قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الثلاثون والأخير

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الثلاثون والأخير

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الثلاثون والأخير

دخلت ريحانة لغرفة مكتب الشيطان بعد ان علمت انه هناك، قضبت حاجبيها بحيرة عندما لم تجده، التفتت و سارت في إتجاة الباب لتغادر ولكنها توقفت فجأة و التفتت برأسها لتنظر للحائط في الجانب الأيمن، التفتت بجسدها و تقدمت بخطوات هادئة لهناك، ابعدت السيتارة ليظهر الباب، مدت يدها لتضعها على المقبض و تبرمه ببطء، تقدمت للداخل و اغلقت الباب خلفها، لم يشعر بدخولها فقد كان غارق في ذكرياته و هو يحدق في صورة والدته، كان يتحدث معها و يخبرها عن ما حدث بالكامل و انه قد انهى انتقامه، اخيرا.

- مامتك صح!
قالتها ريحانة بخفوت و هي تجلس بجانبه على الأرض، فرفع نظراته لها بهدوء و من ثم اعادها للصورة و هو يومأ برأسه، فإبتسمت و هي تنظر لصورة والدته و قالت
- تعرف انك حلو زي مامتك
إبتسم و قال
- عارف
ساد الصمت لبرهه لتقطعة هي بقولها
- كنت بتكلمها؟
اومأ برأسه، فقالت
- عن اية؟
لم تلقى منه إجابة لثواني، فنظرت له، فقال بخفوت.

- عن انتقامي، كنت بقولها انها ترتاح لأني مضيعتش حقها، خدت من كل واحد ساهم في موتها روحه
لمعت عين ريحانة بالدموع و همست
- و انت مرتاح؟
إبتسم بإستخفاف و قال بلامبالاة
- مش مهم ابقى مرتاح ولا لا
مدت كفيها لتمسك بوجنتيه و تجعله ينظر لها، و قالت بحنان
- لا مهم، قول، مرتاح ولا لا
تنفس بعمق و هو يشيح بوجهه، فتنهدت و وضعت يديها بجانبها لتنظر امامها بهدوء.
- كلمتها عني؟

قالتها بعد صمت طويل، فهز رأسه بلا، فرمقته بحزن مصتنع و هي تقول برقة
- اخس عليك، ازاي متعرفهاش على، مراتك
قالت الأخيرة بخجل، فنظر لها بطرف عينيه، فمدت يدها و اخذت الصورة من بين يديه و حدثتها بحماس
- ازيك يا طنط، انا ريحانة، مرات ابنك، ارجوكي وصيه عليا اصله بيعاملني وحش خالص.

قالت الأخيرة بحزن ممزوج بالدلع و هي تنظر له بطرف عينيها، فلمحت إبتسامته التي تعشقها، اخذ منها الصورة و وضعها على الكومود لينهض و ينهضها معه و يتجة بها للخارج و لكنها توقفت قبل ان تخرج من الباب فأضطر ان يقف ليلتفت لها، فقالت
- عايزة اسألك سؤال
ترك يدها، فأكملت
- هي الأوضة دي عاملها لية؟
- عايزة تعرفي لية؟
- فضول
صمت لثواني قبل ان يمد ذراعيه ليمسك بكتفيها و يديرها لتنظر للغرفة، و همس بالقرب من اذنها.

- بصي و هتفهمي
نقلت نظراتها حولها، كانت الغرفة ممتلئة بالصور المعلقة على الحائط، خمنت ان معظم صور الطفل، صوره هو، فتمتم
- انت، كنت بتيجي هنا و بتفتكر ايام طفولتك؟
- معنديش ايام طفولة عشان افتكرها اساسا
قالها بنبرة ألم، تقدمت و مدت اناملها لتلمس احدى الصور و تشير للشخصين الذين معه و هي تسأله
- دي مامتك و دة باباك، صح؟
غمغم مؤيدا لتخمينها، فألتفتت له و إبتسمت و قالت
- و انت بتيجي هنا عشان تفتكرهم.

اومأ برأسه، فألتفتت برأسها و نظرت للصورة التي تجمعه بوالديه و قالت
- وحشوك؟
لم تلقى منه إيجابة، فإبتسمت بأسف قبل ان تلتفت و تنظر له فرأت الحزن الذي يكسوه، فتنهدت بعمق و قالت بحزن
- اكيد وحشوك زي ما بابا وحشني
بلعت ريقها بصعوبة، رسمت على شفتيها إبتسامة قبل ان تستنشق الكثير من الهواء لتقول بحيوية و هي تتقدم منه بخطوات رشيقة
- عموما بم ان انا و انت اهلنا مش موجودين، فإحنا هنبقى لبعض كل حاجة، بمعنى.

توقفت امامه و هي تكمل برقة
- انا هبقى مامتك، باباك، حبيبتك، مراتك، زي ما انت هتبقى ليا كل حاجة.
كان ينظر لها بطريقة اشعرتها بالخجل فتوردت وجنتيها و هي تخفض رأسها، فمد يده ليمسك بذقنها و يرفعه بخفة لتنظر له، فنظرت له بإضطراب، فناداها بإسمها بخفوت ساحر
- ريحانة..
- اية
اخرجت حروفها بصوت يكاد يسمع و من ثم قطعت انفاسها عندما بدأ يخرج حروفه، فقد شعرت بأنه سيعترف لها بحبه و لذلك شعرت بالتوتر و الإضطراب.

- انا عايز، عايز اقولك، استنيني، اصبري عليا
قضبت جبينها بإستغراب و عدم فهم، بينما بلع ريقه ليكمل بتلعثم و هو يجول بنظراته حوله ليتحاشى النظر إليها
- يعني، انا بطيء في، في مواضيع الح...
توقف عن إكمال جملته ليقول بسرعة
- بصي، انسي
انهى جملته و غادر سريعا ليتركها واقفه في مكانها مذهولة، قاضبة حاجبيها بدهشة و ملامحها تظهر خيبة املها.

- ها عملت اية يا ايمن؟
قالها عز الدين لأيمن عبر الهاتف، فأجاب الأخير بضيق
- هو انا بدأت يا بابا عشان تسألني عملت اية
- ماشي، حاول تخلص المهمة قبل بليل
- عنيا، حاجة تاني؟
- لا
- سلام.

اسدل الليل ستائره
في مكتب الشيطان
- انت ازاي تعمل كدة يا ايمن
هتف بها الشيطان بغضب و هو ينظر لأيمن الذي كان يجلس مقابلا له، قال ايمن بهدوء.

- و فيه اية اللي عملته يا شيطان؟، انا بس عرفت الناس الحقيقة، عرفتهم انك واحد كويس و انك مكنتش بتأذي غير الناس اللي اذتك في موت امك، و ان الناس البريئة اللي كنت بتسجنها كانت اكيد عملت حاجة غلط عشان كدة كنت بتعاقبها، و ان اللقب اللي طلعوه عليك مكنش المفروض يكون ليك، كان المفروض يكون لجلال، اصله هو الشيطان الحقيقي اللي كان في القرية، هو اللي كان بيستعمل السلاح في إتجاة غلط مش انت، و حاجات كتيره.

- وانت تعمل كدة لية ها؟، مين سمحلك تكشف كل دة للناس!
هتف بها الشيطان بغضب جامح، فأجابه ايمن بهدوءه
- اللي سمحلي، بابا، و هو اللي طلب مني اعمل كدة عشان كان عايزك تبدأ حياة جديدة بعد ما خلصت انتقامك، دي وجه نظره
جلس الشيطان و هو يتنفس بخشونة، ضغط على قبضته بغضب ليقول بغضب مكبوت
- طب مش كان المفروض يرجعلي في الموضوع دة؟!
- كلمه و عاتبه.

قالها ايمن بلامبالاة، و من ثم نهض و صمت لبرهه ليقول رأيه بهدوء قبل ان يغادر
- اقولك بصراحة، كدة احسن، خلي الناس تعرفك، خليهم يتقربوا منك و تتقرب منهم، انت لازم تغير وجة نظرهم فيك لأنك هتحتاجهم في يوم من الأيام.

دخل الشيطان جناحه بخطوات هادئة، جلس على الأريكة و هو ينظر امامه بشرود، يفكر بما فعله ايمن و بما قاله، و بعد تفكيره الطويل شعر بأن ايمن محق برأيه و ما فعله لم يكن بستحق كل ذلك الغضب، فقد يكون ما فعله ايمن صحيحا و مفيدا له، بل بالتأكيد.

مال بجسده ليخلع حذائه و من ثم نهض و إتجة للخزانة و هو يخلع سترته، فتح الخزانة ليخرج سترة اخرى و يرتديها، التفت برأسه ليلقي نظرة على السرير لعلها تكون مستيقظه، فبعد آخر حديث دار بينهم اصبحت تتجاهله فلم تتناول طعام الغداء معه و عندما سأل عنها اخبروه بأنها نائمة، هو متأكد انها لم تكن كذلك، انتهى من ارتداء سترته و هو يغلق الخزانة بإهمال ليتقدم من السرير و يجلس عليه و هو ينظر لجسدها الذي لا يظهر منه شيء بسبب الغطاء الذي تضعه عليها، مد يده ليبعد الغطاء من على وجهها فيظهر، إبتسم عندما لاحظ حركة رموشها و اضطراب جفونها، فهي تمثل النوم الآن، استلقى بجابنها و وضع احدى يديه اسفل رأسه و الآخرى مدها لتحضتن وجنتها بحنان، اخذ ينظر لوجهها الملائكي لفترة وجيزة.

- هتفضل تبصلي كتير!
قالتها ريحانة و هي مغمضة العينين، فإرتسمت على شفتيه إبتسامة صغيرة في حين فتحت ريحانة عينيها و نظرت له و قالت بثبات اتقنته
- لو هتفضل مش هعرف انام
- يعني؟
- يعني قوم
رفع حاجبيه بإستنكار، فأكملت و هي تستدير بجسدها ليصبح ظهرها له
- و اقفل النور وراك
تقدم منها و حاوطها بذراعيه من الخلف و همس بخبث بالقرب من اذنها
- مش هقوم، بس ممكن اقفلك النور.

نظرت له بطرف عينيها ببرود مصتنع و هي تحاول منع رسم إبتسامة على شفتيها، ارتعش قلبها فجأة عندما طبع قبلة حانية اسفل اذنها، انتفضت من مكانها واقفه عندما طبع قبلة آخرى على رقبتها و هتفت بحدة
- انسى
قضب جبينه بعدم فهم، بينما اكملت بنرة ساخرة
- استنى عليا، اصبر
ادرك انها تقلده، فقال بهدوء
- حاسس انك بتقلديني، صح!
لم تعطه اي إجابه فقط حاشت بنظراها عنه، فنهض و التف حول السرير ليقف خلفها و يقول بخفوت.

- بتقلديني صح!
التفتت له بحدة و هتفت
- اه بقلدك
إبتسم إبتسامة جانبية و قال بهدوء
- لية؟
- مزاجي
قالتها بطريقة مستفزة لتغيظه، فغمغم و قال ببرود
- ماشي
تخطاها ليريح جسده على السرير، بينما ظلت ريحانة واقفة تشتعل غيظا حتى شعرت انها ستنفجر، فألتفتت له و هتفت بغضب
- تعرف انك واحد بارد، رخم، مش عارفة ازاي حبيتك، انا غلطانة، انا و احدة غيبة و مجنونة لأني حبيتك
- صح.

قالها بجمود و هو يغمض عينيه، فشعرت بأنها ستبكي من شدة غيظها و لكنها لن تسمح بذلك، لمحت كوب الماء الموضوع على الكومود المجاور للسرير، فتقدمت و التقطته لتسكبه عليه دون تردد، فأنتفض بفزع و نظر لهيئته و من ثم نظر لها بحدة و قال
- اية اللي عملتيه دة
هزت كتفيها بلامبالاة و هي تبتسم بإنتصار، فتقدم منها و امسكها من ذراعيها و اتى ان يقول شيء و لكنه تراجع، فقالت هي لتشعله غضبا
- تستاهل يا بار، آآآه.

صرخت بألم عندما قبض على ذراعها بقوة و هو يقول بتحذير
- لمي لسانك
- سيب دراعي
قالتها و هي تحاول ان تتملص من قبضته، فقال و هو يجز على اسنانه بغضب
- مش معنى اني ساكتلك يبقى...
لمعت عينيها بشراسة و هي تقاطعه بتحدي
- يبقى اية ها، و هتعمل اية ليا مثلا!
قلل من قوة قبضته و هو يقول
- هعمل حاجة مش هتعجبك
- اية عرفك انها مش هتعجبني؟، انا كل حاجة منك و فيك بتعجبني.

قالتها بتلقائية، فرفع حاجبيه بذهول، فأستدركت ما قالته فشعرت بالإحراج، فأسرعت و قالت بتلعثم
- قصدي مش هتقدر تعملي حاجة
لمعت عينيه بخبث و هو يومأ برأسه و يتمتم
- كل حاجة بتعجبك
- لاا
هتفت بها بسرعة و اكملت لتبرر موقفها السخيف
- اتلخبطت ب..

لم يسمح لها بأن تكمل جملتها فقد قطع السنتيمترات التي بينهم بسرعة ليعانق شفتيها بقبلة محمومة حملت كل شوقه و حبه الذي يخفيه عنها، لا يستطيع ان يبوح بحبه لها و لكنه يستطيع ان يعبر فقط، بادلته قبلته بشوق و إستسلام.

مستلقيه على السرير بجانبه، تضع رأسها على صدره العاري و هي تحاوطه بذراعيها بينما كان هو يحاوطها من خصرها.
- اية سبب الجرح اللي في طهرك يا بيجاد؟، قبل كدة سألت جدو الله يرحمه قالي انك انت اللي عورت نفسك الكلام دة صح!
قالتها ريحانة بهدوء، فنظر لها من فوق بهدوء قبل ان يومأ برأسه، فهتفت بإندفاع
- انت مجنون صح!
وضعت يدها على فمها بسرعه و تمتم بأسف
- اسفة.

نظر لها نظرة عابرة قبل ينقل نظراته للسقف و يقول بشرود
- فعلا كنت مجنون لدرجة اني كنت عايز اتحدى نفسي، كنت عايز اجرح نفسي جرح كبير، جرح بيوجع، بيموت عشان لما اتجرح اي جرح بسيط ميوجعنيش، و فعلا كان اكبر وجع بعد وجع حادث امي كان الجرح اللي عملته في طهري و بعدها كان اي جرح بيحصلي بيبقى بسيط، تافهه مبيوجعنيش
رفعت رأسها و نظرت له بتأثر، ظلت تنظر له لمدة دقيقة كاملة، فنظر لها و قال بلطف
- بتبصيلي لية؟

إبتسمت و همست له
- بحبك اوي
قبل جبينها و من ثم اغمض عينيه، فدفنت بدورها وجهها في عنقه لتنام و هي تستنشق رائحته.

بعد مرور اسبوعين
سارت ريحانة في حديقة القصر حتى وصلت للأسطبل فقد اخبرتها زهرة بأن سيدها بيجاد ينتظرها هناك، نظرت حولها باحثة عنه قبل ان تدخل لداخل الاسطبل
- بيجاد، بيجاد
نادته لعله يظهر عند سماعه لها، لكنه لم يظهر فتمتمت لنفسها
- شكله لسه مجاش، عموماً هستناه
خطت خطواتها لإتجاه أسطبل جواده و توقفت امامه وهي تمد يدها لتداعب رأس الجواد و هي تبتسم و تحدثه حيث تشتكي له من مالكه.

- شايف بيجاد، بيقولي تعالي و يتأخر عليا، عاجبك كدة، تصرفاته؟
نظرت امامها و اكملت بشرود
- تعرف، بقالي اسبوع مش بشوفه كتير، بقى مشغول و يادوب بشوفه الصبح و بليل لما يرجع
تنفست بعمق قبل ان تصمت لدقائق، لتقول بعدها بشرود حزين
- امتى هيعترفلي بقى، كل يوم بستنى اعترفه و بستنى على الفاضي
نظرت للجواد و سألته
- تفكران بيجاد مش بيحبني؟ تفتكر هو ماخدني تسلية بس و وان انا مليش مكان في قلبه؟

اخفضت رأسها و هي تتمتم بقلق و خوف
- لو كان فعلاً كدة، هعمل اية؟
- اتأخرت؟
قالها بيجاد و هو يقف خلفها ببضع امتار، فألتفتت سريعا بجسدها و إبتسمت تلقائيا عند رؤيتها له و اومأت برأسها، تقدم منها و هو يتأسف
- اسف، اتأخرت عليكي
نظرت له بهدوء و قالت
- متتأخرش عليا تاني
- أخر مرة
قالها وهو يبتسم لها بعذوبة، ومن ثم تخطاها ليخرج الجواد، فسبقته للخارج
- يلا.

قالها وهو ينظر لها، فتقدمت لتعتلي الجواد، فساعدها في ان تعتليه و من ثم اعتلاه خلفها، امسك باللجام و ضرب به الجواد بخفة فبدأ في الركض، كانت ريحانة هادئة جداً تنظر امامها بشرود
- مالك؟
قالها بهدوء، فأستيقظت من شرودها و رفعت رأسها و نظرت له و قالت
- ها؟، مفيش.

نظر لها من فوق و اومأ برأسه، فعادت هي كما كانت، بينما إبتسم بيجاد و هو يتذكر كلماتها في الاسطبل، اهي حمقاء؟ نعم هي حمقاء لتفكيرها بهذه الطريقة، فقط لأنه لم يعترف لها تفكر بأنه يتسلى بها؟، تلاشت إبتسامته و نظر امامه بجمود وساد الصمت لدقائق قبل ان يقطعه هو بقوله
- لسه مستنية
رفعت رأسها و نظرت له بعدم فهم و قالت
- ها؟
بينما اكمل
- قلتلك تستني عليا بس شكلك مش صبورة خالص.

قضبت جبينها بضيق و قد فهمت ما يقصد بقوله، فقالت و هي تنظر امامها
- كل دة و مش صبورة؟!
ساد الصمت لثواني قبل ان يقول بخفوت
- مش هخليكي تستني اكتر
رفعت رأسها و نظرت له و قالت بقلق
- يعني؟

شعرت بالخوف من قوله، فقد خمنت ما سيقوله بعد جملته الأخيرة، هل سينهي كل شيء؟، هل كانت توقعاتها بشأنه صحيحة؟، لمعت عينيها بالدموع و هي تخفض رأسها و ما لبثت ان رفعتها مرة آخرى و هي تحدق به بعدم تصديق عندما همس لها جانب اذنها
- يعني بحبك
رفرفت بجفنيها بعدم تصديق و هي تتمتم
- اية؟
بلع لعابه و هو يستجمع شجاعته مرة آخرى، نظر لها نظرة سحرتها و هو يهمس لها بصوت حاني
- بحبك يا ريحانة، بحبك مش بتسلى بيكي.

امتلأت مقلتيها بالدموع و سالت على وجنتيها و هي تضحك بسعادة، ترك اللجام من احدى يديه ليمسح دموعها برفق.
- اخيرا قولتها
قالتها من بين دموعها و من ثم دفنت وجهها في صدره و هي تتمتم بسعادة
- اخيرا يا بيجاد، اخيرا
ابعدت رأسها عن صدره و نظرت له و همست
- تعرف استنيت الكلمة دي قد اية؟
هز رأسه و هو يهمس
- عارف
مررت كفها على رقبته لتصل لوجنته و تحتضنها و هي تهمس له بعتاب
- عارف و سايبني في العذاب كل دة
- اسف.

همس بها و هو يجذب اللجام ليتوقف الجواد، حركت إبهامها على شفتيه و هي تبتسم و تقول بخفوت
- اعتذارك مش مقبول
مرر يده حول خصرها و هو ينخفض برأسه ليقترب منها و يهمس بخبث
- هخليه يتقبل.

انهى جملتها و هو يحتضن شفتيها بشفتيه ليقبلها بحب جنوني جعل الرغبة فيها تتملكها و تتملكه، رفعت ذراعها الأخرى لتحاوط عنقه بها و تبعثر خصلات شعره بأناملها و هي تبادله قبلته، ابتعدت قليلا لتلتقط انفاسها، نظرت لحدقتيه و إبتسمت بعذوبة و هي تهمس من بين انفاسها اللاهثة
- انا مش بحلم صح؟
ضحك بخفة و هو يهمس لها بالمثل
- لا.

إتسعت إبتسامتها و من ثم اعتلتها الدهشة عندما نظرت حولها و رأت الشموع تنير المكان فقد حل الظلام، اقترب من اذنها و همس بدفئ
- دي هدية عيدميلادك
بعد ان انهى جملته نزل من على الجواد و ساعدها على النزول، وقفت بين ذراعيه و هي تضحك و هي تجول بنظراتها حولها و تقول
- عملت كل دة امتى؟
- النهاردة
نظرت له بينما اكمل
- حبيت اعوضك عن عيدميلادك اللي بوظته
هزت رأسها بسعادة و هي تبتسم و تتمتم
- شكرا.

ابتعد عنها و جثى على احدى ركبتيه و هو يخرج علبة من جيبه و يفتحها ليقدمها لها و هو يقول
- تتجوزيني
نظرت له و ضحكت و هي تقول
- ما احنا متجوزين
- عادي، نتجوز تاني
لمعت عينيها بدموع السعادة و هي تومأ برأسها و تمد كفها الأيسر له و تقول
- موافقة اتجوزك، للمرة التانية.

إبتسم و هو ينهض ليدخل الخاتم في اصبعها البنصر ، فسالت دموعها على وجنتيها و هي تتقدم منه المسافة المتبقية لتعانقه بقوة، فتنفس بعمق و هو يبادلها العناق و يحملها لتصبح قدميها لا تلامس الأرض، دفن وجهه في عنقها ليشم رائحتها.

بعد مرور شهر
- مش قادرة يا زهرة، اطلبيلي الحكيم، حاسة ان روحي بتطلع
قالتها ريحانة بتعب من بين انفاسها المتقطعة و هي تمسك بمنشفة بين يديها، فقالت زهرة بقلق
- حاضر، بس خليني اساعدك و ادخلك جوه
كانت ريحانة جالسة على ارضية الحمام امام البيدية، هزت ريحانة رأسها بالرفض و قالت برجاء
- زهرة، اعملي اللي قلتلك عليه.

اومأت زهرة برأسها و التفتت سريعا لتنفذ ما طلبته منها ريحانة، بينما حاولت ريحانة ان تنهض و لكنها عادت و تقيأت.

بعد مرور ساعة
صعد بيجاد السلالم بسرعة و قلق، ركض في الممر ليصل لجناحه و يدخله، توقف عندما وقعت نظراته على ريحانة التي كانت تبكي.
- ريحانة!
همس بها بقلق و هو يسرع لها و يجلس امامها على السرير، احتضن وجهها بكفيه بلهفة و قلق و هو يقول بنبرة تظهر قلقه
- مالك يا ريحانة؟، في اية؟، لية بتعيطي؟
نظرت له و ازدادت في نحيبها، فضمها له و حاول تهدأتها و هو يهمس لها
- اهدي، اهدي يا ريحانة.

ابتعدت عنه و فتحت شفتيها لتخرج حروفها بصوتها الباكي
- انا، انا
نظر لها بلهفة ممزوجة بالاضطراب و هو يتمتم
- ها، أنتي اية؟
- انا حامل يا بيجاد
قالتها و هي تبكي بحرقة، فإتسعت مقلتيه بصدمة ليستدرك بعدها و يبتسم بسعادة و لكن إبتسامته تلاشت سريعا و هو ينظر لها، لماذا تبكي؟، بلع لعابه و قال بحزن
- انتي زعلانة لأنك حامل، مني!
مسحت دموعها ولكنها لم تتوقف عن البكاء، هزت رأسها بلا و هي تتمتم بصوتها الباكي السعيد.

- انا فرحانة، فرحانة اوي
إبتسم بسعادة حقيقية و ضمها له و هو يهتف بسعادة
- بحبك يا ريحانة، بحبك
امتزجت ضحكاتها بدموعها التي عادت تسيل مرة آخرى بغزارة و هي تزيد من ضمه لها، فقد اعترف لها وللمرة الثانية.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة