قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا الأسمراني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر والأخير

نوفيلا الأسمراني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر والأخير

نوفيلا الأسمراني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر والأخير

آيوة يا دعائي بحبك بكل المعاني
بحبك بكل لغات العالم
بحبك وربنا العالم
حبك في قلبي محفور
أنا الفايز بحبك وأنا المحظوظ
ملامحك برائتك زلزلت كياني
أنتي أكبر الأماني
وحلم الليالي
وأنتِ الحبيب الغالي
بحبك يا دعائي يا أغلي الأماني.

عندما تمر الأيام والأشهر كأنها دقائق وثواني فنريد أن تطيل من أجل المزيد من السعادة، فدائما ما يقولون أن الأيام السعيدة تتوالي سريعاً هكذا كانت، أيام دعاء ومحمود وكذلك محمد وميار بعد أن مرت شهور عدة تم فيها عقد قرانهم فأصبح الحب له طعم ومذاق خاص...
وقف محمود بجانب دعاء في شرفة المنزل بعد آن تم عقد القران في المسجد، فتركهما الشيخ سعيد على إنفراد لينعما بالحديث سويا...

نظر لها مبتسما بإعجاب مستمتعاً بخجلها الذي يزين وجهها حين تتورد وجنتيها، ظل محدقاً بها لثوان بصمت حتى، قطع الصمت حين مد يده يلتقط كف يدها بين راحة يده ويضغط عليها برفق، مما جعلها تنتفض أثر هذه اللمسة ف لأول مرة يلمس فتاة وكذلك هي!
همس لها قائلاً بنبرة عاشقة: مبسوطة يا دعاء؟ مبسوطة إنك خلاص بقيتي على ذمتي؟

إزدردت ريقها بخجل شديد، ثم ألقت نظرة سريعة إليه وعاودت النظر إلي الأرض مرة ثانية، فقال هو هامساً مرة أخرى: عاوز أسمع صوتك يا دُعائي
رفعت بصرها إليه بتلقائية وقالت متسائلة بتوتر: د د، دعائي، آآ أول مرة حد يقولي كده
إبتسم لها بحنان ينبع من عينيه السمراء:
بس أنا مش أي حد، وبعدين أنتي فعلا دعائي، في كل صلاة، كنت بدعي ليل نهار تكوني نصيبي وحلالي، والحمدلله ربنا تقبل مني الدعاء يا، دعائي.

إبتسامة حلت على ثغرها، ونظرت إلي الجهة الأخري وهي تتنفس بعمق، بينما تابع محمود وهو يقول بمرح: ها جاوبي بقي عليا؟
مسحت دعاء وجهها بكف يدها الأخري، وتابعت بخفوت: أجاوب على إيه؟
أجابها بنفس الإبتسامة: جاوبي عليا بإنك مبسوطة؟
أومأت برأسها دون التفوه فيما قال محمود: والسؤال بتاع المرة الي فاتت؟
نظرت له قائلة بنفاذ صبر: سؤال ايه تاني؟

محمود ناظراً إلي عينيها مباشرة: ليه وافقتي عليا أنا بالتحديد؟ أنتي وعدتيني تجاوبي عليا!
أصابها الإرتباك الشديد من جديد وإزدردت ريقها ولكنها حاولت التماسك وبالفعل نجحت وتماسكت ثم أخذت نفساً عميقاً قوياً وزفرته بهدوء ومن ثم نظرت إلي عينيه المحدقة بها وقالت بهدوء وصوتها العذب الرقيق:.

وافقت عليك لأني إرتاحت ليك وحسيت بالسعادة بعد ما صليت الإستخارة وشوفت في حلمي، حسيت إن قلبي منشرح وإن إنت نعمة من ربنا مينفعش أضيعها من إيدي وكفاية أخلاقك وإلتزامك وحبك وبرك لوالدتك وسمعتك وسيرتك الطيبة كل ده كفيل يخليني أوافق عليك وأنا مرتاحة وكمان بابا بيحبك وبيعتبرك أبنه.

كلماتها كانت كالبلسم المداوي للجروح، ويزيد من جمال الروح فجعلته وكأنه يطير عالياً في السماء ويرفرف بأجنحته كالطائر الحر الطليق...
همس لها بنبرة آذابتها كلياً: بحبك
أغلقت عينيها لإستشعارها بخفقان قلبها المتتالي وسرعة دقاته، إحساس لم تذيقهُ من قبل، ولكنه إحساس رائع ينعش قلبها وروحها...
لم يكتفي محمود بل رفع يدها إلي فمه وقبلها برقة وتمهل، مما زاد توترها أكثر فأكثر فكرر ثانية بهمس: بحبك أوي.

إبتسمت رغماً عنها فكيف لا تبتسم أمام ذاك الأسمراني العاشق ذو القلب الأبيض والروح الجميلة، فبادلها الإبتسامة وهو يقول بمراوغة: مش عاوزة تقوليلي حاجة بقي؟
تركت يده سريعاً وهي تتنحنح بخجل قائلة بتوتر: لاء بليز عن إذنك، ثم خرجت من الشرفة راكضة تاركا له يضحك عالياً وهو يقول: كلها سواد الليل بس يا دعائي ويتقفل علينا باب واحد.

كذلك كان تم عقد قران محمد وميار في نفس التوقيت لتكون الفرحة جماعية..!
محمد بمرح: تصدقي يا ميرو الحلال فعلا ليه طعم تاني صدق محمود لما قالي أصبر وحب صح
إبتسمت ميار وقالت: صح عنده حق
إقترب منها حتى، جلس إلي جوارها ومن ثم قال مازحاً: حبيبي أنت، خلينا في الي إحنا فيها أنا كنت عايز أقولك حاجة مهمة جداً!
رفعت حاجبيها ثم قالت بإندهاش: ايه هي؟
غمز لها وقال متغزلاً بها: بحبك وبموت فيكي.

توترت بشدة ثم فغرت شفاها وهي تقول: ها
ضحك بسعادة ملئ وجهه ثم قال: بعشقك طيب ينفع؟
إبتسمت بخجل وتنهدت بعمق وسعادة، فيما قال محمد مازحاً: تصدقي مكنتش أعرف إنك قمر كده وأنتي محمرة
تحسست ميار وجنتيها بيديها المرتعشة، وهي تضحك برقة آذابت قلبه فيها عشقاً، وشعر بمشاعر متأججة والسعادة تتغلغل داخل قلبه، شعر فعلا بمذاق خاص عن ذي قبل، الآن حبهما في النور علناً، وحلالاً أمام الناس، لم يخشي أحد آن يراهما...

تصنع محمد الغضب وهو يقول بمراوغة: يعني ايه يعني النهارده كتبت كتابنا ومتبليش ريقي بكلمة حلوة ده إيه الذل ده؟
قهقهت ميار وقالت من بين ضحكاتها: إزاي يعني، أبل ريقك ازاي ما الحاجة الساقعة مالية البيت أهو بل ريقك زي ما أنت عاوز
رمقها بنظرات مغتاظه وقال وهو يصر على أسنانه: ما تتعدلي يا ميار ولا أعدلك أنا، وبعدين أنتي دلوقتي مراتي وأنا أصلا ممكن أكسرك
إتسعت عينا ميار ونظرت له لتقول بحنق: تكسرني أنا؟

ضحك محمد سريعاً وقال: بهزر معاكي يا باي، خلينا في الي إحنا فيه ها؟
ميار بمزاح: ها ايييه!
محمد بنفاذ صبر: أنا بقيت جوزك ها مش ملاحظة كده ولا إيه؟!
أومأت برأسها وقالت: أيوة ملاحظة أعمل إيه يعني
نهض محمد، متصنعاً خيبة الأمل ثم قال بحزن: طيب عن إذنك يا ميار سلام
نهضت سريعاً خلفه وهي تستوقفه وتقول: ايه يا محمد أنت قفشت ليه كده!
محمد مطصنع الحزن: حسستيني إني عبئ عليكي وبشحت منك الكلمة!

ميار بهدوء وإرتباك: ٱحم، ط طب متزعلش طيب
محمد رافعا حاجبه ولهجة آمرة: صالحيني!
ميار بهدوء: متزعلش
نظر لها بطرف عينه وقال: صالحيني، يا إما فعلا مش هكلمك تاني وهخاصمك
رمشت ميار بعينيها عدة مرات، ثم قالت بتوتر بالغ دون النظر إليه: بحبك
إبتسم آخيرا وقد نال مراده، فتنهد بإرتياح ولكنه قال بمراوغة: مسمعتش
عبست بوجهها وقالت: عنك ما سمعت يا محمد.

إبتسم وقال بهدوء: أعمل إيه ما هو لسه شوية على دخلتنا وأدينا بنتصبر بس
بادلته ميار الإبتسامة وهي تقول: يلا إتجدعن إنت بس وهات العفش وكله يكون تمام، وبعدين أنا فرحانة أوي إن بكره دخلة دعاء حبيبتي وأخيراً هشوفها عروسة ربنا يسعدها يارب
محمد متنهدا: يارب، ويسعدك يا روح قلبي أنتي
...

جلست ميار على فراشها الصغير، بعد أن أبدلت ملابسها، وظلت تتأمل الغرفة بإبتسامة، فاليوم آخر يوم لها في بيت آبيها وهذه الغرفة التي قضت بها عمرها منذ الصغر وشهدت ذكرياتها كلياً، رفعت بصرها إلي سقف الغرفة وتنهدت بإبتسامة حين تذكرت كلماته العذبة الرقيقة معها، ووجهه الذي يبدو عليه دائماً الطيبة الشديدة...

تفاجئت بطرقات خفيفة على باب غرفتها فعلمت أنه والدها فإعتدلت في جلستها وقالت: إتفضل يا بابا
دلف سعيد مبتسماً كعادته بوجهه البشوش دائماً، ثم جلس بهدوء إلي جوار إبنته وقال متنهداً: ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يسعدك
إبتسمت له وقالت: الله يباركلي في عمرك يا بابا
ربت على كتفها ومن ثم قال: بصي يا حبيبتي في كام كلمة كده لازم أقولهم ليكي وعايزك تحطيهم حلقة في ودانك
دعاء بإهتمام: إتفضل يا بابا سمعاك.

تنهد بعمق وقال: دلوقتي أنتي يا دعاء خلاص حطيتي رجلك على أول الطريق وهتشيلي مسؤولية كبيرة يعني حياتك دي معايا حاجة والي جاي حاجة تانية، الجواز يا حبيبتي مشروع إما ينجح أو يفشل ونجاحه وفشله فإيدك أنتي كزوجة وأم إن شاء الله فيما بعد، عاوزك أول حاجة تشيلي حماتك جوه عنيكي وتعامليها كأنها والدتك بالظبط حتى، لو في يوم صدر منها أي حاجه معجبتكيش، عديلها ومتاخديش على خاطرك لأن دعوة حماتك ربنا بيقبلها ولو رضيت عليكي جوزك هيرضي وهتزيدي محبة عنده مش عاوزك بقي تقولي لا ده جوزي ومش عارف ايه وتعانديها وخلاص و...

دعاء مقاطعة لحديثه: عارفة يا بابا وأنا عمري ما هعاملها وحش.

إبتسم لها بهدوء وتابع قائلا: عارف يابنتي، بس لازم أكد عليكي، بالنسبة بقي لجوزك لو في أي يوم من الأيام لقتيه إتعصب عليكي، أوعي تردي عليه سبيه لما يهدي خالص وبعدين لو هو غلطان عاتبيه ولو مش غلطان وفعلا أنتي الي غلطتي يبقي تعتذري وتصالحيه يابنتي في إيدكي مفتاح السعادة الزوجية وطول ما أنتي بتسمعي كلامه ديما هيحبك أكتر وأكتر لأن طاعة الزوج واجبة، ولما تكوني بقي أم بإذن الرحمن، زي ما علمتك القرآن وأنتي صغيرة علميهم وهما صغيرين لأن الطفل لما يكون لسه صغار كده بيكون المخ فاضي فأول حاجة بتعلميهاله تثبت ومتطلعش أبدا مدي الحياة، زي لو علمتيه أغاني هيطلع يحبها وحياته مبرجلة لكن لما تعلميه آيات الرحمن تهدي قلبه وعقله ويطلع صالح محب لدينه وأنا عارف إنك هتعملي كده ومحمود كمان وبتمني من ربنا أكون فعلا إديتك للرجل الصح يابنتي الي يحميكي ويصونك ويكون خير سند ليكي في الدنيا...

كانت دعاء تستمع إلي والدها وعينيها تترقرق فيها العبرات، لم تعلم أن ذاك الكلام أثر بها، أم أن هذه الليلة آخر ليلة مع والدها الذي فني عمره لأجلها، ما كان منها إلا أنها عانقته بشده قائلة من بين دموعها: أنا بحبك أوي يا بابا، وهعمل كل الي قولتلي عليه
مسد على ظهرها بحنان أبوي بالغ وقال هادئاً: ربنا يرضى عليكي ويراضيكي يابنتي
ثم نهض قائلاً بمزاح: أسيبك وأدخل أنام يا عروسة.

ضحكت وهي تكفف دموعها بأناملها، وقالت: ماشي يا بابا تصبح على خير...

ومرت، مرت الليلة ولم يغمض لدعاء جفناً، وكذلك محمود الذي كان فرحّ، فآخيرا سينول ما تمناه...
آتي اليوم الموعود بكل ما فيه من تغيير بكل ما يحمل من سعادة وحب كبير يفيض ويفيض كالأنهار، ...

تزينت، عينيها السمراء المزيتنين بالكحل وأهدابها الطويلة أصبحت أكثر جمالا لم تضع في وجهها إلا كحل فقط آزادها جمال ولم ينقص من براءة وجهها الطفولي، وقفت بعد آن إنتهت خبيرة التجميل من لف طرحتها الطويلة المنسدلة على فستانها الأبيض، نظرت إلي نفسها في المرآة لتبتسم ويزداد قلبها دق، يرتسم الرضا على ملامح وجهها وعينيها تنظران برضا كما لو أنها ملكة بالفعل...

تحدثت ميار قائلة وهي تعانق صديقة عمرها: حبيبتي زي القمر ألف مبروك ربنا يسعدك
بادلتها دعاء العناق وهي تقول: عقبالك حبيبتي أنتي ومحمد.

دلف والدها ينظر لها بإعجاب، إبتلع ريقه وهو يجاهد في حبس تلك العبرات التي أبت على النزول، حاول التماسك وإقترب يعانق إبنته ويربت على ظهرها، أغلق عينيه حتى، لا تخونه دموعه، وكذلك لم يختلف حال دعاء عن حاله، فكانت تحبس العبرات داخل عينيها شعورا مختلط ما بين الفرحة والفراق أتفرح أنها ستتزوج الآن وهي بفستان الزفاف، أم تحزن أنها ستترك والدها وحيدا رغم أنها ستكون بجانبه أيضاً في هذه البناية البسيطة، إلا أنها لم تتعود أبدا أن تتركه وحيدا...

بعد عناق طويل اخذها من يديها وخرج بها متجهاً بصحبتها خارج الشقة إلي حيث يوجد محمود الذي كان يرتدي بدلته السمراء وفي كامل أناقته رغم بساطته، ما آن وجدها إتسعت إبتسامته، ومد يده ليعطيه والدها أياها قائلاً بصوتٍ يغلب عليه البكاء: خلي بالك منها يا محمود وأوعي تزعلها أمانة عليك
أومأ محمود برأسه مبتسمآ وقال: في عنيا يا شيخ سعيد متقلقش عليها.

بينما إقتربت زينب منها وعانقتها ومن ثم عانقت ولدها الوحيد وقالت بدموع فٙرحّة: ربنا يسعدكم يارب
هبطوا جميعاً درجات السلم وسط الزغاريد التي تصدح عالياً، والفرحة العارمة من الجميع، توجهوا إلي خارج البناية حيث توجد السيارة التي ستنقلهما إلي مدينة الأسكندرية ليقضي الأثنان وينعما بأيام سعيدة هناك بدلاً من عمل حفل زفاف، فقد إتفقا على ذلك...

نظرة آخيرة ألقتها دعاء على آبيها، لتلقي نفسها في أحضانه باكيه، وهنا إختلطت الدموع فلم يقدر والدها كبت مشاعره اكثر من ذلك عانقها، بكي، بكي وبشدة إبنته الوحيدة! الآن ستتركه ويأخذها غيره، رغم علمه أنها سنة الحياة ولكن إبنته غالية بل أغلي الغالين على قلبه، وليس يملك من الدنيا سواها هو من رباها وإحتواها...

إبتسم لها من بين دموعه ورفع وجهها يمسح تلك الدموع، وهو يقول: كده يا دعاء ليه كده يا بنتي، متبكيش أبدا أنا جنبك يابنتي وجوزك كمان جنبك وبعدين كلها إسبوع واحد وترجعي وهتبقي معايا برضو مش كده ولا إيه يا أبو حنفي ما تشوف مراتك
ضحك محمود، وإقترب يربت على كتف زوجته وهو يقول: كلها إسبوع بس يا دعاء ولو عايزاهم يوم او حتى، مش عاوزة خلاص خلينا هنا.

سعيد رافعا حاجبه: لالا يلا خد مراتك وإتكل على الله خليكوا فين بس!
خرج صوت دعاء مبحوح وهي تعانق والدها ثانية: خلي بالك من نفسك يا بابا
إبتسم لها وقال: حاضر.

إنحنت تقبل كفه ليربت هو على ظهرها ثم دعي لها وإستقامت هي وتحركت مع زوجها ليستقلا السيارة، وتتابعهما العيون وهناك عينين حزينتين تتابعهما بحسرة وندم إنها بسمة حين وجدتهما يجلسان في مقعد السيارة الخلفي وأخذ محمود كف زوجته رافعاً له إلي فمه مقبلاً له برقة مواسياً لها بكلماتٍ رقيقة، تمنت أن تكون هي بجانبه بعد آن تمردت عليه كثير وسخرت منه ومن مظهره وبشرته السمراء الداكنه فالآن تتمناه ولكن بندم...!

إنطلقت السيارة بالعروسين إلي حيث وجهتها، ورحل الجميع إلي منازلهم متمنين لهما السعادة والرخاء...

وفي السيارة ظل محمود ممسكاً بيدها الرقيقة ومن ثم قال محاولا التهوين: مش كفاية دموع بقي ولا إيه يا حبيبتي
أومأت برأسها ونظرت إليه دون أن تتفوه، بينما قال هو هامساً: بذمتك ينفع العيون الحلوة دي تبكي ها؟
إبتسمت رغماً عنها ونظرت من النافذة بينما ضغط محمود على يدها برفق وقال: بحبك جدا على فكرة.

خرج صوتها وإنطلقت الكلمة من فمها منطلقة إلي وجهتها حيث مقرها قلبه، وكأنها إخترتقته إختراق حين قالت برقة: وأنا كمان بحبك أوي
إبتسم، إبتسم بإتساع وقال بسعادة: هاااا؟ قولتي ايه مسمعتش كويس
كررت بنفس الرقة: بحبك جدا
ضمها إلي صدره بقوه حيث أراحت رأسها على صدره ولف هو ذراعيه حولها ليغلق عينيه مستمتعاً فقط بها في أحضانه...

توالت الأيام كانت أيام سعيدة بكل المعاني يتجولا الإثنان في أنحاء إسكندرية ويزورا الأماكن، ويلعبا على الشاطئ وكل شئ متاحاً لطالما لم يغضبا خالقهما، وبعد أن توالت الأيام مر الأسبوع وعادا مرة ثانية إلي مقرهما لتستقر حياتهما، ويعيشا بحب ومودة ورحمة وإخلاص، لتتوالي بعد ذلك الأشهر وتحمل دعاء في أحشائها جنين يكبر يوما وراء يوم وأسبوعا وراء أسبوع وشهرا وراء شهر، في خلال الأشهر هذه قد تم ختم القرآن الكريم لها ولزوجها الصالح الذي يخاف الله ويتقيه ويحسن إليها لتحسن هي الآخري إليه، فقال تعالي ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان) وقال أن الطيبون للطيبات، فكوني طيبة عزيزتي يأتيكي الطيب، كوني أنتي كما أنتي كما خلقكي الله جوهرة مُكرمة غالية، لا تلتفتي لهذا وذاك، لا تلتفتي إلي من يقول أحبك إلا إذا بالحلال، أنتي مُسلمة يجب أن تكوني قدوة، صوني وعفي ذاتك وإحفظيها، إنتظري فقط رزقك فالله كتب لنا ارزاقنا منذ ولادتنا فلا تجهدي نفسك كثيرا فقط الصبر...

تزوجي من يشقي ويعمل ويعرق من أجل لقمة شريفة، تزوجي من يخاف الله ويتقيه ويحسن إليكي إن لم تجدي فإلتزمي الصبر في بيت آبيكي ولا تتعجلي عزيزتي كما قلت لكي أنتِ جوهرة غالية...
لا تأخذي بالمظهر فالجوهر افضل مع الزمن سيرحل الجمال الخارجي ويبقي الداخلي فقط، فأحسني الإختيار، وأكرر أنتِ جوهرة غالية.

أتمنى أن تكون كلماتي وهذه القصة قد آفادت إخواتي في الله ولو بكلمةٍ واحدة، وآخيرا وليس آخرا أحبكن في الله.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة