قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا المجهول بقلم أمنية الريحاني الفصل العاشر

رواية قصيرة بعنوان المجهول للكاتبة أمنية الريحاني

نوفيلا المجهول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل العاشر

الشخص المجهول: أنا يا مصطفى باشا الى عايز أقابلك... ها إيه رايك؟
يلتفت مصطفى لينظر إلى صاحب هذا الصوت، لتسرى القشعريرة فى جسده كله عند رؤيته
مصطفى: مش ممكن ...أنت ؟!

عادل: الدنيا صغيرة يا باشا، ومكنش ينفع تيجى لحد عندى فى مكانى وتتعرف على رجالتى ومتشوفنيش
مصطفى: أنت تقصد إيه بمكانك ورجالتك أنت ,,,,,,
عادل: جرى غيه يا حضرة الظابط هتشككنى فى ذكاءك ليه، أحب أعرفك بنفسى، أنا المجهول الى كنت خايف منه الفترة الى فاتت كلها، أنا رئيس شبكة التجسس  الى كنت بدور عليه فى مصر
كانت شيرين واقفة أمام عادل عندما كان الشخص يحدث مصطفى وفوجئت بعادل من خلفها يتحدث إلى مصطفى، فنظرت له فى صدمة
عادل: إيه يا شيرين، بصالى كده ليه؟

شيرين: أنا حاسة إنى فى كابوس، عادل، أنت أكيد بتهزر معانا مش كده، أنت فعلا جاسوس، انا مش قادرة اصدق الى بسمعه
عادل: لا صدقى يا حضرة الظابط،أنا فعلا جاسوس ومش بس جاسوس أنا كمان بقيت رئيس لكل افراد شبكة التجسس اللى فى مصر، وبعدين بلاش الصدمة الى باينة على وشك من أولها دى، دا احنا لسه فى أول الليلة، وأنا بصراحة محضرلكم ليلة كلها مفاجأت
مصطفى: طب إزاى قدرت تخدعنا طول الفترة اللى فاتت أنك ملكش علاقة باللى كان بيعملوا اخوك

عادل: دا عشان غباءكم ونظرتكم المحدودة، تعالى بما أن السهرة طويلة أحكلكم الموضوع من الأول، من صغرى وانا اكتشفت فيا موهبة التمثيل، كنت طول ما انا قاعد بمثل، بمثل فى المدرسة وبمثل فى البيت وصلت إنى كنت بمثل فى الحياة ومحدش عمره قدر يكشفنى ولا يعرف أنى بمثل، ولما كبرت قررت أستغل الموهبة دى وكان اسهل طريق ممكن يخلينى غنى فى وقت قصير هو أنى ابقى جاسوس وانقل اخبار البلد وطبعا كل خبر كان بتمنه، ولأنى ممثل شاطر محدش قدر يكشفنى أبدا، وبعدها اخدت على معايا، بس هو كان غبى وخلاكم قدرتوا تقبضوا عليه، عشان كده كان اسلم حل ليا أنه يموت قبل ما يعترف عليا.

مصطفى: أنت قصدك أنك أنت الى قتلته؟!
عادل: الموضوع كان سهل، بعتله ناس جوا السجن قتلوه وبان على أن هو الى أنتحر
شيرين: أنت مش ممكن تكون إنسان، إزاى تقتل أخوك
عادل: لما تبقى رقبة أخويا ورقبتى فى نفس الميزان يبقى أضحى برقبة أخويا عشان أنا اعيش
مصطفى: أنت إزاى تفكر كده، إزاى تقدر تخون بلدك اللى عشت واتربيت فيها

عادل: بلدى! وهى البلد عملتلى إيه، شفت من البلد إيه غير الفقر والجوع والذل والمرض، شفت من البلد إيه غير حيتان بتاكل السمك الصغير، اللى معاه فلوس يتشال على الراس واللى ممعهوش يموت سواء بقى من الجوع من المرض يموت فى حادثة مش مهم: المهم انه فى الاخر يموت واهو يوفر مكان لغيره، البلد الى بتتكلم عليها يا سيادة المقدم مش بلد الى زيى الى اتربوا وعاشوا فقرا دى بلد البشوات الى زيك وزى غيرك، لكن اللى زينا يداس عليهم برجليكم عشان تعلوا اكتر واكتر لحد ما توصلوا للسما، أنا مترددتش لحظة إنى اخون البلد دى، بلدك اللى يموت فيها حلمك متبقاش بلدك.

مصطفى: يا سلام ودا كان حلك انك تروح تشتغل جاسوس، والبلد ذنبها إيه، العيب مش فيها العيب فينا احنا، كم من الناس طلعوا فى ظروف زى ظروفك وأسوأ ومستسلموش ولا خدوا اسهل الطرق زى ما انت عملت بالعكس اشتغلا واجتهدوا لحد ما وصلوا، وبدل ما بقوا زيك مرمطونات لاعداء بلدهم لا رفعوا راس بلادهم فوق واترفعوا معاها، عمرك ما فكرت ليه احنا عندنا استعداد نضحى بعمرنا فى سبيل البلد دى، الجندى الى واقف على الحدود عشان يحميك ويحمى الى زيك من اى عدو يدخل يهاجمك، شوف بقى هو بيعمل ايه وانت بتعمل ايه، واذا كان على البلد شفت منها إيه لا شفت وشفت كتير كمان شفت منها امان وحب وطيبة شفت منها خير، شفت منها طيبة أهلها، شفت منها الامان الى مش موجود فى بلاد كتير، العيب مش فيها العيب فيكم أنتم ولو كل واحد ظروف بلده قسيت عليه يروح يخونها يبقى محدش يستاهل يعيش فى خيرها ولا ينعم بترابها، وعلفكرة انا كمان مكنتش ابن باشا ولا بيه انا ابن ناس على قد حالهم بس الفرق بينى وبينك أنى مستسلمتش للفقر كنت اقوى منه اشتغلت وذاكرت واجتهدت عشان اوصل لحلمى وانا واقف اادممك اهو وعندى استعداد اضحى بعمرى كله فدا تراب البلد دى
يصفق عادل بيده: برافو ... تصدق اشعرت جسمى بكلامك، ما تفوق بقى يا سيادة المقدة احنا فى زمن السلطة والمال هما الى يكسبوا، وانا مطلعتش عندى سلطة، يبقى كان لازم اجيب المال وباى شكل عشان اقدر ابقى سيد الكل هنا وادوس على الى انا عايزه من غير ما حد يقولى انت بتعمل ايه.

شيرين: أنا مش قادرة أصدق الى بسمعه منك
عادل: لا صدقى، مصطفى باشا كان عنده حق لما قالك ان الواحد لازم يفكر بعقله مش بقلبه
مصطفى: لما انت عارف باللى حصل لأخوك ليه مفكرتش تهرب،وتبعد، ليه فضلت فى الصورة
عادل: انا فعلا كنت ناوى اسافر وابعد لكن فوجئت انكم جايين تقنعونى ابقى معاكم وفهمت كده أنكم معرفتوش أن على كان شغال معايا و ان أنا رئيس المنظمة هنا فى مصر، فوافقت وقلت ألعب معاكم شوية، وبصراحة عجبتنى اللعبة.

مصطفى: وانت استفدت إيه من اللعبة دى؟
عادل: أستفدت إيه ! انت بتهزر يا سيادة المقدم، أستفدت كتير طبعا، أولا رجعت رجالتى الى واقفين أدامكم دول، الى اتقبض عليهم مع على طبعا على إيد اخوكى يا حضرة الظابط، ثانيا بقى موجود أدامى دلوقتى رهينتين من أثمن الرهائن مصطفى باشا الشريف، وحضرة الظابط شيرين عز الدين
مصطفى: وبعد ما بقى عندك رهينتين، تفتكر انت الى كسبت الحرب دى مفتكرش، لأن اللى زيك عمره ما يكسب فى حاجة ابدا ولو كسب يبقى فوز مؤقت، لأن الحق فى الأخر لازم هو اللى هيغلب.

عادل: طب عشان الكلمتين الحوين الى قولتهم دول، أحب أقدملك هديتى انا بقى، انا مش معايا رهينتين بس زى ما انت فاكر، انا تحت إيدى دلوقتى تلات رهاين
مصطفى: يعنى إيه، ومين الرهينة التالتة الى بتتكلم عليها؟
نظر عادل لشيرين وضحك فى شر: أقوله ولا تقوليله انتى يا مدام شيرين، متهيألى أقوله أنا  أصلك لو ناوية تقوليله من الاول مكنتيش استنيتى خمس شهور بحالهم
مصطفى: أنا مش فاهم تقولى إيه يا بنى ادم
عادل: المدام بتاعتك يا سيادة المقدم حامل فى الشهر الخامس وكانت مخبية عليك، عشان عارفة أنك لو عرفت هتصمم تقعدها من الشغل
نظر مصطفى إلى شيرين فى صدمة: الكلام ده بجد يا شيرين؟

شيرين: مصطفى ... انا كنت هقولك ...بس...
مصطفى: بس إيه كنت مستنية تولدى
عادل: شفت بقى يا سيادة المقدم أنى مش لوحدى الى بمثل، أهى المدام بتاعتك كمان طلعت أشطر منى ومثلت عليك طول الفترة دى
شيرين: اخرس يا حيوان، انا مش متخيلة أنت أزاى طلعت بالقرف ده
عادل: طب عشان الكلمتين الحلوين دول، ليكى عندى هدية انتى كمان، عايزة تعرفى أخوكى قبل ما يموت وصى انك تسيبى الشغل ليه، لانه أقسمت أدامه أنى هاخد حق أخويا الى قبض عليه بس مش منه منك أنتى،ايوا منك أنتى انا المجهول اللى اخوكى كان خايف عليكى منه

شيرين: أنت قصدك أن انت...
عادل: انا الى قتلت هشام أخوكى
تمسك شيرين فى ملابسه فى صراخ: انت المجرم الى قتل اخويا وحرمنى منه، أنا إزاى فى لحظة حطيت فى مكانه، أنت ايدك غرقانة بدم أخويا، إزاى مشمتش دم أخويا فى إيدك إزاى
عادل: لأن لأول مرة أكون صادق فى كلامى مع حد، أيوا يا شيرين، أنا كنت صادق فى كل كلمة كنت بقولهالك، انا صحيح كنت حالف لأقتلك عشان اخد حق أخويا وعذب أخوكى، لكن مقدرتش، انا مكدبتش عليكى لما قلتلك إنى فعلا بحبك
مصطفى فى غضب: أنت بتقول إيه، أنت أتجننت، بتحب مين يا حيوان؟!

عادل: أهدى بس يا سيادة المقدم من غير عصبية واطمن، المدام بتاعتك لما اعرفتلها بحبى رفضته، وقالتلى انها محبتش غيرك، عشان كده انا كرهت لحظة ضعفت فيها ادام الهانم وندمت انى مقتلتهاش بدل المرة عشر مرات، بس ملحوقة
شيرين: يعنى إيه؟
عادل: يعنى مش عادل الشافعى الى يخسر أدام واحدة ست، انا مسافر وهبعد عن البلد دى، بس مش هسافر لوحدى، هتبقى معايا مش هخليكى تبعدى عنى طول ما انا عايش
شيرين: انت مجنون تأخد مين، أنا واحدة متجوزة

عادل: عندك حق يا شيرين  وانا عايز اطمنك خالص انا رغم كل حاجة منستش انى مسلم وعمرى ما هآخدك معايا وانتى على ذمة راجل تانى، لكن ممكن تيجى معايا وانتى ارملة
شيرين: أنت بتقول إيه؟
ليخرج عادل من جيبه مسدس ويطلق منه النار على مصطفى فى صراخ من شيرين
شيرين: مصطفى !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة