قصص و روايات - قصص رومانسية :

قصة أحببت مسيحية للكاتب هشام عفيفي الفصل الثالث

قصة أحببت مسيحية للكاتب هشام عفيفي

قصة أحببت مسيحية للكاتب هشام عفيفي الفصل الثالث

في صباح اليوم التالي.. مرتديا بذلتي اضع عطري..
اجهز للتوجه الي كنيسه والد فريده لأقابل البابا هناك
حينما نزلت من سيارتي.. لاحظت علي اخر الشارع سياره جيب شروكي سوداء تقف بعيدا..

اخرجت هاتفي من جيبي.. واتصلت
قول لحراساتك يابني تتكل على الله
فكك مش هينفع اسيبك
قولهم يتكلوا علي الله بدل ما اروح اقولهم انا
اتكل انت علي الله

في بيت كريم مباحث صديقي
يجري كريم اتصالاته
ايوه.. عايز عناصر امن جوه كنيسة امبارح.. وعايز قوتين تأمين من بره.. ومش عايز ولا حاجه فيهم تبان
الهدف المطلوب تأمينه في تحركه ناحية الكنيسه.. مش عايزين لا الكنيسه ولا الهدف يحسوا ان احنا موجودين
وابعتلي اشاره اللاسلكي الي جوه وانا عشر دقايق وهبقي هناك.

وانهى كريم محادثته
وحدث في نفسه عن هشام .. يابن المجنونه.. هيودي نفسه في داهيه
وصلت للكنيسه.. ودخلت من بابها
قابلني احدهم قلت له
انا عايز اقابل البابا
بخصوص ايه ؟
بخصوص فريده
انتشر علامات الدهشه على الرجل.. وكأن كل الكنيسه كانت تعلم بالامر
طب اتفضل معايا

في غرفه البابا..
دخل الشماس هاني الذي كان يحب فريده الي البابا
ده جاي برجليه لغايه عندنا ! يكونش ناوي يدعونا احنا كمان للاسلام
فرد عليه البابا
انا مش عايز حد يتعرضله.. سيبوني معاه
انت بتقول ايه يا ابونا
قلت مش عايز حد يتعرضله !

جلست مع البابا فحدثني..
اتفضل
انا مبدعوش فريده للاسلام.. ولا بسيطر علي دماغها عشان ادخلها الاسلام.. ان كان في عندنا ناس بيستخدموا الاسلوب الرخيص ده فدول مش عارفين دينهم كويس.. ومش جاي هنا عشان اهددكوا بحاجه ولا عشان خايف من تهديدكم ليا بحاجه
احنا مبنهددش حد.. ديما الكنيسه هي الي بتتهدد وديما الي بيتهجم علينا .. ومع ذلك بتطلع صورتنا احنا الي وحشه.. ولو واحد مسلم دخل المسيحيه بتقوم الدنيا.. انما لو مسيحي دخل الاسلام بتعم عليكم الخير والبركه كأننا ملناش وجود وكأننا ملناش رب وان احنا جهله ومتخلفين

كان نفسي اقولك ان الاسلام في خطر يا ابونا بسبب كل الي بتحسوه ده .. بس الاسلام مبقاش في خطر.. الاسلام تقريبا شبه ضاع خلاص.. الكل بيحكي عليه انه دين السلام والتعايش.. وبيقطبوا وشوشهم في وشوشكم وفي السر بيقولوا انهم بيقرفوا من ريحتكم ومياكلوش معاكوا ولا يقلولكوا كل سنه وانتوا طيبين
ودينك بيقول ايه.

بتخيل ديما لو كان الرسول موجود.. كان هيبقي مبتسم دايما في وشوش كل الناس.بكل فئاتها الا علي الي بيحاربه محاربه صريحه في وشه
عمري ما تخيلت انه مش هيهنيكم في اعيادكم.. ويقولكم يا كفره ولا هتخشوا النار ولا مثلا مش هيحب ينشر روح المحبه
فاكر مره حديث.. كان الرسول دابح شاه.. وكان كل شويه يسألهم أأهديتم جارنا اليهودي ؟ سألهم تلات مرات
منين هيقعد يقول الدين دين السلام ودين ان يعيش الناس سواسيه ويبقي مستحقركم زي ما متخلفين الفهم بيعملوا.

لو فكروا للحظه.. هيلاقوا ان سبب كرههم لناس كتير .. حتى ولايا نعمتهم بره يقعد يقولك الغرب الكافر وهو عايش فيه بياكل وبيشرب وبيأمنوه بغض النظر عن ديانته او موطنه الاصلي
من معرفتي للاسلام.. شايف انه كان اولى بالدول الغرب.. انه يرعى الجميع دون تفرقه ولا يحسسهم انه بيكره حد
امال انت جاي هنا ليه
انا جاي عشان لو اتجوزت فريده مش عايزها تتنبذ عن الكنيسه او تكرهوها
فريده لو اتجوزتك مش هيبقي ليها مكان هنا
هتتخلوا عنها بالسهوله دي

هي الي هتبقي اختارت
مش عندكوا يا ابونا الي بيخطأ.. ممكن يستغفر ويعود تاني وربنا بيغفرله
وهي هتفضل عايشه علي طول بخطأها
مينفعش تستغفر علي طول
معتقدش ان ليك دخل في معتقدنا

فكر فيها بحكمتك وسماحتك يا ابونا.. لو واحده دينها هنا.. وعايزه تمارس شرائعه وارتكتب خطأ.. هتنفوها وتبعدوها عنكوا وتبعدوها عن الدين زياده .. وده الي انا مش عايز فريده تحس بيه.. عايزها تيجي الكنيسه هنا وتمارس حياتها الطبيعه بدل ما تبعد عنكوا
استأذنك

توجهت للمستشفى لأرى فريده.. احسس كل يوم عن الاخر انها ستضيع من يدي.. اشعر بالخطر يقترب يوما فيوم
توجهت باقصى سرعه لغرفتها.. لم اجد بالخارج سوى ريهام تلك الصديقه الوفيه التي لم تتركها منذ دخولها المستشفى
ووالدة فريده.. استغربت عدم وجود والدها..
استأذنتهم الدخول الي فريده.. الغريب ان والدة فريده لم تجاوبني يوما علي اي شيء كانها تتحاشى التحدث معي
دخلت الي فريده
كانت تنام كأنها طفله تعبت من اللعب بدماها
مررت اصابعي علي خدها ففتحت عيناها في لحظتها.. كما لو ان فراشه اقتربت منها فطارت

صباح الخير
صباخ الخير يا هشام..
احنا لازم نتجوز باسرع وقت يا فريده
بحب معلوماتك الجديده يا هشام..
فريده.. احنا لازم نتجوز في اقرب وقت..
في ايه..
مش هستني تحصل اي حاجه تبعدني عنك
انا مستعده..
متاكده انك مستعده..
جدا..
يا فريده..

مش هنعمل فرح يا هشام.. ومش عايزه حد يبقي معانا عشان افرح ونتبسط وكل الي بتحلم بيه اي بنت
من حقك تفرحي يا فريده
فرحتي معاك انت يا هشام.. انا مستحملتش كل ده.. ولا انت استحملت كل ده عشان نعمل فرح ولا نقطع تورته
لو كنت انا الي بمثلك كل السعاده في دنيتك.. بردو كان نفسي اعملك فرح وترمي الورد وتتبسطي زي اي بنت
انا مش زي اي بنت.. ولا معايا راجل زي اي راجل في الدنيا.. دنيتي معاك تكفي يا هشام
بحبك
وانا بعشقك..
تقدري تقومي تقفي
يااه.. ده انت متأخر بقي.. النهارده تقريبا لفيت المستشفي كلها.. واتغديت جبنه كيري
يوغوتي…ده الي ربنا قدرك عليه

بكره نضرب كشري .. واحده واحده عليا بس.. انا ما صدقت عرفت امشي.. بس الدكتور لسه قال هقعد هنا كام يوم.. عايزني امشي ليه
عشان تنقي فستان فرحك
ابتسمت فريده.. ودمعت عيناها
مش معقوله كمان هحرمك من فستان فرحك..
احمرت وجنداها اكثر وزادت دموعها في النزول.. فاحتضنتها لا اراديا.. كأبنتي ذات الثلاث سنوات جائت لتحتمي في حضن والدها
مسحت دموعها بإصبعي..
وقلت لها
يلا.. شدي حيلك.. وانا هحاول استأذن الدكتور انك ترخجي من هنا تنقي الفستان وترجعي تاني عشان نطمن عليكي
ربنا يخليك ليا يا هشام..
ويخليكي ليا يا فريده..
تركت غرفتها وتوجهت للخارج لاجد والد فريده قد اتى واجتمع هو ووالدتها وريهام

اغلقت باب غرفه فريده
ثم قلت لهم
انا هكتب كتابي علي فريده

مبنى المخابرات المصريه بمدينه نصر
جالسا مع كريم صديقي للمره الثانيه

هل في خطر على فريده دلوقتي من كتب الكتاب
تقريبا
طب اشمعنى.. انا رحت وكلمت البابا عندهم وعرف اني مش بدعوها للاسلام ولا حاجه
اولا ده مش القسيس بتاع الكنيسه.. ده كان واحد من الي بيروحوا الكنيسه،هاني الشماس الي كان بيحب فريده اتفق معاه وعملوا عليك الدور ده

كنت بتراقبني
كان لازم احميك من اي خطر
وعرفت منين الموضوع ده
اول ما دخلت انت وقلتلهم عايز اكلم البابا.. عرفوا انك مسلم وانك متعرفش حاجه عن الكنيسه.. لأن مفيش غير بابا واحد بس
وطبعا الموضوع كان شاغل هاني ومسخن الكنيسه عليك .. فراحوا بلغوه واتقنوا عليك الدور ده
ده انا قلت ان القسيس بتاعهم كان بيتصرف معايا بحكمه
لا ده مش اسلوب قسيس ابدا.. القساوسه بيتصرفوا بحكمه اكبر من كده.. واستحاله يكلمك بهذه الحده
انا تعبت..

توكل انت علي الله واكتب كتابك علي فريده.. لو في اي مشكله انا هبقي معاك متخافش.. وربك الي بيحمي
انا خايف عليها هيا مش عليا انا
احنا ممكن نعرف القسيس الي هناك موضوع هاني وهما هيتصرفوا معاه لانهم عارفين ان الي هاني بيعمله كده مش صحيح.. وان فريده لازم تفضل تحب الكنيسه ويستقبلوها عندهم.. ولو جه عليهم الناس كلهم القساوسه بالذات هيعاملوها كويس
حبيبي يا كيمو
حبيبي يا اتش.. ربنا معاك يابني

ذهبت لوالدتي..
بصي ياماما.. من ساعه ما اتكلمنا في الموضوع ده من الاول خالص.. انا متناقشتش معاكي غير مره واحده
موضوع ايه
جوازي من فريده
انت عارف رأيي كويس في الموضوع ده يا هشام
صلي علي النبي
عليه الصلاة والسلام
مش لو كانت حاجه مش كويسه اني اتجوز واحده على غير ديني كان ربنا حرمها
لم تجاوبني

من امتى بقيتي عنصريه كده مع اني كنت بشوفك مع صحاب جدو الله يرحمه كنتي بتعامليهم كويس.. وصحباتك المسيحيين بتعمليهم كويس جدا.. وعمري ما حسيت انك بتفرقي
انا مش هبقي راضيه عن جوازك يا هشام
ليه بس يا امي.. لما انتي مترضيش هتجوز ازاي انا .. يرضيكي انا طيب اتجوز واحده تانيه وابقي كارهها لمجرد ان امي مكانتش عايزاني اتجوز الي بحبها
لم تجاوبني مره اخرى
عايزاني اطلع فوق السطوح ويهز الهوا كمي والناس اتجوزوا واقعد جمبك والشغل ده.
انا لو متجوزتش فريده مش هتجوز
اعمل الي انت عايزه

لازم برضاكي يا امي.. مينفعش اتجوز من غير ما ترضي.عشان تحبيها وهيا تحبك.. ومتعمليش عليها حمى وهي حماله اسيه وشافت كتير في حياتها مش عايزك انتي كمان تيجي عليها.. وبعدين من امتى مبثقيش في اختياراتي
طيب—
لا لازم تبقي من قلبك
فلم تجاوبني
هغسلك المواعين طيب
فابتسمت نصف ابتسامه كأنها لا تريد ان تبتسم
اكتمي الضحكه اكتمي.. يا بطااطس
امشي..
حبيبي يا سوسو
اما نشوف يا خويا المحروسه بتاعتك
هتحبيها اوي والله
مسيرنا نشوف

مرت الايام وتلاحظ تحسن حاله فريده بشكل ملحوظ وكان والدها لا ينطق.. لايتجاوب.. ينظر فقط الي الامر كأنه يحمل هموم الدنيا
فلت في نفسي معلش.. ممكن بكره يقدر قد ايه انا هحافظ علي فريده.. واكيد كل اب اكبر همه انه يطمن علي بنته.
بشرني الدكتور.. ان بامكان فريده ان تخرج مع الحرص انه سيتابع حالتها اسبوعيا تحسبا لأي شيء
وخرجت فريده من المستشفى بعدها..

12 ليلا:
جاهزه لبكره
لا الصراحه
اكانسل واشوف واحده تانيه
انا بقول كده بردو
طاب يلا عشان متعطلش
جزمه
انا بردو
ايوه انت
انا كنت بسألك فعلا علي فكره
تفتكر مش جاهزه اكون في حضنك للابد

الكلام ده لما تكوني متجوزه واحد كل همه نفسه.. يفتكر انه بدوسه زرار كل حاجه هتمشي حلوه وانك هتترمي في حضنه بسهوله مدى الحياة.. انا مقدر انك بنت.. وهتسيبي بيت اهلك وتيجي بيت جوزك.. وتنامي في حضن واحد غريب بعد ما اتربيتي فوق العشرين سنه في سريرك.. كل ده عايز استعداد نفسي مهما كنتي بتحبيني
سكتت قليلا.. ثم تنهدت
تفتكر هتفضل تحبيني كده زي ما بتحبني دلوقتي
تفتكري انتي..
انت مش مقدر ان شكلي هيتغير بعد الجواز..
وانتي مش مقدره ان عمري ما اختارتك عشان شكلك.. بغض النظر انك حلوه
اكيد هنزهق من بعض في بيتنا
لو معرفناش نتفق مع بعض ازاي منزهقش ونجدد حياتنا يبقي نستاهل ضرب الجزم
انا نفسي اترمي في حضنك من دلوقتي
هانت..

مش مطمنه لبابا.. ساكت كده ومش معترض.. انا كنت حاسه قبل كده لو يطول يعملك حاجه كان عملك
بابا مش هيقدر يتبسط غير ما يشوفك مبسوطه.. عيلتك كلها كده.. ودي حاجه لازم هتتثبتلهم مع الايام
الفستان حلو اوي ولو انه مكانش فارق معايا .. ليه تدفع كل ده في فستان يوم واحد.. خصوصا اننا مش عاملين فرح ولا عازمين حد
عشانك انتي.. فرحتك وانتي لابسه الفستان وحاسه انك عروسه متتحرميش منها.. من اللحظات الي البنات كلها بتستناها في حياتها.. ليه احرمك منها.. مش عشان هتبقي مراتي تتحرمي من اي سعاده تانيه

مفيش سعاده زي الي هتبقي في حضنك يا هشام
عارفه لو واحده تانيه سمعتك بتقولي كده.. هتقولك اتنيلي.. كتك خيبه.كلهم بيقولوا كده في الاول
الحمد لله اني مش اي واحده تانيه.. ومخترتش واحد زي اي واحد تاني.. انا عارفه ان حياتنا مش هتبقي زي حياة الاحلام بتاعت اي اتنين متجوزين.. ويتصدموا في الواقع.. والي احنا مرينا بيه كان اي حد غيرنا استلسلم بدري بدري.. عشان مبيحبوش زي ما انت وانا بنحب بعض.
عارفه ايه امنيتي.
ايه..

ان انا وانتي نسكن في بيت في الجنه بعد الدنيا.. بحيث مبقاش حاطط في بالي ان احنا لينا نهايه
جنه ايه بقي.. هو انا هخش الجنه.. انت هتتجوز زنديقه كافره
لا عمري اقتنعت ان المسيحين هيخشوا النار.. ولا المسلمين هيخشوا الجنه.. ربنا مش بيحسب حساباته زينا احنا البشر.ولا حكمته حكمه ضئيله بتتحكم بحيالله اراء واتجاهات مختلف صريحا فيها..
هو ادرى بكل واحد بيعبده.. وادرى بطريقه حسابه.. وعمره ما هيظلم حد..
لما نبقي نموت يحلها ربنا.. ونشوف موضوع الجنه ده.. لو دخلت انت الجنه ابقي اطلبني من النار اجي اقعد معاك
مش عايزك تهزري تاني في الموضوع ده يا فريده..

بتخاف عليا من الخيال
متهزريش فيه وخلاص
طب بقولك
ها
بحبك
متهزريش بردو في الموضوع ده
انت سخيف اوي علي فكره
ماشي يا سوسن
ماشي يا رفعت
اشوفك بكره
لا مش جايه
انجزي الناس الي بتقرا القصه اتخنقوا
ناس مين..
متاخديش في بالك
طيب.. هشوفك بكره
اه صحيح
ايه
بحبك
لا يا شيخ
اكيد بهزر طبعا
طب امشي بدل ما مجيلكش بكره فعلا
طب انا رايح اهه
تصبح في حضني
تصبحي انتي من اهلي

انه اليوم المشهود..
حضر الناس جميعا..  ليسوا بالكثير.. فقد حرصت علي الا يأتي احدا ينظر نظره خبيثه لفريده انها مسيحية تزوجت مسلم.. حرصت ان تشعر فريده بالسعاده قرب عائلتها وحتى لم ادعوا من عائلي سوى والدتي.. لا اطيق ان يتكلم احد علي فريده من خلفي
وحضر كريم.. وقد دعوت الدكتور وتعجب من دعوتي له.. الا اني راعيت شعور افتقاده لفريده ابنته فعلمت انه ربما يسعد بهذه الليله كما لو كانت ابنته التي تتزوج
كنا في قاعه من احد النوادي.. ولم اجعل عقد القرآن في مسجد مراعاة لوالد ووالده فريده
حضر المأذون.

وانتظرت انا ووالدتي وعائله فريده وصول فريده بعد ما كانت مع ريهام تلبس فستانها وتهيئ نفسها الي هذا اليوم
وصلت السياره.. فتحت الباب.. ونزلت فريده من السياره كأميره نزلت من الجنه.. اخذتها من يدها.ثم قبلت يدها
وذهبنا الي المأذون.. الذي كان ينتظر في القاعه
وعقد قراننا…لم يستطع والد فريده ان يحبس دموعه.. واحتضن ابنته ولكنها لم تصفى الدموع كأنها دموع فرح فقط.. ولكنها كانت تختلط بدموع الحزن
دمعت فريده حينما رأت دموع والدها ووالدتها.. ودمعت ريهام ايضا.. ولم تستطع والدتي من حبس دموعها
مسحت دموع فريده..

واخذت يدها.. وركبنا السياره الخاصه.. وتوجهنا الي بيتنا
كانت فريده نائمه في حضني طوال الطريق الي بيتنا.. كانها كانت تمشي طوال حياتها علي ارجلها.. وها قد جاء الوقت للنوم في حضني لترتاح قليلا
وصلنا منزلنا.. وقد حرصت الا يأتي معنا احد فقط انا وهي وسائق السياره الخاصه ومجموعه من اصدقائي ورائنا بسياراتهم يزفونا الي بيتنا..
حملتها علي يدي.. وصعدت بها الي بيتنا.. ودخلنا بيتنا
احتضنتها كما لو كانت مسافره منذ عقود.. واحتضنتي ودمعت عيناها في صدري كما لو انها لا تصدق ان هذا اليوم قد جاء
قلت لها

اطمني.. احنا دلوقتي مع بعض
انا بحبك اوي
وانا بعشقك يا فريده
لاحظت اهتزاز هاتفي في جيبي.. نظرا لوضعي له علي الحاله الصامته
ريهام الجوهري
ريهام !؟!؟ مش وقت هزار خالص يا ريهام
خطفت مني فريده الهاتف في خباثه اطفال وابتسمت وقالت لي.استني انا ارد عليها
ايه يا هانم.. مش عيب كده تتصلي بواحد في يوم جوازه كده
تحولت ابتسامه فريده الي اثار دهشه
بتعيطي ليه !؟
استغربت انا اكثر
ايه!

تقف فريده بفستان فرحها.. تختلط دموعها بكحل اعينها.. ثم يخرج علينا الدكتور
مينفعش حد يخشله دلوقتي
فتنهال فريده بالبكاء اكثر
سألت الدكتور
طمني يا دكتور
جلطه في القلب

من حسن الحظ ان الدكتور كان حاضرا لكتب الكتاب لتستجيب سياره الاسعاف ريثما رحلنا انا وفريده في سيارتنا.. سقط والد فريده مغشيا عليه.. فطلب الدكتور سياره الاسعاف من المستشفي خصيصا فاستجابوا له سريعا
تبكي فريده في احضان ريهام.. ووالدتها تبكي بجانبهما
تكلمت مع الدكتور علي جانب خاص
جلطه زعل دي مش كده
في الاغلب

انا تعبت والله يا دكتور.. واضح انها وراثه في العيله .. كل يوم بحس اني جاي اسبب مصايب
انا لو كان واحد زيك بيحب فريده بنتي الله يرحمها.. مكنتش جوزتها لحد غيرك
بعد الشر يا دكتور.. كان زمانك جايلك جلطه انت كمان
ابتسم الدكتور قليلا
واحد غيرك يابني كان ساب الموضوع من زمان.. انا واحد اهه بتفرج من بره وشايفك بتعمل المستحيل
انا بقيت اعتبرك واحد من العيله يا دكتور.. يكفي خوفك علي فريده.. وتقديرك انا بخاف عليها ازاي
محتاجين نخاف علي باباها دلوقتي..
استأذنك يا دكتور

ريهام.. خدي فريده وروحيها
فريده: مش عايزه.. مش هقدر اسيب بابا
هشام: مش هينفع يا فريده تقفي في المستشفي بفستان فرحك ودموعك دي.. روحي خدي ماما وارتاحي وغيري هدومك وتعالوا بكره الصبح
ريهام: انت هتروح فين
هشام: انا هفضل قاعد معاه هنا
ريهام: هتقعد تعمل ايه..
هشام: خدي انتي فريده وماماتها يا ريهام ومتشغليش بالك
ريهام: يلا يا فريده.
قامت فريده في حزن وانضمت علي والدتها
همست لريهام:
ريهام.. فريده لسه حالتها مش مستحمله زعل.. اتاكدي انها تاكل لما تروحوا.. وحاولي تخليها تنام بسرعه قدر الامكان عشان متضيعش وقت في الزعل…
حاضر

معلش يا ريهام.. انتي شايله الهم من ساعه ما عرفتيني علي فريده.. مفيش صديقه زيك اليومين دول
بس بطل عبط
ربنا يخليكي لينا.. معلش باتي مع فريده وحاولي تمنعي احتكاكها مع مامتها.. عشان ممكن تحاول تحسسها بالذنب ناحيه باباها..
متخافش
لما تروحوا والدنيا تبقي هاديه كلميني طمنين
حاضر
اخذتهم ريهام في سيارتها ورحلوا علي بيت العائله.. لترجع فريده الى غرفتها في يوم زفافها
بعد ساعتين.. جاء الدكتور ليطمأن علي حالة والد فريده
ليراني غافيا في النوم علي احد الكراسي امام غرفه والد فريده
فدخل الي غرفه والد فريده.. وجرى القليل من الاجراءات الفحوصيه علي الاجهزه المحيطه به
ثم خرج..

ليربط علي كتفي
ايه يا عريس.. في حد ينام هنا ليله فرحه
استيقظت من غفوتي
مينفعش اسيب الراجل لوحده.. وفريده وماماتها الصراحه قعدوا كتير في المستشفى قبل كده.. واهه كله بسببي.. زمان مراتي كرهاني عشان الي عملته في ابوها
فريده تكرهك.. دي فحوصاتنا وتحاليلنا مكانتش بتبقي ايجابيه الا بعد كل مره ما كنت بتزورها
جايز قبل ما اجيب لابوها جلطه

بطل تشيل نفسك ذنوب ملكش فيها.. انا عاجبني شجاعك واصرارك.. كان نفسي ابني يبقي زيك.. امه مدلعاه من ساعه ما انفصلنا.. وهي الي بتجبله كل حاجه عايزها في حياته.. لغايه اما يعتبر ضاع هو كمان
مفيش حد قاعد من غير مصايب يا دكتور
اه والله ياابني.. بس انت ايه الي قعدك.. شغل المسلسلات ده مبيجبش نتيجه.. ده حتي في المسلسلات بيقلولهم ملوش لازمه القعاد والدكتور بيمشيهم وبيعملوا نفسهم موافقين علي مضد
احساسي بالذنب بالدكتور.. حاسس اني شيطان جه يتحكم في العيله

تاني.. مفيش فايده.. بكره عامة يعرف قيمتك
عارف يا دكتور.. انا بحبك لله في لله
ابتسم الدكتور في وجهيي..
الا قولي يا دكتور…مفيش حد محجوز هنا في المستشفى محدش بيزوره
في ست عجوزه كبيره.. بقالها اسبوعين في المستشفى عشان خايفين عليها لو طلعت حالتها تدهور.. مره واحده اختها جت تزورها ومجاتش بعديها
اوضه كام
52
تسلم يا دكتور
ابتسم.. وقال لي العفو

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة