قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

استيقظت انجلينا من النوم على صوت طرق عنيف على الباب، فركت عينيها الناعستين لتزيل عنهما النوم، من من الممكن ان يطرق بابها في مثل هذا الوقت المبكر، ازالت عنها الغطاء بتمهل واندست في روبها قبل ان تغادر غرفت النوم متوجهة نحو المدخل
سيدة روز الوقت مازال مبكرا للزيارة، اندي عاد للنوم منذ ساعتين فقط
كانت تتكلم وهي تفرك عينيها ظنا منها ان جارتها العجوز جاءت للاطمئنان عليها وعلى الطفل.

علت الدهشة وجهها، لم تكن هي، كانت تحدق الان بسبعة انشات ونصف من الرجولة الطاغية، اطالت النظر الى الغريب اللذي يقف امام بابها من دون وعي وسامته طغت على كل شيء اخر كان وسيما بشكل مدمر،
اظنك قد اخطات العنوان سيدي، السيدة روز تسكن الطابق الاول
علت ابتسامة ساخرة الوجه الوسيم وهو يخاطبها بازدراء: - تنسين بسرعة عشاقك انجلينا، لا شك انها عادة قديمة، لكني مندهش انك نسيت والد طفلك ايضا.

هزت الصدمة انجلينا بقوة جعلتها ترتعش، حاولت اخفاء الارتعاش عن شفتيها قبل ان تحاول اغلاق الباب في وجهه
-لا عزيزتي، لا
ليس بهذه السهولة يكون التخلص مني،
اطبق بيده على معصمها بوحشية دافعا الباب الذي كانت انجلينا تصارع لاغلاقه، فتحه من دون أي عناء قبل ان يصفقه بقوة، دون ان يحرر معصمها من يده
اهدئي لن تؤدي سوى نفسك بمقاومتي، اتيت فقط لنتكلم بهدوء -
لكن عن أي هدوء يتكلم كان الشرر يتطاير من عينيه.

ماذا تريد؟ ليس هناك شيء نتحدث عنه -
- بلى، هناك شيء، وشيء مهم، هناك اخفاءك لطفلي عني ومحاولة حرماني منه
لو كانت النظرات تقتل لكانت انجلينا الان غارقة في دماءها عينا ليوناديس كانتا سوداوين بلون الليل ملامحه الجميلة تحولت الى ملامح شيطانية بغضب أسود يهدد بالخروج
رمشت انجلينا من بين رموشها الكثيفة تحاول ان تتاكد من انها لا تحلم وان الشخص الماثل امامها فعلا حقيقي وليس من نسج خيالها.

- ارتجفت شفتاها وهي تردد هامسة ليونايديس هذا انت
رد بهدوء مصطنع: بلحمه ودمه.

تركها ليونايديس في صدمتها ليجول بعينيه في الشقة بنظرات مشمئزة، الشقة بدت صغيرة جدا مقارنة مع ضخامة بنيته وطوله الفارع
اذا هذا ما انتهيت اليه تسكنين هذا الجحر القذر، اعترف ان هذا المكان يليق بك اردف بنظرة عدائية.

حياتي ليست شأنا من شؤونك
- ربما، اضاف باستخفاف - لكن حياتي ابني تهمني كثيرا، تكونين حمقاء لو ظننتي للحظة اني ساسمح لابني بالبقاء هنا في هذه المنزل الحقير
- منزلي ليس حقيرا قالت انجلينا بمرارة وانا اتدبر اموري بشكل جيد لذا ما رايك لو تاخذ غرورك اللعين وتغادر منزلي فورا
ساغادر انجلينا لكنني لن اغادر وحيدا، اردف بهدوء خطر - جئت لاخد ابني معي
ما اللذي تقوله،؟ كان كمن صب عليها سطل ماء بارد.

انا بالتاكيد احلم وخزت انجلينا نفسها محاولة ان تخرج نفسها من هذا الكابوس، لكنه لم يكن كابوسا انها حقيقة مرعبة ماثلة في شخصه هو
قاومت لتخرج نفسها من ذ هولها، صدرها يهتز من هول ما تسمع انه هنا جاء ليسلبها اخر ما تملك، صغيرها، استجمعت اخيرا قوتها وصرخت فيه: - فلتذهب الى الجحيم سكتت للحظة بعد ان خنقتها الدموع و احتقنت دموع جديدة في عينيها مهددة بالنزول ارحل ليونايديس مطلقا لن اسمح لك باخده.

- اتيت من اجل ابني ومن المستحيل ان اذهب من دونه قال بغطرسته اليونانية المعتادة هي تعلم انها غير قادرة على ان تزيد من غضبه الان ولو ارادت كانت نار مستعرة تطل من عينيه الله وحده يعلم ما يمكن ان يفعله، كان الشر باديا على وجهه اللذي اظلم من شدة غضبه، كل كلمة تخرج من فمه تجلدها كالسياط
- ساخد ابني معي الى اليونان انجلينا هذا هو الواقع تقبليه تعايشي معه، بموافقتك او من دونها ابني سيرافقني،.

دفع يدها التي تتشبت الان بذراعه متوجها صوب غرفة الرضيع
- حبا بالله ليونايديس لا يمكنك ان تاخذه مني اللعنة انا امه، كانت كمن تكلم جدارا، طائرتي ستقلع بعد ساعتين أضاف دون ان يوجه نظرة واحدة نحوها كل اهتمامه كان منصبا على ابنه النائم في مهده الصغير انه جزء منه، ابنه الذي لم يعرف عنه شيئا سوى من اسبوع اخفت اللعينة عنه وجوده
دارت الدنيا بانجلينا أتكات على عارضة الباب بغرفة طفلها لكي لاتقع.

حاولت ان تبحث في ملامحه عن ذرة شفقة، كانت مستعدة للتوسل لتحتفظ بالطفل
لكن وجه ليوناديس بدا باردا وقاسيا، من مستحيل ان يرضخ لتوسلاتها ولو ركعت عند قدميه
حاولت اخيرا ان تجد صوتها لتتكلم...
اخرصها باشارة من يده
لن نتكلم هنا لا اريد اقلاق نومه -
يال السخرية، كان يتعامل كاب حقيقي مع انه لم يره سوى منذ لحظات هذا ما فكرت به وهي تلحقه نحو غرفة المعيشة.

، كانت الغرفة صغيرة وفارغة تقريبا سوى من اريكة وحيدة متهالكة وطاولة طعام صغيرة ازاح ليونايديس احد الكراسي وجلس عليه مريحا قامته المديدة، تأملته انجلينا رغما عنها كان شكله وهو جالس كانه خرج للتو من مجلة للعرض، مسحت بسرعة هذه الافكار من راسها انها الان تعيش مصيبة ان يؤخد ابنها منها وهي تفكر بمذى وسامته حقا هذه هي مضاعفات الصدمة
لم يفت ليونايديس شرود انجلينا، اخرجها من شرودها بسؤاله.

هل من الممكن الحصول على بعض القهوة في هذا البيت -
اعاد صوته الرخيم انجلينا الى الواقع
ماذا قلت -
كنت اسال اذا كان من الممكن ان تحضري فنجانين من القهوة لكلينا، أهذا كثير لطلبه، اضاف باستهزاء
اطرقت انجلينا بعض الوقت ثم قالت
ليس لدي قهوة، لكن يمكنني تحضير فنجان من الشاي اذا اردت
لا داعي لذلك سنشربها خارجا -.

شعرت انجلينا بذهول فتحت على اثره فمها غير مصدقة، هل هو مجنون دخل شقتها رغما عنها هددها باخد رضيعها منها، وألان يعرض عليها احتساء القهوة لاشك انه فقد عقله
لا داعي لهذه النظرات، واغلقي فمك قبل ان تصابي بالبرد قال بتهكم وسخرية
اخرجتها كلماته من افكارها لتهتف لاهثة: - حبا بالله بماذا تهدي هل انت بكامل وعيك تطلب مني ان اخرج معك.

- ليس هذا ما اطلبه بالتحديد انا اطلب منك ان ترافقيني الى اليونان وتكوني اما لأبني، تابع كلامه حين لم تجب
- كوني مطمئنة انجلينا، حاليا لا افكر في الانتقام منك كما خططت منذ علمت بأمره مصلحة اندريوس فوق كل مشاعر حقد احملها لك لن احرمك منه، بالمقابل ستاتين معي بكامل رضاك
- انت لا تفهم ليونايديس انا لا يمكنني المغادرة معك حتى وان وافقت.

- بسبب ديون المستشفى؟ اهذا ما يقلقك؟ عادت الى ملامح ليونايديس نظره رجل الاعمال الواثق
- انسي الامر واعتبري كل ديونك ومشاكلك المالية قد حلت، من هذه اللحظة سأتكفل بكل شيء بالمقابل لا اطلب منك غير مرافقتي
رمشت عيون انجلينا الخضراء الجميلة
-لكن كيف عرفت بديوني
رد ليونايديس بدون اكتراث
- لنقل اني اعرف عنك الكثير، اعرف كذلك انك بعت منزلك، وانك مدينة بقرض كبير ببساطة انت على مشارف الافلاس.

اصبحت اعصاب انجلينا مشدودة كالوثر
ردت بكبرياء
- مشاكلي ساجد لها حلا لوحدي وانت يمكنك ان تذهب انت وأموالك ونفودك الى الجحيم
في لحظة قفز من مقعده كنمر متربص اقترب منها بشكل خطير احست بانفاسه الدافئة تلفح وجهها.

- لا تعانديني انجلينا لست ابدا ندا لي، ولا تدعي الشجاعة امامي يمكني ان اكسرك ببطء و اتلذذ بذلك، بمقدوري اخد حضانة كاملة على ابني لاتملكين ما تدفعين به اتعاب محام متدرب بينما انا املك جيشا من المحامين، ستتوسلين إلى راكعة قبل ان ينتهوا منك.
لم تكن تفكر او تسمع شيء مما يقوله، اسكرتها رائحة دخانه وعطره الرجولي قربه اشعل فيها نارا يصعب اخمادها.

كان هو من انتبه متاخرا لقربه الشديد منها نظر اليها كانه يراها لاول مرة
وجه بيضاوي وعينان خضروان بلون غابة ماطرة انف صغير به القليل من النمش، ركزت عيناه بشغف على شفتيها المنفرجتين بلون الكرز.

وفقد كل شيء معناه الا من عنقهما الحار المليء بالمشاعر المختلطة
شعر بجسدها ينتفض من احتياجها اليه، قبل شفتيها بتمهل شديد منتزعا منها اهات من الشوق رفعت يديها تطوق عنقه وهو قربها اليه الى ان كادت تصبح جزءا منه
ظلى على تلك الحالة لحظات طويلة لم يخرجهما منها سوى صوت اندي الباك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة