قصص و روايات - روايات صعيدية :

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل السابع والأخير

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل السابع والأخير

قصة هدوء في قلب العاصفة للكاتبة هدير مصطفى الفصل السابع والأخير

روح: انا يوم الفرح ضربته بالسكينه حازم: لا يا روح، علي ما ماتش يومها الجرح كان سطحي، تكلمت روح بفزع وصدمه
روح: يعني ايه علي لسه عايش حازم: لا مات، ابوكي اكتشف ان على بينه وبين عزه علاقه وقتلهم هما الاتنين
روح: اييييه، وبابا حصله ايه
حازم: القضيه كانت دفاع عن الشرف، وخد حكم بسيط لما خرج اولاده رفعوا عليه قضية حجر و طردوه من بيته
روح: وهو فين دلوقتي.

حازم: انا جايبه هنا في رحلة علاج وسيبته نايم في المستشفي وطلعت اتمشي صدفه فلقيتك، تيجي تشوفيه
روح: مش هقدر يا حازم، قلبي مش قادر يسامحه
حازم: بس ده ابوكي ياروح.

روح: وانا بنته يا حازم ابويا ده دمرني، 6 سنين، 6 سنين ضاعوا من عمري وانا عايشه بهرب، كنت اخاف امشي في شارع لا اقابل ظابط، لما كنت اشوف ظابط في شارع كنت الف وامشي من شارع تاني، كنت لما حد يبصلي لمدة نص دقيقه افتكر انه عارفني و هيروح يبلغ عني الشرطه، او يعرف اهلي مكاني، 6 سنين وانا بخبي نفسي تحت جلدي وبتمني اختفي، انا قلبي اتوجع اوي يا حازم وما صدقت لقيتك، تعالا ننسي اللي فات وخلينا في اللي جاي حازم: اللي جاي مالوش معني من غير اللي فات.

روح: هترتاح لو روحت اشوفه حازم: ابوكي في اخر ايامه يا روح، روحيله وسامحيه، ماما قاعده معاه دلوقتي
روح: ماشي يا حازم تعالا نروحله..

ثم بدأ في السير وبدأ كل منهم يروي للأخير علي كل ما حدث معه من بعد تلك الليله المشؤومه
حازم: وانا بقي ليلتها روحت من عندكم متكسر، ماما خدتني ودتني المستشفي، ولما فوقت وعرفت انك هربتي لفيت عليكي البلد كلها ومفيش ليكي آثر سبت البلد وسافرت بقيت سواح في كل بلد شويه لحد ما لقيتك
روح: حازم انت احلا حاجه في دنيتي حازم: وانت دنيتي يا روح
ثم اشار لها لتنظر للخلف فتجد المشفي فتنظر له وتقول..

روح: انا خايفه يا حازم
امسك حازم بيد روح ليقبلها ويضمها اليه قائله...

حازم: مدام ربنا اراد ان يجمعنا وبقيتي معايا، اوعي في يوم تحسي بالخوف تاني
ارسلت تلك الكلمات بعضآ من الطمأنينه والأمان الي قلبها لتقول له باسمه...

روح: يلا بينا نتوكل علي الله
دلفا الي المشفي واستقلا المصعد ووصلا الي الغرفه، وحين همت بالدخول وجدت خالتها نجلاء تحمل قنينة مياه ومقبله عليها لتحتضنها وبعد مرور دقائق اطمئنت كل واحده علي الأخري فتوجهت روح الي غرفة والدها عازمة الدخول اليه وكان حازم ونجلاء ايضآ عازمين الدخول معها ايضآ ولكنها قالت..
روح: ممكن ادخل لوحدي
حازم: اكيد طبعآ ممكن.

فتحت باب الغرفه بهدوء تام لتدلف الي الغرفه المظلمه بخطوات خائفه لتنظر الي والدها مختار فتجده ملقي علي الفراش وتحيط به الاجهزه، كان في عالم اخر ولا يدري بما يدور حوله، فذهبت اليه لتجلس علي الكرسي الذي بجانب فراشه وتبدأ حديثنا قائله...

روح: ازيك يا بابا، عامل ايه، شوفت اللي حصلي وحصلك، الزمن بدل احوالنا، 6 سنين من عمري راحوا بسبب انانيتك وقسوتك، كنت بشوف عزه مع علي، في كل ليله انت كنت تسافر فيها، كان بيجي ديمآ عشان ينتهك شرفك، حاولت كتير اقولك بس للأسف عمرك ما كنت هتصدقني، تصدقني ازاي وانت شايفني عارك، ديمآ شايف فيه السبب اللي هيجبلك العار واللي هيدفنلك راسك في الطين، ويوم ما قررت احررني من سجنك بعتني لسجن اضيق موتي فيه كان امر محتم، شوفت اديني هربت من سجنك ومن سجنه، حررت نفسي بأيدي، سيبتكم وروحت لبلد اكبر وحريه اكبر، وسط ناس غريبه لا يعرفوني ولا اعرفهم، بالرغم من جهلي بكل شئ، بالرغم لأن عالمي كان محدود، بس أنا نجحت، عملت لنفسي كيان، بقيت حاجه في الوقت اللي بقيت انت فيه ولا حاجه، ولادك عملولك ايه، رفعوا عليك قضية حجر وطردوك من بيتك، مشيت في الشوارع ومكنتش لاقي مأوي، و البنت اللي انت طول عمرك رافض وجودها في حياتك النهارده مفيش حد غيرها قاعد جمبك، انت وجعتني اوي يا بابا، كنت كل ما ابص في عينيك مشوفش غير نظرات استحقار، كان كل تصرف منك رافضني، كانت بكره فيك حبي ليك، ايوه يا بابا، انا بسببك كرهت اني بحبك...

كانت تتحدث والدموع تنمر من عيناها رفعت يدها لتجففها وتقول...

روح: انا مش عارفه انا بقولك الكلام ده ليه، انا عارفه انك مش سامعني، وكلامي مش يفرق شئ معاك، بس انا لقيتها فرصه اتكلم واطلع كل شئ في قلبي ليك، يمكن اقدر اسامحك واتقبلك في حياتي
بدأ مختار في تحريك يده بتهالك حتى تمكن من نزع جهاز التنفس الصناعي عن وجهه، أدركت روح انه كان يسمع كلامها له، ليبدأ هو في الكلام بصوت متقطع قائلآ...

مختار: سا، سامحيني يابتي، انا ماليش ذمب، واصل، اهالينا هما، اللي علمونا اكده، من واحنا صغار جالو، اكسر للبت ضلع، يطلع لها 24، فهمونا، ان البنته خدم للرجاله، جالولنا ان الواد، بيشيل اسم ابوه ويرفعه لفوج، والبت تخلي ابوها يحط راسه، في الطين، علمونا احنا الرجاله نجسي ونجوي جلوبنا عليكوا، جالولنا انتوا ناجصات عجل ودين، حوا نزلت آدم من الجنه يا روح.

روح: لا يا بابا، الشيطان الوسواس عارض الله عز وجل و هو اللي صنع الفكره في عقل حوا، خلاها تعصي أمر ربنا، ودي معركه شغاله من بداية الخلق حتي الان، لسه لحد دلوقتي بيخلق الافكار السلبيه في عقل ابناء آدم عشان يتولد في النفس البشريه نوع من انواع الكفر بالله، ما احنا لما نكفر بما أوتي في كتاب الله يبقي بنكفر، احنا اتخلقنا من ضلع آدم عشان يحتوينا بكل حلاتنا، الاب بيحتوي بنته ولما بيحسن تربيتها بتكون هي بوابته لدخول الجنه، والزوج بيكون بينه وبين زوجته موده ورحمه، الابن بيكون بار بوالديه مش بوالده بس.

، واحنا مش ناقصات عقل ولا دين، احنا مانقلش عنكم في شئ، ولكن في بعض الاحيان عفانا الله من تأدية الفروض كالصلاه والصوم والحج، ولله في ذلك حكمه
مختار: يااااه يا روح، كلامك حلو جوي، اتعلمتيه فين ده
روح: من الكتب اللي كان حازم بيجبهالي، خلتني افهم ديني ودنياي صح، خلتني اتعلم القرآه والكتابه، اعرف أتصرف في اي موقف اتحط فيه ازي، علمتني اتكلم قاهري كويس، واتأقلم مع الناس
مختار: سامحيني يا بتي.

روح: سامحتك يا بابا، سمحتك عشان ده مش ذنبك انت، ده ذنب المجتمع العقيم اللي احنا عايشين فيه
مجتمع مابيعترفش بالبنت الا انها آله تعمل شغل البيت، وتجيب الاطفال ولازم يبقوا اولاد مش بنات وتلبي شهوات الراجل في اي وقت، ورافض يعترف انها نص المجتمع بالرغم من انها هي المجتمع كله لأنها هي العامل الاساسي لوجود النص التاني
مختار: عندك حج يا بتي، العلام زينة للعجل صوح، فين حازم
روح: قاعد برا مع خالتي.

مختار: ناديله، انا عاوزه
روح: حاضر
خرجت روح وعادت بعد لحظات ومعها خالتها وحازم فأشار مختار ل حازم قائلآ.

مختار: تعلا يا ولدي
اقترب حازم من مختار وجلس علي الكرسي المقارب له و...

مختار: فاكر يا ولدي لما طلبت مني تتجوز بتي روح وانا جولتلك معندناش بنته للجواز
حازم: مالوش لزوم تتكلم الوقتي، انت تعبان
مختار: لاه يا ولدي، ده الوجت المناسب للحديت، انا بعتلك روح عشان اجولك اني عندي، احلا بت في الدنيا كلياتها، عندي جوهره اسمها روح، ولو لسه عاوز تتزوجها...
فقال حازم مقاطعآ مختار بسرعه.

حازم عاوز ايه يا عمي انا بتمني اليوم ده من زمان
مختار: يبجي علي بركة الله يا ولدي حازم: طب نقرأ الفاتحه
وتمت خطبة روح وحازم ومرت الايام وبعد ان تعافى مختار عادا الي بلدتهم ليعيش رافعآ رأسه بأبنته التي يذاع صيتها في أنحاء العالم بفضل موهبتها في تصميم الأزياء وبزوج ابنته الذي يعامله كوالد له...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة