قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والأخير

نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والأخير

نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والأخير

مسحت شهد دموعها في حزن وهي تلملم آخر اشيائها من حجرتها ستغادر ذلك المنزل اليوم، فبعد ما حدث بينها وبين فارس لم يعد لها مكان في هذا المنزل الذي تعشق جنباته مثلما تعشق صاحبه، هذا الرجل الذي تزوجها انتقاما من أبيها لقتله أخته في حادث سيارة أليم، لينتقم منها هي، أراها أيام وليال من العذاب والاهانة، ولكنها لم تبالى، فعشقها له دائما ما كان شفيعا له عندها، أما اليوم فقد تخطى فارس كل الحدود، لقد كان اليوم هو اسوأ ايام حياتها، ابتدأ باتهام فارس لها بسرقة مبلغ كبير من المال كان يضعه في دولاب حجرته وتذكرت كيف قال لها(ان الابنة تسير على خطى أبيها).

لم يشفع لها دموعها ولا انكارها وهو يكيل لها الاتهامات امام ابيها الذي دخل المنزل في تلك اللحظة وكأن فارس كان يعلم بحضوره بعد ان كان ممنوعا عليه رؤيتها وعندما حاول الأب الدفاع عنها أهانه فارس بشدة وأحست بانكسار والدها لتنهار وهي تصرخ به مطالبة اياه بأن يطلقها فقد اكتفت من عذابه، اكتفت من اهاناته واكتفت أيضا من عشقه وها هي الآن تتذكر تلك اللحظات الرهيبة وهي تودع أحلامها في تلك الحجرة، رغم انها تشعر بأن فارس يبادلها ولوقدر بسيط من مشاعرها، فهى مازالت تتذكر ذلك اليوم، حين كانت بالحديقة تعتنى بها فجرحت يدها بشدة، لتجده في ثوان بقربها يربط جرحها بمنديله لتتلاقا عينيها بعينيه وترى بهما خوفا وقلقا ومشاعر اخرى لطالما تمنتها، ليرى حيرتها ويدرك ما رأته في عينيه ليرسم قناع البرود مجددا ويبتعد عنها، كانت تظن وقتها ان مشاعره تجاهها غلبت مشاعر الانتقام في قلبه ولكن اليوم ظنها خاب، وها هي تبتعد عنه وقلبها ينفطر بين ضلوعها فلم يعد أمامها أى أمل في الحب.

كانت شهد على وشك الرحيل عندما سمعت أنينا خافتا يصدر من حجرة فارس فتساءلت في جزع هل هذه نوبة اخرى من نوبات الصداع النصفى تنتابه مجددا ثم ترددت للحظات، هل عليها ان تسرع اليه ام تتركه وتمشى؟ ولكن قلبها أبى ان تتركه وهو في تلك الحالة فأخذت الدواء وأسرعت الى حجرته، فتحت الباب فوجدته على السرير يضع يده على عينيه بألم، أسرعت الى جواره ومدت يدها اليه بالدواء فأحست بدهشته من وجودها ونظر اليها بألم قائلا:.

انتى هنا بجد ياشهد، ولا انا بحلم؟
نظرت اليه في حنان قائلة:
أنا هنا بجد يافارس، اشرب الدوا وسيبنى اخفف المك.
شرب فارس الدواء وتركها تدلك رأسه حتى خف ألمه وظهر عليه الارتياح، همت شهد بالرحيل فاستوقفتها يده التي أمسكت يدها بشدة وهو يقول:
عشان خاطرى خليكى.
نظرت اليه في حيرة قائلة:
لسة عندك صداع؟
هز رأسه نافيا وهو يقول:
انا ألمى في بعدك عني.
ازدادت الحيرة في عينيها وهي تقول:
تقصد ايه يافارس؟

أجلسها بجواره على السرير قائلا:
انا خلاص مش عايز كره وانتقام، عايز ارجع تانى زى زمان ومش هيرجعنى غير ملاك زيك ياشهد.
قالت شهد بحزن:
تفتكر ممكن ده يحصل؟مبقتش عارفة يافارس، انا كنت فاكرة انى اقدر ارجعك زى زمان بس دلوقتى مش عارفة، انا فعلا حاولت بس فشلت.
امسك يدها وقربها من قلبه لتسمع دقاته المتسارعة وهو ينظر الى عينيها بمشاعر جياشة قائلا:.

حبك هزم كل مشاعر الانتقام اللى جوايا، مسح كل مشاعر الكره في قلبى ومسبش فيه غير حبك، حبك وبس.
نظرت اليه شهد في دهشة فاستطرد قائلا:.

ايوة حبيتك، حبيتك من اول ما حسيت انى مش قادر اشوف عذابك، كنت بهرب م البيت عشان مش قادر استحمل عمايلى فيكى واللى كانت غصب عني ولما اتهمتك بالسرقة كنت بحاول اقتل مشاعرى دى، كنت بحاول أثبت لنفسى ان عذابك ميهمنيش وان بعدك أحسن لية وليكى، بس مقدرتش، مجرد ما حسيت انك اختفيتى بجد من حياتى حسيت بالألم، عرفت انى مش ممكن هعيش من غيرك وكنت هجيلك اطلب غفرانك، انا بحبك اوى ياشهد، والله بحبك
قالت شهد بحزن:.

كلامك ده كان نفسى اسمعه يافارس صدقنى بس موت اختك هيفضل بينا، حرمانك منها...
قاطعها قائلا:
انتى هتكونى عيلتى كلها، امى واختى وبنتى، صحيح مش هقدر اسامح باباكى بس برده مش همنعك عنه، عشان خاطرى ادى حبنا فرصة.

ومد يده نحوها يناشدها ان ترتمى في احضانه ويبدآن من جديد، ظلت تنظر الى يده الممدودة في تردد ثم ما لبثت ان مدت اليه يدها وتشابكت أصابعهما في حنان لترتمى في حضنه وهو يضمها بشده مقبلا قمة رأسها في حنان قائلا:
اوعدك انك مش هتندمى على قرارك ده، هعيش بس عشان اعوضك عن اللى عملته فيكى وابدل لحظات عذابك معايا بلحظات سعادة وحب، اوعدك بعشق، عشق يضمنا تحت جناحه يااغلى ما عندى.

استمعت شهد لنبضات قلب حبيبها وزوجها وهي تقول:
بحبك يافارس واوعدك انا كمان بانى اعوضك عن كل عذاب ماضيك، لانك حياتى وجوزى وحبيبى الاول والأخير.
ابتسم فارس وهو يضمها اليه في حنان وهي تتشبث به في سعادة، سعادة العشق.

ابتسمت شهد وهي تقول:
أنا مش مصدقة نفسى، نجاح اللى كنا مسميينها عدوة الرجال الأولى قاعدة في الكوشة جنب عريسها بكل الكسوف ده.
ابتسمت ياسمين قائلة:
معاكى حق والله، لأ ولابسة فستان وحاطة ميكب، مش كانت بتقول الحاجات دى للتافهين اللى زينا؟اهى طلعت تافهة اكتر مننا.

ضحكت شهد بقوة فنظر اليها فارس في حنق، لتضع يدها على فمها تكتم ضحكتها وهي تتأسف له بعينيها ليومئ لها برأسه ان لا بأس، فمالت على ياسمين تقول لها:
عاجبك كدة، كنت هروح في داهية، متخلنيش اضحك تانى، انتى عارفة ان ضحكتى فضيحة، وانتى متعرفيش فارس بيغير علية ازاى.
ابتسمت ياسمين قائلة:
عرفت يااختى عرفت، شفته لما جه عادل يسلم عليكى. بسرعة مد ايده يلحق ايدك قبل ما تسلمى عليه وسلم هو على عادل مكانك.

ابتسمت شهد وهي تنظر الى فارس في عشق:
بحبه اوى وبحب غيرته دى علية، الحمد لله انه حبنى زي ما حبيته والا كنت اتجننت رسمى.
قالت ياسمين في مرح:
انتى اصلا مجنونة ياحبيبتى، بس ما علينا مقلتليش هديل راحت فين؟
نظرت شهد حولها قائلة:
كانت هنا من شوية مع خطيبها، ممكن يكونوا خرجوا الجنينة يشموا هوا.
ابتسمت ياسمين قائلة في خبث:
يشموا هوا برده؟
ابتسمت شهد بدورها قائلة:.

أنا عارفة بقى، المهم، تعرفى ان انا فرحانة اوى ان كلنا سعدا في حياتنا، وتعرفى ايه اللى مفرحنى اكتر؟
نظرت اليها ياسمين متسائلة فأشارت شهد الى عادل وفارس اللذان يتحدثان مع بعضهما البعض وهي تقول:
فرحانة عشان فارس اتفق مع عادل علطول وعادل قرر ينقل شركته هنا في اسكندرية وده معناه انك هتعيشى هنا وهيرجعوا المغامرون الأربعة تانى مع بعض.
ابتسمت ياسمين قائلة:.

فعلا دى حاجة تفرح، على فكرة انتوا احلى حاجة حصلتلى بعد جوازى من عادل.
قالت شهد باستنكار:
احنا بعد عادل؟، ايوة ياستى من لقى احبابه نسى اصحابه.
نظرت ياسمين الى عادل الذي مال ليقبل طفله الذي يضمه اليه بحنان ثم يكمل حديثه مع فارس ليغمر العشق عينيها وهي تقول:
عادل مش بس حبيبى، ده سندى، قوتى، واللى معاه بحس انى مش بس ياسمين، لأ، ياسمين القوية، ياسمين اللى تقدر تواجه كل حاجة في دنيتها طول ما ايدها في ايديه.

ابتسمت شهد وهي تنظر الى فارس تراه تماما مثلما ترى ياسمين عادل، حبيبا وسندا تستطيع معه تحدى كل الصعاب، لتبتسم في عشق، عشق ولد من جوف الانتقام.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة