قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثامن عشر والأخير

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثامن عشر والأخير

رواية وصفولي الصبر الجزء الثاني للكاتبة نداء علي الفصل الثامن عشر والأخير

مرت الايام يعيش الجميع حياته حلوها ومرها
يسعى سليم الي احتضان زوجته وابنائه ونيل رضا والدته لكي يسعد في دنياه واخرته
يحاول مهاب احتواء الجميع فقد اعتاد تحمل المسؤولية منذ صغره ولا يود ان يخذل احدا الأن
يحاول نديم ان يستمر بحياته رغم مرارة البعد الا انه يتمني لها السعادة، وتحاول هي الا تظلم من قررت الارتباط به.

تجتهد ناريمان في ادارة اعمال والدها بجدارة علها تنال ثقته مرة ثانية، تبتعد عن سليم مثلما امرها والدها حتى، وان كان ابتعاد مؤقت
تحاول جاسمين وعمار التقرب من نديم ومعرفة سبب حزنه الدائم، تتصل جاسمين بنداء لتشعرها بوجودها معها حتى، وان بعدت المسافات.

بعد مرور شهرين عاد سليم الي متابعة شركته واعطاء وقت اكبر للجامعه، مازال كما هو يحافظ على سمعته الحسنه بين القليلين من ممارسي مهنة المحاماة والذين تبقي لديهم ضمير في وقت انعدم وجوده عند الاغلبية ممن يشتغلون بهذه المهنة
لديه الكثير من المحبين والاصدقاء، وبالتأكيد لديه اعداء وحاقدين على نجاحه وتميزه
وتبقي نداء هي الدافع والسند له في احلي واحلك اللحظات
سليم متحدثا بالهاتف الي خاله، والد سما وسارة.

سليم: السلام عليكم اخبار حضرتك ايه وحشني جدا
حسين: وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا حبيبي، مراتك وولادك عاملين ايه
سليم: الحمد لله بخير، انا بتصل بحضرتك اخد رايك في موضوع ولو حضرتك موافق نحدد معاد واجيلك انا وصاحب الشأن
حسين: خير يا سليم اتفضل يا بني
سليم: الاستاذ سيف الدين صاحب مكتب المحاماة المسؤول عن قضية سما، كلمني وعاوز يتقدملها
حسين: بس يا بني سما لسه تجربة طلاقها مأثرة فيها واعتقد انها هترفض.

سليم: لو حضرتك موافق انا هتصرف مع سما وبأذن الله هقنعها، حضرتك عارف ان البنات بعتبرهم اخواتي، وسيف الدين من اكتر الناس المحترمة اللي قابلتهم في حياتي، راجل وله مركز ومع ذلك عارف ربنا كويس هو نفس سني وكان كاتب كتابه على بنت خالته بس انفصلو لانها متحملتش ظروفه، كان في البداية ماديا يعتبر تحت الصفر وهي استعجلت وزهقت انه كان مسؤول عن اخواته البنات ووالدته وبمرور الوقت وبمجهوده بقي واحد من اشهر المحامين وماشاء الله ماديا مرتاح جدا.

حسين: خلاص يا بني اللي تشوفه انا اللي يهمني سعادتهم
سليم: طالما حضرتك يهمك سعادتهم يبقي خليني اكلمك بخصوص سارة كمان
حسين: مالها سارة ماهي مخطوبة
سليم: انا هقول لحضرتك كل حاجة.

نداء: وحشتني يا نديم بجد لو بايدي هجيلك وافضل معاك علطول
نديم: حبيبة قلبي اعتقد ان سليم لو سمعك هيعمل خطة علشان يتخلص مني
نداء: ربنا يخليك ليا يا ديمو، قولي بقي اخبار الشغل ايه
نديم: تمام، والماستر هخلصها بعد ٣ ايام واكيد هتفيدني بشغلي
نداء: كويس جدا لانك لازم تنزل وتحضر العقيقة بتاعت نديم الصغير
نديم بسعادة: انت هتسميه نديم؟
نداء: ومين اغلي منك عندي علشان أسمي ابني باسمه، ها هتحضر بقي.

نديم: كده لازم احضر، هيبقي شكلي وحش
نداء: واوو، هستناك يا قلبي.

عاد سليم الي البيت ليجد والدته بغرفتها ومعها اطفاله الثلاثة، عمار وقاسم، وسولي
نظر اليهم بسعادة ثم توجه الي والدته، ايه ده يا امي نداء سيبالك الاولاد ومكتفية بسي نديم بتاعها
جميلة بضحك: يا الله من غيرتك يا سليم..
سليم: بحبها يا جميلة نفسي اخبيها عن الكل
جميلة: يا قلبي ربنا يسعدكم، واطمن يا سيدي انا اللي اخدت الولاد لان نديم واخد تطعيم ومغلب نداء.

سليم: اه صح شوفتي بقي الغيرة طيرت عقلي خالص، هطلع اطمن عليهم واطلب من الدادة تحضر الاكل لاني جعان جدا
جميلة مع اني عارفه انك هتطلع وتنسي نفسك بس خليهم يحضروا الأكل انا ونودي عاملين محشي هيعجبك
سليم: يا سلام اهو ده الكلام الصح، مع اني عارف ان نودي كانت بتلعب مش بتحشي
جميلة: والله انت ظالمها دي بقت شطورة وبتطبخ حلو، وبعدين احنا كنا فين دي ياما حرقت أكل.

سليم: خلاص يا ماما تسلم ايدك وايدها انا هطلع اغير واطمن عليها وانزل.

سليم: نونو انت فين يا حبيبتي
اقترب سليم ليجدها نائمة بهدوء بجانب صغيرها حمل سليم صغيره ووضعه بالتخت المخصص له ثم مال يقبلها برقة
نداء بفزع: ابني، الولد فين انا وقعته عالارض ولا ايه
سليم محتضنا اياها: حبيبي ما تخافيش انا حطيته في سريره علشان اخد انا مكانه
هدأت نداء قليلا ثم اختبئت اكثر باحضانه
سليم: كملي نوم وانا هاخد حمام واننزل نتغدي لاني جعان
وجدها شاردة قليلا فاقترب منها متسائلا.

سليم: انت كلمتي نديم النهاردة
نداء: ايوة كلمته وقلتله يجي يحضر العقيقة بتاعت النونو، ووافق بس خايفه يقابل سارة ويتعب لما يشوفها مع خطيبها
سليم: المواجهة دي مهمه للاثنين، سارة شكلها مش مبسوطة نهائي في خطوبتها الكل ملاحظ ده ونديم بيحاول يهرب، لو شافها مع خطيبها هيتأكد انها بقت ملك غيره ويعيش ويواصل حياته وممكن هي تاخد قرار لما تعرف انها لسه بتحب نديم
ابتسمت نداء بسعادة: تعرف ان حروف اسمهم زي انا وانت.

N S
سليم: احنا مفيش زينا يا عمري وروحي، ماما قالتلي اني هطلع وهنسي نفسي معاكي تعرفي عندها حق انا دلوقتي مش عاوز اكل خليني انام في حضنك شوية قبل الواد ده ما يصحي.

منذ اخر مكالمة لهما لم تتصل به ثانية، انتظرت منه اتصالا ولم يفعل، احست بارتياح فربما لن يتصل وتنتهي تلك الخطبة ولكنه عندما احس انها قد تتركه تراجع وقرر ان يراضيها حتى، يمتلكها.

مروان: شكلك زعلانه يا سارة وبتعقبيني
سارة: لا ابدا بس انت مشغول وانا كمان ورايا شغل ومش فاضية
مروان: خلاص بقي انا اسف ياستي وقت ما كلمتيني كان عندي مشكلة في الشغل ومزاجي وحش مفروض تتحمليني شوية
سارة: خلاص يا مروان حصل خير في حاجة
مروان: لا بس كنت محتاج منك خدمة
سارة: لو اقدر اكيد مش هتأخر اتفضل
مروان: ابن صاحب الشركة اللي انا شغال عنده متهم في قضية ومحتاج سليم ابن خالك يترافع عنه.

سارة: والله انا عارفه ان سليم شغله كله شؤون قانونية وحاجات خاصة بالعقود، مبيشتغلش في القضايا المشبوهة زي القتل والمخدرات والسرقه الا لو حد هو واثق من برائته، ومعتقدش ان ابن صاحب شركتك من النوع ده
مروان: يا سارة واحنا مالنا هو انا هناسبه، دي هتكون خدمة للراجل واكيد هيكافئني، وبعدين الولد شاب صغير ومسكوه بيتعاطى مخدرات يعني طيش شباب، انت بس كلمي ابن خالك وملكيش دعوة.

سارة: طيب بعدين هكلمك يا مروان جايلنا ضيوف وماما محتاجاني، يلا مع السلامة.

مروان بعد ان اغلقت سارة الهاتف: بقي كده يا سارة بتقلبيني، ماشي بس نتجوز وانا هعلم اللي خلفوكي الأدب
توجه سليم لبيت خاله وبصحبته سيف الدين
سليم: بعد اذنك يا خالي تسيبني اقعد مع سارة وسما لوحدنا شوية وحضرتك خليك مع سيف الدين.

سليم: ها يا سمسمة ايه رأك في سيف، واد حليوة ودمه خفيف صح
سما: يا ابيه انا مش بفكر في الموضوع ده خالص
سليم بحنان: لسه بتحبي طليقك، ممكن ترجعيله
سما: مستحيل انا مش تافهه للدرجة دي، لو قدرت اسامحه على كدبه وجوازه في السر وضربه ليا ازاي اسامحه في حق ابني اللي مات بسبب اللي حصل، عمري ما اسامحه.

سليم: يبقي تعيشي يا حبيبتي وتفتحي قلبك لواحد يستحقك، راجل يصونك ولو انا مش متأكد من سيف واخلاقه مليون المية عمري ما كنت قلتله توافقي، انت حاسه ناحيته بنفور او كره
سما: لا والله بالعكس هو انسان ذوق ومحترم
سليم: يبقي خلاص نديله وندي نفسنا فرصة، هطلب منه فترة تتعرفوا على بعض، ارتحتي تمام حسيتي انك عاوزة تنسحبي في اي لحظة ولا يهمك وانا معاكي
سما: خلاص اللي حضرتك تشوفه.

لم تكمل سما حديثها بسبب جرس الباب، ولم يكن القادم سوى مروان
سارة بتعجب: اهلا مروان، مقلتليش انك جاي يعني
مروان: حبيت اعملك مفاجأة، ايه امشي تاني
سليم: اهلا باشمهندس مروان اتفضل
مروان: دكتور سليم حظي حلو جدا
سليم: متشكر، اخبارك ايه
مروان: كويس الحمد لله، بس كنت طالب خدمة من حضرتك وسارة رفضت تكلمك
سليم: خير اتفضل تحت امرك
مروان: ...

سليم: زي سارة ما قالتلك انا مباخدش قضايا من النوعية دي والكل عارف كده، واسف دي مسألة مبدأ، لو اي حاجة في امكاني اعملها وتخصك انت عمري ما هتأخر
مروان: لا عادي متشغلش بالك، انا فاهم طبعا
سليم: ارجو متكنش زعلان، وان شاء الله تشرفني مع سارة اخر الاسبوع عاملين عقيقة لابني الصغير، هنتظركم
مروان: اكيد طبعا يشرفني يا دكتور.

انصرف سليم وسيف، وبقي مروان يحاول ان يبدو هادئا ولكنه يشعر بالسخط والغضب من سارة هو من البداية يري انها فريسة سهلة اهلها يمتلكون الكثير وابن خالها من اشهر الشخصيات ولكن يبدو انه قد اخطأ بحساباته.

جاء موعد الحفل، استعد الجميع، ارسل سليم لأهله جميعا فهو يريد يوما مميزا، حضر مهاب وزينة وهدي، صفوت وعائلته، وقد اتي نديم وعمار وجاسمين، رحاب لم تستطع الحضور بسبب الحمل ولكن اتي محمود نيابة عنها.

نديم جاء متأخرا يخشي ان يقابلها لن يستطيع الصمود طويلا فروحه تهفو اليها يود فقط لو يختطفها
تقف سارة مع مروان تحاول ان تجذب معه حديثا علها تهدأ قليلا ولا تفكر بنديم
سارة: مالك يا مروان مش مبسوط بالحفلة ولا الشغل وحشك
مروان: عادي انا معرفش حد في المكان فطبيعي ابقي ساكت
سارة: ما انت عارفني ومع ذلك متكلمتش ولا كلمة من وقت ما جيت وبقالك كام يوم مبتتصلش ولا بتسأل
مروان: عندي شغل.

سارة: اوك مع اني عارفه انك زعلان من رفض سليم للقضية
مروان: ولما انت عارفه بتسألي ليه ولا هو استعباط
سارة: ايه الطريقة اللي بتكلمني بيها دي انا مسمحلكش
في الوقت ده كان نديم زهق من الحفله ومن الناس حاسس بالغربه بين الكل، قرر يبعد شوية نفسه يتنفس هوا، خرج برة المكان وسمع صوت عالي واحد بيتكلم مع واحدة وبيقولها.

مروان: تسمحي او لا انا ميهمنيش غير مستقبلي وشغلي
و مش كل ماتشوفي وشي تقوليلي الكلمتين دول، انا مش فاضي ومن الاول مفهمك اني مركز في شئ واحد اني اعمل لنفسي مكانة كبيرة، ولو جوازي منك هيكون عقبه في حياتي يبقي قلته احسن، مليون بنت غيرك يتمنو يكونو مكانك
لينظر هو ناحية الفتاه، ليجدها هي من رفضت حبه وفضلت البقاء ببلدها، ليجد قلبه يحرك لسانه رغما عنه يدافع عنها امام هذا الاحمق الذي لا يقدر قيمتها.

، خلاص يا محترم روح للمليون وسيبها هي للواحد اللي يشوفها بمليون واحدة
الشاب بغضب: وانت مال اهلك
ليرد عليه بلكمه اطاحت به عقابا له على اهانة فاتنته...
لينظر اليها فلا يجد سوي نظرات الم وضياع وحب وامتنان لتهمس باسمه الذي اشتاق اليه منها، نديم
ليرد عليها بنفس الهمس ليه كده، ازاي تسمحي لنفسك ترتبطي بحيوان زي ده، الشيء الوحيد اللي صبرني على رفضك لحبي هو انك تكوني اخترتي صح، تقومي تختاري ده!

سارة: غلطت زمان وكان لازم ادفع تمن غلطتي واعتقد مفيش عقاب اكبر من انك الوحيد من بين الكل تسمع اهانت وضعفي لا وتدافع عني عمرك شفت عقاب اكتر من ده
نديم: فيه طبعا، اتجوزك ووقتها نبقي نتحاسب...

خرج الجميع على اصوات الشجار الدائر بين نديم ومروان، الذي لم يستوعب بعد ما يحدث
مروان: قولي بقي انك شيفالك عريس جديد
نديم: احترم نفسك وملكش دعوة بيها بدل ما اقتلك
سليم: في ايه انت وهو، في ايه ياسارة
سارة: والله يا ابيه ما عملت حاجة هو، مروان هو كان بيزعقلي ونديم سمعه وضربه
سليم: متشكر يا نديم تسلم ايدك
مروان: انت اتجننت انت كمان، انت بتشجعه
سليم وقد امسك مروان من ياقة قميصه ليشعر مروان بالخوف.

سليم: انا واقف من الاول يا حيوان وسامعك وانت بتعلي صوتك عليها وانتظرت انها تخلع دبلتها ترميها في خلقتك بس للاسف سكتت، سارة العاقلة اللي بعتبرها بنتي سمحت لواحد سفيه زيك يهينها، علشان كده بشكر نديم...
اخلعي الدبلة اللي في ايدك اديهاله.

بعد مرور سبع سنوات
يجلس بحديقة المنزل يقرأ بعض الكتب فكلما مر الوقت زاد شغفه للقراءة، ولنداء التي يشعر بالغضب منها فلأول مرة تنسى يوم ميلاده، انشغلت بوجود نديم وزوجته سارة وابنه الكبير محمد وطفلته دانا
جاءت نداء تبتسم بدلال فابتسم رغما عنه، جلست بين يديه كعادتها تختبئ باحضانه...
نداء: كل سنة وانت طيب ومنور حياتي ودنيتي
سليم: اول مرة تنسى عيد ميلادي.

نداء: مستحيل يا حب عمري، بس قلت لما نديم يروح عالبيت علشان ادلع عليك براحتي، سولي في المنيا مع مهاب، عمار وقاسم في المدرسة ونديم بيه صمم يروح مع تيته جميله وهي بتشتري الحاجات اللي هنعمل بيها عيد ميلاد الدكتور
سليم: يعني مفيش غيرنا، اخيرا هتكوني ليا لوحدي ولو خمس دقايق.

نداء: طول عمري ليك لوحدك، انت وبس، لما بتحب حد غالبا قلبك بيلغي تفكيرك ومش بتشوف في حبيبك عيوب، انا قلبي وعقلي اتفقو على حبك، بس لو تبطل الغيرة الزيادة دي
سليم: لو بطلت اغير عليكي يبقي مش بحبك، الراجل لازم يغير ولما يبطل يغير يبقي مش راجل تعرفي سيدنا على كان بيعشق السيدة فاطمة لدرجة انه كان بيغير عليها من السواك.

حَظيتَ يا عُود الأراكِ بثغرها *** أما خِفت يا عُود الأراك أراكَ
لو كُنتَ من أهل القتال قتلتُك *** ما فَاز مني يا سواك سواك
اخرجت نداء ميدالية فضية مطبوع بها حرفيهما معا ومكتوب بجانب الحرفين (وصفولي الصبر).

حملها سليم بين يديه بحب بينما تملأ ضحكاتها هذا البيت، الذي حرم من السعادة سنوات ولم تملؤه البهجة سوى بوجود
نداء عشق سليم، وحب حياته.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة