قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس

نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس

نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس

دلفت ياسمين الى المكتب بوجه شاحب لينهض عادل على الفور قائلا في قلق:
فيه ايه ياياسمين؟
قالت ياسمين بجزع:
عمر ياعادل، عمر تعبان وحرارته عالية اوى.
احس بنبضات قلبه تتسارع بخوف ولكنه تمالك نفسه وهو يسرع اليها قائلا:
اهدى بس ياياسمين انا هتصل بالدكتور حالا،.

وقرن قوله باخراج هاتفه والاتصال بالطبيب لتسبقه ياسمين الى حجرة عمر يتبعها عادل، وما ان دلفا الى الحجرة حتى اسرعت ياسمين الى المهد تحمل عمر وتضمه الى صدرها بخوف.
نظر عادل الى الطفل ثم الى ياسمين التي تحمله وتتمسك به بشدة ليدرك انها ليست بحالتها الطبيعية فقال بهدوء:
هاتى عمر ياياسمين اشوفه.
تمسكت بالطفل اكثر وهي تقول:.

لأ مش هديهولك، انت مش فاهم حاجة، عمر ده الحاجة الوحيدة اللى باقيالى، انا مقدرش اخسره زى ما خسرتك، انت عندك غيره لكن انا معنديش الا عمر.
عبس عادل وكاد ان يسالها توضيحا لكلماتها ولكن ربما هذا التوقيت ليس مناسبا للتوضيح، فآثر الصمت، كما ان وصول الطبيب بعدها وانشغالهم بمرض عمر حال دون ذلك، علم انه لابد وأن يطالبها بذلك التوضيح ولكن ما يهمه الآن هو صحة طفلهما ثم سيكون لديه معها حديثا طويلا،.

، مر يومان طوال لم يتحدثا فيهما سويا سوى ببعض الكلمات فقد كان كل تفكيرهما منصبا على عمر، حتى إطمأنوا سويا عليه، فقد انخفضت حرارته واصبحت في معدلها الطبيعى وأشرق وجهه بعد ان كان شاحبا، ليبتسم لهما قبل أن يغط في نوم عميق.

اشار عادل الى ياسمين ان تتبعه، تنهدت ياسمين، كانت تدرك ان تلك اللحظة آتية لا محالة لذا لاداعى لتأجيلها اكثر من ذلك، اتبعته في صمت، حتى دخلا الى حجرته ليغلق الباب بهدوء قبل ان يلتفت اليها وهو يعقد ذراعيه قائلا:
الوقتى هيكون وقت الصراحة ياياسمين، محدش فينا هيكذب او يخبى حاجة عن التانى، مفهوم؟
تنهدت ياسمين وهي تومئ برأسها ايجابا ليستطرد هو قائلا:
انتى فعلا بطلتى تحبينى زى ما كتبتيلى في رسالتك.

هزت ياسمين راسها نفيا قائلة بحزن:
انا عمرى ما حبيت ولا هحب حد غيرك ياعادل وكلام الرسالة اللى كتبتهالك كنت قاصدة بيه تبعد عني ومتدورش علية.
التمعت عيناه وهو يقول وقد رقت ملامحه:
طب ليه سيبتينى، ايه كان ذنبى اللى خلاكى بعدتى عني؟
صمتت وأطرقت برأسها في حزن ليقول هو وقد تعجب من صمتها:
طب كنتى تقصدى ايه بكلامك اللى قلتيه من يومين؟

لم تجيبه مجددا ليقترب منها في خطوتين ويمد يده يرفع بها وجهها اليه لتواجهه عيناها الدامعتان، ليقول هو في همس وهو يتأمل ملامحها قائلا:
احنا اتفقنا ع الصراحة، اتفقنا تجاوبينى مش تسكتى وتخبى علية تانى.
نزلت دموعها وهي تبتعد عن مرمى يده التي تضعفها قائلة في مرارة:.

وانت كمان هتجاوبنى بصراحة؟، هتقولى مين هي الست اللى سمعتك بتكلمها في التليفون وبتقولها انك هتكون مسئول عن طفلها، هتقولى مين الست اللى خنتنى معاها وليه خنتنى معاها اصلا؟هتقولى اسم طفلك التانى، هتقول ياعادل؟
تراجع عادل خطوة الى الوراء وملامحه تعبر عن الصدمة، ليتمالك نفسه بسرعة وهو يقول في غضب:.

يعنى انتى عايزة تفهمينى انك سيبتينى وعذبتينى المدة دى كلها عشان كدة، عايزة تقوليلى انك مخلتنيش اشوف ابنى من يوم ما اتولد لدلوقتى، وانك حرمتينى منه ومنك عشان مكالمة تليفون سمعتيها؟
اطرقت برأسها في حزن ليتقدم منها ثانية يمسكها من كتفيها ويهزها قائلا في غضب:
انطقى، قوليلى ان الكلام ده مش صح.
نظرت الى عينيه وهي تقول في مرارة:.

لأ صح، أنا سمعتك بودنى، كنت لسة عارفة بحملى وجاية افرحك، سمعت غدرك وكدبك علية، سمعت الدليل على خيانتك، تفتكر بعد كدة كنت اقدر اربى ابنى معاك وانا عارفة انك خاين وغشاش.
ترك كتفيها وهو يمرر يده في شعره قائلا في مرارة:
طب ازاى، ازاى صدقتى انى ممكن اخونك، أخون روحى اللى كنت عايش عشانها؟أخون حبيبتى اللى مكنتش عايز من الدنيا غيرها، ازاى؟

نظرت اليه في امل تتمنى ان يكون صادقا في مشاعره ليقابل نظراتها بسخرية مريرة وهو يقول:
للأسف ضيعتى حب كبير اوى من ايدك بسبب أوهام، طب كنتى تعالى اسألينى قبل ما تهربى، تعالى حاسبينى ولا انا مكنتش استاهل منك تبقى باقية ولو شوية علية.
قالت بسرعة:
أنا...
قاطعها قائلا في قسوة:.

انتى ايه ياياسمين؟ انتى أثبتيلى انى ولا حاجة بالنسبة لك، أثبتيلى ان ان حبك لية أضعف من انك تواجهى خوفك وضعفك عشانى، عموما وعشان بس العشرة القديمة اللى بينا انا هقولك الحقيقة، المكالمة اللى سمعتيها كانت من سكرتيرة بابا، كانت محاولة ابتزاز حقيرة ليه منها وانا اللى وقفتلها، كنت بحاول أنقذ أمى من خبر ممكن يقضى عليها وانتى عارفة انها مريضة، خصوصا انى كنت متأكد من برائته، لو كنتى استنيتى يومين كنت هتعرفى انى كشفت كدبتها وانها اختفت بعد كدة من حياتنا للأبد، يمكن غلطتى انى خبيت عليكى بس كان عذرى ان ملامحك شفافة اوى وكنت خايف تظهر مشاعرك دى ادام ماما، او انك تضعفى وتقوليلها، لكن انتى عذرك ايه ياياسمين؟، شفتى منى ايه يخليكى تصدقى انى خاين؟

نظرت اليه بصدمة ثم أطرقت برأسها بخجل من أفعالها، ليصمت للحظة قائلا في مرارة:
ياخسارة ياياسمين، ياألف خسارة ع الحب اللى حبيتهولك واللى ملقتش صداه في قلبك.
اقتربت ياسمين منه تمسك بذراعه، تنهمر دموعها على خدها قائلة في حزن:
لأ يا عادل متقولش كدة، والله انا بحبك اد ما بتحبنى واكتر.
نفض ذراعه قائلا في غضب:.

لو كنتى حبيتينى نص ما بحبك كنتى دافعتى عن حبك، عن حقك فية، كنتى عاتبتينى، او شفت منك اى حاجة تدل انى غالى عندك لكن انتى كنتى اجبن من انك تدافعى عن حبك واخترتى الهروب.

نظرت اليه في مرارة تدرك انه على حق، كانت أجبن من ان تدافع عن حبها واختارت ان تهرب ولكنه مخطئ في انها لا تحبه فهى تعشقه، هي فقط تركت نفسها للشيطان وظنونه التي زرعها بعقلها وقلبها، لتضيع سعادتها بيديها وهاهي قد اضاعتها مجددا بخروج عادل من الباب يصفقه خلفه بعنف بعد ان رمقها بنظرة عتاب مريرة طويلة تاركا اياها غارقة في الأحزان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة