قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

نوفيلا إلعب يلا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

وضعت رحمه صينيه بها كوب من الشاي بدقه امام مالك ليردف بهدوء...
-اقعدي يا رحمه قبل عامر واهلك ما يخرجوا من عند دعاء!
جلست بتوتر و حزن ليقول...
-الموضوع ده من زمان؟
صمتت ولم تجيبه ليغمض عينيه بغضب يتمني لو يذهب إلى ذلك المريض و يفصل عنقه عن رأسه!
-دعاء عارفه مش كده!
رفعت رأسها بحده و نظرت له بخوف و عيون متسعه هل يعلم بمخططهم؟ كيف اكتشف ذلك؟!
رفضت الاجابة لتمسك بنظرات عينيه المصممة فتقول بهدوء و قوة...

-انت عارف ان دعاء مل...
-اوعي تكمليها! نظراتك و اللي حصل فوق، مأكدلي دعاء مفهاش اي حاجه!
-انت عايز توصل لايه يا ابيه مالك؟
قالتها وعقلها السابق لأوانه يستعيد حدته و يدق كالساعة!
ارتفع جانب شفتيه قليلا فلا شيء يدعوا للابتسام و لكن مثابرة تلك الصغيرة وصمودها يستحق الاحترام!
امسك بالكوب يأخذ رشفه منه عندما صدمته بباقي كلامها!
-انت بتحب دعاء بجد!
سعل بخفه و هو يطالعها بصدمه ويرى جديتها التامة...

اخفض بصره مذهولا فتلك العائلة مليئة بشخصيات مثيرة للاهتمام الم تكن تلك الصغيرة تنتفض كالحمل المذبوح منذ قليل!
-أبيه مالك انت بتحبها؟!
ارتفعت انظاره الواثقة لها ليردف...
-ايوة!
-حتى وانت عارف انها ملبوسه؟!
صمت لحظه قبل ان يقول...
-بس انا عارف انها مش ملبوسه!
لتضيق عينيها بمكر قائله...
-بس قبل كده مكنتش عارف! حضرتك مكنتش بتيجي كل يوم و التاني من فراغ صح؟!

امال رأسه لليمين يطالعها بعنايه، كيف تخفي تلك الصغيرة دهاءها امام من حولها!
-ميهمنيش ملبوسه ولا لا!
ابتلعت ريقها وهي تغمض جفونها فتقول بحرقه وتوسل مستتر...
-اتجوزها!
-نعم؟!
-انت بتحبها يبقي اكيد عايز تتجوزها!
-اكيد طبعا بس اختك مش هتوافق...
-مش مهم اختي حضرتك ذكي و اكيد هتعرف تتصرف!
ضحك بمراره قائلا...
-اختك مش هتوافق عجباها المسرحية!
-مش مهم اتجوزها ان شاء الله غصب عنها!

كانت تلك الجملة سببا في اتساع ابتسامته ليردف...
-اه لو انتي ولي امرها كنت كتبت عليها دلوقتي!
-انا هتصرف بس انت فكر في طريقه وانا هقنعها!
خرجت والده دعاء المرهقة مقاطعه حديثهم ليليها عامر ساندا اباه الذي زاد عرج ساقه عن اول يوم راه به!
يبدو ان تلك الغبيه لا تدري عواقب افعالها و لا تدرسها بدقه!
امسك عامر هاتفه بحده واتصل بأحد الارقام!

-الو الشيخ (، )، مفيش كده على فكره انا اختي بتضيع مننا!ارجوك حضرتك لازم تشوفها قريب!
نظر مالك لأسفل يعض على لسانه لابد ان اليأس قد تأكل عزيمه المسكين ليلهث وراء حفنه من الدجالين!
هز راسه وهو يستمع إلى توسلاته وينهي مكالمته بشكر وافي من القلب...
نظر لوالدته بأمل قائلا...
-بعد بكره ان شاء الله...
رفعت والدته يدها إلى السماء بعيون باكيه...
-يارب انت الشافي و من عندك الخلاص!

لم يطيق مالك الجلوس وسط تلك المشاعر المتخبطة ليقول بهدوء...
-طيب أستأذن انا يا جماعه ولو احتجتم اي حاجه في اي وقت كلموني!
-شكرا يا مالك كتر خيرك!
اغلق عامر الباب خلفه واتجه يلقي بجسده على احدي المقاعد ليخبط جبينه بانزعاج!
-في حاجه يا ابني!
قالت الام بتعجب، ليجيب عامر...
-نسيت اسأله كان جاي ليه، لا اله الا الله اكيد حاجه في الشغل!
-متقلقش اكيد مش مهم لو حاجه مهمه كان قالك!
هز عامر رأسه بالموافقة دون كلام!

نظرت يمني بغضب نحو اخيها الاكبر و انزعاج ليقول بملل...
-يمني انا مش ناقص نكد!
- ايوة طبعا ماانت مش في دماغك يا استاذ مخبي عليا كل ده وفي الاخر انا اللي ابقي نكد!
وضع يديه على رأسه بقله حيله قائلا...
-يا بنتي ارحميني يخربيتك!
-اتفضل قولي طالما بتحبها اوي كده هتعمل ايه!
-ما هو انا لو عارف هقولك ليه يا جحشه انتي!
(اخ مصري اصيل ).

-الله وانا مالي انا! مش انت اللي مش عارف تتصرف و جاي عشان اتنازل وافكر معاك واحل مشاكلك!
رمش مرات متتاليه بصدمه ليردف بعدم تصديق...
-تتنازلي و مشاكلي اااه قولتيلي!
امسكها من عنق البيجاما من الخلف دافعا اياها بخفه نحو باب غرفته!
-بره يا كلبه!
-استني بس ونبي يا مالك الله! هو الواحد مينفعش يهزر معاك شويه!
-لا مينفعش!
قالها وهو يتركها ويكاد يغلق الباب خلفها لتضع جسدها بين الباب سريعا وتردف...

-ااااه جنبي! كبدي اتهرس!
-احسن!
تركها وعاد إلى غرفته لتخرج لسانها بسعادة وضحكه وتدلف بفرحه خلفه...
-انا عندي فكره حلوة!
نظر لها مالك بنصف عين قائلا...
-خايف اقولك قولي!
-انت توديني اتعرف عليها وان، اااااااي...
امسكها مالك من اذنها يلقيها خارج غرفته ويغلق الباب...
-الله دي مبقتش عيشه دي، الواحد مش عارف ياخد فرصته معاك، انا غلطانه اني فكرت اصلا هاااااه! و يا رب ما توافق تتجوزك وتبقي معفرته عليك!

دبدبت بحده قبل ان تتجه إلى غرفتها...
حرك رأسه بعدم تصديق وهو يمسك بهاتفه يتمني الشرود بأي تفاهات تزيل همومه...

تذكر ان عليه مكالمه احد العملاء الذي نسي تسجيل اسمه فبدأ ينزل في السجلات حتى وجد رقم شبيها ولكنه غير أكيد ؛
اتخذ قرار بالاتصال فان كان خاطئا لن يكون نهاية العالم بعد ثوان اتاه صوت خشن من الجهة الأخرى...
-الو الشيخ (، ) مين معايا؟!
-هاه؟!
قال مالك بتعجب و هو يستمع إلى اصوات غريبه في الخلفية ككلمات ( حي و مدد! ) لتعود ذاكرته إلى اليوم الذي طلب به عامر مكالمه هذا الشيخ من هاتفه!

-يا استاذ؟ انت معايا؟
-هاه ايوة ايوه، احم معلش هو انا ممكن اعرف العنوان؟!اصل قريبتي جايه بعد بكره وبتأكد...

اخبره الرجل و انهي المكالمة...
نظر مالك مطولا إلى الهاتف بيده لتلمع عينيه وترتسم ابتسامه واسعه على وجهه الاسمر الوسيم اظهرت اسنانه البراقة...
يبدو ان الله راضي عنه ليهديه إلى تلك الفكرة الجنونية ام يقول الجهنمية؟!

يوم لقاء الشيخ...
مط عامر جسده بتعب فقد قطعوا مسافه طويله هو ووالدته و دعاء دامت 5 ساعات للوصول إلى هذا الشيخ لعل و عسي ان تكون نهاية المأساة على يديه...
يا الله المكان مزدحم بشده! لابد انه على الاقل جيد و فعال ليأتيه كل هؤلاء البشر!
توجه لرجل يبدو كمنظم المكان و يعمل لدي الشيخ ليعرف موعد دخولهم...

امسكت دعاء يد والدتها بذعر فهؤلاء الناس من حولها بهم ما يدل على الجنون، هناك فتاه إلى اليمين تنتفض رقبتها للجانب كل ثلاث ثوان و فتي ينتفض سائر جسده بجنون كل خمس ثوان و يحاول رجلين امساكه بين الحين والاخر...
اغمضت عينيها تبتلع ريقها فلا يجب ان تظهر خوف وتندمج بمهمتها المشابهة لهم ولكن النوم اسهل و ربما ثقل جفونها من تحدث او انه هروبها من الواقع ام انه التعب من الركوب في السيارة كل تلك المسافة!

المهم انها القت رأسها على كتف والدتها مستسلمة للنوم!
مر الوقت كالضباب حولها بعد استيقاظها و دخولها إلى ذلك الدجال اللعين و تفوهه بالهراء المتواصل...
نظرت إلى الحجاب المعلق بصدرها و ابتسمت بتهكم و هي تتذكر اخباره لهم بان لها جن عاشق موهوم بحبها و انه لن يتركها حتى يأتي نصيبها الذي كتبه الله لها!
غبي ومن ذا الذي سيرضي بإقران اسمه بفتاة مخبولة!
قاطع تفكيرها حديث والدتها لعامر الغارق في التفكير...

-تفتكر اللي قاله الشيخ ده حقيقي و هيحصل!
رد بتوهان غير قادرا على تصديق كلماته...
-مش عارف يا امي!
-انا قلبي حاسس ان نصيبها هيجي فعلا الاسبوع ده، الشيخ ده مبروووك اوي و ناس كتير قالتلي!
-انا بس مش عارف ازاي يعني بالحجاب اللي في رقبتها ده نصيبها هيجي في خلال اسبوع واللي اكتر من كده انه عايزنا نجوزهاله وقتي، اللي هو ازاي يعني مش نسأل عليه...

-نسأل عليه! ونبي اتلهي متجننيش انت التاني، بس هو يجي! اختك لو متجوزتش وهي حلوة وفي عز شبابها كده هتبور كفايه اللي حاصلها ؛ بس هو يجي و يمين بالله لاجوزهاله في اقل من ساعه!
-يوووه يا امي، انا مش مقتنع الصراحة! اكيد بيكدب الراجل ده و كل تعبنا ده هيكون على الفاضي!
-فال الله ولا فالك يا شيخ، اسكت يا عامر الله يرضا عليك، انا واثقه انه هيجي و واثقه اكتر اننا هنجوزهم على طول بس هو يطلب!

وضعت دعاء يدها على فمها تخفي ابتسامتها لو لم تكن تعرف والدتها البسيطة لظنت انها ترغب في التخلص منها وكأنها كيس من النفايات ولكن المسكينة عانت معها الكثير طوال تلك الفترة تحاول جاهده انقاذها...
اغمضت عيونها بحزن ولكن ما باليد حيله يوما ما سيشكرها الجميع على ما تفعله!

امتنع مالك عن الذهاب إلى منزل دعاء واكتفي بمراقبتها في الجامعة حتى انها رأته اكثر من مره و دائما ما يدور حديث بين اعينهم ينتهي باحمرار وجنتها و هروبها السريع من امامه!
حتى انه احيانا يقبض عليها تبحث عنه بخفيه من حولها!
قريبا سمرائي المشاكسة سأنهي لعبتك الصغيرة بلعبه أخري تفوقها خطورة و ليرمي كل لاعب بأوراقه الرابحة و يبقي الفوز للاعب الأدهى!

(قاعد لوحدك كده زهقان شيطان يوزك في سكه شمال يفضل يقولك
إلعب يلااااا).

بعد مرور سبع أيام محبطه على والد ووالده دعاء المنتظرين بشوق تحقق اقاويل الشيخ...
دلفت دعاء إلى غرفتها بغيظ بعد وصولها من الجامعة و رؤيتها لذلك اللعين الذي يتلاعب بها لماذا يقف بعيدا لا يقترب أهذا اعترافا منه بأنه يرغبها ولكنه يرفض الحصول عليها...
هزت رأسها بعنف تمحي ذلك التفكير المجنون لتري رحمه جالسه تراقبها كالصقر...
-في ايه انتي كمان، بتبصيلي ليه؟!
-عادي بتفرج عليكي!

-ليه وانا فرجه يا زفته انتي!
ضحكت رحمه بلا مرح لتردف بواقعيه...
-انتي متأكده انك مش عارفه اجابه السؤال ده؟!
جاء قولها في الصميم لتشعر دعاء بدموعها تقترب متحسره على حالها فتردف بحده...
-اطلعي برا يا رحمه انا عايزة انام مش ناقصه صداع!
بدلت ملابسها بعنف واتجهت لفراشها تفترشه و تغمض عينيها مصطنعة النوم لتصل إلى اذانها قول رحمه وهي تخرج...
-حتى أبيه مالك مبقاش يجي خساره، فرصك بتخلص يا دعاء!

بذلك اغلقت الباب لتبدأ شلالات من الدموع تسقط من عيونها الحاده كعيون القطه و جسدها المتكور على نفسه محاوله الاختباء عن الحياه و ما فيها تريد فقط العيش بطبيعية و لو لساعه من الزمن!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة