قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا الأربعيني الأعزب للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

نوفيلا الأربعيني الأعزب للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

نوفيلا الأربعيني الأعزب للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

فور خروج لوجين، استغلت إيمان بقائها بصحبة أخيها بمفردهما، فقالت بحزنٍ:
إلى متى ستظل تتجاهل رغبتي عاصي؟
زفر في سئمٍ من عودتها لنفس الموضوع الذي لا ينتهى أبداً، فقال بانزعاجٍ:
الا تملين الحديث في هذا الأمر..
انجرف تفكيره تجاه نقطة هامة، فاسترسل حديثه بعد فترة من الصمت:.

مهلاً مهلاً، في العادة ينقطع بنا الحديث عن ذاك الأمر فترة لا تقل عن عام او أكثر، أول مرة تتحدثين عن زواجي مرتين في نفس الأسبوع تقريباً، أخبريني ماذا هناك؟
ابتسامة رقيقة رسمت على محياها قبل أن تخبره:
ربما لأنني وجدت لك عروساً تليق بك، وأراك لا تعترض على وجودها لجوارك طوال الوقت..
ضيق عينيه بذهولٍ:
من تقصدين؟ لوجين!
هزت رأسها عدة مرات وقد اتسعت ضحكاتها، فرمش بعينيه عدة مرات بعدم تصديق:.

لا أصدق ما استمع إليه!، أترين تلك المجنونة تليق بي!
قالت والضحك يتابعها بحديثها. :
بل أراك مهتم بها كثيراً، امنحها فرصة تقترب منك علها تتمكن من السيطرة على مكان بقلبك..
كور يديه بقوةٍ حتى أبيضت من فرط ضغطه عليها، فعادت لتستعطفه لكلماتها من جديدٍ:
أعلم بأنك ستظل تحب هند حتى أخر أنفاسك ولكن ما المشكلة اذا سمحت لأخرى بالدخول لحياتك وأيضاً ستحتفظ بحبها كما كان!

نهض عاصي عن مقعده ثم هم بالخروج وهو يردد ساخراً:
سأعود حينما يخرج المخدر من جسدك بأكمله، فمازلت أراكِ مغيبة عن الوعي.
وأغلق الباب من خلفه، ثم انفرد بذاته على أقرب أريكة استراحة من غرفة شقيقته، فعلى الرغم من تماسكه الشديد أمامها الا ان قلبه لمس شيء من حديثها، نعم هي تمتلك جزء من الحقيقة فمازال يتساءل ماذا فعلت به تلك الفتاة في ثمانية وأربعون ساعة!

كيف استطاعت أن تجبره على مساعدتها والأغرب من ذلك بأنه صرح لها عن وجع قلبه بمنتهى البساطة، ثمة شيئاً غامض يجذبه تجاهها، شيئاً لم يعد يفقهه أو يعلمه!

طلبت لوجين كوب من القهوة، فقررت الجلوس بالكافيه لترتشفها، فجذبت أحد المقاعد ثم جلست تتفحص أحدى المجلات الموضوعة من أمامها لحين أن ينتهى النادل من احضار قهوتها، ألتهت بتفحص الموضوع الشيق الذي كتبت عنه المجلة فشردت به وكأنها ببقعةٍ منعزلة عن الجميع، حيث أفاقت من غفلتها الصغيرة على صوتٍ مألوف بالنسبة اليها وربما يكون أكثر ما تمقته في الحياةٍ:
هل تظنين أنك ستنجحين بالفرار مني!

ازدادت ضربات قلبها المرتجف بخوفٍ شديد، وباتت مترددة بإخفاض الجريدة عن وجهها لتتمكن من رؤية من يجلس أمامها بوضوحٍ، انهت الصراع القائم بداخلها فأبعدت المجلة عنها لتراه يجلس أمامها ببرودٍ منتاهي، ومن خلفها كان يقف رجلين من رجاله، ابتلعت ريقها بصعوبةٍ وهي ترسم دور الثبات المخادع عليه، فقالت بضيقٍ:
ماذا تريد بعد قاسم، أخبرتك كثيراً بأنني لن أتزوج بك رغماً عني..

ابتسامةٍ ساذجة رسمت على محياه قبل أن يتحرك لسانه ناطقاً:
وهذا ما سيحدث صغيرتي..
رفعت حاجبيها وهي تتساءل بدهشةٍ:
ماذا تقصد؟
اتاها رده الصريح:
ساتزوجك رغماً عن أنفك، والآن بالتحديد..
ثم أشار لرجاله الذين هموا بالاقتراب منها ثم قيدوها، وحُملت على كتف أحداهما، فصاحت بانفعالٍ شديد:
اتركني، دعني وشاني.

لم يستمع اليها احداً وكأن من بالمقهى يتعمد تجاهل الأمر خوفاً من السلاح الذي يحمله رجاله، اتبعهم قاسم بثباتٍ ثم قال بسخطٍ:
لا أعلم كيف تمكنتي من اقناع السيد عاصي ليساعدك بالهروب من الحفل ولكن لا تقلقي انا الآن أزحت عنه الحرج عن مساعدتك..

علمت بأنها تلك المرة لن تستطيع الفرار منه بعد أن قرر يتزوج منها عنوةٍ، فثارت بحركاتها وباتت تركل بقدميها من يحملها على كتفيه، فأصابته اصابة بالغة بحذائها ذو الكعب العالي، فحررها ليتركها أرضاً بجراج المشفى الضخم، ركضت لوجين وسط السيارات، ثم إختبأت بين احداهما، فتمكنت بعد مراقبة حذرة من التعرف على سيارة عاصي فأنخفضت بجسدها للاسفل، لتتقدم منها زحفاً على الاقدام خشية من أن يراها أحداً، ظنت من أنها ستجد السائق بداخلها ولكنها لم تجد احداً فلم يكن امامها خيار أخر، لذا خلعت حذائها وضرب مقدمة السيارة عدة مرات فانفجر انذار منها يعلن عن سارقٍ يحاول الاقتراب من السيارة، فأسرعت لوجين بالاختباء سريعاً وخاصة حينما رأت رجال قاسم يقتربون من السيارة، ولحظها حينما اتى السائق الخاص بعاصي يتفحص أمر السيارة، فوجد الرجال يلتفون حول السيارة، فتساءل بدهشةٍ:.

من انتما؟ وماذا تريدون؟
كاد أحد من الرجال بأن يجيبه، فاوقفه قاسم بإشارة يديه ثم اقترب من السائق ليجيبه بجديةٍ تامة:
كنت في زيارة لأحد الاصدقاء وحينما نزلت لاستلقى سيارتي وجدت زجاج النوافذ منكسر، وحينما بدأت بالبحث وجدت تلك السيارة محطمة هي الاخرى..
واستطرد بغضبٍ:
يبدو أن هناك أحداهما قد اذهب عقله تماماً..

لم يكن حديثه مقنع للسائق، وخاصة حينما انتبه للوجين وهي تتخفى خلف أحدى السيارات وتشير له بأن يبلغ عاصي بالأمر، فتصرف بلباقةٍ حينما رسم ابتسامة صغيرة اتبعها قوله:
ربما يكون طفل صغير يلهو..
ثم استطرد بلطفٍ:
سأذهب لأحضر ما يناسب لتنظيف بقايا الزجاج..
ثم اختفى من امام اعينيهم ليبعث برسالة سريعة لسيده بما حدث بالأسفل فأنصاع الى اوامره بان يراقبهما بحذرٍ لحين أن ينضم اليه..

مجرد منح عقلها تخيلات بأن قاسم سيصبح زوجها جعل جسدها يتشنج، زحفت لوجين للخلف حتى استندت بجسدها على باب إحدى السيارات الخلفية، فجلست تردد بخوفٍ:
أفضل الموت على الزواج من هذا الأرعن!
وأغلقت عينيها بقوةٍ وهمساتها تحفزها على تحمل القادم:
سيخلصني عاصي..
ثم اكدت لنفسها بابتسامةٍ صغيرة:
أجل سيأتي ليخلصني، إهدئي لوجين سيأتي بالتأكيد..

تمنت بتلك اللحظة لو كانت تمتلك فانوس سحري يحقق لها أحلامها فتتحقق امنيتها برؤيته في تلك اللحظة..
اتقبض قلبها رهبةٍ حينما صاح أحد الرجال:
وجدتها...
وفي لحظات معدودة وجدت رجال قاسم يحيطونها فلم يعد بإمكانها الفرار، وتلك المرة اقترب منها قاسم ليهوى على وجهها بصفعةٍ قوية وهو يردد بغضبٍ قاتل:
كفي عن مقاومتي، انتهى الأمر..

ارتدت على أثر صفعته أرضاً أسفل أقدام من تمنت وجوده، فهمست بدمعاتٍ لحقت عينيها الحزينة:
عاصي!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة