قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

نوفيلا جبابرة العشق للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

ضمها اليه بحب و حنان مقبلا رأسها...
-متزعليش مني انا عارف اني دبش بس والله العظيم بحبك!
كادت تجيب عندما سمعت اصوات صاخبه قادمه من الشارع!
انتفض مصطفى ووضعها على الفراش بسرعه و خفه متناقضة مع ضخامة وتقلص عضلات جسده منطلقا إلى الشرفة، لتتبعه هي سريعا فتلمح بذعر رجل يرفع سيف طويل و يخبط احدهم على رأسه فتنفجر الدماء حولهم...
صرخت فجذبها مصطفى للداخل قائلا بحده...
-خليكي جوا متطلعيش انا هاجي على طول!

هرع إلى باب الشقة لتستوقفه سمر وهي تقفز امام الباب بخوف واصرار...
-انت رايح فين!
نظر لها وكأنها مجنونه!
-نازل طبعا!
-انت اتجنيت انت عايز تموت!
...
(نسيبهم يولعوا شويه وندخل على ناس تانيه، )
في شقه ندي و بلال...
اطلقت ندي ضحكتها الرنانة وهي تقلب الطعام ويقف خلفها حبيب العمر و رفيق الدرب يضمها اليه لتردف...
-الله باب الشقة مفتوح اتلم!
قبل بلال رقبتها من الخلف قائلا بابتسامه...
-متخافيش ابنك مع حبيبه القلب!

-انا مش عارفه مين اللي فرحان بقصه الحب دي اكتر انت ولا ابنك!
ليضحك بلال بانتصار...
-انا طبعا؛ سيبيني اطلع القديم والجديد على جتت ابوها!
ضحك ندي على سخافته و شماتته في ابن العم قائله...
-والله مصطفى ده لي الجنه منك انت وابنك هتجننوا!..
-احسن انتي ناسيه كان مجننا ازاي واحنا صغيرين بس انا مش هعمل كده مع عيالنا؛ انا راجل اوبن مايند!
كادت تسقط ندي اثر ضحكاتهم معا لتردف بعد دقائق...

-يخربيت دماغك جبتها منين دي اكيد سمر قالتها لمصطفى مش كده!
اتسعت ابتسامته ليردف بمشاكسه...
-طبعا!
حاول ضمها مره اخري فلوحت بمغرفتها محذرة...
-برا يا بلال اخلص و هاجي!
لوي ملامحه بغيظ قائلا...
-يعني داخل وابنك بيلعب فوق و عمال ادلع في امك ومفيش اي دم!
مصمصت ندي بثقه قائله...
-تدلعني غصب عنك يا عينيه؛ انا قعده على قلبك و مربعه!
-ماشي يا مدلع حسابنا بعدين...

قالها وهو يرسل قبله هوائية لتلتقطها بمغرفتها وتضعها على شفتيها غامزة...
خرج بلال ضاحكا ليرتفع حاجبيه بابتسامه تتسع كل ثانيه وهو يشاهد فهد الصغير يدلف ومعه ليليان الباكيه متجها بها إلى والدته بالمطبخ...
ليتمتم بضحك...
-هذا الشبل من ذاك الاسد!
وبذلك اردف مناديا لندي...
-خلصي مصيبه ابنك وتعالي يا بطه عشان نازل انا!

اتجه إلى غرفته يغير ملابسه وسط ضحكاته وهو يتذكر افعاله مع زوجته و حب الطفولة في ايام الصبا...
التفت ندي فوجدت فهد بملامح طفوليه واجمه ليردف...
-ماما انا مش بحب تيتا!
اتسعت عينيها بتعجب قائله...
-تيتا مين؟
-امك دي!
-انت يا ولا ايه امك دي اسمها تيتا ومش بتحبها ليه ان شاء الله!
امسك يد ليليان الحمراء قليلا يريها لوالدته قائلا بغضب...
-عشان مش بتحبني انا وليلو شوفي ضربتها ازاي!

نظرت بقلق نحو باب المطبخ لتنزل إلى مستواهم قائله بخفوت خوفا ان يستمع اليهم بلال فيقلب الدنيا على رأس والدتها...
-وطي صوتك يا حبيبي؛ اكيد متقصدش معلش اصل تيتا كبيره وتعبانه اكيد انت و ليلو عملتوا دوشه!
هز رأسه نافيا ليردف بتأكيد وهو يتابع والدته وهي تقبل يد ليليان بحنان بالغ...

-لا كنا قاعدين على السلالم مستنين مازن ولي لي عشان نلعب ع السطح خرجت تيتا وانا بشيل ورقه من شعر ليلو قعدت تزعق و ضربتني انا وهي وقالتلي طبعا ما انت ابن بلال!
-وماله بلال ان شاء الله!
شهقت ندي لتقف و تلتفت إلى صوت زوجها الغاضب لتردف بسرعه...
-مفيش حاجه يا حبيبي ده لعب عيال...
اشار بلال برأسه لصغيره قائلا...
-تعالي يالا هنا؛ في ايه و متكذبش؟

اخذت ندي تبرم اصابعها بتوتر و خجل من افعال والدتها! فما باليد حيله لا تستطيع اهانتها فهي تبقي والدتها حتى وان كانت روحها سوداء ترفض المسامحة!
انتبهت لرد بلال على اقوال فهد...
-لا يا حبيبي مغلطش؛ وانا المره دي مش هسكت روح العب و خد ليلو حبيبة عمها معاك!

اسرع الصغيران إلى الخارج للصعود إلى اعلي فتبعهم بلال بحنق و هو ينوي محادثه عمته ووضع حد لسم افعالها فان لم تكن تأخذ اي اعتبار لكون فهد حفيدها فسيقنعها انه ابنه الوحيد ولن يقبل بان تمسه بأي سوء هو او ابنه شقيقه الروحي و ابن عمه مصطفى؛ فمن الذي يملك قدرة لان يكره اطفال فقط لانهم ابن لبلال او ابنه لسمر!
امسكته ندي عند باب الشقة بخوف قائله...
-اهدي يا بلال معلش دي ست كبيره!

-لو سمحتي يا ندي انا ساكت السنين دي كلها عشان خاطرك لكن امك كده مش طبيعية!
وقفت بظهرها يسند على الباب امامه قائله...
-عشان خاطري امي بردو مهما كان!
-يا سلام يعني هي امك حتى لو بتأذي ابني!
-ما هو ابني بردو يا بلال!
-بقولك ايه يا ندي عديني انا خدت قرار!
لتردف ندي بغضب و قله حيله!
-انا مش هرضي انك تهين امي يا بلال حتى لو بموت فيك!..
نظر لها بلال بصدمه غير مصدق تفضيلها لولدتها الشريرة عليه...

-بسم الله ما شاء الله؛ لا وتموتي فيا على ايه! دي امك بردو امك اللي مدخلتش بيتك من يوم ما اتجوزتي و امك اللي مشافتكيش في المستشفي وانتي بتولدي و هي امك بردو اللي لما ابنك ايده اتكسرت شافته و دخلت قفلت الباب و كأنه كلب بيعوي مش طفل بيصرخ قدامها!
كان صوته يعلو بتوالي كلماته بينما كان كل حرف يمزق ندي كالخنجر في قلبها!

انهمرت دموعها بحزن واسي وهي تطرق برأسها بانكسار فشعر وكأنه سادي يرش الملح على جراح حبيبته تلك من تولي تربيتها وحمايتها منذ الصغر!
-لا حول ولا قوة الا بالله!
رفعت كفها تسكته لتردف بدموع...
-ماشي متشكره يا ابن الاصول!
التفتت لتفتح الباب فامسكها بحزم...
-انتي رايحه فين!
-رايحه في داهيه عشان ترتاح مني انا وامي!
-لا خليكي في الداهيه اللي هنا وهرتاح بردو!
نظرت له شزرا قائله...
-انا هروح لخالتي منال اقعد عندها!

-ندي متضايقنيش مفيش خروج من بيتك!
-وانا لو مبعدتش عنك دلوقتي هتخنق وهموت يا بلال!
-ويرضيكي انك تبعدي عن بلال حبيبك!
قالها بخفوت فسندت رأسها على الباب بتعب قائله بحزن...
-انا هسيبك تهدي من نحيتي واضح انك معبي مني ومن امي اوي...
ادارها ليضمها إلى صدره قائلا...
-مش مهم اقول اللي عايزة واعمل اللي اعمله بس هتفضلي هنا جنبي ومش هسمحلك تبعدي عن عينيه لحظه؛ انتي تربيتي يا بت!

لاحت ابتسامه على وجهها فكل كلمه تخرج منه تصيب قلبها بسهام عشق!
-يخربيتك كده وانت واكل بعقلي حلااااوة!
قالتها وهي تضع رأسها على صدره وتضمه اليها بقوة ليميل عليها مقبلا اياها بحب وحنان...

نرجع لمصطفى و سمر
-يعني ايه؟!
قالها مصطفى بحده!لتردف سمر بعناد!
-يعني زي ما سمعت كده!
-سمر متحاوليش تخرجيني من شعوري!
-مش هتنزل يا مصطفى يعني مش هتنزل!
-انتي اتجنيني؛ اوعي من قدام الباب و عديني الناس بتموت تحت!
-لا يعني لا لا لاااااا انت مش خارق انت انسان زيك زيهم!
صرخت بقوة معترضة...

فضرب كف على كف بقوه و زفر بضيق وهو يشعر بكل دماءه تغلي؛ ماذا سيقول الجميع الان؛ ان كبير المنطقة بعد والده رحمه الله يختبئ في بيته ولا يفعل شيئا لإيقاف المجزرة التي تحدث!
اتاهم صوت صراخ غاده بذعر قبل ان تطرق الباب بحده...

-يا مصطفى الحق!
شهقت سمر برعب وهي تفتح الباب قائله بلهفه...!
-في ايه يا غاده هو مراد تحت؟!
ضيق عينيه بغضب وغيرة من تلك اللهفة و الخوف؛ الان تناست مخاوفها بشأنه لأجل ذلك الابله ذو العيون الرماديه!
استغل مقاطعه غاده ليمر بلمح البصر من بينهم وسط ذهول سمر، كيف يمكن لعملاق مثله ان يتحرك بتلك الخفة والانسيابية!
-لا بس الدنيا مولعه تحت شويه بلطجية ماسكين في خناق الناس تحت!

قالت غاده بخوف؛ لتزفر سمر بحنق قائله...
-ومفيش غير جوزي هو اللي يتدبس فيها!
ارتفع حاجبي غاده بتوتر و ذهول قائله...
-مش كبير المنطقه!
-كبير زفت على دماغك؛ اومال لو مش اخوكي!
-يوووه أسطوانة كل مره؛ بقولك ايه محدش ضربك على ايدك وقالك اتجوزي انتي عارفه انه هيكون الكبير من الاول!
-الهي تنشكي يا غاده الكلب؛ امشي انجري قدامي ع السطح اما نشوف الراجل هيضيع مني!

تمتمت غاده بملل وهي تشير إلى حجم اخيها الشبه عملاق وان لا احد قادر على مواجهه غضبه وانها تقلق اكثر من اللازم و بالطبع زمت سمر شفتيها متجاهله اياها حتى وصلت إلى السطح...
دق قلبها بسرعه و خوفها يسيطر على اوصالها وهي تدعوا الله ان يخرج سالما فالمشهد امامها لا يبشر بالخير!

انطلق مصطفى وسط زحام المعركة الشعبية الدائرة وماهي الا ثوان حتى وصل إلى منتصفها وهو يبعد الرجال على يمينه و يساره و يفرق بينهم ليصل إلى قائد هذا القطيع من الذئاب الذي تجرأ على اراقه الدماء في حارته؛ فاسرع طريقه لوقف تلك المذبحة هو اقطع رأس الأفعى لتحاشي سمومها!

لمح شاب من ثيران منطقه بجوارهم يمسك بسيف طويل ممتلئ بالدماء؛ و بدون اي مقدمات تقدم نحوه ينطحه برأسه بقوه في منتصف وجهه مستهدفا انفه ليملئ صوت كسرها المكان و تنهمر الدماء منها بقوة؛ حاول احد اصدقاء الشاب مباغته مصطفى بضربه من مطواه المطويه بمهاره بين كف يده و لكنه كان اسرع منه وهو يتفادها و يركله بين ساقيه بقوة جعلته يرتمي ارضا...

وضعت سمر يد على فمها و الأخرى على قلبها تكاد تبكي وتدعوا الله ان ينتهي الامر على خير فان كانت تكره امرا فهو مشهد الدماء!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة