قصص و روايات - قصص مخيفة :

قصة ملعون بالدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد

قصة ملعون بالدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد

قصة ملعون بالدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد

انا... انا عمر خالد، يتيم الاب والام، معنديش غير اختى اللى بعتبرها بنتى مش اختى ... انا خريج كلية تجارة عين شمس
والدى قبل ما يتوفى سابلى فلوس كتير اوى لدرجة انى مكنتش بشتغل ومعتمد على الفلوس دى ويدوب بروح شركة والدى كل فترة علشان اتطمن على الشغل ..
حبيت لارا واخيرا كتبنا كتابنا ... حياتى كانت عادية جدا ومفيش اى حاجة غريبة لغاية ما جيه اليوم الملعون ده .. كنت سايق بتهور زى عادتى ومعايا خطيبتى والنهاية ان العربية اتقلبت واللى عرفته لما فوقت ان واحد اتبرعلى بدمه وياريته ما اتبرع، من اليوم ده وانا حياتى بقت جحيم وعمر بتاع زمان مبقاش موجود نهائى.

عمر ! عمر ! فوق متسبنيش يا عمر، حد يلحقناااااااا ... عمر !

اظلمت الاجواء واضاءت مرة اخرى فى المستشفى
خرج الطبيب ...
لارا بدموع: ايه يا دكتور !
الطبيب: لازم يتنقله دم حالا وفصيلة دمه مش موجودة هنا فى المستشفى.

لارا: انا ممكن اتبرع بالدم ... فصيلة الدم ايه !
الطبيب: o
بكت لارا بشدة لانها لا تحمل تلك الفصيلة
لارا بدموع: طيب يا دكتور مفيش اى حل ...
الطبيب: للأسف لازم متبرع
تدخل شخص غريب ..
كارم: انا فصيلة دمى o ممكن اتبرعله انا بالدم يا دكتور
لارا بفرحة: بجد! شكرا جدا
كارم: العفو

الدكتور: طيب تمام املى البيانات فى الورقة دى وتعالى
كارم: تمام
لارا: بس حضرتك غريب عنه ليه هتتبرعله !
كارم: واحد حياته متوقفة على نقل الدم ده وانا حبيت اساعده .. عمل الخير مش بالقرب
لارا بإبتسامة: شكرا يا استاذ ..
كارم: كارم ..
انتهى كارم من ملئ البيانات ودخل الى الطبيب وبالفعل تبرع بالدماء وتم انقاذ عمر ووصل اهل لارا واخت عمر
صابر: انتى كويسة يا حبيبتى !

لارا بدموع: ايوة يا بابا بس عمر فى اوضة العمليات لسة
كريمة: ربنا يخرجو بالسلامة
شهد ببكاء: عمر كويس يا لارا ! قولى انه هيبقى كويس
لارا بدموع: هيبقى كويس ان شاء الله يا شهد، مش قدامنا غير الدعاء
شهد: يااارب
مر وقت قصير وانتهت العملية وخرج الطبيب من غرفة العمليات
صابر: طمنى يا دكتور !

الطبيب: الحمدلله هو بقى كويس ... هيفوق وهيبقى تمام
صابر: شكرا يا دكتور
شعرت لارا بالدوار ووقعت
كريمة و شهد وهم يتوجهون ناحيتها فى سرعة: لارا
لارا وهى تحاول الوقوف: انا كويسة ... انا كويسة، حسيت بدوخة بس ...
كريمة: طيب اقعدى استريحى يا حبيبتى
لارا وهى تنظر حولها وموجه الكلام الى الطبيب: امال فين استاذ كارم اللى اتبرع بدمه يا دكتور !
الطبيب: اتبرع ومشى علطول

شهد: مين ده اللى اتبرع ل عمر !
لارا: عمر فصيلة دمه o ومكنش فيه دم لنفس الفصيلة دى خالص وكارم ده اللى اتبرع
شهد: ازاى واحد غريب يتبرعله بالدم يا لارا !
لارا: مكنش قدامنا حل والراجل حب يساعد وبعدين الدكتور كشف عليه علشان يتأكد من الدم
شهد: ربنا يستر ...

اظلمت الاجواء واضاءت مرة اخرى فى غرفة عمر الذى افاق وبدأ يتحدث مع الكل ..
لارا: كنت خايفة تضيع منى يا عمر اوى،، ربنا يخليك ليا
عمر وهو يتحدث وهو يجز بأسنانه: ماما وبابا قاعدين .. احنا اه كاتبين كتابنا بس مش كدة
ضحكت لارا: بس العربية اتدغدغت خالص
عمر: المهم انى انا وانتى بخير
صابر: علشان تبقى تبطل تسوق بتهور تانى

عمر: اعمل اية يا عمى ما لارا اللى بتقولى بحب السرعة ودوس بنزين لغاية اما العربية اتعملت كاتشب باللى فيها
لارا وهى تخبطه على كتفه: بس بقا
عمر وهو يتألم: اهاااا كتفى مكسور يا بنتى
لارا: سورى مكنش قصدى
شهد: اية ده !
الكل: اية !
شهد: فيه حد دخل وفتح باب الاوضة هناك وبرقلى ومشى تانى

عمر: عارف انك بتخافى من اللى بيبرق فحب يخوفك
شهد: مش بهزر .. شكله كان يخوف اوى
عمر: خلاص يا ستى تلاقيه حد دخل الاوضة غلط
شهد: يمكن
دخل الطبيب الغرفة
الطبيب: هاا اية اخبارك يا وحش
عمر: الحمدلله يا دكتور
الطبيب: تمام...هتكمل النهاردة فى المستشفى وبكرا تقدر تخرج

عمر: تمام شكرا يا دكتور
خرج الطبيب ومر بعض الوقت ورحلا صابر وكريمة وبقت شهد ولارا
ظل الجميع يتحدث ومر اليوم ورحلت لارا وبقت شهد مع عمر فى الغرفة وكانت الساعة الواحدة ليلا والجميع نائما...
سمع عمر صوت حركة فى الغرفة وضوضاء تأتى ففتح عينيه ولكن كان الظلام يغطى الغرفة بأكملها ولم يستطع تحديد ما يجرى فى الغرفة
عمر بقلق: شهد ! شهد ؟
لم يكن هناك رد من احد وهذا ما جعله قلقا للغاية

قام عمر وجلس وشعر بأنفاس لأشخاص فى الغرفة ولا يعرف مصدرها .. كانت الانفاس لها صوت مخيف
تكلم عمر بخوف: حد هنا !
حرك عمر يده ليضغط على زر الجرس لمناداه الطبيب او الممرضة ولكن كانت الصدمة .. وجد من يمسك يده
صرخ عمر بخوف
عمر بخوف: شهد ! انتى شهد !
سمع عمر همسات كثيرة لم يستطيع تفسيرها ولكن ما استطاع ان يفهمه هو ... ملعون ... ملعون ... ملعوووووووون

عمر ! عمررر ! اصحى بقى كل ده نوم ؟
فاق عمر
عمر بإستغراب: اية ده شهد ! انا رجعت البيت ازاى
شهد بإستغراب: هو اية اللى رجعت البيت ازاى !
عمر: مش انا كنت فى المستشفى !
شهد بقلق: عمر انت رجعت من المستشفى بقالك حوالى شهر
شعر عمر بالصدمة من كلام شهد
عمر: شهر اية ! انا نمت فى المستشفى ولسة صاحى حالا
شهد: عمر متخوفنيش منك .. انت عارف انى بخاف
شعر عمر بشئ غريب ولكن لا يفهمه

عمر: طيب طيب انا بهزر ... هقوم اكلم لارا .. خلاص فرحنا يعتبر كمان اسبوع
شهد بصدمة: عمر انت مالك النهاردة
عمر: لية بتقولى كدا
شهد بدموع: علشان لارا ماتت فى حادثة العربية
شعر عمر بكل شئ ينهار فوق رأسه
عمر بدموع وصدمة: لا لا لارا مماتتش ... لارا عايشة وهى اللى مترضتش بالحادثة
شهد: لارا اتوفت وانت اللى نجيت يا عمر واحتاجت دم وجيه شخص واتبرعلك بالدم وانا وافقت
عمر: انتى بتقولى اية يا شهد .. مش ده اللى حصل
شهد: مالك يا عمر .. انت كنت بدأت تنسى الموضوع ده،، مش معقولة تصحى النهاردة وناسى كل حاجة ومصدوم كدا
عمر بدموع: لا لا فيه حاجة غلط ... فيه حاجة غلط
خرج عمر مسرعا والغريب انه وجد سيارته ولكن لم يلتفت لذلك وركب بسرعة شديدة وانطلق الى منزل لارا وظل يطرق الباب بشدة

فتح صابر الباب ليجد عمر فى حالة سيئة للغاية ويسأل عن لارا
عمر: لارا فين يا عمى
صابر بعصبية: انت ليك عين تيجى هنا بعد ما كنت السبب فى موت بنتى
تلقى عمر هذه الكلمات بحزن شديد وصدمة
عمر: انا مش فاهم حاجة يا عمى ... لارا ماتت ازاى !
صابر بعصبية: ماتت ازاى ! ماتت بتهورك ... انت اللى قتلتها بأيدك ... غور من هنا مش عايز اشوف وشك تانى
اغلق صابر الباب فى وجه عمر فسند عمر عمر على الباب وظل يبكى بحرقة وهو يتمنى ان يعرف ما حدث ... هذا لم يحدث

من المؤكد ان هناك شئ خطأ
عمر: انا دمى ملعون ... ملعووون
سكت عمر للحظة ليستوعب ما قاله ..
اية اللى انا قولته ده !
انا قولت كدا ازاى ولية !
تحرك عمر وهو محطم وعاد الى الفيلا
شهد: مالك يا عمر النهاردة شكلك يخوف كدا لية ... انت مكنتش كدا، انت كنت بدأت تتحسن وتنسى
عمر: شهد انا مش فاكر اى حاجة من اللى انت قولتيها دى ... اللى حصل "..."
اخبر عمر شهد بما حدث فى الحقيقة معه وان هذا ليس بحقيقيا
شهد: ممكن كنت بتحلم يا عمر .. مفيش حاجة من دى حصلت .. لارا ماتت بمجرد وصولها للمستشفى وانت اللى نجيت من الحادثة
اظلمت الاجواء وانارت مرة اخرى فى غرفة عمر فى منزله حيث كان يبكى بشدة لما حدث ولكن وصلت الساعة الى الواحدة فقرر عمر النوم ولكن استوقفه صوت همس لشخص فى غرفته.

" ملعون ... دمك ملعون، يا من عاد من اثرابه .. لا تبقى على من تخطى لعنة الدماء .. لا تبقى على من تخطى لعنة الدماء ... لا تبقى على من تخطى لعنة الدماء ... ملعون ... ملعون ... ملعون بالدماء"
كان عمر يسمع كل هذا فى خوف شديد ويحاول قراءة بعض الايات من القرأن ولكن لا يستطيع ... كان لا يستطيع الحركة وايضا لا يستطيع الكلام
كانت الهمسات تتزايد وانقطع التيار الكهربائي والشئ الغريب انه لم يسمع صوت صراخ اخته التى كانت تصرخ عند انقطاع التيار الكهربى ...
شعر عمر بشئ يصعد على سريره.

اخيرا نطق عمر: شهد متهزريش ... انتى شهد صح ! شهد
"ملعوووووووون"
عمر بقلق: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
سمع عمر صوت صراخ شديد من غرفة شهد فأنطلق عمر دون تفكير الى غرفة شهد ودخلها وعاد التيار مرة اخرى
عمر: شهد انتى كويسة !
شهد بقلق: ايوة يا عمر .. فيه حاجة !
عمر: لا مفيش مفيش...بس الكهربا مقطعتش !
شهد: لا الكهربا مقطعتش ... لو قطعت كنت هتسمع صوت صريخى
عمر: اها اها ... طيب انتى هتنامى دلوقتى !
شهد: ايوة كنت خلاص هنام اهو
عمر: طيب تصبحى على خير
شهد: وانت من اهل الخير

خرج عمر واتجه الى غرفته لكنه تفاجئ ان باب الغرفة شبه مغلق ويخرج من الغرفة ضوء احمر خفيف ولا يعرف مصدره ..
اتجه عمر الى الغرفة ببطئ وتقدم لينظر من شق الباب المفتوح ولكنه تفاجئ بوجه شخص امامه من داخل الغرفة ينظر فى وجهه وجها لوجه مما جعل عمر يصرخ ويرجع بظهره ويفقد الوعى...

عمر ! عمر ! عمررررر

" دمك ملعون يا عمر ... انت السبب فى موتى ... انت السبب فى موتى ...
ملعووون ... ملعوووون ...ملعووووووون ...
لارا انا برئ والله .. مكنش قصدى اموتك .. مكنش قصدى .. انا بحبك يا لارا .. والله بحبك ..
دمك ملعون ... بحق طلاسم الميمن والمفرق ... بحق الدماء الملعونة ... بحق خادمنا الملعون ... اسقطوا لعناتكم عليه ... اسقطوا لعناتكم عليه ... اسقطوا لعناتكم عليه ...

العاض ... الفان ... الغانى ... الملعون
بحق كل قطرة دماء ... لا تتركوه ... لا تتركوه ... لا تتركووووووه
انتو عايزين منى اية ... انا معملتش حاجة ... معملتش حاجة

عمررر ... عمرررر !

جهاز الصدمة الكهربائية بسرعة ... هيموت من ادينا

حاول يا دكتور ... القلب وقف ...

مفيش نبض خالص ...

الطبيب وهو يغطى وجهه فى حزن: البقاء لله

الكل صرخ وصوت بصوت عالى بما فيهم لارا ... ايوة لارا
اتضح انى لسة فى المستشفى واللى حصل ده كله كان مجرد حلم او كابوس بس فوقت منه لقيت نفسى ميت !

اتكلمت لارا بعياط جامد وقالت: ازاى مات يا دكتور ده كان كويس امبارح وحضرتك قولت يقدر يخرج بكرا
رد عليها الدكتور وهو مش مصدق اللى قدامه: هو كان كويس بس للأسف جاله هبوط حاد فى الدورة الدموية ... البقاء لله

انا شايف المشهد كله وسامعه حتى وانا مغمض عينى...عايز افتح عينى واتكلم اقول انا هنا وعايش لكن مش عارف ...حاجة مكتفانى ... مش قادر انطق ولا اتكلم ولا اتحرك
معقولة اللى بيموت بيحس نفس الاحساس ده كدا !
يااا نااااس انا عايش ... انا مش ميت ... ردوا عليا
جوايا كلام كتير عايز انطق بيه واقوله لكن مفيش ... المشهد حوليا كله عياط وشهد بتصرخ بصوت عالى ووقعت فى الارض ولارا بتعيط بكل حرقة ومش مصدقة اللى حصل ده وعدى وقت قصير ووصل صابر حمايا ومعاه زوجته ودخلو الاوضة وهم مش مصدقين ...
طبعا انا نايم على السرير ووشى متغطى بكل جسمى بملاية والكل مش مصدق اللى حصل وانا عايز اتكلم واقول انا عايش لكن مفيييش ...
عدى وقت مش طويل وكانت اجراءات الدفن جهزت وطلعولى شهادة وفاة بأسرع وقت وانا نفسى الوقت يطول ومحدش يدفنى ...

مش عايز اخش القبر دلوقتى
انا مش مستعد اقابل اخش القبر ... انا مكنتش بصلى ...
معقولة جيه الوقت اللى هتدفن فيه وهشوف عذاب القبر !
لا لا انا مش مستعد نهائى
عايز اتكلم لكن كل حاجة مكتومة وبدأوا يشيلونى ودخلونى اوضة كدا غريبة ...
اية ده ! هيغسلونى دلوقتى ...
يا جدعان انا عايش ... والله عايش ... انا مش ميت
كلام كتير على لسانى لكن مبيطلعش وبدأوا فعلا يغسلونى بحضور حمايا اللى كان منهار ومش مصدق اللى حصل نهائى ..

بحاول احرك ايدى او رجلى وفعلا ايدى اتحركت ... ايوة اتحركت حركة صغيرة وبعدها مقدرتش احركها تانى ..
الاتنين اللى بيغسلونى لاحظوا بس معلقوش اكنهم متعودين على كدا ..
احدهم: بقولك اية انت لاحظت ايده وهى بتتحرك ؟
الاخر: عادى ... ياما جثث كانت بتحرك اديها ورجلها وهم بيتغسلوا .. متشغلش بالك

انا سامع همساتهم وعايز انطق واقول انا فعلا عايش بس شكل ده فعلا الموت ...
معقولة الميت بيسمع ويشوف كل حاجة بتحصل قدامه وهو ميت كدا !
خلصوا وغسلونى وبدأو يحطوا قطن فى مناخيرى وودانى ...
خلاص كدا انا ميت ! خلاص هتدفن !

خلصوا كل حاجة وكفنونى وانا استسلمت خالص وعرفت انى فعلا ميت وكلها مسألة وقت وهبقى فى القبر لوحدى ..
فعلا عدى وقت قليل ولقيتهم شايلنى ورايحين بيا على المقابر وكل خطوة بيقدموها للمقابر ببقى مرعوب وخايف ...
يارب رجعنى وانا هصلى وهعبدك ومش هفوت فرض واحد ... يارب انا مش مستعد للموت دلوقتى ...
رجعونى انا مش ميت ... انا مش ميت
خلاص مفيش مفر ... وصلوا بيا للقبر خلاص وانا شايف شهد اختى ولارا منهارين من العياط ومش مصدقين اللى بيحصل ..
فعلا انا خلاص مت !

فتحوا القبر وبدأوا يدخلونى وانا بحاول اتكلم ...
دخلونى ونيمونى على القبلة وخرجوا كلهم وسابونى لوحدى ..
لا متسبونيش بالله عليكم انا مش ميت .. متسبونيش لوحدى هنا ..
كلهم خرجوا وقفلوا باب القبر وبقى ضلمة .. ضلمة مرعبة
بدأت اسمع صوت واحد من برا بيدعى بصوت عالى
" اللهم اغفر له وارحمه..
اللهم نور له قبره و آنس وحشته ووسع مدخله.
اللهم ارحم غربته و ارحم شيبته .
اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنة لا حفره من حفر النار
اللهم اغفر له و ارحمه و اعف عنه و اكرم منزله
اللهم أبدله دارا خير من داره و أهلا خيرا من أهله و ذرية خيرا من ذريته و زوجا خيرا من زوجه "

خلص دعاء وبدأت اسمع صوتهم كلهم بيمشوا وسابونى لوحدى .. محدش معايا ..
بدأت اسمع صوت جاى من جوا التربة نفسها ومش عارف ده صوت اية ..
فجأة وبدون مقدمات حد مسك رجلى واتفزعت وجسمى اترعش بس مش قادر اتحرك نهائى
الايد اللى مسكت رجلى بدأت تقطع الكفن اللى عليا وفجأة غرزت ضوافرها فى رجلى وصرخت بأعلى صوتى ...
ايوة المرة دى صوتى طلع ...
مش مصدق ان صوتى طلع ..

مش عارف افرح علشان صوتى طلع ولا ازعل علشان انا دلوقتى فى قبر ومخلوق غريب ماسك رجلى وضوافره فيها ...
بدأت استعيذ بالله من الشيطان الرجيم واقرأ اية الكرسى بصوت عالى لغاية اما المخلوق ده ساب رجلى وانا مش شايف اى حاجة خالص ... القبر ضلمة ترعب ..
شوفت نور ضعيف جاى من برا باب القبر وحاولت اتحرك وفعلا اتحركت ... ايوة انا بتحرك ... انا مش ميت
بدأت اسحف علشان اوصل للباب وفجأة ايد مسكت رجلى تانى وسحبتنى لجوا تانى بعنف وفجأة ظهرت عين لونها احمر وسط الضلمة دى ...
كانت شكلها يرعب اوى وخلتنى اتجمدت مكانى ورجعت مقدرش اتكلم ولا اتحرك تانى
بدأ الشخص او الشيطان ده يتكلم

" ملعووون، دمك ملعون "
عايز انطق واقوله دم مين بس مش عارف ...
اخيرا افتكرت كلام لارا عن الشخص اللى اتبرعلى بالدم وفى اللحظة دى قدرت اتكلم...
نطقت بصوت عالى: انا مليش ذنب ... انا كنت فاقد الوعى ... مش انا اللى خدت الدم ... هو اللى اتبرع بيه
" بحق كل قطرة دماء ... تم نقل الطلسم المعهود لهذا الجسد .. بحق كل قطرة دماء ... انت الملعون "
كان هذا الصوت غير واضح ويسبقه همسات بكلام غير مفهوم
قولتله: اعمل اية ! انا ...
لسة هتكلم لقيت نفسى فقدت الوعى ... كل حاجة ضلمت من حواليا ومحستش بنفسى
...
كانت شهد تبكى فى منزلها على فراق اخيها الوحيد ولكن وجدت هاتفها برقم غريب
شهد: الو !
الطبيب: انسة شهد اخت عمر !
شهد بقلق: ايوة

الطبيب: فيه حاجة غريبة حصلت ... لقينا الاستاذ عمر عندنا فى المستشفى فى اوضته وحالته كويسة بس هو فاقد الوعى
قامت شهد ووقفت بصدمة: بتقول اية ! عمر عايش وفى المستشفى ! ازاى
الطبيب: معرفش والله يا فندم .. احنا هنا مش عارفين ده حصل ازاى ... ياريت تيجى وتبلغى كمان خطيبته
شهد: حاضر حاضر
تحركت شهد بسرعة شديدة الى المستشفى بعد ان ابلغت لارا ووالديها وبالفعل وصل الجميع الى المستشفى ...
فاق عمر ليجد الجميع حوله
وضعت لارا يدها على وجهها غير مصدقة لما يحدث او لما حدث
شهد بخوف: ا...ازاى!

عمر بدموع: حاولت اقولكم انا عايش .. حاولت اصرخ واقول انا هنا ومش ميت بس صوتى مكنش بيخرج .. حاولت اتحرك علشان حد ياخد بااو لكن معرفتش ... كنت فاكر انى كدا خلاص انا ميت بجد ...
صابر: اهدى بس يبنى ... كويس انك بخير بس مين اللى جابك هنا !
عمر بشرود: معرفش ... معرفش، فوقت لقيت نفسى هنا بس اكيد هم اللى جابونى
صابر: هم مين !
عمر: خدام الدم

نظر الجميع لبعضهم بعدم فهم
صابر: مش فاهم .. خدام دم اية !
عمر: اللى اتبرعلى بدمه ... اتبرعلى بدم ملعون،، كان ملعون وحب يتخلص من اللعنة فنقلها لحد تانى
الشروط كدا ... لعنة الدماء لا تنتهى ولكنها تنتقل بين خدام الدم والا يموت صاحبها ...
الكلام ده كان بيتهمس فى ودنى طول منا فاقد الوعى ..
رجعت شهد للخلف وهى خائفة وايضا لارا حضنت والدها ..
صابر: لا حول ولا قوة الا بالله،، انا لازم اشوف شيخ يشوف الحكاية دى
عمر: لا ... اوعى تجيب شيخ
تعجب الجميع من لهجة عمر التى كانت شديدة وفيها غلظة

صابر: هو ده اللى هيعالجك يا عمر
عمر: انا هعرف اعالج نفسى
شهد بدموع: عينك لونها احمر كدا ليه يا عمر
عمر بإبتسامة: الدم الملعون .. شايفينه !
خافت شهد من عمر بشدة واختبأت خلف لارا
قام عمر رغم ان قدمه مكسورة ووقف على قدمه
صابر بإستغراب: عمر انت واقف !
تحرك عمر بأتجاه الباب دون ان يرد بكل سهولة فتحرك صابر ليمنعه من الخروج فدفعه والقاه على الارض
صرخت لارا وتحرك الممرضين بأتجه الغرفة ووجدوا عمر وحاولوا ان يمنعوه ولكن كان اقوى منهم وتحرك بسرعة وخرج من المستشفى ولم يستطيع احد اللحاق به او ان يجدوه

مر من الوقت ساعتين ولا اثر لعمر ونصح صابر شهد بالعودة الى المنزل وسيبلغها بأخر التطورات وبالفعل عادت شهد الى الفيلا ووصلت الى غرفتها ولكن استوقفها صوت ...
صوت غناء صادر من حمام غرفة عمر ..
تجمد الدماء فى جسد شهد ولكن تمالكت نفسها وتحركت ببطئ ناحية الغرفة وكلما اقتربت كان الصوت يزداد واخيرا ميزت هذا الصوت ...
صوت عمر اخاها ... ولكن كيف له ان يغنى بعد ما حدث وايضا قدمه المكسورة !

تقدمت شهد ودخلت الغرفة وعندما دخلت شعرت بهواء بارد يصطدم بها مما اشعرها بالخوف ومازال عمر يغنى بداخل الحمام بصوت عالى
تقدمت شهد وطرقت باب الحمام
شهد: عمر ! انت جوا ؟ عمر!
اختفى صوت الغناء و اصبح الجو هادئا وظلت تطرق شهد الباب ولكن دون استجابة فخافت ان يكون مكروه قد اصاب عمر وفتحت الباب برفق وتفاجأت بكم كثيف من البخار يخرج من الحمام ولا ترى ما بالداخل بسبب هذا البخار الكثيف ...
تحركت شهد ودخلت الحمام وخطت خطوتان للداخل واذا بباب الحمام يغلق ...
حاولت شهد الصراخ ولكن خافت من العواقب ...
رجعت شهد لتفتح باب الحمام ولكن دون جدوى ...
شهد: عمر ! انت سامعنى ؟ عمر انت هنا ؟
انقطع التيار الكهربائى واذا بشهد تصرخ بشدة ووقعت فاقدة الوعى

﴿اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾

فاقت شهد على صوت تلاوة هذا الشيخ بصوته العزب
نظرت شهد لتجد الجميع حولها ولكن اخاها غير موجود
شهد بضعف: حصل اية ! عمر فين ؟

الشيخ محمد: اتطمنى يا بنتى .. عمر هيبقى كويس ان شاء الله .. المهم انتى بقيتى بخير

شهد: هو حصل اية !
الشيخ محمد: فيه عمل اتعمل لأخوكى بالدم بأنه هو واى حد من دمه يبقوا ملعونين او بالمعنى الصحيح ممسوسين ... والحمدلله الجن اللى عليكى خرج وباقى اخوكى ولازم نفك العمل ده قبل نص الليل
شهد: وهنلاقيه فين !
الشيخ محمد: المفروض انه هيجى هنا بعد ما يعرف انك بقيتى كويسة علشان يتحدانى ويدمرنى
شهد: يتحداك ! وعمر يتحداك لية !
الشيخ محمد بإبتسامة: مش هو اللى هيتحدانى ... الجن هو اللى هيتحدانى

شهد بدموع: انا خايفة
الشيخ محمد: متخافيش يابنتى .. اقرأى بعض ايات القرأن وانتى هتبقى بخير وقلبك متطمن
صابر: انت متأكد يا شيخنا انه هيجى !
الشيخ محمد: ان شاء الله
مر وقت قصير ووصل عمر بالفعل وكان يتحرك بوجه غاضب ووجه مائل للون الازرق المخيف وعروقه تظهر بشكل مرعب

الشيخ محمد: خليكوا هنا ...
خرج الشيخ محمد ووقف فى منتصف دائرة من المسك وضعها على الارض ووصل عمر ووقف امامه بشكل مخيف
بدأ الشيخ يتلو بعض ايات القرأن الكريم ويكررها وعمر يحاول ان يغلق اذنه ويصرخ وحاول ان يصل للشيخ ولكن بمجرد ان اقترب من الدائرة لم يستطيع الدخول ووقع على الارض وهو يصرخ

عمر بصوت مخيف: هقتله...لو مسبتنيش هقتله ... هقتل كل حد من دمه
لم يتوقف الشيخ وظل يقرأ القرآن بصوت عالى وعمر يصرخ ويحاول ان يسد اذنه وفى هذه اللحظة خرج الشيخ من الدائرة والقى ببعض المياة مقروء عليها القرأن وظل عمر يصرخ بصوت مخيف وجلس الشيخ وفتح فم عمر وحاول ان يسقيه من تلك المياة بشدة وبالفعل ابتلعها عمر وظل يصرخ
عمر بصراخ عالى: اهاااااااااااا...اهااااااااااااااااا هقتله هقتله هقتلووووووووووووووووا
هدأت الاجواء وفقد عمر الوعى وانتهى الشيخ من تلاوة القرآن ...

اظلمت الاجواء واضاءت مرة اخرى فى غرفة عمر ...

فتح عمر عينه ليجد الجميع حوله والشيخ محمد يبتسم له ..
الشيخ محمد: حمدالله على سلامتك يابنى
عمر بعدم فهم: الله يسلمك ... اية اللى حصل ... واية اللى جابنى هنا
الشيخ محمد: حد كان عاملك عمل بالدم يعنى انت وكل حد من دمك يتأذى بس الحمدلله مادام انت اتشفيت يبقى العمل بطل وانت بقيت كويس
عمر: اهااا انا افتكرت .. الراجل اللى اتبرعلى بدمه

الشيخ محمد: بالظبط يابنى ... الحمدلله انت بقيت كويس دلوقتى بس لازم تقرب من ربنا ... طول ما انت قريب من ربنا هتبقى قوى ومفيش اى جن هيقدر يقرب منك ... الجن ضعيف جدا بس لما بيشوف الانسان بعيد عن ربنا وضعيف الايمان بيقرب منه ويأذيه ... الشخص ده كان عايز حد يديله اللعنة ولما لقى انك المناسب عمل كدا
عمر: شكرا يا شيخنا .. انا فعلا كنت بعيد عن ربنا اوى الفترة اللى فاتت دى ... لازم افوق قبل ما الاقى نفسى داخل القبر بجد ... لازم افوق ...
وقف عمر بصعوبة وحضنته لارا بدموع وتقدمت شهد وحضنته وظل يحضنهما بحب ..

عمر: ربنا يخليكوا لينا وميحرمنيش منكوا ابدا ...

*بعد مرور شهر*

لارا: هو عمر راح فين يا شهد انا خلصت كوافير !
شهد: مش عارفة ! كان هنا ... لحظة هشوفوا فوق كدا

صعدت شهد لأعلى ووصلت لغرفة عمر لتجده ينظر الى المرآه وعيناه مثبتتان ولا يتحرك وشكله مخيف

شهد بخوف: عمر انت بتعمل اية ! انت مبرق للمراية كدا لية !

اقتربت شهد واذا بعمر يمسك يدها ويصرخ فى وجهها مما جعل شهد تصرخ فى خوف
تعالت ضحكات عمر ...
عمر: يلاهوى على المقلب ... هههههههههههه شكلك كان مسخرة
شهد وهى تضربه: ده هزار ده ! نشفت دمى حرام عليك

عمر: ههههههه خلاص خلاص متزعليش .. واضح انى زودتها .. كويس انك متلبستيش فى الخضة دى
شهد: هزار بوابين
عمر: الله واية جاب سيرة الزمالك دلوقتى ههههههه
شهد: ما هو ده اللى انت فالح فيه ... يلا يلا علشان فرحك ولارا مستنية تحت
عمر: ههههههه طب يلا بينا ..