قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الثالث

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الثالث

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الثالث

في تلك اللحظة التي لمحتك عيناي، أدركت بأني على موعد مع الحب
صبيحة اليوم التالي، تجهزت كرمل على أكمل وجه كما العادة ترتدي فستان أزرق سماوي وحجاب أبيض ولم تضع أي من لمسات المكياج على وجهها الصافي، فهي تعشق الطبيعة أكثر من التصنع، حملت حقيبة يدها البيضاء بيد و باليد الثانية كانت تعبث بهاتفها النقال وهي ما زالت تقف أمام مرآتها، في هذه اللحظات دخلت والدتها السيدة سميه تهتف لها بهدوء:.

- يلا يا كرمل علشان تفطري قبل ما تنزلي الشغل
رفعت رأسها تهتف لوالدتها بأبتسامة:
- معلش يا ماما أنا لازم أنزل دلوقت علشان ورايا مريض وعملية..
أنهت كلامها ذلك وهي تخرج مسرعه بعد أن طبعت قبله رقيقه على جبين والدتها، نزلت درجات السلالم بسرعة لتخرج من باب البنايه تتجه ناحية سيارتها الحمراء الصغيرة التي كانت هدية والدها لها في عيد مولدها الأخير!
صعدت بها بعد أن ادارت المحرك لتسير بها ناحية المشفى!

بعد حوالي نصف ساعة اصطفت سيارتها أمام المشفى التي بدأت العمل به منذ حوالي ثلاث شهور، نزلت من السيارة تتعجل في خطواتها بعد أن تأخرت قليلا عن موعد اللقاء مع أحد المرضى، استقلت المصعد لتخرج منه بعد دقائق بعد أن وصلت ناحية مكتبها في الطابق السابع، وجدت إحدى زميلاتها تنتظرها أمام الباب تهتف لها:.

- دكتور كرمل، الدكتور طه محتاجك بغرفة العمليات بسرعة! في مريضة جت تعبانه اوووي وعلشان كده أجلتلك كل مواعيدك التانية لبعد الظهر!
اومأت لها بتفهم لتسرع ترتدي ملابس العملية الخاصة لتهتف لزميلتها:
- هي مين المريضة دي؟
رفعت الأخيرة كتفيها تهتف:
- مش عارفة، بس باينتها ست كبيرة وعندها القلب، قلبي وجعني اوووي على اولادها الاتنين!
تمتمت كرمل بهدوء وهي تخرج بسرعة تتجه ناحية غرفة العمليات:
- ربنا يشافيها يا رب.

وصلت غرفة العمليات وهي تحاول ألتقاط أنفاسها بقوة بعد أن هبطت السلالم عندما وجدت المصعد مكتظ بالمرضى، رفعت رأسها بعد أن عادت أنفاسها طبيعية لتنصدم عينيها به!
أجل أنه هو ذلك الرجل الذي إلتقت معه في الزفاف بالأمس!
ترى ماذا يفعل هنا؟!
بدوره كان يجلس بجانب شقيقه يحاول تهدئته بعد أن تم إدخال والدتهم إلى العملية، رفع رأسه بشكل تلقائي ليجدها تقف تطالعه بنفس نظراتها البريئة التي رأها بالأمس!

ماذا تفعل هذه هنا؟
ولماذا ترتدي لباس الأطباء ذلك؟!
هل يعقل بأنها طبيبة؟!
أسئلة كثيرة دارت برأسه ولكن هذا ليس وقتها..
اقتربت منه بلهفه وكأنها تعرفه منذ زمن طويل لتهتف ببراءة:
- انت بتعمل ايه هنا؟
ليس وقت الضحك ذلك أبدا!
بصعوبة استطاع كتم ضحكاته فهذا ليس الوقت المناسب مطلقا، هتف بهدوء حذر:
- والدتي دخلت العملية من شوية..
اومأت بتفهم لتهتف:
- شوف الدنيا صغيرة ازاي؟ ربنا يشفيهالك يارب
طالعها بسخريه ليهتف:.

- متقوليليش أنك الدكتورة إلي هتعملها العملية؟
ضمت حاجبيها بغضب شديد فهذا الشخص لا يكف عن السخريه منها مطلقا!
ابتعدت عنه تهتف:
- إنسان قليل ذوق والله..
ضحك بشدة على مظهرها ذلك، سرعان هي ما دخلت ناحية الداخل والغضب يجتاجها وهي تسب وتلعن فيه بشدة!
بينما عاتب نفسه على فعلته تلك
ترى لماذا فعل ذلك؟ لقد عاملته بأحترام ولكن هو قابلها بسخرية!
لماذا منذ أن رأها وهو يسخر منها؟
جلس بعيدا عن شقيقه يلوم نفسه بقوة.

ماذا فعلت به تلك الفتاة حتى أصبح غريب الأطوار فجاءة!
أغمض عينيه وهو يضع يده على قلبه هامسا:
- أرجوك مدقش لحد أنت تعبت من إلي مر عليك، أرجوك مدقش للبنت دي، دي شكلها صغيرة ومش هتناسبك، خليك قوي وتذكر أنك تعبت كتير بحياتك..

بمجرد ما أنهى كلامه مع نفسه قفزت صورتها بلباس الأطباء أمامه مرة أخرى، يا الله كم تبدو جميلة وساحرة، أحس وقتما رأها بأنه يرغب بأحتضانها لا محاله، أحس بأنها له وحده وليست لسواه، لذلك قد افتعل تلك الترهات حتى يمنع نفسه عنها، فيها شيء غريب يجعله سعيد لدرجة كبيرة..
ترى هل وقع بغرام فتاة صغيرة لا تناسبه...!؟
تنهد وهو يعود ويغلق عينيه ليتذكر ليلة أمس عندما عاد هو وشقيقه من الزفاف...
فلاش باااك.

عاد مصطفى برفقة شقيقه سيف إلى المنزل وما زال عقله وتفكيره كله بتلك الفتاة التي قابلها، يبدو بأن سحرها سيستمر عليه مده ليست بقليلة، دخلا المنزل ليجدانه ساكنا وكأن ليس به أحد..
بدوره دخل سيف إلى غرفته ليبدل ملابسه بأخرى مريحه، بينما اتجه مصطفى لغرفة والدته ليطرق الباب عدة مرات ولكن يبدو بأنها لا تسمع؟!
عقد حاجبيه بغرابه فهذا ليس وقت نومها!

رفع يده يفتح مقبض الباب ليفتحه بهدوء لتقع عينيه عليها هناك وهي تفترش الأرضية أمام سجادة الصلاة وكأنها شبه ميته!
صرخ بأسمها بشكل جعل سيف يأتي على أثر صوته ذلك وهو عاري الصدر، حملها بهدوء ليضعها على السرير بينما صرخ بشقيقه قائلا:
- أتصل بالدكتور بسرعة يا سيف
اومأ سيف بسرعة ليفعل ذلك
بينما نزلت دموع مصطفى وهو يمسك بيد والدته قائلا:.

- ارجوكي يا أمي متسيبيناش وتروحي زي بابا، انتي بتحلمي تشوفي أولادي، ارجوكي تحملي..
مرت نصف ساعة قبل أن يصل الطبيب الذي قام بفحصها بحذر كبير..
هتف له سيف باكيا:
- طمنا يا دكتور؟
تنهد الطبيب قائلا:
- الست الوالدة عندها مرض بالقلب مش كده؟!
هتف مصطفى مجيبا:
- أيوه، بس هي بتاخد علاج وتحسنت عليه
نهض الطبيب يهتف:
- للأسف الست لازمها عملية حالا يا مصطفى، العلاج مش نافع معاها وهي شكلها كانت مخبيه عليكم..

بكى مصطفى بقوة على حال والدته تلك
ليبكي سيف أيضا وهو يحتضن والدته يلوم نفسه لأنه لم يعرف ذلك..
ليتم تحوليها للمشفى بسرعة ليتم اجراءة عمليه لها بأسرع وقت..
نهاية الفلاش باااك
تنهد بهدوء وهو يطالع شقيقه الذي يجلس بعيدا عنه قليلا، نهض يسير ناحيته ليجلس بجانبه يهتف له بحنيه:
- أهدى كده يا سيف الحاجه قوية وهتخف
اومأ له شقيقه بهدوء..

مرت عدة ساعات قبل أن يفتح الباب ويظهر منه الطبيب وبجانبه كرمل التي بدأت تبحث بعينيها عنه بقوة، وجدته يتقدم هو وشقيقه بلهفه يهتف:
- طمنا يا دكتور!
منحهم الطبيب إبتسامة واسعة يهتف:
- هسيب الدكتور كرمل هي إلي تبشركم..
شعرت بدقات قلبها ترتفع بشدة عندما وجدته يحدق بها بعينين قويتين، هذه ليست مرتها الأولى في عمل عملية لأحد المرضى وأخبار عائلته، ولكن هذه المرة مختلفه لا تدري لماذا!
أخذت نفسا عميقا لتهتف:.

- الحمدلله العملية مرت على خير والست الوالدة حالتها كويسة جدا!
أبتسم بسعادة بالغة وهو يشعر براحه كبيرة تجتاحه
بينما تابع الطبيب قائلا:
- الدكتورة كرمل هي إلي عملت العملية للمريضة
طالعها مصطفى بنظرات خاصه جعلت وجنتيها البيضاء تشتعلان بحمرة الخجل..
بينما اتجه الطبيب ناحية مكتبه بعد أن تبعه سيف لمعرفة التفاصيل أكثر.
كانت على وشك الذهاب عندما وجدته يقطع الطريق عليها قائلا:
- شكرا يا كرمل.

منحته نظرة قوية تهتف:
- ده شغلي مش محتاجه شكر عليه
أبتسم بهدوء مجيبا:
- عارف وبرضه لازم أشكرك
اومأت له بخفه ولم تعقب، بينما هتف لها من جديد قائلا:
- ممكن أنا وأنتي نكون أصحاب؟!
منحته نظرة سخريه تهتف:
- أنا مش بصاحب ناس عجوزة!
أنهت كلامها ذلك وهي تخرج له لسانها كأنها طفلة في عمر الخمس سنوات فقط!
هنا انفجر ضاحكا على فعلتها تلك ليهتف وهو يضع يديه في جيوب بنطاله:
- وانتي طفلة
جزت على أسنانها تهتف:.

- عجوز خرفان وقليل ذوووووووووق
ضحك أكثر لتشعر بقلبها يكاد يخرج من مكانه لا أعلم لما اجتاحتها مشاعر غريبة تشعر بها للمرة الأولى في حياتها، بقيت تطالعه قليلا من الوقت بهدوء تتابع حركات وجهه المغرية وضحكاته التي جعلتها تبتسم بشكل لا إرادي، سكت بدوره ليمنحها نفس النظرات
لتتلاقى العيون للحظات تمنو بها أن يتوقف العالم..
هتفت وهي تبعد عينيها عنه بهدوء:
- مصطفى؟!
هنا لم يستطع السيطرة على نفسه.

لأول مرة يستمع لأسمه بهذا الصوت العذب كأنه أيقونة موسيقية ساحره، شعر بدقات قلبه تخفق بداخله بجنون ليهتف بتلقائية:
- عيون مصطفى!
بدأ صدرها يعلو أكثر وأكثر وهي تحت تأثير مشاعر قوية جعلت عينيها تدمع لتركض مبتعده عنه حتى لا تقع أمامه!
للمرة الأولى بحياتها تشعر بهذا الأحساس!
كانت تتمنى الحب كما تستمع له من صديقاتها
ولكن لم تكن تعلم بأنه سيضرب قلبها بهذه السرعة وبتلك السهولة..

بينما أنب نفسه بقسوة لأنه سمح لمشاعره بالسيطرة عليه، هو وضع طوق من حديد حول قلبه بعد ما حصل معه منذ زمن، والأن تأتي هذه الفتاة الصغيرة لتحطم هذه الطوق بسهولة، لقد رأى دموعها ربما غضبت منه كثيرا بسبب تصرفه ذلك..
اتجه ناحية الاستعلامات ليأخذ رقمها حتى يعتذر منها على فعلته الحمقاء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة