قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الأول

رواية وصفولي الصبر الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الأول

رواية وصفولي الصبر الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الأول

كانت جالسة بين الكثيرين ولكن هى وحدها تعلم انه يتحدث اليها ان لم يكن بلسانه فعينيه كافية منذ اول لقاء لهما منذ ثلاث سنوات وهى تفهمه من نظرة عينيه دون كلام تعلم انه يحبها مثلما تفعل ولكن لما لا يتكلم ويعيدها الى الحياة.
خرج الجميع من غرفة المحاضرات ليغادروا لتستمع اليها يناديها
نداء: استنى عايزك دقيقة.

ذهبت الى مكتب الدكتور( رشدى اباظة)كما يسميه الفتيات لوسامته وشعبيته بين الجميع غير انه يمتاز بحسن اخلاقه وسمعته الطيبة.
تحدث اليها قائلا:
مالك النهاردة وانا بشرح مكنتيش معايا ليه حاسس انك مشغولة
لا يادكتور عادى
متأكدة يانداء
حضرتك انا متأكدة ياريت حضرتك تكون متاكد
مش فاهم متاكد من ايه
هه ولا حاجه بعد اذنك لازم امشي.

خرجت من عنده مسرعه تود ان تبكى بقهر فقلبها يؤلمها من شدة حبه ومن خوفها ان يكون محبا لاخرى وهى متوهمه وبينما تمشى تعثرت لولا يدى شاب تشعر انها تعرفه امسك يديها قبل السقوط لينظر اليها مفتونا بجمالها الغير عادى فعيونها خليط بين الشرق والغرب تجمع بين الشكل الاوروبى والروح المصرية شعرها طويل بدرجة ملفته ومع هذا هادئة تتعامل مع غيرها على انها متوسطة الجمال.
تحدث الشاب قائلا انتى كويسة يا انسة؟

اكتفت بهز راسها قائلة ايوة متشكرة واختفت من امامه.
لتذهب لبيتها ويذهب هو لأخيه الذى سرق قلبها منذ سنين.
وصلت نداء اللى بيتها لتجد والدها ينظر اليها بحب وهو يسالها عن احوالها
الاب: حبيبة بابا ايه مزعلك
نداء: طلبت من حضرتك نرجع على مصر عشان ارتاح من وجع القلب مكنتش اعرف قلبي هيتوجع ويتعذب هنا اكتر
الاب: بتحبي يا دانا.

نداءلو سمحت يابابا بلاش الاسم ده وحب ايه بس انا متخانقة مع واحدة زميلتى بس شكلك انتى حبيت كتير وعايز ترجع بالذاكرة لايام الشقاوة.

الأب: اللى بيحب كتير ياقلبي يبقي محبش ابدا الحب بنقابله مرة اما نتمسك بيه ونحاول نحافظ عليه او نضيعه ونقضى اللى باقي ندور على بدليل لما حبيت والدتك فضلت 4سنين متابعها من بعيد كنت خايف من الاختلافات الكبيرة بينا كنت بفهمها من غير كلام لما كانت بتقرب من المكان اللى انا فيه كان قلبي بيشوفها وبيتلفت عليها قبل عينى لحد دلوقتى لسه بحبها زى اول يوم.
نداء: انا جاية تعبانه يابابا بعد اذنك هدخل انام.

الاب: ادخلى ياحبيبتى حاولى تنسي وتسامحيها.
في صباح اليوم التالى لم تذهب نداء الى الجامعة قررت ان تبتعد قليلا لكى تصل لقرار بعد قليل سمعت صوت الجرس لتذهب لفتح الباب لتجد زميلتها بالجامعة وجارتها بالعمارة وصديقتها الوحيدة زينه
زينة: ايه يابت مش بتردى عليا ليه اتصلت كتير وقلقت عليكى
نداء: عادى يازوزو هاخد اجازة لانى مرهقة.

زينة: مرهقه بجد ولا في حاجة بتخبيها عنى وانا عارفاها يانداء ياحبيبتى انا خبيرة بامور الحب والغرام بس قوليلى من تعيس الحظ اللى بتحبيه
نداء: تعرفى انك برغم قلة ادبك وطول لسانك افضل شىء حصلى من سنين يلا نفطر وبعدين نتكلم لانى مكلتش من انبارح ادخلى جهزى فطار وانا هستناكى جوة
نظرت اليها زينة وهى تتوعد لها ثم قالت:
اوكى عشان خاطر تجوزينى ابوكى مش مشكلة
نداء: هههههه موافقة بس فطرينى الاول.

في الجامعه بدأت المحاضرة وبدأ دكتور سليم في الشرح غير انه يبحث عنها بقلق كيف تتغيب لاول مرة منذ سنين تختفى من امام عينيه حتى صديقتها المقربة غير موجودة.
انتهى اليوم وعاد دكتور سليم الى بيته ليجد والدته في انتظاره
والدته سيدة في الخمسينات جميلة وهادئة يبدو على ملامحها حزن ولكن تحاول اخفاءه
دكتور سليم: السلام عليكم ياست الكلام
مدام جميلة: وعليكم السلام يادكتور راجع بدرى النهاردة ياحبيبى.

سليم: ابدا بس حبيت ارتاح شوية
والدته: طيب تعالى اقعد واحكيلى مالك ومتنكرش عشان بقالك فترة متغير والنهاردة بزيادة
ليبتسم سليم قائلا: فعلا ياماما تعبان ومش عارف اتصرف
شوف ياقلبي انت طول عمرك ملكش اصحاب ولا زى الشباب مفيش غير مهاب ابن عمتك هو اللى بيعرف عنك كل شىء بس اهو رجع المنيا بعد ما جوز عمتك اتوفى عيش حياتك يابنى وحب وعيش سنك ومتخفش سيب كل شىء عالله.

سليم: بس افرضى انى حبيت وهى محبتنيش خايف تصدمنى.
ازاى حبيبى قلبك هيقولك والقلب مبيكدبش عشان قلبك نقي هيكون دليلك متترددش كتير وتلاقيها ضاعت منك انا عارفه انك خايف علينا وشايل هم اخوك بس هو كبر وبقي راجل وان شاء الله ربنا يحفظك انت وهو ويحب هو كمان وافرح بيكم.
سليم: شايفه كده ياماما بقول استنى لما نتيجه الفحص بتاع عمر تظهر واطمن عليه.

جميلة: لا يابنى كلمها وريحها وريح قلبك وبعد مانطمن على عمر نروح نخطبها ان شاء الله خلينا نفرح بقي.
ابتسم سليم وقرر ان ينفذ كلام والدته فقد اتعبه قلبه يود ان يخبرها بحبه وانه لا يريد سواها وسوف يفعل لكى تصبح معه وله للابد.

في كندا تجلس سيدة بملامح اوروبية بجانب شاب يشبهها ولكنه على سرير طبى بمستشفي ولا يتحرك يبدو انه فى غيبوبة. جاسمين مهران كندية الام مصرية الاب التقي بها عمار الشريف حبيبها اثناء عمله طبيبا باحدى الدول الخليجيه
ليبدأ قلبها في النبض باسمه ويتحول هذا الشعور الى حب متبادل استمرسنوات حتى استطاع الاثنين التغلب على كثير من العقبات ليتزوجا وينجبا طفليهما نداء ونديم ويعيشا بسعادة حتى حدث ماهدم تلك السعادة.

في شقة نداء تحاول زينه اقناعها بالنزول معها اللى الجامعه.
نداء: روحى انتى يازينه وهاخد منك المحاضرات
زينه: يابنتى افهمى انا مبعرفش اتحرك من غيرك وبيكون اليوم طويل انتى هتزلينى يعنى عشان معنديش اخوات بنات اهىء اهىء
نداء: خلاص ياماما انتى هتمثلى قومى هلبس بس مش هحضر هقعد استناكى لما تخلصى محاضرة دكتور سليم.

زينة: ابتسمت بمكر واشمعنى محاضرة دكتور سليم اللى مش حابة تحضريها ده حتى الواحد بيبص على حلاوته يفهم علطول
نداء: لمى نفسك بدل ما انام واسيبك ياجزمة يلا روحى
ضحكت زينه بشدة قائلة: والله بقيتى بتشتمى بالمصرى كنت جاية من الكويت وكندا بتتكلم زى الانسان الالى ونص كلامك انجليزى الحمد لله قدرت اعلمك واخليكى طبيعية.

ذهبت كلا منهما اللى الجامعه لتحضر زينه مع زميلاتها لدكتور سليم وتظل نداء بعيدا تحارب هذا الالم بقلبها الذى يطالبها بالذهاب اليه ورؤيته فقد اشتاقت اليه ولكنها لن تستمر في هذا العذاب فلتبتعد بكرامة.
انتهت المحاضرة ليخرج الجميع الا ان سليم استوقف زينه بلهفه وسرعة يسالها عن نداء:
زينة استنى نداء فين اول مرة تغيب يومين ورا بعض هى تعبانه.

زينة: اه يادكتور تعبانه والنهاردة جت بس مقدرتش تحضر فاقعدت تنتظرنى برة هاخدها واشوف تاكسي يوصلنا البيت
سليم: لا انا ممكن اوصلكم روحى هاتيها وانا هستناكم في الباركينج
زينة: لا يادكتور ازاى توصلنا اكيد عند حضرتك محاضرات وهنعطلك
سليم: لا انا خلصت وعايز اروح وبالمرة اطمن على ندا يلا بينا
تفاجات نداء بزينة تطلب منها الذهاب لان والدتها طلبت منها الحضور من اجل الاستعداد لعزومة بالبيت.

ذهبت معها لتتفاجا به يقف امامها ينظر اليها دون كلام تعجبت نداء ولم تتكلم طلبت منها زينة ان تركب بالامام جانب الدكتور سليم قائلة:
اركبي يانانا قدام وانا هنا عشان دكتور سليم هيوصلنا في طريقه
نداء من صدمتها وعدم فهمها مايحدث دخلت الى السيارة وانطلقت بهم.
في منتصف الطريق طلبت زينه من سليم ان يتوقف: زينه
لو سمحت يادكتور هنزل انا هجيب طلبات لماما وحضرتك وصل نداء.

انزلها سليم وهو ينوى ان يتكلم مع نداء فهذه الفرصة لن تتكرر.
سليم: سلامتك ياندا زينه قالتلى انك تعبانه بس مهما كنتى تعبانه معقول متحضريش محاضرتى
نداء: بعد وقت من الصمت فهمت ما فعلته زينه فقالت: عادى يومين وهفوق وان شاء الله اخد المحاضرة من زينه شكرا لحضرتك واسفه انى تعبتك
سليم: ممكن نقعد سوا شوية عايز اتكلم معاكى ضرورى
نداء: اوكى انا كمان محتاجه اتكلم مع حضرتك.

جلس سليم ونداء باحد المطاعم الهادئة التى يفضلها سليم
سليم: تحبي تشربي ايه
نداء: ولا شىء اسمع حضرتك وهمشي عشان بابا ميقلقش
سليم: لو سمحت واشار لاحد الجرسونات ايس كريم كوكتيل وقهوة مظبوطة
ابتسمت نداء: اتفضل حضرتك اتكلم
سليم: انتى مرتبطة يانداء فى حد في حياتك ولو حتى اعجاب
نداء: لا
سليم: ولا حتى أنا؟
نداء: حضرتك بتقول ايه انا انا، لازم امشي.

سليم: من اول يوم دخلتى المحاضرة وكان الكل عينه بتبص عليكى قلبي شافك قبل ما ابص عليكى واشوفك واحبك قلبى وجعنى حسيته بيتحرك من مكانه وجايلك عمرى ما حبيت ولا حتى في مراهقتى بس مكنش ينفع كنتى صغيرة خفت اظلمك او يكون اعجاب ويروح بالاضافة لظروف خاصة باخويا الوحيد اللى بعتبره ابنى وكل عيلتى لكن امى لفتت نظرى ان ترددى ممكن يضيعك منى مقدرتش حتى اتحمل الفكرة وقررت اصارحك انا بحبك بجنون.

نداء: تنظر اليه دون كلام فقط تبكى
تعرف انى بقالى سنين بتخيل الكلام اللى هرد بيه عليك لما تقولى بحبك بس ملقتش رد غير انى اقولك ان جيت مصر كارهه حياتى ونفسي كارهه الدراسة والجامعه لحد ما شفتك بقيت دنيتى النور اللى بيخلينى اواصل بس استنيت كتير لحد ما فكرت ان اللى بشوفه في عنيك مش حب ده سراب حد تايه في الصحراء وعطشان فبيتخيل الميه.
يعنى بتحبينى ياندى؟
، انا عايزة اروح يادكتور بليز حاسة انى تعبانه.

ابتسم سليم بهدوء: حاضر كلى الايس كريم وانا هشرب قهوتى ونمشى. جلس سليم يتأملها بعشق واضح لتخجل هى من نظراته..
وصلت نداء الى البيت لاتعلم كيف تريد ان تصرخ من سعادتها تشعر بان قلبها يقفز عاليا بحب تذكرت زينه ومافعلته لتضحك بصخب ثم امسكت الهاتف واتصلت عليها بعد قليل اجابتها زينه
زينه: من غير شتيمة انا نازلة واياكى تمدى ايدك
نداء: تعالى بسرعه.

فتحت نداء الباب لزينه لتحتضنها بشدة وهى تبكى بقوة اخذتها زينه الى غرفتها وطلبت منها ان تهدأ وتخبرها بما حدث...

زينه: ربنا يسعدكم يانونه انتى وهو كانكم تؤام شكل بعض في الروح والطباع حتى في الغباوة بقالكم قرن من الزمن وخيفين تتكلمو قلت اتصرف انا. مرت الايام سريعة جميلة هادئه حتى جاء موعد ميلاد نداء احتفلت مع والدها وزينه وعائلتها ولكن تلك السنه لم يكن يسعدها سوا وجوده واعترافه بحبه لها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة