قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

ماتت دهب!
توفيت بعد صراع مع المرض زائد كِبر السن والعجز، تم تشييع جنازاتها وكان العزاء قاصر على تشييع الجنازة والتتبع حتى مقابر العائلة.
الدنيا انقلبت رأسا على عقب، ففرح حفيدها إلياس كان بعد سويعات من اليوم التالى.
هل سيؤجل، هل ستسير الأمور كلها كما هي ولكن بدون عُرس أو إحتفال؟
المصيبة مَصاب العائله ب أكملها، ولكن مصائب قوم عند قوم فوائد.

أتى عمار من القاهرة فور سماعه بوفاة جدته كى يكون بجانب والده، وأيضاً ل يعرف مصير زيجة محبوبته
من غريمه إبن عمه إلياس.
وليد بالكاد تحرك اثناء الجنازة، قد أصابه الإعياء الشديد ولا أحد يعلم مابه
حتى قرر والده بعض فض الجنازة سيسافر به إلى الاقصر ويفحصه هناك ليطمئن إلى حاله ويكون على مايرام.
إنتهت الجِنازة، وأنتهى العزاء، نساء المنزل مُتشحات بالسواد ويخيم الحزن على كل أفراده.

حزن لوفاة الجدة، حزن لمصاب وليد المُبهم، حزن لمصاب عمار وقلبه الممزق والذي بدا على وجهه دون أن يتحدث.
وبعد فحص وليد وقد رافقه عمار ووالده، استمعوا لنفس النتائج السابقه للفحوصات السابقه، لا يشكو مرض عضوى فجسده سليم مائه بالمائه ولا يحتاج إلى عقاقير او أدوية
عليهم التوجه إلى طبيب نفسي!
مرايحش دكاتره نفسيه انا جالو لكم مچنون!
نظر والده إليه نظره حائرة وأردف.

يا ولدى الله يرضى عليك كفاية الل إحنا فيه، بتخس كل يوم عن الل جبله
ومفيش حاچه عتخش خشمك الا وتستفرغها، ونايم ع طول وواخدلى أچازة من شغلك ووديناك لكذا داكتور
طب جولى مالك
صمت وليد ف أردف عمار إلى عمه عبداللاه
سيبنا ياعم سوا وأن شاء الله هنعرف ماله، هو بيخبي عالدنيا كُلها إلا أنا
نظر عمار إلى وليد نظرة أخويه نظرة معروفه بينهم ومحفوظه، تركهم الحج عبداللاه واغلق عمار الباب وأردف الى وليد.

مالك ياوليد؟ طب جولى فيك ايه وأنا ورب الكعبة م هجول لحد بس نتطمن يا ابو أخوه
زفر وليد زفره عميقه بحراره، وأراح جسده إلى الفراش ناظراً إلى الفضاء أمامه
والله مانعرف مالى، لو هعرف انت أول واحد مش هنخبي عليه
جلس عمار بجانبه وأردف له بنبرة هادئه مازحاً إياه
لاه بتخبي، أكبر واحد يخبي وميجولش لو الدنيا اتهدت إنت، هو أنا لسه هنعرفك
إنت أخوى
نظر وليد بعمق إلى عمار وهز رأسه مع ترديد آخر كلمه قالها عمار.

ماهو عشان إنت أخوى!
جصدك إيه يا وليد
تنهد وليد ف أراد تغيير مجرى الحديث وأردف يلفت انتباه عمار لشئ آخر
تفتكر ولد عمك يخلى عنده دم ويأجل الفرح عشان الجدة، ولا يعمل عادى من غير هيصه؟!
نظر عمار بعيداً مع قوله بنبرة متهدجه
يأجل، يعمله فميعاده، كلها واحد يا وليد، حبيبة راحت!
وياريتها راحت لحد مؤتمن، راحت لواحد كلنا خايفين عليها منه وخايفين من غربتها هناك وحدها من غيرنا.

صمت الاثنين وخيم الحزن عليهم، بينما على الجانب الآخر كانت حبيبة تتحدث إلى حفصه
هتروحى تعزى؟!
قالتها حبيية ف أردفت حفصه
هما عاملينش عزا، يدوب عالمقابر وخلاص..
صمتت حفصه ومن ثم علمت بمبتغى حبيبة فتوجهت لها بالحديث وهي تضيق عيناها لها
وللا إنتِ بتسألِ عشان حاچه تانى
لم تجيبها حبيبة وكانت تنظر لأسفل تفكر ف تابعت حفصه
حديثها
ابوس يدك مرة عدت ع خير مش كل مرة هتعدى، وبعدين أنت ِ شكلك مرة إتچرأت إحلوت فعينك ياك!

رفعت حبيبة بصرها إلى حفصه وأردفت لها
الل حصل دا إشارة من عند ربنا أن الچوازة تكملش يا حفصه
تنهدت حفصه ف أكملت حبيبة
أنا لأمتى هفضل كديتى طيب! هفضل لأمتى
نظرت حفصه إليها وشعرت ان حبيبة تحولت عن إستكانتها وهدوئها
وأصبحت شخص آخر لايهاب ولا يخف، أردفت حفصه تقوم ب إسكاتها خوفاً من أن يستمعها والدها
بسسس أسكت ِ مالك ي حبيبة چرى لك ايه
هو لسه هيچرالى ي حفصه! أنا مش عاوزة نتچوز إلياس ولد عمتى
مش عاااوزة.

هرولت حبيية تخرج خارج غرفتها متوجهه ناحية غرفة والدها وخلفها حفصه تهرول وتلطم وجنتيها خوفاً
وصلت حبيبة إلى غرفة والدها المفتوحه ف وقفت وقالت بثبات
أبوى!
رفع درويش بصره لها وأردف بثباته كالعادة
ايوة يا حبيية
أبوى عاوزة نكلمك فحاچه مهمه
إخزى الشيطان ي حبيبة وتعالى معاى نروحوا نعملوا الوكل
نهض درويش من مكانه وترجل خطوتين ناحية حبيبة وعيناه متحفزة وأردف
تخزى الشيطان! خير يا حبيبة مالك خبر إيه.

نظرت حبيبة لأول مرة بعين والدها بثبات دون خوف واردفت بشجاعه غير معهوده عنها
أنا عاوزاش نتچوز إلياس ولد عمتى!
وقف درويش أمامها ل ثوانِ ينظر لقسمات وجهها وخلفها حفصه تضع يدها على فمها خوفاً مع اتساع حدقة عيناها، اقترب درويش منها ولم تهتز حبيية
ف أردف لها
جولى تانى كديتى عاوزة إيه؟!
تشجعت حبيبة اكثر ولم تهابه هذه المرة وقالتها ثانيه
مش عاوزة نتچوز إلياس.

هنا نزل درويش بكف يده على وجهها صفعها صفعه مدوية حتى وقعت على الأرض من قوتها وقامت حفصه بالصراخ مع مساعدة حبيية ان تنهض ف اردف درويش بصوته الرخيم
يبجى آخر يوم فحياتك يوم م تعصينى سامعه! عندناش بنات تجول رأى ولا توجف زى الواد العاصى لأهليها
نهضت حبيبة تنظر لها والدمعات على وجنتها وأردفت تشخص نظرها لعيناه
إضُروبنى تانى وتالت، عايزهوش لو فيها موتى
خايفه منى وجلبي مش متطمن، مش هنتچوز يابوى.

بيده القاسيه اتنفضت بها عروقه الغليظه وامسك جسدها الرقيق وسدد لها عدة لكمات قاسيه، كان ضربه لها مُبرح هذه المرة وقد حاولت حفصه تخليصها ككل مرة وقد أخذت نصيبها من الضرب المُبرح الغير مقصود ولكنها لا تأبه سوى تخليصها
كانت تتجرع حبيبة العذاب ودمعاتها تنهمر ولكن دون صراخ هذه المرة، كأنها قد اعتادت الأمر واعتاد جسدها معها أيضاً.

شعر درويش بالتعب من قيامه بضرب حبيية المُبرح ف هدأ لدقائق مع قوله بصوته الأجش العالى
هجقطع رجبتك لو وجفتِ جصادى تانى مرة يا حبيبة سامعه
كانت تلهث حبيبة من هول وجع جسدها من الضرب وامسكتها حفصه تُخرجها من الغرفة ولكنها على إصراراها الغير معهود، أعزف على لحن موتي يا أبي، أعزف وانا مقيدهٍ بسلاسلٍ من حديد وسنفونيه من ألالم والحزن.

يوجد بداخلي صياح ولا أحد يشعرُ به ولكنِ سأظل ُ حتى آخر نفسي إلىّ وبداخلي أملٌ بأن الله سوف ينجدني من كل هذا الكابوس
نظرت حبيبه له و اردفت كأنها تحارب بساحه وحدها دون سلاح
مش هنتچوزه لو موتنى يابوى، مش هنتچوزه
الشيطان تراقص أمام درويش ونهض من مكانه وأمسكها من شعرها الكثيف من دون وعى أخذ يجرها إلى أقرب غرفة وأدخلها وحفصه تحاول إبعاده ف قام بزچها بعيداً.

ودلف أمسك حبلاً وقيد حبيبة وأوسعها ضرب مرة أخرى وبعدما شعر بالتعب، اغلق الباب واردف إلى حفصه وصدره يعلو ويهبط بشكل عفوى
حِسك عينك تفتحى لها الباب ولا تفُكيها ولا تدخلى أكل ولا شُرب، لو متربتيش يا حبيبة كل السنين الل فاتت
انا هنربيكِ من أول وچديد..

تركهم وانصرف، فجلست حفصه على باب الغرفة المغلقه على حبيية تستمع أناتها واهاتها وهي تتوجع وتشكو حالها الى الله، جلست حفصه تبكى أمام الباب المغلق لاحول لها ولا قوة.

أنا شايف أن كويس أيام الحداد الل فاتت يا خالو وخير البر عاجله
إعتدل درويش في جلسته ووضع ساق على الأخرى إثر تحدثه هاتفياً إلى إلياس وقال له
يعنى شايف كديتى يا ولد أختى، دى چدتك والحزن فبيتكم وأعمامك ممكن يزعلوا
أغلق إلياس الحاسوب أمامه وأمسك المنديل المبلل ومسح يده عدة مرات وقام برش المعقم واردف أثناء قيامه بكل هذا.

أنا مش هعمل فرح، وبعدين تيته دهب ست كبيرة جداً فالسن وأنا مش هسكن فالبلد ف ليه التأجيل
خلاص بقا الله يرحمها
إبتسم درويش وأردف وهو يحك بشاربه حركته المعتاده
خلاص على بركة الله
ظلت حبيبة ب حبسها الذي لا أحد يعلم به سوى حفصه ثلاث أيام وحينما وضع ميعاد العرس الجديد قام درويش بفك أسرها وتوعدها أن قامت مرة ثانيه بثورة كهذه سيقتلها!

حاولت حفصه تخفيف مابها من الآلام بجسدها وبقلبها، فكانت تطيب جروحها بفعل القطن والعقاقير وتتحدث إليها
إسمعينى يا حبيبة، إنتِ بتى، والله والله لو ربنا كان عاوزنى نتچوز وخلفت بت ما هحبها كدك
اسمعينى يا بتى، أبوكِ مفيش حد بيوجف له ومالوش كابير وأديكِ شوفتِ لما عاندتيه كان هيموتك
حتى كبارات العيله أبوى وعمك عبداللاه وعمك عبدالرحمن محاربهم ومسمعش كلامهم.

إسمعينى وطاطى للريح، انا تعبت من الل عيعمله فيكِ أبوك ِ
وخلاص ي حبيبة، أبوكِ حدد مع إلياس كل حاچه ولا هيرضى ب عمار ولا حتى وليد لو چاب مهرك لو نزل له ملك عالارض يترچاه!
أبوكِ عاوز الفلوس والسلطه والدهب والعيشه الزينه ويتفشخر بيكِ
وطول م أنتِ هنيتى هيفضل يضرب فيكِ كل يوم لحد م تموتِ.

شكل جدرك يابت عمى هو إلياس، إتچوزيه جايز ظنوننا تطلع غلط وچايز ترتاحى هبابة من كل الل شوفتيه طول عمرك، ربنا مبيعملش إلا الخير يابت عمى إسمعينى وتبعى كلامى
كانت تنظر حفصه لجسد حبيية العارى وعلامات الضرب عليه، حاولت علاجها بالكاد. قامت بتهدئتها واغلقت الإضاءة كى ترتاح قليلاً.
خرجت تشترى بعض الاغراض ووصلت الى الصيدلية ف وجدت همام هناك
خير ي حفصه حد عيان ولا إيه
نظرت له حفصه شذراً وأردفت.

لاه عادى دوا ناجص عاوزين نچيبوه
طب كُنت جولتيلى كنت چبتهولك أنى
لم تجيبه حفصه ودفعت حسابها وأخذت ماتريد وهمت بالرحيل، تبعها همام مع قوله
حبيبة خلاص هتتچوز! هيزعلوا جوى عمك عبدالرحمن وعمك عبداللاه
رمقته حفصه وقالت له وهي على عجالة من أمرها
أهو نعمل ايه، الل ماتت تبجى چدة العريس وهو جال عادى الحىّ ابجى من الميت
اقترب همام خطوتين ناحيتها مبتسماً وأردف
عجبالك يا حفصه
تنهدت حفصه وقالت له.

بنفكرش فالچواز، ووسع خدت من وكتى كاتير بكتر حديتك الماسخ
ترجلت فترجل خلفها وهو يقول
ليه بتفكريش، مستنيه حد ولا مش عايزة من الأساس؟!
إلتفتت حفصه إليه بجسدها وهي تزمت شفتيها وأردف بفروغ صبر
يابوى مش مستنيه لا حد ولاسبت، وبعدين هو انتوا چنسكم ديتى حد يستنى منه حد ولايحب يرتبط بيه
عقد همام ذراعيه أمام صدره مع ابتسامته أيضاً
أومال هتجعدى كدا يعنى، من غير چواز جول عمرك.

وضعت حفصه سبابتها على ذقنها من أسفل وقالت وهي تشدق شفتيها
دا لو مش عند حضرتك مانع ولو مكنتش جاعدة على جلبك!
طب م إنتِ جاعدة على جلبي بتجولى فيها!
قالها بسيل هيام خارجاً عن إرادته، تلعثمت حفصه وشعرت ب أنه تخطى حدوده فقالت له وهي تسبّه
إسمع يا وَلد منونة، قسماً بالله م خفيت من وشى دلوك ولا بطلت تخايلنى زى الجرد العفش
لاتسمع منى الل يخليك متنامش ليلك
رفع همام كفيه ف وجهها وأردف وهو يضحك.

لا وعلى إيه، جلبك ابيض سلام سلام
تركها وهي تنظر ناحيته مع لعناتها
غور جبر يلم العفش كله
قالتها وتبسم ثغرها نسبياً وتوجهت إلى المنزل.
مؤسف بأن تكون أحلامي بسيطة وأن يتم تمزيقها أمامي، مؤسف أن يسلبوها من بين يداي ويلقونها بعيدًا عن عالمي..

فلقد كنتُ بسيط في طموحاتي وأحلامي، لم أشتهي في حياتي الترف ولا الثراء، كنتُ فقط أشتهي بأن تكون معى، ان تدوم لي، بأن ألقي بنظري على الحياة عبر نافذة قلبها، تمنيتُ أن استيقظ على وجهها الصبوح على كلماتها الرقيقه، أن أحيا بوجدانها وعقلى تحتله هي، ما تمنيت إلا القليل حتى القليل حرموني منه وسلبوني إياه.
اليوم زفافها، زفاف حبيبة دون مظاهر فرح إحتراماً للميت، قد جلب لها إلياس فستان زفاف غاية في الروعه.

لم ترتديه فتاه مثلها قبل ذلك، وكأنه صُنع خصيصاً لها.
كانت به كحورية من الجنة، تتلألأ بين نجوم مرصعه على جسدها على شكل ثوب.
جاءت الفتاة التي ستقوم بتزيينها ومعها مستحضراتها وأشياءها، خرجت حفصه من الغرفه توجهت ناحية المطبخ حتى شعرت ب حركه غريبه آتيه من غرفه البهائم الحظيرة توجهت إليها ببطئ وفتحت
لتجد هناك حركه ما ترجلت خطوة إثنان ثلاثه ف وجدته، عمار أمامها!

يجطعك ويجطع سنينك! جلبي وجف يا حزين عامل فروحك كديتى ليه
متلتم كلك والچلابيه دى اول مرة نشوفها، چاى من هنيتى ليه
كان يلهث وينظر حوله وأردف لها بعدما أنزل الشال من على وجهه
يعنى هو عمك درويش كان هيخلينى اشوفها عادى، عاوز اشوفها جبل م تمشى يا حفصه
إنت عارفه ابوى واخد موقف ومينفعش حتى أشوفها من بعيد وهي ماشيه
أشوفها واتكلم معاها دجيجتين بالعدد ينوبك ثواب
لطمت حفصه وجنتيها وأردفت بصوت خافت قلقه.

يامُرك يا حفصه، يا مُرى يا خرابي الحِزن مكبب على بابي، يا ولدى أمانه تمشى
شغل نور الشريف وبوسي وفيلم حبيبي دائما دا هناك فالسيما
هنيتى فيه بو اسمه عمك درويش وفيه ربراب اسمه چوزها ولد عمك إلياس
وفيه ضرب نار وسلاح بننام وهو تحت المخدة
ف أحب على يدك تغور دلوك زى م چيت وخلى الليله تعدى ع خير
أردف عمار ب إصرار وهو يمسك بيديها يقوم بتهدئتها
أحب أنا ع يدك، عمك درويش برة أصلا ً مستنينها مع الچماعه.

ومحدش فالبيت غيرك إنت ِ والكوافيرة
وربك الل عتسچديله دخلينى ليها، وربك يا حفصه!
تلفتت حفصه حولها وأردفت بخوف
طب إسمع، چاك العمى يعميك ونخلص منك م كانت أمك كل عيل بتچيبه بيموت
ليه أنت جعدت عشان تچيب لنا الفقر وياك!
انا هعمل كديتى عشانك وعشانها
إنتبه عمار وأردف لها بخوف
ليه يا حفصه مالها حبيبه بالله عليكِ
حبيبة خدودها عتنشفش من البكا، وابوها نزل فيها طحن جالتله عاوزهوش وعينك ماتشوف الا النور.

حبسها وجطع عنها الوكل، اسكت دى چوازة شوم
دخلينى ليها أحب على رجلك
كاد ينزل على ركبتيه ف نهرته حفصه وأردفت
إسمع، هجبلك عبايه من بتوعى عشان انت طويل وهچبلك نقاب من بتوع حبيبه
وهنقول للبت الكوافيرة إنك، انك ام عبدالحميد جارتنا چاية تسلم عليها
ودقيقة ياعمار وتطلع زى م چيت سامع، اهو افلام ب افلام بس أنا جلبي واجعنى عليكم
وافق عمار وانتظرها حتى أتت له بالاشياء، ارتداها وترجل خلفها والاثنين يأكلهما الخوف.

حتى دلفا الغرفة، ف استأذنت حفصه الفتاه خارجا لدقيقتين وخرجت
وقعت عين عمار عليها، أخذت دقات قلبه تدق دقات مسموعه
عروس ب أبهى حِلتها ولكنها ليست له هو!
جميله كقمر منطفئ، عيناها ذابلتان وتجميلها رقيق زادها حسناً.
نظرت حبيبة ناحيته وقالت في تساؤل
ازيك يا خالتى أم عبدالحميد
رفع عمار النقاب ف تفاجئت حبيبه ووضعت يدها على فمها ف حثها على الصمت وهو ممسك فمها وأردف بصوت يكاد يكون مسموع.

مجدرتش يا حبيبة، مجدرتش تمشى ومنشوفكيش
حته من روحى رايحه معاكِ يابت عمى، قلبى سابنى واتخلى عنى وبجى معاكِ خلاص
وإزاى اعيش طيب!
نظرت حبيبة إلى عيناه وهبطت دمعاتها ف هم هو بمسحهم
لاه تبكيش لاه تخربطى شكلك الحلو، يا أحلى بنت فالدنيا
مسحهما برفق فقالت هي بصوت حزين متهدج
أنا مكنتش عاوزة غير الحنيه يا عمار، عاوزة الل يطبطب علىّ الل متهونش عليه دمعتى.

كنت عاوزة ننام يوم واحد من نغير م نخاف، كنت عاوزة اعيش كل الل نفسي فيه بس بالصح والحلال
والأصول
اقترب منها وأردف بعذب صوته وحنو نبراته وبترجمه دقات قلبه العطشه لها
أنا كنت هبجى ليكِ كل حاچه، حبيبك وچوزك وابوكِ واخوكِ وولدك، كنت هكونلك خدام بس تشاوى يا حبيبة، خلاص يا حبيبة بعد النهاردة أنا عايش والسلام
وابوكِ واقسم برب العالمين مافيه مرة فسچودى هبطل اجول حسبي الله ونعم الوكيل فيه.

دلفت حفصه بخطوات سريعه وأردفت بخوف بالغ
يلا يا ملكوم، يالا البت داخله تكمل وعمى درويش عيزعج بره
انزل عمار النقاب وذهب إلى حيث أتى وبدل ملابسه وعاد مثلما جاء، اطمأنت حفصه أنه رحل دون أن يراه أحد.
انتهت مهمه الفتاه، دلف درويش وأتى بها إلى إلياس من دون زغروده او شكل للفرحه
كان ينتظره والدته وشقيقته وزوجها وأولادها ومناع عمها واولاده وهمام وكرم والده.

استقلت حبيبه السيارة بفستان زفافها من دون النقاب وجلس إلياس بجانبها
وأدار السائق المقود وانطلقوا الى القاهرة، نظرت حبيبة للخلف تودع بلدتها وتنظر نظره اخيرة الى حفصه التي لم تنفك عن البكاء حتى اختفى الطريق عن الأنظار.
ومن أعلى نقطه بمنزل عبداللاه كان ينظر وليد على السيارات وهي منطلقه ودموعه تنهمر واضعاً يده على قلبه يهدأ من سرعه دقاته ومن تمزقه المستمر.

ضُم نفسك بكلتا يَديك فأيديهم مليئة بخَيبات الأمل.
وصلوا باليوم الثانى بعد تعب السفر وإرهاقه، طريق طويل وممل وثوب الزفاف ثقيل كان عليها
. م إن دلفا حتى ودعتهما والدته وشقيقته وتركوهم ف أغلق الباب إلياس.
الخوف كان يدب في أوصالها، ولكن هذا حالها من يوم ولادتها كانت تنظر له وهو يقف أمامها يتفحص ملامحها وكل سنتيمتر بها، ف حاولت أن تتخفى عن انظاره ودلفت إلى اقرب غرفه فتبعها
إنتِ مين قالك تدخلى الأوضه دى؟!

إلتفتا حبيبة إليه بصعوبه بسبب الثوب وأردفت له متعجبه ومتعبه في نفس الوقت
انا تعبانه ودخلت اقرب أوضه عشان اغير هدومى، الفستان تقيل وعاوزة اخد دش واستريح وانام
تعجب إلياس وصفق بكلتا يديه وأردف ساخراً
إنتِ كُل القرارات دى خدتيها لوحدك! وأنا ايه هوا؟
تعجبت حبيبة فعقدت حاجبيها ف أردف لها هو بعدما جلس إلى اقرب مقعد ووضع ساق فوق الأخرى.

اولاً ممنوع تعملى أى شىء يخصك او يخص البيت من غير إذنى، هتنامى هتاكلى هتغيرى
عبست حبيبة ونظرت له مع دقات قلبها بخوف كاد ينتفض من بسن ضلوعها
مفيش أى حاجه ممكن تعمليها من غير م تاخدى إذنى فيها وأنا اوجهك تعملى ايه
صمتت حبيبه تشعر بدوار، اهو حلم ام أنه الكابوس الذي كانت تخشاه!
أكمل هو بنبرته المتعجرفه
ودلوقت أنا مش حاسس بتعب إطلاقا من الطريق ومش حابب لا تدخلى تاخدى دش ولا تغيرى ولا تنامى.

كان يعلو صدرها ويهبط تتنفس خوفاً وهي تنظر له
أومال هنعمل إيه؟!
اقترب إلياس منها يضحك ضحكه مشمئزه وهو يردد
أد إيه كنت مستنى واحدة زيك ياااه
امسك ذراعها وزچها على الفراش، حاولت الاعتدال وهي تهرول بجذعها للخلف على الفراش ف انقض على الفراش وامسك ثوبها وقام بنزعه بطريقه غير آدميه
صرخت حبيبة بقوه وهو يستمعها ويتلذذ مزق مايمكن تمزيقه من الثوب وبقيته خلعه بعنف والقى به بعيداً.

ومَشط جسدها العارى أمامه بعيناه وعيناها التي تنهمر دموعاً وخوفها وتلون وجهها هكذا وكأن هناك ذئباً متوحشاً وجد فريسته فهجم عليها حتى علو صراخها وأحذ يدوى ب أرجاء المكان الفارغ والذي لا يوجد به أحداً.
في نفس الوقت كان وليد نائما ً بفعل العقاقير التي يتناولها، شاهد بمنامه
حبيية تجلس وسط حديقه غناء بثوب رقيق كان لديها وهي صغيرة طفلة تلعب وتلهو معه.

ترجل وليد نحوها مُبتسماً غير مصدق أنه رآها مرة أخرى وأنها لم تبتعد عنه.
جلس بجانبها فقالت له
وحشتنى يا وليد
تنفس بعمق وهو ينظر لها بحب وأردف
يابووووووى، دا إنتِ الل وحشتينى يا جلب جلبى وروح روحى من چوا
إبتسمت هي وكانت ممسكه بعصا رقيقه تكتب شئ غير مفهوم على الأرض ومن ثم رفعت
عيناها له قائله
أنا مش حبيبتك، انا حتة منك لو انا نسيت انت عمرك ما تنسى وخليك فاكر
دنى وليد منها مع فرحته بها وبحديثها وأردف.

عمرى م أنسى يا حته من جلبي، ولو الدنيا كلها كانوا عاوزينك وبيحبوكِ محدش يحبك كدى
ما انتهى من كلماته حتى وجد سيفاً يهبط من السماء ف أثار به الخوف وحاول أن يبتعد ب حبيبه مع قوله
حاسبي يا حبيبة!
لم ينفك عن الانتهاء من الكلمه حتى وقع السيف وقطع رقبتها!، استفاق وليد فزعاً
مع صوته الجهور بخوف
حبيباااااه!
---------------------------.

بتنكر ليه كلام واضح كضي الشمس
بقالك قد ايه مشتاق
لواحده كان لقاها فراق
وكنت معاها طفل كبير
حكيت للكل عنها بدون ماتتكلم
وكنت تشوفها فتسلم (عمرو حسن).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة