قصص و روايات - قصص رومانسية :

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

قصة نهر الحب للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن

( الحب الحلال )

في الصباح كانوا جميعهم على شاطئ البحر وخالد كان اكثر حيوية واشراق
خالد:عامل ايه النهاردة يا بطل يا صغير
خالد: الحمد لله يا انكل خالد
خالد: كده تخضنا عليك فى حد ينزل الميا لوحده مش خايف تغرق
خالد: ما هو انا كان نفسي انزل البحر ومحدش كان موجود ينزل معايا بابا مش موجود وماما مبتحش تنزل البحر قولي ابقى كنت انزل مع مين
خالد وضع يده على وجه خالد فى عطف: خلاص يا حبيبي ممكن تسمحلى انزل انا معاك ونلعب سوا وكمان عشان تعلمني العوم انت مش بتعرف تعوم
خالد بفرحة: اه يا انكل بعرف بجد يا انكمل خالد هتنزل معايا البحر
خالد: بجد يا حبيب انكل .بس ايه انكل دى احنا مش اتفقنا اننا صحاب يبقي قولي يا خالد بس اتفقنا
خالد يحضن خالد قائلا: اتفقنا

استمر خالد وخالد فى البحر يلعبون طوال اليوم دون ان يتعبوا او يملوا فقد اكتشف خالد انه خالد رغم صغر سنه اعاد له الحيوية والمرح الذى فقدهم من سنين عديدة واستطاع ان ينسيه همومه واحزانه اما خالد فاستطاع ان يشعر بحب واهتمام فقدهم بسبب انشغال ابوه عنه.فكل منهما وجدا فى الاخر ما يفتقده فى حياته .اما مني فلم تستطع ان تمنع نفسها من السعادة برؤية ابنها فهى لم تره سعيد هكذا منذ وقت طويل . كما انها احست بخالد وكان السنين رجعت به الي الوراء فى نشاطه ومرحه  كانه طفل يلعب مع طفل اخر.

منى تنادى عليهم: خالد يا خالد اطلع بقي كفاية لعب كده متعبتوش الساعة بقت 5
خالد يخرج من الماء حاملا خالد الصغير فى حضنه
خالد: ايه يا مامى خلتينا نطلع من البحر ليه لسه مخلصناش لعب وبعدين انتي كنتي بتندهي على مين خالد انا ولا خالد صاحبي
يتبادل كل من خالد ومني النظرات لثواني لتكمل مني حديثها هاربة من نظراته: الساعة بقت خمسة يا خالد واحنا من الصبح هنا ومكلتش حاجة ممكن نروح عشان تتغدى ونريح شوية

خالد: انا جعان ممكن نتغدى ونرجع تانى انا لسه متعبتش
مني فى حزم: خالد اسمع الكلام قولتلك هنبقي نيجي بكرة تاني عشان كمان الجو برد على البحر دلوقتى
خالد بزمجرة: لا يا مامي نيجي النهاردة تاني
يقاطع مشاجرتهم خالد: بس بس متتخنقوش .بص يا خالد يا حبيبي مامى عندها حق فعلا الجو برد دلوقتى على البحر احنا نروح دلوقتى تاخد شاور وتتغدى عشان نروح بليل الملاهى الى وعدتك بيها
خالد: ايوا صح يا خالد انت عندك حق خلاص يا مامى نروح نتغدى ونبقي نيجى هنا بكرة مش مشكلة
منى تنظر لخالد بدهشة كيف اصبح له القدرة على اقناع ابنها بهذه السهولة فهى تعلم ان ابنها عنيد ولا يقتنع برأى حد بهذه السهولة كيف استطاع ان يقرب منه بهذه السرعة.

لا حظ خالد دهشتها وفهم ما يدور برأسها فاقترب منها قائلا بصوت منخفض: معاملة الاطفال دى فن مش اى حد كده وخلاص
لم تستطع منى ان تمنع ضحكتها الهادئة التى حاولت كتمانها فلم تستطع اما خالد فتسارعت دقات قلبه فهو لم يري ضحكتها من سنين واكتشف انه اشتاق لضحكتها .
خرجوا جميعا فى المساء وذهبوا الى الملاهى وكان خالد سعيدا جدا فهو لم يحظى بهذ الاهتمام من احد من قبل غير امه .ذهب خالد مع رقية لركوب احدى الالعاب بينما استقل خالد ومنى احد الطاولات المجاورة لهذه اللعبة. مني تراقب ابنها من بعيد وهي مبتسمة
خالد: شكلك مبسوطة النهاردة
مني: بقالي كتير مشوفتش خالد مبسوط كده
خالد: دا طفل محتاج يخرج وينطلق عنده طاقة عايز يخرجها
منى: عندك حق

خالد: هو انتي واستاذ طاهر مبتخرجهوش
مني: انا بس الى بخرجه طاهر زى ما انت عارف علطول مشغول
خالد: اوقات كتير الولد بيحتاج ابوه حتى لو امه معاه فى حاجات مهما الام حاولت تعوض غياب الالب فيها مبتعرفش وبيفضل الولد محتاج برضه لابوه
نظرت له مني نظرة عطف فهى تعلم انه يتحدث عن نفسه فقد كان يتيما للاب منذ طفولته احسن منى بوجعه ولكنها سرعان ما رمت بعينها بعيدا حتى لا يلاحظ نظرة العطف فيهم

مني: عالعموم طاهر بيحاول يعوض خالد على اد ما يقدر واى وقت فاضي بيقضيه معانا
خالد: جميل انك مقدرة ده
كان خالد مستمتعا بكلامه مع منى بالرغم من لهجتها الحادة معه وجمودها فى الرد عليه .اما مني فكانت لا تريد ان تخالف العهد التى قطعته على نفسها بتجنب خالد والتعامل معه كشخص يعمل عند زوجها فحسب.
عاد خالد سعيدا مع رقية
خالد: ها هنروح فين تاني يا خالد
مني مقاطعة: لا يا خالد كفاية كده النهاردة انت طول اليوم على الشاطئ ودلوقتى الملاهى وكمان الوقت اتاخر ولازم تنام عشان ترتاح
خالد بحزن: حاضر يا مامى

احس خالد بحزن الطفل خالد فجلس على ركبتيه حتى يصل الى طوله وملس على وجنتيه قائلا:مامى عندها حق يا خالد لازم تروح تنام وترتاح عشان تعرف تلعب بكرة تانى وانا اوعدك بكرة هفسحك فسحة احلى من دى بكتير اتفقنا
رفع خالد كفه فخبطها خالد بقبول: اتفقنا

وفي الصباح قضى الصديقان اليوم باكمله فى البحر وفى اخر اليوم ذهبوا جميعا ليرتاحوا فلم يكن لخالد ابن منى اى مجهود اخر فذهب للنوم سريعا وغاط فى نوم عميق . اما مني فخرجت التراس تتأمل البحر فى هدوء الليل فكم تعشق منظر البحر مغطى بستار الليل ومضاء بنور القمر .شعرت بضيق شديد واحست انه تريد ان تستنشق هواء البحر من قريب فارتدت شال فوق ملابس البيت ونزلت فقابلت رقية فى طريقها

رقية: فى حاجة يا هانم
مني: لا يا رقية حاسة انى مخنوقة شوية هروح اتمشي شوية ادام الشاليه على البحر  مش هبعد
خرجت منى تسير امام الشاليه على البحر ولم تكن تعلم ان هناك من يراقبها.اما خالد فاحس بضيق وكأن غرفته اصبحت سجن يريد ان يصبح طليقا عنه الي العالم الخارجى .فخرج خالد من الفندق يستنشق الهواء الطلق وسار بتلقائية لا يعلم الى اين هو ذاهب ليكتشف بعد فترة ان قدمه وجهته الى الشاليه.ترك الامر لتلقائيته فهو الان لا يريد ان يضع قيودا على نفسه خاصة وان من يخشي ان يراها نائمة الان.

نعود لمنى التى خرجت هى الاخرى لتستنشق هواء البحر امام الشاليه  لتذفر ما بها من ضيق وتحل محله نسيم البحر الذى طالما بعث فى روحها الامل. لم تكن تعلم ان هناك من يراقبها لينتهز اقرب فرصة وينقض عليها كالذئب على فريسته  انه احد الشباب الفاسدين الذى ييقيم فى  الشاليه المجاور لشاليه طاهر ولسوء حظها كان بمفرده يعانى من الملل ويبدو انه فى حالة غير طبيعية اثر تناوله المخدرات . وجدها بمفردها فاسرع اليها ولم تشعر نفسها الا وهى فى احضانه يحاول التهجم عليها قاومته مني بكل قوتها وحاولت ابعاده عنها ففشلت فى ابعاده فاخذت تصرخ وتصرخ عسي ان يسمعها احد

منى فى صراخ: سيبني يا حيوان عايز مني ايه
الشاب: هكون عايز ايه يعني تفتكري
مني: انت مجنون انت مش عارف انا مرات مين وممكن يعمل فيك ايه ابعد اسن لك
شاب: هيكون مين يعنى وسايبك ليه كده

لم يكمل الشاب كلمته ليجد من يمسكه من الخلف بيد من حديد ويلفه ليتفاجأ بسيل من اللكمات ينهال على وجهه
خالد قائلا بغضب: سايبها يا حيوان عشان عارف ان مفيش كلب زيك هيقدر يلمس شعرة منها وانا موجود
خالد كان يخرج ما به من غضب فى ضرب الشاب وكان لا يعلم اذا كان هذا الغضب هو المكنون بداخله خلال كل السنين الماضية ام انه غضب عندما رأى هذا لاقذر يحاول التهجم على مني حبيبة عمره والذى والذى كان هو دائما سندها وحمايتها فكيف يجرؤ على لمس حتى ولو شعرة منها وهو موجود وفكر للحظة كيف كانت تعيش وهو بعيدا عنها كيف استطاع ان يتركها تواجه الحياة بمفردها كيف استطاع الا يكون سندها وحمايتها كما تعودت منه فى اشد محنتها .استكر خالد بضرب الشاب بقوة الا ان قاطعه صوت بكاء منى

مني: كفاية يا خالد سيبه هيموت منك
سمع خالد صوتها ينطق باسمه لاول مرة منذ ان عاد فتوقفت يده تلقائية كم اشتاق لسماع صوتها ينطق باسمه .اما الشاب ففر هاربا من تحت براثن خالد
خالد فى قلق: انتى كويسة عمل فيكي حاجة
مني ترتجف من الخوف قائلة: لا ملحقش انا كويسة

خالد فى غضب شديد: انتى ازاى تنزلي فى وقت زى ده لوحدك الشارع وبلبسك ده
مني ما زالت ترتجف ولا تقدر على الكلام . اشفق خالد على حالها فحاول تهدئة نفسه
خالد فى هدوء: طب اهدى خلاص متخافيش خلاص مشي وانا جنبك
وجدت مني نفسها تهدأ من كلام خالد وتحاول استجماع قوتها لتقدر على الكلام: كنت عايزة اتمشى وقولت انزل اتمشى على البحر ادام الشاليه مبعدتش يعنى
خالد: دا على اساس ان ادام الشاليه ده مش شارع يعنى .ممكن متنزليش لوحدك تاني فى وقت زى ده ولو عايزة تنزلي ابقى كلمينى وانا اجيلك امال انا جنابى موجود هنا ليه

نظرت مني له بدهشة فقاطع دهشتها قائلا فى تردد: متنسيش انتوا امانة مأمنى عليها طاهر ولازم احافظ عليها
مني تتنهد وتأخذ انفاسها
خالد: اتفضلي اطلعى غيري هدومك دى يالا
مني: نعم ليه؟
خالد مبتسما: عشان امشيكى زى ما انتى عايزة مش قلتي مخنوقة وعايزة تتمشى
مني: بس...

خالد: مفيش بس ولا عايزانى اضربلك حد تانى . اتفضلي يالا انا مستنيكي هنا يالا
لم تستطع مني ان تكتم ابتسامتها: حاضر
تصعد مني الى الشاليه بينما خالد يضع يده على رأسه قائلا لنفسه: انا شكلى هتجننن ولا ايه
تخرج منى بعد قليل بملابس الخروج
خالد: ها عايزة تروحى فين بقي
مني: مش عايزة اروح حتة انا بس
خالد يقاطعها:عايزة تتمشي على البحر تسمعى صوته وتحسي بهواه بيختلط بانفاسك وتشمى ريحته لانك بتحبي ريحته اوى
منى تنظر له فى دهشة
خالد: مالك بتبصيلي كده ليه
مني: مفيش يالا بينا

تعجبت منى من انه لازال يتذكر كلماتها عن البحر ومدى عشقها له .سارا الاثنين مدة طويلة على البحر وكان الصمت ثالثهما كان لسان كل منهم غير قادر او ربما خائف على اخراج ما تحويه قلوبهما ولكن كان كافيا لكل منهما سماع انفاس الاخر .
خالد: تعبتى من المشي تحبي نقعد شوية
مني: نقعد فين
خالد ينظر حوله: فى قعددات عربية هناك عند الخيم دى ممكن نقعد هناك نشرب حاجة وبعدين نبقي نمشى
مني: ماشي

وصلا الى المكان واستقلا مقعدا جلسا عليه قريبا من الجبل كم كان المنظر رائعا منظر السماء مغطاة بستار الليل تتخللها النجوم المضاءة وتحتها الجبل لترسم احلى صورة الهية يعجز عظام الفنانين على رسمها
ظل الصمت رفيقهما الا ان قطع هذا الصمت خالد  الذى فقد السيطرة على نفسه وعلى لسانه
خالد فجأة: مني... هو انتي ليه عملتي كده

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة