قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني عشر

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني عشر

رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني عشر

شهقت سيلين بذهول من وقاحته هذه من وجهة نظرها وهي تقول: تصدق بالله، أنت قليل الذوق
كلماتها هذه جعلت الآخر يضغط على المكابح ليوقف السيارة بشكل مفاجئ جعل جسدها يرتد الى الأمام
لتجده يسحبها نحوه بحركة سريعة لتكون مائلة عليه حرفيا و وجهها بوجهه لا يفصل بينهم سوا مسافة
قليلا تكاد لا تذكر حتى، لتجده يقول بتهديد
- وقليل أدب كمان، اتعدلي وماتخلنيش أوريهالك.

أخذت تحرك نفسها تريد التخلص من مخالبه السامة هذه وهي تقول بضيق: سبني، أنت بتوجعني
كبلها بيده أكثر من السابق وهو يقول باستمتاع
- ماتهدي كده يافرسة وتسمعيني بتقولي ايه
زادت سيلين حركاتها وهي تقول بانفعال: بقولك سبني مين اللي أداك الحق إنك تلمسني اصلا، أنت ماعندكش حاجة اسمها حدود شخصية ولا شرعية
رفع حاجبه بتساؤل مستفز- عايزة تقنعيني إنك عشتي عمرك كله برا ومحدش مسكك كده ولا كده.

ردت عليه سيلين بنفي قاطع سريع
- لا طبعا أنت بتقول إيه. ده حرام
تركها وهو مصعوق من ردها الذي لم يتوقعه ثم أخذ يكرر ماسمعه منها بخفوت بالكاد هو سمعه: حرام!
رجعت على مقعدها وأخذت تريد فتح الباب الا أنه كان مقفولا الكترونيا وهذا ماجعلها تلتفت له بغضب وهي تقول: افتح الزفت ده ونزلني عايزة أرجع بيتنا.

- نفطر الأول وبعدين أرجعك بنفسي، ما إن قالها وهو يقوم بتحريك السيارة حتى وجدها تقول من بين أسنانها بأعصاب مشدودة
- مش عايزة أطفح معاك
نظر لها قليلا ثم رد عليها بهدوء بعد ثواني
- بس أنا عايز
فتحت سيلين عينيها بعدم تصديق وهي تقول
- هي عافية؟
- أيوة عافية، قالها ببرود كالجليد وكأنه متعمد أن يستفزها بأسلوبه وهذا ما جعل سيلين تصرخ به بغيظ: شاهين!

- بس بقااااا دوشتيني، ما إن قالها بحدة طفيفة حتى صمتت خوفا فهو إن كان صمته مستفز ف غضبه مرعب بالنسبة لها...
تنهدت بضجر واستسلمت للأمر الواقع وأخذت تنظر من النافذة للخارج وهي تفكر ماذا تفعل للتخلص من هذا الكائن فهي حقا لاتطيق الجلوس معه ولا حتى تريد أن تراه...

وما إن وصلوا أمام مطعم جميل وراقي مكشوف يطل على نهر النيل من جهته الأخرى حتى توقف بسيارته ونزل منها متوجها نحو بوابة المطعم ولكنه توقف بمنتصف المكان باستغراب لعدم مرافقتها له استدار بجذعه للخلف يبحث عنها بنظره ليتفاجئ بأنها ما تزال جالسة داخل السيارة
عاد أدراجه نحوها ثم سألها باستفسار
- مانزلتيش ليه؟

رفعت مقلتيها له وهي تقول بتكبر: من الأتكيت يا أستاذ شاهين إنك لما تنزل من العربية تروح تفتح الباب للبنوته اللي معاك مش تسيبها وتمشي، فين الأصول يا ابن الأصول
عض شفته بغيظ منها وأخذ يضرب إطار الباب عدة مرات ثم فتحه لها بضجر وهو يقول ببتسامة مصطنعة: أهو فتحت الزفت يالا انزلي.

- أيوة كده أتعلم أصول الأتكيت، قالتها وهي تنزل بغرور وما إن أخذت تدخل معه حتى وجدته يحتضن كفها بيده الخشنة، مما جعل قلبها ينبض بسرعة من فعلته هذه، حاولت أن تسحبها منه إلا أنه كان غير مهتم لمحاولاتها الخفية لكي لا يلاحظها الناس من حولهم
أخذها لإحدى الطاولات وسحب لها الكرسي لتجلس عليه وهو يقول: تفضلي.

- مرسيى، قالتها وهي تجلس باستعلاء، ليعض خده من الداخل بغيظ منها ليذهب ويجلس هو الآخر أمامها وما إن طلب الطعام لهما وأتى به النادل حتى أخذت تتناول طعامها بهدوء شديد أثارت به استغرابه وشكه...
ف سيلين التي يعرفها مستحيل تصمت بهذا الشكل إلا وهناك شيئا خلفه، وتأكد شكه هذا ما إن وجدها تمسح فمها بالمنديل ثم أخذت تنظر له بجدية تامة وهي تقول
- أدينا فطرنا، نيجي للجد بقى.

ليقول شاهين بترقب واستغراب من أسلوبها الذي تغير جذريا معه: اللي هو ايه؟
سندت ساعديها على سطح الطاولة وقالت: أنا مش بحب اللف والدوران، فعشان كده هقولهالك على طول، أنتم مين؟
ضيق شاهين محيط عينيه وقال بحذر شديد
- مين يعني ايه!
نظرت الى بؤبؤ عينيه بتحدي ثم أخذت تفصح عما يدور في خلدها فهي منذ قدومها الى هنا بدأت تستغرب حقا كل مايدور حولها وحول عائلتها من أحداث.

- شاهين اللداغ وياسين اللداغ، أنتم مين وعايزين مننا ايه، غزيتوا حياتنا بطريقة غريبة شاركتم بابا في شغله، وياسين لزق لأختي بطريقة اغرب وحضرتك مش عايز تسبني في حالي، ظهرتم فجأة بمحيطنا واستحليتوا تفكيرنا و.
- يعني أنا استحليت تفكيرك، ما إن قالها بهدف تشويش عقلها عن الموضوع الرئيسي حتى وجدها ترد عليه بكل ثقة وتأكيد
- أيوة استحليت تفكيري، بس بشكل سلبي فوق ماتتصور ماهو اللي بيحصل حواليا ده مش طبيعي.

أخذ ينظر لها بتمعن وهو متفاجئ من ذكائها الذي فاق كل توقعاته فهي ليست فتاة مدللة وتافهة وسهلة المنال كما اعتقد لا بل هي خطيرة عليه
وعلى أخيه ايضا! عند هذه النقطة اعتدل بجلسته وتحولت نظراته لها بهدوء تام الى تربص، كالثعبان الذي يستعد للهجوم على فريسته، فهو اكتشف بأنه لايجب عليه أن يستهين بها على الإطلاق
سند ظهره على الكرسي و وضع ساقه على الأخرى وأبتسم بمكر ثم أخذ يقول بكل دهاء بعد ثواني من التفكير.

- حبيت صراحتك، نيجي بقى نجاوب على أسئلتك
دي، احنا مين؟، أنا شاهين سامر اللداغ المحامي الرسمي والمسؤول المباشر عن المسائل القانونية للشركة، ومنصبي ده بأوراق رسمية وموثقة بالشهر العقاري يعني شغلي كله مضبوط ومحسوب بالملي ولو حابة ابعتلك صور بالعقود دي
وحكاية إني غزيت حياتكم دي. أحب اقولك إن أنتم اللي نزلتم مصر بقرار من والدك مش أنا اللي سافرت ليكم ف لو في حد غزا حد يبقى حضرتك غزيتيني.

نطقت سيلين بتفاجئ: أنا، أنا غزيتك
شاهين بتأكيد- أيوة طبعا، من يوم ماشفتك وانتي شادة انتباهي ليكي بتستفزيني بتصرفاتك بردود أفعالك، مش هنكر كمان إني حبيت قربي منك يمكن عجبني التحدي اللي بيحصل مابينا كل ما نتقابل مع بعض، عرفتي تحتلي حيز من تفكيري، بس أوعي تفتكري إن كلامي ده اعجاب...
سيلين بستغراب: أومال ده إيه!

ليقول شاهين بتوضيح ورغبة بأن يكسر غرورها: تقدري تقولي فضول واستكشاف مش أكتر يعني حاجة جديدة حبيت أجربها...
سيلين برفض قاطع وضيق من تلميحاته الوقحة
- بس أنا مش متاحة للكلام ده
- وأنا بعد شكك ده مش عايز منك حاجة. زي ما تقولي كده نفسي انسدت منك ماطلعتيش قد الصورة اللي كنت مخليكي فيها، ااااااما أخويا بقى غني عن التعريف وحكاية شراكته مع باباكي ده شئ طبيعي لا ياسين أول مرة يشارك حد ولا سعد الجندي كمان...

طول عمرهم يشاركوا ده وده مش حاجة جديدة، و لو كنت فكرتي فيها شوية قبل ما تتسرعي وتتكلمي وتحطي نفسك بالموقف ده قصادي كنت لاقيتي إن شراكتهم دي بتعتمد على نقاط كتيرة في شغلهم يا آنسة...
وعلى ما اعتقد كمان إن كلامك ده تشكيك صريح بقدرات والدك سعد باشا وعدم ثقتك بقراراته...
وده فيه تجريح وإساءة ليه قبل ما يكون لينا ولا حضرتك رأيك إيه.

أنهى كلامه وأخذ ينظر لها بانتصار داخلي فهو جعلها عاجزة عن الرد، فقد أغلق أمامها جميع طرق الردود وليس هذا فقط بل جعلها مذنبه بشكها هذا مع أنها صائبة بظنونها ولكن هو عرف بذكاىه ودهائه أن يجعلها هي المخطئة
سحب نفس عميق و نظر الى ساعة يده ثم نهض عن الكرسي ما إن طال الصمت بينهما وهو يقول
- يالا عشان ألحق أرجعك البيت ورايا موعد مهم.

أومأت له برأسها بشرود تام لتنهض معه كا الآلة فهي حقا لا تصدق حتى الآن كيف قلب الموازين عليها رأسا على عقب وأصبحت هي الجانية والمتسرعة والطائشة بالحكم في نهاية المطاف
(( حقك يا بنتي والله حقك متستغربيش اذا أنا نفسي انصدمت من ردة فعله وثقته دي ومش بس كده ده أنا صدقته كمان، صحيح زي ما قال سلطان الهجين ده يتخاف منه )).

في الوكر عند غالية كانت تجلس على الاريكة في الصالة ونظرها معلق بباب الشقة وحقيبة ثيابها الى جانبها فهي تفكر بالهروب تريد الخروج من هذا السجن، ولكن رفضت ان تصغي لشيطانها
ثم اخذت تقارن بين حياتها السابقة بما تعيشه الأن من رعب وجدت ان خالها و زوجته ارحم بكثير من زوجها المبجل هذا، يالله ساعدني ف انا أريد الطلاق والتحرر من سجنه هذا.

اومأت برأسها وهي تأيد ما تريد ان تفعله لتصغي في نهاية المطاف لوسوسته، نهضت وهي تحمل حقيبتها وهي تنوي الخروج من الشقة باكملها
كان وقت الظهيرة والهدوء يعم ع الوكر بأكمله فهنا الحياة تمشي بشكل معاكس لهذا قررت الخروج بالنهار، ولكن قبل ان تصل الباب وتفتحه حتى ارتدت للخلف وهي تشهق بصدمة عندما رأته يدخل
بتعب وكسل لينظر لها بستغراب من ردت فعلها هذا ليسئلها باسلوب منرفز
- خير،! مالك قالبه وشك كده ليه؟

كزت على اسنانها بضيق ثم قالت ببرود على عكس مايدور بداخلها: ومقلبوش أزاي وانا متجوزة واحد زيك بيمشي و بيفتري على خلق الله، تقول مغناطيس للمصايب وكل يوم عاملي خناقه شكل بالشارع زي من شوية تحت كان الراجل هيموت في يدك، انت ايه يا اخي حط ربنا بين عنيك...
يحيى انا تعبت منك بجد ومش قادرة أتحمل اكتر
من كده، فعشان كده قررت اروح لأهلي.

تشنج فكه واخذ ينظر لها بغضب داخلي وأستحقار متعمد وكأنها حشرة امامه لا تسوى شئ هذا ما وصل لها لتجده يقول بعدها بعجرفته المعتادة بعدما سحبها من عضدها ودفعها امامه بقوة جعلها تتعثر
ما ان وجدها تريد ان تتخطى لتخرج
- اتقي شري ياغلااااا، و يلا قدامي على الأوضة.

صرخت به غالية بنفجار: مش هتقي شرك، هتعمل ايه يعني اكتر من اللي عملته، هتضربني؟ عادي دي مش اول مرة تستقوى عليا فيها، تحبسني؟ انا جثتي نحست و من الاخر كده انا مش طايقاك ولا عايزة اكمل تعيش معاك انت انسان شمال مافيش حاجة فيك عدلة تركيبتك كلها غلط في غلط، ده حتى سبب جوازك مني تافه زيك وااااااء
قطعت كلامها و افترشت الارض ما ان هوا كفه بكل قوته على وجنتها الناعمة لينزف انفها وفمه على الفور معا.

رفعت عينيها الحاقدة له وهي تشعر بالدوار ولكنها تماسكة امامه متجاهلة عنفه معها لكي لا تبقي. وقفت على قدميه وهي تقول بثبات تحسد عليه: طلقني،!
كانت دمائه تفور داخل اوردته وهو ينظر لها بغضب اسود ليقول بنفعال ممزوج بستهزاء.

- طلقني، طلقني، طلقني، انت شاطرة بالكلام بس، اللي يسمعك يقول انها هترجع لقصر الباشا باباها وخدم وحشم يستنو اشارة منها، فوقي لنفسك يابت انت ده انا اخذتك من مكان اقل مايتقال عليه زريبة، وحتى الزريبة دي مش مرحبا فيكي فيها وخالك رماكي منها.

ولا اقولك بلاش المكان ياستي، ده انتي حتى ماعندكيش ام تقدري تعتمدي عليها، ست عاجزة محتاجة اللي يساعدها مش اللي يزيد همها، اما خالك بقا ده خارج نطاق التغطية الغيرة عنده بذمة الله، و عادي جدا انه يرميكي لكلاب السكك، عايزة ترجعي لمين بقا هااااا.

صمت واخذ ينظر لها بقهر مبطن وهو يمرر عينيه على انكسارها الذي تحاول ان تخفيه هذا غير اثار ضربته لها التي تركت علامة واضحة على وجنتها، هذا غير انفها وفمها الذي ينزف...
- تعالي، قالها بلهفة ظهرت من بين طيات صوته وهو يسحبها من معصمها ليزرعها باحضانه مستغل صمتها وهدوئها ولكن فعلته هذا جعلتها تثور واخذت تضربه بكلتا يديها وهي تصرخ به
- اوعى كده، اوعى، اوعى ماتقربش مني انا بكرهك يحيى، بكرهك.

- هششششش خلاص ياغلا، غلاتي اهدي، قالها بندم وهو يعتصرها بأحضانه غير آبه بضرباتها الخفيفة التي اخذت تداعب مشاعره بها بشراستها وعنفوانها
وما ان هدأت قليلا حتى اخذها نحو الاريكة وجعلها تجلس الى جانبه او دعنا نقول داخل احضانه بعدما سحب منديل ورقي واخذ يمسح دماء التي لطخت وجهها ببطئ وهو يراقب ملامحة الجميلة عن قرب
خجلت من نظراته لتحاول ان تدفعه وتنهض ولكنه قيدها وهو يقول: استنى بس.

اخذ ينزع عنها حجابها وهو يكمل بمرح، ايوه كده ارجعيلي ام شعر المنكوش من تاني
ابعدت يده عن شعرها بغرور غاضب ثم دفعته عنها ولكنه لم يتزحزح لتلجئ لسلاحها الاخير وهو العض
وبالفعل انحنت نحو صدره بشكل مفاجئ وعضته بكل قوتها من عضلته الظاهره من قميصه
- اااه يابت العضاضة، قالها وهو ينهض ويدعك مكان الألم ليجدها تتركه وتذهب نحو عرفتها بعدما حملت حقيبتها لتغلق الباب عليها من الداخل بقوة تعلن بحركتها هذا اعتكافها.

نظر الى اثرها وقال بعدما وضع يديه يجيب بنطاله: ازعلي غلاتي ازعلي، المهم انك جنبي ومسيرك هترضي، النهاردة، بكرة، بعده، هترضي وتتقبلي واقعك لان انا مهما عملتي مش هسيبك
(هييييييييييح بقا ايه الناس العسل دي، هو انا مش هيجي حد يقول مهما عملتي مش حسيبك ولاااا ايه )
شركة الجندي واللداغ...
سعد وهو يمضي لها الملف ويقول
- يعني أقدر اعتمد عليك
- طبعا، ما إن قالتها حتى أغلق الملف وقال بتأكيد.

- ميرال، عايزك تدربيها بنفسك وتعلميها الشغل من الألف للياء
أخذت منه الملفات وهي تقول- اعتبره حصل يا باشا، ثق فيا وما تشيلش هم
تنهد سعد بضجر وقال: بلاش باشا اللي مسكالي فيها دي أنا بحب بابا منك أكتر
ابتسمت بهدوء وقالت: وأنا بحب أقولهالك يا حبيبي بس زي ما أنت شايف احنا بالشغل
سعد بأصرار: حتى لو ماتنادنيش غير بيها، اتفقنا.

ضحكت بسعادة وهي تنهض من مكانها وتذهب نحوه لتحتضنه من الخلف وتقبل وجنته وهي تقول بموافقة: اتفقنا يا أحلى و ألذ بابا بالدنيا...
مسك يديها التي تحتضنه بها وقبلها ثم قال بمشاكسة ما إن التفت لها برأسه: واخدة راحتك أنتي هااا
ابتعدت عنه وهي تقول بتوضيح بعدما سندت ظهرها على المكتب لتكون بمقابل والدها اعمل ايه مش عارفة أستفرد بيك، في البيت ماما وسيلي مكوشين عليك فحبيت أستغل الوضع.

ابتسم باتساع وعينيه تلمع بحب أبوي كبير يحمله لها. حبيبة قلب أبوها اللي ماليا عليه دنيته
نظرت له ميرال بمشاغبة وقالت: الكلام ده ليا...
فين سيلين عنك تيجي تسمعك وأنت بدلع غيرها
نطق سعد بفرحة: البنت دي عفريتة، كل ما بقول هتعقل ألاقيها اتجننت أكتر، شكلها مش ناوية تكبر
نظرت له لفترة ثم سألته: بتحبها أوي صح؟
- بحبكم أنتم الاتنين زي بعض بالضبط بس بخاف عليها أكتر لأنها متهورة بتصرفاتها مش زيك.

ميرال بتفكير: بس أنا شايفة العكس، دي شاطرة وذكية وتعرف هي عايزة إيه بالضبط
اعتدل سعد بجسده وقال: ذكية آه بس نقية معندهاش خبرة بالحياة ولا لؤم الناس، اااااخ ياميرال لو تعرفي قد إيه نفسي اطمن عليكم والاقيكم كده واقفين على حيلكم وكل وحدة محققه حلمها واللي نفسها فيه وتكبره قصاد عيني كمان وكمان
نظرت له ميرال بستفسار: ده بس اللي نفسك فيه، طب مش نفسك تشوفنا في بيت العدل
- لاء.

ميرال بذهول: ايه ده،! ده بجد بقى اللي سمعته من ماما إنك ناوي تخللنا جنبك
سعد بغيظ: أمك قالتلك كده...
أومأت له برأسها وقالت: أيوة قالتلي كده...
ليقول سعد بضيق وهو ينظر لها بترقب: وانت رأيك ايه بقا إن شاء الله، عايزة تسبيني أنتي وأختك...
- أنا عايزة راحتك
- حلووووو يبقى مافيش حاجة اسمها جواز طول ما أنا عايش عايز أشبع منكم وأفرح بلمتكم حوليا كدة و لما أموت ابقوا اعملوا اللي يعجبكم.

ردت عليه بسرعة: بعد الشر عليك يا حبيبي، ايه الكلام ده، ربنا يديك طولة العمر
سعد بصدق: صدقيني مش هتفرق معايا إذا كان عمري طويل ولا قصير المهم عندي إن انتم تبقوا جنبي و بخير
ميرال بمحبة: أنا عن نفسي موافقة أفضل جنبك العمر كله الدور والباقي ع سيلي ياترى رأيها هيكون ايه
نطق سعد بلهفة: مقصوفة الرقبة دي بالذات مقدرش أعيش من غيرها فعشان كده اقامتها عندي اجباري مش اختياري...

ميرال بضحك وهي تؤشر عليه وتقول: شوفت يا بابا! أهو طلعت بتحبه سيلين أكتر مننا كلنا يالا اعترف
- قومي يابت روحي شوفي شغلك بلا اعتراف بلا وجع دماغ
- خلاص ماتزقش أديني رايحة بس بردو بتحبها أكتر
ناداها سعد بتذكير: ميرال ماتنسيش اللي وصيتك عليه
أومأت ميرال بطاعة: حاضر يا بابا بنت صاحبك في عنيا أنا هروحلها حالا بس قولتلي اسمها ايه
- منار
- ماشي يا حبيبي، أشوفك ع الغدا بقا. سلام.

قالت الأخيرة وهي تخرج من مكتب والدها لتذهب الى الطابق الثاني الخاص بالحسابات وما إن دخلته حتى ذهبت نحو الموظفة الجديدة لتعمل بتوصيات والدها العزيز
ولكن صعقت وارتدت الى الخلف بخطوة ما إن فتحت الباب و وجدته أمامها بمنظر مزعج لأنوثتها، كان يقف خلف تلك الفتاة التي أوصى والدها عليها بشكل قريب جدا وهو ينحني عليها و يضع يده على يدها بهدف التعليم.

اما ياسين بقى على وضعه ولم يهتم بها اطلاقا وما إن انتهى من ما كان يفعله حتى استقام بطوله وذهب نحوها بمنتهى الهدوء وهو ينظر لها بمكر و يقول: اهلا آنسة ميرال محتاجة حاجة
ميرال بثبات: عايزاك في حاجة مهمة. ياريت تتفضل معايا على مكتبي.

- تفضلي، قالها وهو يؤشر لها على الطرق بطريقة شيك، تخطته دون ان تنظر له وهي تكاد ان تنفجر من غضبها منه، وصلت الى المكتب وفتحت الباب ودخلت ليدخل بعدها ويغلق الباب ثم ذهب وجلس أمامها بطريقة زادتها غضبا على غضبها
- اهدي يا آنسة كده هتفرقعي
كزت على أسنانها وهي تسحب أنفاسها العميقة ثم قالت: ممكن أعرف كنت بتعمل ايه معانا
ياسين ببراءة: كنت بساعدها.

لتقول ميرال بعدم اقتناع لرده هذا: مساعدة ايه اللي كانت بشكل ده ممكن توضح
ياسين بلامبالاة مصطنعة ومكر داخلي
- حبيت أعرف منار ع أساسيات الشغل مش أكتر
نظرت له بسخرية واضحة وهي تقول: لاء صاحب واجب بصحيح، بس معلش تعالى على نفسك و سيبلي أنا المهمة دي مش عايزين نتعبك أومال احنا كا كادر فايدتنا ايه هنا لو عملت كل حاجة بنفسك...

و على ما اعتقد حضرتك عندك مسؤليات اكبر واهم بكتير من إنك تعلم موظفه مبتدئة الشغل...
- انا حبيت أساعد بس، ما إن قالها حتى ردت عليه بجدية تامة فقد ضاقت به ذرعا من مراوغاته التي لا تنتهي
- مستغنين عن خدماتك، وياريت اللي شفته من شوية ده مايتكررش يا أستاذ احنا في شركة محترمة
ضرب على مكتبها وهو ينهض ويقول بغضب من كلامها- شكلك نسيتي إن الشركة المحترمة دي أنا ليا فيها النص...

نهضت ميرال هي الأخرى وكتفت ساعديها أمام صدرها وهي تقول بغضب لا يقل عن الآخر
- طب كويس والله إنك لسه فاكر إن حضرتك هنا صاحب مكان ومش موظف عادي و ياريت تتصرف ع أساس النقطة دي و بلاش حركات مع الموظفات اللي نص كم دي
أخذ يحرك يده بانفعال وقد استطاعت فتاته ان تجعله يستغني عن شخصيته الراقية معها
- هو في إيه! أنتي شيفاني تلميذ قصادك عشان تديني المحاضرة دي كلها ولا إيه، ماااااالك...

هاااا مالك مولعة وبتاكلي في نفسك كده ليه؟
انطقي، هو مش انت اللي قولتي إننا مش
هننفع مع بعض و إني بفرض نفسي عليكي، طب
ليه دلوقتي لما شفتيني قربت من غيرك اتجننتي، اعترفي إن الغيرة أكلتك أكل
ابتلعت ريقها بخوف من هجومه عليها بالكلام ولكن لم تشعره باهتزازها لترد عليه بثقة ممزوجة بتهكم
- غيرة؟ ماتصدقش نفسك أوي كده، لأن مش ميرال الجندي اللي تغير على واحد زيك
اقترب منها بلمح البصر وسحبها من خصرها.

بقوة وقال بخشونة وقحة وهو يمرر شفتيه
علي وجنتيها: وماله اللي زي مش عجبك
دفعته عنها بضيق: لاء مش عجبني ولا عمرك هتعجبني بأسلوبك ده بصراحة صفاتك مش قد
كده، يعني باختصار مش أنت الراجل اللي تملي عيني
- ان ماخليتك تجري ورايا ودوبي بين ايديا بنظرة مني و وقتها صدقيني هكسرلك مناخيرك دي وهجيبها الأرض، قالها بتوعد خطير وهو يلمس أرنبة أنفها بخفة لتحرك رأسها بغرور وهي تقول.

- شكلك كده مش قادر تفرق بين البنات اللي عرفتهم قبلي وما بيني، لازم تفهم أنا غيرهم كلهم، و عمرك ماهتلاقيني بنزل للأرض إلا لو ربطت رباط جزمتي غير كده ماتلاقيش
- مغرورة و شايفة نفسك فوق أوي.

- مش يمكن أنت اللي تحت أوي وصغير أوي عشان كده شايفني فوق واعلى منك، ما إن قالتها حتى صرخت بصدمة عندما فاجئها بكف قوي جعلها تبتلع كلماتها المتبقية رفعت يدها ببطئ و وضعتها على وجنتها اليسرى وهي لا تصدق فعلته معها ولكن ما زاد الأمر سوء هو عندما سحبها من رسغها وأخذ يهزها بانفعال وهو يقول بغضب أسود وتوعد
- مش أنا اللي يتقالي الكلام ده، مش أنا اللي وحدة ست تطول لسانها عليه، سامعة، بقولك ساااامعة انطقي!

ميرال بخوف وتلعثم: سسس، س، سامعة
- شاطرة، قالها بإطراء مخيف وهو يمسك فكها بيده الأخرى وأخذ يحركه يمينا وشمالا وما إن دفعها بعيدا عنه بعنف حتى تركها وخرج من المكتب
رجفت شفتيها بصدمة من كل ما حدث معها دخلت إلى المرحاض الملحق في مكتبها بخطوات متعثرة وأخذت تغسل وجهها بيدين تنتفض وكأن مرض الرعاش قد أصاب كل عضلة فيها من هول الموقف.

استغرق منها الموضوع عشر دقائق لتفهم ماحدث وهي تعيد الموقف بذاكرتها مرارا وتكرارا، نظرت الى المرآة بالتحديد الى وجنتها لتراها محمرة وآثار أصابعه مطبوعة عليها
عند هنا وجن جنونها وكأنها الآن استوعبت ماحدث لها، سحبت المنشفة وجففت وجهها ثم خرجت من مكتبها لا بل خرجت من القسم كله متوجهة الى مكتبه بآخر طابق، وهي تفكر كيف تجرأ على ضربها
فهي من صدمتها بفعلته جعل عقلها يتوقف عن العمل.

وصلت الى هدفها واستغلت عدم وجود السكرتير لتفتح الاباب على الفور دون استأذان لتجده يقف بالمنتصف يتكلم بالهاتف ويعطيها ظهره، لم تنتظر انتهاء مكالمته او حتى معاتبته، ف السن بالسن والعين بالعين والبادي اظلم...
ذهبت نحوه بسرعة وسحبته من ذراعه وما إن التفت باستغراب حتى وجد كفها الصغير يستقر بكل قوتها على وجنته، ليتجمد الاخر بمكانه كالذي انكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء...

وأخذ يسأل نفسه، هل هي الآن صفعته ولكن لحظة تلك المجرمة لم تكتفي بهذا فقط بل كادت أن تضربه ممگره اخرى الا انه مسك يدها وأغلق هاتفه بسرعة بوجه المتصل و وضعه بجيب بنطاله وهو ما زال ينظر إلى لها بعدم تصديق
سحبت يدها منه بعنف ثم رفعت سبابتها بوجهه وهي تصرخ به بانفعال: اوعى كده بقولك، والله ثم والله لو رفعت ايدك عليا مرة تاني لقطعهالك وأدفنك بمكانك فاهم...

انهت كلامها واستدارت لتخرج ولكن بلمح البصر سحبها داخل أحضانه وشفتيه اسرت شفتيها بقبلة دامية، ولكن ما إن وجدها تقاومة حتى حاوط خصرها ورفعها الى الأعلى لتكون بمستوى طوله وهو مازال مستمتعا بمذاقها حد العنة ولم يحررها منه حتى وجدها تكاد ان تموت من الاختناق
ابتعد عنها وسند جبينه على خاصتاه وهو يقول
بلهاث: بحبك.

- حبك برص ياقليل الأدب والله أنا رايحة أقول ل بابا على عمايلك دي، قالتها بغضب وبنبرة تهدد بالبكاء من فعلته الوقحة معها...
اخذ يضحك عليها من كل قلبه فهي تتذمر كالأطفال
ولكن سرعان ما تلاشت ملامحه. لحظة، هل ميرال ذهبت الان تركض لمكتب والدها حقا؟
- تعالي يابت الله يخربيتك هتفضحينا، قالها وهو يخرج خلفها بسرعة ليدخل خلفها الى مكتب والدها ليجدها تحتضنه وتبكي
نظر سعد الى ياسين بستغراب ممزوح بشك وقال لها.

- هو في ايه يا حبيبتي مالك مين اللي زعلك بالشكل ده
- ياسين. قالتها ببكاء لتجد الاخر يقاطعها وهو يقول
- ماكنش قصدي يا آنسة أنا بس حبيت أهزر معاك
سعد بضيق: هو في إيه مالها ميرال يا ياسين باشا
ياسين بكذب: حبيت أعرف غلاوتك عندها بس فقولتلها باباكي تعب من باب الهزار يعني وقبل ما أوضح ليها إني بهزر لقيتها جريت على هينا وهي بتعيط.

رفع وجهها بين يديه وهو يقول بعشق خاص بها: حبيبة ابوها ياناس، خلاص يقلبي أنا قدامك
أهو وصحتي زي البومب
نظرت ميرال بضيق ل ياسين ثم التفتت نحو والدها مرة أخرى وقالت: قول لشريكك مايهزرش معايا تاني
ياسين بتدخل سريع قبل أن يرد الآخر عليها
- خلاص ياستي أنا آسف، حقك عليا
- أسفك مرفوض
نظر لها سعد بعتاب: ميرال مش كده، هو أنتي من امتى كنت قليلة ذوق مع حد.

ميرال باختناق وهي تمسح دموعها: أنا قليلة ذوق مع اللي يستاهله، من بعد إذنك يابابا انا هستأذن أرجع البيت
سعد بقبول: ماشي يقلبي تعالي أوصلك البيت
- لاء مافيش داعي هخلي السواق يوصلني
- طيب يا حبيبتي خدي بالك من نفسك
كان ياسين يقف بعيدا عنهم ويراقبهم بتمعن، وما إن تركتهم وخرجت حتى كاد أن يلحق بها ولكن سعد أوقفه وهو يقول بجدية وغيرة
- سيب ميرال بحالها وماتقربش منها تاني.

تنهد بصبر وقال بتصنع: كنت بهزر معاها مش أكتر
قطب جبينه وقال: أنا مش صغير عشان أصدق اللي قولته من شوية
- بس ده فعلا اللي حصل وبصراحة تفاجئت من ردة
فعلها، هي مش صغيرة عشان تيجي وتجري عليك
بالشكل ده، دي عندها 28 سنة.

ليرد عليه سعد بغيرة أب: مركز في عمرها كده ليه وبعدين أنا ربيتهم كده، حياتي عبارة عنهم وحياتهم عبارة عني، وياريت تكون حذر بتعاملك مع ميرال بعد كده ولو نهيت أي تعامل مابينكم يكون أحسن، لأنها حساسة جدا فوق ماتتصور زي ما أنت شايف كده وأنا مش بستحمل عليها الهوا مش بقى زعلها ودموعها اللي اغلى من حياتي
- علاقتك ببناتك غريبة، مش شايف إن خوفك عليهم مبالغ فيه وتعلقهم فيك بالطريقة دي شئ أغرب.

- ماحلتيش غيرهم ولا أغلى منهم عشان أخاف عليهم
وليل ونهار بدعي إن ربنا يبعد عنهم ولاد الناس اللي عايزة تخطفهم مني وتبعدهم عن حضني، قالها سعد بغيرة صريحة فهو لاحظ محاولات ياسين المميته للاقتراب من ابنته الكبيرة
لوى ياسين فمه وقال بضجر قبل أن يتركه ويخرج
- ربنا يتقبل منك، ويخليهملك
( حياة سعد بناته، وحياة بناته هو، معادلة متبادلة لا يفهمها ولا يقدرها إلا القليل )
مساء في فيلا الجندي.

فتح الباب ودخل بتعب وجهد جسدي بعد يوم عمل طويل و حافل، نظر حوله بستغراب ف المكان نظيف جدا وهادئ جدا والإضاءة قليلة تكاد أن تكون معدومة
نظر الى ساعة يده ليجد أن الوقت مايزال باكرا على النوم، تنهد وذهب نحو السلم ليصعد ولكن قبل ان يصل لفت انتباهه ضوء المطبخ مضاء هذا يعني بأن معشوقته هناك.

أخذته قدميه نحو المطبخ ليبتسم بحب حقيقي وهو يسند نفسه على إطار الباب ما إن رأها تتنقل بين الرفوف تنظفها، ولكن ما لفت انتباهه وجعله يقطب جبينه باستغراب هو تأفؤفها العالي وضجرها الواضح وهي تتوجه للمغسل وأخذت تجلي الأطباق بطريقة
وكأنها تنتقم منهم
اما داليا كانت حالتها حالة شعرها مرفوع بإحكام على شكل كعكة، ثيابها واسعة أو دعنا نقول بإن هذه ثياب ترتديها وقت حملة التنظيف فقط.

أخذت تغسل الأطباق وتلمعها وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة وكأنها تحاول أن تخرج كل ما بداخلها بهم، كانت في عالم آخر حقا لم تشعر بذلك الذي أخذ يراقبها ولا حتى شعرت. عندما بدأ يقترب منها
- ماله حبيبي زعلان من إيه، وما إن همس بكلماته هذه وهو يحاوط خصرها من الخلف ودفن رأسه بعنقها حتى شهقت بخوف وهي تقول بعتاب
- حرام عليك يا سعد وقفت قلبي.

- سلامة قلبك يقلبي أنتي، مالك مين اللي مدايقك ومزعلك عشان جيتي تطلعي غيظك بالأطباق المساكين دول
رمت ما بيدها والتفتت له وقالت
- انت اللي مدايقني
- اناااا، ليه عملتلك إيه
أبعدت نظرها عنه بزعل وقالت
- ماهو المصيبة ماعملتليش حاجة، من يوم ما رجعنا وانت مطلعني من حسباتك خالص، كل حاجة بتفكر فيها وبتعملها ألف حساب وكتاب إلا انا...
- خلاص يا حبيبتي حقك عليا أنا فعلا مقصر معاكي.

داليا بعدم اقتناع: أيوة يعني دلوقتي إيه، أعمل فيهم إيه الكلمتين دول...
مرر كفه على وجهه بأرهاق وقال
- طب قولي عايزاني أعمل إيه وأنا أعمله...
- بصراحة أنا تعبت وعايزة شغالة تساعدني في شغل البيت
نظر لها سعد برفض لهذا الطلب وقال
- أجيب شغالة ليه إن شاء الله، والبيت في ست وبنتين، وكل وحدة فيهم تقدر تفتح بيت لحالها
ولا هو بطر وخلاص
- بنات ايه بس، ده وقت الشغل الكل بيهرب...

ميرال برا البيت طول اليوم ولو رجعت بتكون تعبانة و سيلين تكون زي الحصان الرهوان وهووووب وقت الشغل ألاقيها جالها مغص فظيع وبتجري تستخبى بأوضتها
ضحك بحب على ذكرها وهو يقول: إيه ده هي العفريتة لسه بتهرب من شغل البيت ده أنا قولت انها كبرت وعقلت شوية...
- سيبك من ده كله، وقولي هتعملي اللي أنا عايزاه.

زفر أنفاسه بقوة وقال: داليا أنتي عرفاني مش بحب حكاية الشغالين دي ولا بستنظفهم، ومش بستطعم الأكل إلا من ايدك ولا نفسي تتفتح إلا لما أشوفك أنتي والبنات بترتبو السفرة مع بعض
ولا بقدر ألبس هدمة عليا لو ماكنتيش انت اللي غسلاها وكوياها بيدك ليا، أنا بحب اهتمامك بيا
ليه عايزة تحرميني منه
حاوطت عنقه بذراعيها وأخذت تقول بتوضيح.

- أحرمك ايه بس دي أحلى لحظات حياتي وأنا بخدمك فيها، ده أنا مستحيل أسمح بيوم حد يعملك حاجة غيري، بس أنا عايزة شغالة تساعدني بتلميع الفيلا بغسل الأطباق، ياحبيبي افهمني العيشة هنا غير الشقة اللي كنا عايشين فيها
المكان كبير وفي نجف كتير وتحف وحاجات كتير أوي محتاجة مسح كل يوم وتلميع وأنا لحد ما أخلص ده كله يبقى يومي خلص...
وبعدين مافيهاش حاجة يعني لما تشتري راحتي وأنت الحمدلله مقتدر وقادر إنك توفره.

هااااا قولت ايه، وافق عشان خاطر دودو بتاعتك، ولا أنا ماليش خاطر عندك
- الأمر لله، موافق، بس بشرط تعامليها بما يرضي الله و تكون بس للتنظيف، حاجتي وحاجة البنات ماتجيش جنبها والأكل محدش يعمله غيرك
داليا بفرحة كبيرة: وأنا موافقة، روح يا سعد ربنا يريحك زي ما هتريحني من الهم ده.

- طب هاتي ده وروحي رتبي الباقي عشان نخلص بسرعة ولا هنقضي اليوم كله هنا، قالها وهو يفتح لها ربطة المريول من خلف ظهرها ثم جعلها تنتزعها ليرتديها هو ثم أبعدها قليلا ليتولى هو الغسل عنها
- لا ماينفعش أنت كمان تعبان هات عنك
- تعبي بيروح لما بشوفك بس ياست بيتي، قالها وهو يضع رغوة سائل الغسيل على وجنتها و وجهها لتضحك من مشاكسته لها...
سعد بتساؤل: البنات فين مش معقوله يسيبوكي كده.

تنهدت داليا بحيرة: والله ما عارفة مالهم النهاردة راجعين قالبين وشهم وعدل ع أوضهم دول حتى لا تغدوا ولا تعشوا وأنا من خنقتي لوحدي قولت أعمل حملة تنظيف
سعد بشرود: ماعرفتيش مالهم
داليا بجهل: لا والله، كل ما اسألهم بيردو بحاجات تافهة ماتخشش بعقل طفل
سعد بقلق: نخلص وأطلع أشوف حكايتهم إيه
- لا خليها لبكره سيبهم ياخدو مساحتهم، مش عايزين نخنقهم بخوفنا عليهم
- طب هيجيني نوم ازاي وهما كده لازم أفهم مالهم.

- سيبلي حكاية النوم ده عليا أنا، قالتها بشقاوة وهي تقف الى جانبه بعدما قبلته بعمق من وجنته بقوة ثم أخذت ترتب الأطباق النظيفة بمكانها الخاص
وما أن انتهوا حتى احتضنها من كتفها وأخذ يصعد الدرج معها ليجدها تقول بمغزى: طب إيه، أكيد بعني المساعدة دي مش لله، عايز قصادها حاجة صح اعترف، اعترف
- كنت هاااا كنت ناوي آخد حاجة بس بعد اليوم ده...

من الشركة للمطبخ، ده أنا أبقى جدع أوووووي لو عرفت أقلع القميص حتى، أنا آخري دلوقتي أقولك تصبحي على خير، قال الأخيرة وهو يريد أن يدخل غرفتهم بهروب منها ولكن منعته ما إن أمسكته من ذراعه
- والله أبدا لازم أكافئك بعد تعبك معايا، واذا كان ع القميص أنا هتولى المهمة دي، قالت الأخيرة وضحكت ما إن وجدته ينفجر بالضحك عليها
ليجرها من رأسها نحوه ويقبل جبهتها وهو يقول
- بحبك يادودو.

- وأنا كمان بحبك يا سقف بيتي وفرحة عمري...
بس بردو مش هسيبك، تعالى بس، الليلة يعني الليلة ياعمدة افهمها بقى، قالتها وهي تسحبه معها للداخل ثم أغلقت الباب خلفهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة