قصص و روايات - قصص رومانسية :

قصة أحببت مسيحية للكاتب هشام عفيفي الفصل الأول

قصة أحببت مسيحية للكاتب هشام عفيفي

قصة أحببت مسيحية للكاتب هشام عفيفي الفصل الأول

انا عايزه اسيبهم واهرب..مش قادره اعيش في البيت
هكذا قالت فريده في صوت خافت وحزين حينما كانت تحدثني علي هاتفي في ساعه متأخرة من برودة الليل وهدوء شوارع مدينتنا
لا يا فريده..مش حبي الي يفرقك عن اهلك.

هكذا كان ردي بعد قليل من الصمت..
مش هينفع يا هشام..مش هعرف اعيش معاهم..ولا هعرف اعيش في الكنيسه..كل الي حواليا هيكرهوني..مش هحس اني مسيحية تاني عشان خالفت اوامر دينا
ساد الصمت لمده دقيقه..ثم تنهدت انفاسي لأجاوبها.
فريده…انا بحبك
ردت فريده
انا بعشقك يا هشام..
اكملت انا..

لو انا كنت بحبك حب اناني.. كنت قلتلك اهربي في اقرب فرصه.. انما ماما وبابا دول الي اوجدولي عشقي مجسد في انسانه بتمشي علي الارض.. مينفعش تهربي منهم او يكرهوكي..
تشنجت وقالت في عصبيه مختلطه بالدموع
انا تعبت يا هشام..انا مش قادره استحمل العيشه وهما شايفينني كده.ومفيش حلول..متقوليش مش هيبعدي عنهم..يا اختارك يا اختارهم..ولو مختارتكش مش هعرف اكمل بقيت حياتي..خليك واقعي ابوس ايدك لان انا تعبت..واعصابي بتسيب مني كل دقيقه..

ثم اجهشت في البكاء..
كان نفسي اخدك في حضني..
قاطعتني ببكائها ممزوجا بجمله تحمل الالم قائله
متبعدش عني مهما يحصل يا هشام…
فرددت
 المشكله يا فريده..المقابر بتاعتنا غير بتاعتكوا..كده مش هعرف ادفن جنبك
فازاد بكائها بحرقه

طيب انا اسف والله..كنت بهزر..هحفرلنا انا وانتي خن تحت كده ونتحرق تحت سوى
فهدئ صوت بكائها قليلا
بس متعيطيش..استهدي بالله كده وصلي علي النبي
صدرت منها ضحكه خفيفه..مع محاولة ملاحقه انفاسها من نهايات البكاء
انا هتصرف يا فريده..
جاوبتني
هتتصرف ازاي…
صمتت قليلا..ثم تنهدت قائلا
انا جاي النهارده اقابل بابا وماما

بص يا عمي..انت عارف اني بحب فريده..واني مقدرش..
لالا فاكس..اوي الكلام ده..مفتعل فشخ وواخد الدنيا ببساطه كانك رايح تقسط تلاجه
 يعني اعمل ايه بس يا ريهام..انا تعبت وحاسس اني بجري ورى اي حاجه تديني امل وخلاص
يابني انت اتجننت ! عايز تقابل ابوها ده انا لولا اني صاحبتها من ابتدائي في المدرسه مكانوش آمنولي خالص
 كله منك اصلا

يا سلام ياخويا..وانا ايش عرفني اني لما اعرف بيها من سنتين انكوا هتتنيلوا انتوا الاتنين..
 الحسنه الوحيده الي في حياتك
يلا يا معفن..
 طب هعمل ايه دلوقتي..
مش عارفه الصراحه..الي انت بتعمله ده انتحار..واصلا هتروح تكلمه تقوله ايه ولا تحاول تقنعه بأيه
 انتي مبتساعدينيش كده على فكره
مانت مجنون بردو..انت عارف لو عرف انك عرفتها من طرفي

ايه كميه العرفانات دي
يا عم اسمع وبطل لماضه..لو عرف انها من طرفي انا ممكن ميخلونيش اعرف فريده تاني..ده هما من ساعه ما فريده قالتلهم وعاملين قلبان في البيت وابوها محدش شافه بيبتسم بعد كده
 متخافيش..مش هعرفهم اني من طرفك..انا مش هاممني حاجه غير اني اتجوز فريده يا ريهام
انا هاممني..متخسرنيش صديقه عمري
 صديقة عمرك..بقي انا حياتي واقفه ومتخانق مع امي الي عمري ما رفضتلها حاجه وكل ما اعرف ان فريده بتبان في يوم معيطه بيتقلب حالي وبكتأب اكتئاب مزمن واحتمال اخطفها واهج من البلد وانتي خايفه علي صديقه عمرك.

اشمعنى هيا..مانت البنات حواليك قد كده..اشمعنى سبت كل دول واخترت دي
 ريهام..مش وقته
بجد نفسي اعرف..جايز لما اؤمن بيكوا اوي كده اعرف اساعدكوا
 مبحبهاش لسبب يا ريهام..مفيهاش تدخل ..مهواش حب تنقيه..مهواش حب عشان افضل دي عن دي..مش بقسط تلاجه زي ما انتي بتقولي..بحبها عشان بحبها..بحبها عشان نفسي اعيش معاها واموت معاها وادفن معاها

بحبها عشان لما اصحى الصبح الاقيها في وشي..وعشان لما اجي انام تبقي في حضني..مش لازم يكون في سبب
مش لازم يكون في حاجه..مش لازم يكون في طمع..بعشقها عشان بحسها جزء من اساسيات حياتي زي الميا والهوى
سكت ليه..
 لما بيتحاش عني الميه يا ريهام بتنق..ولما بيتحاش عني الهوى بتخنق..وانا مخنوق يا ريهام..انا حاسس ان نفسي بيضيق من ساعه ما حاسس ان فريده ممكن تروح مني..
انا اسفه طيب..
 مش وقته يا ريهام..احنا مبنوصلش لحاجه

هتعمل ايه طيب..
 معرفش…انا رايح لابوها
استني يا مجنون
 روحيلهم..علي اني اعرفك من فريده وانك متعرفينيش من قبل كده..واحضري واعملي عبيطه..بس انا عايز حد يساندني
انا مش هقدر اساندك في حاجه زي دي يا هشام
 روحي بس وخليها على الله..
ربنا يستر..

في بيت فريده
يخيم الصمت..بينما يجلس والد فريده امامي..وتحضر والده فريده كوبان من الشاي في صينيه لتضعهما امامنا في صمت خائفه من انفاس زوجها الذي كاد ان يستشيط غضبا متمالكا اعصابه..
كسرت حاجز الصمت وقلت
 يا عمي..
عمي ايه ونيله ايه يا ابني..انا مش عارف انت جاي تكلمني ف ايه !؟ متوقع ايه يعني ؟ متوقع اقولك خدها يا حبيبي بلا دين بلا زفت..خدها يا بابا واتهني بيها
 يا عمي بس..

يابني انت اعمى !. ينفع اخو فريده يتجوز اختك !؟ ينفع ! متخيل نفسك بتعمل ازاي وموقفك ازاي دلوقتي لو اخوها جاي يتجوز مسلمه ولا جاي يتجوز اختك واختك بتحبه ! ..رد عليا !
 يا عمي ديننا حرم جواز المسلمه من مسيحي عشان الرجال قوامون من النساء..ممكن جوزها يمنعها من انها تقيم شعائر دينها او يغصب عليها ومش مضمون مهما كان حبه ليها..

انما حلل جواز المسيحيين..عشان المسلم الي عارف دينه..لا يمكن ان يمنع مراته من شعائرها الدينيه ولا يجبرها ولا يغصبها علي حاجه ليها علاقه بالدين
يا حبيبي مينفاااعش ! مفيهاش احتمالليه مينفعش ! ينفع عندكوا مينفعش عندنا هنا ! انت مش راضي تفهم
 عندك حق يا عمي..

اندهشت والدة فريده وريهام التان كانتا حاضران في صمت المشهد الذي يدور بيني وبين والدها
انا اصلا مكنتش عارف انا جاي اقولك ايه..والموضوع خلصان من اوله
نظر لي والد فريده في حيره وغضب واستعجاب..مع ملاحظتي لان وجهه تغير من الغضب الشديده للذي هو ادنى
 انا بحب فريده..ومش عارف انا بعمل ايه..ولا انا ازاي جايلي قلب اطلب منك كده..مبحسبهاش..مبحطش قدامي قواعد وحاجات امشي عليها…عامل زي البائس العطشان الي في صحرا بيدور علي ميه يشربها…لا يهمه هي جت منين ولا عامله ازاي ولا تتشرب ولا متتشربش..
لمعت عيناي من الحزن متماسكا الا تسقط منها دمعا.

نظرت الي غرفه فريده لاجدها مغلقه لا يصدر منها شيئا
منذ ان دار الحديث بيننا علي الهاتف لم تخرج فريده من غرفتها وقد قاربت علي ال 24 ساعه بلا طعام ولا شراب
بعد تأملا لدقيقه لباب غرفتها..سقطت دون ان ادرى دمعه من عيناي علي الارض من وجههي المدعي الصلابه والشده

نظرت الى والد فريده..ثم الي والدتها..ثم الي ريهام..لاجدها هي الاخرى تحمل دمعا في عيناها
وكان الصمت قد خيم علي المكان..
نهضت..فنهض والدها
 انا اسف يا عمي اني سببتلكوا مشاكل..استأذنكوا
توجهت الي باب شقة فريده مادا يدي لكي افتح الباب لاخرج..
استنى !

هكذا قاطع والدها خروجي قائلا..:
انت ناوي علي ايه مع فريده ؟
صمتت قليلا..مرت الثانيه كانها الف عام…لكن كان لابد ان احارب للرجوع الي الوعى مره اخرى حتي لا اسقط مغشيا عليا وانا اتخيل ان حياتي تنتهي مع فريده التي عشقتها كما لو اني لم ارى من النساء غيرها علي الارض
 مش عارف يا عمي..انا جيت هنا وانا مش عارف انا عايز ايه غير اني عايز فريده..ومعنديش حاجه في حياتي غير فريده حاليا افكر فيها ولا اهتم بيها..وحياتي من غير فريده تقريبا مش موجوده..لو فريده مش هتبقى مراتي..حياتي مش هتعرف تكمل..

معرفش ايه الي ممكن يحصل في الدنيا..بس انا هفضل متمسك بفريده..
انا مش عايز اكون قليل الادب يا عمي..ولا بلوى دراعكم..بس انا مكنتش جاي استأذنكم في فريده..انا جيت عشان بحب فريده..ومش هكون مبسوط في حياتي وفريده مخاصمه اهلها..انا جاي عشان علاقتكوا انتوا وفريده مش عشاني انا..
تقصد ايه بكلامك !

اقصد اني عمري ما هتخلى عن فريده يا عمي…هفضل احارب لغايه اما اوصلها..معرفش ازاي..ولكن مسيري هوصلها.
استأذنكم
فتحت الباب وخرجت..فتعالت صيحات والد فريده غاضبا وتعالى صوت والده فريده وريهام ليهدؤوه من انفعاله
وانا امشي بعيدا عن المنزل لا اكترث لاي شيء..سوى حال فريده..
اين هي..لماذا لم تأتي لترانى علي الاقل..لم ارها منذ ايام
حساب الوقت بيني وبين فريده ليست كحسابات العالم..نحن في اصعب لحظات حياتنا..

وحشتيني..
هكذا ارسلتها في نفسي لعلها تسمعها بقلبها لتستجيب لندائي وتبعث لي ولو شعره من رموش عيناها احتفظ بها لأقبلها كل يوم في صباحي لنومي الذي لم اعد اعرف كيف كان شعوره..
دخلت باب بيتنا..لاجد والدي قد اعدت الطعام علي المائده دون ان تكلمني نظرا لخصامها لي منذ ان اندلع خبر مشيئتي بالزواج من فريده..
دخلت غرفتي..وجلست علي سريري..كما لو كنت احمل اطننان من الفولاذ علي كتفي..وحان الوقت ان ارتاح قليلا من تلك الحمول..
لاجل هاتفي الجوال يصيح مناديني ان استجيب له

لم استطع الوصول للهاتف..لكني خشيت ان تكون فريده..قد سمعت نداء قلبي..
ريهام الجوهري
ريهام ؟..غريبه..اكيد عارفه اني مش حمل اني اتكلم في التليفون دلوقتي…
 ايوه يا بنتي..ايه بتعيطي ليه ؟

 ايه !

 ايه الي حصل
بعد ما انت مشيت عمو رمزي اتعصب وقعد يزعق وراح كاسر باب اوضه فريده ودخل يشد فيها بعصبيه وكانت مبتستجبش
..قالها قومي كلميني هنا يا وش المصايب وقفت تلت ثواني وعنيها مدمعه..وراحت مرميه علي الارض
 الدكتور قال ايه..

قال ان عندها هبوط حاد في الدوره الدمويه وان ضغطها كمان واطي وان قلبها بيستجيب بالعافيه للنبض عشان مكانتش لا بتاكل ولا بتشرب وكمان اتعرضت لصدمه عصبيه مع كل ده
 هنفضل ماشين كده كتير
هي الاوضه الي هناك دي..
خرج الدكتور من اوضه فريده..وكانت مامتها واقفه غاضبه وكانها بتسأل مين الي جابه هنا ده
ولكن كانت عنيا بتطق شرار..وبمقارنتي بوالده فريده فانا ضخم الجثه عنها بجانب اني نادرا ما بتعصب ففضلت انها تتجنبني وتشاهد في صمت.

مسكت الدكتور من ايده
 لو سمحت يا دكتور
انت تقربلها ايه ؟
 انا الي عايز يتجوزها
لو انت الي مكانتش بتاكل عشانك..فيستحسن تخشلها..
اعترضت والدة فريده
 ازاي يعني يا دكتور ؟

حضرتك مش هتعرفيني شغلي..ومع ذلك..البنت محتاجه اي نبض في قلبها وتفاعلات عشان دورتها الدمويه تتحسن وتشتغل تاني ومفيش احسن من اقرب واحد ليها هو الي يحركلها قلبها..
سيبتهم ودخلت لفريده..رغم الحزن اني شايفها في سرير مستشفى..الا اني مقدرتش ملاحظش فكره اني شايف اميره انجليزيه نايمه علي سرير في هدوء..حتي دموعها في عنيها مدياها جمال يقتل ملكات جمال العالم..

نزلت علي ركبي..جنبها علي السرير ..امسح بإيدي علي خدها..فتحت عينيها ببطئ..ابتسمت ببطئ..
مقدرتش امنع نفسي اني اخدها في حضني..
نزلت دمعه علي شعرها وانا حاضنها..
وحشتيني..
انا بحبك..
 انا بعشقك يا فريده..
بدأت دموع فريده تنزل بكثره..ضغطت عليها في حضني كأني بخبيها اكتر

بابا مبيحبنيش يا هشام
 اوعي تقولي كده يا فريده..
كان هاين عليه يضربني
 انتي متخيله يا فريده..لو كان حد نفسه ياخدك مني..كان ممكن اعمل فيه ايه..بابا جابك ورباكي طول السنين دي..وانا جاي اخدك منه..لازم يكون عامل كده
مش عشان خايف عليا يا هشام..
 صدقيني عشان خايف عليكي..لو كان هيجوزك لاي حد هيبقي خايف عليكي بردو..مبالك واحد مختلف معاه في الدين

بابا بيحبك يا فريده..واكيد مكانش يقصد عصبيته عليكي..
انا محستش بحاجه..
 ريهام حكتلي علي كل حاجه…وبعدين مبتاكليش ليه يا هانم..عايزه تموتي وتسيبيني..
مش انت هتيجي ورايا..
 ايوه بس لسه محفرتش الخن الي هنتحرق فيه سوى..
ابعدتها قليلا عن صدري لارى ابتسامتها فنظرت الي عيناي وابتسمت وعيناها غارقتا بالدموع
ضممتها الي مره اخرى
 انا آسف يا فريده..

لا يا هشام..
 مكنتش اتخيل في يوم اني هكون سبب مآساه في حياتك..
مآساتي اني مش معاك.
ابوكي وامك يا فريده اغلى مني بكتير..
متجيش علي نفسك وتحبهم عشاني..انا عارفه ان اي حد بيبعدك عن الي نفسك فيه بتبقي نفسك تخفيه من على الارض
 الا ابوكي وامك يا فريده..انا بحبهم فعلا..مهما كرهوني ومهما عملو فيا اي حاجه..هما الي جابولي احلي حاجه في حياتي

من خارج الغرفه يشاهدنا الدكتور وريهام ووالدة فريده
والدة فريده تستشيط غضبا
يعني ينفع كده يا دكتور ؟
انا ملاحظ انها بتتكلم معاه …لو مكانش جه مكنتش اعتقد انها كانت هتقدر تتكلم مع حد او يبقي فيها حيل..لان دورتها الدمويه ضعيفه جدا..وجسمها مكانش فيه اي حاجه تخليها تقاوم الصدمه العصبيه او الضغط الي اتحطت فيه
..هو بابا موجود
 ايوه..بس هو كان اتعصب جامد وحاشوه جرانا وودوه الكنيسه وميعرفش ايه الي حصل لبنته عشان جرانا خايفين لا يعملها حاجه..
انا مش عايز البنت تتعرض لاي ضغط تاني..حالتها محتاجه تستقر تلت ايام علي الاقل لو باباها هيسببلها اي مشكله انا هضطر اسفا اني امنعه من الدخول ليها

خليك معايا..
هكذا قالتها فريده في حزن وهي ممسكة بيدي..
 فريده..انا اتسببتلك بمشاكل بما فيه الكفايه..انتي عارفه اني لما امشي من هنا كاني بقطع من قلبي بالتصوير البطيئ وبشرحه لحتت..بس انا لازم اسيب لعيلتك مساحه..
مش عايزه غيرك انت..
 مينفعش جو شيرين يا فريده دلوقتي..الدوامه الي بينك وبين اهلك لو وسعت مش هترجع تاني..انتي عارفه اني هحارب العالم عشان تبقي مراتي..بس مينفعش اكرهك في اهلك ولا اهلك يكرهوكي..مش لازم نرضى بالواقع..ومينفعش عيلتك الي جابتك الدنيا اردهالهم باني اكرههم فيكي..
بحبك..

مسكت يدها وقبلت رأسها..ثم قبلت عيناها..
 بعشقك..عشان خاطري..تجاوبي مع الدكتور واسمعي الكلام..انا حاسس بنغزات في قلبي من ساعه ما سمعت الخبر من ريهام كان قلبي بينزف..هفضل متابع مع الدكتور..لو حالتك متحسنتش احتمال تلاقيني في الاوضه الي جنبك..
مش عايز تبقي جمبي..
 لو قضيناها في الاوض كده جنب بعض مش هلحق ابقي جنبك الصراحه
ابتسمت مره اخرى..
 خدي بالك من نفسك يا فريده
حاضر..

قبلت يدها..ثم تركتها في صمت..واشرت الي ريهام من وراء زجاج الغرفه ان تدخل لها..
ثم توجهت الي والدة فريده
فسمعتني ريهام وانا اسألها وفي نبرة صوتي علاامات الغضب الشديد والانتقام
 ابوها فين !
جوابتني والدتها
انت مالك انت بابوها !

تدخلت ريهام
هتعمل ايه يا مجنون
 ابوها فين يا ريهام
قولي بس عايز ايه
عايز ايه انت من ابوها
 هتجابوني ابوها فين ولا اجيبه انا بمعرفتي
انت هتهددنا كمان ! مش كفايه الي انت عامله
 طيب..انا هتصرف

وانصرفت وركضت خلفي ريهام وامسكت بيدي
اعقل بس يا هشام هتعمل ايه
 خشي لفريده..ويكون وشك مبتسم ومتحسسيهاش انه في حاجه..ومتقوليش انا رايح فين وبعدين متخافيش..مش هروح اضربه يعني
طب هتعمل ايه بالله عليك قل لي..
 ملكيش دعوه يا ريهام..سلام

استر يا رب..

من داخل غرفه فريده بعيدا عن سريرها بقليل:
 انا لازم اعرف منكوا ايه الي ممكن يضايق فريده..لان اقل حاجه ممكن تعصبها او تحدث انفعالات هيبقي خطر علي دورتها الدمويه خصوصا ان لسه جسمها ضعيف
هو محصلش حاجه يا دكتور غير ان باباها اتخانق معاها وقعد يزعق شويه وهي اغمي عليها
 بس دي مكانتش بتاكل ولا بتشرب

هي كان بقالها يوم او يومين مضايقه وكنا متخانقين معاها انا وباباها وكانت قافله علي نفسها مش عارفين نوصلها
 طيب استأذنك..اكلم صاحبتها علي جنب
وفي ايه يستخبى عني يا دكتور..انا مامتها
 انا اسف يا فندم..مهنيتي بتحتم عليا اني اهتم بخصوصيه المريض حتى لو من اهله
ماشي يا دكتور..اتفضل

 خير يا دكتور
قوليلي المشكله باختصار يا ريهام..ريهام مش كده
ايوه يا دكتور..باختصار باختصار ؟
يا ريت
 فريده مسيحيه والي كان هنا من شويه ده مسلم
اوه..دي كده مشكله كبيره
بس احنا بنحاول نحتويها قدر الامكان
طيب..سيبوني مع فريده شويه
 حاضر يا دكتور
وأخذت ريهام والده فريده خارج غرفة ابنتها وجلس الدكتور بجانب فريده
 فريده

كنتوا بتقولوا ايه يا دكتور
 كنا بنتكلم شويه عن صحتك
انا كويسه..
 انا مش مامتك يا فريده عشان تضحكي عليا ده انا الدكتور بتاعك
مسيري ابقي كويسه..
 انا جاي اطمن انك هتبقي كويسه..وعايز اعرف مين الناس الي ممكن تأثر عليكي
مش عايزه اشوف حد غير هشام يا دكتور
 بس كده غلط يا فريده حتى هشام كان بيسأل علي باباكي وقال لمامتك وصاحبتك انهم يفضلوا جنبك
هو ديما كده..بيجوا عليه وبيفضلهم علي نفسه
 دي حاجه كويسه مش وحشه

ديما عشان خايف عليا بيجي علي نفسه يادكتور..انا تعبته في حياته كفايه..ليه هو كمان ميرتاحش
 طيب..ايه الي ممكن يضايقك يا فريده
انا مش عايزه اي حاجه يا دكتور..عايزه ابقي لوحدي..مش عايزه حد جنبي..مش عايزه حد يهتم بيا
 همم..طيب ارتاحي وانا هحاول احرص ان مفيش حاجه تضايقك..وبلاش تنفعلي يا فريده.اي انفعال فيه خطر علي صحتك
مش بإيدي يا دكتور..انا ديما مستضعفه ومبحسش ان ليا حق في اي حاجه..مفيش غير هشام الي ديما بيحسسني اني باخد حقي في الحياة كاني مكنتش عيشاها..وعايزين يبعدوه عني

هدي نفسك طيب…ارتاحي وانا هحرص ان مفيش حاجه تضايقك..بس ساعديني
شكرا يا دكتور..
 العفو يا فريده.

كنت اتمشى في الشوارع هائما علي وجهي لا اعرف الي اين الذهاب..بدوت كما لو اني هددتهم في المستشفى اني سأواجه والد فريده مره اخرى..
في حقيقة الامر كنت سأواجهه..ولكني واجهته مره فوجدت فريده علي فراش مرض..وهو من اشد المشاهد ايلاما في صدري..
اخاف المواجهه مره اخرى..خوفا علي فريدة..كما اني بلا خطط بلا عقل بلا تدبير
لا شيء يوصف حالي سوى صرخات كاظم الساهر في غنائه قائلا: اني اعاني اني اموت اني حطام.

وقفت في وسط الشارع ونظرت الي السماء…وقلت
يا رب..اني لا احسن التدبير..فدبر لي امري
فاهتز هاتفي يرن..
ريهام الجوهري
يادي النيله..ربنا يستر
 خير..
 امتى ده !؟
 قسم ايه !؟
 طب اقفلي..اقفلي دلوقتي
يادي النيله السوده في اليوم الاسود
 الو..ايوه يا كريم..

قسم مصر الجديده يا كريم ..ابو فريده هناك شوفلي الموضوع ايه وكلمني.قشطه مستنيك.
مرت ثلاث دقائق..وانا امشي في الشارع لا اعلم الي اين اذهب..
خمس دقائق..
رن الهاتف.

كريم مباحث من الطريف ان كريم مباحث هو اللقب الذي اطلقته علي كريم صديقي من ايام الثانويه العامه لان تعاملاته في حياته كانت اشبه بتعاملات رجال المباحث..ومن عجائب القدر ان كريم يتقلد منصب رفيع بالداخليه في سن صغير نظرا لكفائته في عمله
 ايه يابني..
 امن دوله !؟
طيب تعلالي علي هناك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة