قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الأول

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الأول

رواية يوميات مرام وسعيد للكاتبة شاهندة الفصل الأول

أنا مرام. تلك الزوجة التي قد تجدن فيها أنفسكن أو ربما اخت لكن أو صديقة، زوجة مصرية أصيلة متزوجة من زوج مصري أصيل، ربما لا يشبه سيد ابو حفيظة في الشكل ولكن بالتأكيد هو يشبهه في المضمون. حياتى معه كالقط والفأر تماما، لا ادرى أي منا هو توم ومن هو جيرى؟ أتعلمن؟ سأحكى لكن بعض المواقف التي حدثت بيننا فربما استطعتن أن تحددن لى من أنا؟ القط أم الفأر؟

فى أحد الأيام كنت أجلس مع زوجى الحبيب وهو يشاهد مسلسلا كرتونيا شهيرا يدعى (غامبول)، بصراحة لا أحب هذا المسلسل الكرتوني ولا يستهوينى على الإطلاق. مللت للغاية ولكنى مجبرة على المشاهدة فما يريد زوجى مشاهدته هو إجباري علينا جميعا ولا نقاش فيه. اقتربت منه قائلة: سعيد. ياسعيييييد
نعم يامرام. نعم.
عايزة أخرج.
لم يعيرني انتباهه بل ظل ينظر إلى شاشة التلفاز قائلا: ليه؟

بغيظ أجبت: آل إيه. سمعت يااخويا ان الناس بيخرجوا في الأعياد والمناسبات.
واحنا مالنا بالناس؟
اندهشت قائلة: ليه واحنا بقر مثلا؟ وبعدين سيب المسلسل اللي بتشوفه ده وبصلي.
استدار بوجهه إلى قائلا بملل: سبته أهو. عايزة ايه يامرام؟ انجزى.
عايزة أخرج، أنا مخرجتش من ثورة يناير ياجدع.
شفتى؟ لسة فاكرة التاريخ. ده وان دل على شئ فهو ان الخروج معايا غير. وعشان كدة مبسمحش ليك تخرجى مع غيري.

قلت بسخرية: انت هتقوللى. طيب هنخرج مع بعض امتى وأمرى لله؟
الثورة الجاية.
قلت بدهشة: مفيش ثورات جاية.
عاد ينظر للتلفاز قائلا: بالظبط.
ضيقت عينى وانا افهم إجابته لأقول بغيظ: طب هاتلى ورقة وقلم.
مفيش داعي للشكر كتابة يامرام.
قلت بغيظ: دى مش لكتابة كلمات شكر ياحبيبي. دى عشان أعترف فيها بإنى قتلت جوزى وأنا بكامل قوايا العقلية.

فجاة وجدته يمسكنى من ياقة قميصى ويقربنى منه قائلا جوار أذنى بصوت كالفحيح: انت بتقولى ايه؟
قلت بابتسامة صفراء: بقول انى رايحة فورا أحضر العشاء. وهو فيه زي قعدة الواحدة في بيتها ووسط جوزها وعيالها وعلى رأي المثل. من خرج من داره اتقل مقداره ياسعيد.
ترك الياقة قائلا: برافو يا حبيبتى.
قلت هامسة: حبك برص ياشيخ.
بتقولى حاجة ياحبيبتى.
قلت وأنا أسرع إلى المطبخ: بنادى على بنتى عشان تساعدنى ياحبيييييبى.

لقد هربت بجلدي كالعادة بمبدأ يطل دوما في عقلي(العمر مش بعزئة، والجاي أكتر من الرايح) وما أسرع ماتحضرني المواقف مع حبيبي ومشاكسي( سعيد).

كنت أجلس معه أشاهد مباراة السنغال وأوغندة وأنا مجبرة على المشاهدة كالعادة. شعرت بملل شديد فحتى فريقي الوطنى لا يلعب فلماذا أضطر للمشاهدة؟ لماذا لا أمسك هاتفى وأجلس بين صديقاتى وأقرأ رسائلى؟ ولماذا لا يترك هو مشاهدة المباراة ويسمعنى كلمات الغزل. أحسست بالحزن ثم قررت الكلام وياليتنى صمت. قلت له: سعيد.
اممم.
ياسعيييد.
نعم يا مرام. نعم.
شفت كاظم عمل إيه؟
رد بسخرية: كاظم. لأ مشفتوش. عمل ايه سي زفت؟

قلت مستنكرة: زفت. كاظم زفت؟ ماعلينا انا سمعته النهاردة وهو بيقول انه طلق مراته لانه شافها بتبكى و كان هو السبب في بكاها.
وجدت (سعيد) يخلع عنه شبشبه ويلتفت إلي. فإذا بى اتعجب قائلة: مالك ياسعيد. شفت صرصار؟
قال(سعيد) بابتسامة تلمع فيها عيناه: لأ. بس هبكيكى زي كاظم خلينا نرتاح.
قلت بعينين متسعتين: كاظم مين؟ ها. أنا معرفش حد بالإسم ده. إستعيذ بالله يا اخويا من الشيطان الرجيم.

بالفعل إستعاذ وهو يرتدى شبشبه مجددا ثم يتابع المباراة.
بعد قليل.
سعيد.
اممم.
ياسعييييد.
قال بغيظ: انا عارف ان الليلة دى مش هتعدى بالساهل أبدا. نعم يامرام؟
أنا زهقت.
والمطلوب.
شفت حسام حبيب لما قال انه عيط عشان مراته عيطت في التلفزيون وهي بتشكر فيه.
(سعيد) وهو ينزع شبشبه مجددا وعيونه يظهر بهما الغضب: لأ مبدهاش بقى.

قلت وانا أهرب بجلدى: عاااااا. ياماما. أنا كان مالى ومال الناس دى. ما انا كنت بتفرج امبارح على سيد أبو حفيظة وكافية خيرى شرى. غيرت القناة ليه وشفت الناس دي، عااااااا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة