قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس

بتعملى إيه يا أم بَخيته؟
إلتفتت السيدة أم بخيتة إلى حفصه بعدما ارتبكت مكانها وقالت بتعتعه في نبرة صوتها
كنت بننضف هنا، مكتب حبيبة
لوحت حفصة لها وقالت وهي تشير للخارج
لاء سيبك من أوضة حبيبة وتعالى ورايا عند البهايم فيه شغل كاتير عِنديهم
حاضر چايه أهو
وضعت السيدة أم بخيته شيئاً بصدريتها وانزلت وشاحها عليه وترجلت خلف حفصة تتبعها.

هاااااه اجولك ايه يا ولد عمى، لقد خذلني الرفاق والعائلة والشخص الذِي أحبهُ و أم فتحي وأم جُمعة وعم عبدهُ و أبنهُ سُمعة!
قالها وليد إثر تحدثه بالهاتف وهو يصعد درج منزله متجه نحو غرفته بالدور العلوى، ليجدها مفتوحه
وأكثر من خمسه أطفال بداخلها..
الفراش غير مرتب، أحذيته يرتدونها، ملابسه خارج الخزانه منها مُلقى على الأرض ومنها على الأريكة!
الاوراق، الكتب الخاصه بدراسته، كل شئ مُبعثر
كل شئ بحالة يرثى لها!

وفي صرخه منه..
يابوووووووى، أجفل ياعمّار إجفل دلوك خلينى أشوف الحزون دا
أغلق وليد مكالمته الهاتفيه، وأمسك بحذاءه وهو يهرول وراء الصغار ويضربهم وبصوته العالِ
ياشيماااااء، ياشيمااااء يا أمل ياولاء يا مروة يا هند ياسَميحه يا سناااء! يا أومااااااى
صعدت أمه على صوته وصوت الصِغار يفروا هاربين من إمامه قائلة ب إنزعاج
إيا فيه يا وليد، بتزعج ليه يا ولدى
دلوك يا أمى دا بيت ولا حضانه؟
بيت يا ولدى.

ودى اوضتى ولا كيدز إيريا!
تعجبت الأم من كلمات وليد الأخيرة وقالت بدون فهم منها
جصدك ايه؟
يا أمى، انا مش جايل أوضتى تتجفل طول م بناتك وعيالهم هنا
ماكانت مجفولة يا ولدى
ولمّا هي مجفولة، الزريبة دى مين عملها؟ شايفه الهدوم! شايفه الورق والكتب
والله لو ورقة ضاعت ل ألقحهم واحد ورا التانى من الشباك وأمهاتهم تتلجاهم من تحت جولتوا ايه؟
حاولت الأم أن تقوم بتهدئته وأردفت إليه.

طب بس إهدى، دلوك هجول لواحدة من بنات أخواتك تنضف لك الاوضة تانى
هما چايين يا ولدى يسلموا عليك لما عرفوا أنك ف أچازة من الكلية
كادت الدماء تحترق بعروقه وهو ينظر يميناً ويساراً على اشياءه المبعثرة وغرفته هكذا وأردف
مش عايز حد يا أمى يسلم عليا، انا هروح لكل واحدة منهم لحد عنديها وأسلم عليها
وقف وليد ينظر لغرفته فتذكر شيئا ً فهرول ناحية خزانته وبحث عن شئ ولم يجده، بحث جيداً ومن ثم قال غاضباً.

امى! كان فيه كيس هنا شايل فيه حچات ليا
نظرت الأم ناحية الخزانه وقالت بقلة حيله
حاچه تبع دروسك يا ولدى؟ شوفه هنا ولا هنا
شعر بالغضب وقال بعصبيه على وشك ان تنفجر
والله الكيس دا بالذات مايكون ضاع، لأدخل عيال بناتك ال25طفل الل تحت هدخلهم الفرن واشويهم على نار هادية
صعدت مِسك الإبنة الكُبرى لأكبر شقيقه في شقيقات وليد ومعها كيس بلاستيكى وتضحك بخبث واضح قائله
بتدور عالكيس دا ياخال؟!

عادت دقات قلب وليد إلى هدوئها بعد الخفقان، وأمسك الكيس منها على الفور وقال وهو يحملق بها
لاجتيه فين يا مِسك
قالت مسك وهي تتصنع عدم المعرفه
واحد من العيال كان ماسكه، فيه كشكول سلك مكتوب فيه أشعار وصورة..
وضع وليد يده على فمها اغلقه وهي تضحك فقالت له والدته
كتمت بنت أختك ليه يا واد؟
أبتسم وليد خائفاً وقال
خلاص يا أماه، أبعتى بس حد من البنات ينضف المقلايه الل إحنا فيها دى
طاب يا ولدى.

هبطت والدته بينما كان وليد على فعلته يغلق فم مسك وهي تضحك ومن ثم تركها
فقالت هي
هى دى مش صورة...
أمسك شعرها بقوة وقال وهو يهز رأسها يميناً ويساراً
لو نطجتى هولع فالضفيرة دى! سامعه؟
متخافش يا خال، سرك فبييير
طب يلا غورى، ولا نضفى الاوضه مكان الجرود الل كانو هنا
وضعت مسك يدها بمنتصف جسدها وقالت بدهاء
هو السكوت دا ياخال مالوش تمن؟!
ضيق، عينيه واقترب منها قائلا ً.

بتستغلى خالك يا مسك؟ كلبة فعلاً كلبه، بس جدعة مسك من غير استغلال
مش هتجول حاچه لحد من الل شافتها
تراقصت مسك مكانها وهي تضع يدها في منتصف خصرها وقالت ب تحدِ
لاه، هجوول عادى
هنا أخرج وليد ورقة ماليه ووضعها في يدها بعد أن قام بقضم أصابعها بأسنانه
ودفعها إلى الأمام قائلا
خُدى وغورى، حَرق أبو الل چابك
تسلم يا خال، وكُل م أعوز مش هجول لابوى واچيلك
إمشى!

سرعان م هرولت من أمامه، ووقف وليد حائرا ً ينظر إلى كيس اشياءه المخفية عن الأعين
ويتمتم في نفسه..
كد الوزغه وبتساومنى، وشوية جرود جلابولى الأوضه، منكم له كُل واحدة چيبالى ٧ ×٧ ب ٨٤
وسأخبر الله بكل شئ.

الأمان...
دائمًا كانت تتردد تلك الكلمة على مسمعها منذ طفولتها، لكن يوماً ما قد تفهمت هي جيدًا معني عدم الأمان والفقدان! و أن أقصر العلاقات هي تلك عديمة الأمان.
أن يكون الشعور المسيطر عليها هو الخوف من القادم، أن تُقيد مشاعرها خوفًا من أن تُحررها للشخص المؤقت، أن تكبت حديثها عن أسرارها الدفينة خوفًا من مشاركتها للنفس الخاطئة.

لكن في بعض الحيان كانت تتفهم الأمر وتشعر به، قريباً منها يلامس قلبها، وكأن كل ماتحتاجه حينها هو الإطمئنان، الأمان فحسب.
حبيبة يا حبيبة
لم تسمع حبيبة صوت حفصة وهي تناديها، كانت تمسك بمصصف الشعر السيشوار وقد قامت بتشغيله وتغنى أمامه وهي تقفز فوق فراشها وتتغنى بالاغنية المفضله لديها في هذا الوقت بالتحديد اثناء دورانها بال كاسيت
قلبي عشقهاااا والعيون، هويتها واهلها مايرضوووون.

وقفت حفصة أمامها يقتحمها الغضب منها، فقامت بنزع الكهرباء لينطفأ المصفف وتنتبه حبيبة مُردفه لها
شيلتِ الفيشه ليه!
بجالى ساعه بنادى عليكِ، ياحبيبة يا حبيبة، وانتِ ولا الل هيجدموا فستارميكر
وشغاله صوصوه فالمخروب ديتى
إنزعجت حبيبة وقد إلتوت شفتيها وجلست إلى فراشها تتحدث إلى حفصة
نعم، عاوزة ايه؟
بجولك وطى صوتك أبوك ِ على مجيه ييچى يسمع صوتك الكروان دى يديكِ كلمتين فعضمك وانتِ مش ناجصه منه.

تنهدت حبيبة ونهضت تمشط شعرها أمام المرآة وهي تتحدث
يعنى هو حتى چوا البيت ممنوع! أنا بعمل كُل حاچه بيجول عليها ومش بكسر كلمه
مفيش متنفس ليّا خالص
أقتربت حفصة منها وضمّتها لها بحنانها المُعتاد وأردفت لها
بيخاف عليكِ ياحبيبة وبيحبك، وفزماننا دا له حج يخاف ويجلج ويعمل الف حساب
وإنت عارفه ياحبيبة ربنا وهبك چمال وأدب يخلوكِ مطمع، عشان كدا هو جافل عليكِ
فهمتِ
صمتت حبيبة ومن ثم داعبتها حفصة بالحديث.

ايوا صح، ايا الاغنية العفشه دى الل كُنتِ عماله تغنيها وجالبه مُخنا بيها
رفعت حبيبة أحد حاجبيها وقالت مُعترضه
ايش فهمك إنت ِ
نظرت إلى المرآه ورفعت خصله شعرها الأماميه وهي تتحدث وتقول
دى حتى اغنية حلوة جوى، تسمعيها يا حفصة وتحسي أنها بتتكلم عنك وليكِ
بتتكلم عنى وليّا! النبي يارب لا حد بيغنيلى ولا حد جالى جومى اعملى عجين الفلاحه
انا رايحه اعمل العشا
ترجلت خطوتين ثم عادت.

كملى الاغنية بس وطى صوتك المغفلق ديتى لابوكِ يعاود ويغفلق الليلة فوج راسنا!
إنصرفت حفصة إلى حيث مُبتغاها، وتأكدت حبيبة من ذهابها بعيداً عن غُرفتها ف ذهبت ناحية خزانتها
وفتحتها ل تمد يدها أسفل ملابسها المطوية وتسحب ورقة مدّون بها
قلبي عِشقها والعيون، هويتها وأهلها مايرضون
وكُل م أشتاق إليها، أروح وأسأل عليها، تجاوبنى عنيها
إرحل يا حبيبي حبيبي، أهلى مايرضون!

تقرأ بعينان مُبتسمه، سِن المراهقة وخطاب من ضمن خطابات عِدة مجهول مصدرها وراسلها مُفعمة بكلمات الغرام وتجدها مطوية بخزانتها.
لم تخبر حفصة عنها من وقتها منذ أعوام للآن يبقى هذا سِرها الدفين في نفسها وقلبها، لا تسعى لمعرفة الراسل هي فقط تحب شعور الفرحة ب ان احدهم يهتم بها حتى وإن لم تعلم هويته.
شذى ممكن تسمعينى؟!

قالها عمّار بلهجة أهل القاهرة كى يسهل التعامل مع صديقته وتتفهم طريقة حديثه، فعو منذ التحاقه بالكلية وهو يتحدث باللَكنة هذه مع زملاؤه أحياناً كى يفهمونه.
تغيرت نبرة صوت شذى وقالت له
عمّار، مِش كل مرة تقولى نفس الكلام، ملكش دعوة أنا مقتنعه ب الل حساه وعارفاه
شذى أنا مفيش مرة جولتلك أنى بحبك، ايوة صديقة ممتازة وأخت كان نفسي ربنا يديهالى.

ولما جولتلك على الرهان السخيف الل حصل زمان من طارج ومنى دا عشان تبجى على نور ومش عشان تحبينى وندخل فچواز وسفر ياشذى
تهدج صوت شذى وإختلط بنزول دموعها، حاول عمّار تهدئه الأمر
بتعيطِ ليه دلوقت؟!
عشان مقدرتش تحبنى يا عمّار، كل دا مع بعض ومحبتنيش وانا حقيقي ماليش علاقة ب أى حد غيرك وأنت عارف
إعتدل عمار من على فراشه ليتحدث إليها جالساً عليه وقال بنبرة جدية.

انا مجدرتش نحبك مش عشان انتِ وحشه لاسمح الله، علشان من الأول انا متعرفتش عليكِ عشان معچب
كان موضوع الرهان واستحقرت روحى فيه وجولتلك الحجيجه ونبهتك متديش حد أمان بعد كدا
لكن من وكتها إنتِ فعلاً أختى وصديقتى الل بعتز چدا بوچودها فحياتى
بس عشان كدا؟!
سمع عمّار صوتها تحاول التماسك، ومن الواضح أنها تهم بمسح دموعها من على وجنتيها
فهم عماربقطع الشك باليقين وأن يخبرها بالأمر الحقيقي.

وعشان بصراحة ياشذى، أنا بحب واحدة تانية ومن زمان جوى
صمتا الاثنين فقالت هي
ومشاعرى وقلبي، اخبطهم فالحيط؟!
لآخر مرة أجولها، مكانش فيه وعد لا بالحب ولا بالچواز ولا السفر!
فُتح باب غرفة عمار مرة واحدة وكانت تحية والدته وقالت له بفزع
چواز وسفر إيه ياعمّار! رايح تتچوز وتسافرمن ورانا!
دبت بقوة على صدرها وقالت بطريقه تعديد على متوفى.

ياحنضلتى ياشندلتى يامرارى، ولدى الوحيد چات الل لفت عليه وتاخده بَعيد چواز وسفر يابو عمّار
نهض عمار من مجلسه بعدما استأذن من شذى وأغلق الهاتف وأردف
يا أمى، أيا الل عتجوليه دا، مفيش حاچه من ديتى ابداً
عتكدبنى يا عمار، سامعاك بودنى
شرعت فالبُكاء ف أتى عبدالرحمن والد عمار على صوتهما ودلف منزعج
فيه ايه يا أم عمّار، أمك عتبكى ليه يا ولدى.

شعر عمار بوقوعه في مشكل ولايجد خلاص منه، فسرعان م هاتف وليد ليأتى على الفور
حضر وليد وجلسوا أمام والد عمار ف أردف لهم
عتكلموا بنِته؟! وتتفجوا عالچواز والسفر، شكل العلام فبلاد بحرى خرب نفوخكم
قاطعه عمار وقال
يابوى إنت فاهم غلط، إسمعنا الأول
بحدة تحدث والده له
جول يا واد مين شذى دى؟!
قام وليد بالرد عليه واردف بسرعة تصرف
شذى دى بِت زميلتنا يا عمى، وكان فيه مَشروع عندى فالكلية.

وانا روحت عند عمار نسأله فيه واتعرفت عليها وكانت عتساعدنى
وبعدين هي شافت المعاملة المحترمه إعچاب وبين لها سمعت ب إننا ولاد ناس وعندنا
اطيان وبلاد وعماير، طمعت، فاتحتنى ان نتجدم ليها ونتچوز وطبعاً انا مش فبالى
ف چابت رقم عمار عشان يقنعنى، آدى كل الموضوع
وضع والد عمار ساق على ساق وقال وهو يدنو منهم
والسفر؟!
نظر كلا منهم للآخر فهز عمار رأسه ان ليس لديه اى فكرة يجيبه بها.

فحاول وليد إختلاق فكرة جديدة طرأت بباله
ابوها مسافربرة وكانت عتعرض علينا نسافروا ونشتغل برة بشهادتنا وعمار كان عيقنعها تشيل الموضوع من دماغها ياعمى
صمت الجميع، ف أردف عبدالرحمن
وأبوك عارف بالحكاية دى يا وليد؟
وجه وليد تغير لونه فقال عمار
مفيش موضوع اصلا يابوى، وعشان نثبتلك
أمسك هاتفه واتصل ب شذى واعطى وليد الهاتف وقال
جولها يا وليد على كل الل جولته دلوك وأنهى الحكاية دى فوراً.

دعس وليد قدم عمار بقوة، ف تألم عمار جداً ولكنه كظمها في نفسه وأردف
ماشى
أجابت شذى الإتصال فقال لها وليد دُفعة واحدة
إسمعى يابت الناس، وليد معاكِ، حب مش سِكتنا
چواز عنتچوزوش لسه جدامنا تخرج ووظيفه وشغل وموال أزرق وهوايل علينا وعلى الل جابونا
سفر محدش مسافرولا هيسيب بلده ولا عيلته
فمعلش من دِلوك إنتِ فحالك يابت الحلال وإحنا فحالنا
إنت بت زينه ومفيش مشكلة معاكِ لكن دا خلاصة الموضوع، سلام!

أغلق الهاتف وابتسم عمار وغمز له وليد فقال والد عبدالرحمن
أنتو كبار، كبار وجربتوا تتخرچوا وتخلصوا علامكم، الثقة الل اديناها لكل واحد منكم
لازم تبجوا كدها، وإلا كدا يبجى إحنا خلفنا عيال مش رچاله وعليه العوض ومنه العوض
نهض عمار من مجلسه وقبّل يد والده وقال بهدوء
حجك علينا يابوى، مفيش ان شاء الله أى حاجة ممكن تحصل تهز ثقتكم فينا تانى
نهض وليد وأردف الى عمه
ان شاء الله ربنا يجعلها آخر الاحزان.

قام عمار بلكز وليد في إحدى جناباته ف عدّل وليد حديثه مرة أخرى وأردف
وعد يا عمى مفيش مشاكل تانى هتحصل، إنتو ربيتونا رچالة مش عيال
استأذنا بالانصراف، وفي طريقهم الى الحديقة ملكية عائلتهما التي تبعد عن منزلهم بمسافة بسيطه
مزروع بها أشجار الفواكه وبها تكعيبة عنب!
يذهبان لها وليد وعمار حينما يريدا تغيير جو ويجلسان سويا في صفاء نفسي وهدوء وسط الخضرة والطبيعه
وجمال السماء ليلاً يزينها القمر.

وفي طريقهم قال عمار متوجهاً إلى وليد
مُتشكرين يابو عمو، طول عمرك سداااد
قام وليد بصفع عمار بخفه على أحد كتفيه وأردف ضاحكاً
عِد الجمايل يابجرة، ياكش اشوفك واجف چمبي كديتى فحاچه اعوزها
الحمدلله عدت ع خير وخلصت من موضوع شذى مكنتش عارف اطلع منه كيف
أهو عدى وكفيانا بعد كديتى ياولد عمى، البنِته مبيچيش من وراهم غير وچع الراس وتفضى شخن بطاريه موبايلك أول ب أول..

فوالله رغم الإنكسار مازلنا نكمل بعضنا البعض بطريقةٍ ما، أصبح الآن لا قيمة لي بدونك ولا قيمة لكَ بدوني يا أخى وصديقى فنحن شيءً واحداً مهما حدث، مازالت أرواحنا تتلاقى، والآن مازالتٌ اعافر بكل مستطع كي أعود لك، حتى يكفيني وجودي بجانبك ويكفيني إلتحامي بك مره أخرى وكُل مرة.
غيبت ليه عنى، من غير ماتسألنى
هو أنت مش عارف، إنك بتوحشنى
نهضت عبلة من مكانها وقالت متوجهه لشقيقتها وهي تتحدث بنبرة عنيفه.

ممكن تطفى المسچل مش عارفه اذاكر!
رفعت زمزم نظرها عن كتابها وقالت بهدوء مُستفز
بس أنا عارفه نذاكر
نفخت عبلة بغضب واطفأت الكاسيت وقالت
يابرودك ياشيخه، أنا نفسي نعرف بتعرفى تذاكرى ازاى وإنت ِ عتسمعى اغانى صاحب بالين كداب
أغلقت زمزم كتابها وقالت لشقيقتها وهي مازالت على هدوئها
ياستى عارفه نذاكر وانا بنسمع ايه مشكلتك انتِ
مشكلتى عارفاش نركز، إلا بجا لو كنتِ إنتِ ممركزاش فالكتاب والمادة وعتفكرى فحاچة تانية!

شردت زمزم وهي مُبتسمه ومدت يدها تقوم بتشغيل الاغنية مرة أخرى
ف دلفت والدتهم غرفتهم بعدما فتحت الباب وتوجهت إليهم بالحديث
جوموا حضروا العشا لابوكم ويالا نتعشوا وبعدين ارچعوا ذاكروا
حاضر ياماه
قالتها عبلة ف نظرت الأم إلى المسجل الدائر على الاغنية وقالت
كيف عتذاكروا عالاغانى
جوليلها ياماه، دنا هنطج منها
قالتها عبلة وهمت بالخروج وهي تسحب يد زمزم معها فقالت زمزم
طيب يا أم لسانين صبرك على ياعبلة.

انصرفت الفتاتان ذهبتان إلى مطبخ منزلهم لإعداد وجبة العشاء، وعلى الناحية الاخرى
يجلس همام بمنزل عمّه مناع وخالته جمالات ويشرب الشاى وهو يتوجه بحديثه الى خالته
انتِ تؤمرى ياخالتى
تسلم ياهمام، والله لولا شوية الحشيش الل چيبتهم كان زمان الطير مات من الچوع
اقترب همام منها وقال بنبرة تساؤل
أجولك يا خالتى، هو موضوع عريس حفصة دا بچد؟!
إلتوت شفتى جمالات قائلة وهي تحيك الثوب وامامها كوب الشاى.

وهى يعنى وافجت! دماغها حچر، بت مناع لازم تطلع زيّه خليها جاعدة لحد ماتبور وأنى مالى
يعنى موافجتش؟!
تعجبت جمالات وقالت له وهي تضيق عيناها
بتسأل ليه كل السؤالات دى ياهمام ياولد اختى
ارتبك همام وهم بالنهوض وأردف
لا مفيش ياخالتى سلامتك، عاوزة حاچه!
انصرف من أمامها وهي ممسكة ب إبرة الحياكة وترفع أحد حاجبيها قائله
عاوزة سلامتك يا ولدى مع السلامة.

الو؟!
شعر عمار بالذعر عندما سمع صوت حفصة، فتنحنح وتمالك نفسه وأردف
الو عمى درويش معايا
قامت خفصة بفعل مصمصة شفتيها وأردفت
حاسس ان دا صوت عمك درويش يا أعمى واطرش، مين معااى
أبتسم عمار وقال
مين حفصه؟! أنا عمار ياحفصة عاملة كيف يابت عمى
زينة يافجرى، عتتصل ليه عاوز ايه
عاوزش حاچه يخربيتك جطر كدا طول عمرك، كنت نتطمن عليكم وعلى عمى
أطرقت حفصة كف ب كف، وقالت وهي تزمت بشفتيها.

لاحول ولاقوة الا بالله، احنا كويسين وزانين عاملينش حادثة ولا حاچه ولاعاملين عملية
عشان تطمن
شعر عمار بالاحراج ولكنه مُعتاد من هذا الأمر من حفصة دائماً ف استأذن منها واغلق الهاتف فوراً وهو يضحك.
مرت الايام ولم يبق الكثير لتقديم فحص نهاية العام لدى وليد وعمار، كان يجلس كل واحد منهم بغرفته
يستذكر مواده، كان وليد منهمك ب المذاكرة ساعات متواصلة دون أن يشعر حتى أحس التعب.

فقام يصنع لنفسه كوب من الشاى وأخرج كيس بلاستيكي من خزانته
وأخرج صورة حبيبة منه وأبتسم وهو يطيل النظر بها وبملامحها التي انطبعت على قلبه وكأنها وشم أبدى عالق به.
-------------------
نفسي اوضِّب لك ضلوعي فَرْش عُرْسِك ما اتفرشّ لواحدة قبلِك
نامي فيّا، مِدِّي رجليكي ازحميني واحلمي لي وانقشي اسمك على الغضروف حروف
بعشقك رغم الظروف (هشام الجخ).

أنا كُنت فاكر إن الموضوع دا إتنسى! دا شكله معشش فيك وعايش جواك لسه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة