قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس والأربعون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس والأربعون

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس والأربعون

ثواني مرت عليها وهي تتنفس بعمق وما إن التفتت له بحدة حتى عادت أدراجها نحوه بخطواتها الغاضبة لتعالجه بسرعة البرق بصفعة عنيفة رج صوتها المكان رجا من قوتها لدرجة بأن صداها أخذ يتردد على مسامعهم بوضوح من شدتها
ولكن رده اتاها اسرع مما توقعت فهو لم يستغرق سوا جزء من الثانية فقط حتى جعلها تفترش الارض بعنف ما ان رد لها صفعتها بأخرى اقوى بأضعاف.

عم الهدوء بالمكان، لتغمض عينيها بدوار شديد وهي تسند نفسها بساعديها على العشب، يالله ماذا حدث الان! فتحت فمها بتأوه صامت فهي تشعر بأن هناك نار تخرج من وجنتها اليسرى لدرجة تقسم بأن نصف وجهها تخدر بشكل مخيف...
اخذت ترمش بأجفانها عدت مرات بعدم استوعاب تشعر بأن وجهها لقد تضاعف حجمه و شل حرفيا...
رفعت عينيها قليلا واخذت تنظر الارض وحولها وسؤال واحد يتكرر بعقله، هل هو ضربها الان!

أما عند شاهين كان يقف ينظر لها مذهولا نفسه كيف أستطاع فعل ذلك بها، كيف طاوعته يده على أذائها، نسى غضبه منها وطولت لسانها نسى حتى صفعها له وما صدر منه الأن سوا ردت فعل خرجت منه بتلقائية
انحنى بسرعة نحوها اراد ان يطمئن عليها والاعتذار لها ولكن قبل ان يمسكها وجدها تدفع يده عنها بشراسة وهي تنهض ودون ان تنظر له حتى ارادت ان تعود ادراجها بسرعة للمزرعة.

الا انه منعها من ذلك ما ان سحبها من عضدها نحوه وهنا كان اخر خيط بينها وبين الجنون وبمجرد لمسه لها جعلها تنفجر بوجهه اخذت تضربه على صدره ومنكبيه بكل قوته وهي تصرخ به
- اااااااوعى سبني مين انت حتى تضربني
هاااا مين، اوعى كدة ماتلمسنيش، اوعى!
ااااانت عايز اااااايه مني هااااااا عايز اااايه.
تموتني،! لو ده هدفك اقسملك بالله العلي
العظيم ااااانا موت يوم ماسبتني...

- بحبك، قالها بحون على حالتها هءه وهو يكتفها الا انه كلمته هذه كبت على جروحها ملح جعلتها تتلوى بين ذراعية وهي تقول من بين اسنانه بتشنج من قهرها
- مااااا تنطقهاششششش مش عايزة اسمعها منك
مششش عايزة، بكرهك ياشااااهين بكرهك
وصع يده خلف رأسها وقربها له اكثر وما ان سند جبينه على خاصتها حتى قال بصوت يرجف
- ورب العزة بحبك ولا عمري حبيت ست غيرك.

رفعت اجفانها له لتلتقي حدقيتيهم ببعض وهم بهذا القرب لتقول بوجع وشفاه ملوية
- ياريتك ماحبتني، يارتني ماشفتك، انت اكبر غلطة بحياتي
قبل جبينها واعاد لوضعه السابق وقال- وانتي الشئ الوحيد اللي صح بحياتي، لو عايزة تعاقبيني عاقبيني بس ماتحرمنيش منك
ابعدت وجهها عنه برفض وهي تقول
- انت اللي حرمت نفسك بنفسك
شدد من احتباسها بين ذراعيه بتملك وهو يقول
- اقسي عليا سيلينا اقسي، حتى عذابي منك.

بحبه انت متعرفيش غيابك عمل فيا ايه...
حتدة نظراتها وهي تضربه على منكبه وهي تقول: مش انت ختارت البعد مش انت اللي عملت فينا كدة، انتقمت مني مش انا نقطة ضعف سعد الجندي
مش ده كلامك ليا زمان، واديك نجحت بنتقامك عايز ايه تاني
مسك فكها واجبرها ان تنظر له وقال بتعب قلب.

- غصب عني والله غصب عني وجودك كان خطر معاها، كان لازم احررك مني، من خوفي عليكي تصرفت غلط فكرة اني هتعذب شهر تنين بالكتير سنة وهتتمسحي من عقلي بسسسس اللي حصل انك مش بتتمسحي! مش بتتمسحي بالعكس اصلا كل يوم جذورك اللي زرعتيها فيا بتقوى اكتر...
عانيت وبقيت حطام في بعدك...

وبعدين انتقام ايه ده، ده انا ابقى كدة انتقمت من نفسي، ده انا عمري ماخليتك بقائمة الانتقام و لما حبيتك جت كدة من غير تخطيط، حبك طلقة صارت قلبي...
صمت قليلا ينتظر منها رد ولكن ما ان طال الصمت بينهم حتى اكمل بحيرة حقيقة...
انتي عايزة ايه عشا تسامحيني وتنسي!
عايزاني ابكي قصادك حتى تعرفي ندمي لاني فرطت فيكي، كدة هرضي غروك مش كدة...

سيليناااا، ما ان نطق اسمها بهدف ان تنظر له الا انها ابعدت وجهها عنه اكثر بعناد ترفض النظر له مما جعله يتوسلها كالاطفال بنبرته وهو يقول بعدما قبل وجنتها الحمراء اي مكان صفعته لها
- انا اسف والله، يارب تتكسر يدي
- اللهم امين يااارب تتكسر، مرفوض اعتذارك
يا ابن اللداغ، قالتها وهي تنظر له بغضب انثى مجروحة ليبتسم لها الاخر بحب وهو يقول بغزل بعدما غاص بلون قزحتيها بهيام.

- يخربيت ام عيونك اللي جابت الهجين لعندك راكع
دي رجاله معملوهاش محدش قدر يعمل فيا اللي انتي عملتي فيا ياشبر ونص
كلامه هذا جعلها ترفع حاجبها ببتسامة باردة ثم اخذت تهز رأسها ليترقص شعرها بغرور حول وجهها، حركتها هذه جعلت شاهين يفقد اعصابه معها ليمسك وجهها بين يديه واكتسح شفتيها دون اي مقدمات بلهفة سنين وشغف يكفي العالم.

وبرغم عمق مشاعره واحاسيسه الا انه شعر بستغراب فهي لا تبادله ولا ترفضه؟! وهذا ما جعله يبتعد عن ثغرها بالتدريج ليجد بعنيها نظرة انتشاء مليئة بالغرور ولكن ما جعله يبتعد اكثر وهو بقمة ذهوله عندما همست له بتكبر
- ضعفك ده بيقويني وبيبرد ناري من جوا...
وبيرضيني جدا، الهجين اللي ماتحملش كف مني من شوية اهو نفسه دلوقتي واقف قصادي اضعف منه مافيش، وفي المقابل انت ورجولتك دي كله ماهزتش فيا شعره.

- لاااا بجد، قالها وهو ينهج بغضب من ما سمعه منها الان ولكن ما زاد الطين بالا هو عندما اقتربت منه واخذت تمرر اناملها ببطء متعمد وكانه تعشق ان تلعب باعصابه، لمست صدغه برأس سبابتها نزولا لفكه وهذه الحركة جعلته يمسك يدها بقوة لينزلها عنه بحدة اما نظراته كانت حكاية اخرى كأنها جمر مشتعل لترفع ذقنها للاعلى وحركت رأسها بغرور مرة اخرى غير أبها بغضبه البركاني هذا ولكنها قطبة جبينها ما ان وجدته.

يقول بعتاب: ازاي قلبك طاوعك تأذيني فيكي بالشكل ده، قولتلك ندمان لاني سبتك عايزة ايه تاني
ضحكت بسخرية ثم قالت: الندم اللي مايجيش من بعده تغير مالوش معنى شاهين، تعرف في مقولة بتنطبق عليك بالضبط وهي
ان لم تستحي فصنع ما شئت، بعد كل اللي عملته فيا عايزني كدة ارجع عادي ده حتى تبقى عيبه بحقي، انت سبتني بمزاجك ومش هرجعلك الا بمزاجي انا ده لووو هااا لو رجعتلك...
مش كل حاجة لازم تبقى زي ما انت عايز يابيبي.

بتقولي ندمان وانا كمان ندمانة والله، ايوه ندمانة بس على حبي ليك وعلى كل دمعه نزلته على واحد مايستاهلش زيك، راح انساك شاهين راح انساك وهحب من جديد وهتجوز غيرك...
كان يعض شفته السفليه بقوة كبيرة وهو يستمع لحديثها الا ان جملته الاخيرة جعلته يبتسم بتهكم شديد ثم قال بجدية تامة: موتك اقرب من الحلم ده، انتي ملكية شاهين وعمرك ماهتبقي لغيره...
- عمري ما شفت ببجاحتك.

- بجح لاني بحبك، بجح لاني عايز ارجع عيلتي من تاني واصلح اللي عملته فيكي
- وين قالك اللي تكسر فيا قابل لتصليح
- سيبلي نفسك ليا و اوعدك اني هرجعك احلى من زمان كمان
- قول لزمان ارجع يا زمان، ماتطلبش مني ياشاهين حاجة مستحيلة، عايزني اسلمك نفسي زي زمان، طب ازاي اثق فيك بعد كل اللي عملته ده
ازاي هنت عليك
- سيلينا! ما ان نطق اسمها حتى وجدها تقترب.

منه لتضع يدها على صدره بالتحديد عند النابض المجنون واخذ تكلم قلبه بحزن شديد مزق الذي امامها
- ازاي طاوعته وسبتني وانا قبلها بربع ساعة بس معترفه بحبي ليك، فاكر يومها، يوم ماعترفتلك بحبي غدرت فيا، اكيد انت معندكش فكرة اني تعبت قد ايه في بعدك، بس السؤال هنا ليه عملت ده فيا، ليه؟
لم يتحمل دموعها التي تلمع بمقلتيها ليحاوطها بذراعيه ويضمها له بقوة وكأنها طفلته وهو يدفن وجهه بشعرها...

اخذ يتنفسها وهو يشدد من احتضانها مستغلا سكونها معه وضعفها ليجلس معها على العشب وهم بهذا الوضع ثم ما ان ابتعد عنها حتى مسك يديها واخذ يقبل باطنهم بحرارة ثم يليه اصابعها واحدة تلوى الاخرى
وما كان منها ردت فعل سوا الصمت وهي تبكي وااااخ من تلك العيون التي لم تجف يوما منذ ابتعاده عنها، مهما حاولت ان تقوى امامه الا انها اصعف من الضعيف معه، لتهمس بختناق ب
- ليه!

- حبيتك، والله حبيتك اكتر من روحي، كنت خايف اشوفك طول السنين دي لان عارف لو شفتك مش هسيبك، لو شفتك روحي هتجري عليكي تبوس يديكي...
يشهد ربي قلبي مخاصمني من يوم اللي اديتك ظهري ومشيت، وتشهد نفسي اني اموت بالتراب اللي تمشي عليها، حتى وجعك ونارك ليا جنة
انا قصادك اهو اعملي اللي انتي عايزة فيا بس وحياة عيالنا ماتسبنيش، اخذيمرر لسانه على شفتيه وسئلها بتوسل، بلااااش تقتليني بسكوتك اتكلمي تخانقي اضربيني.

- اضربك عشان ترجع تضربني انت كمان مش كدة
ده انا لسه وشي منمل، ما ان قالتها بزعل لذيذ كزعل سيلا ابنته تماما حتى ضحك من كل قلبه على لطافتها التي ظهرت بشكل عفوي الان امامه
- ههههههههههه
- اوعى كدة، قالها بغيظ من ضحكه عليها لتدفعه عنها تريد الذهاب الا انه تمسك بها اكثر وهو يقول
- هاتي ابوسه واعتذ منه
سيلين بستغراب: اللي هو ايه.

- وشك، ما ان قالها حتى انفجر بالضحك مرة اخرى عندما وجدها تفتح عينيها بفزع واخذت تحاول الفرار منه وهي تقول
- لاااا مش عايزة
- لا ابدا لازم اعتذرله، قالها وهو يمسك فكها واخذ يقبل وجنتها اليسرى بقبلات عميقة متتالية جعلت صوت ضحكوتها ترتفع دون وعي منها من افعاله الشقية معها لتضع يديها على صدره واخذ تبعده عنها وهي تقول بضحك
- شاااااهين
- يا عشقه انتي
- سبني بقى
- ماشي، بس خليني ابوس خدك التاني لا يزعل.

- لالا مش هيزعل
- يمين بعظيم ابدا لااازم اعدل ما بينهم، قالها وهو يمطرها بقبلاته ليرتفع صوت ضحكاتها اكثر ولكن ما ان اخذ يطمع بالاكثر من ذلك حتى دفعته عنها بقوة ونهضت عنه واخذ تبتعد للخلف بخطواتها
لينظر لها بأعجاب ممزوج برضا مشاكسة فهي اصبح شكلها مغري لدرجة الهوس، ثياب غير مهندمه وشعرها منكوش شفتيها متورمة اما وجنتيها بلون الطماطة من شدت الحمرار
سند نفسه على كفه ونهض وما ان وقف حتى قال.

- مش هترجعيلي بقى
- لأ، قالتها بعناد وهي تعدل شكلها الفوضوي هذا ثم التفتت للخلف وعادت ادراجها ليتبعها بنظرات المحبه
وما ان اختفت من امامه حتى اخذ يعود هو الاخر للمنزل ولكن قبل ان يدخل تجمد بمكانه من ما رأى
صغيرة يجلس بزاوية بعيدة نوعا ما وعلى مايبدو الحزن يطغي على ملامحة، تحركت اقدامه نحو فلذت كبده هذا وقطعة من روحه قبل قلبه.

وما ان وصله حتى جلس الى جانبه ليعم الهدوء بينهم لفترة صغيرة ولكنها لم تدوم عندما كسر شاهين هذا الصمت وقال وهو يمد يده له للمصافحه
- ممكن تبقى صاحبي
نظر له سعد بندهاش وقال ببراءة: ازاي وانت بابا
هل تسمتون الطبول التي تدق الان بصوت عالي
هذا هو بالحقيقة صوت قلب شاهين من صدى كلمة بابا عليه...
ابتلع لعابه الجاف وقال بغصة اب محروم من سنده لسنين: ممكن تكون صاحبي وابني بنفس الوقت خليني اعوض اللي فات.

مال برأسه الى اليمين كحركت والده وقال بستفهام برئ: هو ينفع كدة يعني
ابتسم على حركته الجميلة هذا ومد يده على شعره واخذ ينكشه بحب وهو يقول: ايوه ينفع يا حبيبي
- حبيبي!، ما ان قالها سعد بندهاش حتى اومأ له بنعم ليكمل الاخر بغيرة.

هو انت يعني بتحبني بجد زي سيلا، طب انا لو بتحبني هتختار مين انا ولا بلال اللي من شوية كنت شيله وبتبوسه، اكيد بتحبه اكتر مني صح، ما ان ختم كلامه بحزن حتى أبتسم والده بسعادة هل صغيره يغار عليه...
اقترب شاهين برأسه من الاخر ثم قال بمشاعر لا توصف
- بحبك ياسعد ياشاهين يا للداغ، انت كلهم بالنسبالي.

- كلهم كلهم يعني! طيب ليه ماكنتش بتسئل عليا، ما ان قال الاخيرة بعتاب حتى تنهد شاهين بقوة ثم قام بتغير سير الحديث وهو يقول بعدما سحب كورة التي بجانبه
- تجي اعلمك حركة جديدة
سعد بفضول طفولي: حركة ايه!
- مش هقولك الا لما تصاحبني الاول، هااا قولت ايه
ختمت كلامه وهو يمد يده نحوه للمرة الثانية
اخذ سعد ينظر له بتردد الا ان فضوله اقوى
ليضع يده الصغيره بيد والده وهو يقول بجدية وكان الامر مصيري.

- موافق اننا نبقى صحاب يا بابا
- طب ياله يابطل، قالها شاهين بحماس وهو ينهض معه ثم اخذ يتفنن بعض الحركات الرياضية المعروفة بكرة القدم وهذا ما جعل سعد يندمج اكثر واكثر مع والده وخاصتا عندما تحده بأن ياتي ويأخذها منه
هذا ان استطاع، بكلامه هذا جعل روح المنافسه تدب بروح صغيره اكثر واكثر.

قبل هذه الاحداث بنصف ساعة في الداخل عند يحيى ما ان انهى اتصاله مع حودة واخبره بأنه يذهب لياتي بغلاته و والدتها للمزرعة حتى وجد صغيره بلال يدخل من الحديقة الخلفية وهو يقطب حاجبية بنزعاج
- تعالى يا حبيبي مالك، قالها وهو ينحني له ليأتيه الاخر بزعل ليستقبل هو بلهفة وترحاب وما ان استقام بعدما حمله حتى ذهب الى الاريكة وجلس عليها امام سعد الذي كان ينظر لذلك الصغير بحنان.

اما يحيى قطب جبينه ما ان وجد بلال ينظر نحو نقطة معينه بغضب، ليتبع بصره ليرى ماذا هناك لترتخي ملامحه ببتسامة هادئة عندما وجد فأرة صغيرة تبادل ابنه النظرات من خلف باب المطبخ...
- سيلا تعالي يا حبيبتي، قالها سعد وهو يمد لها ذراعه لتاتيه راكضة وما ان وصلت له حتى جعلها تجلس على ساقه ليقبل وجنته وهو يقول
اميرتي حبيبتي مالها بتبص علينا من بعيد ليه.

همست سيلا لجدها بعدما اقتربت منه وقالت وهي تنظر ليحيى الذي كان يتمعن بشكلها المبهر سبحان الله وكأنها دمية متحرك من فرط جمالها
- دول مين ياجدو
- انا خالك ياسيلا، ما ان عرف يحيى بنفسه حتى شهقت تلك الشقية بذهول وهي تقول
- هو انت عرفت اسمي منين، جدو قالي اميرتي مش سيلا، عارف ده معني ايه، يعني انت تعرفني من زمان صح
- ام لسانين زي امها، غمغم بها مع نفسه ثم قال بصوت مسموع، ايوه صح اعرفك تعالي.

نزلت سيلا من احضان سعد وذهبت نحوه وهي تقول بستفهام: اهو جيت عايز ايه بقى، بس قولي قبلها انت بجد خالو!
سحبها نحوه وحملها و وضعها على ساقه من الجهة الاخرى لتكون بمقابل بلال الذي ابتسم بشكل تلقائي لقربها هذا الا انه كرمش وجهه مرة اخرى ما ان تذكر زعله عليها
ليقول يحيى وهو يقرص وجنتها بحب لشقاوتها
- الا قوليلي ياحلوة انتي بكاشه كدة ليه...

- لاء انا سيلا مش بكاشه، ما ان قالتها حتى نظرت الى بلال وسئلته، هو انت لسه زعلان
يحيى بتعجب: هو انتي لحقتي تزعلي ابني
- ايوه لحقت
يحيى بصدمة مضحكة
- ده ايه الجبروت ده يابت شاهين، صحيح انتي هتجيبي من برا ده امك وابوكي انقح من بعض.

تجاهلت سيلا كلام خالها وقالت لبلال: ماتزعلش مني يابلال انا ماكنش قصدي اقولك اسمك مش حلو، هو صح مش حلو، بس مامي دايما تقول ان المجاملة مطلوبه احيانا، ياله هجاملة واقولك حلو ماتزعلش مني ده انا سيلا الحلوة بردو، هو انت مش قولت اني حلوة، ولا غيرة رأيك لما زعلت.

- لا ماغيرتش، بس هاتي ادوقك تاني كدة وانا مش هزعل، ما ان قالها وهو يقترب منها ويقبل وجنتها حتى صعق سعد من ما سمع لينظر الى يحيى الذي كان ينظر لأبنه بفخر كبير
وما ان كرر بلال قبلته لسيلا حتى انتفض سعد من مكانه وذهب نحوهم وحملها بين ذراعيه ليضعها على الارض وهو يقول بعصبية ممزوجة بندهاش
- مين اللي مربي ابنك ده...

- انا طبعا، قالها يحيى وهو يضع ابنه على الارض الذي سرعان ما استغل الوضع ومسك سيلا من يدها وخرج معها الحديقة الامامية
سعد بنفعال مضحك: تربية واطية زيك، استغفر الله العلي العظيم، طفل بالسن ده يقول تعالي ادوقك
يحيى بسفالة: من حقه انه يدوق، البنت العفريته زي لهطت القشطة بردو...
كاد سعد ان يرد عليه الا ان صوت الهجين اخذ يصدح بالمكان وهو ينادي ب
- يحيى!

في الخارج توقف شاهين عن العب مع ابنه واخذ ينهج بتعب ليقطب جبينه بتركيز على ما وقع نظره عليه صدفة، أوليست هذه ابنته! أم انه يتخيل
لاااا هذه ابنته بالفعل تجلس بجانب بلال الذي يقبل وجنتها بين الحينة والاخرى وتلك الساذجة تبتسم له فقط دون ان تمنعه من هذا!

عند هذه المظهر صرخ شاهين بأسم اخيه الروح الذي ما ان وصلهم وحمله بلال من ثيابه حتى وجد يحيى يخرج من الداخل مع سعد الذي ما ان رأهم هكذا حتى قال بلا مبالاة مصطنعة فهو بالكاد يخفي ابتسامته على شكل الاخر الذي كان اقل تشبيه له هو البركان
- هو في ايه
- قوله كان بيعمل ايه، قالها شاهين وهو يرفع بلال اكثر من ثيابه الذي كان ينظر له بستغراب وعدم فهم لما يحدث ليسئله والده
- كنت بتعمل ايه يقلب ابوك.

بلال بتلقائية: بدوق سيلا، طعمة حلو اوي
و رقيقة كمان، تقول قشطة بالعسل
- يحيى! ما ان صرخ بها شاهين بغيرة حتى التقط الاخر ابنه منه بسرعة وهو ينفجر بالضحك ويقبل صغيره من صدغه ويقول بأطراء
- برافو يا حبيبي براحتك، اعمل اللي يعجبك
هي فعلا قشطة بالعسل، هههههههههه
- وانا كمان هعمل اللي يعجبني، قالها شاهين وهو يضربه على عنقه بكل قوته جعل الاخر يتأوه بألم شديد وهو ينزل ابنه على الارض.

- ماما جت، قالها بلال وهو يركض نحو سيارة حودة التي دخلت لتوا ونزلت منها غالية
في الاعلى كانت سيلين تنظر الى المرآت وهو تتفحص وجنتها بتركيز هل اثار ضربه لها واضح ام لا
نعم حقدت عليه ولكنها تستحق فهي من ضربته في اول المطاف...
عند هذه النقطة ابتسمت بتشفي فصفعتها اشفت عليها حقا حتى الان صوتها يرن بأسماعها ولولا قوتها لما كان رد فعل شاهين بهذا الشكل.

امتعض وجهها بستغراب ما ان سمعت بعض الضجيج بالأسفل ليدفعها فضولها للنزول ولكن اثناء نزلها على الدرج حتى تفاجئة بوجود فتاة صغيرة وجميلة محجبة بثياب محتشمة جدا
اكملت نزولها واقتربت منهم وما ان وصلت للصالة حتى القت السلام بهدوء لياتيها صوت سعد الجندي الذي قال بجدية
- تعالي يا سيلين سلمي على مرات اخوي هي وامها
لوهلة اتجمدت بمكانها من الصدمة الا انها اومأت له.

برأسها وذهب نحوهم ترحب بهم وما ان صافحتهم حتى جلست بينهم وهي تنظر لهم بتمعن وفرحة كبير بداخلها، هل هذه عائلة اخيها...
علي الطرف الاخر في اسكندرية بالتحديد بشقة عند ميرال التي ما ان عادت من مكتب الماذون وتحررت اخيرا حتى دفنت نفسها بفراشها واخذت تبكي وجع السنين كله...
تريد التوقف عن ذرف الدموع لا تستطيع حتى ما ان انت إليها والدتها واخذتها بأحضانها حتى زادت بكاء.

بقت على وضعها هذا ساعات ولم تشعر بنفسها كيف غفت بوضعها هذا...
لتفتح عينيها بتعب عندما وجدت داليا تيقظها
- ميرال، قومي يا حبيبتي
ردت عليها بخمول ونعاس
- في ايه يا ماما...
- دكتور عمر...
- ماله، ما ان قالتها بعدم فهم حتى تنهدت داليا وقالت بتوضيح
- برا، عايز يشوفك
رفعت الغطاء عليها وهي تقول: قوليله تعبانه
ابعدت الغطاء عنها وقالت: ما ان قلت ليه كدة بس هو اصر ان اصحيكي خصوصا لما عرف انك اطلقتي النهاردة.

جلست بنزعاج وقالت- ومين اللي قالو اني اطلقت
- انا، فكرته عارف فعشان كدة جا يسئل عليكي
يا له يابنتي عيب من الراجل ده بقاله برا
- طيببببب انا قايمة اهو، قالتها وهي تنهض لتتوجهة الباب على الفور لتوقفها والدتها وهي تسئلها
- هتخرجي ليه بالبجامة كدة
- ماليش مزاج اغير
- لاء ما يصحش طبعا، البسي اي حاجة والحقيني.

ما ان قالتها داليا وخرجت حتى توجهت ميرال نحو دولابها لترتدي جينز ازرق غامق مع تشيرت اسود نصف كمل، ثم رفعت شعرها بأهمال على شكل كعكة ثم خرجت دون ان تنظرحتى لشكلها فهي الان تشعر بأن روحها منزوعه منها حرفيا
خرجت له وهي تحاول ان ترسم ابتسامة بسيطة على ثغرها الا انها فشلت بذلك فشل ذريع...

القت السلام عندما دخلت لتجد عمر ينهض على الفور ويتقدم نحوها ليصافحها وما ان صافحته حتى رفعت حاجبيها بختناق فهو احتظن كفها بك لا كفيه واخذ يحدثها ويسئلها عن وضعها وكأنه يتعمد ان يطيل وقفتهم هذه الا انها خيبة امله ما ان
سحبت يدها منه بهدوء ثم جلست على الاريكة وهي تقول: انا كويسة
- طب انا هحملكم قهوة، تشربها ايه يا دكتور...

- اشربها سكر زيادة بمناسبة الخبر الحلو اللي سمعته من شوية ده، ما ان قالها ببتسامة واسعة حتى اومات له داليا بختناق من سذاجته ثم انسحبت من بينهم
- وخيرا بقيتي حرة، قالها عمر وهو يجلس امامها ويمسك كلتا يدها لتسحبهم منه وهي تقول بتحذير
- عمر في ايه مالك، سواء اطلقت او لاء علاقتنا مش هتتغير احنا اصدقاء وبس
- وليه بس دي، انتي لسه بتحبي
لمعت الدموع بعينيه وهي تقول بكذب
- لاء.

- اومال عيونك مالهم، كنتي بتعيطي صح، معقوله ياميرال انت العاقلة الراسية تعيطي عشان واحد زي ده
- عمر لو سمحت
عمر بنزعاج: ايه ماترضيش اني اتكلم عليه، تعرفي انتي هتخلص من لعنة ياسين امتى...
- امتى، قالتها بلهفة خفية فهي حقا تريد التخلص منه كليلا ليرد عليه الاخر
عمر بلهفة: انك توافقي تتجوزيني...
لترد عليه ميرال بسخرية: لا بجد.

- انا بتكلم جد، أدي فرصة لنفسك ان حد تاني يدخل حياتك وبكدة هتشوفي الرجاله اللي على حق
- والفرصة دي اني اوافق عليك
عمر بمحاولة اقناعها: طبعا، شوفي احنا لا هنتجوز ولا نكتب الكتاب احنا هنتخطب بس وعملت فترة طويلة وبكدة دي هتكون فرصتك وفرصتي لو عجبك نكمل هكون اسعد وحد بالعالم ولو معجبكيش تقلعي الدبلة ولا كان حصل حاجة، ها قولتي ايه.

- هتكون فترة خطوبة وبس مش كدة، قالتها وهي تفكر هل ستستطيع حثا ان تتخلص من مرضه للابد ان فعلت مثلما قال...
خرجت من شرودها وهو يأكد على كلامه ويقول
- اكيد وبسسسس، و اللي انتي عايزة انا معاكي
حطي كل شروطك وانا تحت امرك باللي انتي عايزة
صمتت ميرال قليلا ثم قالت بتهور سيكلفها الكثير: اذا كان كدة انا موافقة.

- موافقة على ايه ياميرال، قالتها داليا بصدمة وهي تدخل عليهم وهي تحمل القهوة لينهض بسرعة عمر ويأخذ الصينه منها وهو يقول بسعادة
- مش هتباركيلنا ياحماتي
- حماتي،! قالتها بتفاجئ وهي تنظر الى ابنتها تارة وتارة اخرى لذلك الساذج الذي تشقق وجهه من شدة اتساع ابتسامته
في المزرعة هجين اللداغ
كان يجلس الجميع حول طاولة الطعام يتناولون غدائهم بجواء عائلية بحته...

لتقرص غالية يحيى من فخذه مما جعله ليلتفت لها وهو يرفع حاجبه لينحني نحوها وهو يقول بمشاكسة
- في ايه يابت مش قادرة تستحملي لغاية ما نرجع شقتنة ويتقفل علينا باب اوضتنا
غالية بحدة خافته جدا: اوضة ايه يا قليل الأدب، انت ازاي تحطني بالموقف ده من غير ما تقولي، و بعدين تعالى هناك انت عندك خال واخوات ولااا كمان عندك توأم وانا معرفش ليه ان شاء الله هو انا مش مراتك ولا ايه.

رفع يحيى منكبية وهو يقول: مامتك تعرف بموضوع عيلتي كله بس حظرتك حاولت اقولك وابلغك وكنتي دايما تصديني فاكرة، وعزومة النهاردة جت صدفه
لوت فمها بتفكير ثم قالت بأعجاب ما ان رأت سيلين تطعم سيلا ببتسامة محبه: اختك حلوة اوي والكبير شكله واقع فيها حتت وقعه
- الكبير!
غالية بتأكيد: ايوه الكبير، مش ده بردو كان كبير الحتة اياها...
- لسه فاكرة تفاصيل الايامي دي.

- طبعا مش دي اسود ايام حياتي، ما ان قالتها حتى تنهد يحيى وعاد لتناول طعامه بختناق ف الاخرى لاتنسى ابدا، لا يعرف بأن عنين خاله كانت تراقبه بدقه وشوق له وهو لايصدق بأن ابن انته امامه الان
اما غالية ما ان التفتت الى والدتها حتى سمعته تهمس لها: بلاش تنكدي على الواد خلي يعرف يتهنة بالقمة...
غالية بستنكار: هو انا عملت حاجة.

- مش محتاجة تعملي انت قادرة بكلمة وحدة تسمي بدنه شوفي وشه تغير لونه ازاي ده من شوية بس كان بيضحك يابومة...
لتنظر غالية الى والدتها بعدم رضا من طرف عينيها
علي كلامها هذا...

وبوسط هذه الاجواء وداخل كل واحد منهم امنية صغيرة وهي ان يبدء حياتي من جديد بفرصة جديدة ولكن دائما وابدا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وهذا ما حدث مع شاهين اللداغ الذي كان بقمة سعادته وهو ينظر لأحب الناس حوله الا شقيقة ياسين، هنا افتقده وبشدة
عند هذه الحنين له، لأخيه، أراد ان يخرج هاتفه ويتصل به الا انه قبل ان ينفذ فكرته هذه أرتفع بالمكان صوت اكثر شخصة يمقته ويشمئز منه في آنن واحد
- السلام عليكم.

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، رد بها الجميع وهو يلتفتون نحو مصدر الصوت، لينطق يحيى بصوت منخفض وهو مذهول
- زينة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة