قصص و روايات - قصص رومانسية :

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني عشر

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني عشر

( الحب الحلال )

عاد كل من منى وطاهر الى منزلهم فى هدوء  منذر من طاهر فكان غريبا فى تصرفاته مع منى لا يبدو عليه الغضب ولكن كلماته كلها تبث القلق فى نفسها ومع ذلك كان حنونا معها اكثر من العادة فلم تستطع ان تفهم ما يدور فى باله . وفى اليوم التالى من عودتهم خرج طاهر الى عمله ولكنه اخبر منى انه لن يتأخر . وجدت هاتفها يرن فاذا به خالد يتصل بها
منى: ايوا يا خالد
خالد: عاملة ايه يا منى
منى: مش عارفة .حاسة انى متلخبطة
خالد: ليه طاهر كلمك فى حاجة
منى: اطلاقا بس حاسة انه متغير فى تصرفاته معايا وفى اسلوبه
خالد:يعنى ايه نتغير زعقلك اتخانق معاكى عمل ايه؟
منى: طاهر عمره ما عمل كده هو بس كلامه ليا كله غريب كأنه بيلمح لحاجة

خالد: طب وانتى؟
منى: انا ايه يا خالد؟
خالد: قررتى هتعملى ايه يا منى هتسيبيه ولا ...
منى: مش عارفة
خالد: يعنى ايه مش عارفة ما انتى لازم تاخدى القرار احنا مش هنفضل كده وانا كمان مش هفضل مستحمل اشوفك فى حضنه قدرى الى انا فيه يا منى خدى القرار وريحينى عايزانى ولا عايزاه عايزة تكملى معاه ولا عايزانا نرجع لبعض
منى:القرار مش سهل يا خالد وارجوك قدر انت موقفى طاهر مش بس جوزى وعشرة تمن سنين مشفتش فيهم اى حاجة وحشة منه طاهر كمان ابو ابنى عايزنى فجأة اقوله انا عايزة اسيبك

خالد: وانا  يا منى .اذا كان هو عشرة تمن سنين زى ما بتقولى فأنا عشرة العمر الى فات كله ولا نسيتي احنا فتحنا عنيننا على حب بعض
منى: لا منستش يا خالد .بس ارجوك خلينى اهدى وافكر براحتى ومتضغطش عليا
خالد: ماشي يا منى انا هسيبك براحتك بس عايز افكرك انك لو سيبتينى المرة دى كمان هتبقى تانى مرة تسيبينى والله اعمل بعدها هنعرف نرجع لبعض تانى ولا لا
منى: مش انا الى سيبتك زمان يا خالد وانت عارف ده كويس والكلام فى الموضوع ده خلص من زمان مش عارفة ليه مصمم تعيده
خالد: لانك مش حاسة ولا مقدرة الى انا فيه حطى نفسك مكانى كده  لو انا الى اتجوزت واحدة تانية وشفتينى فى حضنها ليل نهار بتعامل معاها كمراتى ادامك هتحسي بإيه؟

منى:...
خالد: ساكتة ليه؟
منى: انا حسيت بالاصعب من كده فبلاش نفتح فى الماضي دا لو عايز يبقى فى مستقبل
خالد:ماشي يا منى هسيبك تأخدى القرار براحتك .سلام
منى:سلام

بعد فترة تجد هاتفها يرن مرة اخرى فتذفر ضيقا لاعتقادها انه خالد يريد ممارسة الضغط عليها مرة اخرى لتجده طاهر
منى: ايوا يا طاهر ازيك
طاهر: ازيك انتى يا منى  بتعملى ايه
منى: ولا حاجة
طاهر: طب انا كنت عايز اعزم خالد على الغدا النهاردة فى البيت يضايقك فى حاجة؟
منى:هضايق ليه دا بيتك تعزم فيه الى انت عاوزه بس ايه سبب العزومة؟
طاهر: مفيش هنتكلم شوية فى الشغل وكنت حابب اتكلم معاه بعيد عن المكتب
منى: براحتك انا بس بقيت حاسة انك مدخل خالد فى حياتنا بزيادة ودى اول مرة تعملها مع موظف شغال عندك
طاهر:متقلقيش الوضع مش هيستمر كده كتير بمجرد ما الانتخابات تخلص كل حاجة هترجع لاصلها
منى:ماشي يا طاهر هستناك

خالد وطاهر فى غرفة الضيوف يتناولان الشاى بعد تناول الطعام ويتحدثان فى بعض الامور المتعلقة بالشغل .يدق جرس الباب فتذهب رقية فتوقفها منى
منى: استنى يا رقية انا هفتح الباب
تفتح منى الباب لتتفاجئ بممدوح اخوها امامها لم تشعر بنفسها الا وهى ترتمى فى احضانه متشبثة به كطفل وجد اباه بع ان ضل الطريق
منى باكية: وحشتنى اوى يا ممدوح
ممدوح يمسد على شعرها: وانتى كمان يا حبيبتى مالك يا منى فى ايه يا حبيبتى وايه الدموع الى مالية عينك دى
منى تمسح دموعها: مفيش يا ممدوح انت بس كنت واحشنى اوى وافتكرت بابا وماما لما شوفتك
ممدوح ينحنى عليها: الله يرحمهم .منى متأكدة ان مفيش حاجة
منى تومأ رأسها بالرفض

منى: قولى بقى ايه المفاجأة دى شغل ولا زيارة مخصوص ليا
ممدوح: لا يا ستى جايلك مخصوص .اخر مرة كلمتينى صوتك معجبنيش فرتبت نفسى انى اجيلك بس فوجئت بسفرك واستنيت لما ترجعى واول ما رجعتى ادينى جتلك اهو .قوليلى بقى طاهر فين اكيد فى الشغل
منى بتردد: لا طاهر فى الصالون معاه ضيف
ممدوح:ايه دا بجد دا انا حظى حلو بقى وليا نصيب اشوفه
منى: استنى يا ممدوح اسمعنى الاول
يتجه ممدوح باندفاعية الى الصالون بينما منى تحاول ايقافه لتنبهه بوجود خالد ولكنها لا تستطيع ايقافه فاندفاعه اسرع منها فيدخل ممدوح على طاهر وخالد فى صدمة من خالد

ممدوح:طاهر باشا استاذى وجوز اختى
طاهر يتحتضن ممدوح بشدة: ممدوح اخر ما افتكرتنا يا تلميذى المتمرد
ممدوح: انا متمرد دا انا غلبان
طاهر: رحت وقلت عدولى بلاش تسأل على استاذك اسأل على اختك الوحيدة او على ابن اختك الى للاسف طالع شبهك
ممدوح: حبيب خالو والله بس والله كنت بكلم منى واسال عليكم بالتليفون
طاهر: تعالى بقي اعرفك بتلميذى الجديد
يرتجف جسم منى بأكمله .يرفع ممدوح عينيه يرى عمن يتحدث طاهر ليجد امامه خالد صديق عمره وجاره وحبيب اخته السابق
ممدوح فى صدمة:خالد!
طاهر: ايه ده انتو تعرفوا بعض

ممدوح:اه  ده خالد كان...
ويقاطعه خالد سريعا: كنا زملا فى الكلية وفى نفس الدفعة
فهم ممدوح من طريقة خالد ان طاهر لا يعلم بعلاقته السابقة بمنى فيلقى عليه نظرة دهشة عتاب لوم ونظرة حنين فكم اشتاق لصديق عمره  بينما خالد يسرع اليه اخذه بالحضن  
طاهر: صدفة غريبة.بس عالعموم انا مبسوط انك جيت يا ممدوح علشان تبقي معانا وقت اعلان نتيجة الانتخابات
ممدوح: اه صحيح هى امتى
طاهر: بكرة ليل
ممدوح: ناجح يا باشا  ان شاء الله
طاهر: شكرا يا ممدوح

يتقدم طاهر لمنى ممسكا يدها قائلا:استأذنكم يا جماعة اخد مراتى شوية واسيبكم مع بعض اكيد فى كلام كتير عايزين تقولوه لبعض.تعالى معايا يا منى
خالد يبدو عليه الارتباك والهم فيضع ممدوح يده على كتفه قائلا: افهم بقى انت ازاى وصلت لهنا وطاهر يعرف انك كنت خاطب منى قبل ما تتجوزه وايه رد فعل منى لما شافتك وايه...
خالد مقاطعا: بس واحدة واحدة عليا وطى صوتك احنا مش بيتنا تعالى نروح اى كافيه نتكلم ونبقي نرجعلهم تانى
ممدوح: والله زمان يا خلود

طاهر ومنى فى غرفتهم .تقف منى امام المرأة شاردة
طاهر: مالك يا منى شكلك مش فرحانة انك اخوكى جيه
منى:لا طبعا فرحانة دا اخويا الوحيد يا طاهر
طاهر: بس صدفة غريبة ان يطلع خالد واخوكى صحاب من زمان
منى: اه فعلا صدفة
طاهر: انتى مكنتيش تعرفى
منى: وانا هعرف منين هو انا كنت اعرف كل صحاب ممدوح
طاهر: عندك حق

منى: انا مستغرباك اوى يا طاهر كنت متوقعة فى وقت زى ده طب قاعد فى مكتبك او بتتنقل بين اللجان تعرف نتايج الفرز  لكن على غير عادتك قاعد فى البيت
طاهر: ودى حاجة مضيقاكى
منى:لا طبعا انت عارف انى من زمان كان نفسي اقضى معاك وقت
طاهر: وانا بحققلك رغبتك اهو
منى: النهاردة؟
طاهر: ايه التوقيت غلط
منى: مش الفكرة الغريبة انك تختار اليوم الى قبل اعلان النتيجة تقضيه معايا
يضع طاهر يده على كتف منى فتنتفض فجأة من حركته فيسحب يده مبتسما ابتسامة باهتة فتخجل منى من فعلتها الغير مقصودة
طاهر: هى الفكرة يا منى ان بعد نتيجة الانتخابات فى حاجات كتير اوى هتتغير فى حياتى وقرارات كتير هتتاخد وكنت حابب اقضي معاكى النهاردة وبكرة انا وانتى وبس فى اوضتنا الصغيرة دى بعيد عن اى حد وعلفكرة انا اديت رقية وابراهيم اجازة وبعت خالد عند عمته

منى فى قلق: كل ده وانا معرفش
طاهر: حبيت اعملهالك مفاجأة
منى: طب وخالد وممدوح الى برة دول
طاهر: مشيوا ومش هيجوا غير بكرة
تزداد علامات القلق على وجه منى فيقترب طاهر منها ضامما اياها الى صدره قائلا بحنو:انا الشخص الوحيد الى مينفعش تقلقى وانتى معاه وجنبه ومينفعش اشوف القلق والخوف فى عنيكى طول ما انتى تخصينى وملكى مينفعش تحسي معايا يا منى غير بالامان
اطمأنت منى من كلام طاهر ووجدت نفسها تضع يديها على ظهره مستسلمة لضمته لها تاركة لنفسها الاستمتاع بشعور الامان والحب مع زوجها

خالد وممدوح جلسوا على احدى الكافيهات وروى خالد لممدوح عن سوء التفاهم الحادث السنين الماضية بينه وبين منى
يضع ممدوح يده على رأسه قائلا: ياالله ايه يا ابنى الى بتحكيه ده .دا ولا الافلام العربي. يعنى انت عايز تقولي انك سافرت زعلان من منى عشان مسافرتش معاك  ولما سافرت هديت وكنت بترتب امورك عشان تصالحها وترجع تتجوزها وجت والدتك الله يرحمها اتوفت فكتئبت ومبقتش بكلم حد وجيه ابويا اتوفي فانت خدت القرار انك هتنزل تتجوز منى وتاخدها معاك فى نفس الوقت الى عزلنا فيه من بيتنا انا وهى فموصلهاش ولا جواب ولا تليفون منك فافتكرناك ندل ونسيتها وسبتها وانت افتكرت انها مش عايزاك وسابتك لما مرضتش على ولا جواب  الى موصلناش اصلا
خالد: بالضبط كده
ممدوح: انا دماغى لفت .طب انت عايز ايه دلوقتى
خالد:عايز ارجعلها يا ممدوح انا لسه بحبها بدليل انى متجوزتش لحد دلوقتى

ممدوح: انت بتستهبل يا خالد ترجع لمين هى كانت مراتك اصلا عشان ترجعلها وبعدين دى بقت زوجة لراجل تانى وام لابن منه  يبقي ازاى ترجعلها
خالد: انت عارف اننا كنا مخطوبين وعلى وش جواز لولا المشاكل الى حصلت بينا وانت اكتر واحد شاهد وعارف الى بينا كان عامل ازاى .اما عن جوزها فانت بنفسك قولتيلي انك كل ما اتكلمها تحسها حزينة يعنى هى مش سعيدة معاه يبقي ليه نتعذب انا وهى
ممدوح: ايوا بس انت كده عايز تخرب بيت اختى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة