قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والأخير

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والأخير

نوفيلا أمير تيتا للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والأخير

بعد ايام امسكت روان هاتفها بغضب وفتحت الدردشة الخاصة بهم تعيد قراءه كل حرف بينهم، صاحت بغضب و اتفعال وتوجهت للجدة شاكية:
-شوفتي اللي بتقولي بيحبك و سامحيه اهو من يومها معبرنيش ولا بعتلي مسج حتي!
طالعتها الجدة بذهول و قالت متعجبة:
-انتي مجنونة يا بنتي مش انتي اللي طفشتي الراجل!
عقدت ذراعيها بعناد واخبرتها:.

-يعني هو طفش طيب حلو اوي، اتي اوكيه بالنسبه ليا انا هعيش حياتي عادي جداً و طظ فيه، عارفة وهعمله بلوك كمان!
دخلت إلى غرفتها بغضب واغلقت الباب خلقها، اتسعت ابتسامه الجدة و حركت كفها في الهواء بانتصار و أمل قريب باجتماع الطرفين...

تلوى امير بغضب غير قادر على النوم فزفر وعاد يمسك هاتفه و مرة اخري يفتح الدردشة الخاصة بهم ليواسي عذاب شوقه فاتسعت عيناه عندما اكتشف حظرها له، تجمدت ملامحه بضعة ثوان ثم انفجر ضاحكاً على سذاجتها و جنون أفعالها:
-واد يا امير انت بتضحك للتلفون!
خرج أمير السارح في أفكاره بمجنونته على صوت والدته المتعجب، نظر لها كالأبله قبل ان يعود عقله للواقع ويخفي ابتسامه بلهاء من على وجهه مجيباً:.

-اكيد لا يا ماما بضحك للي جوا التليفون!
لوت الام شفتيها لليمين و اليسار قائلة:
-يا فرحة امك بيك، اسمع يا امير يا حبيبي انت لازم توريني العروسة دي لان شكلك اتجننت اصلاً ومش قادرة اصدق كلمه من اللي قولتلي عليها!
فرك جانب وجهه بملل قائلاً:
-لا يا ماما لسه عاقل متقلقيش!
-يا ابني طمني عليك متوعوشنيش اكتر من كده!
قالت الام بنفاذ صبر فأجابها بحنق:.

-في ايه يا ماما، انا بضحك عادي انتي ليه محسساني اني اتجوزت عرفي!
تصلبت ملامح والدته واقتربت تحاول قرص اذنه على غفله لكنه افلت بحنكه لتصيح به مهددة :
-عرفي ده ايه يا روح امك، لا فوق متفتكرش نفسك راجل عليا، قال عرفي قال، اقسم بالله ادبحك زي الفراخ، كتك القرف قالق حياتي!
انهت جملتها وهي تبتعد لتغلق باب غرفته خلفها بقوة، ليهتف بغيظ:
-انتي بتعامليني كده عشان اطفش واتجوز انا فاهمك، بس انا مش هريحك بردو!

عاد نصف جسده للوراء بفزع عندما انفتح باب غرفته بعنف وطلت والدته بنصف جسدها العلوي صائحة:
-لا متريحش امك يا امير، متريحهاش عشان ربنا يمرمطك دنيا وآخره يا ابن بطني وانا غضبانه عليك!
القي امير الهاتف واعتدل في جلسته مشتكياً:
-غضبانه عليا عشان ضحكت للتلفون يا نهار اسود و منيل عليا!
-نام يا امير وارتاح وبلاش تريح امك وتقولها اللي فيك و ملغبط حالك!

قالتها بغضب حاد فاستلقي امير في الفراش وهو يشير للباب محاولاً إنهاء الوضع بقوله:
-روحي نامي يا امي، روحي نامي وهتستريحي قريب متقلقيش!
اخذت تلقي بكلمات مبعثرة عجز عن فهمها وهي تغلق باب الغرفة وتتجه للنوم بغرفتها...
تنهد أمير ثم عاد يبحث عن هاتفه لتحليل وضعه مع من صارت كالإدمان في جسده لا يقوي على الابتعاد عنها وعن كلماتها ليتمتم بغضب:
-هتعمل ايه في نكستك دي يا سبع البرومبه!

مر اسبوع كامل دون ان يتواصل أمير معها على امل ان تهدأ بالكامل وتفكر بأمرهم بشكل جدي، لن ينكر ان اهمالها التام و تجاهلها تجاهه يجرح رجولته ولكنه يعطيها عذرها فما حدث من زوبعة بسبب والدتها اتي في صالحه وامتص الكثير من غضبها،.

وقف امام المقهى بملل وترقب، يتمني رؤيتها حين اتته مكالمة من جدتها، أجاب سريعاً لكنها همت بالحديث بسرعه تحذره بأن روان في طريقها إلى الخارج طالبة منه ان يتمالك غضبه و صوابه، تداخل حاجبيه باستغراب وقبل ان يسأل لماذا؟، كانت زوجته المصونة تخرج من المبني وتتجه نحو سيارة فضيه يعرفها جيداً فهي ملك لأحد أصدقائها من شباب الجامعة، لوحت لإحدى الفتيات في الداخل ولم تكلف خاطرها رمقه حتي بنظرة جانبيه، جز على اسنانه بغضب واغلق الهاتف دون ادراك و اتجه نحوها بخطوات نارية تحرق من حولها وقبل ان تصل كان يمسك ذراعها و يديرها نحو المبني مره اخري، اتسعت عيون روان بصدمه قبل ان تتحول إلى غضب كيف يجرأ على الظهور هكذا بعد ان تجاهلها أيام طويلة عذب فيها قلبها الاحمق المتعلق به، حتي بعد ان ظهرت حقيقته المخادعة و أكاذيبك اللامتناهية حول حبه و عشقه لها..

دفعها على الدرج فنهرته بصوت مكتوم:
-ابعد ايدك عني و بطل تدخل في حياتي!
-انا مش هتدخل في حياتك ده انا هكسر رقبتك، انا جوزك مش صاحبك!
قالها بصوت يملئه الغضب و الحقد ثم تجاهل اعتراضاتها وهو يتخطاها و يجرها خلفه إلى أعلى، دق الباب بعنف بينما حاولت روان ابعاد يده عن ذراعها دون جدوي...
فتحت الجدة الباب بخضه فدلف مع روان قائلاً بحده:.

-تيتا معلش سامحيني انا كنت ساكت و سايبها تهده و اقول عندها حق لكن شغل هبل و قله ادب مش هسمح بيه!
رمقتها الجدة بغضب و لوم قبل ان تقول بلهجه حنونة وتربت على صدره:
-معلش يا أمير، انا فعلاً معرفتش اربيها، انا حذرتها وهي مسمعتش الكلام!
-تيتا!
هتفت روان مستنكرة وهي تحاول دفع أمير بعيداً عنها ولكنه اكتفي بالرد على جدتها:.

-وانا عارف كده كويس و وافقت بس هي تفهم انها بقت على ذمه راجل واللي كانت بتعمله قبل كده ميتعملش دلوقتي، مابقاش واقف في شغلي والاقي الهانم نازله تركب مع واحد، لا و ديني اكسر رقبتك، انتي فاهمه!
وجه جملته الأخيرة إلى روان وهو يهزها بعنف، فارتبكت الجدة وامسكت ذراعه الأخرى قائلة بتوسل:
-حبيبي اهدي طيب وكل حاجه هتيجي بالهدوء و العقل!
صرخت روان مستنكرة وهي تنزع تربونها بشكل عصبي:.

-انتي بتدادي فيه ولا ايه، ده واحد مش محترم اصلا، لا مش انا اللي تجرجرني وراك زي البهيمه و تتحكم فيا، و سيب ايدي بقولك متجننيش عليك!
اشار أمير نحو روان بيده الأخرى وهو يطالع الجدة بنظرة ذات مغزي وكأنه يخبرها أترين؟!
رمتها الجدة نظرة غاضبه ومالت شفتيها لأسفل برفض وهي تخبرها :
-تصدقي تستهلي اللي يجرالك، انتي بجد قليله الادب عشان تكلمي جوزك كده!

نظرت لها روان بصدمه فأبعدت الجدة انظارها نحو الأمير و كأنها تحلل موقفه حتي تستطيع اتخاذ رد فعل، شعر أمير باضطرابها و رغبتها في حماية حفيدتها من غضبه فغمز لها يحثها على التراجع والاطمئنان ثم اتبعها بقوله:
-هي خلت فيها جوزك، بس متخافيش هفهمها كويس اوي يعني ايه تبقي على ذمتي!
أخيراً استطاعت روان الافلات من يده لتتهمه:
-والله مش عاجبك طلقني وساعتها لا هتستحملني ولا انا هستحملك!

وضعت الجدة كفيها على رأسها بتعب ثم قالت بحده:
-ضغطي علا عليا منكم لله، انا داخله اوضتي، اقولكم ولعوا في بعض!
اتبعتها روان تنسحب بعيون متسعه غير مصدقه ان جدتها تركتها بين براثن الأسد، اغلقت الجدة الباب خلفها والصقت اذنها بالباب وهي تتمتم بتهديد خفي:
-اما اشوف يا سي أمير اخرتها، بس لو لمست حفيدتي هقطع شراينيك بحقنه الضغط بتاعتي!

حاول أمير الاقتراب منها ما ان اختفت الجدة فركضت روان نحو غرفتها، لحق بها و لوج معها قبل ان يغلق الباب فصدمته عندما ركلت جانب جسده وقالت مهدده:
-لو قربت مني هبهدلك!
ظهرت الصدمة بوضوح على وجه أمير الغير قادر على تصديق انها ركلته للتو ليقول بخفوت مرعب:
-يا نهار ابوكي اسود، انتي ضربتيني!
انكمشت ملامحها برعب وهي تبتعد للخلف مجيبه بتلعثم:
-ده رد فعل انا مضربتكش!

صرخت عندما انقض نحوها و حاولت الركض ولكنه حاوط منتصف جسدها بذراعه و دفعها نحو زاوية الغرفة قائلاً من بين أسنانه:
-بصي بقي وافهمي كويس، عشان انتي ردود افعالك و افعالك كلها غلط في غلط، فكك انك ضربتيني دلوقتي و ده و رحمه ابويا ما هعدهالك بالساهل...
حاولت مقاطعته فغطي فمها مستكملاً بعنف وهو يلصق جسده بجسدها بلا وعي منه:.

-لكن تنزليلي من البيت بالهدوم الزباله دي و تركبيلي مع واحد ده اللي مش هعدهولك ابداً، انتي فاهمه!
علا صوت جملته الأخيرة، فارتعشت شفتيها قبل ان تجيب بسرعة وارتباك:
-فاهمه!
جرت جسدها المستند على الحائط لأسفل حتي تستطيع تجاوز ذراعه المستند بجوارها رأسها و ما ان فعلت حتي عاد يعترض طريقها و يعيدها إلى احضانه بينه وبين الحائط مستكملاً وهو يشير إلى قدمها بعينيه:.

-الخلخال ده مفيش نزول بيه في الشارع تاني و بنطالوناتك تشتريها كامله لو سمحتي!
عقدت ذراعيها بعناد قائلة:
-مش معنى اني وافقت على اول طلب اني...

ابتلعت باقي جملتها واتسعت عيناها عند اقترب بوجهه كثيرا من وجهها وعلت دقات قلبها بتمرد ولم تفلح في تهدئته حتي بتذكيره بأنه اهملها اسبوع كامل، علت أنفاسها كلما وصلها صوت انفاسه المتلاحقة بقوة وحاول أمير كبح رغبته في الانقضاض على شفتيها و التهام منها ما يرضي شوقه إليها حتي يكمل حسابها معه ولكن تلك الشفتان لا تساعدانه ابداً...

ارتفعت عيونها ترمقه بنظره خجله وداعب احساسه ذلك الخط الاسود المرسوم اعلى جفنها بضراوة كلما حركته لتنظر اليه ثم تعود لتنظر إلى شفتيه، عض على شفتيه في محاولة لمقاومه حركاتها المتلاعبة بخلايا رجولته، بينما تعلقت عيونها بشفتيه كالمغيبة بل كامرأة تكتشف مشاعر تهاجمها للمرة الاولي ولا تستطع السيطرة عليها خاصة و رائحته الرجولية تحاكي أوتار انوثتها،
ارتفعت انظارها إلى عينيه عندما همس أمير بشوق:.

-يخربيت جمالك، انتي مضيعه هيبتي ومجنناني بعنيكي دي...

انعكست مشاعره بعيونه السوداء المشتعلة و بدون وعي منها ارتفعت على اطراف اصابعها تلامس شفتيه بشفتيها بخفة كالفراشة و لكنه انتفض كالملسوع من نحلة و طالعها بذهول و عدم تصديق، احمرت وجنتيها وحاولت الالتصاق بالحائط و الابتعاد عنه قدر الامكان ولكن قربه لا يتيح، اخفضت عيونها للأرض و فركت ذراعها بخجل و قد غزت البرودة جسدها عندما ابتعد خطوتين و لمحته يفرك رأسه بقوه ويعطيها ظهره، اغمضت عيونها لا تتحمل مرارة الرفض ولكنها اتسعت وهي تسمعه يقول وهو يقترب في لحظه:.

-انتي مش هتنزلي من البيت ده تاني!
انهي جملته بين شفتيها وهو يثبت رأسها بين راحتيه و يترك لقلبه زمام اللعبة، هبطت يده على عنقها ليتحكم في زواياها حتي تميل بما يتناسب مع جوع شوقه، تأوهت روان باستسلام تام واحاطت خصره بذراعيها تمسكه بقوة وكأنه الحياة، ضمته أكثر تحاول اطالة شعورها بالأمان و اه لو يدري كم حرمت من الامن و الاطمئنان...

ابتعد بعد مده يسمح لهما بالتقاط انفاسهما ثم مال يخفي انعدام توازنه بأن اغرق وجهه في عنقها وهو يرمي بجزء من ثقله على جسدها لكنه ضمته اكثر دون اعتراض وهي تخفي وجهها بصدره فقال بخفوت:
-بحبك ومش هسمحلك تجنيني، لا انا مش هسمحلك تبعدي اصلا بعد اللي عملتي ده!
ضمته اكثر بخجل لفعلتها ترفض النظر اليه فابتسم بسخرية قائلاً:
-مكسوفه مني ولا مكسوفه عشان كنتي هتغتصبيني!
دفعته بحرج وهتفت بغضب:.

-بلاش استعباط ماكنتش بوسه!
التقي كفه بخلف عنقها بغيظ متهماً:
-ولما انتي هتموتي وتبوسيني مكفراني وراكي ليه، وسيباني اسبوع كامل من غير ماتعبريني!
ابتعدت عنه لمنتصف الغرفة وعقدت ذراعيها برفض قائلة:
-انا اللي سيباك ولا انت اللي كنت بتلعب بيا!
احتضنها من الخلف فدفعته بوهن بكتفها ليبتعد ثم قال وهو يقبل كتفها الايمن بحب:.

-العب بيكي ولا انتي اللي تلعبي ببلد، لكن حقيقي اللي مجنني ازاي مشكتيش اني امير من الأول للدرجة دي التفكير معدوم عندك، يبقي انا عندي حق اتنيل أخاف عليكي ولا لا؟!
كادت ترتسم ابتسامه على شفتيها لكنها اكملت بحنق وحرج:
-أنا مجاش في دماغي انك ممكن تتجرأ تعمل كده أصلاً انت مكنتش بطقني...
شبكت ذراعيها ثم أكملت:
-وبعدين لما انا العب ببلد مُصر تخليني على ذمتك ليه، طالما انا مش متربيه زي ما انت بتقول طلقني!

شد على خصرها وهو يؤكد بكل انسيابيه وهدوء كأنه يحادثها عن الطقس:
-مش معني انك مش متربيه هسيبك، لا عادي جدا ما انا هربيكي على ايدي باللي يعجبني، وهمشيكي على العجين متلخبطهوش..
دفعته بمرفقها بقوه فتأوه بابتسامه واسعه وهو يدفعها نحو الفراش امامهم رغم رفضها الواضح:
-ابعد يا بارد، انت فاكرني هموت عليك اصلاً عمال تبيع و تشتري فيا، انا يا سيدي واحده مش متربيه ومش هتربي، انا كيفي كده بقي!

دفعها على فراشها الصغير الوردي ثم استلقي بجوارها مؤكداً:
-ايه اللي كيفي كده احنا بنحشش ثم انتي ضربتيني بكوعك، افهم من كده انك عايزة تبوسيني!
تجمدت لحظه وغلت الدماء بوجهها خجلاً قبل ان تقذفه بوسادتها في وجهه صائحة:
-ابو شكلك، اطلع برا!
دوت ضحكته وهو يكبلها بجسده ويبعد الوسادة ثم استكمل بمشاكسه:
-طبعا انتي فاهمه ان بعد اللي عملتي ده اقسم بالله ما هتشوفي الشارع غير معايا!

-ليه يعني همشي ابوس في خلق الله...
قالت مستنكره واتبعتها بتأوه عندما جذب خصله صغيرة من شعرها كعقاب، قائلاً:
-وبتزعلى لما اقول مش هسيبك تنزلي الشارع لوحدك، بوصب يا حبيبتي لحد ما اتأكد اني ربيتك على طريقتي و اسلوبي واعرف اني سايب راجل في الشارع، عمرك ما هتنزلي لوحدك والأفضل متنزليش اصلاً!
تأففت باعتراض وهي تعقد ذراعيها غير مباليه بوضعيه جسدها وقالت:
-يعني انت كمان مش واثق فيا...

التهمت ابتسامه صفراء كالكناري كل وجهه وامتنع عن الإجابة لتهتف بغيظ وهي تضرب كتفه :
-انت رخم على فكرة و سخيف وانا بكرهك!
-لا بتحبيني!.
قالها وهو يحتضنها بقوه فاستكملت بعناد:
-لا بكرهك، هاه...
ضيق ذراعه حولها يرفعها إلى جسده ثم قال بحده:
-بتحبيني!
نظرت له بغيظ وشرر يتطاير من عينيها فقبلها قبله خاطفه وابتسم ببراءة قائلاً:
-بحبك يا مضيعه برج من عقلي...!

تناست كل دفاعاتها وكل الانذارات العاقلة التي تحذرها منه ومن تلك العلاقة مع رجل شرقي سيخنقها ولن يرضي حتي تتغير طباعها المتمردة لطباعه و بكل طفولية كالبلهاء اتسعت ابتسامتها ثم بللت شفتيها و همست بخفوت:
-وانا كمان بحبك...
مال عليها يوسم ملكيته لشفتيها ولكن كلاهما انتفض عندما دقت الجدة الباب بعد ان اقلقها صمتهم وهمساتهم وقررت التدخل متسائلة:
-انتوا كويسين!

جز أمير على اسنانه وخبط رأسه بكتف روان التي تكتم ضحكاتها ثم تنحنح مجيباً بصوت عال:
-احنا كويسين اوي يا تيتا يا حبيبتي...
ابعدته روان وعدلت ثيابها بخجل ثم انطلقت نحو الباب ممسكة قبضته الحديدية، طالعت أمير بحاجب مرفوع تطلب منه بصمت ان يبتعد عن الفراش، زفر وهو يستقيم متمتماً:
-زعلان ليه؟ انت اللي دبست نفسك بنفس ذات نفسك!
ضحكت روان وهي تهمس:
-كويس إنك عارف يا أمير تيتا!

بعد شهر من المعاناة و التجهيزات بجانب المشاجرات الغير متناهية بين الطرفان تم الزفاف و انتقلا إلى عش الزوجية، حاول امير إغلاق الباب و ابعاد والدته ولكنها منعته وهي تهمس له وحده للمرة الألف:
-زي ما فهمتك عشان البت متكرهكش، جدتها موصياني!
خبط أمير قدمه بالأرض بحنق، يكاد يخرج من ملابسة من الخجل وقال:
-ابوس ايدك يا ماما سمعتك و فاهم كويس، انتي طلعتي ليه قولتلك خليكي مع تيتا تحت متتعبيش نفسك!

صفعته بخفه على وجهه بابتسامه واسعه راضية وأخيراً سمحت له بأغلاق الباب، زفر بحده واستغفار و التفت لعروسه بابتسامه واسعه، رمقته روان بعتاب وعقدت ذراعيها أمام صدرها، كاد يضحك لهيئتنا وهي تصطنع الحزن رغم السعادة المنبثقة من مقلتيها و لكنه اقترب منها متسائلاً:
-بقلوظتي الحلوة زعلانه و لا ايه؟!
ضاقت عيناها باتهام لتجيب:.

-شفت كل البنات قالتلي لو كنت عملت فرحي من غير طرحه كنت هبقي قنبله لكن اقول ايه منه لله اللي كان السبب!
ابتسم بسخريه وهو يستند بأريحية على قطعه من الأثاث جوارها وقال:
-ايوه اومال لو لبستي الفستان القصير اللي كنتي هتموتي و تجيبه و كان هيليق على شعرك بردو!
دبدبت قدميها بالأرض قائلة:
-بطل تستفزني يوم فرحي!
-انا اللي بستفزك!
اردف بتعجب ثم استغفر الله وتقدم منها يضمها بحنان قائلاً:.

-وبعدين مين قالك انك مش هتعملي كده، ده بالظبط اللي هيحصل دلوقتي!
رمته نظرة جانبية من فوق كتفها متسائلة:
-قصدك ايه؟
دفعها بمرح نحو غرفة النوم وسط مداعبات كلاهما وقال مشيراً إلى فستان زفاف أبيض قصير يفترش فراش الزوجية:
-مين هتلبس فستانين فرح و تقصف جبهه صحابها ناو...
انفجرت ضاحكة على طريقته في تقليد حوارها المفضل و صفقت بحماس قائلة:
-وتشلني وتلف بيا كمان!

توجه للفراش بملل يلملم الفستان ويلقيه في وجهها بمشاكسه قائلاً:
-البسي الفستان قبل ما اغير رأيي يا بنت الناس، انا ماسك نفسي عن الشيل و اللف وعن كل حاجة فأنجزي!

تلون وجهها بخجل لكنها هرعت للمرحاض لتغير ملابسها، اسرع أمير بتغير ملابسه مكتفي بسروال بيجامة قطنية رافضاً تماماً الاقتراب من البيجاما الحمراء، ساتانيه القماش كقمصان السيدات والتي اصرت والدته على إحضارها له، رمقها بغضب ثم طواها باشمئزاز و القاها في الخزانة، استدار بلهفة و ابتسامة واسعه عندما فتحت روان باب المرحاض أخيراً و خرجت تعكس نفس ابتسامته السعيدة، اقتربت قليلاً بخجل و دارت حول نفسها ممسكة بطرفي الفستان القصير متسائلة:.

-شكله حلو؟
تفحص الفستان الصغير المكتفي باحتضان صدرها المكتنز بأغراء و بلا اي اكمام فوقه ثم انتقل بأنظاره لضيق الفستان عند خصرها بشكل يرسمه كرسام وصولاً إلى تلك الاشبار المتدلية منه لينتهي بمنتصف فخديها المشعان كضوء ساطع، أباح لأنظاره بتفحص ساقيها بحرية و اعجاب، و لعق شفتيه و رفع عيناه إلى عيونها الخجولة ليقول:
-أيه الجمال ده!
ابتسمت لكنها اختفت عندما تجمدت ملامحه و سأل بوجوم:.

-و الهانم كانت عايزه تحضر الفرح كده؛؛ عشان اقتلك انتي و المعازيم!
دوت ضحكتها المدللة المكان، ابتعدت خطوتين ثم دفعت خصلاتها الطويلة للأمام قائلة بمشاكسه:
-ومتنساش الشعر!
-ابو تقل دمك!
تمتم بغيظ فقاطعته بحماستها:
-شيلني بقى!

لم تعطه الفرصة للاستعداد بل ركضت نحوه بكل طفولية و تعلقت بجسده، التف ذراعيه حولها بذهول و سقط كلاهما على الفراش خلفهم، غرقت روان في ضحكاتها حتي انتبهت لحراره جسده العاري تحت كتفيها، خجلت وتحركت باضطراب حتي التقت ركبتها بنصف جسده السفلي، كاد يصرخ بألم و عكست هي صرخه خفيفة كانت تسعي للهرب منه و حاولت الهرب من فوق جسده حتي انتهت مستلقيه بجواره، وضعت يدها على وجهها و انفجرت ضاحكة غير مصدقة ما فعلته، فرمقها أمير بغل وهو يتلوى جوارها ثم قال من بين اسنانه:.

-روان انتي عاملة حسابك على عيال!
رمقته بعدم فهم، فأرسل لها قبله هوائية مضيفاً:
-استغطي ونامي يا حبيبتي، استغطي و نامي!
انعقدت ملامحها بغيظ و اردفت:
-بطل غتاته يا بارد!
علت ضحكاته و جذبها نحوه حتي التصقت أنفه بأنفها وقال مؤكداً:
-تصدقي بالله انا متجوزك اصلاً عشان انتي سافلة!

لكمته بخفه و خجل في صدره و اوقف اعتراضها بقبلة عميقة تنسيها الحياة و كلماته السخيفة وتغرقها في بحور عشق كان بداية لحياة مجنونة مشاكسة لكنها الحياة بنعيمها بالنسبة لهما...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة