قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثلاثون والأخير

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثلاثون والأخير

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثلاثون والأخير

وبعد شهر..
بدأت السنة الدراسية الجديدة، وحبيبة مازالت بالأقصر، سافرت إلى القاهرة
لكى ترتب أمورها بهذه السنه.
ولكنها تتصرف كما يجب ولكن بلاعقل، بلا روح، روحها وعقلها هناك مع احباؤها، أغلى من يكون بالنسبة لها
وليد وعمار وحالهم بالغيبوبة التي لم يفيقا منها بعد.
عندما ذهبت إلى الكلية كانت أمنية ب إنتظارها، بعد الترحاب الشديد والسلام جلسا إلى اقرب مكان بالجامعة
ليتبادلوا الأحاديث والأخبار.

وحشتينى أوى، طمنينى عليكِ، وعلى وليد وعمار عاملين ايه دلوقت
شردت حبيبة وقالت بحزن بالغ بدا واضحاً بنبرة صوتها
زى م هما، عايشين عالاجهزة فالغيبوبة، اللى يقلق بجد ي أمنية ان الدكاترة بتقول أمل انهم يفوقوا ويعدوا منها ضعيف جداً
مالت أمنية برأسها ب أسف إلى أسفل، ف أكملت حبيبة حديثها
لو حصلّهم حاجه أموت، ولو حتى فقدت واحد منهم، هموت موته جديدة مفيش بعدها قومه ي أمنية.

هما كل الل فاضل ليّا هما وحفصه، عارفه إحساس التوهه
انا فعلا متوهه لحد م اسمع صوت حد منهم والاقيه قصادى كدا
ربتت أمنية على كف يد حبيبة بحنو وأردفت
انتِ لابسه أسود ليه طيب، دا فال وحش وللا عشان إلياس؟
بدا على قسمات وجه حبيبة الاستنكار مما قالت أمنية وأردفت لها
إلياس إيه الل البس عليه اسود ساعه واحدة أصلا! لاء لابساه على عمى مناع وابن عمى زكريا.

الله يرحمهم ي حبيبة، بصراحه يعنى موضوع التار دا حاجه سخيفه ومؤلمه جداً ومنتهى الرجعيه والتخلف
بس نقول ايه عاداتكم فالصعيد غريبة وهتفضل فيكم لحد يوم القيامة
إثر تحدثهم سويا، رن هاتف حبيبة ف اخرجته لتجدها زاهيه عمتها، تغير تعبير وجه حبيبه للغرابة
فسألتها أمنية
مين بيتصل بيكِ؟
عمتى زاهيه، مع ان من يوم وفاة أبنها مفكرتش تكلمنى حتى
إنتهت الرنة من دون إجابة من حبيبة، فكرت أمنية ل ثوان واردفت لها.

دقيقه واحدة! حبيبة إنتِ ليكِ ورث جوزك الل غار فداهيه دا، لو إتصلت رُدى عليها
وافتحى معاها الموضوع.
تعجبت حبيبة، لم يكن الموضوع بحسبانها ابداً ولكن حينما ذكرتها أمنية شعرت ب أن هذا هو حقها بالفعل
فهى لم تتذكره لانشغالها بما هو أغلى، روح وليد وعمار المعلقه!
استطردت امنية حديثها لها برفق
روحى وطالبيها بيه، ولو عصلجت معاكِ عشان واضح أن الست دى شبه أبنها وشبه باباكِ من غير زعل.

قوليلى والمحامى موجود يجيبهولك من عنيها
رن هاتف حبيبة مرة أخرى ب إسم زاهيه، نظرت له حبيبه وهمت بالإجابة مع كلمه أمنية
متخافيش ومتضعفيش، مش هيظلموكِ تانى سواء هي ولا أخوها ولا ابنها، كفاية!

هبطت حبيبة من سيارة الأجرة أمام فيلا وليد العارف رحمه الله عليه، ترجلت إلى الداخل وكانت زاهيه ب إنتظارها.
بعد المصافحه، جلست حبيبة فقدم الخدم كوب العصير المثلج وانصرف
أخبارك إيه ياحبيبة؟
هزت رأسها حبيبة بالايجاب مع قولها
الحمدلله ياعمتى
انا قولت مش هتلبسي عليه اسود، لكن أنت ِ بنت أصول فالنهاية
إبتسمت حبيبة ابتسامه جانبيه بسخرية وقالت بنبرة صوت قوية اعتادت عليها من خلال الأيام السابقه.

لم تعد تخاف كالسابق
والله ياعمتى اعتقد واحد زى الياس وبعد كل الل كان عامله فيّا ولحد آخر ساعه فحياته كان ماسكنى بيهبدنى علقة موت قدام بابا، ملبسش عليه أسود ولا اعمل عليه حداد أصلا
سورى يعنى فالكلمه، ميستاهلش، انا لابسه الاسود عشان عمى مناع وعشان حفصه
اختى وامى وكل حاجه ليّا..
هزت زاهيه رأسها بخيبة أمل ومن ثم قالت
انا فوجئت بيكِ هنا فالقاهرة مش فالبلد.

جاية عشان ارتب امورى للسنه الجديدة واشوف الكليه وهرجع تانى
رفعت زاهيه إحدى حاجبيها وقالت في تعجب
وترجعى ليه؟
تعجبت حبيبه منها وقالت بعدما عادت بظهرها للخلف على المقعد وجلست براحه أكثر
ايه ياعمتى، نسيتِ ان ليّا اب عاجز، على كل ظلمه ليا والل عملهولى أنا مينفعش اتخلى عنه
ولما هاجى لدراستى أكيد هكون حليت مشكلته، زائد ان عمار ووليد فغيبوبة والله أعلم هيفوقوا منها.

ولا بعد الشر، كل دى حجات تستلزم وجودى هناك الفترة دى مش هنا
ضحكت زاهيه بسخرية ضحكه خفيفه هزت جسدها مع قولها ب استنكار
عمار ووليد!
اه ياعمتى عمار ووليد، المهم، حضرتك كنتِ بتكلمينى بخصوص إيه
حبيبة، طبعاً قبل كل المصايب والكوارث الل حلت فوق دماغنا دى
إنت ِ كُنتِ رافعه قضية نفقه وتعويض وشقه وعفش، وطلاق!
مش كدا
هزت حبيبة رأسها بالإيجاب ف أكملت زاهيه، بعدما بللت شفتيها ونظرت ناحية صورة إلياس المعلقه.

وعادت ببصرها ثانية إلى حبيبة
ودلوقت بعد الل حصل، وقبل م تحكملك المحكمه بعد المصايب والتشهير الل أنت عمليتهم
اصبحتِ آرملة أبنى مش طليقته ,مظبوط
اعتدلت حبيبة في جلستها وأصبحت مواجهه لها وجهاً لوجه واردفت بنبرة أكثر قوة
خلّلينى اكملك أنا ياعمتى، أصبح من حقى اورث إلياس ميراث شرعى لأن اعتبر لسه زوجته لحد يوم وفاته
بس إنتِ كُنتِ رافعه طلاق، ومكانش حاجه من الل حصلت دى فحسبانك!

قالتها بنبرة صوت عاليه نسبياً ف اردفت حبيبة بثقه
واصبح أمر واقع وربنا اراد ليا ب أن افضل زوجته عشان الميراث، عمتى أنا مش هخسر على طول
آن الاوان يرجع جزء من حقى، حق الاهانه والضرب وإجهاض ابنى والخوف والرعب والجوع الل كنت عايشاهم، دا لو عاوزة إبنك يرتاح فتربته. وعلى فكره دا مش رجاء انا بقول لحضرتك بس أن ليا حق وعاوزاه ب أسرع م يمكن وإلا انا هعرف اجيبه قانوناً
ضيقت زاهيه عيناها لها وقالت بشئ من الحذر.

بتهددينى ياحبيبة؟
اعوذ بالله ي عمتى، مش تهديد ولا حاجه، أنا بس بقولك انى جبت أخرى ومش هستسلم تانى ولا اسيب حقى
تركتها وانصرفت حتى من دون أن تحتسى العصير، خرجت وشعورها بالانتصار يملائها منذ زمن بعيد لم تشعر شعور كهذا، او ربما لم تشعره ابدا بحياتها الا حينما وقفت في وجه ذاك الوغد، إلياس!
سلامو عليكم، الحچ عبداللاه موچود؟

دب الخوف بقلب سناء إبنه عبداللاه حينما فتحت الباب ووجدت واحد من أبناء حجاج يقف ومعه كيس اسود ويسأل عن والدها، أجابته بحذر
عاوزه ليه؟ مش كفايه الل حصل؟ عاوزين ايا تانى
هرولت عظيمه على صوت إبنتها العالى، ف وجدت هذا الرجل عبست بوجهها وقالت
عاوز إيه يا ولدى، چايين تكتلوا ابو ليد زى م مرجدين ولدى بين الحياة والموت فالمشتشفى
نظر الرجل إلى أسفل ورفع رأسه وأردف.

ياحچه ام وليد انا مش چاى فشر، عاوز بس الحچ عبداللاه جوليله مستنيه فالمُندرة الغربية
ترجل الرجل وذهب، هرول اولاد سناء يخبروا جدهم عبداللاه بما حدث، تعجب الرجل كثيراً
لماذا يريده أحد افراد العائلة المعادية، ماذا بعد بحر الدماء المفتوح هذا؟
ايريد الصلح إذا ً! على كل حال لقطع الشكّ باليقين ارتدى عبداللاه عباءته وحذاءه وذهب إلى حيث ينتظره الرجل ليجده هناك
سلامو عليكم يا مهران.

عليكم السلام ي حچ عبداللاه، متأخذنيش فالمچيه دى عارف ان لا وكته ولا اوانه ولا بينا كلام وحديت من أصله
ولما انت عارف ي مهران، چاى ليه؟ زين جوى إنى چيت وهجابلك بعد غدركم بينا بعد الصلح
عمى الحچ عبداللاه، انا مكانش لي صالح بالل عملوه وخططوه أخواتى
ولا كان أصلا عاچبنى الل حصل من الأول من ساعة م سرجوا الدهبات وولعوا فالبهايم
بس الحج درويش ولد عمك چه وكتل أبوى واتنين من أخواتى، وصابنى من غير ذنب.

رفع الحج عبداللاه عباءته فوق ساقه وأردف بحزن
وإخواتك ردّوا الصاع اتنين، وكتلوا مناع وزكريا والياس ود أخوى الل ماليهمش ذنب
وولدى وليد وعمار ولد اخوى راجدين دلوك فغيبوبه وياعالم، مبسوطين كديتى
تنهد الرجل بحزن وأردف إليه بنبرة مختنقه
معرفش تعرفوا ولا لاه، الواد ولد اخوى هشام، چاتله حمى ومات على غفلة من سبوع
هز عبداللاه رأسه بحزن وأردف
سمعنا، البقاء لله.

وعشان كديتى جولتلهم دا من المال الحرام الل عاوزين تدخلوه علينا، أنا چاى وأخواتى عارفين باللى هعمله
ناول الرجل الحج عبداللاه حقيبه مصنوعه من القماش وأردف له
دول الدهبات بتوع الحج درويش، حد الله بينا وبين الحرام، وكفاية جوى لحد كديتى
وانا هروح للمحافظ وامشى ف إجراءات صلح تانى، لازم نكفلوا الل اتفتح ديتى يا حچ عبداللاه
مش عشاننا، عشان عويلاتنا الل ماليهمش ذنب.

ترك الرجل الحقيبه ورحل، نظر الحج عبداللاه إليها بعدما فتحها ورأى سبائك الذهب، حملهم وذهب إلى منزله.
وبعد مشاورة بينه وبين شقيقه الحج عبدالرحمن، أصبح الذهب من نصيب حبيبة إبنه درويش
ف انتظروها حتى عادت من القاهره واعطوها إياهم، تفاجئت هي بهم فكانت عودتها مظفره بالنصر
حينما خضعت عمتها لتسليمها ميراثها بالكامل واخبرتها ب أن تتركها فتره لكى تقوم بفعل إعلام الوراثه
ومعرفه حقها بالكامل وتسليمه لها.

اتْكِئْ هنا على صدري، نعم اتْكِئْ بكل صلابتك، وألقي عن كاهليك مايعتريه، يا طفل قلبي المدلل، يازوجى الحبيب الذي القى بعشقه داخلى بعدما أغلق علينا باب مشاركتنا لبعضنا البعض إلى الأبد!
انا هنا جيشُك حين تخسر، و نورك كلما أفَلَت الشمس، اتْكِئْ على صدري يا وليد، يا نصفي يانصيبي ودع قلبك يتورّد.
جلست عبلة شاردة خارج العناية وبجانبها الحج عبداللاه والحج عبدالرحمن، وشقيقها وحبيبة!

جمعيهم خارج غرفة وليد، حينما أخبرهم الطبيب ب أن حالته استقرت وبالأمس حرك أحد أصابعه
كانت حبيبة تستغفر كثيراً وتناجى ربها خفاء، أما عن عبلة فكانت تحتضن صغيرها وليد تنتظر خروج الطبيب من عنده.
أخبرهم ب أن أموره أصبحت إلى حد ما على مايرام، على عكس عمار التي حالته تدهورت للاسوء والغيب يعلمه الله!
يوم بعد يوم، زيارة بعد زيارة. إنتظار خلف إنتظار..

وفي يوم كان بعلم الله وحده، كانت تناجى عظيمه ربها كالعادة وتبتهل حتى سمعت صوت صخب بالاسفل مع صوت زغرودة عاليه لإحدى بناتها تدوى بالمنزل كادت تهوى بأرجاءه، هرولت عظيمه على الدرج تعثرت كادت ان تسقط حتى وجدته أمامها!
وليد يقف مبتسماً ابتسامته المعهوده، يقف يبدو عليه الوهن الشديد والتعب ذراعه ملفوف بالشاش وظهره
هرولت عظيمه وكأنها ابنه السابعه عشر من فرحتها، تقبله بكل جزء به، رأسه ويديه وذراعيه واكتافه.

ووجهه ووجنتيه وهو يحاول تقبيلها مع ضعفه والفتيات تزغرد مع عبلة زوجته وبالخلف تقف حبيبه تشكر ربها وتربت على ظهره، وصوت عظيمه يتعالى فرحاً
يا حبيبي يا ولدى، يا ولييييد أنت هنيتى يا حبيبى، انت جصادى يانن عينى
حمدلله على سلامتك ياحبيب امك ابوك، حمدلله على سلامتك يا اغلاهم كلهم
أخذت تقبله كثيراً، هرولت تحيه ناحيته وصافحته وقبلته ولكن قلبها كان يخفق خوفاً.

لأول مرة يعود وليد وحيداً، من دون شقيقه، شقيقه القابع خلف اسلاك العناية المركزة
المستسلم لغيبوبته، بعدما هنى الجميع وحمد الله على سلامه رجوع وليد، ذهبت تحيه إلى مكان بعيد بمفردها واخذت تبكى بحرقه حتى اقبلت حبيبة نحوها واحتضنتها بقوة مع قولها بحنو
راچع ياخالتى تحيه، ربنا مش هيسيئنا فيه باذن الله، ادعيله ربك هيسمع منك إنت ِ أكتر واحدة.

مضت الايام خلف بعضها، كان يتحسن وليد على العلاج بالمنزل، زاره معظم زملاءه من البنك ومعظم افراد النجع، الفرحه غير مكتلمه، القلب يخفق بشأن عمار
حتى وليد، تحسنه بطئ يخاف على صديقه وشطره الآخر، رفيق دربه الطويل
ميلاد، دراسة، عمل، زواج، كان الحج عبدالرحمن يذهب يومياً لزيارة إبنه بالمشفى
والاجابة واحدة، للاسف الحالة سيئة جداً ولا يوجد تحسن.

أما عن حبيبه، فقلبها كان يعتصر، لاتريد خسرانه فقد اطمأنت على والدها وشقيقها وكل الاهل لها في صورة وليد، أما عن الحبيب الوحيد فماذا عنه!
جلست تتذكر كل مامضى وجمعها به، كانت ذكرياته لها مذاقها الخاص ولها نكتها بحياتها
تنهدت حينما فتحت جوالها وجلبت صفحته على موقع الفيسبوك وشاهدت صورته
صورته بالمكتب، صورته مع وليد فوق الخيل، صورته بعرس همام بجلبابه الصعيدى.

صورته مع زملاءه بالعمل، صورته يضحك مع وليد ضحكه صافيه من القلب.
صورته ببدلة عُرسه!
وقفت على واحدة منهم، وكبرتها حتى نظرت إلى ملامحه جيداً مع تذكرها
جولى يا حبيبة أنا احلى ولا وليد
ضحكت حبيبة بطفولة واردفت وهي تخبئ فمها
انت ابيض ووليد أسمر، ووليد طويل وانت اصغر منه
تدخل وليد بقوله كاد صوته يبدء فالخشونه بعد البلوغ
جصدك هو اقصر، ياقصير
ضحك عمار ف امسك يدها ووضعها على كف يده براحه مردفاً.

بُصى يدك أصغر من يدى إزااى! صغننه خااالص وصوابعك رفيعه
إبتسمت حبيبة، فتصنع عمار الكتابه على كف يدها من الداخل ب إصبعه
وكتب عمار واغلق كف يدها على بعضه وهو ينظر لها..
إبتسمت حبيبة فور تذكرها لهذه الذكرى، حتى هاجمتها ذكرى أخرى
طالعه السطوووح حافيه ليه!
فزعت حبيبة وهمت بالنزول، ف اوقفها عمار
هتنزلى لما أنا طلعت يعنى؟!

كانت بدأت علامات انوثتها تظهر عليها في سن الثالثة عشر فكانت تخبئ نفسها منه رغم انها بالكامل مغطاه
أنا بس بحب السطوح هنيتى جوى، وبفتكر لعبنا زمان، جولت مدام حفصه چايه لطلب من خالتى عظيمه اطلع شويه فوج
نظر لها عمار بحب وأردف
وانا بجى شوفتك وطلعت وراكِ، يعنى جاصد
إنا هننزل عشان...
حبيبة!
رفعت عيناها فكانت مواجهه لاشعه الشمس المصوبه ناحيتها له
نعم
بسم الله على جلبي.

خفقت الكلمه قلبها فهبطت على الفور كأنها كانت تهرب من شئ ما..
عادت حبيبه للخلف فتذكرت حينما كانت بالمشفى بعد واقعه إلياس بمفردها بالغرفه
وولج إليها يطمأن لحالها
إنت چاى وحدك؟!
ترجل ناحيتها ببطئ وهو يتحدث
زمزم تحت مستنيه عشان خلاص مسافرين، چيت اتطمن عليكِ وأشوفك لو عوزتِ شئ جبل م امشى
وضع مبلغ مالى تحت وسادتها، وجلس مرتكز على ركبتيه ناحيه رأسها بجانب سرير المشفى.

غيابى عنك على عينى، بس أديكِ شايفه محدش مننا مالك أمره
خدى بالك من روحك ي حبيبه
أمال على رأسها وقبل رأسها قبله مطولة حتى خفق قلبها بشده كادت اصواته تكون مسموعه وتركها ورحل..
بعد الذكرى هذه، نهضت حبيبة من فراشها وتوضأت وارتدت إسدال الصلاة
ووقفت على سجادة الصلاه، قامت بصلاة ركعتين قضاء الحاجه وفي نهاية دعاؤها قبل التسليم قالت
يارب، عمرى م قولت يارب ورجعت ايدى صفر، عمرى م لجأت ليك يا مولاى وخذلتنى.

مستعدة أضحى بروحى عشانه بس يعيش
مستعدة اطلع كل حاجه وكل قرش بحتكم عليه صدقه عشانه، بس يعيش، برد نار قلب امه
ونار قلبي، سنين بُعاد عن بعض، اروى عطش قلبي برجوعه خللى روحى التعبانه ترجع يا الله!
وفي اليوم التالى، كانت حبيبة برفقه وليد والحج عبدالرحمن وهمام الذي تعافى مؤخراً تماماً في المشفى، يقف جميعهم خارج غرفه عمار الراقد لا حول له ولا قوة، كان يقف وليد واقتحمته ايامه معه، تذكر عمره كله.

السابق، فكيف له العيش بدونه؟!
بجولك هات الجلم الل معاك وخد دا
رفع وليد رأسه اثناء مذاكرتهم سوياً بالثانوية العامة بغرفه عمار، ف أردف مستهزءاً
ليه يعنى، الجلم الل معاك بينزل حبر والل معاك بينزل شكولاطه!
لاء جلمك بيخش عليه دم يابارد، اسمع جلمك بيخلى خطى أحلى فبيحبوه البِنته فالدرس يروحوا واخدين منى المذكرات فهمت يا دحش.

رفع وليد شفتيه إستنكاراً وقذفه بالمسطره ف اوجعت عمار قليلاً تأوه مع ضحكة خفيفه ومن ثم قذف بقية الاوراق على وليد فنهض وليد ليسدد له عدة اللكمات في صدره..
وذكرى أخرى، بملعب بسيط النشأة كانا يلعبان كرة القدم مع اصدقائهم
ف أحدهم قام بركل قدم وليد ليقع أرضاً، فيهرول عمار ناحيته ينهضه ويتحدث بعصبيته المعهوده
كدك ديتى يا راضى، عتوجعه ليه ياخى
وجعتوش ياعمار هو الل جا فطريجى.

قسما بالله نولع فالملعب كله حريجه، اسمع تستكترش روحك والله م يكفينى فيك بلدك يا دزمة
قاموا بالاشتباك وتدخل وليد يفض النزاع وهو يردف بصوت عالى
خلاااااص يا اخوالنا أنا الل وجعت حجكم علىّ، يلا نكمل الماتش
تحدث عمار بعصبيته ونفخ عروق رقبته وإحمرار وجهه
لاه هنكملش إلا لما يعتذر، دم اما يتلافاك يا راضى إلا وليد عشان مرچعكش بيتكم برچل واحدة!
إبتسم وليد بوهن وهو ينظر له خلف الزجاج، ومعه الأطباء، وعلى فجأة.

أصدرت الاجهزة صوت، قد توقف قلبه!
صرخت حبيبه وهلع وجه وليد، جلبه في غرفته، الممرضات تجلب جهاز الانعاش
يمكسه الطبيب مع قوله عاليا آمراً طاقم التمريض
كلييير!
على صدر عمار لينتفض والجهاز يدوى صفيراً، كانت تتخبط حبيبة على شدقيها وتلكى بحرقه بحياتها م بكت هكذا، والطبيب يضع جهاز الافاقه على قلبه مع الامر ينتفض جسد عمار مرة ثانية
وثالثه ل تقول حبيبة بصوت جهور
فوووووق ياعمار عشااااانى، أنا بحبك والله بحبك.

هبطت دمعه وليد وهو يراهم يحاولون المحاولات الاخيرة، ف أردفت بصوت عالِ هز أرجاء المشفى ب أكمله
بعدما جلس الحج عبدالرحمن لا حول له ولا قوة لايريد ان يراه هكذا
عماااااااااااااااااااار!
صدرى الصوت أعادها مرة اخرى واخرى، توقف الصوت وعادت نبضات قلبه ثانية، ارتخت اعصاب حبيبة وجثت على ركبتها تهدئ من روعها مع مسح وليد لدموع عيناه ويلامس زجاج غرفته وكأنه يلامسه هو!

هل منادة وليد ارجعته للحياة مرة أخرى، ام اعتراف حبيبة له أخيراً!
دي القصة واللي كان اثنين حبوا زمان
تفتكروا الحب كمل ولاّ مع الوقت هان؟
آه القصة واللي كان اثنين حبوا زمان
تفتكروا الحب كمل ولاّ مع الوقت هان؟
هو كان قلبه خام وقليل في الكلام
لسه صغير لكنه مليان وحدة وآلام
هي زينة البنات بضفيرة وفيونكات
ولا تعرف يعني إيه حب ولهفة وغرام
وقابلها ف مرة صدفة اتبرجل لما شافها
إبتسمت بان كسوفها إحساس خطفه وخطفها.

ده يومين وهتنساها مش ده الحب اللي يعيش
إنسيه دي قلوبكم لسه بريئة ما بتحبيش
ده كلام من أقرب ناس لما حكوا لهم سمعوه
والحب مكنش بإيدهم يعني عشان ينسوه..!
وبعد خمس سنوات..
عادت حفصه من المقابر برفقه جمالات وعبلة وزاهيه ومى، بعدما زارو كل شخص منهم احباؤه
الذين رحلو عنه، فعلى سبيل المثال كانت تزور حفصه والدها وشقيقها زكريا، زاهيه ومى يزرورن وليد العارف وإلياس، عبلة كانت تزور شقيقتها زمزم..

وفي طريقهم، كل احد تفرق إلى مكانه، استقلت زاهيه السيارة هي وابنتها عائده إلى القاهره، بينما اخبرت عبلة حفصه ب أنها ذاهبه الى منزل والدها كى تجلب طفلتيها التوأم حلا وهنا من عندهم وتذهب الى منزلها
عادت حفصه بعدما اوصلت زوجه ابيها الراحل، وحينما دلفت بدلت ثيابها وشرعت في تحضير الطعام ف وقفت بجانبها ابنتها حبيبة الصغيرة واردفت
كملى لي ي أماه، كملى لي الحكاية
حكاية ايه يابت، يا مرارى عالخوته خوتينى.

حكاية حبيبة ووليد وعمار الكبار، امانه كمليهالى
تناولت حفصه ثمر الطماطم وجلست تقطعه وهي تردف لابنتها
طب روحى شوفى اختك لا تكون وجعت
لاه، جاعدة فالمشايه، يالا ي اماه
كانت تقطع الخضروات حفصه وأردفت
وبعدين وليد الكابير، حب عبلة مرته وبجا يحب حبيبة زى اخته وعبلة مرته چابتله عيل واتنين
عمار ووليد الصغيرين وبتين زى الجمر حلا وهنا بعد م ابوهم ربنا نچاه من الل كان فيه.

شردت قليلاً وتحدثت بنبرة جميلة وكأنها تداعب طفلتها
وحبيبة الكابيرة بجا معاها فلوس كااااتير جوى، نچحت فالجامعه وبجت داكتور كابيرة جوى
واتخصصت اورام عشان امها عمتك هناء يابت ركزى معاى ماتت بالمرض العفش
وهي اتخصصت فيه، وبالفلوس الكاتير عملت مستسفى صغيرة لعلاج الاورام وبجت المديرة فيها
وربنا وفجها
وعمى عمار الكابير!
ضحكت حفصه ونهضت من على المنضده غسلت باقى الخضروات واللحم ووضعته بالاناء وهي تردف ساخره.

لسه عيلف وراها ومدوخاه السبع دوخات، وهو راضى اصلة عيحبها من زمان
زى م أبوك ِ عيحبنى من زمان جوى، وأتچوزنا وخلفناكِ إنت ِ واختك ربنا يباركلى فيكم..
صوت طرقتين على باب، انتبهت حبيبه رفعت رأسها مع قولها
إدخل
دلف عمار حاملاً باقه ورد جديدة كعهد كل يوم، ضحكت حبيبة فجلس أمامها
طبعا ديتى مش شكل عيانين خالص مع احترامى لاحسن دكتورة فالدنيا، بس انا جطعت كشف عشان ادخل والله طالما مشغولة جوى.

إبتسمت حبيبة خلف نقابها، فناولها باقه الورد واخذتها ونظرت إليها بحب ووضعتها بجانبها
ف تحدثت هي
فلوسك راحت عالورد
ويروح عمرى على صاحبه الورد ويهون جصاد ضحكتها
ضحكت حبيبة بخجل، ف أردف هو بتوسل عيناه تفضح حبه بقلبه
مش كفايه بجى يا حبيبة، ريجى نشف وتعبت والله
ياعمار، بص، والله حاسه نفسي مش مهيأة ان اكون مع راچل من چديد ويتجفل علينا باب وو
لاه لاه
لاه لاه ليه بس والله م هعضك!
ضحكت هل عاليا ف استطرد هو بكلماته.

معجول كل جلسات التأهيل النفسي دى وبرضو خايفه من الچواز؟! امسحى الفكرة الجديمه نهائى
كأنها محصلتش معاكِ، تعالى نبدء من أول السطر ماشى
واحدة واحدة
ياعمار هقولك، انا بجد مش مهيأة
هنا امسك يدها وأنهضها عنوة من على مكتبها مع قوله
تعالى انا هعرف اهيأك، انا تعبت والمصحف بحبك من ميتى نشفتى ريج ميتين أبوى
اخذها، وذهب بها الى منزلها مصطحباً والده ووليد يطلب يدها من والدها، اينعم هو عاجز ولكن هي الأصول.

للمرة الثالثة يتقدم عمار لها، ولكن هذه المرة الاجابة تختلف، ابتسم درويش وكتب
موافج يا ولدى! على خيرة الله
آيا قلبى ما أصابُكَ أراك مُرهقًا؛أراك قد سأمت الحياة؛ أراك قد أنهكك الطريق وأثقلك المشوار وتعبت تقلبات الحياة ؛
أُخبرُكَ سرًا!

أنا أيضًا قد تعبت تقلبات الحياة أشعر أنى قد تعبت حقًا ولكننا يجبُ علينا أن نتمسك أن نُصبح أقوى تعالى ألى حتى نتعانق بكُل قوتنا تعالى إلى حتى نُصبح أقوى من هذه الدُنيا وأعدُك بأننا لن يهزمُنا الطريق أبدًا أعدُك يا قلبى الجميل، والأن تعالى إلى لنتعانق ونلتحم بلعضنا البعض نصبح قلباً واحداً بكُل ما أُتينا من قوة!
منذ عهد بعييييد على النجع تسود الفرحه مرة أخرى.

فرحة دام انتظارها اكثر من خمسه وثلاثون عاماً! قلبان كانا يخفقان لبعضهما البعض كلا واحد منهم كان بطريقه ضال حتى وجد الآخر..
زُفت الطبيبة حبيبة درويش ب أبهى حِلتها ك عروس الى المهندس عمار الذي لم تفارقه بسمته وصوت خفقان قلبه الفرحه، كانت تتعالى الزغاريد خلفهم، حتى عبلة زوجه وليد
بعد مرور كل هذه السنوات، حن قلبها إليها، وبدأت بمعامله ودوده معها حينما علمت بحقيقة قلبها الطيب الأبيض.

صعدا الاثنين الشقه، اغلق الباب وقفت حبيبة تنظر له ب حب، هرول ناحيتها عمار وحملها واخذ يلف بها كثيراً وكثيرا حتى شعر بالدوار ف وقعا الاثنان يضحكان على الأرض..
أخيراً، أخيراً ي أغلى من روحى، معايا وفبيتى وملكى، يابوووووى يارب ميكونش حلم
اضُربينى ي حبيبة
ضحكت حبيبة كثيراً على ما يقول فكرر طلبه لها مرة أخرى
أضُربينى يا حبيبة بجولك صوح.

قامت بضربه بخفه بكف يدها، ف امسك يدها واصابعها وقبلهم بعشوائيه ومن ثم اقترب من شفتيها
ف ابتعدت عنه ونهضت وهرولت للداخل فترجل ناحيتها فقالت هي
عمار، بص مش مستعدة، ادينا اتچوزنا اصبر علىّ
والله م تجلجى يا حبيبي، واحدة واحدة خااالص وعلى مهلنا
لاه لاه، معلش بص ننام والصباح رباح
لاه ننامو كيف، دا فيه حرب عالمية ثالثة هتبدء دلوك، دا في ناااار مستنيكِ ورحمة ستى دهب م هينفع.

هرولت حبيبة وإختبأت بغرفه اخرى فهرول خلفها، وقام ب إحتضانها يهدئ روعها
ومن ثم أمال برأسه يقبلها فصفعته!
امسك عمار وجهه محتقناً وأردف متسعه حدقة عينيه
عتضربينى يا حبيبة؟! عتضربي چوزك! يوم الدخله عتدبحيلى الجطه!
شعرت حبيبة بمدى الخطأ الذي ارتكبته واردفت وهي تبتعد للوراء
لاه والله مجصديش، بص، عمار والله م جادرة والله معلش
تنهد هو وقبل رأسها وترجل من الغرفه ف اردفت هي
رايح فين.

هنزل اجعد مع المجاطيع همام ووليد، طالما فيهاش دخله
ضربتِ الدخله ي بت درويش! ضربتيها هو فيه حد باصص لي فحياتى
دم اما يخش عليه
ترجل هو فضحكت هي وانتظرته يرحل حتى تغير ثيابها، اما عن عبلة ووليد فكان وليد منهمكاً ب هاتفه فجلست بجانبه وامسكت الهاتف قذفته ونامت على صدره
خيييير، اصل الحركه دى انا عارفها عاوزة تجولى ايييه
نجولك يا وليد يانصيبي يا حبيبي
رُطى، رط يا رطاطه چاكِ مدفع يخلصنى من رطك، عاوزة إيه.

نفسي فكوارع دلوك حالاً
قالتها وقد سبلت له عيناها، فتوجه بالنظر ناحيتها متفاجئ ممتعض بشفتيه
وأردف لها
كوارع دلوك حالاً ليا؟
معرفش يا لو لو يا جلبي، حاسه نفسي هفانى عليها بجالى يومين
زفر غاضبا بطريقه مضحكه وعاد يبحث عن هاتفه وهو يردف لها غير مبالياً
حاضر نبجى نچيب ان شاء الله، حللى عنى دلوك
لوولووه
قذف بالهاتف على المرتبه وأردف.

يكطع لولو وسنين فليلتك الطين، عاوزة ايه، اجولك انهاردة كان فرح عمار وتعبانين اتخمدى
معرفش مالى بجالى يومين مغص جوى وترچيع وهموت على الكوارع والفراولة
هنا أمسك وليد شعرها وأخذ يترنح ب رأسها يميناً ويساراً وهو يردف ساخراً
اومال ايه حكايتك يابت المركوب إنت ِ، عاوزة تجولى ايه خلصينى
هنا خلصت عبلة نفسها من يده وطبعت قبله على وجنته بحمره شفتيها واردفت مصوبه عيناها له
أنا حااااامل يا نصيبي
إنتِ ايه!

قالها بصوت عالِ من هول المفاجأة، فهبط يبحث عن حذاءه ووجده فقذفها به فهرولت هي تجرى أمامه خائفه وهو على قذفه لها بالاحذيه
حامل! حامل خامس! لاه سابع، حامل يابت الملسوع فجفاه
حامل يابجرة يا دحشه يابت محسب ناجصلك حبل ونچرك منه يا چاموسه
يابت عتحملى فحواچبك يا مثبت العجل والدييين
أخذ يقذفها بالأحذيه وهي تحاول ان تختبئ منه مع الدفاع عن نفسها.

يابوى اسمعنى، كانش جصدى وبعدين انت ماشاء الله عليك وانا بعرفش اجولك لاه يعنى مش غلطتى وحدك ياخوى إنت الل عتتحكمش فنفسك عامل زى الجطر
كمان عتحسدينى، ايامك طين معاى، دا حمول ويشيلها ربنا يا بت الكلاب
يابت كفاياكِ كفاااياكِ
يابوى م خلاص العيال عزوة
عزونى فيكِ من بدرى يا مرا أرنبة، دا هوايل عليا وعلى الل خلفونى
انا نازل نجعد وحدى تحت عاوزش اشوف خلجتك انهاردة چاكِ العذاب.

ومن هنا ورايح تنامى مع عيالك وانا وحدى
تركها وارتدى خفيه وهبط فضحكت هي مع قولها تمازحه
الل يجدر ي لولو يا حبيبي عالبعاد
هبط ليجد عمار جالساً وم أن رآه حتى غرق في هستريا ضحك طويلة وعمار ينظر له بتعجب
ايه يا عريييس، ايه ياعرييييس، دا زمزم مشوفناش خلجتك اربع تيام
ودلوك دى حبيبة جلبك وحياتك، جاعد مع شچر الموز عتعمل ايه دلوك عتعده
قام عمار بتكوير قبضه يده ولكمه في صدره مع قوله
ينفع تنجطنى بسكاتك.

لاه صوح ايا منزلك يابوى، دنا جولت مش هشوفك غير بعد ست سنين
حبيبة لسه العجدة فيها وخايفه، معارفش اعمل ايه عاوزنيش اجرب لها
هز وليد رأسه وأردف ساخراً
على خيرة الله، هي كلها حريم مالهاش عازة اصلا، تعالا شوف المركوب الجديم الل أنا متچوزه
حامل!
ضحك عمار وصفق بيديه فضحك معه وليد وهو يردف
هى هوايل علينا وعلى الل چابونا، معارفش بيعملوا فينا كديتى ليه طيب.

دقائق وانضم إليهم همام وم أن رأى عمار انهال عليه بالتساؤلات
يابوى أطلع لمرتك ياعمار
لاه خليه معانا، لهفته جلم علم ع خشمه، يطلع تناوله بالكرسى ف وشه ميسمعش بجيه عمره
واضح انها اتعلمت الوحشية من چوزها المحروج
ضحك جمعيهم، فبدء همام بدندنه أغنية كل دا كان ليه مثلما تعودوا جمعيهم عليها فتغنوا جميعاً بها..
مرت الايام والشهور، وعقدة حبيبة كما هي يعيشان تحت سقف واحد إخوة!

كانت تخضع للعلاج النفسي، ويحاول عمار ويذهب معها إلى الطبيب يستمع الخطوات
يقوم بها معها ولكن الاستجابة بطيييئة جدا معها، وهو صابر وانفاسه معها للنهاية
وذات يوم بعد عودته من المكتب، اعتادا يتحدثا سويا، يتناولا طعام العشاء
ومن ثم يناما، هذا هو روتينهم لشهرين
هتنزل بليل؟
قالها وليد وهما يشتريان اغراض المنزل لهما ف اردف عمار
مش عارف
مش عارف كيا؟ مش كدا كدا انتو اخوات، انزل نلعب دورين دومنه.

عتعايرنى يا وليد چاك السريع! انا غلطان انى جولتلك
اسم الله، طب فاكرش أما عايرتنى جدام ابوى على المرة الل زعج فيا المدير وكان فيها چيزة فالبنك وروحت جولت
بتردها يعنى! بتردها يا ولد عظيمه، طب انا بجى هطلع اجول ل عبلة ان وليد بيفكر يتچوز عليكِ عشان تبطلى خلفه.

اعملها، اعملها وانا هجول لحبيبة انهاردة اليوم كله عمار سايب شغله واكل عيشه وعمال يبص عالحريم فالروحه والچاية ويجول ادى الحريم ولا بلاش مش أنا اتچوزت أخوى
قذف عمار بالفاكهه في وجه وليد مازحاً وأردف
غور ياض غور، أنا مروح.

فتح الباب عمار ويعلم ماذا ينتظره ككل يوم، ولكن هذه المرة عاد، ليجدها ترتدى قميص نوم ذو لون اللافندر هو يفضله ويحبه، وتضع بعض من مساحيق التجميل وممشطه شعرها بطريقه جميله وترتدى القلادة الذهبية التي يتدلى منها صورته.
ذُهل وفغر فاهه، فتوجهت ناحيته وقامت بلمس لحيته بلطف وهي تستشعر انفاسه وهو يستشعر انفاسها
لامس هو برفق وجنتيها وشعرها، واخذ احد خصاله يشمها برفق وهو مغمض العينين.

لامس عنقها بهدووووء وأردف بهدوء لها
إنهاردة! بچد
هزت حبيبة رأسها بالايجاب، فحملها بحب وهو يقبلها كثيراً وذهب بها إلى الفراش
ليسبحا بتحقيق حلم دام طويلاً..
وبعد ٩ أشهر!
كان صراخ حبيبة مدوياً وهي تلد طفلها، وعمار بالخارج يفرك يديه ووليد يقوم بتهدئته وحفصه تدعو لها
وتحيه تقرأ القرآن، وصراخها يعلو حتى هدأت وسمعوا صوت الصغيرة
هرول جميعهن حتى خرجت الممرضه بعد دقائق تحملها، جميلة جمال ملائكى مثل والدتها وجدتها.

كسابق العهد، حملها عمار ينظر لها مع تمتمته بصوت غير مسموع
بسم الله على جلبي
وقد ترققت دموعه فوق وجهها ف اذن ب أذنيها بحب بالغ
ووليد يربت على كتفه ويهنئه، ويقوم بتهنئته الجميع،
هاتسموها إيه؟
قالتها حفصه، ف أردف عمار وهو يقبل الصغيرة ببطء
حبيبة، عشان تبجى فعلاً حبيبة عمار زى أمها!
استفاقت حبيبة فدلف الجميع لها، ليجلس بجانبها عمار ممسكاً بالصغيرة.

يريها إياها، ويقبل رأسها ويحاول تنشيف جبينها المتعرق ويضمهما إلى صدره بقوة وكأنه يثبت إلى نفسه أن هذه مملكته الصغيرة وأخيراً
هنجعدوا احنا نسموا حبيبة وليد عمار حبيبة وليد عمار والعيلة مش هتخلص ابدا چانا الفقر، الحمدلله انى نفدت وسميت خالد أخيراً
قالها وليد فضحك الجميع، فهمس عمار ب أذن حبيبة وهي يقبلهما مع كلماته
حمدلله على السلامه يا أغلى من روحى، بحبك ي حبيبة
نظرت حبيبة له وقالت ب وهن.

بحبك ياعمار، بسم الله على جلبي
ضحكا الإثنين معا لأنها اصبحت تقلده، وأخذ الجميع تتنقل الصغيرة بينهم يقبلونها ويبتسمون فرحين مهللين بما آتاهم الله من فضله.
أرح قلبك بالتقبل، و أرح يديك بالإفلات، ودَع كل ما حولك يأخذُ مجراه المقدر له، فأحياناً لا طاقة لك إلا بالتسليم، ولا علم لك سوى إدراك أن لكل شيءٍ حكمة، والايمان ب أن الله لا يدع ثقال الأيام تدوم، عُسرًا ثم يُسرًا ثم سرور.

تََمنّوا، أرسلوا الدعوات الى السماء، تصدقوا كثيراً وابتهلوا من فضل ا، لله فهل هناك أمنية مستحيلة أكثر جمالًا من أنك تحاول الوصول إلى مُبتغاك، وتصِل؟!
غيرة الراجل نار في مَرَاجِل
نار بتنوّر مابتحرقش
واحنا صعايدة بنستحملش
شمسنا حامية وعِرْقنا حامي وطبعنا حامي
واللي تخلّي صعيدي يحبها يبقى يا غُلْبها
اصلنا ناس على قد الطيبة كلنا هيبة
والنسوان في بلادنا جواهر
طب لو عندك حتة ماس
حتخلّيها مداس للناس؟

ولا حتقفلي اوضة عليها بميت ترباس
يمكن حتى تأجري ليها جوزين حراس
يبقى انا لا انا جاهل ولا غافل
كل الفرق ما بيني وبينك اني صعيدي
ينعل ابو ده اليوم الاكحل اللي لا ليه اخر ولا أول
اللي طلعت لقيتني صعيدي (هشام الجخ).

كُنتم مع وللرجال فيما يعشقون مذاهب (القصه واللى كان) اسعدنى الوقت برفقتكم
نتمنى حُسن القراءة والمتابعه وأن يحوز قلمنا حُسن ظنكم كما تعودنا
وعلى أمل ب لقاء قريب..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة