قصص و روايات - نوفيلا :

قصة بائعة العشق للكاتب عبد الرحمن أحمد كاملة

قصة بائعة العشق للكاتب عبد الرحمن أحمد كاملة

قصة بائعة العشق للكاتب عبد الرحمن أحمد كاملة

الحب ، العشق ، الاهتمام
كلمات مختلفة الحروف ولكن معناها واحد ، البعض يقول ان العشق تعبير اقوى عن الحب ولكن فى الحقيقة الحب ليس بالكلمات ، الحب يحتاج الى اثبات قوى بالفعل والعمل .
لذلك لا تصدق ما يقوله البعض عن الحب ولا تصدق أيضاً من يقول انه يحبك حتى يستطيع هذا الشخص إثبات هذا الحب حتى لا تندم فى النهاية ....

تقدمت بخطوات هادئة الى حبيبها حتى وصلت وقالت بوجه مبتسم :
- حبيبى ما الذى يبقيك حزيناً هكذا ؟
نظر لها بإبتسامة مصطنعة محاولاً اخفاء ما بداخله :
- لا عليكِ حبيبتى انا بخير ، افكر فى بعض الامور فقط
وضعت يدها على كتفه بحب قائلة :
- اتمنى ان تكون بخير ولكن حاول مشاركتى فى هذا ، قد استطيع مساعدتك
فكر يوسف قليلاً ثم نظر الى ريم قائلاً :
- مشاكل في عملى ، اعانى من حالة مادية صعبة ، اشعر وكأنى فقدت كل شئ ... سامحينى فأنا لا استطيع ان اتقدم لخطبتك فى الوقت الراهن
تغيرت ملامح ريم قائلة :
- ولكن والدك يمتلك العديد من الشركات وانت من عائلة ثرية !!
نظر يوسف الى الارض قائلاً :
- تم الحجز على جميع املاك ابى بسبب عدم تسديده للقروض التى اخذها من البنوك
شعرت ريم بالصدمة مما سمعت فنظرت الى الجهة الاخرى قائلة :
- يوسف ... يجب ان نترك بعضنا البعض
تعجب يوسف مما سمع فنظر لها نظرة استفهام قائلاً :
- ماذا ؟ ، ما الذى تقوليه ؟
نظرت ريم له قائلة :
- انت لن تستطيع ان تتزوجنى بسبب فقرك الذى طغى عليك دون سابق إنذار ، فى الحقيقة ليست طموحى ان اتزوج فقير ، انا اريد حياة خالية من الفقر والالم
ابتسم يوسف ابتسامة سخرية قائلاً :
- اعتقدت انكِ تحبيننى ولكن كنت على خطأ ، انتِ كنتِ تحبين مالى فقط ، انتِ بائعة العشق ... تبيعين حُبكِ لمن يمتلك المال فقط
ابتسمت ريم قائلة :
- انا فقط اريد ان اضمن لنفسى حياة سعيدة ولكن معك لن تكون سعيدة بسبب فقرك
ضحك يوسف قائلاً :
- الان بسبب فقرى !! ومن قبل احببتينى بسبب مالى ، ارحلى من هنا ، حمداً لله اننى عرفت حقيقتك
لم تجادله ريم كثيرا ورحلت واصبح يوسف وحيداً ...
عاد يوسف الى المنزل وقلبه محطم مما حدث فوجد ابنة خالته ميرا فلم يتحدث ودلف الى غرفته بضيق شديد وقام بغلق الباب .
نظرت ميرا بتعجب الى الباب ثم عاودت النظر الى والدة يوسف قائلة :
- ما الذى يجعل يوسف هكذا ؟ ، انا لم اراه بتلك الحالة من قبل
تحدثت الام بوجه حزين قائلة :
- من الممكن ان هذا بسبب ما حدث لوالده ولكن ليس لهذا الحد ، اعتقد بأن هناك امراً يضايقه
ابتسمت ميرا قائلة :
- سأذهب لكى اتحدث معه بخصوص هذا
نهضت ميرا واتجهت الى غرفة يوسف وطرقت الباب برفق فنطق يوسف من الداخل :
- من يطرق الباب ؟
تحدثت ميرا قائلة :
- انها انا ، هل استطيع الدخول ؟
صمت يوسف قليلا ثم نطق قائلاً :
- تفضلى
فتحت ميرا الباب ودلفت الى داخل الغرفة وجلست بالقرب من يوسف قائلة :
- ما الذى يضايقك يا يوسف ؟
نظر يوسف الى الارض بحزن شديد قائلاً :
- ريم تركتنى ، تركتنى بسبب ما حدث لأبى ، تقول انى اصبحت فقير ولا استطيع ان اتزوجها
شعرت ميرا بالصدمة مما سمعت فنطقت قائلة :
- انا لا اصدق ان هذا صدر من ريم ، لا استطيع ان اقول شئ غير ان الله يريد لك الخير مع غيرها ، هى لا تستحق حبك لها ، انسى امرها وحاول ان تصبح افضل حتى تكون حلم لغيرها وتندم على تركها لك ، لا تفكر بها بل فكر فى مستقبلك وحاول ان تجد مخرجاً لوالدك من كل هذا
ابتسم يوسف ونظر الى ميرا قائلاً :
- شكراً لك ِ يا ميرا ، لقد خففتى عنى كثيرا بحديثك هذا
ابتسمت ميرا قائلة :
- لا عليك فأنت ابن خالتى الوحيد
ابستم يوسف وقرر من هذا اليوم ان يعمل بجد واخذ يحاول بأقصى سرعة وبكافة الطرق حل مشكلة والده حتى اتفق مع والد صديقه بأن يقوم بتمويل والده حتى يستطيع تسديد تلك القروض وان يصبح شريكه وبالفعل انتهت الازمة وعادت املاك والده وامتلك يوسف شركة واصبح يعمل بجد حتى قابلته ريم ذات يوم فنطقت قائلة :
- يوسف !! لقد ... لقد فكرت ان اهاتفك بالامس ولكن....
لاحظ يوسف انها تحاول ان تعيد علاقتهما مرة اخرى ولكن ابتسم قائلاً :
- من الجيد رؤيتكِ ، هذه دعوة زفافى بعد اسبوع ، اتمنى ان تحضرى
تغيرت ملامحها قائلة :
- ستتزوج ؟
نطق يوسف بإبتسامة واضحة :
- نعم سأتزوج من ابنة خالتى ميرا
نطقت ريم بأبتسامة مصطنعة تخفى بها ندمها :
- مبارك لك ، اتمنى لك حياة سعيدة
ابتسم يوسف قائلاً :
- شكراً لك ِ ريم
مضت الايام ومر شهر ...
توجهت ميرا الى السرير وجلست بجوار يوسف وامسكت بيده قائلة :
- يوسف !! حبيبى !! استيقظ .. لقد تجاوزت الساعة العاشرة صباحاً
فاق يوسف من نومه ونظر الى زوجته وحبيبته قائلاً :
- انا الان اسعد شخص على وجه هذا الكوكب ، رزقنى الله بكِ وكنتِ اعظم هدية
ابتسمت ميرا فى خجل قائلة :
- انت روحى وسندى فى تلك الحياة ، انت زوجى وابن خالتى وحبيبى
ابتسم يوسف قائلاً :
- بسبب ما قلتيه الان سأقوم لإعداد الفطور بنفسى
ضحكت ميرا قائلة :
- سأساعدك ، موافق ؟
اقترب يوسف منها بحب شديد وقبلها قائلاً :
- موافق
مر الوقت وذهب يوسف الى العمل وذهبت ميرا لشراء بعض الاحتياجات وكانت تفكر لماذا لم يتذكر يوسف ان اليوم هو عيد الحب ولم يحضر هدية او اى شئ !! لم تفكر ميرا كثيرا وانجزت وعادت الى المنزل وفتحت الباب لتتفاجئ بوجود الكثير من الورد فى جميع انحاء الشقة ويوسف يجلس على ركبتيه ويحمل علبة حمراء يوجد بداخلها خاتم قائلاً :
- كل عام وانتِ ملكى ، كل عام وانتِ حبيبتى
شعرت ميرا بسعادة بالغة وتركت ما بيديها وانطلقت الى يوسف ليضمها بحب شديد نابع من قلبه داعياً الله الا يحرمه من حبيبته و زوجته وان يرزقهم بالذرية الصالحة ....