قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا المستحيل للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

نوفيلا المستحيل للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

نوفيلا المستحيل للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

بعض الأشياء قدر ماتحرقك قدر ماتعلمك أنك كنت أطيب من اللازم، ضحيت وبذلت كل عزيز لديك من أجل إسعادهم وفي النهاية جرحوك وكأنك جماد لا تشعر، لتسقط دموعك وحدك بصمت من شدة الألم، تدرك أنك كنت واهما حين ظننت أنك ستجد في نهاية طريقك بعض التقدير.

لم تستطع النوم رغم جرح القلب العميق، تدرك أن الوقت جاوز منتصف الليل بساعتين، ليس من عادة زوجها التأخر حتى هذا الوقت. هل يعاقبها أم تراه أصابه مكروه؟ عند هذه الفكرة قبضت بيديها على سور الشرفة بقوة، تخشي عليه من أي أذى قد يصيبه، تلعن قلبها الذي يحن لرجل جرحها بقسوة ولم يبالي. هدأت خفقات القلب وشعرت بارتياح حين رأته على أول الشارع يقترب من البيت، رفع رأسه ونظر مباشرة إلى الشرفة وكأنه يدرك مجددا أنها ستكون هناك رغم كل شيء، أرسلت له نظرة عتاب طويلة بينما ظلت ملامحه جامدة حتى دلفت هي إلى الداخل بهدوء، صعد إلى الشقة فوجد والدته قد خلدت إلى النوم، دلف إلى حجرته فرآها نائمة على السرير تمنحه ظهرها وتلتحف بدثارها بقوة. كاد أن يقترب منها، يزيل هذا الحاجز الذي يشعر به أقيم بينهما اليوم، يطالبها باعتذار له حتى يصفو القلب لها ويعودا حبيبين كما اعتادا كل ليلة، لا يستطيع تخيل أن يناما متخاصمين لأول مرة منذ زواجهما ولكن كلام والدته تردد في أذنه مجددا، يقسى قلبه عليها وهو يرى أنها حقا تمادت ولم تعتذر رغم طلبه منها ذلك، لذا وجب عقابها والا تمادت أكثر. ليزفر وهو يبدل ملابسه ويرتدي منامته ثم يتخذ جانبه من السرير يمنحها ظهره بدوره، بينما ينكسر قلبها للمرة الثانية على التوالي في هذا اليوم وقد توقعت أن يحاول مصالحتها فلم يفعل لتدرك أنه تأثر بكلمات والدته لأول مرة منذ زواجهما وهذا لا يبشر بالخير أبدا، لتتساقط دموعها مجددا بصمت تنعي قلب يوجعها ألمه ويبكيها قهرته.

كانت تحتضن وسادتها تبكي في صمت بعد رحيله، حتى هذه اللحظة كان لديها أمل في أن يمنحها ماتاقت إليه منذ البارحة، شعورا بالندم على مافعله بها، لا تبغى حتى اعتذارا بل يكفيها أن ينام جوارها يضمها إلى صدره هامسا في أذنها. أحبك. لم تكن لتكلفه شيئا ولكنها كانت لها بمثابة ربتة حانية على قلب تهدم حين شعرت لأول مرة منذ عرفته أنها فقدت السند، رن هاتفها فلم تعره اهتماما، على الأغلب سيكون اتصالا واردا من خالتها تسألها عن سبب عدم ذهابها إليهما اليوم وعما إذا كانت بخير بعدما لاحظت شحوب وجهها البارحة وطلبت منها عمل اختبار حمل، بينما لم يهتم زوجها بحالتها الواهنة في الفترة الأخيرة ولم يسألها عن حالها بعدما أبدى لها اهتمامه بالمشفى، وكأنه يلومها حقا على تعبها في الأيام الأخيرة او أن حماتها تردد على مسامعه ماقالته لها اليوم، تدعي تفضيل هند لابنة خالتها على زوجها مما يؤثر على زواجهما بكل تأكيد. رنين الهاتف المتواصل جعلها تنفض أفكارها وهي تنهض لترى من المتصل بها، وجدته رقما غريبا فعقدت حاجبيها وكادت ان تتجاهله ولكنها تدرك أن المتصل يصر على الوصول إليها وأنه لن يهدأ له بال حتى تجيب، فأجابت قائلة: ألو.

صوت أنثوي جاءها تقول صاحبته: مدام هند عبد الكريم.
أيوة. خير؟
معاك الممرضة سامية من مستشفى دار الشفا، الحقيقة نتيجة تحاليل حضرتك طلعت والدكتور عزيز طالب يشوفك النهاردة ضروري.
قطبت جبينها تتساءل ما الشيء الضروري في تحاليلها الذي يستدعي رؤيتها للطبيب اليوم؟ وهل من الممكن أن تؤجل الموعد وقد منعها زوجها من الخروج؟ لتقول بهدوء: طيب مش هينفع نأجل الميعاد لبكرة انا...

قاطعها الممرضة قائلة: للأسف مش هينفع، الدكتور أكد عليا ضرورة حضورك يامدام.
لقد أثرتي فضولي الآن حقا، لذا سأضرب بكل شيء عرض الحائط وسأذهب لزيارة الطبيب.
هكذا أسرت هند في نفسها لتقول بهدوء: تمام. هاجي علطول مع السلامة.
أغلقت الهاتف وتركته على الطاولة الصغيرة، ثم ذهبت إلى الخزانة تنتقي ثوبا لترتديه حتى تذهب لزيارة الطبيب وترى مالديه.

كانت تهز قدميها في انتظار دخول الطبيب، تنظر في ساعتها بملل، لقد مر عليها قرابة نصف الساعة وهي تجلس منتظرة حضوره بعد أن أبلغتها الممرضة أن هناك حالة طارئة استدعت وجوده في الاستقبال وما إن ينتهي منها حتى يوافيها على الفور.

كانت تأمل ان تنتهي وتعود قبل أن يلاحظ أحد غيابها خاصة وقد ذهبت وحماتها نائمة، ربما ماتزال تظنها في حجرتها غاضبة منذ البارحة، تشمت فيها على الأغلب، حسنا. لا مجال الآن وحين تعود ستكون حماتها في استقبالها لتخبر زوجها بأنها خرجت دون إذنه، يعلم الله أنها كانت مضطرة بعدما استبد بها القلق لمعرفة مالدي الطبيب وأنها حاولت الإتصال بزوجها في الطريق تخبره، ولكن هاتفه كان مغلقا. دلف الطبيب في هذه اللحظة فتوقفت أفكارها تماما وهي تبادله التحية قبل أن يجلس أمامها يمسك التحاليل قائلا: الحقيقة يامدام سعاد التحاليل والأشعة اللي عملنهالك من فترة وضحت حاجة لازم تعرفيها، انت طبعا مؤمنة بقضاء الله وقدره.

بداية غير مبشرة على الإطلاق تثير في نفسها خوفا شديدا، شعرت بالاضطراب وهي تقول: أكيد يادكتور بس من فضلك بلاش مقدمات وادخل في الموضوع علطول. التحاليل اللي قدام حضرتك بتقول ايه؟ عندي مشاكل في الرحم؟ مش هقدر أخلف؟
هز الطبيب رأسه نفيا قائلا بعطف: لأ. التحاليل بتقول ان حضرتك مصابة بالسرطان. سرطان في الدم.
لتتسع عينا سعاد بصدمة.

تمثال صامت شكلته صدمة كانت لها بمثابة كل الصدمات. عيون تتساقط منها الدموع هو ما يظهر للمحيطين بها أنها حية ترزق، تجلس خارج حجرة الطبيب وقد أعجزتها كلماته عن الحركة، تشعر بالضياع وقد فقدت كل أمل لها في الحياة.
دوت كلماته التي قالها لها بالداخل في رأسها.

هتبدأي العلاج بالكيماوي ولو منجحش هنضطر نلجأ لمتبرع ليكي يقبل يتبرع بخلايا جذعية سليمة. العلاج ده ناجح جدا وممكن يعالج المريض كليا أو جزئيا حسب نوع المرض وعمر المريض ومدي سوء الحالة المرضية، طبعا احنا بنفضل زراعة خلايا جذعية مماثلة ودي عن طريق زرع نخاع عضم سليم من متبرع قريب قوي منك زي أخوك أو أخت توأم أو مش توأم، باباك ومامتك حتي. عموما الخطوة دي هنأجلها لغاية مانشوف أثر العلاج الكيماوي في حالتك. وازاي جسمك هيستجيب للعلاج.

هل كانت في كلماته بارقة أمل؟ بالتأكيد لم ترها، لقد شدد على تكاليف العلاج الباهظة وإمكانية فشله. ستتعرض لعذاب العلاج الكيميائي. سيتساقط شعرها. ستشعر بالوهن حتى أنها لن تستطيع الوقوف؟ ستمر بكل مايمر به مصاب بهذا المرض اللعين وفي النهاية قد لا تشفي أبدا. لقد طلبت من ربها إنصافا عادلا فأي عدل فيما يحدث لها؟

فركت وجهها بيديها وهي تستغفر الله قبل أن تنهض وتتجه لباب المشفى، فلا فائدة في جلوسها هكذا دون حراك والأخرى بها أن تعود للمنزل، لتتذكر حالها وهي تغادره فتعود مدامعها للظهور وهي لا تدري كيف ستخبر زوجها بمصابها وماذا سيكون رد فعل حماتها؟ لتبتسم بمرارة تدرك أنها ستفرح بكل تأكيد وهي تدرك أنها علي وشك الخلاص منها.

رن هاتفها فنظرت إلى شاشته، انه رقم خالتها. زفرت بقوة. لن تستطيع الإجابة فجل ماستفعله هو البكاء وستهلع خالتها جراء ذلك. ولكنها أيضا إن لم تجب ستثير قلقها عليها، ربما ستنتظر دخولها المنزل تأخذ حماما يريحها ثم تتصل بها تتحجج لها بأي حجة تبرر لها عدم ذهابها إليهم اليوم. ربما ستقول أن حماتها مريضة ولن تستطيع مغادرة المنزل وتركها، تبدو حجة جيدة.

أدارت المفتاح في الباب وما إن دلفت إلى المنزل حتى توجست خيفة من ملامح زوجها المكفهرة. ترى ماالذي جاء به اليوم إلى المنزل باكرا؟ نعم. نظرات حماتها الشامتة جعلتها تدرك أنها من بلغته بغيابها دون اذن ما ان اكتشفت عدم وجودها بالمنزل.
قالت بصوت مرتبك: عادل.

قال عادل بصوت قاس غاضب النبات وهو يقترب منها: أيوة عادل. الزوج اللي نبه عليكي متخرجيش من البيت النهاردة وعصيتي أمره. للدرجة دي مبقتش فارق معاكي ياهند؟
مش قلتلك انك دلعتها زيادة عن اللزوم.
طالعتها هند قائلة بحنق: متدخليش بينا.

لطمة أصابتها فنظرت إلى الفاعل بصدمة أعجزتها عن الكلام، فقط دموعها التي تجمعت بمقلتيها أنبأته بخذلانه إياها، ليتجاهل صدمتها وهو يقول بغضب: الظاهر اني فعلا دلعتك زيادة عن اللزوم لدرجة انك كسرتي كلمتي ومعتذرتيش ولا بررتي تصرفك لأ وكمان بتزعقي لأمي قدامي.

وانت شفت ايه ياعادل من اللي بيحصل من ورا ضهرك وانت ولا انت هنا. اسألها كانت فين؟ هتكدب وتقول عند خالتها طبعا وخالتها متعرفش عنها حاجة. الظاهر انها كانت بتستغفلنا كلنا.
نقلت بصرها بينهما تردد بصوت متهدج من الألم متقطع النبرات: ياناس حرام عليكم. اتقوا الله.
قال عادل هادرا: انطقي ياهند. كنت فين؟
طالعته بألم قائلة: انت كمان بتشك فيا؟!

انت اللي جبتيه لنفسك لما خرجتي من غير اذني ودلوقتي بارادتك او غصب عنك هتقوليلي كنت فين ياهانم؟
شعرت بالضباب يحيط بها تزوغ الرؤية أمامها وهي تقول بأنفاس تضيق: أنا، انا كنت...
كنت فين انطقي؟
اسودت الدنيا من حولها وبينما كانت تسقط أرضا تسيل الدماء من أنفها سمعت عادل يصرخ بإسمها قبل أن تغيب تماما عن الوعي.

قال بحزن: طب ليه مقلتليش ياهند؟ ليه خبيتي عليا؟
كانت تشيح بوجهها عنه تطالع السماء من خلال نافذة حجرة المشفى التي أحضروها إليها بعدما أغشي عليها تقول بمرارة: وهو أنا لحقت؟ ماانت مستنتش حتى اتكلم ورميتني بالباطل انت وطنط نجية.
لترفع يدها تمررها على وجنتها تردف بحسرة وقد اغروقت عيناها بالدموع: لأ وكمان مديت ايدك عليا وكسرتني ياعادل. كسرتني بجد.

مرر يده في شعره وهو ينهض قائلا بعصبية: ماانا سألتك كنت فين وانت فضلتي ساكتة. وبعدين انت اللي خليتني افهم غلط لما عصيتي أوامري وخرجتي من غير اذن، كنت عايزانى أتصرف ازاي يعني؟

طالعته بنظرة عاتبة أصابته في قلبه وهي تقول: الدكتور أكد عليا اني لازم اكون موجودة في الميعاد اللي حدده، ده غير اني كنت زعلانة منك ومع ذلك كلمتك كتير وتليفونك كان مقفول. مغلطتش وحتى لو غلط، عاتبني لكن مترمنيش بالباطل وانت عارف اني مستحيل أعمل حاجة غلط. أنا ياعادل تتكلم معايا بالأسلوب ده قدام مامتك. وتضربني كمان.
ماانا ضربتك لأنك زعقتيلها ياهند.

انا طلبت منها متدخلش في حياتي وده حقي اللي سكت عنه كتير، ياما سمعتني كلام زي السم وكنت بسكت، ياما حسستني انك كتير عليا وكنت بحط جزمة في بقى. ياما قالتهالي وش. انا مكنتش عايزاكي لعادل بس الحب عماه وأخدك قضا ربنا بقى. وكنت بطنش ولا كأني سامعة. لكن دلوقتي فاض بيا ومرضى ضيق خلقي. انا محتاجة ايد تطبطب عليا ولسان يقولي اجمدي أنا في ضهرك. مش ايد تتمد عليا وتجرحني وتحسسني اني من غير ضهر.

كان يدرك انها محقة في كل كلمة تقولها ولكن رجولته تمنعه من الاعتراف بخطأه، هكذا فكر عادل لا يدري ان قمة الرجولة أن تعترف بخطأك في حق الآخرين وتطلب غفرانهم. لذا قال بعتاب: انت بجد مش شايفاني سندك ياهند، وهان عليك تقوليها؟

أشاحت بوجهها عنه قائلة بحزن: اللي شفته من امبارح مخليني في دوامة مبقتش عارفة فيها مين معايا ومين ضدي؟ وليه بيحصل معايا كل ده؟ في يومين اتحولت من عروسة سعيدة في حياتها لواحدة بينها وبين الموت خطوتين...
أسرع يمسك يدها مقاطعا إياها قائلا: متقوليش كدة. بعيد الشر عليكي. انت هتتعالجي وهتبقى زي الفل.

نظرت إليه قائلة بحزن: انت بتضحك عليا ولا على نفسك، اللي بيجيلهم المرض ده بيموتوا، نسبة قليلة قوي اللي بتعيش والنسبة دي بيبقى مع اصحابها فلوس كتيرة يقدروا يتعالجوا بيها وينجوا نفسهم من الموت.
لو هبيع اللي ورايا واللي قدامي. هدفع كل مليم حيلتي عشان تتعالجي.

طالعته تقاوم هذا الأمل الذي انبثق من كلماته، ترغب في تصديق أنها يوما ما ستنجو حقا من هذا المرض اللعين وتعود إلى حياتها الطبيعية مرة أخري ولكن هذه التجارب التي لطالما سمعت عنها تدحض أملها وتخيبه لذا اكتفت بهزة رأس خفيفة باهتة منحته إياها وقبل ان تقول شيئا سمعت طرقات على باب الحجرة ثم دلفت خالتها تتبعها صفية تقول الأولى بألم: ياضنايا يابنتي، قلتلكم عين وصابتكم يابناتي مصدقتونيش.

جلست جوارها تقول بلوعة: حاسة بإيه يابنتي؟ طمنيني عليكي.
أسرعت هند ترتمي بحضنها تبكي بقوة بينما طالعهما كل من عادل وصفية بقلة حيلة حتى سكبت هند دموعها في صدر خالتها قبل أن تخرج من حضنها قائلة: انت عرفتي منين اني في المستشفى ياخالتي؟

طالعت خالتها عادل بحنق قائلة: كلمت البيت حماتك ردت عليا وقالتلي انك في المستشفى ولما سألتها كفى الله الشر. مالها هند؟ قالتلي تلاقيها بتدلع زي عوايدها. كلمت جوزك تليفونه كان مقفول. اتجننت. كلمت المستشفي رد عليا دكتور عزيز و قاللي على حالتك جيت جري انا وصفية اللي ياكبدي اول ماعرفت نطت من السرير وجت معايا جري.

أشاح عادل بوجهه يدرك هذا اللوم الخفي علي أمه في كلمات السيدة نبيلة لم يستطع تحمله رغم ادراكه خطأ والدته ليخرج من الحجرة متضايقا، فقالت صفية مؤنبة والدته: مكنش ليه لزوم الكلام ده ياماما. أهو عادل زعل.
بس يابت. انت مسمعتيش حماتها كلمتني ازاي. ولية قرشانة مش عارفة حبيبتي هند مستحملاها ازاي.
أطرقت هند بحزن قائلة: ربنا يسامحها بقى. أنا مش عارفة هي عايزة ايه بالظبط؟

قالت خالتها: ودي فيها كلام؟ عايزة تفرق بينك وبين جوزك عشان تجوزه الغندورة بنت عمه. انت نسيتي لما جت تخطبك قعدت تشعر فيها ازاي وتتحسر على أنها مطلعتش من نصيب ابنها. والله لولا انك كنت بتحبي عادل وهو كمان بيحبك كنت طردتها من البيت بالمقشة البلح اللي بكنس بيها السلم.
قالت هند بوهن وقد شعرت ببعض التعب: الظاهر انها هتحقق أمنيتها وتخلص مني وساعتها هتجوزهاله وترتاح.

قالت صفية ونبيلة في ذات الوقت: بعيد الشر عنك ياهند.
لتردف خالتها قائلة: يابنتي متقوليش كدة. خلي أملك في الله كبير. هو قادر يشفيكي ويعافيكي ويخرجك من ازمتك على خير.
لتقول صفية بحنان: انت مش قلتيلي اني لازم يبقى عندي يقين في رحمة ربنا، و اني سندك ياهند؟
هزت هند رأسها فمدت لها صفية يدها مردفة: خلاص يبقى ايدي في ايدك هنحارب مرضنا، انت الجسدي وانا النفسي وبإذن الله ربنا هيعينا وهننتصر. قلتي ايه ياهنودة؟

ابتسمت هند وهي تمد يدها إلى ابنة خالتها لتتشابك الأنامل تشعر برغبة حقيقية في العلاج تستمد قوتها من حب رأته يحيطها ليكون الحب في هذا الوقت هو الداعم لها في محنتها. ابتسمت نبيلة وهي تضع يدها على أيديهم المتشابكة تقول بحب: توكلنا على الله.
وكفي بالله وكيلا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة