قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني

أوراق مالية يعطيها عبداللاه ل وليد إبنه فينظر له وليد متعجباً مُردفاً
إيه كُل دا يابوى؟
روح الأقصر مع عمار ولد عمك وهات أحسن وانضف لبس هناك، إنت دخلت هندسة يا ولدى
ولدى الوحيد لازم يكون أنضف واحسن واحد فچامعة القاهرة كلها
أبتسم وليد وقام ب إحتضان والده بقوة ومن ثم قبّل يده وهرول إلى منزل عمّاريُخبره ف وجده يقوم ب عدّ مبلغ مالى أيضاً، فقال وليد ساخراً
اتعكمت إنت كمان!
ضحك عمار وقال.

المبلغ كبير جوى على شوية هدوم يا وليد
يابوى نچيبو ونتدلعوا ونعيش ونتدلع فخيرهم، بُكرة الفچر الاقيك مستنى ونطلع عالاقصر ماشى.

غمز عمار ب إحدى عينيه وأومأ إيجاباً، وفي اليوم التالى
كانا الاثنين خطواتهم تقودهم من محل لآخر ويديهم تختار من ثوب لآخر ودخول وخروج من غرفه تبديل الملابس، يروا ماهو مناسب ماهو جميل ماهو لايليق!
في كثير من الأوقات كانت اختياراتهم واحدة، ويفاجئون بها أمام المرآة فتتعالى أصوات ضحكاتهم.
ومن بعد مضى أكثر من ثُلثى اليوم، تمت مهمتهم، ف ذهبا إلى أحد المطاعم يتناولا طعامهما.

ومن بعد الغداء، طلب عمّارفنچان من القهوة أما عن وليد فقد طلب كوباً من الشاى الساخن
بطّل الجهوة يا عمار، خدت عليها من المذاكرة أنت
كان عمّار يحتسي قهوته بهدوء ومن ثم قال
بجت لي إدماااان مش عارف، حتى فالبيت وأمى بتزعج لي لو شربت أكتر من فنچانين فاليوم.

تنهد وليد وهو ينظر ناحية التلفاز المشغل ويحتسي مشروبه، فقال عمّار
عاوزين نجولهم نچيبوا موبايلات
إنتبه وليد ف أردف
موبايل! مش عارف بس مش هيرضوا ياعمّار إحنا جولنالهم ورضيوش جبل سابق.

وضع عمّار فنچانه وعاد بظهره للخلف
دا عشان كنا نذاكروا وكانوا خايفين علينا وعايزين ندخلوا كلّيه كويسه، دلوكتى إحنا فهندسه وهنروح القاهرة وفين وفين ع بال م ناچو ولازم نتطمنوا عليهم ويتطمنوا علينا صح ولا إيه.

أعجب وليد بفكرة عمّار، ف أردف
ومين هيفاتحهم؟!
إنت!
إتسعت عين وليد وأردف
إنت صاحب الفكرة وأنت تفاتحهم، مش دايما مصدرنى فالوش
إعتدل عمّار في جلسته وقال ب جدية
وميتى صدّرتك فالوش ياسعادة الباشا ولا هو أى كلام فالهوا
لا مش كلام فالهوا، ساعة درس رياضه ٢إنت كنت عاوز تروح لأستاذ صفوت وهمّا حچزولنا عند استاذ غطاس وخلتنى انا أروح واجولهم أنى انا الل عاوز وچت فيّا انا التهزيج اننا عارفينش مصلحتنا.

وطلع استاذ صفوت احسن ولا لاه!
تمايل وليد ساخراً من عمّار وأردف وهو يتراقص برأسه له
طلعت البنات الل معانا فدرس أستاذ صفوت احسن يا چالوس طين حياتى
ضحك عمّاربشدة ومن ثم قال حينما تذكر
طيب وأنا موجفتش فضهرك ساعه اشتراك الكورة فعز المذاكرة وخدت أنا كُل الكلام.

هز وليد رأسه وهو ينظر لأسفل معترفاً
ايوة ماشى حصل، بس والله ماهفاتحهم على حوار الموبايلات تجولهم إنت ليش فيه!
نظر عمّار له ب امتعاض وقال له ينهره
دم أما يتلافاك ياشيخ، يالا طيب عشان نلحجو الجطر ونعاود..

يقال أن جميعنا تم نحتنا بنوع عظيم من الحزن، ذلك الذي ظل عالقا من بقايا ماضينا، تخيل أننا جميعا في الحقيقة لسنا سعداء، نحن نصف سعداء فقط، لا يزال جزء منا مصنوع من الحزن نحن فقط لا نراه، كالشمس وسط الليل، هي ثابته لا تتحرك، نحن فقط لا نراها لأن الأرض استدارت، وبالتالي عليك أن تتعلم العيش كنصف إنسان وكنصف سعيد، هكذا فقط يحل الليل ويتوالي بعده النهار..

تهمّ حفصه لفتح الباب، فتجد طفلة صغيرة صديقه حبيبة بالمدرسة
عاوزة ايه ياعسل
عاوزة حبيبة تلعب معايا
هرولت حبيبة حينما سمعت صوت صديقتها، ممسكة بدُميتها وتهم لإرتداء حذائها وفي طريقها للخروج ف أوقفها صوت والدها
رايحه فين يا حبيبة؟
هروح ألعب يابابا معاهم فالشارع
نظر درويش بصرامة وقال
مفيش خروچ ولعب فالشارع، الل عاوزة تلعب وياكِ تيچيلك تلعب معاكِ فالبيت.

بدا على حبيبة الإعتراض وقالت بصوت مُعترض
ماهما كلهم بيلعبوا برة وانا معاهم يابوى
جولت لاه يعنى لاه
نظر درويش للطفلة الواقفه جانب باب المنزل ووجّه لها حديثه
تعالى يابتى العبي معاها هنا انتِ وأصحابك
أومأت الطفلة بالنفى وقالت
لاه ياعمى إحنا بنلعبوا برة كلنا، مش فالبيوت
سلام يا حبيبة.

إنصرفت الطفلة، ف وقفت حبيية عيناها على مشارف الدموع وهرولت إلى غرفتها الدور العلوى تبكِ ف ألحقت بها حفصه ولكنها توقفت تسأل عمّها
ليه ياعمى، ماتخليها تلعب حبيبة تجريباً مابتشوفش الشارع إلا فالمدارس وزيّها زى العيال
حبيبة مش زى العيّال يا حفصه، حبيبة بتّى مش زى حد
تركها وانصرف، فصعدت حفصه لتجد حبيبة تبكِ بشدة ف أحتضنتها وقالت لها
متزعليش، أنا هلعب معاكِ هنيتى، يلا هاتى العرايس ونلعب بيت بيوت.

على بُكاءها حبييه، فشردت حفصه وقالت لها
طب انا انهاردة رايحه بيتنا هناخدك معايا، ايه رأيك
انفرجت اسارير حبيبة نسبياً، فعانقتها حفصه وهمّت لتبدل ملابسها وتساعد حبيبة في تبديل ملابسها.
وصلت حفصه الى المنزل مصطحبه حبيبة، وبعد السلامات
جلس مناع والد حفصه وقال لها وقد يبدو على ملامحه الجدية
چايلك عريس يا حفصه.

تعجبت حفصه وأردفت لوالدها
مين يابوى.

أتت أم زكريا وأنضمت لجلستهم بعدما وضعت الشاى وقالت
وَلد خالك الكبير
شَعرت حفصه بالضيق وقالت وهو تشح بنظرها بعيداً
انا مش عاوزة اتچوز من بيوت اخوالى، مش عاوزة حاچه من ناحيتهم اصلاً.

إلتوت شفتى جمالات أم زكريا شقيق حفصه وقامت من المجلس، فدنى مَناع من ابنته
إسمعى يابتّى، بيت أخوالك حاچه وو
قاطعته حفصه
يابوى أحب على يدك، عايزاش دا چواز ياناس
طب شوفيه الأول!
أمانه عليك يابوى، جولهم مش راضية
عارفه عندك كام سنة إنت ِ دلوك؟! أنا سايبك براحتك تعيشي عند عمّك درويش
هو أخوى وبيته بيتى وأنا عارف أنك مرتبطه ب حبيبة بتّه
لكن دا مش معناه إنك تطلعى عن طوعى
قامت حفصه وقبّلت يد والدها وقالت بتوسل.

يابوى ماعاش ولاكان اللي يطلع عن طوعك، بس والله م هجدر
وعارفه ان بجيت 21سنة ومانيش البت الجمره الل بيچيلها كل اسبوع عريس
بس يابوى بالعَدل والجبول...
صمت مَناع، ف ابتسمت له حفصه وهمت تبحث عن حبيبة هرباً من أبيها ومن الموضوع ككل، وبعد مُضى وقت عادا للمنزل.
كانت ترتب المنزل بعدما رتبت الحظيرة وأماكن الماشية التي يربيها درويش فشعرت بالتعب فقالت لعمّها.

أجولك ياعمى، معلش يعنى نبجا نجيبوا أم بَخيته تاچى تساعدنى، جدراش عالبيت كُله لوحدى
شعر درويش ب تعبها حقاً فقال لها
ماشى يا بتى الل تشوفيه، شيعيلها حد تاچيلك من السبوع الچاى
إثر حديثهم، أحدهم طرق الباب فهمّت حفصه بفتحه ل تجده همام
همام، تعالا اتفضل
على ابتسامته الهادئه وتقاسيم وجهه التي تتسم بأنها بارزة ومنحوته نازلها حزمة من عُشب البرسيم وقال
چبتلكم البرسيمات، عبده اخوى عنده درس چبتهم انا عشان البهايم.

تناولت منه حفصه البرسيم وقالت له
طب ادخل تعالا، عمك درويش چوا
لا نبجا ناچى وكت تانى
همّ بالرحيل ومن ثم توقف
حفصه هو إنتِ صح چالك عريس؟
تعجبت حفصه وسألته
عرفت منين
خالتى چمالات جالت لأمى، صح يا حفصه هتتچوزى
إلتوت شفتى حفصه وقالت
وإنت مالك هنتچوز ولا هنتربرب، مش چيب البرسيمات غور كنك غاير على بيتكم
إبتسم همام وانصرف من أمامها ومن ثم اغلقت الباب.

چاك وچع بطنك منه له، تلافونات ايه الل نجيبهالكم
قالتها الحجه دهب وهي تقوم ب لكز عمّار ووليد بعكازها إعتراضا فقال وليد
ياچدة نبوس يدك كانوا هيوافجوا، دايما عاملة زى المُفراك فالزور
لا يواجفوش يا خِلفة الندامة، رايحين تتعلموا ولا رايحين تتمسخروا إنت وهو
وتتكلموا فالتلافونات
مرّت مروة شقيقة وليد أمامهم وهي تضحك وتقول.

ماهمّا هنيتى كانوا ماسكين التليفون الارضى ليل نهار وخصوصا عمار عيحكى مع بنات الدرس، جال ايه عيراجع، يبجى فالكُليه هيتكلموش فالموبايلات
قالتها ومرت سريعاً وهي تضحك، ف لكمها وليد بقوة في ظهرها وقام عمار ب شنكلة أحدى قدميها وهو يتوعد لها مشيرا إلى ذقنه، فقالت عظيمة أم وليد
طيب أنا هنفاتح ابوك ولو مرضيش ليش صالح
اقترب وليد من والدته وقال ب رجاء
أمانه يا أماه، وإحنا فمصر هتطمنوا علينا كيف طيب!

أتصل عالارضى يا وليد
تقدم عمار منهم وقال
يعنى يامرت عم كل شوية ننزلوا نتكلموا فالشوارع ومن الكباين! طب وليه جلة الجيمة دى.

ضيقت عظيمه عيناها ل عمار وقالت وهي تقوم بفعل مصمصة شفتيها
يا وااااد على مرت عمك، دا انا مربياك مع أمك، عشان متنزلوش الشوارع ولا تتكلموا مع البِنته ليل ونهار
ابوك كان يشكى من فاتورة التلافون، والله ماعارفه چبت مچموعك العالى منين.

قامت دهب من مكانها وامسكت بقوة عمار من شعره الاسود الناعم وقالت
هو ديتى، فجرى وعاوز يكلم البنات ويتمسخر وممشى وليد زى البجرة وراه.

نظر وليد إلى جدته ب إمتعاض ملتوية شفتيه وقال
أنا بجرة ياجدة! طب الله يسامحك
وتمتم الى نفسه بصوت منخفض
خليكِ جاعدة أنت على جلوبنا زى الهمّ لا إنت هتموتى ولا إحنا هنرتاحوا
دا هوايل علينا وعلى الل چابونا.

نظر عمار الى زوجة عمه ووالدته وقال
هاه هتجوله لهم ولا ايه؟! خلاص إحنا مسافرين إنچزوا!

ضحكت تحية والدة عمار ونظرت إلى عظيمة وقالت
شوف الواد! والله يا حبييى لو علىّ نجيبلك الدنيا كُلها بس لازم ابوك يوافج
وافق كلاً من عبداللاه وعبدالرحمن على شراء الهواتف المحمولة ل وليد وعمّار، كان يوماً سعيدا لهم للغاية هم يختارا اراقامهم بعناية وبدقة كى تكون مميزة، وهواتفهم على احدث نوع للسنة.
وعندما اقترب ميعاد رحيلهم، كان لديهم مِشوار مِسبق
مين!

فتحت حفصه الباب ف وجدتهم واقفان لدا الباب مبتسمان فبادلتهم الابتسامه ومن بعدها اغلقت فمها على فجأة وقالت
هو أنتم! عاوزين ايه يا جطران منك له!
نظر عمّار إلى وليد فقال وليد
چايين نسلموا على عم درويش جبل م نسافر عالچامعة
وضعت حفصه أصابعها على ذقنها وقالت ساخرة
ياسلام يا ولاد جال يعنى مسافرين الكويت، ادخل ياخوى منك له
دلفوا إلى غرفة إستقبال الضيوف منفصله عن المنزل، كان عمّار يراقب أجواء المنزل.

ينظر هنا وهناك كأنه يبحث عن شئ، بينما كان وليد نظره مشخصاً على رابطة شعر وبها بعض الشعيرات بُنية اللون بلون القهوة، دلف درويش وجلس
فيكم الخير ياعمار انت ووليد والله، خلاص مسافرين
اردف عمار له
ايوة ياعم خلاص، جولنا ناچو نسلموا عليكم
دلفت حفصه تحمل صنية الشاى ف أكمل وليد
ونشوفوا بالمرة خلجة حفصه العفشه عشان منرچعوش تانى
نظرت حفصه إليه وقالت وهي ترفع شفتها العلوية مع احد حاجبيها.

والله هنرتاحوا والبلد هتنور بس غورو انتو
دلفت حبيبة على فجاة وهي تتحدث
حفصة فين التوكة بتاعتى
فوجئت بهم أمامها وهي بملابس المنزل، حتى وإن كانت لاتتعدا ال11عاماً ف حبيبة مثل والدتها
تتمتع بجمال وانوثة سابقه لعمرها، فتفاصيل جسدها بدأت في الظهور زائد انسدال شعرها الطويل الكثيف
نظر لها درويش نظرة صرامة خافت منها فقالت بتعتعه وهي تتحدث خوفاً
والله معرف فيه حد هنيتى.

هرولت سريعاً في لمح البصر، لاحظ عمار تبدل وجه درويش غضبا ف اراد تخفيف الموقف
شكلها مكانتش تعرف صح ياعمى
تمتم درويش بصوت مسموع نسبياً
حسابها معايا بعد م تمشوا
تدخل وليد يخفف من حدة غضب درويش
محصلش حاجه ياعمى، إحنا اخواتها
إخواتها كيف! بتى لهاش أخوات والل عملته غلط وهأدبها عليه
شعرت حفصه بخوفها على حبيية فصعدت لها مُسبقاً، أما عن عمار ووليد فشعرا بالإحراج.

إستئذانا وهمّا بالانصراف ويداخلهم خوف على حبيبة والعقاب الذي ستناله جراء زيارتهم هذة.

حان وقت الرحيل..
غادر وليد وعمّار البلاد، يحملان من وصايا أهلهم الكثير وعبئ على أكتافهم ان يكملوا مسيرة نجاحهم العلمية، ذاهبان الى بلدة جديدة وكبيرة لايعرفان عنها شيئاً، ولكن أن كنت لا تعلم السباحة ف أقذف بنفسك بعمق البحر ومحاولاتك الكثيرة في النجاة من الغرق وحدها كفيلة!

تم قبولهم بالمدينة الجامعية وحاولا جاهدين أن يكونا بغرفه واحدة، تعرفا على البلد واجواءها، ذهبا في زيارة للجامعة قبل بدء العام الدراسى.
تعرفا على زملائهم بالمدينة وشرعوا في تكوين الصداقات، ومع بداية العام
الكلية كبيرة وواسعه ودُفعة السنة الاولى إعدادى هندسة كبيرة جدآ، المُدرج واسع والطلاب به ك النمل المتناثر.

دلفا يبحثا عن مكان، كانت عينان وليد تجوب عن مكان فارغ بينما كان عمّار يلقِ نظرة سريعه على الفتيات زميلاتهم ف تمتم ساخراً إلى أذن وليد
سيبنا بنات بشنبات فالبلد، چينا لاجينا بنات بشنب ولِحية!
ضحك وليد بصوت عالِ ف انتبه مدرس المادة واردف غاضبا
مين الل ضحك؟! واحد من الاتنين الل لسه داخلين.

توقف عمار ووليد وهم فكريقهم للجلوس، ف اوقفهم المدرس
ايوة إنتم، اطلعوا برة، من الأول كدا عشان أنا معنديش المسخره دى
نظر وليد إلى عمار وقال له بصوت مسموع نسبياً
بداية مشرقه بالتفاؤل، تصدج يا عمّار أنا متفائل يلا بينا برة يلا
مرت الايام والشهور، همّا في مذاكرتهم ومحاضراتهم صباحاً ومساءا يصطحبا اصدقاءهم بالدُفعه أو المدينة الجامعيه ويتسكعون بالطرقات.

أما عن حبيبة فكان يومها ينقسم إلى المدرسة صباحاً، الدروس الخصوصية ظهرا
والمذاكرة ليلاً حتى النوم على الكتاب، كان لديها حلم منذ ض
صغرها، أن تصبح طبيبة وتلتحق ب كلية الطب.
وفي يوم، قبيل إمتحانات نصف العام، قام اثنان من شركاء وليد وعمار بغرفه المدينة الجامعية
بترك الغرفه وأتى اثنان آخران.
ومنذ أول دقيقة لم يكونا على وِفاق مع عمار ووليد كالسابقين، فهما كان يكبران عنهما بعامين.

زائد ام أحدهم يعانى من عدم النظافه الشخصية واشياءه واغراضه والآخر كان مُدخن شره للسجائر. مما ازعج وليد وعمار الوضع كثيراً..

ريحة الاوضة تجرف من اخينا دا، أنا هجولة يستحمى وينضف حاجته
فيه حد يشيل بصل فدولاب الهدوم
قالها وليد ف اردق إليه عمار وهو ينظر للآخر
والتانى سچاير سچاير حريقه صدرى بيتعبنى والله م عارف اتنفس
نهض وليد من مكانه وتحدث بجدية
أنا هجولهم يغوروا يمشوا يشوفولهم اى مجبرة غير هنا جبر لما يلمهم
استيقظ أحدهما وقال بنبرة بها استهزاء
فيه ايه يا صعيدى منك ليه
نظر وليد له ب تعجب ف نهض عمار غاضباً.

صعيدى! طب اسمه الصعيدى دا جرفان منك ومن زاميلك وخدوا بعض وغوروا جلبتوا الاوضة
وجلبتوا معدتنا إحنا شخصياً
هبط الفتى من على الفراش العلوى (الفراش دورين ) وتحدث ب سخرية
مش قاعدين فملك ابوك
اتسعت عين عمار غضبا وهو يردد
ابوي!
تدخل وليد وهو غاضباً هو الآخر
إسمع يا واد، احنا هننزل نشتكوا تحت جلة الادب وجلة الرباية والجرف الل انتو عاملينه وهتمشوا
دى اوضتنا من الاول.

وضع الفتى يده بجانبيه وقال متحدياً حينما دلف الاخر من الخارج وبفمه سيجاره كالعادة
أعلى مافخيلك انت والصعيدى التانى اعملوه
نظر الفتى الاخر للوضع واردف
فيه ايه؟
عاوزين يطلعونا من الاوضة قال ايه قرفانين مننا وهيشتكونا
إلتوت شفتى الفتى الآخر وقال ونظراته مستهزأه
جرى ايه يا جوز قفول هتقعدونا على مزاجكم ولا إيه
نظر عمار إلى وليد والغضب أشعل دماءه تسير نارا ب أوردته وقال
جفول!

وبسرعة البرق تناول لوح خشبي من الخزانه وقذف ماعليه من ملابس وطرقه اثنان ثلاث في أحدهم، تشجع وليد وأمسك مسطرة الدراسة لديهم وعلى جسد الآخر حتى أبرحوهم ضرباً!
طردوكم من المدينة!
تحدث بها الحج عبداللاه، فقال الحج عبدالرحمن والاثنان يقفان أمامهم بغرفه مشرف المدينة
لولا ستر الله ان مفيش عاهات مستديمة ليهم كان زمان مستجبلكم ضاع منك ليه
فهمونى چايين تتعلموا ولا چايين تفتحوا روس زملاتكم.

هما جلوا أدبهم ياباه الأول!
قالها عمار ف تدخل وليد مدافعاً عن نفسه هو وعمار
ياعمى ماهم ضربونا برضو، ودراع عمار كان هيتكسر وأنا اقسم بالله ماعارف انام من كدمات ضهرى.

نظر عبداللاه إلى وليد غاضبا ً بينما كان الحج عبدالرحمن يرمقهما بضيق قائلا
يعنى على كدا هتعملوا عركة كل شوى وتچيبونا على ملا وشنا من الاقصر آخر البلاد عشان انتو عيال ومش عاوزين تكبروا، لسه جدامنا اربع سنين فالمرار دا
خلفنا رچالة ولا عيال
صمتا الاثنين ينظران لأسفل، فقال عبداللاه
شوفلكم سكن زين جريب من الچامعة، واسكنوا وحديكم مش عاوزين مشاكل مع حد
سامعين، عدوا ايامكم على خير.

وبالفعل، انصاعوا لأمر أهليهم، بحثوا كثيرا عن شقة صغيرة للسكن حتى وجدوا ولكن إيجارها كان عاليا نظراً لأنهم بنصف العام.
رجعا لعزيمتهم بالمذاكرة، عمّار مُحب لدراسته كثيراً أما وليد كان يذاكر بدون اكتراث، حتى تم تقديم فحصهم لنصف العام، ومرت الايام وظهرت النتيجة.
نجاح عمار، ورسوب وليد ب أكثر من مادة!
هنجولهم ايه يا اخرة صبرى؟!
قالها عمار موجهاً حديثه إلى وليد فقال وليد بعدم اهتمام.

انا عايزش أكمل فالكلية دى، مش ع هوايا
ياسلام! كيف ديتى عتهزر ي وليد؟
جلس وليد الى أقرب مكان وهو يشعر بالضيق وقال
أنا عاوز نحول على كلية التجارة إنجلش! حاببها اكتر، لماكان يذاكر رؤوف معانا فالمدينة
كنت نحب مواده، هندسة انا عاوزش اكمل فيها
جلس عمار بجانبه وقال شاردا
عارف لو فاتحناهم المرة دى انك سجطت وهتحول؟ والله لا يطيروا ورانا بالچزم
ضحك وليد بشدة ومال بجذعه على عمار فضحك الآخر وضرب كفاً ب كف.

#نورإسماعيل
وإن كُنتَ هشًّا لا ترى منك فائدة، فأحدهم بكل ثِقَله مسنود عليك، يرى فيك من القوة ما لا تراه بنفسك، مُجبرين أحيانًا على اصطناع القوة وإن لم نكن كذلك لأسباب عدة، على استعداد تم لمساندة الجميع بكل هشاشتنا تلك، فمُثلنا رُغم هشاشته صلب، يمكنك الاعتماد عليه وسيكون جديرًا بذاك
كانت حفصه بمطبخ المنزل تقوم ب إعداد الطعام وهي شاردة في كثييير من الذكريات، حتى دلفت حبيية مع والدها منفرجه اساريرها.

حفصااااااه، حفصااااه نجحت نجحت
احتضنتها حفصه بشدة وقامت بتقبيلها، ومن ثم قال لها درويش
طالعة الأولى على مدرستها، حافظى على مستواكِ السنة الچاية والل بعدها عشان تدخلى ثانوى عام
وتفضلى على مستواكِ لحد طب سامعة
ابتسمت حبيية وقالت
حاضر يابوى متخافش
انصرف درويش، ف تناولت حبيية قطعة لحم صغيرة وهي تردف
أنا چعانة جوى
خلاص جربت نحلص، روحى غيرى واتوضى وصلى أكون خلصت
نظرت حبيية للخلف وقالت
هى ام بَخيتة چت؟!

ايوة وعتنضف دلوك ف اوضتك، روحى يالا عشان هدومك تتوسخش
وأنا بليل هعملك حاچه حلوة بمناسبة النچاح وهجول لعمى نروحوا شوية عند ابوى وشوية عند جدة دهب إيه رأيك
قبلت حبيية حفصه بحرارة في وجنتيها ونظرت لها بعمق في عيناها
أنا بحبك جوى ي حفصه، إنتِ ماما الصغننة بتاعتى
إبتسمت حفصه وقالت لها مداعبة إياها
ماما الصُغننه بتاعتى! چبتِ كلام بتوع بحرى دا منين يابت؟!
خجلت حبيبة ف أحمرت وجنتيها لتزيدها جمالاً وقالت.

زى التليفزيون
قالت وهرولت إلى غرفتها، ف ابتسمت حفصه لشعور حبيية ناحيتها
فهذا هو المطلوب وهذا ماهى كانت تريده حتى تكون لحبيية كل شعور هي حُرمت منه!

#نورإسماعيل
خبأوا وليد وعمار نتيجة وليد بالنصف الدراسى الأول، وأكملوا على كذبتهم النصف الثانى
حتى نجح عمار ورسب وليد، والآن في طريقهم ل تفجير المفاجأة لوالديهم والخوف من العواقب
تقدم عمار إليهم والجمع مُلتم قائلا
أبوى، عمى، أنا نجحت الحمدلله
قاما الإثنين فرحين مهللين يباركانه النجاح ومن ثم انتبها فسأل عبدالرحمن
ووليد؟
وليد سجط وعاوز يحول لتچارة انجلش عشان حاسس انه هناك بيفهم اكتر فموادهم.

ومش عارف يمشى فهندسة وهيحول من السنة الچديدة ان شاء الله.

قالها دُفعه واحدة خوفاً منهم، فخلع الحج عبداللاه حذاءه وقذفه عليهما بينما هرولا الاثنين بعيدا هاربان من أمامهم في لقطه مضحكة جداً!
مالهمش فالطّيب ياقلب يا طيب، ياللى ماشافوا منك غير كل شئ طيب
كان يستمع وليد إلى مطربه المُفضل إيهاب توفيق ف دلف إليه عمار غرفته قائلا
وليك نفس تسمع أغانى؟!
ياعم علجه تفوت ولا حد يموت، بُكرة يبجوا جدام الأمر الواقع ويرضوا.

تنهد عمار وهو يبحث بين أشرطة الكاسيت لدى وليد، ف خرج وليد الى شرفته ومن ثم عاد إلى عمار
بجولك إيه، عاوز نطلع الفرس ونلف شوية فالبلد ايه رأيك
إبتسم عمار وقال
رايج جوى إسم الله عليك
ياعم، هجول للبت مروة تحضر الحمام وغيار أتسبح ونطلعوا أنا وإنت.

رن هاتف عمار وكان ينظر للاسم وهو يتحدث إلى وليد
بس انا هاخد أصيل خد انت عويضه
مين ع يرن يا كاظم الساهر.

ضحك عمار بشدة وقال
والله دا الواد محمود بتاع علوم اكيد بيسأل عليا انا وانت فالنتيجة
خرج وليد خارج غرفته ينادى
مروة، بت يا زفته
صعدت مروة وقالت له
عاوز ايه
حضرى الحمام هتسبح وتعالى طلعيلى غيار
هوفيش إلا مروة يعنى؟
إخلصى بدل م اناولك كف على جفاكِ الطويل ديتى
دلف وليد إلى غرفته ف رن هاتف عمار ثانياً فقال له
م ترد عليه بدل الصداع دى
امسك عمار الهاتف وقال
لاء دا مش محمود، دى رباب.

اعتدل وليد بجلسته وقال رافعاً احد حاجبيه
رباب مين يابوى
البت الل جابلناها فالجطر ساعة نازلة العيد
بتاعت معهد الخدمة
اه
ولحجت تاخد رقمها يافقرى
عادى يابوى، هنجوم نرد عليها تكون انت اتسبحت وننزلوا
دلف عمار إلى الشرفه، انهى مكالمته كان وليد انهى حمامه
وارتدى جلبابه الصعيدى وهبطا ليجدوا حبيبة وحفصه تجلس مع جدتهم دهب ووالدة وليد ووالدة عمار
وإخوة وليد الفتيات، تتسمع بسمة عمّار وتلمع عين وليد.

سلامو عليكم، عامله ايه يا حبيبة
قالها عمار فردت حبيبة وهي تعدل هندام وشاحها على رأسها
الحمدلله، انا نجحت وطلعت الأولى على مدرستى كمان
طب عاوزين الحلاوة مالناش دعوة
تدخلت حفصه بالحديث
يعنى م انتم نچحتوا ولا شوفناش ابيض ولا اسود من وشكم
اردف وليد إليها ساخراً
أنا سجطت يابومة عشان ترتاحى
انت ايه يوديك هندسه انت، انت تروح معهد اللاسلكى قسم شريط لحام
اصطنع وليد الضحك وقال لها
دم أما ياخدك نطعه.

نظر وليد الى حبيبة وقال
لبستِ الطرحه ميتى ,مش لسه بدرى
كانت تعدلها حبيية وتخفى غرة شعرها الأمامية الناعمة التي تشبه غرة شعر الحصان
وهي تقول
ابوى لبسهالى
اسكتوا دا عشان ناچى كان فاضلى طوابع دمغه وأجيبله إذن من المحافظ
قالتها حفصه ف شعر وليد بالضيق من أجل حبيبة وقال
بس لسه بدرى والله حرام عالتكتيف دى
لاء كدا أحسن، جدعة حبيبة وحلو لبسك مش مكشوف وواسع چدعة
قالها عمار ف نظر له وليد يلتوى بشفتيه واردف.

طب يلا بينا
خرجا الى مكان اسطبل الخيّل لديهم، واخرجا إثنين وامتطيا الخيل كل واحد منهم، وأخذا يسيران بهما في أنحاء قريتهم هنا وهناك، حتى مرا تحت منزل أحدهم
يضحكان بصوت عالِ وهما يتسابقان، ف تُفتح نافذة ل تطل منها فتاة على قدر من الجمال وشعرها مصنوع الضفيرة خلف ظهرها تنظر نحوهم ب ابتسامة عريضه ل تاتى فتاة أخرى وتتحدث إليها
فاتحه الشباك ليه يا زمزم! أدخلى ابوكِ لو شافك يومك مهيطلعش له شمس.

تنهدت زمزم وأومات براسها وهي تغلق النافذة مرة أخرى
حاضر يا عبلة، حاضر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة