قصص و روايات - قصص رائعة :

قصة فرصة أخرى كاملة بقلم ضحى طارق

قصة فرصة أخرى كاملة بقلم ضحى طارق

قصة فرصة أخرى كاملة بقلم ضحى طارق

امسكت قلمها .. وبدأت تخط ف دفترها الازرق بعض الكلمات التى لا يفهمها احد سواها ..
اخذت تكتب الكلمات وترصها بجانب بعضها البعض ولكن تلك الكلمات كانت منفصلة عن بعضها لا تكون جملة مفهومة ..
اخذت تكتب فرح .. سعادة .. ألم .. وجع .. حزن .. ضيق .. كرب .. غبطة .. سرور .. حب وتوقفت عند هذه الكلمة ووضعت علامات استفهام بجانب هذه الكلمة ..
فهى تعلم تمام العلم معانى كل الكلمات التى كتبتها .. ولكن الحب !
لا تعلمه ! لا تفهمه ! لا تعلم متى تشعر انها تحب .. !

لا تعلم متى تتأكد انها تحب ! والاهم متى يأتى الشخص الذى تعطيه الحب ! لا تعلم ..
تحركت من مكتبها متجهة الى باب غرفتها لتتأكد من احكام اغلاقه .. ثم ذهبت الى سريرها ووضعت الوسادة فوق رأسها .. حتى لا تفيق فى الصباح على مزيد من الشجارات بين ابويها ..

كانت تتألم كلما تسمع مثل هذه الشجارات التى لا تنتهى .. كانت دائما تقول لنفسها: لو ده الجواز يبقى بناقص منه احسن ...
كانت لا تفهم ما اسباب هذه الشجارات المتكررة ! كانت تبحث مع نفسها على السبب ولكن السبب دائما مفقود !
كانت تراجع الموقف لترى اى منهم على حق ! وكانت تصل دائما الى نفس الطريق المسدود ! لا تجد اجابة !
تكره ان يسألها احد منهم ويشهدها: مين فينا اللى على حق !

تقف صامته لا تجد الكلام .. احيانا تمنت لو حرمت من نعمه النطق بالكلام ولكنها تنفض هذه الفكرة تماما من رأسها وتحمد الله على ما رزقها به من نعم وكرمها وفضلها على كثير من خلقه ..
كانت تتساءل .. الى متى ! الى متى ستظل هذه الشجارات مستمرة ! الم يحن الوقت لكى تتوقفوا ! الم تروا انكم بلغتوا من العمر ارذله على كل هذه الشجارات ! تبحث فى عقلها عن اجابه ولكنها لا تجد ! تصل الى نفس الطريق المسدود
تنفض من رأسها كل هذه الافكار وتتاكد من احكام غلق الوسادة لاذنيها وتغط فى نوم عميق ! تاركة تلك الافكار بعيداا عن رأسها .. سابحه فى احلامها .. متمنية من الله ان ترى اليوم حلم جميل وتستيقظ على يوم اجمل ..

تغط فى النوم .. تحلم بانها فى مكان واسع ملئ بالاشجار الخضراء والازهاء متنوعة الالوان منها الاصفر والاحمر والبرتقالى ..
ويوجد مقعد فى منتصف هذا المكان .. مقعد مزدان بالازهار الحمراء تحب الازهار الحمراء دائما .. مكان اشبه بالجنه .. ولكن من منا يستطيع تخيل الجنه !
تأتى هى .. مردتيه فستان اسوود .. تمتعض كثيراا لطالما كرهت اللون الاسود ! كيف ترتديه فى مثل هذا المكان وبكل هذا المساحة ! فستان باكلمه اسوود !
كانت حانقة .. سعيدة بجمال المكان ولكن ما يؤلمها هو ذلك الرداء البشع الذى ترتديه تمنت لو خلعته والقته على طول يدها !
حاولت ان تتغاضى عن هذا حتى تستمتع بجمال المكان وروعته ..

اتجهت نحو المقعد لكى تجلس عليه ! ولكنها كلما جلست احست انه وجب عليها الذهاب ! احساس اصابها بالحنق ! داخلى يريد ان يبقى فى هذا المكان ولكن هناك احساس يروادنى بالذهاب !
حاولت مقاومة هذا الاحساس ولكنها لم تستطيع ! فشلت !
تركت المقعد ! وذهبت فى طريقها الى الزهور .. كم عشقت رؤيتها والنظر اليها .. كم اطالت النظر اليها فى حب !
كم عشقت ملمسها الدافئ وقطرات الندى المببلة على وجه الزهرة ! تحب قطرات الندى ولكنها طالما كرهت اسم ندى ! تكرهه بكل ما تحمل الكلمة من معنى !
ذهبت الى الازهار وامسكت بزهرة نظرت اليها والى لونها الخلاب .. كانت لا تسطيع تحديد لونها .. فقد تداخلت الالوان فى الزهرة بشده كانت زهرة مختلفة وسط جميع الزهور نظرت اليها نظرة مطولة .. ثم تركتها واكملت سيرها فى هذا المكان الرائع ..

ذهبت حيث يوجد ممر نهرى رائع وتنعكس عليه اشعه الشمس مما يضفى عليه جمالا ورونقا .. كم عشقت الميااه .. ترتاح عندما تنظر اليها و تجد فيها راحتها ..
ظلت تسير الى ان اقتربت منه ..
ولكن عند ذهابها الى هناك وجدت طفلا يبكى بشده .. وعندما اقتربت منه تفهم ما به .. نفر منها .. كان يخشاه بشده .. ظلت تهدأه وتقول له بانها ليست تريد به اذى .. هدأ قليلا .. واعطاها ورقه صغيرة ورحل ..
اندهشت ! ما هذا يا الهى ! فستان اسود برغم كرهى للاسود ! احساس داخلى بالرحيل مع الرغبة فى البقاء ! طفل يبكى بشده ويهدا من تلقاء نفسه ويعطينى ورقه ! حدثت نفسها بكل هذا ثم انتبهت للورقة المطوية فى يديها ..
فتحتها وبدأت تقرا ما فيها .. كان مكتوب بداخلها ..

الاسود الذى يزعجك هذا انما موجود بقلبك ! لا تندهشى .. لا اقصد انكى سوداء القلب بمعنى حقووده ولكنى اقصد انكى بداخلك كره ! اعلم ما عايشتيه .. ! اعلم انك تعبتى بل وارهقتى ! اعلم بانكى تتمنى الموت ! ولكنكى هل حاولتى فى مرة اصلاح الامر ! هل حاولتى التعامل مع الامر بايجابيه ! هل حاولتى ان تصلحى الامور ! انت تتصرفين بسلبيه وتنزعحى من تصرفاتهم ! لما لا تقفى فى وجههم وتصرخى وتقولى لهم بعلو صوتك كفى ! لم اعد احتمل .. !
ظلت تقرأ وتقرأ وهى مندهشة .. مصدومة .. غير مصدقة ..
واكملت ..

لا تريدين الزواج بسبب ما عانتيه مع ابويكى ! ولكن هل تعلمى ان هناك شاب يحبك ! شاب يراقبك ويعلم عنك كل شئ ! اكيد لا تعلمى ! كيف تعلمى وانت سلبية الى هذه الدرجة ! كيف تعلمى وانت رافضة للحياة رافضة التصالح رافضة حتى حل مشاكلك .. !
تملمت فى فراشها فقد بدأ هذا الحلم يزعجها ولكنها لم تستيقظ بعد !
اكملت قراءة ..

ابدأى بحل مشاكلك ! واجهى ابويكى بصراحة ! تصرفى ! انت يوجد بداخلك قوة كبييرة ولكنكى تحتاجى لمن يوجههك كى تتصرفى فيها !
طووت الورقة فى يديها بشده ! لا تعلم هل هى منزعجة من حقيقة الكلام ! ام انها منزعجه من هذا الموقف ..
تململت اكثر فى فراشها .. فاصبحت لا تحتمل هذا الحلم المزعج الكئيب .. انزعجت وقررت النهووض .. نهضت على الفوور منزعجة مضطربة ..
لا تهتم بالاحلام عادة ! ولكن جاء هذا الحلم وكانه يحمل اليها رسالة بان تتصرف .. نفضت تلك الافكار سريعا ..فهى لا تحب ان تعطى الافكار مجالا كبييرا للسيطرة عليها ..
كان المؤذن قد صعد على المنبر ليؤذن صلاة الفجر .. توجهت الى المرحاض وتوضأت وصلت الفجر متمنيه من الله ان يلهمهما كيف تتصرف !
استيقظت فى الصباح الباكر .. لقد اعتادت ان تستيقظ باكرا فقد كانت تذهب الى عملها باكر .. وجدت البيت هادئا على غير العادة ! استعجبت واستنكرت الامر !
توجهت الى خزانتها ! واخرجت ملابسها ! وارتدها فى عجالة من امرها لانها كانت دائما تستيقظ قبل ميعاد ذهابها الى عملها بوقت قليل جدا !
سلمت على والدتها ووالدها ونزلت بدون افطار كعادتها ..

ذهبت الى مقر عملها و لكن اليوم باشراقة جديدة .. لا تعلم لماذا تحس بالتغيير .. ! ولكن التغيير حدث فى قلبها ! حدثت نفسها هل كل هذا حدث بسبب حلم ! غير معقول ..
حاولت ان تتناسى الامر لانه قد بدا لها مزعجا ! صعدت فى البناية التى يوجد بها عملها .. وبدأت عملها بجد واجتهاد ..
لا تعلم هى انه ينظر لها من وراء زجاج غرفته مثلما ينظر اليها كل صباح عندما تأتى .. يتأملها .. يتفحصها .. يتمناها فى نفسه زوجه وام لاطفاله ويذهب جالسا على مكتبه مكملا عمله ..
لما لا يتقدم لخطبتها اذا ! الى متى سيظل يراقبها فى صمت هكذا !
احيانا يكون الصمت قاتل للمشاعر ! كان قد عزم فى نفسه ان يفعل شئ اولا قبل ان يتقدم لخطبتها ..
انجزت عملها بسرعة وذهبت الى منزلها عاقدة النية على فعل امر هاام جدا ..

صعدت درج بنايتها .. طرقت الباب بخفه كعادتها .. فتحت لها اختها الصغيرة التى اهملتها فى الفترة الاخيرة ! وكانت قد شديدة الغضب منها ..
عقدت ذراعيها امام صدرها عندما رأتها .. اسرعت اختها باظهار ما هو مخبأ وراء ظهرها فظهر كيس كبيير ملئ بالشوكولاته .. انفرجت اسراير الطفلة الصغيرة التى ارتمت فى احضان اختها الكبيرة و طبعت قبلة رقيقة على وجنتها وجرت مسرعة الى غرفتها .
ذهبت حينها الى والدتها طالبة منها التحدث اليها والى والدها فى موضوع هام على انفراد ..
ظنت الام ان ابنتها قد تقدم لخطبتها احد ما .. لذا طلبت منها هذا الطلب فوافقتها على الفور ..
وقالت لها بعد تناول الغداء سنتحدث عما تريدينه ..
انتهوا من الغداء واجتمعت الابنة مع ابويها ..

قالت: دلوقتى انا عايزة اتكلم معاكوا فى موضوع مهم اوعدونى انكوا هتسمعونى للاخر من غير ما تقاطعونى .. علشان انا اصلا الكلام هيخرج منى بصعوبة ولما يخرج عايزاه يخرج مرة واحدة ..
اومأ برأسهما بالموافقة .. فبدأت ..
دلوقتى ممكن تقولولى اللى انتوا فيه ده هينتهى امتى ! الخناقات اللى على اتفه الامور دى هتتنتهى امتى ! امتى هنام وانا مطمنة انى مش هصحى الصبح على خناقة جديدة ! و امتى هنام وانا فاتحه باب اوضتى عادى ومش حاطة المخدة على ودنى علشان مش عايزة اسمع صوت خناقكوا .. ! طب امتى هتبطلوا تسألونى على ان مين فيكوا اللى على حق ! طب امتى جنى هتعرف تنام من غير ما تحلم بكوابيس !
اه صحيح ما انا اصل نسيت اقولكوا انها بتحلم بكوابيس كل يووم ! وبتصحى خايفة ! وبنيمها فى حضنى !
ماما .. بابا .. الموضوع ابسط من انكوا تتخانقوا على اسباب تافهه .. انا بدور بينى وبين نفسى على الاسباب مش بلاقى حاجة مقنعة !
ايه المقنع فى خناقتكوا ! ببتخانقوا علشان مين ساب الشبشب فى غير مكانه ومين غير مكان طبق الغسيل ! هى دى الخناقات .. ! هى دى العيشة .. بقالكوا قد ايه متجوزين ! 27 سنة .. ! مش كفاية .. ! حاولوا تعوضوا اللى انتوا معرفتوش تعيشوه قبل كدة ! انا مش هحاول اصلح .. انا هقول نصايحى وانتوا اعملوا بيها ! انتوا نفسكوا هتحسوا انكوا تعبتوا وعايزين تغيروا اللى انتوا فيه ده ! جربوا تحبوا بعض ! انا عارفة انكوا بتحبوا بعض .. ! جربوا بقى تجددوا الحب ده ! زودوا المايه على الحب ده علشان الزرع يطلع حلو واخضر ومزهزه .. ! هتحسوا بفرق .. ! واحنا هنحس بفرق !
انا خلاص خلصت والكلمتين اللى كانوا جوايا طلعوا كلهم .. بتمنى من قلبى انكوا تكونوا اقتنعتوا وهتبدأوا تنفذوا ..
عارفة ان التنفيذ صعب بعد كل السنين دى من الخناقات .. بس حاولوا يمكن تنجح المرة دى !
كانوا يعلمون فى قرارة نفسهم ان ابنتهم على حق .. فلقد تعبوا من كثرة الشجارات التى ليس لها معنى ولا هدف .. ظالوا صامتين الى ان تذكر والدها امر ما ..
تركتهم هى شاردين فى كلامها وافكارهم الغير مرتبة وعند وصولها الى باب الغرفة نادها والدها قائلا: انهاردة فى واحد اتصل بيا واتقدم لك .. وانا قولتله يجى بعد بكرة جهزى نفسك ..

تراجعت .. خافت .. شعور بشرى طبيعى بعد ما عانته .. لا تريد ان تكرر نفس المأساه .. لا تريد ان تخرج اطفال يناموا ويعشيوا احلام مفزعة .. كانت ستعلن رفضها عن المقابلة .. ولكنها علمت من نبرة والدها انه لا مجال للنقاش فى الامر ..

لاحظ شحوب وجهها من وراء نافذته الزجاجية .. علم انه السبب فى هذا .. ولكنه لم يكن يستطيع الانتظار اكثر من ذلك .. كان يجب ان يتقدم لخطبتها والا ضاعت منه للابد

فقد فعل ما عزم عليه قبل ان يتقدم لمخاطبتها وهو الاتفاق مع والدها ع الامر الذى سيصبح بمثابة مفاجأة لها ..

ظلت هى تحاول مرارا وتكرارا ان تتذكر ما كانت تحلم به ! ولكن عقلها رفض التذكر .. ! كل ما تذكرته ورده غريبه الالوان .. الوانها ممزوجه معا بطريقة مثيرة ! اعجبت بالوانها ! اما عن باقى الحلم ! سراب .. تبخر ! لم يعد له مكان فى عقلها ..

تراجعت وتراجعت مرارا وتكرارا ! كانت ستعلن رفضها التام لمقابلة اى شخص يتقدم لخطبتها ولكن كيف ! وكيف ترفض الان ! اليوم هو يوم مجئ هذا الشخص الغامض الذى رفض والداها الافصاح عن اى معلومات تخصه مما زادها قلقا ..
3 طرقات على باب شقتهم ! وكان بمثابة 3 طرقات على قلبها الذى خفق بشده لا تعلم هل من الخوف من المفاجأة من الانتظار لا تعلم ! يداها ترتعش حتى انها اذا ارادت مسك كوب من الماء لوقع منها فى الحال ..

جاءت اليها والدتها لتخبرها بانها يجب ان تحمل صينيه العصير والمأكولات لعريسها .. !
حدثت نفسها قائلة ! على اى اساس اعتبرتيه عريسى ! هل وافقت عليه ! هل ابديت رأيى ! هل ادلوت بدلوى فى هذه الزيجة ! لم ابد رأى حتى الان ! لماذا تتحدث وكأننى يوم زفافى ! كانت ساخطة على والدتها لطالما كرهت كلمة عريس ! تأتى والدتها لتقول لها عريسك ! اى خصصته لها . .
حملت صينيه العصير والتى كانت تهتز على اثر ارتعاش يديها ! حدثت نفسها مرارا وتكرارا بان تترك الصينية وتذهب الى غرفتها وتغلق عليها باباها وتغلق اذنيها بالوسادة ! كانت تتعامل مع الامر كأنه مشكلة من مشاكل ابويها المستعصية ..

وضعت الصينية على الطاولة الذهبية .. وجلست بجوار امها وفى وجهها عريسها !
مألوف وجهه تعرفه ! تعلم انها رأته من قبل ولكن اين لم تتذكر ! عصرت ذاكرتها التى طالما اسميتها بذاكره السمكة لنسيانها الاشياء ! ولكن لا جدوى لا فائدة .. كان لا يوجد تعامل مباشر او يومى بينها وبينه فى العمل كيف تتذكره اذن ! كما انه كان يتحاشى التعامل معها .
افاقت من شرودها وافكارها المتصارعة على جملته وهو يقول ..
يا عمى انا بشتغل فى الشركة اللى بتشتغل فيها بنتك بس عمرى ما اتعاملت معاها وهتلاقيها دلوقتى قاعدة بتعصر دماغها علشان تفتكر هى شافتنى فين قبل كدة ومش هتفتكر !

اندهشت ! كلمة اندهاش كانت قليله على الموقف .. كيف له قراءه افكارى ! كيف له قراءة ما يدور برأسى الان ..
افاقت مرة اخرى على جملة ..
وانا يشرفنى انى اطلب ايد بنتك المصونة .. حضرتك قولت ايه !
صمت ! توقعت الابنة تخييرها فى الامر .. ولكنها وجدت الموافقة من والدها وزغرووطة من والدتها ! ولكن انا اين رأيى .. انا التى سأعيش تلك الحياة ! انا التى ستعاصر هذا ! انا التى سانجب اطفال يتضرعون مرارة الالم بسببى ! لابد ان اوقف هذا ..
افاقت مرة ثالثة على جملة ..
الفرح بعد شهر يا عمى ! انا عارف بنت حضرتك كويس ..
وواثق انى هعرف اخليها تعرفنى فى الشهر ده !
دهشة ! غضب ! الم ! حزن ! لا يوجد فى مشاعرها احساس السعادة اين ذهب !
بحثت كثييرا بداخلها على احساس السعادة ولكن اين ذهب ! لم تجده ..
اصطحب والدها والدتها لكى يفسحوا المجال لهم للكلام ..

ظلت صامته .. قابعة فى مكانها .. لم تتحرك قيد انملة منذ ان بدأ هذا الحوار الذى قد بدا لها سخيفا ..
عزمت النية على ان تفهمه الامر بلباقة وان ما يحدث هذا ما هو الا هرااء ولكن كالمعتاد تصمت عندما يتحدث غيرها .. بدأ هو بالكلام قائلا ..
بصى .. انا عارف انك مصدومة ومش عارفة تردى .. ليكى حق الصدمة كبييرة عليكى .. كل حاجة جت ورا بعضها .. بشتغل معاكى ! الفرح بعد شهر ! باباكى ومامتك مخيروكيش فى الجوازة ! وكأنهم هما اللى هيتجوزوا ! صدمات متكررة أدت لانك مش عارفة تتكلمى ! جواكى صراع كبير مع نفسك ومش عارفة تخرجيه ! عايزة وعندك الرغبة بس الكلام بيهرب منك ..

انا كنت براقبك ! فضلت اراقبك من ساعة ما اشتغلتى .. ! مش انت اشتغلتى من سنة تقريبا !
تذكرت الورقة المطوية التى رأتها فى حلمها كان يوجد بها كلمه مراقبة كان تتحدث عن ان هناك شاب ما يراقبها وهى لا تعلم ! ماذا عن باقى الحلم ! لا شئ ..
افاقت من شرودها و اومأت برأسها بالاجابة فتهللت اسرايره فهذا يعنى انه يوجد استجابة وانها تريد سماع ما يريد قوله ..
بقالى سنة براقبك ! من غير ما اتكلم ! شوفتك فى كل حالاتك متعصبة ومتضايقة فرحانه وزعلانه .. متغاظة .. ندمانة ..
مراقبتى ليكى خلتنى اعرف عنك معلومات اكتر ! عرفت من الجيران هنا انهم دايما بيسمعوا صوت زعيق هنا فى البيت ! وده اكيد خلافات بين باباكى ومامتك .. من مراقبتى الدايما ليكى لاحظت فيكى حاجة وهى الشرود .. دايما سرحانه ! بتفكرى ! بتحطى اسئلة وجنبها علامات استفهام ! وعايزة اجابة بس مش عارفة طب هتجيبى الاجابة منيين !

عرفت من باباكى انك اتقدم لك ناس كتيير اووى وموافقتش على واحد فيهم ! وقتها فسرت وعرفت انك خايفة من انك تكررى مأساة مامتك وباباكى ! خايفة تتجوزى حد يتخانق معاكى وتكونوا جبتوا اولاد فيتعقدوا من صغرهم زى ما حصل معاكى !
طب ليه مبتواجهيش مشاكلك ! تذكرت فى وقتها الحلم باكمله الذى حلمته .. الرسالة الورقة المطوية .. الفستان الاسود .. المكان الواسع الملئ بالاشجار الخضراء .. المقعد .. الممر النهرى .. الطفل الصغير .. الزهرة .. كل تفصيله فيه تذكرته ..
ليه مقابلتيش العرسان وجربتى فترة خطوبة ولو منفعش تنفصلوا ! مش معنى انك اتخبطى لشخص يبقى لازم تتجوزيه ..
طب انا خطبت قبلك 3 بنات وهما ماارتاحوش معايا ولا انا ارتاحت معاهم ! المووضوع هو عبارة عن تقابل ارواح .. ارواحنا اتقابلت فحبت بعض !
نطقت اخيرا: مين قالك انى بحبك !

رد سريعا: انا حبيتك .. ! وده كفاية علشان ابدأ حياتى معاكى وانا واثق انى هديكى حب الدنيا كله ! بصى هقولك على حاجة..
الحب هو اللى بيروى العلاقة بين اى اتنين ! يعنى انا حبيتك وانت ان شاء الله هتحبينى يبقى العلاقة بينا هتبقى ناجحة باذن الله ..
لا تعلم لما هذا الشعور بالارتياح الذى ملأ كيانها كلما سمعت صوته بالقرب منها ويقول كلامه هذا الذى يشعرها بالامان !
ولكنها تذكرت امر الحلم .. الفستان الاسود ! والورقة المطوية ..
نفضت كل هذا من رأسها .. وتبسمت بارتياح ..
عندما وجد هذه الابتسامة على وجهها تهللت اسرايره وقال لها ..
الفرح مش بعد شهر ولا حاجة ! هنعمل خطوبة .. ! ولما هترتاحى هنعمل الفرح بأذن الله ..
اومأت برأسها بالموافقة وقالت: باذن الله

ارادت ان تعطى له فرصه لاثبات عكس نظريتها التى استخلصتها من شجارات ابويها المستمرة ..
حاولت ان تعطى لنفسها فرصه لتنظر الى الامر من منظور اخر وبزواية اخرى ..
حاولت ان تنسى فستانها الاسود الذى طالما كرهته ! وحلمها الاسود هكذا اسمته لانها كرهته !
حاولت ان تبدأ معه هو .. وتعيش معه هو .. حاولت ان تعطى لنفسها ولكل من حولها فرصه جديدة للحياة .