قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصال مقطوع للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع والعشرون

رواية وصال مقطوع للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع والعشرون

رواية وصال مقطوع للكاتبة إيمان عادل الفصل الرابع والعشرون

اقترب بخطواتٍ بطيئة نحوها غير مبالٍ بياسين الذي تركه من خلفه، لم تكن هي قد أدركت وجوده بعد بل تابعت تأملها لمياه البحر.

أنا طول عمري أعرف إن عروسة البحر بتبقى جوا البحر لكن أشوفها قاعدة عالشط في كافية دي جديدة عليا بصراحة. أردف مغازلًا إياها لتنتفض من مقعدها برعب بحثًا عن مصدر الصوت وحينما أدركت مصدره ورأت صاحبه أختل توازنها حتى كادت أن تسقط على الأرض لولا أن استندت على الطاولة وأقترب هو منها محاولًا الإمساك بها لكن ياسين هرول نحوه وجذبه بعيدًا عنها.

أنتَ بتعمل إيه يخربيتك! صاح ياسين موبخًا أياه ليسترد تليد وعيه ويُدرك ما يفعله ليعتذر منها على الفور قائلًا:
أنا أسف أنا أسف، مش قصدي أخضك ومش قصدي أمسك إيدك أكيد أنا كنت هسندك بس، أيه الهبل اللي أنا بقوله وبعمله ده؟
أنتَ أيه اللي جابك هنا؟ سأل ريتال بهلع وهي تطالع المكان من حولها بحثًا عن والدتها، ابتسم تليد ابتسامة صغيرة قبل أن يُجيبها:
الشوق رماني ياستي.

أحنا هنستظرف يا تليد؟ ماما لو شافتك هتهزقني وتهزقك أنتَ كمان واحتمال تهزق الشاب المحترم اللي واقف جنبك ده. قالت بتوتر وأشارت في نهاية جملتها إلى ياسين التي لم تكن تعلم هويته بعد، لم يهتم تليد كثيرًا لما تقوله حيث كان شاردًا في وجهها اللطيف وثيابها المهندمة الجديدة على ما يبدو قبل أن يدعس ياسين على قدمه ثم يقول:.

على فكرة هي عندها حق مش أنتَ خلاص عملتلها مفاجأة وشوفتها يلا نمشي بقى قبل ما مامتها تيجي ويحصل مشكلة.
مين دول يا ريتال؟ أيه ده تليد؟

يادي الوكسة، همست بها ريتال من بين أسنانها فور مجيء والدتها قبل أن تطالع والدتها بتوتر شديد.
أهلًا بحضرتك يا طنط، أنا، أنا كنت يعني في الساحل أنا وياسين صاحبي وقابلنا ريتال صدفة.

يعني أنت كنت في الساحل أنت وياسين وبقيتوا في نص إسكندرية وتحديدًا في نفس الكافية إلى ريتال قاعدة فيه صدفة؟
تأليفة مش منطقية صح؟ سأل تليد وهو يحك مؤخرة عنقه بحرج بينما يبتسم ابتسامة بلهاء لتُضيق زينة عيناها قبل أن تقول:
متدخلش في دماغ عيل صغير بربع جنيه.
طيب ممكن يعني قبل ما حضرتك ترنيني علقة نقعد نتكلم بهدوء على جنب؟ لحد أما الباستا تنزل يعني خمس دقائق بس.

ماشي تعالى.
تليد أنا هستناك في العربية برا ولو سمحت أتكلم بأدب ومتعكش في الكلام. أردف ياسين بنبرة شبه مسموعة وهو يقوم بإملاء التعليمات على تليد الذي أومئ بتملل قبل أن يتبع والدة ريتال نحو طاولة فارغة، سحب تليد المقعد من أجلها لتجلس ومن ثم جلس في المقابل لها، ساد الصمت لبرهة وكان التوتر واضحًا على تليد لتقرر زينة أن تقطع هذا الصمت.

بص يا تليد أنا زي مامتك ممكن بقى تسمع مني الكلمتين دول.
أكيد طبعًا يا طنط أتفضلي.

أنا عارفة إنك مجتش هنا صدفة ممكن تكون كنت في الساحل فعلًا بس أنتَ جاي هنا قاصد وأكيد مش ريتال اللي بعتتلك الوكيشن أو طلبت إنك تقابلها لأن دي مش حاجة تطلع من ريتال وعلشان حتى لو عملت كده كانت هتعرفني.
مضبوط فعلًا أنا عملت حوار كده وعرفت إنكوا قاعدين هنا وجيت علشان أشوف ريتال.

أيوا كده شاطر أنا بحب الصراحة.
طيب بما إن حضرتك بتحبي الصراحة يعني، أنا مش متخيل وجود ريتال بعيد عني وعن عالية وحنين، أحنا قضينا سنة مع بعض كصحاب مقربين وحصل بينا مواقف جدعنة كتير و،.

و، أنتَ معجب بيها مش كده؟
لا أصل، أنا، يعني الموضوع مش كده، بصراحة اه أنا مُعجب بيها أو يعني حاسس إننا شبه بعض، عندنا نفس الجرح والمشكلة، مش عارف حضرتك هتفهميني ولا لا بس أحيانًا الآلم المتشابه بيعمل نوع من الإنجذاب بين الأشخاص،.

طيب أنا مش هقولك أنتَ مراهق وكل دي أوهام وإنك فكك من الكلام ده وهكمل معاك للآخر، بص يا تليد أنتَ وريتال لسه صغيرين وصغيرين أوي كمان وأنا مش هسمح لريتال إنها تكرر نفس غلطتي.
لا مؤاخذه في السؤال يا طنط متفهمنيش غلط يعني بس كانت أيه الغلطة؟

الغلطة إن أنا كنت فاكرة حب المراهقة حب حقيقي وكنت مصدقة إن ده الإختيار صح ورفضت أسمع نصايح الناس الكبيرة اللي حواليا وعلشان كده أنا بطلب منك تبعد عن ريتال زي ما أنا كمان بعدتها عن صالح. أردفت زينة بصراحة وإن كانت تشعر بقليل من الخجل فالتحدث في أمر كهذا أمام تليد، ابتسم تليد تلقائيًا حينما أخبرته بأمر إبعاد ريتال عن صالح فهو لا يطيق كون ذلك الشخص قريبًا منها.

بس يعني حضرتك بتطلبي مني أقطع علاقتي بيها تمامًا؟

بطلب منك تقلل كلام معاها، أنتوا كده كده كلكوا داخلين على مرحلة مهمة في حياتكوا المفروض يكون التركيز كله محطوط في المذاكرة والدروس والتخطيط للمستقبل الحب والمشاعر حاجة لطيفة طبعًا بس مش وقتها دلوقتي.

أفهم من كده إن أنا هقعد سنة كاملة بعيد عن ريتال؟ محروم من الكلام معاها ومقابلتها؟ سأل تليد بنبرة جمعت بين الحزن والإعتراض في الوقت ذاته لتتنهد زينة قبل أن توضح وجهة نظرها أكثر لأنه على ما يبدو أنه لم يفهم مقصدها بتاتًا.

يا تليد أفهم أنا مش بعاقبك، اللي أنا بقوله إنه أنتوا صغيرين ومش وقته الكلام ده ريتال عندها مشاكل كتير مكفياها بسبب باباها وأظن إنك على علم بالموضوع ده أصلًا.
اللي أنا بقوله إنك تاخد فاصل كده لمدة سنة تركز فيها في حياتك ومستقبلك وفي المدة دي هتقدر تحدد طبيعة مشاعرك ناحية ريتال لما تبقوا تدخلوا الجامعة وتبقوا ناس نسبيًا كبيرة وواعية نشوف بقى حقيقة مشاعرك والخطوة اللي عايز تاخدها.

حضرتك عندك حق يا طنط، ياسين برضوا قالي نفس الكلام، طيب ممكن أطلب من حضرتك طلب أخير لو مش هيضايق حضرتك يعني؟

أتفضل يا حبيبي أكيد.

ممكن لما ريتال تنزل القاهرة نبقى نتقابل أنا وهي وعالية وحنين في النادي؟ وحضرتك تبقي قاعدة معانا علشان تبقي متطمنة.

موافقة، كل شهر أو شهرين هنزلها القاهرة مرة علشان تفك عن نفسها من المذاكرة والضغط وهبقى أكلم أهل عالية وحنين استأذنهم وطبعًا أنتَ رقمك معايا هبقى أكلمك.

خلاص اتفقنا، شكرًا لحضرتك يا طنط إنك يعني متفاهمة ومهتمة ببنتك ياريت لو كل الأمهات زي حضرتك كانت الدنيا هتبقى أحسن كتير، عالعموم أنا هستأذن علشان معطلش حضرتك أكتر من كده وكمان الباستا نزلت ولو بردت مش هتبقى حلوة والموتزاريلا مش هتشد.

هو أنتَ بتقول أيه؟

مش عارف، يلا مع السلامة. أردف وهو يضحك بتوتر قبل أن يغادر الطاولة قبل أن تفعل هي، سار بخطوات سريعة نحو طاولة ريتال قبل أن يُخرج صندوق متوسط الحجم من حقيبة الضهر خاصته ليُلقيه أمامها على الطاولة وهو يصيح قائلًا:
دي حاجة بسيطة أبقي أفتحيه بعدين متوريهوش لطنط بقى! أنهى جملته قبل أن يركض مغادرًا المكان بينما أخذت تطالعه بمزيج من الصدمة والدهشة قبل أن تنمو ابتسامة حقيقية واسعة على ثغرها ثم تهمس:.

هو الواد ده مجنون ولا أيه؟

أيه ده يا حبيبة ماما؟ حلاوة المولد؟ سألت زينة ساخرة وهي تجلس أمام ريتال بينما تُشير برأسها ناحية الصندوق لتضحك ريتال بتوتر قبل أن تقول:
معرفش، تليد رماه وجري معرفش حاطط فيه ممنوعات ولا أيه ربنا يستر.

طيب أفتحيه وفرجيني معاكي كده.

لا أصل، أكيد فيه الفِل الملون الصغير ده هيبهدل الدنيا وكده حرام الناس هيطلع عينها في التنضيف هبقى أفتحه لما نروح بقى وأهي تبقى فريدة معايا ونتفرج كلنا.

صحيح أنا مبسوطة أوي بقربك من فريدة، حاسة أخيرًا لاقيتي حد يونسك، أخيرًا صاحبة أنا واثقة إنها كويسة وفعلًا وهتخاف عليكي.

أنا عارفة إنها كويسة طبعًا بس أنا يا ماما خلاص فقدت الثقة في الناس، أو بمعنى أصح بحاول إني أعود نفسي محتاجش لحد ما أنتِ شايفة يا إما بيبعدوا عني يا إما بيطلعوا ناس مش كويسة وبيجرحوني، كان حديث ريتال مؤلمًا بالنسبة إليها فليس من السهل على المرء أن يشعر بقلة الثقة في جميع من حوله، الشعور بالقلق اللامتناهي من كل شيء وكل شخص سواء إن كان قريبٍ منها أو بعيد.

إنك ترجعي تثقي في الناس من تاني شيء مش سهل والرحلة دي هتاخد شوية وقت بس أنا واثقة فيكي أنتِ قوية وهتقدري تتخطي كل الأذى والضرر النفسي اللي أتعرضتيله الفترة اللي فاتت.

طيب بمناسبة الكلا ده يا ماما، أنا في موضوع كده كنت عايزة أتكلم معاكي فيه بس أوعديني إنك متزعليش مني وتحاولي تفهميني.

أحنا مش لسه مخلصين حوار تليد من أقل من عشر دقائق؟ ولا هنتكلم عن صالح المرة دي؟

ولا ده ولا ده، أنا هكلمك في حاجة تخصني أنا. أختفت ابتسامة زينة على الفور وأصبحت ملامحها أكثر جدية مشوبة ببعض التوتر قبل أن تطالعها ابنتها بإنتباه شديد في انتظار تفجير القنبلة.

ماما أنا، أنا بتعالج نفسيًا، بمعنى أصح بتابع مع دكتورة في جلسات وكده،.

أيه؟ لا مش فاهمة، دكتورة أيه؟ قصدك عايزة إننا نروح لدكتورة ولا أيه؟

ماما أهدي لو سمحتِ وحاولي تسمعيني، أنا في حد رشحلي دكتورة نفسية اسمها مسك ويعني أنا روحت جلسة واحدة بس أنتِ مكنتيش في القاهرة وقتها وأنا روحت لوحدي، كانت ريتال تتحدث بتوتر شديد وكانت تقضم شفتيها بين الحين والآخر ولم تتوقف عن فرك كفيها معًا من فرط القلق قبل أن تأخذ نفس عميق ثم تتابع قائلة:.

الدكتورة قالت تشخيص مبدأي إن أنا مريضة إكتئاب واضطرابات القلق، علشان كده كان بيجيلي panic attacks نوبات هلع، كتبتلي على أدوية و، وفريدة شافتهم يعني وقالتلي إن الآثار الجانبية بتاعتهم مش عالية وكمان هي كاتبة جرعات صغيرة أوي، ساد التلعثم أغلب حديثها وقد كان الأمر أشبه بأفراغ ما في جعبتها دفعةً واحدة دون انتظار تعليقات من والدتها، في النهاية رفعت ريتال عيناها بتوتر شديد لتقابل خاصة والدتها والتي كانت ممتلئة بالدموع، دموع تنم عن الحزن والقهر من أجل ابنتها ولقد كان النصيب الأكبر يعود إلى الشعور بالذنب...

أجل لقد شعرت بالذنب لأن ما حدث كانت هي سببًا فيه بطريقة أو بآخرى فلو لم تُسيء اختيار زوجها ما كانت لتعاني ريتال من أبٍ بهذه القسوة، لو لم تكن زينة ضعيفة الشخصية ولو كانت تستطيع دفع الإساءة عن نفسها وعن ابنتها لما وصلت ريتال إلى هذه الحالة، لو لم تستسلم زينة وتُسافر بعيدًا تاركة ابنتها خلفها لما ازدادت حالتها سوءًا، لو لم تكن تشغل بالها بالمشاكل العائلية أكثر من مشاكل ابنتها ما كانت الأمور لتؤول إلى هذا النحو.

ماما أنتِ كويسة؟ سألت ريتال بتوجس لتحرك والدتها رأسها يمينًا ويسارًا ب لا بينما ازداد انهمار الدموع من عيناها قبل أن تسحب ابنتها في عناقٍ قوي بينما تُحرك يدها على رأسها وظهرها بينما تهمس بأسف شديد:.

حقك عليا يا ريتال، أنا أسفة يا حبيبتي، كل اللي حصل كان بسببي أنا، بسبب أنانيتي وفشلي كأم وشخصيتي الضعيفة، بسبب إن أنا صبرت على إهانة عائلة أبوكي، وقبلت بإنه يغيب عننا ويسبنا في بيت مش بيتنا، كله كان بسببي، أخرجت زينة كل ما كتمته في قلبها طوال الأسابيع الماضية دون أن تلتقط أنفاسها، شاركتها ريتال البكاء تلقائيًا قبل أن تقول بصدقٍ شديد:.

لا يا ماما متقوليش كده، أنتِ أحسن أم في الدنيا كلها، أنا عارفة إن كان في ظروف غصب عنك وإن أنتِ حاولتي تعملي كل حاجة تقدري عليها،.

بس مكنش كفاية، اللي أنا عملته مكنش كفاية إن أنا أحمييكِ وأدي النتيجة أهي، أردفت زينة بعد أن فصلت العناق عن ريتال لتُشير ريتال برأسها ب لا قبل أن تُعقب على حديث والدتها قائلة:.

لا يا ماما أنتِ عملتي كل اللي عليكي متحمليش نفسك الذنب، وبعدين عادي يا حبيبتي أكتر من 90? من الناس محتاجين يتعالجوا نفسيًا بس هما مش مدركين أو معندهمش الإمكانية لحاجة زي كده ويعني الحمدلله اللي فهمته إن حالتي مش صعبة للدرجة يعني.

بجد؟ ولا أنتِ بتضحكي عليا علشان مقلقش؟

لا بجد صدقيني، بصي هي الدكتورة دي مش هنا هي في القاهرة وأنا هحجز معاها جلسة لما نسافر هناك إن شاء الله وهتيجي معايا طبعًا وممكن تسأليها عن حالتي وتتأكدي بنفسك.

ماشي خلاص بس لو سمحتِ متعمليش حاجة من ورايا تاني خليكي صريحة معايا ومتخبيش عليا. طلبت منها زينة بلطف لتومئ ريتال ب حسنًا قبل أن تكفكف كلًا منهم دموعها ويعاودوا تناول الطعام بعد الإنتهاء من فقرة الحزن والإنهيار خاصتهم.

بعد مغادرة زينة وريتال المطعم هاتفت الأخيرة فريدة تطلب منها الحضور إلى منزل الجد لأنها تريد مشاركتها في أمرٍ هام وبالفعل في غضون نصف ساعة كانت فريدة هناك تنتظر عودتهم على أحر من جمر من فرط فضولها نحو معرفة ذلك السبب الهام.

هي دي الحاجة المهمة صح؟ البوكس اللي في إيدك، ده ليكي بقى ولا لطنط زينة؟ سألت فريدة فور دخولهم من الباب وهي تغمز بأحدى عينيها لتقوم زينة بقرصها من وجنتيها لتتأوه فريدة ثم تقهقه وهي تقول:
في أيه يا زوزو مالك؟ ما أنتِ لسه صغيرة وليكي مُعجابينك وبتاع ولا فاكراني مش واخدة بالي؟

أيه ده؟ لا أنا مش فاهمة حاجة؟ سألت ريتال ببلاهة شديدة وهي تنتقل بعيناها بين فريدة ووالدتها حيث أشتعلت وجنة الأخيرة حمرة وتوترت معالمها قبل أن تُردف:
ياريت يا آنسة فريدة تبطلي تتصنتِ عليا أنا ومامتك لما نكون بنتكلم ها!

لا أنا متصنتش عليكي أنتِ وماما الصراحة أتصنت عليكي أنتِ ومريم! فور انتهاء جملتها قامت زينة بإلقاء أحدى وسائد الأريكة عليها قبل أن تقول بغيظ شديد:.

والله أنتوا بنات رخمة ومش متربية، أنا هدخل جوا أشوف بابا أقعد معاه. كان من الواضح أن زينة تحاول التهرب من مزاح فريدة والذي أكد لفريدة شكوكها بالفعل، هي لم تستمع إلى حديث زينة ومريم بالتفصيل ولم يكن الأمر عن قصد لكنها استمعت عن طريق المصادفة إلى مكالمة بينهم تضمنت الحديث حول شخص يحاول التقرب منها.

طب أنا بتشتم ليه أنا عملت أيه؟

خلاص فكك هي الشتيمة بتلزق يعني؟ المهم بقى قوليلي مين جابلك الهدية دي؟

تليد، ده بجد مجنون عمل لفة طويلة كده علشان يعرف مكاني المهم إنه جيه هو وواحد صاحبه يعني على المطعم اللي أنا وماما كنا قاعدين فيه وجابلي البوكس ده ومردتش أفتحه غير معاكي.

الله! أفتحي أفتحي خلينا نتفرج. أردفت فريدة بحماس شديد وهي تصفق بكلتا يديها قبل أن تساعد ريتال في فتح الصندوق والذي كان يُغلفه رائحة عطر ذكوري فواح كان يضعه تليد في أغلب الأحيان.

كانت محتويات الصندوق عبارة عن ساعة يد باللون الزهري بالإضافة إلى هوودي hoodie باللون الزهري من أحدى الماركات باهظة الثمن، لمعت عين ريتال فور رؤيتها للهدية والتي لم تكن تتوقعها بل كان أقصى توقعتها هو وجود ألواح من الشيكولاتة وربما أسورة أو سلسال لا أكثر من ذلك.

يالهوي الولد صارف ومكلف جامد، بس شكله مُبذر وعبيط.

أنا مكنش ينفع أقبل منه هدية غالية كده، مكنش ينفع أقبل منه هدية من الأساس، أنا غلطت لما عملت كده وطبعًا هو مش هيرضى ياخدها تاني، تحدثت ريتال إلى نفسها وقد بدأ شعور الذنب يتملك منها، شردت بعيدًا وهي تُفكر في الأمر بينما لم تكن فريدة تستمع إليها من الأساس حيث كان تركيزها منصبًا على شيء آخر قبل أن تسأل ريتال بطفولية:
بقولك أيه ده طلع حاطط شيكولاتة تحت ممكن أخد واحدة؟

ياستي أنا بقول أيه وأنتِ بتقولي أيه؟ كليها كلها بألف هنا وشفا. تمتمت بغيظ شديد وهي تمنح ألواح الشيكولاتة لفريدة قبل أن تُغلق الصندوق وتحمله لتضعه بداخل خزانتها وكأن ذلك سيساعدها في التخلص من الشعور بالذنب.

بعد مرور ما يقرب من الأسبوع وبالعودة إلى القاهرة كان صالح قد استطاع أن يدخر قدرٍ كافٍ نسبيًا من المال وبمساعدة مادية من والده قرر عدم تأجيل أمر شراء الشبكة أكثر من ذلك وبعد أن يتم الشراء سيقوم تحديد موعد حفل الخطبة مباشرة، حيث أن والد سارة لم ينفك عن مهاتفته للتعجيل في إتمام الأمر بحجة أن عائلتها بدأت تتسأل عن السبب وراء تأخير الإحتفالية.

لم يستغرق الأمر أكثر من ساعة تقريبًا وكانت سارة قد اختارت بالفعل كل ما تريده، كان صالح قد اصطحب معه والده وجدته وشقيقته الصغيرة عطر أما عن سارة فلقد أحضرت والديها وأشقائها واثنتين من أصدقائها وخالتها كنوع من التفاخر أمامهم لأنها حصلت على شبكة ثمنها يفوق خاصة أقرانها.

فور عودتهم من الخارج جلس صالح أمام جدته على طاولة الطعام لتناول العشاء وقد بدأت المحادثة بينهم كالتالي:.

ألف مبروك يا حبيبي الشبكة كانت حلوة، هو أينعم أنتَ دفعت كتير أوي والبت خطيبتك دي باين عليها طماعة هي وأهلها مش بيختاروا غير أغلى الحاجات حتى لو ذوقها مش أد كده بس المهم أنك مبسوط. قهقه صالح لا إراديًا من حديث جدته فبعد أن طلعت القطط الفاطسة في عروسه وعائلتها أنهت حديثها بالمباركة والتهاني، لقد كانت مُحقة في بعض الأشياء لكنه لم يهتم كثيرًا فمشاعره تجاه سارة قد منعته من التفكير بطريقة سليمة وكأن رؤيته أصبحت ضبابية كصباح شتوي بارد.

يا تيتة دي هدية من العريس للعروسة وأنا كنت عايز أجيب حاجة تكون من قيمتها يعني ومش بس من قيمتها لا دي من قيمتي أنا كمان.

بصراحة يا ابني هي البنت شكلًا جميلة بس قيمة الشخص ملهاش علاقة بجماله المهم يكون أصله كويس ويكون متربي عنده دين وأخلاق وميكونش من عائلة جعانة كده يعني. كان حديثها منطقيًا ولقد كانت تحاول أن تنصحه بكل صدق فهي لم تشعر براحة نفسية تجاه عروسه أو عائلتها لكنها لم تكن في موضع يسمح لها بالإعتراض بل أقصى ما يمكنها فعله هو تقديم النصيحة والتي كانت تعلم جيدًا أن صالح لن يُصغي إليها وسيستمر في خطواته نحو تلك الزيجة المشئومة والتي في الغالب ستؤول به إلى نفس مصير ابنها الأصغر عبدالرحمن.

عندك حق يا تيته، على العموم أنا مش هلاقي أحسن من سارة، المهم بقى عايز أكلم العائلة كلها بكرة إن شاء الله وعائلة أمي الله يرحمها علشان أعزمهم على الخطوبة كمان أسبوعين.

اه يا ابني كلمهم من بدري وخاصة البت ريتال علشان زينة تعرف تضبط حالها ويجوا، وياريت لو تقنعها إنهم يجوا يباتوا يومين تلاتة قبل الخطوبة أصل البت وحشتني أوي،.

وأنا كمان! قصدي، يعني، حاضر يا تيته أول حاجة هعملها بكرة إن شاء الله إني أكلمهم. عدل صالح من جملته على الفور حينما أدرك ما تفوه به، نمت ابتسامة خبيثة صغيرة على ثغر جدته قبل أن تدعي أنها لم تسمع ما قاله.

ماشي يا حبيبي، يلا قوم نام بقى علشان عندك شغل الصبح، تصبح على خير.

في عصر اليوم التالي في الإسكندرية كانت زينة تُساعد الأطفال في تلوين الأحرف التي تم تعلمها حديثًا وبينما كانت تفعل أقتربت منها أحدى المعلمات وهمست في أذنها أن والد الطفلة فريدة في انتظارها في الخارج، أضطربت معالم زينة على الفور قبل أن تشكرها وتتجه نحو دورة المياه أولًا تلقائيًا لتتأكد من هيئتها في إنعكاسها في المرآة قبل أن تتجه نحو الخارج بحثًا عنه.

مساء الخير يا ميس زينة، أخبار حضرتك أيه؟

سألها فؤاد بلطف شديد بينما كانت فريدة تقف على مسافة منهم حيث كانت تودع أصدقائها قبل أن ترحل برفقة والدها، لم تُجيب عن سؤاله ولم ترحب به بل أخذت نفسٍ عميق قبل أن تُردف الآتي بنبرة لا تخلو من بعض الحدة:
دكتور فؤاد ممكن مش كل مرة تيجي فيها هنا تسأل عني، المدرسات كلهم أخدوا بالهم من الموضوع ده ياريت حضرتك تراعي إن وضعي حساس وإن أي كلمة أو موقف أو حاجة بتحصل بتتحسب عليا.

لحظة لحظة بس، أنا مقصدش أي حاجة من دي على الإطلاق، أنا عارف إن فريدة بترتاحلك وبتحبك جدًا وببقى عايز اطمن عليها منك أظن دي مش جريمة يعني. حاول تبرير موقفه بنبرة هادئة كالمعتاد لكن زينة لم تمنحه الفرصة الكافية للدفاع عن نفسه ولم تحاول تفهم موقفه بل أردفت الآتي بإسلوبٍ لا يخلو من الحدة:
لا مش جريمة ولا حاجة بس تكرار الموضوع ده مُلفت للنظر و،.

وحضرتك عارفة إن فريدة يتيمة الأم مش كده؟ البنت طول عمرها منغلقة على نفسها وأدائها مكنش أفضل حاجة بس من ساعة ما حضرتك ظهرتي في حياتنا، قصدي يعني حياتها وهي أتحسنت علشان كده أنا ببقى عايز اطمن عليها من خلال حضرتك بس أنا أسف وأوعدك مش هكرر الموضوع ده تاني وحقيقي أنا مكنش قصدي أتسببلك في حرج أو حاجة.

كانت هذه المرة الأولى التي يندفع فيها فؤاد في حديثه معها ولكن على الرغم من ذلك لم تعلو نبرة صوته بل حافظ على مستوى صوته قدر الإمكان، شعرت زينة بغصة في حلقها على الفور تلاه شعور بالذنب خاصة حينما أعتذر منها بأدبه المعتاد، أطلقت تنهيدة طويلة قبل أن تُردف:.

أنا كمان أسفة يا دكتور أنا يمكن أنفعلت شوية على حضرتك، بس صدقني مش مقصودة خالص وياريت حضرتك تحاول تتفهم موقفي، أكيد مريم محكتش لحضرتك حاجة عني حفاظًا على أسراري وخصوصيتي فخليني أقول لحضرتك إن أنا بمر بظروف صعبة ومش حابة أي حاجة تزود الضغط عليا حتى لو كانت نية حضرتك سليمة.

تمام أنا كده فهمت وبعتذر عن إزعاج حضرتك، ولو ممكن بس طلب أخير بعد إذنك.

أتفضل.

لو ممكن حضرتك تعملي زي ريبورت أسبوعي عن فريدة وتبعتيه لمريم هكون شاكر جدًا لحضرتك، أنا عارف إنه طلب سخيف لكن أنا مستعد يكون ليه حساب منفصل عن مصاريف الحضانة.

تمام ده حل مناسب وحضرتك مش محتاج تدفع فلوس زيادة ولا حاجة، عن إذنك علشان سايبة الأطفال لوحدهم جوا.

أتفضلي. تمتم بأدب شديد لترحل هي بخطواتٍ سريعة من أمامه، وقف يتأمل ما حدث قبل قليل بينما ينظر في الموضع حيث كان تقف من دقائق أمامه، كيف تتحدث بلباقة، إنفعالاتها الطفيفة جعلتها أكثر جاذبية في عيناه لكن أكثر ما لفت انتباهه هو أنها تتحاشى النظر في عيناه وتقف على مسافة كافية منه وتتحدث برسمية تامة، كل تلك الأشياء كان من النادر أن تجتمع في شخصية واحدة.

يلا يا فريدة علشان نمشي. قال لتهرول فريدة نحوه ويحملها بين ذراعيه متجهًا نحو الخارج.

في مساء تلك الليلة وبينما كانت ريتال تتناول العشاء برفقة والدتها وجدها جاءها مكالمة وحينما ذهبت لتفقد من المتصل صُدمت حينما وجدته صالح! صالح الذي لم يهاتفها لأكثر من أسبوعين تقريبًا يهاتفها الآن تُرى ما سبب عطفه وكرمه الغير متوقع؟

مالك متنحة كده ليه؟ مين اللي بيتصل؟

صالح،.

طب ردي عليه شوفي عايز أيه لا تكون جدتك فيها حاجة ولا تعبانة. أردفت زينة حينما رأت ريتال تقف في جمود وكأنها غائبة عن الوعي، أفاقت من شرودها وأجابت على الهاتف قبل أن تنتهي المكالمة بثوانٍ وقد جرت المكالمة كالتالي:
ألو، ازيك يا صالح،.

ازيك يا ريتال عاملة أيه وأيه الدنيا؟ والله ليكي واحشة أنتِ وطنط زينة. كان صالح يحاول إخفاء حماسه وتوتره من التحدث إليها لذا وجد نفسه يتحدث بطريقة مُريبة لم تروق كثيرًا لريتال والتي أجابته بنبرة لا تخلو من السخرية دون أن تسأل عن حاله:
الله يكرمك يا سيدي، أحنا بخير الحمدلله.

دايمًا إن شاء الله، أنا كمان كويس وكلنا يعني كويسين أنا بكلمك علشان أقولك خبر حلو.

خير إن شاء الله؟

أنا خطوبتي أتحددت بعد أسبوعين هتبقى يوم جمعة وهبعتلك التاريخ بالضبط واللوكيشن بتاع المكان، أنا قولت أعزمك من بدري وهكلم طنط زينة أعزمها طبعًا علشان ميبقاش في حجة لأن لازم تيجوا. أعلن الخبر السعيد دون أي مقدمات وكأنه يحاول التخلص من عبء ثقيل عليه، ساد الصمت لبرهة مما زاد من توتره قبل أن يأتيه صوت ريتال المُرتجف دون إرادة منها وهي تقول:.

ألف، ألف مبروك، ربنا يتمملك على خير، فرحت علشانك جدًا بجد، كان التلعثم واضحًا في حديثها ودون أن تُدرك وجدت قطرات دافئة تُغلف وجنتها، تركت زينة الطعام الذي كان في يدها بمجرد أن سمعت تهنئة ريتال له ولم يكن من الصعب توقع ما قاله على الجانب الآخر.

الله يبارك فيكي، عقبالك كده إن شاء الله بس طبعًا لما تاخدي الشهادة الأول، لازم تيجوا من بدري أنتِ عارفة فرحتي مش هتكمل غير بيكوا.

أكيد، أكيد طبعًا لو مش هقف جنب أخويا في فرحه، يبقى هقف جنب مين؟ غادرت تلك الكلمات فم ريتال بصعوبة شديدة ومؤكد أن صالح لاحظ ذلك لكنه كالمعتاد حاول تكذيب نفسه كي لا يزداد الوضع غرابة بينهم.

عايزك بقى تلبسي أحلى فستان عندك ده أنتِ أخت العريس مش أي حد يعني وياريت لو تعرفوا تيجوا من قبلها تباتوا مش هنا طبعًا بس قصدي يعني في الشقة بتاعت مريم صاحبة طنط زينة.

أكيد إن شاء الله، هي ماما دلوقتي بتاكل لما تخلص هخليها تتصل بيك علشان تقولها الخبر الحلو ده وتباركلك وكده،.

طب ليه يا بنتي مقولتيش إن أنا قومتك من على الأكل؟ حقك عليا، عالعموم أنا هفوت ساعة كده ولا حاجة وهكلمها أعزمها بنفسي. أردف صالح لتُنهي ريتال المكالمة معه بعد أن ودعته، في تلك الأثناء كانت زينة تراقب تعابير ابنتها في انتظار نوبة أكيدة من الهلع لكن ذلك لم يحدث لحسن الحظ بل على العكس وضعت ريتال هاتفها أعلى الطاولة وكفكفت دموعها بيدها قبل أن تعاود الجلوس في موضعها بينما تحاول إجبار نفسها على تناول الطعام.

أنتِ كويسة؟

اه يا ماما الحمدلله، مفيش ده صالح كان بيعزمني على خطوبته وهيكلمك طبعًا يعزمك أنتِ كمان.

ريتال أنتِ كويسة؟ تكرار ذلك السؤال جعلها تشعر بنيران تحرق صدرها وعاودت الدموع الهطول من عيناها مجددًا بينما تحاول أن تزدرد ما في فمها.

لقد كانت ريتال قد أعدت نفسها مُسبقًا لإستقبال خبرًا كهذا أو هكذا كانت تظن فبمجرد أن سمعت ما قاله صالح أستطاعت الشعور بقلبها وهو يتمزق إلى أشلاء من فرط الحزن والصدمة، هنا فقط قد أدركت أن الأمر ليس بهذه السهولة فلا يوجد زر يمكنها الضغط عليه لكي تنسى أو تتخطى شخصًا كان ذو قدرٍ كبير بالنسبة إليه، شخصًا قضت عمرها بأكمله تتخيل التواجد بالقرب منه ليس كأخ أو كصديق بل كحبيب، ومن فرط حماقتها أيضًا ظنت أن الإهتمام الذي أغرقها به تليد سيمحو صالح من قلبها ربما كان لذلك تأثيرًا جيد نسبيًا لكنه لم يكن كافي ليمنعها من الإنهيار والحزن.

حبيبتة جدو أنتِ سمعانا؟ أجبلك الدكتور طيب؟ سأل جدها بقلق حقيقي وهو يحاوطها بذراعه النظيفة لتطالعه ريتال بإنكسار قبل أن تُلقي بنفسها بين ذراعيه دون تردد، حاولت زينة الإقتراب منها لكن أشار لها أبيها بأن تبتعد.

بقولك أيه يا حبيبة جدو أيه رأيك تقومي تغيري هدومك كده وأخدك ونتمشى على البحر؟ عرض عليها وقد توقع أنها سترفض لكنها لم تفعل بل على العكس أومئت ب نعم قبل أن تستقيم من مقعدها وتتجه نحو حجرتها.

في خلال نصف ساعة تقريبًا كانت ريتال تجلس برفقة جدها على أحدى الكافتيريات الموجودة على الشاطئ والمُطلة على المياه مباشرة وقد قربت الكرسي خاصتها من المياه وقد جلست تتأمل أمواج البحر الثائرة والتي كانت تلفح وجهها بالرذاذ من وقتٍ لآخر بينما جلس جدها أمامها يتأملها في صمت ويمنحها منديلًا ورقيًا بين الحين والآخر، ساد الصمت لبرهة قبل أن يقطعه صوت جدها وهو يُعقب على ما يحدث بلغة عربية سليمة وبنبرة درامية لا تخلو من السخرية والمزاح:.

عارفة قاعدتك قدام البحر دي وأنتِ مكتئبة كده فكرتني بالشاعر الرائع خليل مطران لما قال،.

(مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي، مُتَفَرِّدٌ بكَآبَتي، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي، فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ، ).

لم تستطع ريتال كبح قهقتها قبل أن تعقد حاجبيها وهي تقول بغضب مصطنع ممازحة جدها قائلة:
شكرًا جدًا يا جدو يا حبيبي، بتسخر من أحزاني؟ وبعدين يعني أنا قاعدة هنا بعيط علشان موضوع ملوش علاقة بالدراسة تقوم تفكرني بالثانوية العامة ودروس العربي اللي هتبدأ أول حاجة؟ كده هعيط زيادة،.

لا يا حبيبتي ده أنا بحاول أخليكي تفكي كده بس أنا أسلوبي قديم شويتين كده، بصي أنا مش عارف إن الموضوع مُحرج وإنك أكيد مش عايزة تتكلمي في موضوع زي ده معايا بس كل اللي هقوله إنك تدي لنفسك فرصة تحسي بالوجع، عيطي وصرخي وأزعلي براحتك، أردف جدها وقبل أن ينهي جملته كانت دموعها تنهمر بغزارة وقد وضعت يدها على فمها لكي تكتم شهقاتها، ربت جدها على يدها قبل أن يُتابع حديثه قائلًا:.

الشطارة يا حبيبتي مش في إن الواحد يمثل إنه أتخطى الحاجة بسرعة الشطارة إنط تقفلي على الجرح القديم صح علشان ميرجعش يتفتح تاني كل شوية. صدقيني يا ريتال لو زينة لما كانت في سنك ومكانك لو كانت أتحملت شوية وجع كانت نهاية الحكاية هتبقى مختلفة خالص.

بس صالح مش زي بابا يا جدو وأنا مش ماما، كانت ريتال مُحقة في قولها لكن لم يكن ذلك سببًا كافيًا للسماح لها بالمخاطرة وتكرار أخطاء والدتها السابقة ولحسن الحظ هذه المرة أن صالح لم يتجاوب مع محاولات ريتال بل لم يُدرك مشاعرها من الأساس.

أنا عارف بس من وجهة نظري إن مفيش حاجة تخليكي تكرري التجربة على أمل إن النتيجة تبقى مختلفة، أنا لاحظت من كلامك وكلام زينة إن صالح ده ولد كويس ومهذب مش زي عبدالرحمن لكن ده مش معناه حاجة.

ملوش الكلام ده يا جدو هو أصلًا صالح عمره ما حس بيا، عمره ما شافني ولا هيشوفني، أنا مش حلوة زي سارة دي ولا واثقة في نفسي زيها ولا ذكية زيها هيبصلي ليه يعني؟ كالعادة كان عقل ريتال يُترجم كل ما يحدث حولها وما يصدر عن صالح بأنه علامة على الرفض وبالطبع ذلك الرفض يتعلق بهيئتها التي لم ترضى هي عنها قط أو يتعلق بشخصيتها الضعيفة الهشة.

لا يا حبيبتي هو لو بيفكر بالطريقة دي يبقى بني آدم سطحي وبيفكر غلط ويبقى أحسنلك فعلًا إنك مترتبطيش بيه، بصي هو ممكن يكون شايفك أخته الصغيرة فعلًا زي ما على طول بيقول، أو يمكن مش شايفك أخته بس مش شايف فيكي مواصفات البنت اللي حابب يكمل حياته معاها ودي حاجة عادية يا حبيبتي ومش نهاية الدنيا.

أنا عارفة يا جدو بس ده مش بيخفف الوجع اللي هنا، أردفت ريتال بإنكسار شديد وهي تُشير بإصبعها إلى موضع قلبها ليشعر جدها بغصة في حلقه وقد دمعت عيناه تأثرًا بحديثها ودموعها.

حقك عليا يا حبيبتي، صدقيني يا ريتال أنا لو أقدر أجبلك الدنيا كلها تحت رجلك ومخليش حاجة في الدنيا دي كلها تزعلك، أقولك على حاجة قومي أغسلي وشك في الحمام وتعالي أكون طلبتلك آيس كريم من اللي بتحبيه يلا قومي أومال.

أومئت ريتال بإستسلام وذهبت لتنفيذ طلب جدها وبالفعل حينما عادت كان جدها قد طلب المثلجات من أجلها ومن أجله، قضت ريتال ما تبقى من الليل برفقة جدها يتحدثون في أمور عشوائية وقد حاول جاهدًا أن يُشتتها عن خطبة صالح ولو بصورة مؤقتة فلقد أستغل تلك الفرصة لكي يتعلم المزيد عنها ولكي يسرد لها بعض القصص عن جدتها الراحلة والتي كانت تشبهها كثيرًا وكذلك عن والدتها في طفولتها ومراهقتها وكأنه يمنحها بعض النصائح بصورة غير مباشرة كي لا تشعر بالضيق في النهاية عادت هي وجدها إلى المنزل بعد منتصف الليل وقد نسيت أغلب همومها.

بعد مرور ما يقرب من الثلاثة أيام كانت مريم قد عادت إلى الإسكندرية بعد الإنتهاء من أحدى قضاياها والتي انتهت لصالحها كما يحدث في أغلب الأوقات وقد أرادت الإحتفال بالنصر برفقة شقيقها وابنته الصغيرة كما أنها أرادت أن تتحدث إليه بشأن أمرٍ هام.

البيت نور بوجودك يا مريومة، نفسي بقى تقعدي في حتة وتبطلي سفر من القاهرة لإسكندرية.

مع احترامي لأنك أخويا وخايف عليا وكده بس أنا جوزي شخصيًا معندوش مشكلة فأنا مش شايفة فين وجه الإعتراض.

مش اعتراض وأنا عارف إن جوزك موافق أنا بس بخاف عليكي وشايل هم الإرهاق والمرمطة مش أكتر من كده وبعدين أنتِ حرة يا ستي.

يا ساتر عليك لما تقلب وشك كده، أنا برخم عليك عارفة إنك خايف عليا يا حبيبي إلا صحيح قولي فريدة أخبارها أيه في الحضانة؟

مازحته مريم قبل أن تقوم بتغير الموضوع بطريقة غير مباشرة لكن فؤاد قد استنتج ما تحاول فعله لذا طالعها بطرف عيناه ولم يُعلق لتبتسم هي ابتسامة جانبية قبل أن تزيح خصلات شعرها نحو الوراء قبل أن تقول الآتي:
طيب خليني اسأل السؤال بصيغة مختلفة، فؤاد هو أنت حاولت تتكلم مع زينة تاني؟ هنا أشرق وجهه لأنه كان ينتظر منها قول ذلك بالضبط.

هي حكتلك أيه بالضبط؟

هتفرق معاك يعني؟ الحركات دي متطلعش منك أبدًا يا فؤاد.

اه أنا كده فهمت، يبقى زينة محكتش حاجة أنتِ بس خمنتي إن أنا قابلتها وبتحاولي تطلعي مني كلام كالعادة يعني. أردف بثقة شديدة وقد نمت على ثغره ابتسامة جانبية حينما اضطربت معالم شقيقته وهي تحاول نفي التهمة عن نفسها لكن ذلك كان متأخرًا كثيرًا فلقد كشفها بالفعل.

أنا روحت أجيب فريدة من الحضانة وقابلتها هناك وقولتلها جملتين بالعدد وخلاص على كده.

طب ممكن تتكرم عليا وتقولي أيه هما الجملتين؟ زفر بضيق وهو يخلع نظارته الطبية لتظهر من خلفها عيناه الثاقبة ذات اللون الداكن قبل أن يُطالع شقيقته وقد ضيق عيناه قبل أن يسرد ما حدث مُردفًا:
ولا حاجة كنت بتطمن عليها عادي بس يعني هي اتضايقت وحتى مردتش السلام دخلت في صلب الموضوع على طول وشبه هزقتني بالأدب يعني.

طبعًا مش هتصدقني لو قولتلك إن أنا لسه شايفة المشهد ده في مسلسل تركي صيفي امبارح. لم يُعقب فؤاد على جملة شقيقته الساخرة بل قلب عيناه في محجريهما بتملل شديد لتضربه في كتفه بخفة قبل أن تُردف بنبرة لا تخلو من الجدية:
بعيدًا عن الهزار بقى، فؤاد أنتوا مش مراهقين ولا عيال صغيرة علشان تقعدوا تحبوا في بعض وجو i like the Chase not the catch أحب المطاردة وليس الصيد وحركات توم وچيري دي.

ومين قال إن أنا بعمل كده أو ناوي أعمل كده أصلًا؟ مش فاهم أنتِ ليه على طول فهماني غلط؟ بجد الحق عليا إن أنا بشاركك في حاجة أو بطلب منك حاجة. أنفعل فؤاد على شقيقته وقد أثارت حنقه بحديثها الذي جعله يشعر بأنها تخاطب مراهق في الثانوية وليس شقيقها الأكبر الذي قارب على إتمام عامه الثاني والأربعون.

أيوا يعني بعد العصبية دي كلها أيه المطلوب مني دلوقتي علشان ننجز؟

عايزك تقولي لزينة إن أنا مستعد أقابل والدها واتقدملها رسمي، مش بس كده لا ده في خلال شهرين أو تلاتة بالكتير هنكون متجوزين وتيجي تعيش معايا في ال?يلا هنا. أعلن عن ما كان يدور في رأسه منذ أن رأها وهذه المرة قرر التخلي عن تردده وعن تفكيره الزائد والإفصاح عن نيته التي لم تكن يومًا سيئة.

هو ده الكلام بقى! أخيرًا نطقت يا أخي! أردفت بحماس شديد وهي تلكمه في كتفه بخفة قبل أن تعانقه من كتفه، أكتفى هو بالإبتسام ولم ينبس ببنت شفة ليسود الصمت لبرهة قبل أن تسأله بجدية:
بس ثواني أنتَ عارف إن عندها بنت صح؟ وطبعًا هتعيش معاكوا والموضوع مش هيكون سهل بالنسبة ليها وبالنسبة لفريدة كمان.

أيوا طبعًا أنا عارف كل ده وعامل حسابه وكمان كنت بفكر لو والدها وافق يجي يعيش معانا أنتِ عارفة البيت كبير علينا وأنا ببقى مشغول معظم الوقت أساسًا وعلشان ميبقاش لوحده بعد ما أتعود على وجودهم معاه.

يارب الموضوع ده يتم على خير، أنا اتحمست أوي أنتَ مش هتلاقي أحسن منها ولا هي هتلاقي أحسن منك وأنتوا الإتنين وضعكوا بيكمل بعض وهتعملوا أسرة صغننة لطيفة خالص ولو دماغك هفتكوا يعني ممكن تجيبوا بيبي كمان.

بيبي مين؟ ثواني بس يا مريم يا حبيبتي علشان أنتِ بتنطي مراحل كتير مرة واحدة، أحنا لسه متكلمناش معاها ولا طلبت إيدها ولا حتى وافقت علشان نفكر في حاجة زي دي! عقب بسخرية شديدة وهو يحك جبهته بيده ليسود الصمت لبعض الوقت قبل أن تقول:
أنا هشوف وقت مناسب في أقرب فرصة وهفاتح زينة في الموضوع ده بس هستنى يومين كده علشان هي مشغولة بخطوبة ابن عم ريتال.

هي الخطوبة دي بعد كام يوم يعني؟ سأل بفضول شديد لتقوم هي بعد الأيام على أصابع يدها قبل أن تُجيبه مُردفة:
عشرة أو تسعة تقريبًا، أيه مستعجل أوي كده؟

لا عادي مفيش مشكلة، أنا سايب كل حاجة تاخد وقتها بس ياريت يعني متنسيش.

عيب عليك وهو ده موضوع يتنسي يا عريس. أردفت مستنكرة وهي تغمز بإحدى عينيها ليقبل هو عيناه بتملل.

بعد مرور يومان كانت سالي جالسة تشاهد أحدى برامج الموضة والأزياء حينما جاء عبدالرحمن مستاءًا من الخارج، لم تُرحب به ولم تهتم بحضوره بل أكملت مشاهدتها وكأنه شفافًا بالنسبة إليها، تملك منه الغضب وذهب لنزع فيشة التلفاز لكي تنتبه له بينما يصيح قائلًا:
أيه يا مدام مخدتيش بالك إني جيت ولا أنتِ عامية ولا أيه؟

في أيه يا عبدالرحمن بتتكلم كده ليه؟ وازاي تقفل التلفزيون وأنا بتفرج كده؟ أيه قلة الذوق دي؟ صاحت في وجهه مستنكرة بعصبية شديدة، طالعها بحنق شديد قبل أن يقول متوعدًا إياها:
هو أنتِ لسه شوفتي قلة ذوق؟ ده هيبقى في قلة ذوق وقلة أدب كمان، قوليلي يا ست هانم هو أنتِ سحبتي من حسابك في البنك خمسين ألف جنيه؟

اه، هو في حاجة؟ سألته ببرود تام ليجذبها من ذراعها بحدة بينما يصيح بغيظ:
يا بجحتك يا شيخة! فلوس أبوكي دي اللي عمالة تصرفي منها وتبعزقي فيها يمين وشمال؟

اه فلوسي! مش هي بإسمي في البنك تبقى بتاعتي وبعدين هو أنا رميتها في الشارع يعني ما أنا أشتريت بيها حاجات! أجابته وهي تنزع ذراعها بقوة من بين يديه، زفر بضيق شديد قبل أن يسألها الآتي بنفاذ صبر:
ويا ترى أيه الحاجة المهمة اللي ممكن تشتريها بمبلغ زي ده؟

هو مش خطوبة صالح ابن أخوك كمان أسبوع تقريبًا؟ نزلت جبت لنفسي فستان وجبت طقم جديد لأبنك. أجابته ببلادة بينما تُطالع أصابع يدها متأملة طلاء الأظافر الجديد خاصتها متجاهلة ذلك الذي على وشك أن يُصاب بأزمة قلبية من إجابتها.

جبتي فستان وطقم بخمسين ألف جنيه؟ ليه ياختي مطرز بخيوط دهب ولا بيتلبس لوحده ولا أيه عايز أفهم؟

يالهوي على خفة دمك يا بودي! لا طبعًا مش كده بس أنا جبتلك بدلة ليك أنتَ كمان شوفها كده على مقاسك ولا أيه وبصراحة جبت لنفسي أسورة دهب جديدة وكمان خاتم صغير كده علشان زهقت من الدهب اللي عندي.

يا نهارك أبيض! كل الدهب اللي عندك مش مكافيكي؟ طب يا ستي في حاجة زهقانة منها ومش عايزاها جيبي حاجة بدلها بيعيها وكملي على تمنها بس كده افتراء!

يووه بقى يا عبدالرحمن على البخل اللي أنتَ فيه! وبعدين لعلمك أنا مزودة على الدهب ده من فلوسي مش من الخمسين بتاعتك.

يارب صبرني، همس بها من بين أسنانه محاولًا التحكم في أعصابه كي لا ينهال عليها بالضرب، لم تهتم هي لنوبة غضبه تلك بل على العكس كانت تفكر في شيء آخر قبل أن تسأله بحنق:
ثواني كده هو أنتَ عرفت منين الموضوع ده؟ هو مش الفلوس دي في حسابي أنا؟

شوفت المسدچ اللي أتبعتت على موبايلك من البنك اللي بتأكد على عملية السحب والمبلغ اللي أتسحب ودمي فار طبعًا، وللأسف حضرتك كنتِ مخمودة الصبح معرفتش أتكلم معاكي علشان أنا واحد محترم قولت أستنى لما أرجع ونتكلم زي الناس الكبيرة العاقلة.

لا ما هو واضح الإحترام، بقولك أيه يا بودي يا حبيبي أنا متعودة أعيش في مستوى معين من الرفاهية ومش هقبل بحاجة أقل من كده عجبك عجبك مش عاجبك أهي الفلوس كده كده عندي أنا في حسابي وهتصرف فيها زي ما يعجبني.

أنتِ ازاي بقيتِ كده؟ يا ساتر يا شيخة، صاح في وجهها وقد بدأت الحقيقة تضح أمام عيناه، لقد اخطأ وتسرع كثيرًا حينما وقع في حب تلك الحية وقرر أن يتخذها زوجة لكن لسببٍ ما لا يستطيع أن يكرهها ففي كل مرة يشعر بالنفور تجاهها ويحاول الإبتعاد عنها تقوم هي بإستخدام الطريقة المناسبة لإستدراجة مرة آخرى.

شخصيتي اللي مش عجباك دي أنتَ كنت هتموت عليا علشانها بس طبعًا بعد ما بقيت الحاجة قدامك مبقتش أعجب، عالعموم يا بودي أنا برضوا مش عايزة أزعلك وأوعدك إن أنا هبقى أرجعلك الفلوس دي لما يبعتولي بقيت فلوسي من برا.

يعني بجد هترجعي الفلوس؟

طبعًا يا بودي هو أنا عمري يعني وعدتك بحاجة ومنفذتش وعدي؟

لا.

طب خلاص بقى، أنا هقوم أحضرلك حاجة حلوة كده تاكلها شكلك راجع تعبان. أردفت بنبرة لعوب وهي تبتسم ابتسامة بريئة مُزيفة لكن هذه المرة لم يفلح أسلوبها كثيرًا حيث أنه لم يُعقب على جملتها بل قام بإبعاد يدها عنه وتوجه نحو حجرتهم.

في تلك الأثناء كان صالح يجلس في حديقة المنزل بالأسفل يعبث في بهاتفه وقد وضع الجهاز اللوحي خاصته أمامه، كان منغمسًا فيما يفعله للدرجة التي جعلته لا ينتبه لخطوات نانسي التي كانت تسير في اتجاهه والتي سألته بصوتٍ أقرب إلى الصياح قائلة:
أيه يا عريس قاعد بتعمل أيه؟

بسم الله الرحمن الرحيم في حد يخض حد كده؟

أيه يا عم هو أنا داخلة أثبتك ده أنا بحييك يعني علشان خطوبتك وكده. علقت وهي تسخر منه ليطالعها ببلاهة لبرهة قبل أن يسألها بحيرة شديدة:
أنا بصراحة مستغرب، مش فاهم، هو أنتِ كويسة ولا أتخبطتِ في دماغك ولا أيه؟

علشان فرحنالك وكده؟ أيه يا صالح أنتَ شايفني حقودة وقلبي أسود للدرجة يعني ولا أيه؟

لا طبعًا مش قصدي بس الفكرة إنه،.

اه علشان كنت بتخانق مع ريتال عليك وكده؟ لم تبذل نانسي الجهد للتفكير لمدة ثانية في قولها قبل أن تتفوه به، تعجب صالح كثيرًا من سؤالها ليعقد حاجبيه قبل أن يُجيب عن سؤالها بآخر:
بتتخانقي مع ريتال عليا؟ لا ثواني كده علشان أنا مش فاهم حاجة،.

الظاهر إن أنا عكيت الدنيا ولا أيه؟ سألت نفسها بهمس وقد شعرت بمدى حماقتها قبل أن تستقيم من مقعدها إستعدادًا للهرب لولا أن أوقفها صوت صالح الحازم وهو يقول:
استني بس رايحة فين؟ خدي هنا! أقعدي وخليكي كبيرة كده وكملي كلامك.

ما هو أنا بقول حاجات مش المفروض أقولها تقريبًا ولا أيه،.

نانسي لو عندك حاجة تقوليها قوليها من غير لف ولا دوران علشان أنا بجد دماغي مش ناقصة!

عايزني أقول اللي عندي؟ طيب، تمتمت بهدوء شديد ومن ثم أخذت نفسٍ عميق قبل أن تصيح بالآتي بنبرة لا تخلو من التوبيخ واللوم:.

أنتَ بني آدم مُغفل وغبي يا صالح يا حبيبي، كل الناس واخدين بالهم من مشاعر ريتال ناحيتك إلا أنتَ، كل الناس عارفين إنها بتحبك ومن زمان إلا أنتَ، الناس كلها عارفين إنك حلم حياتها وطوق النجاة بالنسبة ليها إلا أنتَ، وفي الآخر بعد كل ده بتروح زي العبيط تقولها أصل أنتِ أختي الصغيرة وبس! بصقت نانسي كل ما كتمته داخل قلبها منذ مدة طويلة دون تفكير في عواقب ما فعلته تاركة صالح في صدمة شديدة كادت أن تجعله يفقد وعيه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة