قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل السابع

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل السابع

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل السابع

في الوكر تحديدا بالقبو كان ولاد اللداغ مجتمعين فيه
- بس ده اللي حصل مع رامي، وأنا علمته الأدب.
يبقى أنا كده غلطت في حاجة، قالها يحيى وهو يرفع يديه بتساؤل وكأنه بريء ونظره معلق على شاهين الذي كان جالسا ولم ينطق بحرف منذ حضوره ليتدخل ياسين وهو يقول بدفاع عنه
- أبدااااا، عداك العيب، أصلا اللي عملته فيه قليل...

بقا الجربوع ده جاي يتحدانا في منطقتنا ليه هو مفكر نفسه إبن مين في البلد عشان يتجرأ على أسياده
نظر يحيى له بفرحة لمساندته أمام شاهين وهو يقول
- حبيبي والله، محدش بينصرني غيرك
أخيرا نطق ذلك الحجر وقال بتساؤل. بعدما تنهد بهمة
- هو رامي لحق يعرف بجوازك إمتى،؟ أنا اللي عرفته أنه خرج من التخشيبة عدل على هنا
حمحم حنجرته وقال بتوضيح.

- ماهو أنا حبيت أعلم عليه بدري وهو في القفص وقتها هيكون مولع شطة ومش لاقي حد يطفيه
- أيوة عملت إيه يعني؟ ما إن قالها بترقب حتى رد عليه الآخر بمراوغة
- حاجة بسيطة ياشاهين ماتشغلش بالك بيها
ضرب كفيه على الطاولة بقوة وهو ينظر له بتحذير
- يحيى!
ليقول يحيى بإعتراف على الفور. فهو يعرف بأن لا مفر من مخالب شاهين إن أراد أن يعرف شيئا سيعرفه عاجلا أو آجلا.

- بص بصراحة هو أنا بعتله صورة من قسيمة الجواز وهو فالسجن وكتبت وراها حبيبة قلبك هتنام في حضني الليلة وهسيب لعقلك يتخيل ويتصور اللي هيحصل بينا
ما إن ختم كلامه حتى وجد شاهين ينقض عليه كالكوبرا ليدفعه بعنف على الحائط وأخذ يضغط على عنقه بساعده الأيسر بقوة وهو يقول بغضب ممزوج بصدمة.

- ولااااااااا، عايزه يتخيل إاايه، إحنا آااه فينا كل حاجة وسخة ممكن أي حد يتخيلها بس إنك تبقى قليل غيرة على عرضك دي حاجة جديدة عليا مكنتش أعرف إن الخصلة دي فيك
إقترب منهم ياسين بسرعة ترقبا لأسوأ تطور وهو يقول
- إهدى ياشاهين، مش كده، هو حصل إيه لكل ده؟
نظر شاهين بغضب إلى عينين أخيه يحيى وهو يقول
بخذلان واضح من فعلته.

- في إن أخوك نسي إن البنت بقت عرضة هو، إزاي يعمل كده، أنا كنت من الأول مش راضي على اللي عمله، بس طالما نشف دماغه يتحمل النتيجة...
ابتعد عنه أو بالمعنى الأصح نبذه من بين يده وسأله بإختناق، مراتك فين دلوقتي
يحيى بهدوء وهو ينظر على الأرض: في شقتي.

- أنت بتهزر صح!، بصلي هنا وقولي إن اللي فهمته غلط، قالها شاهين وهو ينظر له بعدم تصديق وشك لعل الآخر ينكر. ولكن ما إن أكد له بصمته وعدم رده عليه، حتى جن جنونه رسميا
- جايب مراتك وسط المجرمين وقطاعين الطرق، أنت تجننت صح. غضبك وحقدك على الزفت التاني خلاك واحد متسرع وعديم المسؤولية، بقت تصرفاتك طايشة ومن غير حساب...

نظر يحيى لياسين لعله يساعده ولكن ما إن وجد الصدمة تزين ملامح الآخر أيضا حتى زفر أنفاسه بضجر ثم قال بتبرير
- ياريت تفهموني إنتم الإتنين، أنا ماكنش عندي مكان أسيبها فيه وأأمن عليها، أعمل إيه يعني
شاهين بإنفعال
- تقوم تجيبها بإيدك هنا اااانت هتستعبط يالااااا، تعرف لو شمو خبر إنها موجودة هنا هيحصل إيه،!
إلتفت إلى ياسين وضحك بقهر، ساكت ليه إنت التانى، ماتتكلم وتقوله هيحصل فيها إيه لو حد شم خبر بوجودها...

صمت شاهين فهو عاجز عن الكلام حقا وأخذ ينظر إلى الإثنين ثم أخذ يحرك رأسه يمين وشمال ليقول بعدها بأمر وهو ينظر ليحيى
- البنت دي ترجع من المكان اللي أخذتها منه و الليلة تطلقها قبل ما الفاس يوقع بالراس
يحيى برفض قاطع
- مش هقدر، لاطبعا، طلاق مش هطلق
ياسين بإستغراب من رده بهذا الشكل
- ليه، هو إنت لحقت حبيتها ب 24 ساعة دي
يحيى بنفي
- لاء بس هي ماعندهاش حد غيري، خالها إنسان واطي ماينفعش أرجعها ليه...

- إنت عنيد كده ليه، هااا ليه، مابتسمعش كلامي ليه أنا مش عدوك أنا أخوك وخايف عليك طريقك دي آخرته وحشة إسمع مني و رجعها لخالها أحسن بكتير ماتبقا كل يوم في حضن واحد، ما إن قالها شاهين بجدية تامة حتى رفع يحيى نظره له بصدمة ليقول بعدها بغضب
- أنت بتقول إيه!
شاهين بتهكم وقهر من غباء الآخر: تسرعك وغرورك خلاك تنسى قانون الوكر. إن أي ست تدخل هنا بتبقا متاحة للجميع بمزاجها أو غصب عنها.

صمت عندما رأى شحوب أخيه وهنا أخذ يصرخ به بغضب وهو يضغط على أسنانه حتى كادت ان تتكسر
اااااااااااايه بلمت كده ليه! هاااااا، صدمتك بكلامي مش كده، إنت عارف مشكلتلك إاايه إنك مابتفكرش إيه هي عواقب أفعالك والنتيجة أهي عرضك هيبقى من إيد لإيد
يحيى بقوة ورفض مغرور لهذه الفكرة: بس دي مراتي أنا، مرات يحيى اللداغ حتى لو حد عرف إنها موجودة محدش هيتجرأ يبص ناحيتها بصة وحدة حتى.

عض شاهين شفته السفلية وأخذ يحرك رأسه ثم نظر له بتمعن وقال بسخرية مرة
- إذا كانت مرات الحاج سلطان ماسلمتش من ولا واحد منهم مراتك أنت هتسلم
غزى التوتر والقلق قلبه وأخذ يقول بثبات واهي كالقش
- محدش يعرف إنها موجودة هنا ومش هخليها تطلع ابدا وهقفل عليها وبكده هحميها لحد اااء
قاطعه وهو يرفع حاجبه
- أيوااااااا لحد امتى
- معرفش بس هحاول ألاقي مكان تاني بأسرع وقت.

قالها يحيى بشرود وضياع داخلي ثم تركهم وخرج لينظر ياسين إلى الآخر وقال
- ماتساعده وتلاقيله مكان لمراته!
- تؤ، خليه يتحمل قراره الغبي، قالها وهو يعود إلى كرسيه ليضع قدم فوق الأخرى ليأتيه رد ياسين
- أيوة بس ده يحيى حبيبك اللي ربيته وأديته إسم اللداغ، ده مني ومنك، أخونا هتسيبه كده يتأذى!
شاهين بمغزى
- أكيد لاء مش هسيبه، أنا هاحميه هو وعرضه بروحي بس لازم يحس أنه لوحده عشان مايتعلمش أنه يعتمد على حد...

إبتسم ياسين براحة وقال
- من يومك كبير
شاهين بثقة
- سيبك من يحيى محدش يقدر يقرب منه وأنا عايش وقولي إنت بقا ياااا باشا ناوي تهبب إيه مع بنت سعد شكلك مش هتجيبها البر
ياسين وهو يغمزه
- ناوي أعيش معاها بالعسل دي البت لوز
شاهين بإستفسار
- إلا صحيح أنت خليت سعد يرجع هنا إزاي بعد ماكان بقاله سنين مستقر هناك ومكون حياته
- سيلين، ما إن نطق إسمها ياسين حتى تحفزت جميع حواس شاهين وهو يقول بحذر
- مالها.

- هي السبب، لما عرفت إنها نقطة ضعف سعد إشتغلت ع النقطة دي، وعرفت وقتها إنها مصممة أزياء مبتدئة بس موهوبة. وبتعافر عشان توصل، ساعدتها
شاهين باستفسار
- ساعدتها بإيه؟
- لما عرفت إنها مشتركة في مسابقة كبيرة لأكبر شركات أزياء في لوس أنجلوس. دفعت
فلوس بالهبل عشان هي تفوز...
شاهين بإستفهام
- ليه عملت كده هتستفاد إيه؟
إعتدل ياسين بجلسته وأخذ يشرح للآخر وهو يقول.

- أقولك، سعد برغم السنين اللي عاشها برا بس هو كان مراقب بناته جدااا وبيتجنن حرفيا لو لاقى حد بيقرب منهم أو بقت وحدة منهم محط للأنظار، بيخاف عليهم لدرجة ماتتوصفش، وأنا بقا لعبت ع النقطة دي.

خليت سيلين تفوز ويبقى العرض لتصميماتها ويوم العرض دفعت للعارضة الرئيسية أنها متطلعش وتتحجج بأي حاجة و فعلا التانية نفذت بالحرف المطلوب منها وده اللي خلى سيلين هي اللي تلبس فستان الفرح اللي صممته بنفسها وتطلع هي ع الاستيج بدالها قدام الكل
قطب جبينها وقال
- ايه اللي خلاك متأكد إنها هتعمل كده.

- سيلين شاطرة في شغلها وهي ماصدقتش إنها توصل للمرحلة دي فأكيد مش هتسمح بإن شغلها كله يبوظ عشان حاجة زي دي، كان لازم تتصرف وقتها...
- ماكان ممكن تخلي أي حد يطلع في عارضات كتير
ياسين بإطراء.

- سيلين عارفة إمكانياتها وجمالها وعارفة إن لو هي طلعت بالفستان هيبقى في ضجة حقيقية ع العرض وده اللي حصل فعلا، أنت ماشفتش فلاشات الصحافة ولعت إزاي لما ظهرت قدامهم، وشها بيساعد جدا ذكية بتعرف تجذب الأنظار ليها وهي إستغلت النقطة دي لصالحها
بس أنا كمان دفعت لكام صحفي عشان يخليها الخبر الرئيسي للمجلات بتاعتهم وصورها تكون ع الصفحة الأولى وبقت وقتها خبر الموسم هناك.

وده اللي خلى سعد يلف حولين نفسه لما شاف حبيبة قلبه هتضيع من بين إيديه وخصوصا لما بقيت أبعت ع شقته بوكيهات ورد بأسماء رجال أعمال معروفين بيعزموها ع العشا أو سهرة
شاهين بترقب لرد فعلها
- وهي كان ردها إيه.

- لاء ما أنا كنت ببعتهم لسعد مش ليها براقب المكان ولما تكون مش موجودة ببعتهم ليه وهو بيتجنن و وقتها كنت عرفت أتسلل ليه وعملت معه شراكة وصداقة وخليته يأمن من ناحيتي وشجعته بإنه يرجع مصر وهو وافق على طول وطلب مني إني اجهز الأوراق ليه بسرعة من خوفه على بنته من إنها تضيع.

وهنا بقا عملت آخر حركة خليت مدير ميرال يضايقها ويزعجها عشان يجبرها ع الإستقالة. و نجحت وإتعرفت عليها وبكده الكل كان موافق إنه يرجع إلا سيلين كانت رافضة، بس إقتنعت إزاي دي بقا معرفش، فكرت إنها هتعند وترفض بس رضخت لوالدها بسرعة عارف ده معناه إيه، معناه مش بس سيلين نقطة ضعف والدها لاااا، سيلين طلعت كمان نقطة ضعفها هي سعد لأنها سابت حلم عمرها بعد ما إتحقق وجت هنا عشانه بس! تخيل!

صمت ياسين عندما إنتهى ليشرد شاهين بكلامه وهو يتذكر كيف كانت عينيها منفوخة من البكاء في أول مرة يراها في المطار، كانت حزينة على مافاتها.

عرفت الإبتسامة طريقها بالتدريج الى فمه ما إن زاره طيفها كيف كانت تتمايل بخصرها أمام المرآة وكيف كانت تزم شفتيها بتركيز لتضبط الحركة ولكن سرعان ماعبس وجهه عندما تذكر هجومها الشرس عليه عندما أمسكته بالجرم المشهود وهو ينظر لها، وكيف إنعقد لسانه عن الرد أمامها وكأنه مذنب أمامها.

- دي طلعت سحرها باتع عليك وأنا معرفش، قالها ياسين وهو ينظر إلى شاهين بخبث الذي ما إن نظر له وفهم مقصده حتى تركه وخرج دون أن يعلق على كلامه وكأنه لم يسمع منه شئ...
ضحك ياسين بعدم تصديق هل مارأى الآن حقيقة هل أستطاعت تلك الصغيرة لفت نظر شاهين لها، شاهين اللداغ الذي لم يلتفت لأي أنثى في حياته وكأنه راهب رفض قربهم بشدة يحتقرهم ويقلل من شأنهم في كل مكان، وكأنهم حشرات أمامه، يكرههم حتى النخاع.

تنهد بحيرة هل ما شعر به صحيح أم أنه أخطأ الحكم
أخذ يفكر ويفكر حتى تعب ليقرر في الاخر الإستعانة بيحيى لكي يساعده بكشف ماهية أخيه. و وقتها سيعرف إن كان محقا أو مخطئ وعلى حسب النتيجة سيقرر ماذا سيفعل
مساء في فيلا الجندي
كانت ماتزال جالسة في الصالة لم تصعد بعد إلى غرفتها.

نظرها معلق بالتلفاز ولكن عقلها بعيد كل البعد عن ما ترى الآن، كلماته المتقنة الإختيار أثرت بها حقا، لم تسمح لأي شخص طوال حياتها أن يتجاوز معها الخطوط الحمراء ولكن ياسين هذا أخترق حصونها دون إستئذان منها وكأنها حق مكتسب له بالوراثة...

يفرض عليها حضوره بهيئته الطاغية، ترفضه أمامه ولكن في داخلها راغبة بأفعاله ووقاحته معها، تخجل من نفسها من رغبتها هذه ولكن عليها أن تكون صريحة مع ذاتها، ياسين يروق لها حقا...
عمرها الآن 28 سنة ولكن ماتشعر به الآن يثبت بإن روحها ماتزال مراهقة، إصراره عليها يشعرها بأنوثتها وبأنها مرغوبه جدا...

- سرحانة في إيه، ما ان قالتها داليا وهي تجلس إلى جوارها حتى شهقت ميرال بصوت عالي وكأن والدتها كشفت كل أسرارها ومشاعرها وماكانت تفكر فيه مما جعل داليا تنصدم من رد فعل إبنتها لترفع يدها وأخذت تمسح على رأسها بحب وهي تقول
- بسم الله عليك، مالك ياحبيبتي
ميرال بتوتر
- مافيش بس ماخدتش بالي لما دخلتي عليا عشان كده خفت مش أكتر
نظرت لها داليا وقالت
- وضعك مش عاجبني
ميرال بإستغراب
- ليه أنا عملت إيه؟

لتقول داليا بحيرة
- ماعملتيش بس سرحانة طول الوقت ومش معانا ودايما قاعدة لوحدك، مالك ياحبيبتي
- مافيش، قالتها وهي تنحني بجذعها العلوي لتضع رأسها بأحضان والدتها، لتبتسم داليا على فعلتها هذه وأخذت تداعب خصلاتها بحنية وبعد مدة لم تتعدى الثلاث دقايق، قالت بخفوت لإبنتها وهي تراقب ردة فعلها
- الحب حلو مش كده
كلماتها البسيطة هذه جعلت ميرال تنهض بفزع وهي تقول بخوف
- حب إيه ده، قصدك إيه.

زوت مابين عينيها وقالت بإستغراب
- مالك خفتي كده ليه
ميرال بلامبالاة مصطنعة
- وهخاف من إيه يعني
- معرفش أنا اللي بسألك، ما إن قالتها حتى إلتفتت لها ميرال وقالت بضيق من نفسها ومن ما حولها
- ماما
- ياقلب أمك، تعالي، قالتها وهي تسحبها إليها لتعيدها إلى أحضانها وأخذت مرة أخرى تلعب بخصلاتها...
الحب حلو ياميرال وحلو أوي كمان بس لو كان في النور، اللي يحبك ييجي يكلم باباكي مش يكلمك إنتي ولا يقرب منك إنتي...

نظرت لها ميرال بشك
- إنت شكلك تعرفي حاجة
أومأت لها بنعم وقالت
- شفته من بعيد لما جا عندك وكلمك جنب البسين وكان باين أوي أنه معجب بيكى
ميرال بإستفسار
- و رأيك إيه في اللي شفتيه
تنهدت الأخرى وقالت
- رأيي إنك تحطي ليه حد، لأنه شكله كده واخد راحته معاك خالص وكان قاعد قريب منك أوي وده غلط، ياسين باين عليه مش سهل وكل حركة هو بيعملها بيكون عارف هو بيعمل إيه وإنت مش هتعرفي تقفي قصاده.

سحبت نفس عميق وهي تقول بإختناق
- مش فاهمة عايزة توصليلي إيه؟
- إنتي وهو معادلة غير متكافئة، هو ذكي جدا وعنده دهاء يقدر يلف دماغك بكلمتين بس، والدليل سرحانك اللي من شوية ده
ميرال برفض وضيق لما سمعت
- أنا مش غبية وعارفة اللي قصادي عايز إيه
داليا بهدوء.

- ياحبيبتي إنتي ذكية جدا بس نقية وماعندكيش خبرة والبنت بتكون ضعيفة وحساسة قصاد نظرة ولا كلمة حب. فعشان كده إبعدي عنه وبلاش شغلك مع باباكي ده لإنك هتكوني قريبة من التاني و زي مابيقوله الباب اللي يجي منه الريح نسده ونستريح
ميرال بإستنكار
- ياماما أنا مش صغيرة وبعرف أوقف اللي قصادي عند حده لو دايقني ياريت تثقي فيا
- أنا بثق فيك بس
ميرال بمقاطعة
- مافيش بس، وإتأكدي إني عمري ماهخذل بابا ولا هخون ثقتكم بيا.

- وأنا متأكدة من ده، ولو هو جد معاك هتلاقيه كلم باباكي عنك وطلبك منه ولو كان نيته لعب وقتها هتلاقيه زهق من صدك ليه وبعد من نفسه وراح يدور على غيرك
رفعت ميرال أنفها بمكابرة وأخذت تقول بعدم إهتمام كاذب
- ياماما إنتي بتقولي إيه أنا في الحالتين مش عايزة سواء كان جد أو لاء، مين ده أصلا عشان أقعد وأستنى هو نيته إيه معايا
لتقول داليا بتمنى أن تكون صادقة بما قالت.

- ربنا يقدملك اللي فيه الخير ويبعد عنك شر الناس
إنت وأختك يارب
- آمين
- أنا جعانة يابشر، يامامي، انت فين. كانت تنادي بصوت عالي وهي تنزل الدرج لتتوقف أمامهم وتكتف يدها وأخذت تنظر لهم بنظرات متفحصة وهي تسألهم
إيه الأجتماع المغلق ده...
لترد عليها داليا
- ولا اجتماع ولا حاجة وقوليلي إيه الغاغة اللي عملاها دي
- جعانة، ما إن قالتها سيلين وهي تمسك بطنها حتى
نظرت داليا بإبتسامة نحو زوجها الذي أخذ ينزل وهو يقول.

- بنوتي الحلوة مالها مين اللي مزعلها
سيلين بدلع وبكاء مصطنع وهي تذهب نحوه تستعطفه بعينيها: جعااانه ياناس، الرحمة
كاد أن يتكلم سعد إلا أن داليا غمزت له بمعنى انتظر وأخذت تقول بلا مبالاة مصطنعة
- المطبخ قدامك أهو إعملي اللي يعجبك هو حد حايشك
- هو أنا هستحمل لحد ما أطبخ، بقولكم جعانة، يرضيك يابابي الكلام ده، قالتها وهي تمسكه من ذراعه ليقرص وجنتها وهو يقول
- حبيبة قلب باباها عايزة إيه...
سيلين بشقاوة.

- بيتزا إيطالية سخنة وجبنة سايحة عليها كده إمممم بذمتك ماجعتش إنت كمان ع السيرة
ضحكت ميرال عليها فهي تعرف ماذا تريد. لينظر لها سعد بغيظ وهو يسألها
- ودي طبعا عايزة تطلبيها من المطعم مش كده
أومأت له بنعم وهي تقول
- أيوة
ضربها على رأسها بخفة وهو يقول: جتك أواه، إحنا قولنا إيه في آخر مرة...
أخذت سيلين تدلك رأسها بضيق وهي تقول برفض
- إحنا ماقلناش حاجة هااا.

- بقى كده، ما إن قالها بحدة حتى ذمت شفتيها واخذت تقول بدلال لتجعله يوافق
- يا بابي نفسي رايحالها هتستكترها عليا، ده أنا حتى اللي هدفع
رفع حاجبه وقال
- بجد، وهتاخدي فلوس منين عشان تدفعي
سيلين بصراحة
- من جيبك طبعا يابابي
عض سبابته وسحبها نحوه كالحرامي من ثيابها وهو يقول
- أعمل فيكى إيه مابتسمعيش الكلام ليه زي أختك.

سيلين بتوضيح لذيذ يعشقه والدها: يابابي مش كل حاجة هتكون زي ما إحنا عايزين لازم تكون نص ونص، نص عاقل وهادي وراكز زي ميرال والنص التاني مجنون زيي، الدنيا مابتديش كل حاجة حلوة ولا إيه، مش ده كلامك
سعد وعينيه تلمع بعشق أبوي
- والله ثم والله ربنا أداني أحلى حاجة في الدنيا لما رزقني ببنوتة زيك كده...
لتقول سيلين وهي تحاول إستغلال هذه الفرصة
- وبمناسبة الكلام الحلو ده مش هتطلبلي أكل
سعد برفض قاطع وصريح
- لاء.

- بردو، قالتها وهي تلوي شفتيها بزعل إلا أن سعد هذه المرة لم يخضع لنظراتها المتوسلة وأصر عليها أن تدخل المطبخ وتطهي بنفسها لهم هذه الليلة، عند قراره هذا أخذت تضرب قدمها على الأرض برفض لهذا الظلم من وجهة نظرها إلا أنها رضخت في الآخر وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة لتذهب معها ميرال لتساعدها وهي تضحك عليها
ليجلس سعد على الأريكة بعدما ذهبوا وهو يضحك عليهم، نظر إلى زوجته التي كانت تجلس بعيده عنه.

ليضرب بيده على المكان الذي بجانبه بخفة بمعنى تعالي إلى جانبي وبالفعل ما إن فعلها حتى ذهبت داليا له ودون مقدمات أدخلت نفسها بأحضانه مستغلة عدم وجود الفتيات لينظر لها سعد بحب ثم أخذ يقول بمشاكسة
- شكل حضني وحشك أوي
داليا وهي تدفن نفسها فيه أكثر وتقول
- أوي أوي، أنت بتقول فيها
سند ذقنه على أعلى رأسها وقال بأسف
- مقصر أنا بإهتمامي صح
داليا بتفهم
- أنا عذراك ياحبيبي ربنا يعينك مشاغلك مش شوية.

حاوطها بذراعيه بقوة ثم أخذ يقبل جبينها وهو يقول
- إستحمليني الفترة دي لغاية ما أرتب أموري وأستقر...
والله الشغل فوق راسي، ده حتى لسه في حفلة بعد بكرة إتورطت فيها ولازم اروحها
إبتعدت عنه وقالت
- هتاخدنا معاك، صح؟
إعتدل بجسده وقال
- بصراحة مش حابب إنكم تيجوا
- بس سيلين متحمسة لما عرفت وهي قاعدة بتفكر هتلبس إيه، وميرال كمان عاملة حسابها تحضر معاك بصفتها مديرة قسم الحسابات
سعد بضيق
- مين اللي قال لهم أصلا.

- أنا، وما إن نظر لها بعتاب حتى أكملت، والله أنا أتكلمت عادي فهما فهموها إني ببلغهم عشان يجهزوا نفسهم، وبعدين فيها إيه لما نروح كلنا مع بعض اللي فهمته إن الحفلة محترمة
وبعدين ياحبيبي بيني وبينك، البنات كبروا سيبهم يشوفو الناس والناس تشوفهم بلاش الكتمة دي مش يمكن نصيب وحده منهم يتفتح وربنا يبعتلها إبن الحلال ونفرح بيها
كلامها كان كالصاعقة لزوجها الذي فتح عينيه وقال بصدمة.

- نفرح بإيه، لاطبعا بعد الشر، ده أنا اللي يفرحني بجد هو إني أشوف بناتي قاعدين حواليه كده وماليين عليا البيت وأشبع منهم
- بعد الشر؟ هو الجواز بعد الشر ياسعد، ما إن قالتها وهي تفتح فمها بذهول حتى أكد الآخر على ذلك
- طبعا شر طالما هيبعدهم عني إنت بتقولي إيه.

. مافيش جواز على الأقل من هنا لعشر سنين و الحكاية دي يا هانم تشليها من دماغك وأوعي تفتحيها قدام وحده منهم بلاش تزرعي الكلام ده بدماغهم وتفتحي عنيهم على الحاجات دي من دلوقتي.
- عشر سنين يا سعد، أنت بتتكلم جد عايز بناتنا يبقوا عوانس
سعد بفرحة وتمني
- ده هيبقا يوم المنى
داليا بعدم تحمل
- لاااااا أنا هقوم أساعدهم أحسن من ضغطي يترفع أكتر من كده
نظر سعد الى أثرها وهو يقول بضجر مضحك.

- ده أنا ضغطي اللي إترفع، قال جواز قال بقا أنا أكبر وأدلع وأسهر على مرضهم، وأخاف عليهم من الهوا عشان في الآخر اديهم لواحد منعرفش قرعة أبوه منين
( تصدق معاك حقك منطق بردو ههههههههه )
بعد منتصف الليل في الوكر
عند غالية كانت تجلس عند الشباك تراقب هذه المنطقة الغريبة بفضول، كل شئ هنا مختلف، أطفال متسخين بثياب قديمة متآكلة وكأنهم شحاتين وشباب نور الرحمة مسروق من وجههم تعابيرهم كالمجرمين تماما...

الشيء الغريب الذي لاحظته أثناء مراقبتها طول النهار بأنها لم ترى أي فتاة هنا أو حتى سيدة عجوز، كان اليوم هادئ جدا، اصوات قليلة. حركة تكاد أن تكون معدومة.

ولكن ما إن غابت الشمس حتى بدأت الرجال بالظهور كالنمل، نعم فقط رجال، لحظة، لحظة. لقد لفتت نظرها إمرأة كانت تقف في شرفة العمارة التي تقع أمامها وما إن ركزت بنظرها عليها حتى وجدتها تغمز لأحد من الشباب خلسة ثم أخذت تؤشر له لكي يصعد لها وبالفعل تسلل لها، لينزل بعد ساعة من الزمن وهو يغلق أزرار قميصه ثم ذهب بعيدا.
انتفضت من مكانها وهي تقول بقرف من مافهمت
- اعوذ بالله، أستغفر الله العظيم يارب...

أخذت تنظر حولها بإختناق إلى أركان هذه الشقة المظلمة فهو منعها من إضاءة النور لكي لايعرف أحد بوجودها هنا...
. يالله ماهذا العذاب، أين هي الآن، هل ماتزال داخل مصر، أم سافر بها الى أرض الفساد
أخذت تفكر أين هو الآن زوجها المبجل فهو ما إن ضربها في الصباح حتى خرج ولم يأتي لحتى الآن. إنسان غير مسؤول تركها وخرج وفي المطبخ لايوجد طعام تكاد أن تفقد وعيها من الجوع فهي لم تأكل منذ عقد قرانها أي من ليلة أمس.

وقفت بسرعة متأهبة ما إن سمعت صوت قفل الباب يفتح لتجده يدخل وهو يحمل أكياس كثيرة بيده ليضعها على الأرض بعدما أغلق الباب خلفه ليضغط بعدها على زر الاضاءة لينتشر النور بالمكان
إلتفت بجسده ليقف برهة عندما وجدها تقف بمنتصف الصالة تنظر لها بكره واضح استفزته به ليقول بأمر ممزوج بعجرفة وكأنها خادمته حقا
- تعالي شيلي الحاجات دي وجهزي العشا لغاية ما آخد حمام، يلاااا إتحركي. مبلمة كده ليه.

دون أن ترد عليه تقدمت وحملت الأكياس عن الأرض وذهبت بها إلى المطبخ لتجد بإنه قد أحضر طعام جاهز معه لتبدأ بإخراجه وسكبه وترتيبه على الطاولة الصغيرة الموجودة بالمطبخ وما إن إنتهت حتى وجدته يدخل عليها بغروره المعتاد الذي لا ينتهي
ليجلس على كرسيه بشموخ وكأنه سلطان زمانه ولكن عندما وجدها تهم بالخروج حتى قال
- رايحة فين
إلتفتت له وقالت: الحمدلله، شبعانة
إبتسم بضجر وهو يقول بأمر وإهانة متعمدة لها.

- هو مين اللي قلك تعالي إطفحي، روحي إعمليلي شاي عايزه يبقى جاهز أول ماخلص فاهمة
غالية بعناد
- لاء مش فاهمة
- بسيطة أفهمك بطريقتي، بس قبلها إقلعي ده و وريني شعرك، قال جملته الأخيرة وهو يسحب حجابها من رأسها وياريته لم يفعل هذا فشعرها الهائج الغير مهندم. وسببه هو سحب ربطتها بهذا الشكل إلا أنه زادها جمالا على جمالها، شعرها كستنائي غامق مثل لون عينيها ليس بالناعم كالحرير وليس مجعد كان مزيج بين النوعين...

ولكن ليقطع لسانه إن مدحها برغم جمالها هذا إلا أنه قال بإمتعاض
- شايفة نفسك على إيه بالشكل ده أنا مش فاهم أومال لو كنتي حلوة شوية هتعملي إيه...
نظرت له بعزة نفس وقالت
- رأيك فيا بله وإشرب ميته، ده أنت فيك العبر
سحبها من عضدها وأخذ يغرز أنامله بلحمها بقوة عن قصد ما إن وجدها تتحداه بعينيها ليقول بغضب من بين أسنانه.
- لسانك الطويل ده هتدفعي تمنه غالي.

سحبت ذراعها منه وهي تقول بغضب: لاتدفع ولا أدفع يا إبن الناس رجعني لبيتنا حالا، أنا مش عايزاك، ويادار مادخلك شر
يحيى بإستهزاء وهو يمسكها من ذقنها ليرفع وجهها له
- أرجعك فين ياحلوة، لخالك اللي باعك، عشان يبيعك تاني
أبعدت وجهها عن مرمى يده بضيق وقالت
- مالكش دعوه فيا يبيعني يرميني. رجعني وبس، وإعتبر اللي حصل ماحصلش ولا كأنك شفتني في يوم.

سحبها من خلف عنقها نحوه وأخذ ينظر إلى عينيها وأهدابها الطويلة المحاوطة بها وكأنه يريد ان يستكشف مواطن جمالها وهو يتحسس شريانها النابض بأبهامه وهو يقول بهسيس خافت
- إنت مراتي، ماليش دعوة إزاي، أمرك يهمني
بادلت نظراته المعجبة بإستخفاف: أنت متعرفش معنى الجواز أساسا عشان تيجي وتشيل همي، رجعني لأمي و زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف...
إبتعد عنها وهو يقول.

- وطالما أمك موجودة، ليه سمحت لخالك يعمل فيك كده، ويبيعك بالرخيص ليا
نظرت له بكبرياء وهي تكتف يديها وكأن كلامه هذا لم يؤثر بها
- خالي قال أنه راح وسأل ع العريس وطلع مافيش زيه وهو فعلا طلع مافيش زيه، لا صلاة ولا عبادة ده غير هدوم البنات الوسخة اللى ماتتخيرش عنك بلاقيها متنطورة هنا وهناك، وما خفي كان أعظم.

- بنات! ااااه قولي كده ياغلا ده إنتي طلعتي بتغيري طب ماكنتي تقولي إنك عايزة حقوقك وأنا عنيا ليك و أوعدك إني أدلعك زيهم وأكتر كمان.

- أنت بجد إنسان مقرف عامل زي الحيوان غرايزك بتمشيك، ما إن قالتها باشمئزاز حتى جن جنونه وسحبها من شعرها ورفعها له بكل قوته ليصبح وجهها قريب منها ليمسك فكها بيده الآخر وأخذ يعتصره بين أنامله وبرغم أنينها الصامت المتألم لم يحررها حتى وجد الدماء بدأت تظهر من بين شفتيها المزمومة.

ما إن تركها أخيرا حتى إلتفتت وأعطته ظهرها ولكن لم يسمع بكائها ولا حتى شهقاتها كما كان متوقعا وهذا الشيء جعل غضبه يزداد ليسحبها من معصمها وخرج بها إلى الصالة، كادت أن تصرخ من عنفه معها فذراعها تكاد أن تخلع حقا من مكانها ولكن مستحيل أن تبكي أمامه وتجعله يشعر بلذة الإنتصار عليها.

شحب وجهها ما إن رأته يفتح باب الشرفة، هل سيرميها منها! هذا ماخطر في بالها ولكن إنصدمت عندما رماها حقا ولكن على أرض الشرفة الجافة الخشنة ثم دخل وأغلق بابها بأحكام من الداخل ثم ذهب وأطفأ النور بكامل الشقة لكي لايراها أحد من الشارع
إبتلعت لعابها الناشف بخوف وهي تعود بجسدها إلى الباب لتسند نفسها عليه وتحمد ربها بأن سور الشرفة مغلف بقماش بني لايراها أحد من خلاله إلا إذا استقامت بطولها...

حذرها مرة بأن لايراها أحد وهي نفذت ليس طاعة فيه ولكن هي حقا خافت من هذه الوجوه الموجودة هنا
أسندت رأسها على الباب المغلق ونزلت دموعها رغما عنها بانكسار على كرامتها اللي إنهانت وتبعثرت، لتقول بصوت بالكاد هي تسمعه
- تعالي يا ماما شوفي حال بنتك أخوك جوزني لواحد
صايع، فاسد، عديم الأخلاق، ماشى ييقول شكل للبيع، بيوزع شره برا وجوا البيت مش عاتق حد.

صمتت وجمدت بمكانها وتحجرت عينيها ما إن رأت تلك التي تقطن أمامهم مع رجل بمنظر جعلها تشعر بالغثيان
هذا غير صوت الكلاب المنتشرة بالشارع وتجمعات الشباب وهم يشربون ويضحكون، كان الوقت متأخرا جدا ولكن من يرى هذه الأجواء الغريبة يظن بإنه الليل في أوله...
ولكن على مايبدو بأن الحياة تمشي هكذا هنا الليل نهار.

والنهار ليل، فهنا مع شروق الشمس و أول ساعات الصباح تختفي هذه الضجة كلها ويعم الهدوء على المكان بشكل مخيف وكأنها مهجورة
أغمضت عينيها وأخذت تشهق بقهر على حالها عند وقع نظرها إلى قدميها الحافية وشعرها المكشوف وثيابها المنزلية، رفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت تنظر للسماء
وهي تناجي ربها بصمت وترجي بأن يحميها وينقذها من هذا المستنقع الذي وقعت به.

لم تعد تشعر بأطرافها التي تجمدت من عدم تحركها وبرغم الألم الذي غزا جسدها إلا أنها بقت ثابتة بمكانها خوفا أن يلمحها أحد، كان هذا أكبر مخاوفها.

بقت على هذا الحال حتى ثقلت جفونها وأغلقتهم لتغفى وهي بوضعها هذا أو دعونا نقول بشكل أوضح فقدت الوعي لأنها لم تشعر بفتح الباب ولا حتى بذلك الشخص الذي أخذ ينظر لها برهة من الزمن ليحملها بعدها بين ذراعيه ما إن وجدها جسد دون روح ليدخل بها إلى غرفته ليضعها على فراشه ثم رفع بغطائه عليها وأخذ يدثرها به جيدا وما إن انتهى حتى تركها وخرج من الشقة بأكملها
( اليد التي تجرح لانريد منها العلاج، يحيى ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة