قصص و روايات - قصص رائعة :

قصة الاميرة الهاربة

قصة الأميرة الهاربة fugitive-princess

كانت هناك اميرة رائعة الجمال ماتت امها عند ولادتها كانت الاميرة لطيفة جدا وذات شعر ذهبي براق.
اراد والدها الملك في يوم من الايام اجبارها على الزواج من امير لا تحبه ففكرت بخطة لالغاء العرس و طلبت ان تصنع لها ثلاثة فساتين جديدة احدها يجب ان يكون ذهبيا كالشمس وثانيها يجب ان يكون فضيا كالقمر و ثالثها يجب ان يكون مشعا كالنجوم.
و طلبت ايضا ان يصنع لها معطف من الفرو بقبعة و ان يكون الفراء ماخوذا من جلد الف نوع من الحيوانات.
ظنت الاميرة ان طلباتها مستحيلة التحقيق او ان تنفيذها يستغرق وقتا طويلا يتاخر به حفل زفافها المشؤوم.
لكن والدها الملك الجبار سخر امهر الخياطين لتجهيز اثوابها الثلاثة و طلب من صياديه احضار الفرو من الف نوع من الحيوانات.
و لم يستغرق الامر طويلا حتى صارت الفساتين و معطف الفراء جاهزين و اصبح الزواج قريبا اكثر مما توقعت الاميرة المسكينة.
في الليل افاقت الاميرة سرا و فتحت صندوق مجوهراتها واخذت منه خاتما ذهبيا و قرطا ذهبيا ايضا و كذلك عقدا ذهبيا.
ثم اخذت الثوب الذهبي الذي يشبه الشمس و الثوب الفضي الذي يشبه ضوء القمر والثوب المشع الذي يشبه ضياء نجوم السماء و وضعتهم فوق بعضهم بعضا بعد ان طوتهم باتقان.


كانوا يسطعون و يسحرون حتى انها استطاعت وضعهم في قشرة ثمرة جوز جوفاء ثم ارتدت معطف الفراء و طلت وجهها و يديها بهباب الفحم حتى لا يستطيع احد التعرف عليها ثم تركت قصر والدها الملك الجبار.
سارت الاميرة وحيدة في الغابات حتى تعبت فنامت في جوف شجرة دلب كبيرة طوال الليل.
في اليوم التالي كان الملك الشاب الذي يحكم الغابة يصيد مع رجاله فوجدوا الاميرة النائمة واتجهوا نحوها.
عندما سمعت الاميرة نباح كلاب الصيد ووقع حوافر الخيل استيقظت خائفة وقالت لهم:
انا فتاة فقيرة و يتيمة خذوني معكم!"
فاخذها الصيادون معهم الى قصر الملك واسكنوها في غرفة صغيرة مظلمة تقع تحت السلم بعد ان ظنوا انها غرفة مناسبة لفتاة ذات وجه و يدين مطليتين بالشحار.
كانت تعمل كثيرا في المطبخ و كانت تجلب الماء والحطب و تراقب نار الموقد و تنظف الرماد حوله.
في الليل كانت تبكي معظم الوقت في غرفتها الصغيرة المظلمة.

في احد الايام اقيم احتفال كبير في قصر ملك الغابة الشاب،فقالت الاميرة لكبير الطباخين:
هل استطيع التفرج على السيدات الجميلات و السادة في القصر؟
قال كبير الطباخين:
اذهبي لنصف ساعة فقط ثم عودي لمراقبة نار الموقد وازاحة الرماد عنه.
ذهبت الفتاة المسكينة الى غرفتها و نظفت نفسها جيدا وازالت الشحار عن وجهها ويديها ثم فتحت قشرة ثمرة الجوز وسحبت منها الثوب الذهبي و ارتدته و نشرت شعرها الذهبي على كتفيها،وانطلقت الى قاعة الاحتفال دون ان يعرفها احد.

اعجب الملك الشاب بها كثيرا لانها كانت رائعة الجمال فرقص معها!
بعد انتهاء الرقص تسللت راجعة الى غرفتها الصغيرة و خلعت ثوبها الذهبي و ارتدت بدلا منه معطف الفراء وسودت يديها و وجهها بالشحار وبدات تزيل الرماد عن النار كما امرها كبير الطباخين و الطهاة.
اراد كبير الطباخين الفرجة ايضا فامرها بتسخين حساء الملك وحذرها بشدة قائلا: "سخني حساء الملك جيدا و حذار ان تسقط فيه شعرة واحدة و الا وقعت في ورطة كبيرة "
و هكذا سخنت الفتاة حساء الملك ونزعت خاتمها الذهبي ثم وضعته في قعر صحن الحساء.
احتسى الملك الحساء فاعجب به لانه لم يكن قد تذوق من قبل حساءا الذ منه فانهى كل الحساء و وجد في قعر الاناء خاتما من الذهب الخالص جميل التصميم بديع المنظر فازداد اعجابه و عجبه و سال: من طبخ الحساء؟
قال الطاهي: انا يا سيدي!
قال الملك: هذا غير صحيح فطعم هذا الحساء الذ من طعم الحساء الذي تقوم انت بطهيه
عندئذ اعترف الطاهي و هو نفسه كبير الطباخين ان الفتاة المسكينة هي التي طهت الحساء.
فطلب الملك الفتاة و سالها من تكون.
كان جواب الفتاة انها فقيرة و يتيمة و لا تنفع لشيء في الطبخ.
ثم سالها ان كانت تعلم شيئا عن وجود الخاتم الذهبي في صحن الحساء فهزت كتفيها و لم تجب.
بعد عدة اسابيع اقيمت في القصر حفلة ثانية فطلبت الفتاة ثانية من الطاهي ان تذهب للفرجة على الحفل فقال لها:
حسنا اذهبي لنصف ساعة فقط ثم عودي بعد ذلك لطهي حساء الملك فهو يحب الحساء الذي تطهين
و هكذا ركضت الفتاة الى غرفتها الصغيرة و غسلت وجهها ويديها جيدا ثم فتحت قشرة ثمرة الجوز وسحبت منها الثوب الفضي و ارتدته.
عندما راها الملك ثانية سر بها كثيرا و رقص معها كثيرا حتى انتهى وقت الرقص عندئذ تسللت الى غرفتها الصغيرة و خلعت الفستان الفضي وارتدت بدلا منه معطف الفراء المؤلف من الف قطعة مختلفة من فراء حيوانات الغابة ثم طلت وجهها و يديها بهباب الفحم كالعادة و خرجت الى المطبخ فاعدت الحساء للملك و وضعت في اسفل اناء الحساء اقراطها الذهبية.
لما وجد الملك اقراطا ذهبية في قعر اناء الحساء ارسل يطلبها وسالها ان كانت تعلم شيئا عن الذهب في حسائه فاجابته كالسابق انها فتاة فقيرة يتيمة و لا تنفع لشيء في الطبخ و لا تعلم شيئا عن اقراط الذهب.
بعد ذلك بوقت قصير امر الملك باقامة سهرة في قصره فاستعدت الفتاة ونظفت نفسها جيدا و فتحت قشرة الجوز و سحبت منها الفستان البراق كنجوم السماء و ارتدته مما اثار اعجاب الملك و جعله في غاية السعادة فامسك يدها و ضغط عليها بقوة و هو يقودها للرقص.
و عندما لاحظت ان احدا لا ينتبه اليها وضعت خاتما ذهبيا في اصبعها.
هذه المرة تاخرت بالعودة الى غرفتها وكان الوقت ضيقا جدا لنزع فستانها الرائع الجمال و ارتداء معطف الفراء فاضطرت لارتداء معطفها فوق الفستان المشع كنجوم السماء و لم تدهن ايضا كامل وجهها و يديها بهباب الفحم الشحار فبقي احد اصابعها ابيضا كالثلج و بقي فيه الخاتم الذهبي الذي نسيت ان تخلعه و اسرعت لاعداد طبق الحساء كالعادة و هذه المرة وضعت عقدها الذهبي في قعر طبق الحساء.
عندما انتهى الملك من تناول الحساء
و وجد العقد في اسفل الاناء ارسل يطلب الفتاة فحضرت امامه و لاحظ بسرعة اصبعها الابيض و الخاتم الذهبي.
وضع الملك يدها بيده و حاول نزع الخاتم من اصبعها فانزاح قليلا معطف الفراء عن فستانها المشع الذي ملا المكان ضياء و نورا كالنجوم فخلع الملك عنها معطف الفراء و لاحظ كم هي جميلة وجذابة بشعرها الذهبي و ثوبها البراق فوقع بحبها في الحال عندئذ غسلت وجهها ويديها فبدت اكثر جمالا مما كانت عليه من قبل.
عندما راها الجميع قالوا انها اميرة حقيقية فحكت قصتها بالتفصيل للملك المعجب بها
عرف الملك بالحال انها الفتاة التي كان عليه تزوجها

فتزوجها و عاشا في سعادة و رخاء