قصص و روايات - روايات عالمية :

ملخص مسرحية العاصفة للكاتب ويليم شكسبير

ملخص مسرحية العاصفة للكاتب ويليم شكسبير

ملخص مسرحية العاصفة للكاتب ويليم شكسبير

هي آخر أعماله التي عالج فيها قضية القدر والإرادة الإنسانية حيث نرى من خلالها البطل يحرك كل الأحداث متسلحا بمعرفته الهائلة بالسحر وقد رسم شكسبير من خلال شخصيته ظلال الشخصيات الأخرى وتعد هذه المسرحية ضمن المسرح الأخلاقي حيث تنتصر قوى الخير في النهاية.

تاريخ النشر: 1611
النوع: كوميديا - رومانسية

ملخص مسرحية العاصفة

في جزيرة ما بالبحر، كان يعيش رجل عجوز، إسمه بروسبيرو مع إبنته ميراندا، وهي فتاة جميلة جداً. كانا يعيشان في كهف من الصخور، مقسم إلى عدة أقسام، منها قسم كان يسميه بروسبرو ركن القراءة. حيث يحتفظ فيه بكتبه التي تهتم أساسا بالسحر ؛ هذا النوع من المعرفة الذي كان ذا نفع كبير له. والصدفة المحضة هي التي ألقت به فوق هذه الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة ساحرة تدعى سيكوراكس وقد استطاع بروسبيرو بواسطة قوة ما إكتسبها من فن السحر، أن يطلق سراح العديد من الجان الطيبين، التي قامت سيكوراكس بحبسهم داخل جذوع أشجار كبيرة، لأنهم رفضوا أوامرها الشريرة.

أصبح هؤلاء الرجال الطيبون مطيعين له ورهن إشارته دائما. وكان من ضمن هؤلاء رئيسهم آريل. ولم يكن (آريل) المرح، شريراً بطبيعته، إلا أنه كان يسعد جداً لمداعبة مسخ دميم يدعى (كاليبان)، مداعبة ثقيلة، وذلك بسبب كراهيته له لأنه ابن عدوته القديمة (سيكوراكس). وقد وجد بروسبيرو كاليبان هذا في الغابة، وهو كائن غريب مشوه، أبعد ما يكون عن شكل الإنسان، وأقرب إلى شكل القرد. فأخذه معه إلى الكهف، وعلمه الكلام ؛ ورغم عطف بروسبيرو عليه، إلا أن طبيعته الشريرة التي ورثها عن أمه سيكوراكس، لم تسمح له بتعلم أي شيء طيب أو نافع.

لذلك كان يستخدم كالعبد، لإحضار الخشب، والقيام بالأعمال المجهدة؛ وكانت كل مهمة آريل تنحصر في اجباره على القيام بتلك الأعمال. ولما كان كالبان كسولاً ولا يرغب في القيام بعمله، فقد كان آريل (الذي لا يراه أحد سوى بروسبيرو) يأتي من خلفه ويقرصه، وأحيانا يلقى به في الطين؛ عند ذلك، يظل آريل على هيئة قرد يقلب شفتيه سخرية منه. ثم يبدل هيئته في سهولة، ليصير قنفدا، ويقذف بنفسه في طريق كالبان، الذي يفزع من أشواك القنفد التي قد تصيب قدميه العاريتين.. وبكثير من هذه الألاعيب كان آريل يداعبه، عندما كان كالبان يفشل في أداء مهمة يكون بروسبرو قد كلفه بها. ولما كان بروسبرو يتمتع بطاعة هؤلاء الجان، فقد كان في مقدوره وبواستطهم أن يأمر الريح، وأمواج البحر لتثور. وإطاعة لأوامره فقد أثاروا عاصفة هوجاء؛ وجعل إبنته ترى في وسطها سفينة كبيرة تصارع أمواج البحر الشرسة، التي تكاد تبتلعها في أي لحظة؛ وقال لها أبوها، أن هذه السفينة مليئة بمخلوقات مثلهم.

فقالت الفتاة:

"أوه، يا أبي العزيز، إذا كنت بفن سحرك قد أثرت هذه العاصفة الفظيعة، فأرجوا أن تضع حداً لمأساتهم الحزينة وتشفق عليهم. أنظر !. إن السفينة على وشك أن تتحطم إلى أشلاء. ياللمساكين ! سوف يغرقون جميعاً. لو كانت لدي القدرة، لأمرت البحر أن ينحسر، حتى لا تتحطم السفينة، بكل تلك الأرواح الغالية الموجودة عليها".

فقال بروسبرو:

"إن الأمر ليس بهذه الخطورة، يا إبنتي ميرندا، لن يصيبهم أي ضرر، فلقد أصدرت أوامري توا، بألا يصاب أحد ممن على السفينة بأذى. وما فعلت ذلك إلا من أجل خاطرك، يا ابنتي العزيزة.. أنت لا تعرفين من تكونين، أو من أين أتيت، ولا تعرفين الكثير عني سوى أننى أبوك، وأننا نعيش في هذا الكهف الفقير. هل تستطيعين تذكر الوقت، قبل أن نأتي إلى هنا ؟. أعتقد أنك لا تستطيعين، لأن سنك لم يكن يتعدى الثلاث سنوات حينئذ". فأجابت ميرندا: "بالتأكيد، أتذكر، يا أبي". فسألها بروسبرو:

"لكن ماذا تتذكرين ؟ أتتذكرين الناس أم المنازل.. أخبريني بما يمكن أن تتذكريه، يا طفلتي ؟ !
فقالت ميرندا: "يبدو لى ذلك وكأنها ذكرى حلم. لكن ألم يكن لدي أربع أو خمس سيدات، يقمن على خدمتي ؟

!. فأجاب بروسبرو: "فعلا، بل وزيادة. كيف تظل هذه الذكرى عالقة برأسك ؟ هل تذكرين كيف جئنا إلى هنا؟".

فقالت ميرندا: "كلا، ياسيدي، لا أذكر شيئا أكثر من ذلك"

أكمل (بروسبرو) حديثه فقال:
"منذ اثنى عشر عاما يا ميرندا، كنت دوق ميلانو، وكنت أنت الأميرة، وطفلتي الوحيدة. وكان لي شقيق أصغر مني، يدعى (أنطونيو)، وثقت فيه وسلمته كل شئون الدولة ؛ ولما كنت شغوفا بالهدوء والدراسة العميقة، فتركت تصريف أمور الدولة لعمك، شقيقي الغادر (لأنه حقيقة أثبت ذلك).

أما أنا، فقد أهملت كل إهتماماتي الدنيوية، ودفنت نفسي داخل كتبي، وأعطيت كل وقتي لصقل تفكيري.. أما أخي وقد أصبح مالكا لكل سلطاتي، فقد بدأ يظن أنه الدوق الحقيقى فالفرصة التي أتحتها له بأن يكون محبوبا من أعواني، أيقظت في نفسه الشريرة، نزعة غرور ليسرق مني دوقيتي (مملكتي). وسرعان ما نفذ ذلك بمساعدة (ملك نابولي)، وهو حاكم متسلط، كان عدوا لي". فسألته ميرندا:"ولماذا لم يقتلونا، في هذه الأثناء ؟ ".

فأجاب الأب:
"لم يجرؤ على ذلك يا طفلتي، لأن شعبي كان يحبني حباً جما. فحملونا على سطح السفينة، وعندما أصبحنا على بعد عدة أميال داخل البحر، أجبرونا على النزول في قارب صغير، دون مجاديف أو قلاع أو حبال. وتركنا هناك، ظنا منه، أننا سنموت. لكن لولا طيبا من بلاطى، يدعى (جونزالو)، كان يحبنى، وضع سرا في القارب، ماء وطعاما وملابس، وبعض الكتب التي كنت أفضلها أكثر من مملكتي ".

فقالت ميرندا:
"آه، يا أبي، لابد أنني سببت لك كثيراً من المتاعب حينذاك ؟.

فقال بروسبرو:
"كلا، يا حبيبتى، فلقد كنت الملاك الحارس بالنسبة لي كانت ابتسامتك تجعلنى أتحمل بشجاعة حظي العاثر. وظل الطعام معنا حتى رسونا على هذه الجزيرة المهجورة ؛ ومنذ ذلك الحين كانت بهجتي الكبيرة، تنحصر في تعليمك يا ميرندا، ومن خلال هذه الدروس تعلمت الكثير ".

فقالت ميرندا: "جزاك الله خيراً، يا أبي العزيز، والآن قل لي، عن سبب إثارتك لهذه العاصفة ؟ ".

فقال أبوها: "سأقول لك، هذه العاصفة، ستجبر أعدائى، ملك نابولي، وأخي الشرير، على الالتجاء إلى شاطئ جزيرتنا هذه ".

وما أن قال بروسبرو ذلك، حتى لمس ابنته برقة بعصاه السحرية، فنامت في التو والحال، لأن الجني آريل كان قد حضر أمامه، ليعطيه تقريرا عن العاصفة، وماذا فعل بركاب السفينة ؛ ورغم أن ميرندا لم يكن في استطاعتها رؤية آريل، إلا أن بروسبرو لم يكن يرغب في أن تسمعه وهو يتكلم، فإنه سيبدو لها، وكأنه يتكلم مع الهواء.. !

شخصيات مسرحية العاصفة

- بروسبيرو، ملك ميلانو المنفيّ في الجزيرة.
- أنطونيو، شقيقه الذي استولى على سلطته من غير وجه حق.
- ملك نابولي.
- فرديناند، ابن ملك نابولي.
- ميراندا، ابنة بروسبرو.
- آريل، جنيٌ، خادم بروسبرو.
- كالبان، مسخٌ دميم الخِلقة.

لماذا عليك أن تقرأ مسرحية العاصفة ل: وليم شكسبير ؟

قصف رعدٍ وسنا برقٍ يُضيئان بحرًا لُجّيّا، وسفينة تتهَادى تحت الأمواج. إنه ليس إعصارًا عاديا، بل هي عاصفة عاتية وناقِمة، وهي تجهّز المنصة لأكثر مسرحيات "شكسبير"غموضا وإذ صار الجو صحوا، فإننا مدعوون إلى عالمٍ يبدو غير ذي صلة بعالمنا ولكنه حافل بهموم معهودة حول الحرية، والسلطة، والهيمنة

تدور أحداث مسرحية "العاصفة" على جزيرة مهجورة، وبلا حصون ومحكومة بالسحر والجبروت من قيل "بروسبيرو"، حاكم "ميلان" المبعد. مغدورا من أخيه "أنطونيو"، نُبذ "بريسبيرو" في الجزيرة مدة اثنتي عشرة سنة برفقة ابنته "ميراندا"، وكتبه الحبيبة في هذه المدة، تعلم سحر الجزيرة، واستعان به على التحكم بأرواحها صاحبة قوى الطبيعة. وسيطر كذلك على ساكن الجزيرة الأرضي الوحيد، الكئيب، وسيء السمعة "كاليبان"

إلا أنه وبعد سنوات من الإعداد للانتقام هاهو عدو"بريسبيرو" يلوح أخيرا في الأفق بمساعدة من الجني الطيّار "أريل" يدمر الساحر سفينة أخيه ويلجئ بحّارتها إلى الشاطئ بل وشملت مكيدة بروسبيرو حتى قلب ابنته التي يخطط لأن تُفتتن بالملتجئ للشاطئ الأمير" فيرديناند" وبينما "بروسبيرو" و"أريل" يحاصران "أنطونيو" يتعاون "كاليبان" مع بعض البحارة المخمورين الذين يحيكون مؤامرة هزلية للاستيلاء على الجزيرة

تعرّي المسرحية المجتمع حتى تصل إلى لبّ رغائبه حيث كل فريق في سعي حثيث وراء السلطة كانت على الأرض، أو الأشخاص الآخرين، أو مصيرهم أنفسهم ولكن "شكسبير" يعلم أن السلطة هدف متحرك دائما وبينما يكشف عن السجلات المظلمة لهذه الشخصيات فإننا نبدأ بالتساؤل إن كانت هذه الحلقة المفرغة قد تنتهي أبدا

يرغم أن"بروسبيرو" قد ظُلم من "أنطونيو" إلا أنه لبث يلحق أذاه بالجزيرة محتفظا بخصائصها السحرية ومواردها الطبيعية لنفسه كاليبان بالذات مغتاظ من هذه الهيمنة ابن سيكوراكس، الساحرة التي حكمت الجزيرة سابقا، ساعد بدايةً المنفيين ليجدوا لهم موضع قدم لكنه منذ إذٍ يصير عبدا لهم، ويصرخ في حسرة وغيظ: "ومن ثمّ أحببتك، وأريتك كل خصائص الجزيرة العيون العذبة والآبار المالحة، والمكان القاحل والخصب لتحلّ عليّ اللعنة على ما فعلت

بلهجته المدوية وغضبه المستشيط يذكر "كاليبان" "بروسبيرو" باستمرار بما كان من قبل: "هذه الجزيرة لي، ورثتها من "سيكوراكس" أمي، والتي أخذتها مني." لكن "سيكوراكس" كذلك ألحقت الأذى بالجزيرة وحبست "أريل" حتى أطلقه "بريسبيرو" والآن يقضي "أريل" المسرحية راجيا أن يفي بدينه وينال حريته، بينما "كالبان" مستعبد إلى أجل غير مسمى، أو على الأقل ما دام "بريسبيرو" في سدّة الحكم.

لأجل هذه الأسباب وأخرى كثيرة، غالبا ما تقرأ مسرحية "العاصفة" على أنها استقراء للاستعمار والمعضلات الأخلاقية المصاحبة لمعارك " العوالم الجديدة الشجاعة" تحيط بالمسرحية تساؤلات حول الوكالة والعدالة: هل "كاليبان" هو الحاكم الشرعي للجزيرة؟ وهل سيحلّق "أريل" حرا؟ وهل "بروسبيرو" هو الرقيب الأعلى أم أن هنالك سحرا يفوقه في العمل هو خلف سيطرة أيّ من الشخصيات

طوال المسرحية يذكّر "أريل" "بروسبيرو" على الدوام بالحرية التي وهو مدين له بها ولكن يبقى السؤال ما إذا كان المحتل قادرا على أن يتخلى عن سطوته وسؤال إنهاء حكم أحدهم، سؤال جوهريّ باعتبار أنّ مسرحية "العاصفة" يعتقد أنها المسرحية الأخيرة ل"شكسبير" من عدة أوجه، أفعال "بروسبيرو" تمثل صدى لأفعال المسرحيّ العظيم ذاتِه الذي حاك المؤامرات المحكمة، وناور من حوله، وألقى سحرا على الشخصيات والجماهير على حد سواء.

ولكنه بنهاية أدائه المهيب لدور السلطة والهيمنة فأبيات "بروسبيرو" الختامية تظهره متواضعا لجمهوره وللسلطة التي بين أيديهم على ما يبدعه. "بفضل أيديكم المباركة. نفسكم العليل عليه أن يملأ أشرعتي وإلا فشل مخططي الذي كان لأجل الرضا" هذا يستدعي وظيفة "شكسبير" بصففته المسرحي العظيم الذي كرّس نفسه أساسا لإدهاشنا.