قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر والأخير

رواية وصفولي الصبر الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر والأخير

رواية وصفولي الصبر الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الخامس عشر والأخير

نداء بتحاول تقنع زينه بفكرة السفر:
بيت عمة سليم هنروحه وقت الفرح بس احنا هنقضى هناك اسبوع وانا بتوتر من الزحمه ومش بعرف اتعامل مع حد بسهولة الايام دى وجودك هيدينى ثقة في نفسي يازينه، عارفه انى بقيت مملة وبعتمد عليكى في كل شىء
زينه بحب وتوضيح: يانونو انتى اختى وحبيبتى وانا بستمتع بوجودك اكتر بس ماما ازاى اسيبها؟
نداء:.

سليم هياخدها البيت مع مامى ومامته ووالدتك لما تعرف انك هتقضى وقت حلو هتوافق والشغل سليم هيديكى اجازة، ايه تانى
زينة: مش عايزة اشوف مهاب ياندا انا بجد زعلانه منه هو صحيح معشمنيش بحاجة بس انا عشمت نفسي حسيت انى ممكن اعيش عادى واحب واثق في الناس تانى بس هو صدمنى خصوصا انه اعترف انه بعد عنى وخطب غيرى وهو قاصد كان بيتهرب من مسؤولية ظروفى زعلت منه ومن نفسي اوى، للاسف انا حبيته.

نداء بحب ونظرات تفاؤل: مهاب حد أصله طيب في كتير مواصفات تشفعله غلطه ربنا بيقول ان كل الناس بتغلط المهم نتوب ونرجع عن الغلط، وعلى فكرة يازينه انا كان ممكن اكدب وهخليكى تسافرى عادى بس انا عيزاكى تبقي مستعدة، مهاب مخطط انك تسافرى معانا عشان والدته وعمه عايزين يشوفوكى ويجو يتقدمولك وهو واخد الفرح حجة عشان يخليكى تسامحيه، وطالما انتى بتحبيه يبقي بلاش تضيعيه منك اديله فرصه هو راجل وهيصونك.

زينة بتفكير: خلاص هكلم ماما ومازن وان شاء الله هسافر معاكم عشانك انتى وبس يانداء انا هعتبر انى مسمعتش باقي الكلام وهسيب الباقي على ربنا لو ليا نصيب مع مهاب ربنا يجمعنا على خير ولو مليش ربنا يقدرنى وابعد عنه وانساه
استأذنت زينه والدتها التي رحبت بشده فهي تشعر بابنتها واطمئنت بعد ان تحدث معها مهاب واعتذر منها ووعدها باصلاح الامور.

انتهى سليم من عمله واخذ نداء في طريق عودته
سليم: اتفقتى مع زينه يانودى عالسفر
نداء: ايوة خلاص هنعدى عليها بكرة واحنا ماشيين ناخد مامتها نوديها البيت عندنا ونطلع احنا عالمطار
سليم: الحمد لله كده تمام، حبيبتى عندها لبس مناسب للسفر والفرح
نداء: لما نروح هجهز اللبس ولو في شىء ناقص نبقي نشترى من هناك.

سليم بتأكيد: اكيد البلد هناك هتعجبك جدا، دى عروس الصعيد احنا رايحين بلدنا اسمها مغاغة، بلد طه حسين مش اى حد بردة...
نداء: كفاية انها بلدك انت..
سليم: ياحبيبى بلاش تبصيلى كده احنا في الشارع وانا مجنون اصلا
نداء بهدوء: اوك ركز بقي في الطريق بليز لانى بخاف من الطريق، احس سليم بخوفها فهى منذ حادثة نديم تكره الخروج والسيارت...
سليم بهدوء: حاضر ياعمرى بس ممكن طلب؟
نداء: اكيد طبعا..

سليم: بنات عمتى منى ومريم وريم بيحبو الهيصه والرقص واكيد هيحاولو يخلوكى تعملى زيهم، ايييياك اسمع انك رقصتى ياحبيبتى او لبستى حاجه مكشوفة او ضحكت بصوت عالى او، لتفاطعه نداء وهى تضحك بقوة، وايه كمان يادكتور؟
سليم: وتعرفى كل اللى يشوفك انك مراتى لان لو جه حد وفكر يعمل زى محسن ويتقدملك هقتله..

نداء بتوضيح لسليم: على فكرة مش محتاج تقولى الكلام ده كله ومش محتاج تقلق اصلا انا مبقتش جميلة زى الاول ومعتقدش انى مختلفه للدرجة دى انت بس عشان بتحبنى عيونك بتقلب الحقايق
وبالنسبة للرقص اكيد مش هرقص، مكانتى العلمية لا تسمح...
سليم بابتسامه: تعرفى اول مرة كلمت ماما عنك وقالتلى اوصفك، قلتلها انك اجمل بنت شفتها والأجمل انك الوحيدة اللى مش حسه بجمالك ده.

عموما ياحبي انا مش هأكد على كلامى انا عارف انك شطورة وبتسمعى الكلام..
نداء بتذمر وصوت منخفض: اوووف ايه الشروط العجيبة دى والله لقول لزينه واخليها تتصرف
سليم: خلينا ننزل عالسريع نجيب لكل بنت هدية ونجيب للحجة هدى كمان هدية باسمك انتى وسولى
نداء بموافقة: حاضر
اشترت نداء وسليم الهدايا وتعجبت تغير سليم المفاجىء لتسأله بهدوء:
نداء: هو انا عملت شىء زعلك بالمحل؟

سليم: لا مش انتى الولد والبنت اللى كانو بيشتروا الشبكة جوة، البنت واضح بتحبه والحيوان بيكلمها بغرور كانها شغالة عنده والأهم انه كان بيبصلك، الزبالة سايب اللى في ايده وبيبص على اللى في ايد غيره، لولا خفت اجرح شعورها كنت كسرت راسه
نداء بحب واعجاب من اخلاق سليم ومن غيرته امسكت يده وطمأنته قائلة:.

بالنسبة للبنت فاكيد هى حاسه بس بتكدب على نفسها وبالنسبة للولد فأنا مشفتوش لانى مبحسش ان فيه رجالة غيرك بالمكان اللى انت فيه ياسليم...
سليم: هو ينفع نرجع البيت ونعمل فلاش باك...
نداء بخجل: يلا يادكتور انا عاوزة اجهز حاجتنا وانام انا وسولى بدرى..
سليم: تمام زى ماتحبي ان شاء الله نوصل البيت وافهمك موضوع مهم وضرورى وبعدين ننام.

في صباح اليوم التالى: تجلس جميلة تتحدث بالهاتف الي اخيها والد ساره
جميله: ياحبيبي مينفعش تغصب عليها في موضوع الجواز هي لسه صغيرة وحلوة، ان شاء الله هكلمها بس ياريت متتعصبش عليها، ماشي ياحبيبي مع السلامه
انهت الاتصال مع اخيها لتجد جاسمين والده نداء قادمه
جاسمين: صباح الخير مالك متضايقه ليه؟

جميله: مفيش بس اخويا من وقت ماتعب وهو مستعجل علي جواز بناته بيقولي عايز اطمن عليهم وماشاء الله بناته حلوين ومتعلمين كويس الوحيده اللي رافضه تتجوز حاليا هي ساره بتقول انها مش بتفكر في الموضوع...
ابتسمت جاسمين قائله: لو نديم كان كويس كنت جوزتهاله، بنوته لذيذه وروحها حلوه
جميله: ربنا يكمل شفاه علي خير ويفرحكم بيه
جاسمين: يااارب
جميلة: يلا نفطر احنا ولما سليم وندا بنزلو يفطروا سوا.

جاسمين: اوك، هي طيارتهم امتى؟
جميلة 12بس لازم يكونو في المطار عالأقل 10
خلاص شوية وحد يطلعلهم.

استيقظ سليم يشعر ببكاء خافت بجواره ليجد نداء تبكي...
سليم: حبيبتي في ايه ليه بتعيطي
نداء: انا كويسه مفيش حاجه
سليم بعدم تصديق: وعيونك المليانه دموع دى ووشك مرهق بالدرجه دى ليه
نداء بضعف: انا مش عايزة اسافر معاك بلاش ارجوك انا منمتش طول الليل
سليم بحب وهدوء: مش مهم سفر مش اى شىء بس زعلانه ليه، مش كنا باليل كويسين.

نداء: انا بقيت ضعيفه اوى ياسليم بخاف من اى حد يقول كلمه وتجرحنى وتكسرنى اكتر من كده مبقتش قادرة ارد على حد ولا اواجه، سبنى وسافر انت عشان عمتك ومهاب وانا ممكن ابقي احضر الفرح مع ماما جميله، هيكون فرصة التعامل بينى وبين اهلك قليلة ومحدش هيضايقنى.

سليم: تعرفى انى ممكن اواجه العالم كله بيكى، تعرفى انى بتمنى العالم يعرف انى بحبك بجنون، نفسي تثقى فيا اكتر من كده، تفتكرى ممكن اسمح لحد يهينك او يقلل منك بقصد او بدون قصد، لازم نسافر لازم سليم الصغير يعرف اهله وسنده عشان لو انا حصلي حاجه ميبقاش لوحده.

نداء وقد شعرت ان قلبها يتمزق من مجرد التفكير في اصابته بمكروه: سليم ارجوك اوعى تقول كده تانى انا مقدرش اتحمل يحصلك اى حاجة ولو بسيطة حتى عشان خاطرى، انا لما بطلب منك تبعد بقولك كده لان انا مش قادرة ابعد قلبي رافض يبعد روحى بتبقي موجوده معاك، عيزاك انت تساعدنى لكن عمرى ما طلبت البعد كره ليك بالعكس انا بعشقك، لكن لو حصلك شىء هموت.

سليم: انا مش عايز اسافر خالص احنا نكمل كلامنا اللى وقفناه بسبب مهاب ايه رأيك؟
نداء: سليم حبيبي انت هتجننى انت كملت كلامنا اللي مهاب وقفه كتييييير
سليم: لانك اول مابتقربي منى وبتبصيلي عقلى بيقف مبركزش في اى كلمه قولتيها غير اسمى اللى بعشقه منك انتى وبس عارف وحاسس بيكي ياعمرى بس لازم نحاول لازم عشان خاطر سليم حبيبك الكبير والصغير.

نداء بابتسامه صافية: طيب ممكن تخرج بقي عشان متعطلنيش وسبني البس
سليم: لأ مفيش لبس قبل ماتفطري كويس وتاخدى حبايتين للصداع لان المشوار طويل وهتتعبي
نداء: حاضر بس تفطر معايا انا وسولى لانه كسلان النهاردة ولسه مش عاوز يقوم
سليم: ادخلى خدى شاور وانا هصحيه واجهزه
توجه سليم الي طفله المدلل ليوقظه، ظل سليم يقبله بحنان حتى فتح عينيه ليبتسم بسعادة لرؤيته لسليم
سولي: بابا بيبي.

سليم: عيون بابا حبيبك قوم ياقلبي عشان الدنيا تنور..
سولي: حاضل..
سليم بفرحه: حاضر مرة واحدة حبيبي أنا..
انتهى سليم ونداء من الاستعداد وتوجها الى منزل زينه
زينه: اتفضل يادكتور اتفضلى يانونو، فين سولى؟
نداء: ماما جميلة وماما جاسمين خطفوه هههه قالو نخليه معاهم لحد ماناخدك ونوصل ماما ناديه عندهم نسلمها ليهم ونستلم سولى
زينه: تمام احنا جاهزين يلا ياماما
نادية: اهلا اهلا نورتو ياحبايبى.

سليم باحترام: اهلا بحضرتك ده نورك يلا بينا هنزل الشنط وانتو حصلونى براحتكم
نادية بعد ان غادر سليم: ربنا يباركلك فيه ياندا يابنتى ويطول عمره مؤدب ومحترم يابنتى اتوصي بيه.
زينه وهى تكتم ضحكاتها: متقلقيش ياماما دى متوصية بيه عالاخر
نداء وهى تضربها بخفه: يلا يازوزو بدل ما اموتك.

انتهت الرحلة وتوجه سليم ونداء وصغيرهم مع زينه الى المنيا ومنها الى بيت الحج صفوت عم سليم وكبير العائلة:
الحج صفوت الذى كان واقفا بانتظار وصولهم مع ابناءه وازواج بناته:
اهلا ياولدى اهلا بالغالى وولد الغالى ثم وجه حديثه لسليم الصغير يامرحب بعوض الغالى ربنا يجعلك عوض وذرية صالحه ياحبيبى ليحمله ويقبله بحنان لينظر اليه الطفل بابتسامه جميله ورثها عن امه قائلا:
سولى: ديدو..
الحج صفوت: سليم هو عيجول جدو.

سليم: ايوة ياعمى سليم ماشاء الله بيتعود بسرعه عالناس وشكله عرف اهله بسرعه
الحج صفوت معتذرا من نداء وزينه: اسف ياست البنته انتى وهى الواد الجمر ده نسانى حالى هم ياحسن انت واخواتك دخلو شنط اخوكم ومرته والست اختها عالدور التانى
نداء وزينه: شكرا لحضرتك
بالداخل كانت نساء البيت بانتظارهم..
زوجة صفوت وابنة عمه: يا دى النور يادى النور الف حمد الله بالسلامه ياجلبي.

سليم محتضنا زوجة عمه ومقبلا يديها ده نورك ياعمتى
زوجة صفوت(محفوظه): بسم الله ماشاء الله مين دول؟
معجول دى ام سليم مرتك؟
سليم بفرحه: ايوة دى نداء مراتى وام سليم ودى اختها وصحبتها الوحيدة الاستاذة زينه
قاطعهم صوت مهاب الذي جاء مسرعا لاستقبالهم ورؤية زينه...
محفوظه بسعادة: مخطوبة يابتى
زينه باحراج: لا انا مش مخطوبة عند حضرتك عريس
محفوظه: اومال ايه بدل الواحد عشره.

زينه وهي تنظر الي مهاب الذي اوشك علي الانفجار، ياريت
سليم: حبيبتى ياعمتى ممكن نطلع نرتاح لاننا تعبنا اوى من الطريق؟
صفوت: اطلع ياولدى الدار دارك اطلعى معاهم ياحجه.

صفوت اول ماشاق زينه ونداء حس فعلا انهم
يستاهلو حب سليم ومهاب، البنات بالاضافه لجمال شكلهم الواضح الا ان روحهم حلوه تحبهم من اول ماتشوفهم، بدأ يحس بالذنب علي فكرته وانه مصمم يجوز سليم واحده من قرايبه حتي لو من غير علم نداء.

صفوت لنفسه: عادي ياصفوت هو مش هيرتكب جنايه هيتجوز واحده من اهله تخلفله عيال كتير ده هو اللي باقي من عيلتنا انا عندي ٧ بنات واخويا مات ومفضلش غير سليم يحمي نسلنا، العز والخير ده كله هيروح فين ونورثه لمين، قاطع كلامه صوت سليم
سليم: بعد اذنك ياعمي اطلع البنات فوق يرتاحو هما والولد وهنزل لحضرتك
صفوت بمحبة: خليك جار مرتك وريح شويه وانزل بعدين نتغدي سوا
سليم: حاضر بعد اذنكم.

اتجه سليم ونداء لغرفتهم وذهبت زينه لغرفه اخري ومعها سليم الصغير...
سليم: ينفع كده يانونو زينه احرجت مهاب واتعمدت تتجاهله ياريت تكلميها تخف شويه
نداء: اسمع يابيبي من الاول كده لو هتقف مع مهاب انا هروح انام في غرفة زينه وانت خلي مهاب ينفعك
سليم بضحك متواصل: يعني انتي متفقه معاها بقي
نداء: ايوه لازم يتعاقب عشان زعل زوزو، ومش عجبك هتتعاقب معاه.

سليم مقتربا منها: انا اتعاقبت بكفايه اعملو فيه اللي يريحكم ياقلبي ده عيل واطي ويستاهل وبعدين انا متفاءل بالبلد هنا وناوي نجيب اخوات سولي
نداء: ابعد ياسليم عيب احنا مش في بيتنا
سليم: اسمع منك كلمة ابعد ياسليم دي تاني وانا هدبحك يانونو...
في غرفة زينه تبتسم بمكر وهي تتذكر مهاب وتتوعد له بالمزيد:
ماشي يامهاب انا هعرفك ازاي تخطب غيري لازم تقول حقي برقبتي.

في بيت مهاب عاد الي منزله غاضب بشدة من تجاهل زينه له ليجد والدته
الحج هدي: تعالي ياحبيبي شكلك مبسوط عالاخر
مهاب: بلاش انتي ياحجة انا علي اخري
هدي: والله انا حبيت البت زينه دي من غير ما اشوفها ان شاء الله تتوب علي ايديها
مهاب: هتشوفي يام مهاب انا هعمل ايه، ليقاطع كلامه اتصال من مازن شقيق زينه
مازن: السلام عليكم دكتور مهاب، ايه الاخبار.

مهاب بمرح: عليكم السلام ياعمي، الاخبار زي الزفت واختك بتعاملني معاملة الكلاب
مازن وهو يضحك بقوة: ربنا يعينك هي لما بتزعل من حد زعلها وحش، اتق شر الحليم اذا غضب
مهاب: وانا راضي ياسيدي بس المهم متطولش في زعلها
مازن: ان شاء الله ربنا يكتب الخير
انهي مازن الاتصال مع مهاب ليلتفت الي زوجته وابنه بجواره متحدثا الي زوجته...

مازن: خايف علي زينه اوي يا ضحي مش عارف صح اني اديت فرصه لمهاب ولا غلط، مش كان افضل لو جبتها هي وماما علطول
ضحي: اديله فرصه لاني حسيت من صوت زينه انها اتعلقت بيه يامازن متكسرش قلبها ولو قدر يخليها تسامحه خلاص، رفضت يبقي الورق اللي انت عملته يروحلها وتجبها هي وماما، احتضنها مازن بقوة وهو يحمد الله علي وجودها بحياته.

ببيت صفوت يجلس مع سليم يتحدث اليه وينتظر رد سليم بالموافقه
سليم بتعجب: اتجوز ازاي وليه ما انا متجوز
صفوت: عادي هو عيب ولا حرام
سليم: لما يكون بدون سبب وفيه ظلم لغيري يبقي عيب وحرام ياعمي، مراتي عملت ايه عشان اكسر قلبها واتجوز غيرها.

صفوت: يابني انت اللي باقيلنا، عمك الكبير، ماهر الله يرحمه مات مفرحناش بيه ولا بعوضه وابوك جابكم ومات وانا خلفتي كلها بنات وحسن عيل لسه صغير ياعالم هلحق اربيه ولا لأ، حتي عمر الله يرحمه راح في عز شبابه وورث المرض زي عمه ماهر.

انت هتتجوز واحده من اهلنا وهتجلها مره ولا اتنين كل شهر ومش شرط مراتك تعرف، المهم تكبر العيله وتجبلك كام عيل تفرح بيهم، مرتك شكلها مدلعه وحتي لو خلفت هتجبلك عيل ولا اتين خصوصي انها مخلفه من غيرك
سليم محاولا ان يكون هادئا فهو يحترم عمه ويعتبره في مقام والده.

ان شاء الله ربنا هيكرمني منها ياعمي لاني مش عايز اطفال من غيرها وبالنسبه اني اكبر العيله فاعتقد ان دي حاجه بتاعت ربنا ممكن يكون العيب مني انا، زي مانت قلت هي مخلفه قبل كده يعني معندهاش مشكله
صفوت وهو يتجاهل كلام سليم: انا اتفقت مع الحج صلاح ولد خالنا هيجيب بنته ويجي النهارده يسلمو عليك وتشوف العروسه
سليم بانفعال: ياعمي حضرتك ازاي تتصرف بدون علمي
صفوت بعصبية: ايه ياسليم هتعلي صوتك عليا خلاص كبرت.

سليم: ياعمي العفو بس انا مستحيل هتجوز غير مراتي لا دلوقتي ولا بعد سنين
صفوت وهو يهم بالمغادره: نقابل الراجل وبعدين نتكلم وياريت متصغرنيش قدام الناس، مهما كان انا عمك وفي مقام ابوك
ليترك المكان ويترك سليم عاجز عن التفكير، ليسرع باحثا عن نداء فقد احس باختناق شديد لمجرد التفكير في فقدها مره ثانيه، يتحدث الي نفسه قائلا:.

ياريت اقدر اهرب انا وانت من العالم كله يانداء ياريت ارتاح بقربك من غير خوف وقلق من غير ماحد ينغص علينا فرحتنا ياريتك تدخلي جوه مني واخبيكي من الدنيا وظلمها ياريت حبي ليكي يقل مايزيدش بالطريقه المهلكة لروحي دي...

سليم بعد ان صعد الي غرفته هو ونداء عله يستريح قليلا..
سليم: ندا حاولى تغيرى هدومك وترتاحي عشان شكلك لسه مرهقه انا هنزل تحت اقعد مع عمى شوية لو احتجتى شىء قوليلى
نداء: سليم انا خايفه، حاسه اني تعبانه اوى و، لم تكمل نداء كلماتها فقد وقعت بين يديه فاقده للوعي وضعها سليم عالسرير واسرع الي هاتفه يحدث مهاب
مهاب: الو ايوة يابرنس عاوز ايه.

سليم: مهاب لو سمحت تعالى بسرعه نداء وقعت مغمي عليه ومش عايز انزل تحت اقلقهم واحنا لسه واصلين تعالالي بسرعه وشوف مالها مش قادر افكر
مهاب بجدية: حاضر دقيقتين اكون عندك
اسرع مهاب في تلبية طلب سليم بعد ان اخبر زوجة خاله بان سليم يريد سؤاله عن شىء
محفوظه بتأكيد: طبعا ولدى يا اطلع وانا هجهز الوكل وتتغدو سوا
لم ينتظر مهاب ان يسمع باقي الكلام بل أسرع لصديقه
مهاب وهو يستأذن بالدخول: خير ياسليم في ايه.

سليم بقلق: انا ملاحظ من الصبح ان وشها مرهق بس مكنتش عارف انها هتتعب كده
مهاب بعد ان قام بقياس النبض: امتى اخر مرة قاست الضغط والسكر واضح ان عندها ضعف عام ونبضها غير منتظم، ياسليم شكلها مبتاكلش كويس
سليم بغضب: هي بتتعمد تأذى نفسها يامهاب انا بجد زهقت مش عارف اعمل معاها ايه.

مهاب بعقلانية: علي فكرة مش وقته، اللى حصلها هبوط حاد في الدورة الدموية الموضوع بسيط لو اتعالج وممكن يبقي خطر لو اهملناه وانت لو هتعاتبها يبقي مش دلوقتى هى هتقوم بس هتحس بخمول ودوخه، لازم تاكل كويس جدا عشان الاغماء ميتكررش ، هكتبلها فيتامين ومقوى عام ومسكن عشان الصداع
بدأت نداء بفتح اعينها ببطىء والم: سليم..

سليم بجمود: مش عارف بصراحه اعمل فيكي ايه عشان تهتمى بنفسك وتتحمل مسؤوليه نفسك وابنك، عالاقل بلاش انا طالما مش فارق معاكي قلقي عليكي
نداء بدون فهم: انا عملت ايه
سليم بصوت حاد رغم نظرات مهاب له لكى يتوقف:.

عملتى ايه قولى معملتيش ايه، تعبتى قلبي معاكى ومتحمل وبقول بكرة تحس بيا وتفهم احتياجي ليها، مهملة لابنك وبقول لسه مش قادرة تقدرى دورك كأم، لكن زودتيها وانتى عارفه انى بموت من القلق عليكي، تقومى تزودى دلعك وتبطلي تاكلى لحد مايجيلك هبوط وضعف كنتى هتموتيني قبل ماتموتى نفسك، ايه عايزة ايه اكتر من كده
نداء بصدمة من كلماته في وجود مهاب: لو سمحتو اطلعو برة وعايزة زينه.

سليم بعند: مش خارج غير لما تاكلى وتاخدى دواكى
نداء باصرار لو حضرتك مخرجتش هخرج انا..
مهاب وهو يمسك بيد سليم: حاضر يامدام نداء هنخرج وهبعتلك زينه
سليم رافضا للخروج حتى لاحظ دموعها التى تحاول اخفاءها
سليم: انا خارج وهسيبك براحتك اعملى اللى يعجبك انا اصلا زهقت.

مهاب بعد ان ابتعدا عن غرفتها: انت اتجننت قلتلك مش وقته هى تعبانه وتركيزها مش كامل وايه الدبش اللى عمال تحدفه ده يابني ميصحش تقولها كده قدامى، اتفضل اندهلها زينه وخليها جنبها
سليم دون رد: توجه لغرفة زينه واخبرها بما حدث
اسرعت زينه الى رفيقتها
زينه: حبيبتى مالك يانونو؟
نداء وهى تبكي بقوة عايزة امشي يازينه امشي من الدنيا دى كلها انا تعباااااانه.

زينه بخوف علي صديقتها ظلت تحتضنها وتقرأ بعض ايات القران والادعية حتى هدأت ونامت
زينه بعد ان خرجت من الغرفة تبحث بغضب من سليم فقد اخبرتها نداء بما قاله
وجدت زينه مهاب واقفا امامها:.

صاحبك فين ازاى يقول كده لنداء عايز منها ايه تانى على فكرة التعب النفسي والجسدى وفشلها كأم ده كله بسببه، لو مكنتش قابلته مكنش حصلها كل ده ودلوقتي زهق وطهق منها، كانت زينه تتحدث بقهر وكره واضح ليس لسليم فهى تعلم عشقه لنداء ولكنها تذكرت والدتها وابيها تذكرت مهاب وابتعاده عنها عندما علم بظروفها.

زينه وهى تنظر اليه بخيبة امل، اول ما بتخلص مصلحتكم بينتهى دورنا خلاص الدكتور سليم زهق من نداء بعد ما دورها خلص اتجوزت اخوه وخلفت منه ومش قادرة تواصل حياتها فنرميها بقي ويشوف هو حياته صح..
انتظر مهاب حتي انهت كلامها ثم تحدث معاتبا لها.

مهاب: اولا انتي عارفه ان سليم مش كده وانه انفعل بسبب حبه وخوفه عليها، عارف انه زودها بس في حاجة مضيقاه ولسه انا معرفش ايه هي، وبالنسبه اننا كلنا صنف واطى وبيبيع في لحظه دى حقيقه بس مش دايما في رجالة مخلصه جدا ومنهم سليم ووالده الله يرحمه، وفي مننا اللي بيغلط وبيتمني فرصه تانية يعوض حبيبه زى انا كده ليقترب منها بشده فتحاول الابتعاد فيجذبها اليه، انتي ليه عنيده كده، ها، انتي فاكرة اني ممكن ازهق واسيبك يازينه، انا هتجوزك بمزاجك او غصب عنك لان عارف انك حاسه بحبي ومصدقاني ليقبل رأسها ويبتعد قليلا، كان نفسي اخد بوسة بجد بس مش حقي حاليا لتبتعد زينه مسرعه تكاد تشتعل وجنتيها من الخجل ويبتسم هو بتسليه ليغادر باحثا عن سليم...

اما سليم فقد غادر المنزل متوجها الى المقابر لعله يهدأ قليلا:
سليم وهو يقرأ القران لوالده واخيه الموجدان سويا بمقبرة واحده:
وحشتونى اوى، وحشتنى يابابا ومن غيرك الدنيا صعبه، صعبه ومبقتش قادر.

الحياة صعوبتها بتهون مع اللى بنحبهم وانا اللى بحبهم بيسبونى، الاول انت وبعدين عمر ودلوقتي هى، اعمل ايه، اعمل ايه ياعمر كنت بتتعامل معاها ازاى، ازاى كنت بتتحمل دموعها دى، دموعها بتقتلنى وبتعجزنى، اه يارب يارب حلها من عندك انا طاقتى خلصت
ظل سليم واقفا وقتا حتى اتاه صديقه الذى بحث عنه حتى عرف مكانه
مهاب بعد ان قرأ الفاتحه لخاله وابن خاله
مهاب: يلا ياسليم الوقت اتأخر خلينا نرجع نطمن على مراتك وسولي.

استجاب له سليم وتوجها للبيت وفي الطريق اخبره مهاب بما قالته زينه
سليم بهدوء: زينه مكنتش بتتكلم عنى انا عارف ومتاكد من كلامى زينه معقده من ابوها وللاسف انت اكدت عندها العقدة دى، لو بتحبها حاول معاها اوصلها وهتنجح لو انت فعلا بتحبها
لكن لو زيها زى غيرها عندك يبقي ابعد يامهاب وسيبها ربنا يرزقها بحد يطيب جروحها.

مهاب بمرح: اسيب مين ده انا هتجوزها عشان انغخها زى البالونه وافرقعها، دى لسانها مترين مش شبرين وبحبها ياسليم بعترفلك اهو ياسيدى وقعت على بوزى ومبقتش عارف راسي من رجلى بتجننى بكلامها وببقي نفسي اقتلها وبعد شوية بنسي كل شىء وببقي نفسي اشوفها
هتجوزها ان شاء الله وهجوز بنتى للواد سليم ابنك عشان نفضل مع بعض علطوووول
سليم بابتسامه: ربنا يسعدك يامهاب يلا انا مصدع اوى وعايز انام.

مهاب: لا خليني اشوف ضغطك الاول واشوف مصدع ليه
سليم خلاص يامهاب انام شوية الاول تعبان بجد ونفسي انام
مهاب بود: ماشي ياحبيبي ايه رأيك تيجي عند عمتك احسن ترتاح شوية وبعد تروح
سليم موافقا: بيكون احسن يلا بينا.

عند نداء لم تتوقف كلماته عن التردد باذنيها، معقول ياسليم اهون عليك تقولى كده معقول صبرك خلص وهتسبني معقول حبك ليا مبقاش كافي عشان تتحمل شوية كمان، ولكن مهلا قلبها يخبرها انه سليم به شيئ يتعبه تلك القسوة ليست من طبعه سليم حبيب العمر مستحيل ان يتغير لذلك قررت ان تكون هي البادئة تلك المرة وتقترب هي منه.

في كندا يجلس يستمع الي والده بعد ان سأله عن كيفية لقاء نداء بسليم ومتي تزوجا ليفاجأ بما سمعه ويرد عليه بغضب
نديم: يعني سليم اتخلي عن اختي وسابها تتجوز اخوه، ازاي انت وماما تسمحو بالمهزلة دي طيب نداء مكنتش متزنه بسبب الحادثه وشعورها بالذنب وانتو برده كنتو السبب ازاي؟
انا لازم اتعالج بسرعه وانزل مصر اجيبها البلد دي انا مش بحبها ولازم نداء ترجع تعيش هنا، معايا.

عمار: يابني اختك بتحب سليم وهي مرتاحه معاه بلاش يانديم تتسرع نداء وسليم تعبو كتير في حياتهم
نديم بغضب: بيحبها، حضرتك متأكد انه بيحبها، لاني مش مصدق انه يسيبها لغيره وهو بيحبها
عمار: متأكد مليون بالميه بس اديلهم وقت يداوي جروحهم ويهدوا الحواجز اللي اتبنت بينهم، وقتها حبهم هينور زي الشمس ما بتنور الدنيا بعد يوم مليان غيوم ومطر..

نديم وقد هدأ قليلا: ده ميمنعش ان نداء مكانها هنا جنبي ومعايا معتقدش ان وجودها في مصر فادها في شيء بالعكس زود تعبها ومعاناتها، انا هصبر لحد ما اكمل علاجي ان شاء الله وانزلها اكيد هي محتاجه وجودي انا حاسس بيها تعبانه...

غادر سليم بيت عمته بعد ان تحدث معها بشأن عمه وعرضه ان يتزوج باخري واطمأن قلبه قليلا عندما وعدته بالتدخل ومحادثة صفوت
ذهب سليم الي غرفة نداء متباطئ لا يريد مواجهتها ولكن اشتاق اليها ويود رؤيتها
تفاجأ بها امامه، حوريه، ترتدي فستانا احمر قصير زادها جمالا تبتسم اليه بحب وعتاب مغري وانغام موسيقي بعيد عنك، حياتي عذاب، تعلو بينهما، اقتربت هي لتنظر اليه تتغني مع ام كلثوم قائلة...

كنت بشتاقلك وانا وانت هنا...
بيني وبينك، خطوتين، خطوتين
شوف بقينا ازاي ياحبيبي، ياحبيبي
وانت فين، انت فين، ياحبيبي
ابتسم سليم وقد نسي كل ما يضايقه لم يتذكر سوا انها جنه، هي بالفعل جنته بالارض، يحاولون اخراجه من الجنه الي جحيم الارض
ضمها اليها دون كلام فقط يطمأن نفسه بوجودها
دفنت هي نفسها بين يديه تستمع الي اعتذاره الصامت.

بعد قليل رفعت عينيه اليه قائله، اسفه اني قلقتك عليا وعارفه اني خوفتك لما تعبت، بس اعتقد ان سليم حبيبي عارف اني محتاجه لحبه وحنانه وبس، مش محتاجه قسوة تاني، انا اخدت نصيبي من القسوة بزيادة ياسليم لما ازعلك او ضايقك عاتبني وانت متأكد ان كلامك وعتابك اوامر لقلبي وعقلي
سليم وقد فاضت روحه بما يحمله من حب اضناه واشتياق اليها، مش عايز اتكلم دلوقتي ومش محتاج اي شئ في الدنيا غير قربك وبس...

بعد وقت طويل بينهما، نظر اليها يفكر بحل لمشكلة عمه وما يريده منه ابتسم بحب اليها، حتي وهي نائمه جميله تجذبه اليها دون ارادته، ليستمع الي دقات الباب تعلن عن رغبة عمه بالنزول اليه...
اخذ حماما باردا عله يهدأ قليلا حاول ان يتركها نائمه حتي ينتهي لقائه مع العروس التي تنتظره استعد ونزل اليهم
سليم: السلام عليكم، كيفك ياعم صلاح وحشني والله.

صلاح بترحاب شديد: تسلم ياولدي احنا اتوحشناك بجالك مده ماجيتش البلد كيفك وكيفك الست الوالده وسليم الصغير
سليم: الحمد لله كلنا بخير
ظل الجميع يتحدثون فترة حتي وجه صفوت حديثه الي تلك الفتاه الصامته التي تنظر الي سليم باعجاب
صفوت: ساكته ليه ياست البنات، ايه ياسليم مش تكلم الدكتوره وردة
سليم وهو يهدأ من نفسه: ماشاء الله دكتورة، في سنه كام يادكتوره وردة؟
وردة بفرحه: ثالثه طب اسنان.

سليم: ربنا يوفقك شئ جميل انك تبني مستقبلك وتكملي تعليمك وطموحك
صفوت مقاطعا: اكيد وان شاء الله ربنا يرزقها بابن الحلال وتكمل تعليمها عنده
سليم وقد صمت قليلا، ليساله صلاح مستفهما
صلاح: سمعنا انك اتجوزت يابني ارملة اخوك الله يرحمه عشان ابنه ميترباش مع حد غريب والله زين ما عملت ربنا يباركلك.

سليم وقد احس بتوقف قلبه عن النبض عندما وجدها تنظر اليه بعيون متساءله لينطق اسمها بخفوت ويلتفت الجميع الي تلك الفاتنه الواقفه امامهم
نداء: السلام عليكم ياجماعه اسفه بس كنت بدور عليك يا دكتور لاني مش لاقيه زينه وسليم
سليم بحب: تعالي ياحبيبتي مفيش حد غريب ده عمي صلاح ابن عم بابا وكان صديقه المقرب ودي الدكتورة وردة بنته وزي اختي بالظبط
نداء: اهلا بحضرتك ياعمي اتشرفت بمعرفتك يادكتورة وردة.

سليم مكملا كلامه: دي مراتي نداء عمار، حب عمري مش بس ارملة عمر وام سليم دي حبيبتي الوحيده اللي ضحيت بيها عشان اسعد اخويا
نظر الجميع باتجاه نداء بنظرات تعجب ودهشه وحاولت هي الخروج هاربة من تلك الذكريات المؤلمه
سليم وهو يمسك يدها ويوجه حديثه لوردة.

حبيتها من اول يوم شفتها فيه من ٧ سنين محبتش قبلها ولا قدرت احب غيرها ووعدتها اني هتجوزها واسعدها طول العمر، طلبتها من ابوها واديتله وعد احافظ عليها بس للاسف كسرت قلبها بايدي وطلعت عيل مع ابوها لان عمر اخويا هو كمان قلبه دق ليها هي من بين بنات الدنيا كلها، اختارها هي وضيعني وضيعها، بس عذره انه مكنش يعرف، انا متجوزتش نداء عشان هي ارملة اخويا ولا عشان اربي ابنه، انا اتجوزتها لانها حقي ملكي وانا كمان ملكها، اسف ياعمي انا مش بصغرك، انا لوغدرت بيها تاني ابقي بصغرك ابقي بقول للدنيا كلها اني خاين ومستحقش حبها، اسف يادكتورة وردة بس انتي تستاهلي حد احسن مني حد عنده قلب يقدر يحبك لكن انا قلبي مش معايا، قلبي معاها هي بين ايديها...

اقترب جميع من بالبيت علي صوت سليم وكلماته لتنظر اليه زوجة عمه بحزن علي حاله وتنظر الي زوجها بعتاب.

ليكمل سليم: اسف يانداء، الكل شايف اني قمت بعمل بطولي واني ضحيت واتجوزتك عشان احافظ علي ابن عمر، الكل لازم يعرف انك انتي الوحيده اللي ضحت وقدمت ليا ولاخويا ولامي اجمل حاجه في حياتنا، سليم، لو كنتي رفضتي تتجوزي عمر وبعدتي كان تصرفك هيبقي طبيعي لكن انت اختارتي تسعدي اخويا اللي متعرفيش عنه شئ غير انه بيحبك وبقيله ايام ويموت، اراد سليم ان يكمل مايقوله لكن اوقفه صوت بكائها وشهقاتها العاليه ليحتضنها بقوة معتذرا مرات عديدة وياخذها مبتعدا عن الجميع.

صلاح معاتبا لصفوت: بقي اكده ياحج صفوت ياراجل ياكمل تصغرني وتصغر بنتي، دي مرته كيف البدر المنور، من غير الكلام اللي قاله واللي ميتصدقش واصل كيف، كيف هان عليك تحطنا بموقف زي اكده، يلا يابنتي قومي خلينا نروح، وياريت ياست محفوظه تعتذري من الدكتور سليم ومرته.

محفوظه بلوم وعتاب لصفوت: هتبطل قسوة قلبك دي امتي ياصفوت، امتي هتفهم ان في ناس بتحب وبتفكر بقلبها مش زيك طول الوقت بتحكم عقلك وبس، مبسوط لما كسرت بخاطر الواد ومرته وخليته يكشف ستره قدامنا وقدام الناس عجبك بكي مراته وقهرها، لتتركه وتذهب ويجلس هو صامتا يفكر فيما حدث.

اخذ سليم نداء وصعد الي غرفتهم
سليم: والله العظيم يانداء مكنت هقعد معاهم عمي ورطني وفجأني بطلبه، عارف اني اخطائي كتير وبأذيكي اكتر بس غصب عني الدنيا كلها مستكتره عليا قربك
نداء: هو عايزك تتجوز ليه ياسليم
سليم: عمي خلفته كلها بنات مخلفش غير حسن وجايله بعد ٧بنات وعلي كبر وعمي الكبير مخلفش وابويا مات واحنا صغار، حتي عمر الله يرحمه ملحقش يجيب غير سليم، هو شايف اني هحافظ علي العائله من الانقراض.

نداء: طيب ليه مقولتوش الحقيقه
سليم مستفهما: حقيقه ايه
نداء بنبرة جاده: انك متجوزني من سنتين بس عالورق واني حاولت كتير اخلي جوازنا حقيقي وانت رفضت
سليم بصدمه: انتي بتهزري بقي
نداء: لا طبعا يعني واحد متجوز لمدة سنتين ومراته جميله خالص ومثيرة كمان ومعاه بنفس البيت ومقربش منها تفتكر العيب من ميييين
سليم وقد ادرك انها تشاكسه حتي يخرج من هذا الموقف...
سليم: اكيد العيب من مهاب.

نداء وقد اصيبت بنوبة ضحك قويه، انضم اليها سليم بعد قليل ليضحكا سويا، لتصدق نداء علي كلامه
فعلا دكتور مهاب السبب كان واقفلك بالمرصاد
ليقترب منها سليم مقبلا اياها بشغف وتملك، بحبك يانداء، اوعديني تقفي معايا تسنديني وتثقي فيا مش عايزك تبعدي تاني...
نداء وهي تبادله مشاعره: بحبك يادكتور واوعدك ان طول عمري اكون ليك مهما حصل لاني مقدرش اكون في مكان انت مش فيه.

ببيت مهاب بعد ان توجهت زينه معه هي وسليم الصغير
الحجه هدي مرحبة بهم بشدة وفرحه: بسم الله ماشاء الله كيف القمر يابتي عنده حق مهاب الحزين يقع لشوشته
زينه وقد ارتفعت اصوات ضحكاتها: شكرا لحضرتك ده انتي اللي عسل، ثم اكملت وهي تنظر باتجاه مهاب، سبحان الله دكتور مهاب مش زيك خالص
مهاب بضيق: لا والله ده انتو هتحفلوا عليا بقي.

هدي بجدية: يلا يامهاب روح خليني اقعد مع ست البنات لحالنا اطلع فوق خلي اخواتك ينزلو بعد شوي يسلمو علي زينه وسليم الصغير.

هدي بعد ان غادر مهاب: نورتي البيت والبلد ياقلبي، قبل اي شئ بتاسفلك علي تصرف مهاب بس ولدي بيحبك وشاريكي، غلط بس مهاب طول عمره بيغلط ومستحيل يعمل نفس الغلط تاني، وحتي لو حاول يغلط هتلاقيني في ضهرك ومش هسمحله واصل
زينه بخجل ممزوج ببعض الحزن: حضرتك انا كمان جوايا له مشاعر من زمان وده اللي خلي زعلي منه كبير، كلامك ووعدك ليا ده شرف ليا وعشان خاطرك انتي هديله فرصه تانيه بس ياريت مندمش.

هدي بفرحه ومحبة: ان شاء الله ياحبيبتي عمرك ما هتندمي، لتصدح اصوات الزغاريط من هدي معلنة لمهاب بالاعلي عن تحقق حلمه وموافقة زينه علي الارتباط به
مرت الايام الباقيه وجاء يوم العرس لتبدو الفتيات الثلاث كنجوم لامعه بالسماء وترتدي زينه فستانا من اللون الوردي زادها جمالا وترتدي نداء فستانا ابيض مرصعا بفصوص لامعه احضرته هدي مفاجأة لنداء وسليم لتبدو نداء كشمس وسط تلك النجوم.

في الخارج تتمايل الخيل ومعها مهاب وسليم ينظر اليهم الجميع باعجاب وسعاده وبالداخل تتراقص نداء وزينه وسط النساء اللاتي يصفقن واصوات الزغاريط تزين المكان انتهي اليوم وتوجه كل زوج لاخذ زوجته لتتوقف الدقائق بين سليم ونداء وهو ينظر اليها بعشق واضح للجميع ينظر اليها يود ان يخفيها عن جميع العيون ليقترب منها مقبلا راسها هامسا لها
أغار عليك من عيني رقيب
ومنك ومن مكانك والزمان
ولو اني خبأتك في عيوني.

الي يوم القيامة ماكفاني
لتبدأ حياة سليم ونداء، ومهاب وزينة، والثلاث فتيات مع ازواجهم، ونديم مع مستقبله المبهم، وساره مع فارس احلامها المنتظر!

ويتبع مع الجزء الثاني.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة