رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر
بقي اسبوعان على انتهاء المهلة اللتي حددتها انجلينا قبل ان تلاقي مصيرها اللذي اختارته، ليون لم
يعد يرغب في العودة الى القصر، منذ رجوع لوشياس كل شيء اصبح مختلفا، لا يرغب في رؤية أي
شخص من عائلته كأن كل الولاء اللذي يكنه لهم والذي كان السبب في خسارته لحبيبته تحول الى.
لوم يصعب عليه التعامل معه، يلوم لوشياس وامه وديم ونفسه بكل تاكيد،
لكن هل هو فعلا يلوم لوشياس بعد كل مافعله به
لقد خان اعز انسان لديه اخاه وسرق حب حياته منه
نظر نحو انجي الممددة بهدوء يثير الاعصاب
اعادت اليه رؤيتها محاطة بكل تلك الالات منظر لوشياس المهشم والدماء تغطيه في المستشفى.
بسردينيا، اقسم يومها ان يعاقب بدون رحمة او شفقة من كان السبب في تدمير اخيه، فدمرها هي،.
دمر حب حياته وحب حياة لوشياس ودمر نفسه اكثر بالمقابل
اقترب منها يلثم اصابعها الشاحبة
حبيبتي قالها والدموع تنزل على وجهه لا تتركيني الان، ليون اللذي احببته سيضيع اذا رحلت، فكري.
بطفلينا فكري بلوسيا، اجل انجلينا اسميتها تيمنا بلوشياس لعله يتفهمنا يوما ويعذر حبنا اللذي ولد.
في ظروف صعبة
رغما عنا
اتعلمين شيئا ما عاد علينا الاحساس بالذنب بعد اليوم، لوشياس قد عاد سنسى احقاد الماضي انجلينا.
سنعيش فقط من اجل حبنا سننعم بالسعادة اخيرا
فقط استيقظي، عودي إلى لن استطيع العيش من دونك اقسم لك ان روحي ستحترق في الجحيم من دونك.
كان صوته يخرج متاثرا ومجروحا بسبب كل الالم اللذي ذئب على تخزينه بداخله
كانت لحظة اعترف فيها بالحقيقة لنفسه قبل اعترافه لها
نسي انه في المستشفى وانه ربما ليس وحيدا
جاء صوت ديم كالسوط من وراءه
-اذا ليونايديس العظيم سليل الامجاد والبطولات الملحمية لديه قلب، يال الحب اضاف ديم بسخرية.
التفت الى مصدر الصوت كان ديم او ما تبقى من ديم واقفا يسند ظهره الى الباب
ديمتريوس فقد الكثير من وزنه و اصبحت الهالات الزرقاء المحيطة بعينيه بلون سواد الليل لم يفقد.
وسامته لكنه ظهر جليا انه يكابد الما عميقا
- ديم، ما اللذي تفعله هنا
- ما اللذي افعله هنا؟ حقا يال الجحيم تسالني الان بكل وقاحة ما اللذي انا افعله هنا.
بينما السؤال هو اين كنت انت حين كانت انجي تكابد الام الوضع، اين كنت وقت الجراحة واين كنت حين اغلقت عينيها.
للمرة الاخيرة طالبة مني انهاء حياتها بيدي اين اجبني صرخ ديم بعصبية واضحة
ليون ضل واجما لبعض الوقت يحاول تحليل ما قاله ابن عمه
حبا بالله بماذا تهذي هل اصبت بالجنون
الجنون هي صفة من صفاتك الحصرية ليون، ولولا جنونك بالانتقام منذ البداية لكانت انجي اليوم حية بيننا.
هي حية قال ليون بحزم
الى متى قال ديم بحزن الى الغد الى الاسبوع المقبل بعد عشرين يوما وبعدها ياتي
الموت الرحيم
بماذا تهدي الان قال ليون بغضب
اقول الحقيقة ليون، انجي طلبت مني ومن المستشفى ان يوقفوا داعم الحياة اذا مضى
شهر على وجودها في المستشفى دون اي تحسن، لم تكن تريد التحول الى نبتة
شهر هل انت مجنون لقد بقي لوشياس فالغيبوبة سنيتن قبل ان يعود
كانت ليون قد انتبه الى ما قاله متاخرا.
ما اللذي قلته سال ديم وعلامة الدهشة على وجهه
لاشيء قال ليون محاولا كبت مشاعره
قلت ان لوك حي وانه عاد
لوك لم يمت لوك حي
لم يستطع ليون الكلام كانت كل عضلة من وجهه تعبر عن ما بداخله
ايها الحقير، ايها الحقير امثالك يجب ان يتعفنوا في سرمدية الجحيم
اللعنة عليك
امسك ديم بتلابيب بدلة ليون الفاخرة غارسا اصابعه فيها
قبل ان تسقط يداه بوهن ويجري خارجا من الغرفة تاركا ليون في صدمته الجديدة.
في مكتب مدير المستشفى كان ليون يتكلم بعصبية: تقول انها ارادت ان تنزعوا الدعم عنها بعد اقل من 5 اسابيع هل تعرف ماذا يعني هذا بالله.
عليكم هذا
يسمى قتلا مع سبق الاصرار
سيدي هون عليك نحن اخر من يمكنه قتل مريض نعلم انه من الممكن ان يتعافى
غير ان الغيبوبة مازال موضوعا يصعب مناقشته تتدخل فيه عوامل كثيرة منها رغبة عائلة.
المريض
والمريض نفسه
انا عائلتها، انا كل ما تملك انا اكون زوجها وارفض تماما ان توقف دعم زوجتي
انا خائف سيدي من انك لم تفهم معنى كلامي جيدا السيدة انجي طلبت بنفسها ايقاف
الدعم عنها
وفي هذه الحالة نحترم قرار المريض قبل عائلته
ليس لدينا حل اخر اذا لم تسيقظ السيدة اورليوس بعد اسبوعين سيكون من المؤسف
ان اخبرك اننا سنحقق رغبتها الاخيرة.
انتفض ليون من على كرسيه قائلا بغضب اذا سيكون من المؤسف ان اهد هذا المعبد
على اصحابه، لا تعبث معي ايها الطبيب كانوا اقوى منك وكسروا بسرعة
هل اعتبر هذا تحذيرا ام تهديدا سيد اورليوس قالها الطبيب بحزم
الاثنين معا رد ليون ببروده القاسي انت حقا لن ترغب في ان ترى الوجه الاخر لليون اورليوس اؤكد لك.
خرج ليون بعدها من غرفة مدير المستشفى صافقا الباب بقوة رجت كل ما على سطح المكتب
في قصر عائلة اورليوس وصل ديم الى الباب يطرقه بعنف، اتت مارتا مسرعة لتفتح له
كان هائجا اختلطت عليه كل المشاعر
اين هو قال بعصبية
من
لا تلعبي معي يامارتا لست في مزاج لذلك اين لوشياس
هل علمت
بحق الله اين هو
انه في غرفته القديمة
وقبل ان تتم كلامها كان ديم قد وصل الى الدرج بخطوات كبيرة
ليختفي بنفس السرعة اللتي ظهر بها.
وصل ديم اخيرا الى غرفة لوك، دون حتى ان يطرق
فتح الباب بقوة
كان لوك واقفا امام الشرفة المطلة على البحر من بعيد
التفت ليجد ديم امامه
ديم كيف حالك قالها بصوته المرح
كان ديم يحدق في لوك والدهشة تعلو معالم وجهه
اذا لم يكن ليون يكذب انت حي انت هنا، يا الهي اخي الصغير لقد عدت
اقترب ديم من لوك يعانقه بحب اخوي كبير
لقد عاد الطف وانبل فرد في عائلة اورليوس كلها.
هون عليك يا صديقي ما بال هذه العائلة تتعامل معي كانني عدت من العالم الاخر لقد
كنت في غيبوبة والان صحوت هذا ليس بالشيء المهم
بل هو كذلك
قال ديم بحزن بالغ، لقد دفناك لوك، هناك شاهد قبر عليه اسمك منذ سنتين انت لا تعلم.
ماذا فعل رحيلك بالعائلة
وعن ملاكي اضاف لوك بحب
لا تعلم كم اشتاق اليها، كان علي ان اذهب الى نيويورك واعيدها معي،
اذا كانت الغيبوبة اعطتني درسا فهو ان لا اؤجل عملا بعد الان، انت لاتعرف ما في جعبة.
القدر من مفاجئات لنا ديم
كان ديم ينصت وقد اصبح وجهه مزيجا من الحزن الممزوج بالحسرة عصر يديه اكثر من مرة لعن ليون الف لعنة بداخله ثم قرر اخيرا الكلام.
لوك اعرف ان ما ساقوله لك يعتبر صدمة كبيرة، لكنني مللت الاكاذيب والخداع اخوك ليون،.
لم يخلص
لذكراك كما تتصور، دنس حبك النقي العفيف لانجي وتزوجها منذ سنتين، لديه طفلين منها اليوم لوك.
لو كانت الكلمات تقتل الانسان لكن لوك الان صريعا على الارض
ماذا رد بصوت مرتعش انت بماذا تهدي اين عرفها كيف لا، لا، لا يمكن
سكت ديم قليلا كان يعرف ان كلماته لها وقع الملح على جروح لوك المفتوحة
عرفها في اليوم اللذي كنا نحضر فيه عرض فيكتوريا سيكرت الخريفي
اذكر انك اتيت يومها غاضبا لتطلب النقود نحن اعتقدنا ان الفتاة اللتي كنت تلقبها بالملاك.
ليست الا متسلقة صغيرة تبحث عن الثروة
رفض اعطائك المبلغ اللذي طلبته وانت رحلت، تخيلت لسنوات ان معرفتك بخيانته لك مع
انجلينا تلك الليلة هي السبب وراء رحيلك والسبب وراء الحادث
كانت كمية المعلومات اللتي يستقبلها دماغ لوك غير طبيعية
كل ما كان يدور بداخله
هو ان ليون سلب ملاكه، ليون سرق منه حب حياته
سقط على ركبتيه عيناها كانتا ضيقتين من الالم
احاول النهوض من دون جدوى كأن جاذبية الارض اصبحت اضعافا.
صرخ بكل قوته اللعنة عليك ليون، اللعنة عليك اخي.