قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

بسيارة وليد، كانت تصرخ عبلة من شدة ألم المخاض والولادة بالمقعد الخلفى وبجابها زمزم تجفف عرق جبينها ووالدتهم الناحية الاخرى ممسكه يدها وترتل من القرآن ماتيسر ب سرها.
عمار بجانب وليد، فلاحظ توتر وليد اثناء القيادة ف أردف له
وليد اوجف على چنب وانا هنكمل، انزل.

هبط وليد وبدلا الأماكن، أدار عمار المقود وإلى المشفى حتى وصلوا، تم وقع الكشف المبدئى عليها واخبروهم ب أنها بشرها السابع مازالت وأنها أول ولاده لها.
ولجت إلى غرفة الطوارئ بسرعه ومعها الطبيب وطاقم التمريض واغلقوا الباب.
كانت تدمع عين زمزم خوفاً على شقيقتها خاصة بعدما أوضحوا ب أن الوضع غير مطمأن، كان يقف وليد بجانب نافذة المبنى تطل على باقى مبانى المشفى، ف وقت بجانبه عمار وربت على كتفه بحنو وأردف.

هتجوم بالسلامه هي وولدك، متخافش وإدعيلها
نظر وليد ناحية عمار وأردف له بعينان تتحدث رجاءاً
ينفع اجولك متزعلش منى؟
تصنع عمار اللامبالاه وأردف
على إيه يا وليد؟
على الل من يومها بتهرب منى وعاوزش تحكيه وياىّ
أشاح عمار بنظره بعيداً وتصنع عدم الفهم وقال
خلينا فمرتك دلوك وفولدك، مش وكته
أومال ميتى وكته ي عمار، أنا كل م بحاول افتح معاك الموضوع بتتهرب منى.

نظر عمار نظرة داخليه ناحية زمزم ووالدتهم الجالستان وعاد بنظره إلى وليد وأردف
مش وكته عشان أديك شايف، لو حد سمع حاجه من الموضوع الدنيا هتخرب معاك ومعاى أكتر ماهى خربانه
بعدين ي وليد خلينا بس نتطمنوا على عبلة والواد
صمتا، ف أمسك عمار وليد وانضما إلى زمزم ووالدتهم، وما إن مرّ الوقت حتى تحدث هاتفياً أحد أشقاء زمزم وعبلة وعلم بمكان المشفى ولحق بهم وأصبح من ضمن المنتظرين بالخارج.

فات الوقت، وخرجت واحدة من طاقم التمريض ومعها المولود ضاحكه مستبشرة بوجهها واقبلت نحوهم بالطفل فهرولوا جميعاً ل تردف الممرضه
بسم الله الله أكبر، حمدلله على سلامتها وسلامته واد زى الجمر بس هيجعد فالحضانه كام يوم وتعالو خدوه
أنا جولت نبشركم جبل م نوديه عالحضانه
قامت والدة عبلة بفعل الزغرودة عدة مرات، وأمسك وليد الطفل ينظر إليه!

لأول مرة يشعر هذا الشعور، عيناه ترقق بهما الدموع ينظر له ب إمعان ويلامس اصابعه المضمومه وعيناه المغلقتان، لونه الأحمر من أثر الولادة
الكثير من ملامحه كان يحملها من..
كُله وليد!
هتف بها شقيق عبلة ف أبتسم الجميع وأردف عمار
آه صح، حتى البوز الواسع اهو
ضحكت زمزم ومن ثم أمسك عمار الطفل وقام بفعل التكبير ب أذنيه ومن بعده ناوله إلى زمزم.

وربت على كتفها عندما هبطت من إحدى مقلتيها دمعه، هم بمسحها لها بأصابعه وناوله إلى والدتهم
حتى أتت الممرضه وحملته الى الرعاية الصحية للطفل.
لم يمر الكثير ودلف الجميع يطمأن لحال عبلة، كانت تلتقط أنفاسها وتلهث من هول م رأت وشعرت
حمدلله عالسلامه يابتى، ولدك زى الجمر يتربي فعزك وعز أبوه
قالتها والدة عبلة وهي تقبل رأس إبنتها، وجلست الناحية الاخرى زمزم وهي تردف لها.

جولى بجا إنك كُنتِ عتحبي وليد جوى كديتى، الواد حته منه
نظرت عبلة الى وليد وقالت ممتعضه
دا من الغيظ مش من الحب ياخيتى
نظر لها وليد متفاجئ والجميع يضحك فقال لها
ومتغاظه ليه يا معدولة غيظتك ف إيه، دا إنت ِ الل طول الوكت فارسانى
قامت عبلة بمصمصه شفتيها ف تدخل شقيقها بالحديث متوجهاً إلى وليد
هتسموه ايه ياچماعه؟
هنسموه محسب!
قالها وليد ناظراً ناحية عبلة وهو يخرج لها لسانه مازحاً إياها، فقالت هي.

جال ياماه انا شبه ابوى والواد كمان
ضحكت الأم بشدةوقالت
هيهزر معاكِ جوزك يابتى، وهو يعنى أبوك ِ عفش يابت
لاه صحيح هتسموه أيا؟
قالتها زمزم فقالت عبلة تجيبها
هنسميه عبدالظاهر، عحب الإسم دا جوى
نظر وليد ناحيتها ملتوية شفتيه وقال لها
عبدالملك مين ياللى تاكلك عربية، جالولك هنخلف واد تاچر چملة! أنا ابوه وأنا أسميه
وأنا أمه وحدش تعب فيه كدى
هتسكتِ عاد ولا نجلب المحلول دا كُله فزورك؟

نظرت عبلة ناحية والدتها تشكوه قائلة
شايفه ياماه!
مابالراحه عليها يا وليد، دا لسه والده ونفساء يا ولدى
قالتها الأم ف أردف وليد
م عنتكلموا بالراحه ياحچه أهو
عاوز تسميه أيا ياعسل زمانك
قالتها عبلة، فنظر وليد إلى عمار وأردف بنبرة تختلجها الحنو
هسميه على إسم أخوى، عمّار!
تفاجئ عمار وتفاجيء الجميع، فقام وليد بعناقه بقوة وعانقه عمار أيضا ً هاتفاً ب أذنه
مفيش حاچه هتفرجنا عن بعض يا أخوى، أبداً.

نظر وليد إلى عمار ولسان حاله يقول إنه رفيقى، صديقى بل أخى، وإن اختلفنا لا ننسى الود بيننا
مهما حدث أبداً.
ومرّت شهور..
وكانت تجلس زمزم مع شقيقتها عبلة تطعم صغيرها عمار بوجبة البطاطا المهروسه ويتحدثا ببهو المنزل وأمامهم كوبان من الشاى..
معرفش ياعبلة، حسيت بكل الاعراض دى وعملت الاختبار طلعش حاچه واصل
بيدى عبلة في فم الصغير تطعمه وهي تتحدث.

لاه، عيتهيألك، مدام الاختبار طلع سالب يبجى فيش حمل وألاعراض الل جولتِ عليها ممكن تعب مثلا ولا جلة نوم
شردت زمزم حزينه ف استطردت عبلة حديثها
مِش چوزك زين معاكِ يابت ونسى مخفية الإسم والصورة الل إسمها حبيبة؟
رفعت زمزم بصرها إلى شقيقتها وقالت
بصراحة! عمّار زين جوى جوى معاى، وعمره م جصّر دنا ساعات عحس إنى مجصرة وياه
زين فكلامه زين فطريجته، أنا الل خايفه يابت أبوى.

أطعمت عبلة الصغير ومسحت فمه بالمنديل المبلل ووضعته جانباً بمقعده المخصص وأمسكت كوب الشاى وقالت
ليا خايفه بس، هو أى مرار طافح على راسك لازم تشيليه؟
عحبه جوى، وخايفه نطول فحكاية الحمل ديتى، يجوزوه علىّ
عمك عبدالرحمن واعر، ودا ولده الوحيد وعاوزين له ذُرية
دا لو چدة دهب جاعدة كانت چمعت له عروسه من سادس شهر وانا ع ذمته وأنت ِ حملتِ وأنا لاه
أحتست عبلة من كوب الشاى وهي تستمع الى شقيقتها ومن ثم قالت لها.

إسمعى يا زمزم، چوزك الل فدماغه عيعمله واديك ِ شوفتيه زمان حارب الكل عشان السنيورة بت عمك درويش، يعنى هيعملش غير الل فدماغه
لا أبوه ولا أمه، وإنت ِ بطلى رط فاضى هو هيتچوزش عليكِ
وطالت ولا جصرت هتخلفى منه وتملى البيت عيال، تعالى شوفى المرار الل أنا فيه من ساعه م چه الاستاذ
قالتها وهي تشير إلى الصغير عمار، فحملته زمزم بحنو وهي تقبل وجنتيه السمينتين وتردف
حرام عليكِ دا عسل، دا جلب خالتو زمزم ديتى.

جلب خالتو عشان ولد أختها ولا عشان إسمه عمااار!
قالتها عبلة بنظره خبث ماكرة جعلت شقيقتها تضحك وهي تداعب الصغير وتقبله بكل مكان بجسده ووجهه.
دا العادى بتاعك يا وليد، وميتى كُنت صفيان وبعرف عنك حاچه؟
ترك وليد الحاسوب إثر جلوسهم سويا بمكتبهم المشترك وهتف إلى عمار
وأنا عمرى خبيت حاچه عليك ياعمار؟
طرق عمار بيده إلى المكتب طرقه قوية بعصبيه بالغه منه وهو يردف.

على طول مخبي، على طول أنا آخر من يعلم وممكن معرفش عادى برضك
جصدك عالشغل؟! أنا خدت القرار على آساس أنا وأنت واحد ياولد عمى
أدار عمار جسده ناحيه عمار وأردف
مش بس الشغل، الشغل وبرة الشغل، أنا كُلى أول ب أول معاك وإنت مفيش بيييير غويط ولا أعرفلك قرار
عَلم وليد على ماذا يرمى عمار بحديثه ف أردف
رغم أن الموضوع إنت الل جافله من جبل م ينفتح من كام شهر، لكن نفتحوه ونفضوا يا أبو أخوه.

نظر عمار إلى وليد نظره عميقه مصوب عيناه إلى مقلتيه وأردف عابساً بحاجبيه
أنهى موضوع يا وليد
جلس وليد ناحيته وأردف
تعالا نتكلموا برة الشغل يا عمار، موضوع حبيية وحُبي لحبيبة والل إتجال من يومها للنهاردة وإنت عمال تجفل عليه، أيوة ياعمار كنت نحبها، سامعنى كُنت نحبها حب عاطفى
وكنت عاوزها مرتى وحلالى، وجبل م اتجدم كنت إنت سبجت وروحت
أبوى جالى اجفل على خشمك واجفل على جلبك، دا أخوك.

ولو درويش وافج هتبجالك مرت أخوك، مكدبش عليك كنت نبعت چوابات عاوزها تعرف إنى عنحبها
كنت نبعتها مع أم بَخيته وأجوم عاطيلها فلوس مجابل ديتى، لحد م حفصه كشفت الحكاية
كُنت فالمراهقه وأول بنت نشوفها ونلعب معاها ونحس ناحيتها بمشاعر، أجمل بنت فنچعنا
فعيلتى كنت أنا الأصغر، لكن أما چت حبيبة خدت منى الدلع الل كنت عاوز ندلعه لحد يكون منى
بس والله والله كمان مرة، دلوك أنا ترجمت مشاعرى.

بعد الچواز والشغل والخِلفه يا ولد عمى، عرفت إنى متعلج ب حبيبة أختى الصغيرة وبتى وبس
بحب إحساسي إنى سندها وأمانها، بحب رجتها يمكن مشوفتهاش على بِنته كاتير
هدوء طباعها، لكن دلوك يعلم ربنا مافى فجلبي شئ ليها من العاطفة
أختى وبس وبحب اشوفها بخير واتطمن عليها، صدجت وأمنت بالله؟
تنهد عمار بعمق وأردف له برصانته المعهودة
وليه مجولتليش؟ ليه خبيت؟
أنا عمرى م خبيت حاچه عليك ياعمار، بس الموضوع دا بالذات مجدرش.

خوفت يفرج مابينا، إنت عتحبها وعتموت فالهوا الل عتتنفسه هي
وسافرت وچيت وعاركت وبهدلت الدنيا عشانها، يمكن دا الل عرفنى إنك عتحبها صوح
لكن أنا كانت مچرد مشاعر ملخبطه وف أولها..
عرفت الفرج بينى وبينك فحُبنا ليها، هجولك ليه؟
وإيه هيفيد، أنا استغربت لما هي فتحت الموضوع يوم الفرح
زفر عمار وأردف ينظر إلى وليد
كانت فاكره إنى عارف، بما إن أنا وإنت واحد زى م كل الناس عارفه
نهض وليد من مكانه وربت الى كتف عمار.

أنا مش جصدى حاچه لما خبيت، ويعلم ربنا بصدج كلامى، مش عاوزك تشيل فجلبك منى كل ديتى
جول وإتكلم
صمت عمار ف استطرد وليد حديثه
عتفكر ف إيه؟
تنهد عمار وذهب نجو الحاسوب وفتحه وأردف الى وليد
ولا حاچه، بس من يومها وأنا مشغول عليها وجلجان وخايف
لسه عتحبها؟!
ترك عمار الحاسوب وإبتسم ساخرا بجانب شفتيه وأردف
وهو الحُب بيتنسى؟
طب ومرتك؟!
أراح عمار جسده إلى الخلف على المقعد وأردف ناظرا إلى الفضاء أمامه.

منكرش، زمزم حاچه كابيرة لىّ، منعرفش نستغنى عنها، بس حبيبة!
حبيبة دى جلبي!
جلس وليد إلى أقرب مقعد وتصنع العمل وبداخله الف سؤال لم يفصح عنه إلى عمار
هل هي بخير حقاً، هو يخاف عليها منذ ذلك اليوم ومنذ تصريحاتها المقتضبه هذه
اينعم لم يفهموا منها شيئاً بس من الواضح ب أنها غير سعيدة وبداخلها سر كبيير تُخفيه عن الجميع.

وعلى الناحية الاخرى، تحاول أمنية زميلتها معرفه هذا السر، فلحقت بها حينما كانت بمراحيض الكُليه
وعلى حوض غسيل الوجه كانت تغسل حبيبة وجهها رافعه نقابها، ورأت أمنية مالم تتوقعه
شهقت ووضعت يدها على فمها، ف إنتبهت لها حبيبة
ايه دا!
شعرت حبيبة بالخوف والتوتر، وأغلقت باب المرحاض خوفاً من أن يسمع حارسها الذي بالخارج
وأردفت إلى أمنيه بصوت خافت
ايه دا إنتِ، بتتجسسى علّيا ليه، ومتبعانى فكل حته، سيبينى فحالى بقا.

أقتربت أمنية منها وقالت بتحدِ لها
لاء مش هسيبك فحالك، وشك متبهدل وكُله علامات ضرب!
قوليلى مين بيعمل كدا فيكِ، مين مخليكِ خايفه وباعتلك حارس وراكِ فكل خطوة وبيعرضك للأذى بالشكل دا
باباكِ؟ أخوكِ، جوزك!
وضعت حبيبة كلتا يداها على فم أمنية وقالت
بااااس بااااس أبوس إيدك، لو سمع الراجل الل برة دا مش هيجبنى الكلية تانى
أرجوكِ سيبينى فحالى.

تركتها حبيبة وهرولت ناحية باب المرحاض، ف وقفت أمنية أمامها مُصممة على موقفها
قوليلى وأنا أوعدك هحميكِ وهطلعك من الموضوع من غير أذى ليكِ ولا حرمان من الجامعه
ارجوكٌ وثقى فيّا، أرجوك ِ يا حبيبة..
نظرت لها حبيبة ب إمعام، هي تنتظر المعجزة منذ الكثير من الوقت
تنتظر وتحسب لها ألف حساب، لكن حسابات وتدابير الله حسابات أخرى.
نظرت حبيبة ناحية الباب المغلق وأردفت وهي تدنو من أذن أمنية.

هقولك كل حاجه، بس مش دلوقتِ، أى يوم بعد أى محاضرة فيه فاصل بينها وبين محاضرة تانيه
هنتكلم جوا المدرج، ودلوقت سيبينى امشى
تركتها ورحلت، وقفت أمنية فقد تأكدت شكوكها هذه الفتاة تعانى، والآن هي ب إنتظار الوقت المقرر فيه البوح ومعرفه كل شئ كى تبدء رحلة الإنقاذ..
تُطوى صحائفُ العُمر تذهب وتترك آثرها فينا، وتبقى أنتَ الثابتُ الوحيد، الظل الوحيد الذي إن حضرَّ خيمَ على قلبي وإن غاب ضاع نصفُ ظِلي إلى الأبد..

اعلم أنّ العمرَ دربُ موحشُ إلا إليك، أن طريقي لا يُزهر إلا بخُطاكَ، أنك المُتسعُ الوحيدُ الذي أهربُ إليه من ضيق نفسي وأنه حيثما أوليَّ قلبي فثم وجهك، وأنني ولو بلغتُ القرنَ عمراً سأظلُ أحبك.
بيدها حفصه كانت تهز همام وهو نائم كى توقظه ففتح عيناه لتردف إليه هي
إصحى يا ميسو، إصحى يالا العيال ع وصول
أعتدل همام من نومته وأردف لها
يامساء العسل، الساعه كام دلوك.

جوم أغسل وشك واتوضى على بال م اعملك كوباية الشاى بالنعناع
وانزل عشان تبدء حصصك، وانا هنزل ننضف المندرة ونظبط الكراسى والترابيزة والسبورة لحديت م الطلاب ييچو
إبتسم همام ونظر إلى وجه حفصه براحه بالغه وأردف
إن شالله يارب يخليكِ لىّ ياحفصه يارب ومايحرمنى منك ابداً
إمتعضت حفصه بوجهها بطريقة مضحكه وإلتوت شفتيها وقالت له
أهو الكلام الل عيچيب مغص وتبلُك معوى الل عحبوش.

ضحك همام وأردف ممسكاً كفى يدها وأردف بنبرة صوته الهادئه كالعادة وسماحه ملامح وجهه
عارفه ياحفصه، زمان لما كنت عاوز نخطبك، جولت لهم عاوز حفصه منّاع
أمى رغم انها أخت خالتى چمالات مرت أبوك ِ جالتى كابيرة عليك وفاتها الجطر
تمتمت حفصه بِسرها وأردفت بصوت مسموع نسبياً
الله يستر أصلها
انا جولتلها لاه، عاوزها يعنى عاوزها مفيش حاچه تعيب حفصه وجلبي أختارها.

كُنت حاسس أنى هشوف السعد معاكِ، كنت حاسس بالخير كله على جدومك ياغالية
إبتسمت حفصه وقالت له
شالله يخليك ياخوى
عادت لعبوسها مرة أخرى
بجى مرت عمى جالتلك كابيرة وداخل عليها دم ومعرفش ايه، طب مااااشى يا مَنونة ماااشى
قهقه همام وهو ينهض من فراشه يرتدى خُفيه ويذهب نجو المرحاض وهي تتحدث
خلص حمامك وصلاتك أكون عدلت المندرة تحت، تتلكعش.

هبطت حفصه ترتب المكان كله حتى يكون مُهيأ لإعطاء الدرس للطلاب، حتى طرقوا الباب فتحت
لتجد فتيات طالبات زوجها، يافعات، جميلات، يرتدين ملابس صيحه هذا العام
لم يصبح النجع نجع بالصعيد وله عاداته، فالعالم اصبح قرية صغيرة مفتوحه..
نظرت لهم شذراً حتى جلسوا، وسمعت همهمتهم ب تساؤلهم هل هذه زوجه مسيو همام؟
هو أجمل منها؟ وجهه مُبتسم عنها، صوت ضحكاتهن الرقيعه والمستهزءه.

أنهت ترتيبها وصعدت على الفور لتجد همام ثد انتهى من صلاته وممسك بيده اقلامه وأوراقه فقال لها
الشاى يا حفصه الله يرضى عنك
إسمع، بلا شاى بلا جهوة دلوك
تعجب همام منها وأردف
خبر أيا فيه إيه؟
البِنته الچلعانه الل عتديهم درس تحت دول بنات جلالاة رباية وعيبصبصو وچايينش يتعلموا
آخر حصة ليهم إنهاردة، وبعد كديتى تدى دروس ل وِلد وبس سامع
ي إما أنا الل همشى من البيت والله.

أمسكها همام من ذراعيها وشرع بتهدئتها وحاول أن يتفهم الأمر
أيا فيه ل دا كُله؟ حصل إيه
أهو زى م سمعت، جال هي دى مرت مسيو بطيخ ايوة هي
هو أحلى هو داخل عليه السريع هي داخل عليها الحامى
ينفعنيش شغل المسخرة ديتى، ي أنزل اجلب التربيزة بالطباشير بالاقلام فوج روسهم
سامع ولالاه!
حاول همام أن يكتم ضحكاته ف أردف لها
طب بس إهدى، كل الل عاوزاه هيتعمل والله تزعليش نفسك
عتغيرى ياحفصه؟

هنا أمسكته من جلبابه ودفعته أمامها وفتحت باب الشقه وهي تردف
يابوى غور إتجلب شوف وكل عيشك تموت فالمسخرة والكلام الفاضى وعتغيرى يا حفصه
وعتتلكمى ي لكمه
دفعته وأغلقت الباب وهي تتمتم بسخط كالعادة
دا كلام شفنهوش ياربي جبل كديتى، بنات ممربياش ولا كُنا بنات
جبر أما يلم العفش
وردة حمراء، ووردة بيضاء واخرى زرقاء واخرى ذات لون أورجوانى
يلتقطهم عمار من الأرض واحدة تلو الأخرى ويضعهم ب سلة يحملها بكتفه.

يضعهم بحرص وعلى وجهه بسمته المشرقه التي تُظهر جمال عيناه.
قام بجمع المزيد من الورود، وهرول ناحية مكان ب آخرة بحر أزرق تجلس عليه حبيبة شاردة
أعطاها السلة وأردف
إتوحشتك جوى
نظرت حبيبة إليه وتنهدت بعمق وهي تنظر ناحية الورود
كُل دول عشانى
وأكتر منهم لو تؤمرى بس
تبسمت حبيبة، تناول عمار إحدى الورود ووضعها بجانب شعر حبيية عند أذنها فضحكت هي
وضعها وهو يتغنى لها.

تعالى نحلم سوا، الله على الأحلام، دا الحُب زى الهوا، إسكن عنيا ونام
وضعت حبيبة يدها على يده على الرمال وهي تردف مصوبه حدقتيها البندقتين إليه وكأنها
تتحدث إلى قلبه مباشرة
وأخيراً ياعمار، مفيش تعب مفيش ذُل مفيش سجن، أنا معاك وبس
هنا أمسك عمار رأس حبيبة وأراحها على صدره وهو يتحدث ناظراً إلى البحر
آن الأوان نرتاح شوي ي حبيبة عمار، نرتاح من كُل الل تعبناه ووچع جلوبنا
أردفت حبيبة وهي مازلت ع وضعها على صدره.

لسه قلبك بيوجعك؟!
إبتسم عمار وهو يداعب وجهها بأنامله وأردف
هيوچعنى كيف وعلاچه ودوا فيه طول عمره وعمره م خرچ منه
هنا رفع وجهها له وأردف ناظراً إلى مقلتيها
عارفه إنتِ إيه يا حبيبة، مش بس حبيبة جلبي، إنتِ حبيسة جلبي
محبوووسه چواه وخروچك خروج روحى، يا أغلى من روحى
إسمتعت كلماته على صوت دقات قلبه، على صوت نبضاته الملتهبه المتحدثة ب إسمها
شعرت ب كل كلمه، بكل همسه، بكل معنى يريد إيصاله.

ضحكة عيناه، تبسم ثغراته، صوته الهادئ، كله متجسد ب أحلى معانى الأمان لها
الأمان وحسب، الامان والحب معاً، فهكذا ملكت كُل الدنيا.
إمتى هسمعها يا حبيبة؟
إبتسمت حبيبة بخجل واعتدلت من نومتها على صدره وأردفت تنظر بعيداً عنه
أقول إيه ياعمار
أنا بحبك..
تبسمت ونظرت إلى أسفل فرفع ذقنها له لتنظر إليه، ف أمسكت سلة الورود ونهضت تجرى أمامه.

فهرول هو خلفها يحاول اللحاق بها، و م أن كاد يصل إليها حتى خرج حوتاً كبيراً من البحر وإلتقمه أمام عيناها!
نهضت حبيبة فزعه من حِلمها هذا! واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وأخذت تنظر حولها أين هو سجانها؟
لم يكن موجوداً، تمتمت حمداً لله وعادت تفكر في أمر الحلم..
وعلى الجهة الأخرى كانا عمار وزوجته زمزم في زيارة للفحص النسائي المتكرر منذ زواجها، جلس الطبيب ممسك أوراق التحاليل والأشعة وأردف.

طيب، إحنا مؤمنين بقدر الله وقدره، بعد المُدة دى وإشعة الصبغه الل عملناها والتحاليل
أوضح أن البشمهندس عمار سليم وأن مدام زمزم بتعانى من بطانه رحم مهاجرة ودى من الصعب الحمل الطبيعى عليها وفي وجودها بل يكاد يكون نادر، أنا آسف جداً
قالها الطبيب، فأجهشت زمزم بالبكاء أمامه ليصطحبها عمار ويصافح الطبيب ويخرجا من العيادة.
جلسوا إلى سيارة عمار ومازالت زمزم على بُكاؤها، مسح عمار عبراتها ب أنامله وأردف لها.

عتبكى ليه دلوك؟ دا قضاء ربنا وبُكاكِ دا قنوط وإسمه عدم رضا
رفعت زمزم عيناها إليه وقالت
مش هبجى أم ابداً يا عمار
إبتلع ريقه بصعوبة، يحاول تهدئتها بالحديث رغم مرارة حلقه من هول م علم
مين جال كديتى؟ هنسافر نكشف فالاقصر، لو حكمت نروح مصر
دكتور وتنين وتلاته، مش هسيبك يا زمزم
شعرت وكأن الخوف ذهب عنها حينما هتف بهذه الكلمه فقالت له
صوح ياعمار، هنكشفوا تانى ومش هتسيبنى.

زفر عمار بحرارة ونظر إلى زجاج السيارة أمامه وأردف
أيوة يا زمزم، حتى لو كل الدكاترة أكدت ان مفيش خِلفة، مش هسيبك
صمت ف هدأت هي ومن ثم قالت
بس أمك وابوك وعمك وو
محدش له صالح، دى حياتى أنى
وانت منفسكش فالعيال، عاوزش تبجى أب!
أنا بشوفك مع عمار ولد وليد عتبجى فدنيا تانيه معاه وعتنسى كُل الل حواليك
متكدبش علىّ وتجولى مش فارج
هز عمار رأسه وحاول تخبأه مشاعره قدر الإمكان حتى لا يجرحها وأردف.

لاء طبعاً وفارج ونفسي، بس إرادة ربنا إنا راضى بيها
يعنى ممكن متسبنيش بس تتچوز علىّ مش كديتى؟
زفر عمار بفروغ صبر وأردف
لاه مش هنتچوز يا زمزم، انا راضى بجيسمتى بتاعت ربنا
حتى حبيبة؟ هتتچوزهاش
رفع عمار حاجبيه ومظر ناحية نافذة السيارة وتحامل على نفسه وأردف
هو إحنا ليه كل حوار مابينا تدخلى فيه حبيبة؟
هتفت زمزم بصوت متهدج باكى
عشان إنت لسه عتحبها.

عيب الكلام ديتى يا زمزم، يخرب البيوت والله، دى مرت ولد عمى مرت ولد عمى وبس
لا عنحبها ولا تحبنى هي مرت إلياس وأنا أتچوزتك إنت ِ
لو فتحتِ تانى الموضوع دى هيبجالى تصرف مشفتيهوش منى يا زمزم
أنا بحبس اتعصب عليكِ ولا بحب تسمعى منى كلام يضايجك لكن كُتر كلامك فالموضوع دى خنجنى يابت
الحلال
أخذت تشهق إثر بكاؤها وتمسح بالمنديل دمعاتها وتردف
جصدك بجيت خنجاك ياعمار؟
حاول أن يكظم غيظه وإنفلات عصبيته وأردف لها.

زمزم، أنا زين وياكِ ومش مجصر وعمرى لا چيبت سيرة حبيبة ولا سيرة چواز عليكِ من أصله
تخترعيش مشاكل الله يرضى عنك
رفرفت زمزم ب أهدابها عدة وقالت له بصرامه تنظر إلى زجاج السيارة أمامها
يبجى معلش ودينى لبيت أبوى يومين أرتاح فيهم واريحك
أنا طلبتش منك تريحينى وتمشى
لكن أنا عاوزة نروح بيت أبوى ممكن
أدار عمار مفتاح السيارة بعصبيه وأردف بنبرة متحفزة
على كيفك!
بمرحاض الشقه كانت عبلة تقوم ب إفراغ كل مافى معدتها.

وهذه لست المرة الأولى لهذا اليوم.
وقفت أمام المرآه وأخذت تلطم وجنتيها وهي تردف
يامُرى يا شندلتى يا حزونى، الواد لسه كملش ٣شهور
أنا لسه فوجتش من أول ولادة، طب هجوله أيا ديتى؟
مش بعيد يلجحنى من البلكونه أنا وولدى لو عرف
خرجت عبلة من المرحاض وذهبت إلى غرفة النوم فوجدت وليد يداعب صغيرهما ويذهب معه في اللهو واللعب والقبلات فقالت هي مترددة كيف لها أن تبدء الموضوع.

جولى يا وليد؟ عتحب عمار صوح، نجصد عمار ولدك مش عمار ولد عمك
على مداعبته وليد لطفله أردف لها
لاه عنكرهه سم، فيه حد عيكره ولده، يمكن دى أكتر حاچه زينه عملتيها معاى يا طبلة، جصدى ياعبلة
تبسمت عبلة وحاولت ترتيب الكلمات بعقلها لتترجمها فمها وقالت
يعنى العيال عتحبهم منى مش صوح، الأطفال أحباب الله والاطفال هي الل بتجرب الأم والاب من بعض
وو ترك وليد الطفل ونظر لها فاغر فاه وأردف.

ايوة آخرتها ايه الخُطبه دى، هترشحى روحك فمجلس الشعب ي جندلة (قندلة)
جلست عبلة بجانبه ببطئ وقالت بهدوء على غير عادتها
لاه نجصدش بس يعنى، بص هنجولك اصل
إخلصى جولى فيه إيه فُضى
مممم بص هنجولك ع طول، شكل مرة نسيت فيها الحباية وشكلى كديتى والله اعلم
حامل!
فغر فاه وليد واتسعت حدقة عينه وأمسكها من شعرها وأخذ يهز رأسها يمينا و يساراً وهو يردف
حامل كيف، هاه كيييف
خلصت عبلة نفسها من يده وقالت.

وه! حامل زى م كل الحريم ب تشيل وهي أول مرة
ولدك لسه عداش عليه٣ شهور
نهض وأمسكها من ذراعها وأردف بعصبيه مضحكه
أرنبة! عليا الطلاج أرنبه، أول چوازنا حملتى وسجطتى وفنفس الشهر حملتِ فولدك وجبتيه فالسابع وبعد ٣شهور حامل، والله أنا خايف منك تولدى المرة دى أجى فيوم اجولك صباح الخير تجوليلى انا بولد
إنتِ چنس مِلتك إيه؟
صفعها بالوسادة ف أردفت هي
عنجولك شكل مرة نسيت الحباية بالغلط.

ولما إنتِ ڤولتك عالى عتنسيها ليييه، ليييه يا چاموسه ليه يابجرة
والله جالولى، جالولى الأيام الطين أهيه يا وليد جولتلهم لسه بدرى راح نزل الجفا على جفاى طلعتٌ إنتِ وعيالك
كورت عبلة قبضه يدها ولكمته بصدره وقالت
جول الحمدلله، ولد عمك لاجيش ضِفر عيال ومن داكتور لداكتور چاك چريمه
چاكِ چريمه إنت ونرتاح منك، هو أنا لسه فوجت يابت!
لسه فوجت. هوب چواز هوب أول عيل هوب تانى عيّل
دا هوايل علينا وعاللى خلفونا.

جلست عبلة بجانبه ثانية تتودد إليه وأردفت وهي تلامس صدره
نفسي چايه عالمانچا، ماتچيبلى مانچا يا وليد!
مانچا فالشتا! فالشتا يامرارى
أمسك الوسادة وأخذ يصفعها عدة مرات بها وخى تهرول أمامها، من ثم ترك الوسادة
وبيده يقوم بصفعها بطريقه مضحكه وبركلها بقدمه غاضباً واحتجاجاً عما قالت وأخبرته
ولكن ما بيده حيله سوى هذه الفعلات واستسلام بعدها للامر الواقع.

الحياة كماسح مدولب مهما خطونا بها ودفعنا به، إلا أن خطأ واحد كفيل بمحو الأثر الذي سعينا إليه، رُبما لم نحسن الإختيار ورُبما علينا الدوران باستمرار، إلى اللاشيء أو الى كل شئ.
بليلة مظلمه، لايوجد بها حتى نور القمر، دلف أحدهم متسللاً إلى حظيرة منزل درويش المنتصر.

ملثم لايُرى من وجهه أى شئ أو مَعلم، ولج بخوات هادئه وفتح الباب الخلفى والى الداخل سكب الكثير من البنزين على الارض وسط البهائم النائمه. حتى تعثررت خطوات هذا الشخص بشئ صلب!
وقف، ركل هذا الشئ عدة مرات حتى برز منه قطعه قماش رثه، جثى على ركبتيه وأخذ يحاول جذب هذه القطعه وبصعوبه بالغه تم اخراجها ليجدها لفافه.
قام بفتحها بعدما شقّها بقوة ليجد مالم يكن في توقعه أو حسبانه!

سبائك ذهب خالص! لمعت بعين هذا المتلصص ولف قطعه القماش ثانية وحملها
وقام ب إشعال عود كبريت وقذفه خلفه وأغلق الباب وهرول هارباً..!
---------------------------.

ياما صادفت صحاب ومصاحبتهمش
واكواب خمور وشراب ومشربتهمش
أندم عالفرص الل انا سيبتهم
ولا على الفرص الل ماسبتهمش، وعجبي (صلاح چاهين).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة