قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الأول

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الأول

نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الأول

اقتربت من والدتها تهتف بهدوء:
- يا ماما ما أنا قولتلك مش عايزة أروح الفرح وأنتي نازله تصوتي وتزعقي من الصبح!

هنا خرج والدها السيد ( عصام ) رجل في العقد الخامس من عمره ما زال يحتفظ بجمال مظهره وشبابه على الرغم من السنوات الطويلة التي لعبت بصحته قليلا، أبتسم بهدوء وهو يرى أبنته ( كرمل ) تلك الشقيه التي ينهض كل يوم من نومه على صوتها الذي يصدح بأرجاء البيت كأنها طفله في العاشرة من عمرها وليست ذات الثلاثة والعشرون عاما، طفلة كبيرة هكذا يطلق عليها!

فتاته وحبيبته وفرحته الوحيدة التي خرج بها من هذه الحياة القاسية ليكرس وقته وعمله من أجلها فقط، لقد عافر وعافر وعمل ليل ونهار من أجل رؤيتها طبيبة ناجحة وفتاة باره به وبوالدتها!
هتف وهو يجلس على مقعده الخشبي وما زالت الأبتسامة على وجهه كالعادة:
- هو انتو كل يوم لازم تصحوني على زعيقكم؟
اتجهت صغيرته الجميلة تجلس بجانبه تهتف له بحب:
- مش أنا يا بابا دي ماما الله يهديها من الصبح نازله تزعقلي!

نظر بأتجاه زوجته يهتف بضحك:
- بتزعقي ليه للبنت يا سميه؟
تأففت مجيبه:
- بنتك رافضه تروح معانا الليلة فرح بنت عمتها! دي هتجبلي النقطة أنا متأكدة!
طالع ابنته بنظرات معاتبه يهتف:
- ليه كده يا كرمل يا بنتي؟ دي بنت عمتك بمكانة اختك لازم تروحي تفرحيلها وتباركيلها!
احتضنت والدها مجيبه:
- يا بابا أنا بختنق من الأفراح
مسد على شعرها الأسود الطويل بحنيه مجيبا:
- هتروحي معانا و ده أخر كلام يا دكتورة!

اومأت بتفهم، في حين هتفت لها والدتها قائلة:
- البسي الفستان الأسود إلي جبتهولك الأسبوع الماضي كده بتكوني شيك أكتر
اتجهت ناحية والدتها تضع قبله على جبينها ومن ثم عادت ناحية غرفتها لتبدأ رحلة التجهيز للزفاف!
بينما جلست سمية بجانب زوجها تطالعه بحب
هذا الرجل العظيم الذي كان سندا لها ولأبنته وحارب معظم أفراد عائلته من أجل راحتهما وسعادتهما!
طالعها يهتف بتسائل:
- في ايه؟
منحته ابتسامة صافيه تهتف:.

- مفيش يا حبيبي
سكتت قليلا لتكمل:
- أخوك لسه مخاصمك علشان موضوع كرمل؟!
تنهد بهدوء ليطالع الاشي أمامه قائلا:
- ربنا يهديه، أنا وضحتله ان البنت لسه صغيرة ومش عايزة تتجوز لكن هو ظن أننا رافضين ابنه علشانه مش متعلم وكده!
هتفت:
- وبعدين البنت مبتحبوش هو الجواز بالغصب؟
نهض من مكانه يهتف:.

- أنا لو هعادي كل عيلتي علشان راحة بنتي ف معنديش مشكلة يا سمية، كرمل الحاجة الوحيدة إلي خرجنا بيها من الدنيا وسعادتها أهم حاجة عندي، عندك كمان اتنين من أصحابي مخاصميني علشان موضوع جواز كرمل من أولادهم
نهضت تقف أمامه لتمسك يده تهتف:
- سبحان الله البنت بيجيها عرسان أشكال وألوان بس ربنا عالم فين نصيبها بعد كده.

فتح باب المنزل ليجده ساكنا فيبدو بأن الجميع نيام الأن! وضع حقائب سفره جانبا ليتجه ناحية غرفة والدته التي أشتاق لأحضانها كثيرا ليطرق الباب بهدوء، سمعها تهتف من خلف الباب قائله:
- ادخل يا سيف؟
فتح الباب وعلى وجهه ابتسامة واسعة ليهتف:
- بس أنا مصطفى يا ست الكل!

لحظات وقفت تطالعه بصدمه وسرعان ما بدأت دموعها تهطل على وجنتها المجعده من أثر السنين عليها لتنهض عن سريرها بعد أن وضعت كتاب الله الذي كانت تقرأ به على الطاولة الصغيرة بجانبها
ليسرع هو أيضا يحتضنها بحب كبير ودموعه تغرق وجهه أيضا ليهتف:
- وحشتيني يا أمي، وحشتيني اووووووي، حضنك ده بالدنيا كلها يا ست الكل
بدورها بدأت تقبل كل أنش بوجهه بلهفة أم احترق قلبها على غيابه عنها لتهتف:.

- نورت البيت يا مصطفى، ليه مقولتليش أنك جاي يا حبيبي؟!
جلس على السرير ليجلسها بجانبه قائلا:
- حبيت اعملك مفاجأة يا حبيبتي
حاوطت وجهه بين يديها تهتف:
- المره دي هجوزك قبل ما تسافر
أبتسم على حديثها ذلك مجيبا:
- ومين دي إلي ترضى بواحد كبير زيي يا ماما؟
ضربته على يده بخفه تهتف:
- متقولش كده يا حبيبي، أنت لو نجحت بجوازاتك كان أولادك دلوقت بالمدارس
تنهد يهتف مغيرا مجرى الحديث:
- هو سيف فين؟

هنا دخل شقيقه الصغير، شاب في الخامسة والعشرون من عمره مرح للغايه، اتجه ناحية شقيقه يحتضنه بحب وهو يهتف:
- نورت الدنيا يا مصطفى!
سادت أجواء من السعادة بين أفراد العائلة بعد عودة ابنهم الكبير من الغربة فجلس الجميع يتبادلون الضحكات والأحاديث بحب كبير
هتف سيف لشقيقه قائلا:
- اليوم فرح واحد صاحبي وهاخد معايا علشان تشوفلك عروسة حلوة كده وتتجوز ونرتاح من همك
صدحت ضحكات مصطفى بأرجاء البيت مجيبا:.

- يا ابني أنا الشيب بدأ يطلع بشعري وأنت قاعد تقول عروسه وبتاع؟
نهض سيف يهتف لوالدته:
- ماما اعملي أكل لمصطفى على ما يروح يرتاح شوية علشان وراه بالليل حفلة زي الفل.

حل المساء سريعا لتتجهز كرمل على أكمل وجه بعد أشراف والدتها عليها بشكل كلي، يبدو بأن السيدة سمية تريد الحصول على عريس لأبنتها الفاتنه الليلة ويبدو أيضا بأنها خططت مع أحدهم!
خرجت كرمل ترتدي فستان أسود طويل له ذيل ليزيدها جمالا وبهاء كأنها أميرة إحدى قصص الخيال، ترتدي ايضا حجاب أبيض يتناسب مع لون بشرتها الحليبة ليعطي سحرا خاصا لعينيها الخضراء الواسعة والمغريه!
طالعها والدها بأنبهار يهتف:.

- حبيبة بابا زي القمر ما شاء الله
ابتسمت بخجل بعض الشيء لتظهر حفرتي وجنتيها التي ورثتها عن والدتها الجميلة، هتفت وهي تقبل جبين والدها قائله:
- حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا
أمسك يدها قائلا:
- الليلة لو حد بصلك هقتله والله
أبتسمت تهتف:
- هو في حد يبصلي وانا معايا أحلى راجل بالدنيا؟
في حين بدأت والدتها تقرأ أيات من القرأن على ابنتها لتحصنها من عيون الحاسدين!

في إحدى قاعات الأفراح صدحت الموسيقى تملئ المكان لتبدأ بعض الفتيات بالرقص والتمايل على أنغامها وعيون الشباب المريضة تتفرسهن بقوة!
في تلك الأثناء كان السيد عصام قد وصل برفقة زوجته وأبنته التي لم يترك يدها أبدا، اتجه يجلس على إحدى الطاولات في أنتظار وصول العروسين.

بينما بدأت سميه تتفرس الموجودين بعينيها الحاده ليقع نظرها على شقيق زوجها عاصم الذي كان يجلس على طاولة قريبه منهم برفقة زوجته وأبنه يطالعون كرمل بغضب و حقد كبير!
هتفت سميه بأذان زوجها بصوت منخفض:
- أخوك هنا يا عصام
اومأ لها ولم يعقب
بينما تجلس كرمل بين والديها تطالع الموجودين بهدوء وملل بعض الشيء!
لحظات ووصل العروسين لتبدأ الموسيقى ترتفع بصوت كبير، نهض الجميع ليبدو بالتصفيقات والتبريكات لهما!

هتف عصام لزوجته:
- هروح أسلم على أختي وجوزها وبس تخف الزحمه شويه تيجي انتي وكرمل يا سميه
اومأت برأسها وهي تشعر بفرحة كبيرة لأنها ستستطيع إنجاح مخططها الليلة!
هتفت لأبنتها وهي ترى زوجها يبتعد:
- تعالي نروح نسلم على صاحبيتي وابنها يا كرمل.

اومأت كرمل لتمسك بيد والدتها تتجه على إحدى الطاولات التي كانت تضم سيدة في العقد الرابع من عمرها يبدو عليها الوقار الشديد وابنها ذو الشخصية المميزة بحسن مظهره وجمال شكله!
بدأ الشاب يطالع كرمل بنظرات متفحصه لتهتف سميه لصديقتها بصوت منخفض:
- دي بنتي كرمل، دكتورة قد الدنيا
صافحتها السيدة بأنبهار من جمالها لتبدأ بتفحصها بدقة!

فقد اتفقت سمية مع صديقتها على إحضار اولادهم إلى هنا الليلة ليرى ابنها المحامي الوسيم عروسته التي اختارتها والدته مع عدم معرفة كرمل ما يجري حولها!
هتفت لوالدتها بعد أن وصلها مخططها:
- الله يسامحك يا ماما على الموقف البايخ إلي حطيتيني فيه!
أنهت كلماتها تلك وهي تبتعد عنها لتهتف:
- هروح أخرج برا أشم شوية هواء
اومأت لها والدتها وهي تشعر بندم كبير على ما فعلته بها لتعود وتتجه ناحية زوجها..
هتف لها:.

- فين كرمل؟
أجابت بصوت منخفض:
- طلعت برا تشم هواء وهتيجي
اومأ لها بتفهم
بينما شاهد عاصم ابنة أخيه تخرج ليشير لأبنه بأتباعها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة