قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا تعويذة غرام للكاتبة رحمة سيد الفصل الختامي

نوفيلا تعويذة غرام للكاتبة رحمة سيد الفصل الختامي

نوفيلا تعويذة غرام للكاتبة رحمة سيد الفصل الختامي

بعد مرور ثلاث سنوات...
كانت تقف خلف احدى الابواب في المنزل تعض اصابعها بتوتر، سينقض عليها حتمًا حتمًا!
كان داخلها يهتز بعنف من مجرد خيوط الخيال التي رُسمت له عندما يجدها!..
عندها سمعت صوته الغاضب وهو يأتي نحو الغرفة التي تختبأ بها ويهتف بعصبية واضحة:
-أنتِ فييين يا هانم، استخبيتي فييين، أنتِ فيييييين يا كارمن!

حينها وجدت المواجهة أمر لا مفر منه، ولون إجباري بالطبع لن يُغير الخلفية الوردية لحياتهم، فخرجت من خلف الباب تردد بابتسامة بلهاء مرحة تُخفي توترها:
-انا هنااااا يا سلامة!..
وفجأة وجدته يقترب منها ليمسكها من ملابسها -كالمخبرين- وعيناه السوداء تُطلق شرارات حالكة كالسواد الذي يحط بالسماء عند اختفاء القمر!..
ليقول بشراسة مغموسة بغيظه الدفين منها:.

-سلامة! وحياة امك لاظبطك، بتقصي القميص اللي هروح بيه الشغل يا كارمن؟
ردت مسرعة باندفاع تُبرر:
-مهو أنت اللي مش مهتم بيا ودايمًا ف شغلك في المكتب او قاعد هنا بتشتغل!
صرخ مستنكرًا:
-امال عاوزاني اعمل ايه؟
همست زامة شفتاها الوردية بتلقائية:
-تعمل زي الناس.

عندها إنفجر ضاحكًا على كلمتها، وهي غرقت بين أطياف تلك الضحكات، هي سباحة ماهرة، ولكن عندما يتعلق الامر به هي اكثر من مرحبة بالغرق الذي يتشبع روحها المهيمة به!..
عاد يقول بخبث وهو يلاحظ شرودها به:
-بس انا مش عايز ادخل الحمام
تأففت بضجر من تلاعبه بها، يلفها بين أصابع عبثه كالعروس الماريونت!..
فضربته على صدره بقوة مرددة بيأس:
-جااااسم.

اقترب منها ببطء يهمس وهو يحيط خصرها فتلامس هي صدره العاري الذي يُظهر عضلات صدره السمراء فتلفحها لسعة كالكهرباء تُعيد لها رشدها...
روح جاسم، وعمر جاسم، وقلب جاسم !
عضت على شفتها السفلية وهي تهمس مغمضة عينيها بحرج:
-أنت بتوحشني، بكون نفسي زي اي حد اعمل الغدا واستناك ونتغدى سوا ونقعد نتفرج على فيلم ونهزر ونضحك..

ثم فتحت عيناها التي لمعت ببريق كالشهب لا ينطفئ الا عند إنتهاء مرحلة من مراحل الاعداد الكوني!..
لتكمل همسها الذي أطار بصوابه:
-نفسي نخلف بيبي صغنون تاني شبهك!
جذبها من خلفية رأسها يمسك شعرها الاسود الطويل ليُقربها منه فليلتهم شفتاها التي تُطيح بأي ثبات له...
ذابت الشفاه بين الشفاه، وإنطلق القلب يُدغدغ حواسهما!

وضعت ذراعها على صدره تستند برفق بينما هو لم يبتعد، يأكل شفتاها بتلهف وليس تمهل وكأنها اخر شيء سيفعله بحياته...
فتشتعل به براكين الرغبة اكثر كلما تذكر همستها الخجولة
نفسي نخلف بيبي صغنون شبهك
ابتعد اخيرًا يلهث بعنف وهو يلتقط انفاسه بينما هي كادت تترنح من فرط تأثيره بها، دفعها ببطء بجسده للخلف فحُشرت بينه وبين الحائط...
هبط ببطء يهمس عند رقبتها:
-وانا عايز أجيب 55 بيبي تاني منك مش بيبي واحد بس.

ردت بتلقائية عابثة لم تعرفها قبلًا:
-طب يلا نبدأ بأول واحد!
عندها إنقض على رقبتها يلثمها بعمق جعلها ترتعش وهي تشعر بملمس شفتاه الغليظة وهي تُفتح وتُغلق على جلدها الناعم...

كانت كارمن متسطحة على صدره تعبث بأصابعها بصدره بشرود بينما هو يحتضنها بتملك لا يظن انه سينتهي ولو بعد دهر كامل!..
وفجأة سمعوا طرقات على الباب فنظرت كارمن بسرعة لجاسم الذي اغمض عيناه وهو يسبهم بصوت منخفض لتضحك هي مرددة بسرعة:
-هقوم اشوفهم بسرعة وجاية
اومأ موافقًا وهو يندب حظه:
-قومي ياختي قومي انا عارف انهم مش هيهنوني على كام ساعة ابدًا.

ضحكت كارمن بصخب وهي تفتح الباب لترى تيم طفلها الذي لم تنجبه...
لم يتعافى بشكل كامل ولكن على الاقل بدأ يعطي بعض الاستجابات مما اراح ذلك الهم عن قلوبهم نوعًا ما!..
ومعه طفلتها العبثية تالا التي تعشقها حد الجنون فهي مدللة امها!..
حملت طفلتها ذات الثلاث سنوات لتقبلها بحنان هامسة:
-حبيبة ماما
ابتسمت تالا لأبيها الذي ينظر لها لتقفز من حضن والدتها نحو ابيها مرددة بصراخ:
-بااااابييييي.

إتسعت حدقتا كارمن وهي تهمس ببلاهه:
-يابنت الجزمة!
ومن ثم سمعت ضحكات جاسم الذي احتضن ابنته يُقبلها، لتحمل هي تيم وهي تقول في حنو حانق:
-تعالى انت اللي حبيب مامي الواطيه دي خليها لابوها...
ابتسم لها تيم وهو يُقبل وجنتها برقة، سارت معه نحو الفراش لتسمع جاسم يقول حينها بجدية:
-كارمن، ماما جاية تزورنا وتشوف احفادها
ابتلعت ريقها بتوتر...
رغم كل ما مر، رغم كل ما عاشوه...

تبقى عقبة والدته صخرة في طريقهم دائمًا ما تجثو فوق دقاتها حتى تكاد تخنقها...
ولكن على اي حال، يجب ان تتعامل مع تلك العقبة فقط من اجله، من اجل معشوقها!
ابتسمت له باصطناع هامسة:
-حاضر يا جاسم هقول للبنات عشان الغدا وهظبط متقلقش
تنهد وهو يتحسس وجنتها بحنان مرددًا:
-انا مش هجبرك انك تتعاملي معاها كتير، بس دي امي مش هقدر اتبرى منها مهما عملت!
اومأت مؤكدة وهي تحتضنه:
-اكيد يا حبيبي.

فاحتضنهم جميعهم وهو يغمض عيناه مبتسمًا...
اخيرًا وجد راحته الحقيقية، وجد ملجأه، وجد ملاذه ومصدر سعادته!
وجدهم في تعويذته، التعويذة التي اندرجت من تحتها صفحات حياته الوردية...!
تعويذة عشقه...!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة