمضى
وياريت تتقبلي الموضوع لأني مش هرجع في كلامي..

ساجدة: يبقي تطلقني، انا مش عاوزة اشوفك قدامي من النهاردة، فاهم
سيف من غضبه وخوفه مسكها من دراعها بعنف وقسوة وهو بيقولها: انتي ايه مبتحسيش مش مدركة انك كنتي هتموووتي، وفي النهاية حياتك تضيع علشان ايه، ردي عليا
ساجدة اتألمت غصب عنها ودموعها كانت الرد على كلامه، وهو انتبه ان كتفها لسه مخفش
سيف: انا أسف مش قصدي اوجعك.

ساجدة: بس انت بتوجعني بكلامك وتصرفاتك، حتى وجودك جنبي وجع مبقتش عوزاه، الشغل اللي انت شايف انه مش مهم هو السبب الوحيد اللي خلاني اكمل حياتي بعد سنين من الغربة بين اهلي واصحابي، ساجدة البنت المسترجلة محط سخرية للكل اخيراً قدرت تبني حياة لنفسها.

ساجدة عبدالحق المصيبة رقم سبعة اللي ابوها كان عاوزها تموت قبل ما تتولد لما عرف ان امها حامل في بنت، متخيل انت احساسك لما تكون مكروه من امك وابوك يا سيف، فاااهم انا مش هسيب شغلي وهشتكي في كل مكان لحد ما ارجع شغلي عارف ليه؟ لان الهدف الوحيد في حياتي هو اني استشهد في عملية من العمليات اللي بطلعها وارتاح.

سيف بصلها بحزن ويأس انها تحس بيه وزاد ألمه لما قالت انها بتتمني تستشهد لان ده كان اخر كلام بينه وبين حكيم قبل ما يستشهد
سيف: هطلقك بعد المدة اللي اتفقنا عليها وبرده مش هترجعي للعمليات الخاصة لو حياتك مش فارقه معاكي اكيد فارقة مع اهلك
سيف خرج من البيت بسرعة قبل ما يضعف ويترجاها تسمع كلامه كان نفسه يقولها انه ميقدرش يتحمل انها تتأذي او يحصلها حاجة بسبب شغلها.

سيف: مش هتقدري تحسي بالنار اللي جوايا عارف انك قوية من برة وبس لكن قوتك دي هي نقطة ضعفي انا مقدرش اسيبك تموتي علشان تثبتي للناس انك مش بنت عادية، وحتى لو هتبعدي عني وتبقي في امان، انا مش هعترض..

ساجدة رفضت قرار النقل وقدمت اكتر من مذكرة تلتمس فيها انهم يرجعوها لشغلها بس مفيش فايدة
راحت وهي واخدة قرار تقدم استقالتها لأنها يأست من التفكير، دخلت المكتب عند معاذ..
معاذ: حمد الله على سلامتك يا ساجدة
ساجدة: الله يسلمك يافندم
معاذ: اتفضل استريحي، اخبارك ايه
ساجدة من ملامحها معاذ اتأكد انها واقعه في مشكلة، اتكلم معاها بشكل غير رسمي وسألها بهدوء: ممكن تقوليلي ايه المشكلة يمكن اقدر اساعدك.

ساجدة كانت محتاجة تتكلم مع حد مش قادرة تتحمل اكتر من كده، فكرت تكلم ماجد وتحكيله بس خافت انه يواجه سيف ويتخانقوا، سكتت فترة وبعدين بدأت تحكي لمعاذ كل حاجة من اول يوم قابلت فيه سيف لحد ما واجهها بانه السبب في نقلها من القسم
معاذ اتنهد بهدوء وافتكر نفسه هو وعهود والمشاكل اللي قابلتهم واتمني ان سيف يكون تصرفهم ده بدافع حبه وخوف على ساجدة مش اي هدف تاني..

معاذ: انا مقدرش افيدك اوي في المشكلة دي، كل اللي هقدر اعمله اني اوعدك اني مستحيل اسمحلك تقدمي استقالتك وتضيعي مستقبلك وتعبك هفضل معاكي لحد ما نلاقي حل
ساجدة: اعتقد ان مفيش حل لمشكلتي
سيف: الحل موجود عند عهود، مفيش حد هيقدر يساعدنا غيرها
ساجدة: عهود مرات حضرتك
معاذ: عهود اللي علمت معاذ عمران الأدب
ساجدة ابتسمت ومعاذ اتصل على عهود وبلغها انه هيرجع البيت هو وساجدة وهيتغدوا سوا.

سيف راح على مقر العمليات الخاصة بعد ما جاله اتصال استدعاء من القيادة
دخل مقر المخابرات والكل قدمله التحية العسكرية
فتح باب مكتب ودخل وهو بيقول بجدية: تمام يافندم، حضرتك طلبتني
فهد سراج الدين، لواء كبير بجهاز المخابرات، وهو اللي مدرب سيف من بداية دخوله الجيش ولحد ما تم نقله من الصاعقة واشتغل في جهاز المخابرات في تنفيذ عمليات خطرة ومهمة.

فهد: ايوة يا سيف، اخبار التحريات بتاعتك ايه العملية المرة دي طولت
سيف: حضرتك قريب جدا هيكون قدامك الجاسوس اللي بتدور عليه وبأذن الله موته هيكون على ايدي
فهد: سيف احنا بقالنا سنين بنخطط للعملية دي ممنوع تسمح للأمور الشخصية تسيطر عليك
سيف: حضرتك عارف ان رجوعي للخدمة كان سببه الوحيد ان انتقم لحكيم واعرف مين اللي غدر بينا واتسبب في موته، ومش هتنازل اني اخد روحه بايدي لو ده اخر شئ هعمله انا معنديش مانع.

فهد بجدية: سيف متنساش نفسك والتزم الأوامر انا مقدر حالتك وعارف ان حكيم كان اكتر من اخ بالنسبالك، وانت عارف انه كان في مقام ابني بس دي قضية خطيرة ومتعلق بيها امن البلد كلها
سيف وهو بيحاول يتكلم بهدوء: أسف يافندم
فهد: حاول تتفاهم مع ساجدة، احنا مش عاوزين شوشرة ولا لفت نظر الايام دي وهي مقدمة اكتر من شكوى بتطلب رجوعها لشغلها تاني
سيف: تمام يافندم، هتصرف ان شاء الله.

فهد: انا بكلمك دلوقتي بصفة شخصية مش بصفة رسمية، ساجدة ظابط كفؤ بلاش خوفك عليها يتسبب في اذيتها ولو انت مصمم تبعدها عن الخطر كلمها وفهمها موقفك
سيف: حضرتك عندك حق بس مفيش في ايدي حاجة اعملها لحد ما مهمتي ما تنتهي والخطر اللي حواليا ينتهي وقتها هصارحها بكل شئ
فهد بجدية: تمام، عاوزك تشرحلي بالتفصيل اخر معلومات وصلتلها وخطواتك الجاية ايه بكل دقة
سيف: حاضر يافندم.

معاذ عزم ساجدة تتغدي في البيت عنده وتتعرف على عهود ويفكروا مع بعض ازاي هيتصرفوا مع سيف
معاذ: اتفضلي يا ساجدة، انا كلمت عهود ومنتظرانا
ساجدة: انا اسفة لحضرتك جدا ازعجتكم معايا
معاذ: ولا ازعاج ولا حاجة انتي عارفة اني بعتبرك زي ريم اختي وان شاء الله نقدر نحل مشكلتك
معاذ رن جرس الباب فتحتله عهود بابتسامتها اللي بيعشقها بس بصتله بصدمة وهي بتقول
ايه ده ياسي معاذ، هي دي ساجدة.

ساجدة بخوف وتعجب: ايوة انا ساجدة
عهود: دي زي القمر ياحبيبى، احنا متفقناش على كده ياميزو
معاذ بابتسامة وحب: وبعدين في شقاوتك يا دودو ساجدة هتخاف منك
عهود: تعالي يا حضرة الظابط القمر انتي ادخلي جوة خلينا نتفاهم متخافيش انا بدلع على ميزو شوية اصلي اول مرة اشوف معاه مزة
ساجدة بضحك: على فكرة بقي حضرتك جميلة جدا وزي العسل
عهود بمشاكسة: ايوة فعلا عندك حق قوليله الكلام ده لأنه مش مصدق.

معاذ: مصدق ياستي بس الحقيني بالأكل لأني واقع من الجوع
عهود: حاضر ياحبيبى ادخل غير هدومك وانا وجوجو هنحط الاكل عالسفرة.

سيف بدأ يشرح للواء فهد التفاصيل بجدية
سيف: انا اول ما شفت البنت دي حسيت ان وراها حاجة وفعلا بعد فترة من مراقبتها اتأكدت ان هي اللي بتوصل المخدرات لكريم وسامر وباقي الشلة، بس الغريب انها ولا مرة حاولت تعرض عليا اني اتعاطي معاهم وده خلاني اتصرف معاها بحذر اكتر
فهد: تفتكر ممكن تكون شاكه فيك.

سيف: كل شئ جايز احنا بنتعامل مع تشكيل اجرامي خطير وعالمي وجوده مش مقتصر على مصر وبس وبعدين دي مافيا كاملة تجارة مخدرات وتجارة اعضاء ودعارة وجاسوسية يعني صعب حد يوصلهم او يخدعهم بسهولة
فهد بابتسامة خفيفة: ويمكن علشان عينها منك مش عاوزة تأذيك.

سيف ابتسم هو كمان: ده احتمال تاني بس ميهمنيش على اد ما يهمني انها تبعد عن ساجدة انا لما لاحظت نظراتها لساجدة وشفت اد ايه فيها كره خفت عليها علشان كده فهمتها اني متجوز ساجدة تسلية ونوع من التحدي
فهد: ماهي متعرفش ان سيف باشا بيحب ساجدة من اول سنة دخلت فيها كلية الشرطة
سيف: حضرتك شكلك النهاردة ناوي تقضيها تريقه عليا
فهد: لا خلاص انا بس لقيتك اعصابك مشدودة قولت افكك شوية.

سيف: ادعيلى يافندم اخلص المهمة دي واوفي بوعدي لحكيم
فهد حطه ايده على كتف سيف وربط عليه بجدية وقال
انت راجل ياسيف وطول عمرك اد كلمتك وعن قريب هنخلص من الكلاب دول.

ساجدة فضلت ساكتة كتير وبتفكر هتتصرف معاه ازاي افتكرت كلام عهود وهي بتقولها
عهود: قوليلى بقي ياديدا، هو جوزك ده ايه اكتر حاجة بتضايقه
ساجدة: مش فاهمة قصدك ايه
عهود برقة: ركزي شوية، يعني مثلا بيغير، بيكره الكذب، متملك، بيقرف من ايه، ايه الاكل اللي مش بيحبه، مين اكتر شخص ممكن ينرفزه
ساجدة بدأت تضحك لأنها فهمت قصد عهود ردت عليها وقالت.

انا لسه معرفش عن سيف حاجات كتير، بس اللي لاحظته انه مثلا بيحب الأسماك مش بيحب اللحوم ابداا ممكن يكون عنده فوبيا منها
بيكره ماجد ابن خالتي وبيغير منه
عهود: بيغير منه عليكي ولا مجرد غيرة
ساجدة: مش عارفه بس لو بيغير عليا معناها انه بيحبني وانا متأكده انه مبيحبنيش
عهود: تمام، بس على فكرة اوقات الغيرة بتكون تملك مش اكتر مش انا اللي هقدر احدد غيرته سببها ايه انتي الوحيدة اللي هتحسي بغيرته.

ساجدة: انا عاوزة انتقم منه وخلاص مش مهم بيغير ولا لأ
عهود: وبعد ما تنتقمي منه وتاخدي حقك، هتعملي ايه
ساجدة وعيونها فيها لمعه حزن وحيرة عهود حساها لأنها جربتها قبل كده، سكتت شوية واتنفست ببطيء وقالت.

انا بحب سيف من زمان، من اول ما دخلت كلية الشرطة، كان حب مراهقة وشباب لأني محبتش حد قبله، وزاد اعجابي بيه لما جه هو واهله وسكنوا عندنا في نفس الشارع وكان قدام عيني علطول، بس مكنتش اعرف انه مغرور بالشكل ده ولا قاسي بالطريقة دي..
عهود بمشاكسة: يبقي خلاص نعلمه الأدب وبعد كده نشوف هنسامحه ولا لأ
ساجدة: يعني هنعمل ايه
عهود: هننزل نشتري شوية لبس حلوين، ونتعلم اول درس من دروس انتقام زوجة برتبة ظابط.

ساجدة مبتسمة بسعادة: وانا معاكي في اي حاجة تقوليها
فاقت ساجدة على صوت سيف بيندهلها وبيقول
يلا يا سوسو، امي مستنيه علشان تسلم عليكي قبل ما تروح الفيوم خلصيني يلا
ساجدة بنظرات ماكرة: حاضر ياحبيبى...
سيف بتعجب: هو في ايه وايه الرقة اللي هبطت عليكي فجأة دي، وايه ده كمان لابسة فستان بينك يا سوسو
ساجدة: طبعا ياقلبي مش خلاص انا استقلت من شغلي واتفرغت لجوزي حبيبي وابو اولادي ان شاء الله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة