قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السادس

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل السادس

توجه سليم الي جامعته التي افتقدها بشده، القي محاضرته وسط ترحاب شديد من طلابه، انهي محاضرته وتوجهه الي الي مكتبه، تذكر لقاءاته المستمرة بحبيبته، كم كان يعشق ابتسامتها، كان ينتظر انتهاء اليوم ليبدأ يوم جديد فينعم برؤيتها، كان يكره ايام العطلات فيوم اجازته يعني حرمان من وجودها امام عينيه...
استمع الي صوت احدهم يستأذن بالدخول
سليم: مش معقول دكتورة رحاب، ايه المفاجأة الجميله دى.

رحاب: وحشتنا جدا يادكتور سليم انا نزلت الجامعه وحضرتك بالعمره، حمد الله على سلامتك، اخبارك ايه ونودى عامله ايه بجد الفضول هيجنني عايزه اعرف قصة الحب الجميله دى ماشيه ازاي
سليم وهو يتنهد بحزن: الاول طمنيني عنك، بعد..

رحاب وهي تقاطعه مبتسمه: بعد ايه تقصد جواز محمود، اطمن يادكتور محمود بعد خناقتكم في الحفله جالي بيت ابويا زى المجنون مقدرش يتحمل فكرة ارتباطي بحد غيره، سألني هل ممكن اتجوز غيره، لقتني غصب عني بقوله لأ مستحيل اسمح لغيرك يدخل حياتي، حتى، لو انت بعتني انا مقدرش
في نفس اللحظه رجعني لعصمته تاني، ومنع اي حد من اهله يدخل بينا وبفضل ربنا وبسببك رجعنا لبعض وعندنا دلوقتي ولدين زى القمر، سليم وسلمي.

سليم بسعادة بالغه: تعرفى اني كنت محبط النهاردة جدا وكلامك غير حالتي المزاجيه كلها، ربنا يسعدك يادكتورة رحاب انا بعتبرك اخت غاليه جدا
رحاب: قولي بقي انت ونداء عاملين ايه ومعاكم اولاد اد ايه
سليم: انا ونداء حصل بينا حاجات كتييير اوي، ليبدأ سليم في سرد ماحدث بينه وبينها حتى، انتهي.

رحاب: معقول يادكتور، بجد انت موقفك صعب جدا ممكن اعذرك فيه لكن سامحني انا من وجهة نظرى ان نداء هي اللي ضحت فعلا عشان تسعد عمر وتسعدك بجد انا مشفقه عليها جدا...
انا كنت بقرأ في عيونها حبها الواضح ليك صعب فعلا اللي حصلها، عموما الحمد لله ان ربنا جمعكم على خير وربنا يكمل حملها واتمني اشوفها قريب
سليم: ان شاء الله يادكتورة رحاب اكيد، نداء هتفرح جدا لما تعرف انك رجعتي الجامعه.

انتهي سليم من الجامعه ومر بشركته لانهاء بعض الاوراق ليجد ناريمان بانتظاره...
سليم: اهلا مدام ناريمان
ناريمان بلهفه واضحه: وحشتني جدا يادكتور سليم بجد الفترة اللي انت سافرت فيها كانت صعبه اوي
سليم وهو ينظر اليها بتعجب: متشكر، حضرتك في حاجه في الشغل اقدر اعملها
ناريمان: لا بس عندي طلب شخصي وارجوك توافق
سليم: اتفضلي سامعك.

ناريمان: عايزة اخد رأيك في هديه مناسبه لبابا، عايزاك تنزل معايا محل هدايا اشتريله مفاجأة، هو بيحبك وبيعجبه ذوقك وانا معنديش حد اخده معايا وبجد الهدية دى هتفرق مع بابا اوي، بليز متقولش لا ولو مش فاضي النهارده هستناك لما تفضي
سليم: مادام ناريمان بجد انا مش هقدر ومعنديش وقت و...
قاطعته ناريمان: يادكتور بلاش تكسفني بالشكل ده يعني دي اول مرة اطلب منك حاجه.

سليم باحراج وتوتر: خلاص هحاول اشوف وقت مناسب واتصل بيكي
ناريمان: اوك، ممكن رقم الموبايل
سليم بعد ان اعطاها رقم هاتفه وغادرت: هو ايه اللي انا بعمله ده...

تجلس سارة تنتظر ان يبدأ نديم الحديث
سارة: نديم، انت ساكت ليه
نديم: مش عارف اقول ايه، بصي ياسارة انا بجد مش عايز اظلمك معايا بس محتاج تديني فرصه افهم نفسي ومشاعرى، انا معجب بيكي جدا وحاسس ان الاعجاب ده متبادل، عارف انك منتظرة مني كلام تاني بس مش هقدر اوعدك بشيء حاليا، هتقدرى تتحمليني ياسارة
سارة: هتحملك يانديم لاني حاولت ابعد ومقدرتش
امسك يدها وهو يشعر بالسعادة وفرصه ليبدأ حياته من جديد...

مرت بعض الايام لم يترك نديم فرصه للقاء سارة الا وفعل سليم ونداء يتعاملون بحذر، ناريمان تنتظر فرصة التقرب من سليم
في احد المولات يجلس نديم مبتسما لسارة التي يبدو عليها الحزن
نديم: ياسارة افهميني لازم اسافر انا حياتي هناك مش هنا وحتى، لما نتجوز هتكوني معايا هناك، اتمني تتقبلي الوضع بسهولة
سارة بخجل: لما نتجوز هبقي معاك في اي مكان بس دلوقتي هتسبني وتسافر
نديم: انا كده مش هسافر ياسارة، بلاش الدموع دي.

سارة: ارجوك يانديم اوعي لما تسافر تنشغل عني، انا اتعودت كل يوم اكلمك واسمع صوتك
بينما يتحدثان لاحظت سارة تغير ملامح نديم بالكامل لتنظر باتجاه نظره لتري سليم وبجانبه امرأة جميله، يتحدثان معا
نديم: عن اذنك دقيقه ياسارة، لم ينتظر ان يستمع الي ردها بل اندفع باتجاه سليم وتلك المرأة
نديم: اهلا يادكتور سليم، هو شغل الشركة اتنقل هنا في المول...

سليم بتوتر: اهلا نديم، لا ابدا مدام ناريمان عميله عندنا بالشركه وبساعدها تشتري هديه لمناسبه
نديم بسخريه: اهه وياتري نداء تعرف ان حضرتك هنا، لاني رايح البيت بعد شوية تحب ابلغها اني قابلتك ولا ملوش لزوم
قاطعته ناريمان بمكر: وحضرتك مين اصلا
نديم: لم يجيبها بل اكتفي بالنظر اليها بتعجب
نديم موجها حديثه لسليم: اعتقد الرد وصلني يا سليم..
تركهم نديم فجأة مثلما جاء، توقف عقل سليم عن العمل..

لينظر باتجاه ناريمان بضيق
سليم: بقالنا كتير بنلف يامدام ناريمان، وانا عندي معاد مهم
ناريمان: خلاص ناخد الساعه اللي شفناها من شوية، واسفه عالموقف اللي حصل
سليم: مفيش حاجه حصلت يلا بينا
توجه نديم الي سارة بغضب لم تراه عليه من قبل
سارة: في ايه يانديم ومين مع دكتور سليم.

نديم: انا من البدايه قلت انه ميستاهلش نداء، دلوقتي انا فهمت متغير مع اختي ليه، دي كانت هتموت وهو كل اللي هامه انها مكنتش في شرف استقباله لما رجع من العمره، وهو داير مع واحدة شكلها مش مظبوط، لازم نداء تعرف وحالا.

امسكت سارة يده: استني يانديم بلاش جنان، اختك حامل وحملها مش مستقر، وغير انها بتعشق سليم وممكن يحصلها حاجه لو سمعت منك الكلام ده، انت لازم تسمع لسليم مش لانه ابن عمتي، بس سليم مستحيل يبص لواحده غير اختك، ارجوك يانديم بلاش تتسرع.

في المنيا تجلس زينه تتحدث بالهاتف الي نداء التي تفتقد وجودها..
نداء: وحشاني يازينه، الدنيا من غيرك مش حلوة خالص
زينه: عارفه يانداء فعلا انا الحياة من غيري ملهاش طعم
نداء: يا الله بتخرجيني من الموود، المهم البيبي عامل ايه وامتي هيجي ان شاء الله، ونونو الصغيرة عامله ايه
زينه: نونو الصغيرة مبعرفش اتفاهم معاها طالعه لابوها بتشاكل ومعندهاش تفاهم
مهاب وهو يمسكها من ملابسها: ماله ابوها يا زينه.

زينه: استغفر الله العظيم، خضتني ياعم
مهاب: عم، والله عال اومال فين الرقه والسهوكة بتاعت زمان
زينه بابتسامة سخرية: الرقه راحت معاك انت وبنتك وكنت بقول لنداء ان البت بنتك دي طلعالك، مش عجبها حد وشكلية
مهاب: دي حبيبة ابوها، ست البنات الصعيد كله هيتمني نظرة منها
زينه: طب ياحج الله يكرمك سبني اكلم نودي لحسن قربت تنام مننا
نداء: خلاص يازوزو روحي لجوزك، سلميلي على عمتو هدي كتيييير.

زينه: حاضر يانونو خلي بالك من نقسك.

استطاعت سارة ان تقنع نديم بضرورة التأني بشأن سليم ونداء
عاد سليم الي المنزل ليجد نداء قد غادرت المكتب والمكان المخصص لنومها وصعدت الي غرفتهم، رغم تحذيره لها من صعود السلم
سليم: انا مش قلتلك تفضلي تحت يانداء؟
نداء: الحمد لله انا بقيت كويسه وفي حاجات محتاجاها من الاوضه، وكمان حضرتك مبتدخلش المكتب عشان انا فيه قلت اريحك وتاخد راحتك.

سليم وقد امسك يديها بقوة ويبدو عليه الغضب: يعني بتعاقبيني ولا ايه مش فاهَم
نداء: لو بعدي عنك بتعتبره عقاب يبقي الحمد لله اني لسه بأثر فيك، لسه جواك مكان ليا
سليم: انت اكيد اتجننتي، لسه بتشككي في حبي ليكي.

نداء: مش انا السبب، انت ياسليم، قولي انا عملت ايه عشان تقسي عليا وتبعد عني، من قبل ماتسافر وانا حساك متغير وقلت يمكن لاني انشغلت بنديم شويه بس مش مبرر انك تقسي عليا ده اخويا بقالي سنييين تعبت من عدها محرومه منه اكتر من ١٠ سنين بعيد عني ومع ذلك عذرتك وقلت الغيرة عند الرجاله طبيعيه، لكن ايه مبررك دلوقتي انا لما وقعت مهمنيش نفسي كل اللي خفت منه ان ابنك يحصله حاجه، خفت تلومني اني ضيعته...

سليم: لانك غبية، انا مش عاوز اولاد مش عاوز حاجه من الدنيا غيرك، انا متغيرتش انا تعبان، قربت اتجنن وانا حاسس اني زي الاطفال المتعلقين بامهاتهم مش عايزك تبعدي عن عيني، بغير من الكل نديم وولادي وامي وزينه، بغير من نداء بنت مهاب عشان اسمها مرتبط باسمه، بغير من اخويا الميت من سنين لانه اخدك مني وبسببه بعدتي عني بحاول ليل نهار اتحكم في غيرتي، عارف انه حرام اتعلق بيكي بالدرجه دي واني لازم اتحكم في مشاعري بس مش قادر، لكن تتهميني اني بفكر في غيرك، مش لاقي رد اقوله، وهتنزلي تحت تاني ومن هنا ورايح تسمعي الكلام من غير مناقشه.

نداء: لا مش هنزل وملكش دعوة بيا
سليم: تمام، يبقي تنزلي بالقوة، ليحملها بين يديه فتتمسك به بقوة باكية: نزلني ياسليم ارجوك مش عاوزة انزل عشان خاطري
توجه سليم بها الي اسفل دون كلام ليضعها بالفراش وسط بكاءها الحاد، ليحتضنها حتى، هدأت
سليم: اسمعيني كويس يانداء لاني مش هكرر كلامي اتحمليني الايام دي ارجوكي ممكن اكون بقسي عليكي او بزعلك ممكن اعمل اي حاجه الا الخيانه مش انا اللي يخون، ولا انت تتخاني.

نداء: طيب فيك ايه، انا هموت من التفكير، ايه مغيرك ياقلبي
سليم: خليني انام بقالي كتير مش بنام وتعبان
احتضنها باحتواء وخوف واستكانت هي مؤقتا...

في المنيا تنتظر زينه قدوم والدتها بلهفه فقد اشتاقت اليها كثيرا لم تأتي الي مصر منذ عامين وبجانبها يجلس والدها منتظرا على امل العودة مرة ثانيه.

بعد ان غادر سليم البيت توجه لاحدي المراكز الطبيه الكبيرة لعمل بعض الفحوصات عله يستريح من هذا الهاجس الذي يؤرقه، ولكن قاطعه اتصال من نديم يخبره بضرورة لقاءه.

نديم: مين الست اللي كانت معاك ومن غير كدب
سليم: انا عمري مابكدب، ثم ان ده شيء ميخصكش
نديم بعصبيه: يخصني ولو متكلمتش هقول لندا وهي تعرف بطريقتها
سليم بغضب اكبر وغيرة واضحه: ملكش دعوة ومتدخلش بينا، انت فاهم
نديم: مش هيحصل واوعي تفتكر ان علشان اختي بتحبك ممكن تغفرلك خيانتك.

انا هسكت مؤقتا علشان حالة نداء متتحملش انفعال، انا هسافر قريب واعتبر انها فرصة ليك تراجع تصرفاتك، لكن وحياة اختي عندي يادكتور لو عرفت انك لسه على علاقة بالست دي لكون مطلق نداء منك وواخدها معايا هي وولادها
سليم: اعتقد انك خلصت كلامك، بعد اذنك عندي شغلي مهم ومش فاضيلك.

تأكد نديم من شكوكه ناحية سليم فهو لم ينفي علاقته بتلك المرأة ولم يدافع عن نفسه احس نديم بالحزن من اجل شقيقته، لكنه لن يتركها ولن يتخلي عنها مهمها حدث!

وصلت نادية الي بيت ابنتها، احتضنت ابنتها بقوة
زينه: كده ياماما اهون عليكي، سنتين مشوفكيش
نادية: غصب عني يانور عيني بس السفر مش سهل، واخوكي ربنا يبارك فيه صرف كتير في علاجي وسفري مكنتش عايزة اكلفه اكتر وانزل مصر.

توقفت ناديه عن الكلام عندما وجدت والد زينه يقترب منهما بحذر، شعور بالخجل ممزوج بالخزي من افعال لا يمكن اصلاحها، أحساس بالأمل والعودة لحياة جميله اضاعها بيديه كان يحسده الجميع على زوجته واولاده وهو كان يبحث عن غيرها...
استأذن الجميع ليبقيا وحدهما
نادية: ازيك ياوجدي، اخبارك ايه
وجدي: الحمد لله بخير، وحشتيني ياناديه.

نادية بألم واضح بصوتها، : تخيل فضلت كام سنه منتظرة اسمع الكلمة دي، كام مرة اقنعت نفسي ان بعدك عني كان كابوس وهصحي الاقيه انتهي، تخيل كام مرة صحيت من النوم ادور عليك بخوف، ولما افوق واتأكد انك مش موجود ابدأ الوم نفسي واعاتبها على بعدك، فضلت اعاتب نفسي كتييير لدرجة اني كرهت نفسي بقيت انا وهي اعداء، عارف امتي اتصالحت مع نادية اللي انت قتلتها ياوجدي، لما قابلتك مع مراتك وعملت نفسك مش شايفني، فاكر اليوم ده، كرهتك.

وجدي: كرهتيني!
نادية: ايوة كرهتك وكرهت ضعفي وانتظاري ليك، مين قال ان اللي بيحب مبيكرهش، ده على اد الحب بيكون الكره، خصوصا لو كان واحد غدار وخاين والتاني مسلمله روحه بدون شروط، كل ذنبي ان حبيتك باخلاص ومنتظرتش مقابل، اهملت في حقك، كل الستات بتقصر غصب عنها لكن مش كل الرجاله خاينين يابو مازن
وجدي: بس انت لسه مراتي.

نادية: لانه مبقاش فارق معايا وجودك من عدمه، ايه يعني لسه على ذمتك، هنتطلق ليه، هتجوز تاني مثلا، لتضحك بسخريه، ياريت كان ينفع، بس اذا كان انت سبتني من ١٣ سنه علشان كبرت ومبقتش ماليه عينك.
مستحيل احس معاك بالامان مرة تانيه، كل اللي يهمني دلوقتي ان علاقتك تتحسن بولادك وبس
وجدي: وانت ياناديه
ناديه: انا عشت سنيين لوحدي، من غيرك اهو قدامك محصلش حاجه لسه عايشه الحياة مبتقفش، ولو وقفت بنموت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة