قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا حبة الرمان للكاتبة دينا محمود الفصل الثالث

نوفيلا حبة الرمان للكاتبة دينا محمود جميع الفصول

نوفيلا حبة الرمان للكاتبة دينا محمود الفصل الثالث

اقترب منها وهي نائمه علي الاريكه جلس علي الارض أمامها واخذ يتطلع إليها وهي نائمه ويتأمل ملامحها الجميله وهدوئها وبراءتها ثم مد يده وضربها ضربه خفيفه علي كتفها لم تتحرك فضربها ضربه أخري قويه نسبيا فتحت عينيها وهي تصرخ بوجع اعتدلت وهي تمسح بيدها علي كتفها وحدثته بغضب وهي تنظر اليه..نعم عاوز إيه؟

احمد بابتسامه سمجه علي شفتيه..هو انا كل ما اروح مكان ألاقيكي نايمه فيه زي القطط.
ندي ببرود..وانت مالك .انا مش نايمه في اوضتك فخليك في حالك.
احمد اتكلم بجديه..اتفضلي روحي نامي في اضتك.
ندي نفخت بضيق..اووووف انا عاجباني النومه هنا ففكك مني.
احمد..حاضر هفكني منك.

أدار لها ظهره وتحرك ناحية والدته قبل يدها وجبينها تحت نظرات ندي التي تقابله في خلسه.
جلس ليلته يفكر فيها ملامحها وطباعها وتعاملها مع والدته كل ذلك يدل علي أنها إنسانه شريفه يكفي أنها لم تخضع لعزام وماله ونفوذه .
اخرج السلسله من جيبه وظل يتطلع إليها وتخيل صاحبتها أمامه بشعرها النحاسي وعينيها الجميلتين لكم يحب النظر إلي عينيها المتمرده.
نهر نفسه علي التفكير بها حتي أنه ظل يحدث نفسي ..أعقل يا احمد مالك بتفكر فيها كده ليييه ده بنات كتير غيرها محركوش شعرة منك واحده متر ونص زي دي تعمل فيك كده .
ضحك على تناقض مشاعره واستسلم للنوم.

كانت في غرفتها عندما أتاها اتصال من مرام ردت عليها ..أيوة يا مرام.
مرام..ندي لقيتي المستندات ولا لسه لازم تنهي القصه دي بقى في اسرع وقت.
ندي..قلقتيني! في جديد عندك ولا ايه؟
مرام..عزام خلاني اتصل بدكتور ماهر بس انا قلتله اني اتصلت عليه في المستشفي وقالولي أنه ف مؤتمر فانجزي قبل ما يكلم الدكتور ويعرف منه انك مش تبعه؟
ندي بتوتر..حاضر حاضر .

عندما أنهت المكالمه مع مرام عزمت انها ستفعل مابوسعها لكي يكون الورق بيدها في اسرع وقت ممكن .
ذهبت إلى السيده يسريه كانت جالسه شارده وحزينه اقتربت منها وعلى وجهها ابتسامه حنون..الجميل سرحان في إيه؟
يسريه فاقت من شرودها. .هااا لاء مفيش حاجه بس مستغرباكي.
ندي ضحكه بتوتر..مستغرباني! لييه بس؟

يسريه. .انتي مش بتديني الدوا بتاعي ليه من يوم ماجيتي بتهتمي بيا وبأكلي وبشربي وبنومي بس ادويه لاء.
ندي بتساؤل. .طب هو حضرتك مريضه؟
لم تعرف يسريه بماذا تجيب فأكملت ندي..الأدوية بتاعتك عبارة عن منوم ومهدئات وادويه اكتئاب انا مش عارفه انتي بتاخديها بعلمك ولا لاء بس اللي اعرفه انك مش محتاجاها وحالتك دلوقتي مستقرة من غيرها.
يسريه. .في حاجات كتير بتحصل للإنسان بتجبره يعمل حاجات ممكن تضره أو يأذي نفسه عشان يحافظ على حياة غيره أو يسكت عن حاجات غلط عشان أحبابه يعيشوا ف امان.

ندي. .لاء طبعا مفيش حاجه تجبر الإنسان أنه يسكت عالغلط أو يعمل حاجه مش عاوزها ده قمه الخوف والجبن.
يسريه. .ومين قالك اني مش جبانة ومش من دلوقتي ده من زماااان أوي.
ندي. .ممكن بس تفهميني حضرتك تقصدي إيه ؟
عندما لم تجد ردا من يسريه لم تشأ أن تسألها ثانيه وفهمت أنها لا تريد التحدث قامت من مكانها وهي تقول. .هنزل اجيبلك الغدا .

عندما ذهبت ندي عادت يسريه إلي أفكارها واحزانها وتذكرت حياتها منذ سنتين.

حيث كانت تعيش مع ابنها أحمد وزوجها عزام تزوجته بعد وفاة زوجها بحوالي خمس سنوات رغبه منها في ان يعيش ابنها وسط عائله تحبه وترعاه كانت حياتها إلي حد ما مستقرة حتي جاء اليوم المشئوم الذي علمت فيه حقيقه عزام وأعماله المشبوهه تتذكر أنها قررت أن تبلغ عنه الشرطه ولكنه اجبرها على الصمت عندما هددها بحياة ابنها .

منذ ذلك اليوم دخلت في حاله صدمه لم يعرف أحد سببها إلا عزام حتي أنه أخفي الحقيقه عن أحمد وأخبره أنها مشاكل في الكبد وبقيت هي وحيده في غرفتها مع اكتئابها وحالتها الميئوس منها لا ينسيها حقيقه ما تعيشه إلا المنوم والمهدئات كل ذلك بدون علم أحمد .

عندما نزلت ندي قاصده المطبخ لفت نظرها أن باب غرفه المكتب كان مفتوحا .
تتذكر جيدا أنها فتشت كل غرف الفيلا ما عدا غرفه المكتب التي كان مفتاحها مع عزام فقط ولم تستطع الحصول عليه.
أحست أن تنفيذ مهمتها قد اقترب ولاح الأمل والتفاؤل على وجهها.
دخلت ووجدت غاده والطباخ يعدون طعام الغداء سألت ندي غاده في فضول..مين فاتح اوضه المكتب يا غاده.
غاده. .ده أحمد بيه جيه من الشركه ومن ساعتها قاعد جوا .
هزت ندي رأسها بتفهم .

كانت تجول في غرفتها ذهابا وايابا تريد دخول هذه الغرفه بأي طريقه يدور في رأسها كلام مرام.
ومكالمه زوجه عمها القلقه تستعجلها الرجوع من رحلتها التي طالت .
وكلام السيد رشدي يتردد في آذانها عن ضياع حياتها ومستقبلها إن لم تأتي بالمستندات المطلوبه.
تشعر بالضيق والضياع وبالكره الشديد لعزام وتريده ان يعاقب علي جرائمه وأفعاله .
فتحت باب الغرفه سائرة في طريقها إلي غرفه السيده يسريه قابلها أكثر شخص تبغضه علي وجه الأرض وهو يقول..الحلو رايح على فين؟
ندي تأففت بضيق وأكملت سيرها إلا أنه امسكها من ذراعها وشدها إليه حتي صارت امامه.
تكلمت بضيق..حضرتك عاوز إيه؟

عزام بعينان تشعان بالخبث. .عاوزك .
ندي. .نجوم السما اقربلك .
عزام بضحكه عاليه نسبيا..علي فكرة سايبك بمزاجي أوعي تفتكري ان نومك في اوضه يسريه هو اللي هيبعدني عنك.
تركته ندي وذهبت إلي يسريه.

طرقت الباب ودخلت فوجدت يسريه جالسه هي وأحمد أرادت أن تعود إدراجها ولكن اوقفها صوت يسريه وهو يقول..ندي رايحه فين تعالي اقعدي معانا.
تحركت تحت أنظار احمد حتي جلست علي كرسي بجوارهم.
كانت ندي تشعر بالتوتر الشديد في وجود أحمد حتي أنها كانت تفرك في يديها من شده التوتر .
اما عن أحمد فقد كان جالسا يراقب تعابير وجهها منذ أن دخلت إلي الغرفه واحمرارها خجلا وهي جالسه في وجوده أبتسم في نفسه .

أفاق كل منهم من شروده علي صوت يسريه وهي توجه كلامها لاحمد . .يعني مصمم تفضل متشحطط بين هنا وامريكا يابني استقر هنا وريحني بقي.
احمد بحب. .ياست الكل انا شغلي كله وأصحابي وحياتي هناك مش هعرف اسيب كل حاجه وارجع هنا .
يسريه. .نفسي أفرح بيك واشوف عيالك.

ضحك أحمد حتي ان ضحكته داعبت قلب ندي التي انتبهت له وهو يقول..انسي انا مبفكرش ف الجواز دلوقتي .
نظرت له ندي فتقابلت اعينهم وهو يقول..لسه ملقتش الانسانه اللي أتمناها تبقي مراتي وأم عيالي.
تململت ندي في جلستها وأخذت تتطلع حولها حتى لفت نظرها وجود موبايل أحمد وسلسله مفاتيحه.
تناولت سلسلة المفاتيح دون أن يلاحظها أحد وتظاهرت بالنوم واستأذنت وخرجت.

في الصباح الباكر دخلت إلي غرفه السيده يسريه مثقله بالهموم والأحزان تزرف الدموع طبعت قبله رقيقه علي يدها ورأسها وهي تهمس. .هتوحشيني أوي.
ثم وضعت سلسلة المفاتيح الخاصه بأحمد علي الطاوله وخرجت من الغرفه.
كانت قد جمعت كل متعلقاتها وحاجياتها حملت حقيبتها علي ظهرها والاوراق والمستندات في حقيبه يدها.
نظرت إلي غرفه أحمد المغلقه ومسحت دمعه شارده بيدها.
غادرت فيلا عزام غزال ولكنها تركت قلبها قابع هناك.

اول وجهه لها كانت إلي المطبعة بعد أن قامت بالاتصال بالسيد رشدي واخبرته ان المستندات بحوزتها حيث طلب منها الذهاب إلي هناك وهو سوف يلحق بها .
عندما وصلت إلي هناك كان السيد رشدي قد وصل منذ دقائق وهو في انتظارها .
سلم عليها بفخر وهو يقول مبتسما..كنت واثق أنك هتنجحي متتصوريش انا فخور بيكي اد إيه.
اما ندي فقد ابتسمت بحزن وهي تفند الأوراق أمامه قائله..دي يافندم عقود بشحنات منتجات لحوم واغذيه منتهية الصلاحيه وده ورق يخص كل أعماله المشبوهه داخل وخارج البلد غير أن طلع في بلاوي تانيه عن صفقات سلاح وغسيل أموال الراجل ده لازم يتفضح وياخد جزاته.

كان رشدي يتطلع إلي الأوراق وهو مصدوم مما يراه ثم تحدث قائلا..متخافيش بكرة الصبح البلد كلها هتعرف حقيقته .
قامت من مكانها..طب يافندم هستأذن انا وبعد اذنك هاخد أجازة اريح اعصابي شويه
رشدي بسعاده. .اجازة وهيتصرفلك مكافأه كمان .نفسي الكل يعرف مين هي حبة الرمان وتتكرمي قدام الجريده كلها ويتعملك مؤتمر صحفي كبييير.
ضحكت بوجع. .انا مش عاوزة شهرة ولا عاوزة حد يعرفني انا مرتاحة كده وكفايه عليا اني اظهر الحق وافضح المجرمين اللي بيخربوا البلد .
رشدي. .استني اديهم الورق ده ونشوف الطبعه النهائيه وبعدين اوصلك بنفسي.

كانت منهكه القوي عندما دخلت إلي البنايه التي تسكن فيها مع عمها وزوجته وابنته سارة .
وصلت بصعوبه الي الطابق الثالث وطرقت علي الباب عده طرقات حتي فتحت لها زوجه عمها الحنون .
فرحت (زينب )زوجه عمها برؤيتها وسرعان ما اخذتها في أحضانها أما عن ندي فما أن استكانت في أحضان زينب حتي اجهشت في بكاء مرير .
زينب برعب. .ندي مالك يابنتي فيكي إيه.

ندي من بين شهقاتها. .مفيش يا ماما تعبانه شويه وعاوزة انام .
زينب بصوت عالي..مفيش نوم غير لما تقوليلي مالك وفيكي ايه وبتعيطي كده ليه.
ندي وهي تمسح دموعها..والله مفيش حاجه كل الحكايه ضغط شغل وانتوا كنتوا واحشيني وأول ماشفتك مقدرتش أمسك نفسي وعيطت هنام شويه واصحي كويسه عن أذنك.

كان أحمد جالسا في مكتبه عندما فوجئ بمجموعه من أفراد الشرطه وقوات الامن وبعض من رجال أمن الدوله يقتحمون مكتبه .
الضابط..ممكن تتفضل معانا من غير شوشرة.
احمد وقف بغضب..اتفضل معاكم فين بالضبط وازاي تسمحوا لنفسكم تقتحموا مكتبي كده.
الضابط اقترب منه وتكلم بهدوء..حضرتك في اوراق ومستندات اتقدمت للرأي العام أن شركتكم متورطه في أعمال مخالفه للقانون وفي صفقات وشحنات بتدخل البلد هنا بأسمكم والمسئول عن الكلام ده عزام غزال وشركاته وبما أن حضرتك شريك بالنسبة الأكبر في الشركات دي فلازم تتفضل معانا.

احمد بصدمه. .شركاتي انا وعزام غزال متورط ف الكلام اللي بتقوله ده حضرتك اكيد غلطان.
الضابط..لاء مش غلطان ومد له جريده في يده اخذها أحمد وتطلع إليها بصدمه وهو يهتف.. مش معقول.
الضابط..واصل الأوراق والمستندات دي هتطلع عليها بنفسك لما تتفضل معانا.

اما عن عزام فأخذوه أفراد الشرطه بالقوة وهو يصرخ ويقول..انتوا مش عارفين انا مين انا هخرب بيتكم.
الضابط..اتفضل بهدوء بدل مانضطر نستعمل معاك العنف.
عزام..الكلام ده كذب وتلفيق محصلش ده كذب انا عزام غزال .
اخذ يصرخ وينادي للموظفين..اطلبولي المحامي خلوه يحصلني بسرعه.

تم الإفراج عن أحمد غزال في التو واللحظه نظرا لإثبات عدم تورطه في اي أعمال مخالفه للقانون .
وكل الأوراق والمستندات التي قدمت للنائب العام تثبت تورط عزام غزال وبعض من رجال الأعمال الآخرين سيأي السمعه وقد تم القبض عليهم وحبسهم 15 يوما على ذمه التحقيق مع مصادرة اموالهم وشركاتهم .

عاد أحمد إلى البيت مرهقا جدا مثقل بالهموم والأحزان وكأنه في حاله صدمه لم يفق منها بعد فهو حتى الآن لا يصدق أن الشخص الذي تربي في كنفه وأحبه كوالده مجرم وخائن.
كان عزام بالنسبة له هو قدوته ومثله الاعلي ويعرف عنه أنه رجل أعمال نزيه حتي أنه يقوم بمساعده الجميع ومشهور باعماله الخيرية التي يساعد بها الفقراء أأصبح كل ذلك كذبه وأن كل هذا ماهو الا وجهه لأعماله القذرة اللا إنسانيه.
يعلم أنه فيه بعض العيوب مثل علاقاته الكثيرة وارتياده اماكن مشبوهه وكان يخفي ذلك عن والدته خوفا وحرصا عليها وأنه لا يريد لها الحزن ولكن ظهر أن الأمر أبشع من ذلك بكثير .
تمني أن كل ماعاشه اليوم يصير كابوسا ويصحو منه .

صعد إلي الطابق العلوي قاصدا غرفه والدته وهو يعلم علم اليقين انه لن يجد ندي وما الداعي من وجودها وقد اتت إلي البيت لمهمه محدده وذهبت عندما انتهت مهمتها لكنها أخذت جزء من روحه معها جزء من أحمد غزال.

عندما طرق الباب ودخل وجد والدته نائمه علي السرير وبجانبها مجموعه من الجرائد علم أنها علمت كل شئ عن حقيقه زوجها ولكن ما صدمه هو هدوئها واسترخاؤها وكأن الأمر لا يعنيها ايعقل ان أمه كانت تدري أبتسم بوجع وهو يقول في نفسه..شكلك كنت انت المغفل الوحيد يا أحمد.

نظر إليها دون أن يتحدث أدركت مدي تعبه ووجعه ومدي مايعانيه الان بعد كل تلك الأحداث مدت له ذراعيها في دعوة لكي تحتضنه اقترب منها ورمي نفسه بين ذراعيها شددت من احتضانها له وأخذت تمسح بيدها علي رأسه بعد صمت طويل بينهما تكلم أحمد..سكتي ليه مدام كنتي عارفه عنه كل ده؟
تنهدت يسريه تنهيده طويله ثم تحدثت..هددني بيك فاضطريت أسكت عشان احميك.

احمد..مش مبرر علي فكرة كان هيقتلني مثلا طب ما بسبب سكوتك هو قتل ناااااس كتير شوفي كام واحد راح ضحيه طمعه وفساده وكل ده بسبب سكوتك.
بكت يسريه بحزن..صدقني كان غصبا عني انا اهون عليا أموت ولا أن حد يمس شعرة منك واهه ف الآخر هياخد جزائه اللي يستحقه ويتعاقب علي كل عمايله.

تنفس أحمد بوجع وتكلم وكأن الأمر لا يعنيه ولكن قلبه يتمزق..تعرفي الصحفيه اللي نشرت المستندات وبينت حقيقته القذرة للبلد كلها تبقي مين؟

هزت يسريه رأسها بلا وهي تقول ..لاء معرفش .
ضحك أحمد بصوت عالي وهو يقول..ندي الممرضه بتاعتك قصدي ندي اللي عملت نفسها ممرضه عشان تقدر تاخد الورق اللي تدين بيه عزام.
هزت يسريه رأسها غير مصدقه فأردف أحمد قائلا..الشهيرة بحبة الرمان .لو مش مصدقاني تقدري تقوليلي هي فين دلوقتي واختفت ليه مرة واحدة؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة